ذهان الحيض

ذهان الحيض هو مصطلح يصف بِدء وجيز ومفاجئ لحالة ذهانية مسببها الدورة الشهرية، وغالبًا ما تظهر أعراضه في المرحلة الأخيرة من الطور الأصفري قبل الحيض مباشرة. تكون الأعراض المرتبطة بها حادة وقد تشمل الهذيان أو الهوس أو البكم. لا يعترف أغلب الأطباء النفسيون بهذه المتلازمة على أنها حالة خاصة.[1]

رسم تخطيطي للدورة الشهرية (بناء على عدة مصادر مختلفة).

إن تفاقم متلازمة ما قبل الحيض هو ما يؤدي إلى إثارة أو سوء الحالات المحددة عادةً خلال المرحلة الأخيرة من الطور الأصفري في الدورة الشهرية. وقد تشمل الأعراض الذهان. فتبين أن على ما يقرب من 40% من النساء اللاتي يبحثون عن علاج لاضطراب مزعج سابق للحيض ليس يعانون منه، بل يعانون من تفاقم متلازمة ما قبل الحيض مسببها اضطراب مزاجي، مثل اضطراب ثنائي القطب.[2] وهناك العديد من الاختلافات الجنسية في الفصام، وهي حالة يمكن أن تأثر الدورات الشهرية للنساء بشكل ملحوظ في مستويات الأعراض الذهانية.[3][4]

الذهان الحلقي هو نوع من الذهان الذي يظهر لفترة قصيرة ويختفي ثم يظهر مرة أخرى بصورة دورية. ويوجد بشكل أساسي عند النساء.

الاضطراب الذهاني الوجيز هو نوع من الذهان الذي يظهر  لمدة أسبوع أو أقل في كل مرة، ولا يمكن للحالات المحددة  تفسير وجوده. ويظهر  بمعدل أكثر مرتين في النساء من الرجال، وبمعدل أكثر في النساء في الولايات المتحدة.[5] وفي إحدى الحالات التركية الموثقة جيدًا، تبين أن شخصًا ما قد تم تشخيصه في البداية بهذا الاضطراب من الأفضل أن يوصف بمعاناته من «الاضطراب الذهاني ما قبل الحيض».[6]

قد تأثر الحالة الخاصة التي تدعى «ذهان الحيض» في حوالي 1 من كل 10.000 امرأة.[7] فاعتبارًا من عام 2005، تم الإبلاغ عن 80 حالة فقط من حالات «ذهان الحيض» في المنشورات العلمية وقام أطباء القرن التاسع عشر تشخيص أغلبهم.[1][8]

ومع ذلك، يعاني ما يقدر بنحو 1 إلى 3% من النساء في سن الإنجاب من تفاقم متلازمة ما قبل الحيض مسببها اضطراب مزاجي.

التعريف

كما قام إيان بروكينغتون بتعريفه، «ذهان الحيض» هو نوع نادر من الاضطراب النفسي الشديد، ومن خصائصه ما يلي:[1]

  • بدء مفاجئ للأعراض عند شخص لم يعاني منها من قبل.
  • ظهور الأعراض لفترة زمنية قصيرة، ثم الشفاء التام.
  • ظهور أعراض ذهانية التي قد تشمل الارتباك أو الهلوسة، أو البكم والذهول، أو الأوهام أو  حالة من الهوس. يختلف هؤلاء عن متلازمة سابقة للحيض أو اضطراب مزعج سابق للحيض (المرحلة الأخيرة من الطور الأصفري) أو  اضطراب الدورة الشهرية المزاجي.
  • ظهور الأعراض في النَظْم مع الدورة الشهرية.

