رسم الهمزة في المصحف العثماني
أحكام رسم الهمزة، حرف الهمزة الأصل فيه: التحقيق، ويقابله التخفيف، ولما كانت الهمزة ثقيلة توسعت العرب في تخفيفها، والتخفيف لغة أهل الحجاز، وأنواعه ثلاثة:
أحدها: التسهيل بين بين، ثانيها: الإبدال، ثالثها: الحذف.
وإن الصحابة والتابعين لما كتبوا المصحف، كانت مصاحفهم مجردة من النقاط والحركات، ولما كانت الهمزة تتكرر في المصحف احتاجوا إلى طريقة لتثبيتها، واستعاروا لها شكل ما تؤول إليه في تخفيفها، تنبيهًا على توسعهم فيها.[1]
والهمزة إما أن تكون ساكنة أو متحركة، فأما الساكنة فتقع من الكلمة وسطًا وطرفًا، وترسم في الموضعين بصورة الحرف الذي منه حركة ما قبلها؛ لأنها به تبدل في التخفيف، نحو: البأس، وجئت، المؤمنون، اقرأ، ونبئ، ولؤلؤ.
والهمزة المتحركة تقع من الكلمة ابتداءً ووسطًا وطرفًا.
فأما التي تقع ابتداءً فإنها ترسم ألفًا، وأما التي تقع طرفا فأنها ترسم بصورة حركة الحرف الذي قبل الهمزة، وأما التي تقع وسطًا فلها ثلاثة أحوال:
أن ترسم بصورة حركة الهمزة، أو أن ترسم بصورة حركة الحرف الذي قبل الهمزة، أو أن ترسم بلا صورة.[2]
معنى الهمزة
الهمز: لغة مصدر بمعنى الضغط والدفع، ويستعمل مصدرًا أيضًا بمعنى النطق بالهمزة، فيقال: همزت الكلمة إذا نطقت فيها بهمزة.
سمي الحرف المعلوم همزا، وهمزة؛ لأنه يحتاج في إخراجه من أقصى الحلق إلى ضغط الصوت ودفعه لثقله.[3]
الهمزة على مر العصور
إن الرسم العثماني مر بمراحل عدة، فقد كتب أولا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جمع في عهد أبي بكر وعثمان، ثم لما دخل العجم في الإسلام وانتشر اللحن اضطروا إلى وضع نقط الإعراب -وضعوا نقاطًا تمثل الحركات-، ثم في عهد الخلفاء الأمويين وضعوا نقط الإعجام -وضعوا نقاطا للتفريق بين الأحرف المتشابه-، ثم حسَّن الخليل بن أحمد الفراهيدي وفرق بين الحركات، والهمزة تطورت مع هذه المراحل، ففي عصر الصحابة كان يشار إليها بصورة الحرف الذي يؤول إليه في التخفيف، ثم وضع لها دارة في نقط الإعراب، صفراء للمحققة، وحمراء للمسهلة، ثم وضع لها الخليل بن أحمد الفراهيدي رأس عين، واستمرت هكذا إلى يومنا هذا.[4][1]
أحوال الهمزة في لغة العرب
الأصل في الهمزة: التحقيق، ويقابله التخفيف، ولما كانت الهمزة ثقيلة توسعت العرب في تخفيفها، والتخفيف لغة أهل الحجاز، وأنواعه ثلاثة:
أحدها: التسهيل بين بين، وهذا هو الأصل في الهمزة المتحركة، المتحرك ما قبلها.
ثانيها: الإبدال، وهو الأصل في الهمزة الساكنة.
ثالثها: الحذف، ولم يأت إلا في المتحركة، وينقسم إلى قسمين:
- حذف للهمزة مع حركتها ويعبر عنه بالإسقاط، وذلك في حال تكرار الهمزة.