يشارك «ذهان الحيض» سمات سريرية مع، ويظهر بشكل مماثل لذهان ما بعد الولادة.[1] اقترح الباحثان ديوكارس وبروكينغتون أن الهبوط المفاجئ لمستويات الإستروجين في المخ قد تكون المحفز لكلا الحالتين.[9] ووجد الأخرون صلة مماثلة.[10][11][12][13][14]

في أغلب الحالات، تكون الصورة السريرية في ضمن طيف ثنائي القطب، ولكن يعاني البعض من سمات الذهان الحلقي أو  الكاتونية. يعاني الأقلية من سبب عضوي، ويمكن أن يوجد مُتَفاوِت مرتبط بصعوبة في التعلم. يعاني حوالي ثلث من بَدْء خلال منتصف الدورة ويعاني ثلثان خلال المرحلة الأخيرة من الطور الأصفري.[7]

علم الوبائيات

يطابق 3 إلى 8% من النساء اللاتي يكونون في سن الإنجاب معايير اضطراب مزعج سابق للحيض.[15] تبين أن ما يقرب من 40% من النساء اللاتي يبحثن عن علاج لاضطراب مزعج سابق للحيض لا يعانون منه، بل يعانون من تفاقم متلازمة ما قبل الحيض مسببها اضطراب مزاجي.[2]

لم تذكر الحالة الخاصة «ذهان الحيض» بشكل غير اعتيادي، حيث اعتبارًا من عام 2005 لم يتم الإبلاغ إلا عن 80 حالة فقط في المنشورات العلمية وتوجد أدلة غير كاملة على 200 حالة أخرى.[1]

يوجد بعض الأدلة في علاج ذهان الحيض التي تشير إلى فعالية البروجستيرون والكلوميفين والهرمون المنشط للدرقية.[7]

وتم استخدام الإستروجين بشكل فعال كعلاج مساعد للنساء اللاتي يعانون من الفصام. فغالبًا ما تنخفض مستويات الإستروجين لدى النساء في الأيام التي تسبق الحيض.[16][17] وفي بعض الحالات التي لم يساعد العلاج بالمؤثرات العقلية الذهان، أدى العلاج بالهرمونات إلى تعافي كامل.[18][19] وفي حالة أخرى، كان العلاج بالهرمونات ناجحًا دون المحاولة بالعلاج بالمؤثرات العقلية.[20][21] فيبدو أن الاستعداد الوراثي للمرأة للحالات الذهانية يدير تأثير الإستروجين داخل الجسد.[22]

يعتقد البعض أن الإستروجين لديه تأثير يقلل من إفراز الدوبامين شبيه للأدوية مضادة الذهان، ويقوم أيضًا بتعديل مستويات السيروتونين.[13][22][23][24][25][26][27][28][29] ويعتقد أخرون بأن مستويات الإستروجين ليس لها تأثير مباشر في الأعراض الذهانية، ولكنه يحسن المزاج، والذي بدوره يمكن أن يحد من الذهان.[30][31][32]

أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن لدى الإستروجين خصائص مضادة الدوبامين، مما تحفز النمطية وتطيل من نوبات التخشب. فمثل مضادات الذهان، يزيد الإستروجين من كثافة مستقبلات الدوبامين ويحد من تطور الحساسية المفرطة لمستقبلات الدوبامين.[33]

وتبين أن التطبيق الموضعي للإستروجين في قرن آمون عند الفئران يمنع إعادة امتصاص السيروتونين. وعلى العكس من ذلك، تبين أن التطبيق الموضعي للإستروجين يمنع قدرة الفلوفوكسامين على إبطاء تصفية السيروتونين، مما يشير إلى أن نفس المسارات المشاركة في مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد تتأثر أيضًا بمكونات مسارات إشارة الإستروجين الموضعي.[34]

المراجع

  1. Brockington IF (June 2011). "Menstrual psychosis: a bipolar disorder with a link to the hypothalamus". Current Psychiatry Reports. 13 (3): 193–7. doi:10.1007/s11920-011-0191-5. PMID 21424263. نسخة محفوظة 13 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  2. "PMDD/PMS". The Massachusetts General Hospital Center for Women’s Mental Health. Retrieved 12 January 2019. نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. Grigoriadis S, Seeman MV (June 2002). "The role of estrogen in schizophrenia: implications for schizophrenia practice guidelines for women". Canadian Journal of Psychiatry. 47 (5): 437–42. doi:10.1177/070674370204700504. PMID 12085678. نسخة محفوظة 1 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  4. Seeman MV (May 2012). "Menstrual exacerbation of schizophrenia symptoms". Acta Psychiatrica Scandinavica. 125 (5): 363-71. doi: 10.1111/j.1600-0447.2011.01822.x. PMID 22235755 نسخة محفوظة 14 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  5. Brief Psychotic Disorder at eMedicine نسخة محفوظة 17 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. Karatepe HT, Işık H, Sayar K, Yavuz F (2010). "Menstruation-related recurrent psychotic disorder: a case report". Düşünen Adam the Journal of Psychiatry and Neurological Sciences. 23: 282–7. نسخة محفوظة 4 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. Brockington, Ian (2016). The Psychoses of Menstruation and Childbearing. Cambridge University Press. p. 344. doi:10.1017/9781316286517. ISBN 978-1-316-28651-7.
  8. Brockington I (February 2005). "Menstrual psychosis". review. World Psychiatry. 4 (1): 9–17. PMC 1414712. PMID 16633495. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. Deuchar N, Brockington I (June 1998). "Puerperal and menstrual psychoses: the proposal of a unitary etiological hypothesis". review. Journal of Psychosomatic Obstetrics and Gynaecology. 19 (2): 104–10. doi:10.3109/01674829809048503. PMID 9638603. نسخة محفوظة 8 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.
  10. Endo M, Daiguji M, Asano Y, Yamashita I, Takahashi S (May 1978). "Periodic psychosis recurring in association with menstrual cycle". The Journal of Clinical Psychiatry. 39 (5): 456–66. PMID 565354. نسخة محفوظة 23 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  11. Mahé V, Dumaine A (November 2001). "Oestrogen withdrawal associated psychoses". Acta Psychiatrica Scandinavica. 104 (5): 323–31. doi:10.1111/j.1600-0447.2001.00288.x. PMID 11722312. نسخة محفوظة 16 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. Rapkin AJ, Mikacich JA, Moatakef-Imani B, Rasgon N (December 2002). "The clinical nature and formal diagnosis of premenstrual, postpartum, and perimenopausal affective disorders". Current Psychiatry Reports. 4 (6): 419–28. doi:10.1007/s11920-002-0069-7. PMID 12441021. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. Gogos A, Sbisa AM, Sun J, Gibbons A, Udawela M, Dean B (2015). "A Role for Estrogen in Schizophrenia: Clinical and Preclinical Findings". International Journal of Endocrinology. 2015: 615356. نسخة محفوظة 22 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. Estrogen Effects in Psychiatric Disorders. Vienna: Springer-Verlag. 2005. ISBN 9783211404850 نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. Rapkin AJ, Lewis EI (November 2013). "Treatment of premenstrual dysphoric disorder". Women's Health. 9 (6): 537–56. doi:10.2217/whe.13.62. PMID 24161307. نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. Grigoriadis S, Seeman MV (2006). "The Role of Estrogen in Schizophrenia: Implications for Schizophrenia Practice Guidelines for Women". Focus. 4: 134. doi:10.1176/foc.4.1.134.
  17. Begemann MJ, Dekker CF, van Lunenburg M, Sommer IE (November 2012). "Estrogen augmentation in schizophrenia: a quantitative review of current evidence". Schizophrenia Research. 141 (2–3): 179–84. doi:10.1016/j.schres.2012.08.016. PMID 22998932. نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  18. Stein D, Blumensohn R, Witztum E (2003). "Perimenstrual psychosis among female adolescents: two case reports and an update of the literature". International Journal of Psychiatry in Medicine. 33 (2): 169–79. doi:10.2190/6E0C-52XC-GGWQ-DPU4. PMID 12968830. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  19. Coromina Sadurni M, Rodie JU, de Montagut LM, Sánchez Autet M (December 2009). "The use of oral contraceptives as a prevention of recurrent premenstrual psychosis". Psychiatry Research. 170 (2–3): 290–1. doi:10.1016/j.psychres.2009.02.015. hdl:10261/76080. PMID 19836081.
  20. Stein D, Hanukoglu A, Blank S, Elizur A (December 1993). "Cyclic psychosis associated with the menstrual cycle". The British Journal of Psychiatry. 163(6): 824–8. doi:10.1192/bjp.163.6.824. PMID 8306131. نسخة محفوظة 28 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  21. Felthous AR, Robinson DB, Conroy RW (February 1980). "Prevention of recurrent menstrual psychosis by an oral contraceptive". The American Journal of Psychiatry. 137 (2): 245–6. doi:10.1176/ajp.137.2.245. PMID 6101529. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. Häfner H (2002). "Schizophrenia: Do men and women suffer from the same disease?". Archives of Clinical Psychiatry (São Paulo). 29 (6): 267–292. doi:10.1590/S0101-60832002000600002.
  23. Seeman M (1981). "Gender and the onset of schizophrenia: Neurohumoral influences". Psychiatric Journal of the University of Ottawa. 6 (3): 136–138. نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  24. Kulkarni J (February 2009). "Oestrogen--a new treatment approach for schizophrenia?". The Medical Journal of Australia. 190 (4 Suppl): S37–8. doi:10.5694/j.1326-5377.2009.tb02373.x. PMID 19220172. نسخة محفوظة 14 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
  25. Bergemann N, Parzer P, Runnebaum B, Resch F, Mundt C (October 2007). "Estrogen, menstrual cycle phases, and psychopathology in women suffering from schizophrenia". Psychological Medicine. 37 (10): 1427–36. doi:10.1017/S0033291707000578. PMID 17451629. نسخة محفوظة 17 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  26. Korhonen S, Saarijärvi S, Aito M (September 1995). "Successful estradiol treatment of psychotic symptoms in the premenstrual phase: a case report". Acta Psychiatrica Scandinavica. 92 (3): 237–8. doi:10.1111/j.1600-0447.1995.tb09575.x. PMID 7484205. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  27. Riecher-Rössler A, Häfner H (1993). "Schizophrenia and oestrogens--is there an association?". European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience. 242 (6): 323–8. doi:10.1007/BF02190244. PMID 8323981. نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  28. van der Leeuw C, Habets P, Gronenschild E, Domen P, Michielse S, van Kroonenburgh M, van Os J, Marcelis M (October 2013). "Testing the estrogen hypothesis of schizophrenia: associations between cumulative estrogen exposure and cerebral structural measures". Schizophrenia Research. 150 (1): 114–20. doi:10.1016/j.schres.2013.07.033. PMID 23938177. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  29. Huber TJ, Borsutzky M, Schneider U, Emrich HM (April 2004). "Psychotic disorders and gonadal function: evidence supporting the oestrogen hypothesis". Acta Psychiatrica Scandinavica. 109 (4): 269–74. doi:10.1046/j.1600-0447.2003.00251.x. PMID 15008800. نسخة محفوظة 14 يناير 2011 على موقع واي باك مشين.
  30. Gleeson PC, Worsley R, Gavrilidis E, Nathoo S, Ng E, Lee S, Kulkarni J (May 2016). "Menstrual cycle characteristics in women with persistent schizophrenia". The Australian and New Zealand Journal of Psychiatry. 50 (5): 481–7. doi:10.1177/0004867415590459. PMID 26070315. نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  31. Choi SH, Kang SB, Joe SH (September 2001). "Changes in premenstrual symptoms in women with schizophrenia: a prospective study". Psychosomatic Medicine. 63 (5): 822–9. doi:10.1097/00006842-200109000-00016. PMID 11573031. نسخة محفوظة 14 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
  32. Glick ID, Stewart D (1980). "A new drug treatment for premenstrual exacerbation of schizophrenia". Comprehensive Psychiatry. 21 (4): 281–7. doi:10.1016/0010-440X(80)90032-2. PMID 7190483. نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  33. Hendrick V, Altshuler LL, Burt VK (1996). "Course of psychiatric disorders across the menstrual cycle". Harvard Review of Psychiatry. 4 (4): 200–7. doi:10.3109/10673229609030544. PMID 9384994. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  34. Benmansour S, Weaver RS, Barton AK, Adeniji OS, Frazer A (April 2012). "Comparison of the effects of estradiol and progesterone on serotonergic function". Biological Psychiatry. 71 (7): 633-41. doi:10.1016/j.biopsych.2011.11.023. PMC 3307822. PMID 22225849. نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة المرأة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.