- وحذف للهمزة ونقل حركتها إلى الساكن قبلها.[1]
كيفية رسم الهمزة في العصور الأولى
إن الصحابة والتابعين لما كتبوا المصحف، كانت مصاحفهم مجردة من النقاط والحركات، ولما كانت الهمزة تتكرر في المصحف احتاجوا إلى طريقة لتثبيتها، واستعاروا لها شكل ما تؤول إليه في تخفيفها، تنبيهًا على توسعهم فيها.[1]
كيفية رسم الهمزة الساكنة في الرسم العثماني
الهمزة إما أن تكون ساكنة أو متحركة، فأما الساكنة فتقع من الكلمة وسطًا وطرفًا، وترسم في الموضعين بصورة الحرف الذي منه حركة ما قبلها؛ لأنها به تبدل في التخفيف، نحو: البأس، وجئت، المؤمنون، اقرأ، ونبئ، ولؤلؤ.[5][6]
كيفية رسم الهمزة المتحركة في الرسم العثماني
الهمزة المتحركة تقع من الكلمة ابتداءً ووسطًا وطرفًا.
فأما التي تقع ابتداءً فإنها ترسم ألفًا، نحو: أخذنا، وإبراهيم، وأوحي، وكذلك حُكمها إن اتصل بها حرف دخيل زائد، نحو: سأَصرف.
وأما التي تقع وسطًا فلها ثلاثة أحوال:
1- أن ترسم بصورة حركة الهمزة؛ وذلك إذا كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة وقد سبقت بفتح، لأنها بها تخفف، نحو: سأل، ويئس، ويذرؤكم، وكذا إذا كانت الهمزة مضمومة أو مكسورة وقد سبقت بألف، نحو: ءاباؤكم، وءابائهم.
2- أن ترسم بصورة حركة الحرف الذي قبل الهمزة، وذلك إذا كانت الهمزة مفتوحة وقد سبقت بضم أو كسر، أو مضمومة وقبلها كسرة، لأنها به تبدل في التخفيف، نحو: الخاطئة، والفؤاد، أنبئكم.
3- أن ترسم بلا صورة، وذلك في كل ما يخفف فيه بالنقل أو بالبدل، نحو: يسأل، شيئًا، ونحو ذلك، أو ما فيه اجتماع ألفين أو واوين أو ياءين، نحو: ءادم، وإسراءيل، برءوسكم، وكذا إذا كان الساكن الواقع قبلها ألفا وانفتحت، نحو: أبناءنا.
وأما التي تقع طرفا فأنها ترسم بصورة حركة الحرف الذي قبل الهمزة، لأنها بها تخفف لقوته، نحو: بدأ، وقرئ، وامرؤا، وإن سكن ما قبلها لم ترسم لها صورة، نحو: المرء.
فهذا قياس رسم الهمزة في جميع أحوالها وحركاتها، وقد جاءت حروف في الرسم خارجة عن ذلك لمعان.[2][7][8]
انظر أيضًا:
مراجع
- دليل الحيران على مورد الظمآن، أبو إسحاق المارغني، دار الحديث- القاهرة، (ص:231)
- المقنع في رسم مصاحف الأمصار، أبو عمرو الداني، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، (ص: 68)
- "ص231 - كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن - حكم الهمز وضبطه - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
- "ص333 - كتاب المصاحف لابن أبي داود - كيف تنقط المصاحف قال أبو حاتم السجستاني ونقطه بيده هذا كتاب يستدل به على علم النقط ومواضعه إذا كان الحرف مرفوعا غير منون نقطته قدامه واحدة مثل قوله الرحمن الرحيم وإذا كان منصوبا غير منون نقطته واحدة فوقه كقوله الرحمن الرحيم وإذا كان مجرورا - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
- "ص65 - كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار - باب ذكر الهمزة وأحكام رسمها في المصاحف - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2022.
- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين، علي الضباع، دار الصحابة للتراث، (ص: 40)
- تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني، حسين الشوشاوي، جامعة المرقب بليبيا، (1/ 338)
- دليل الحيران على مورد الظمآن، أبو إسحاق المارغني، دار الحديث- القاهرة، (ص:231-254)
- بوابة الإسلام
- بوابة القرآن
- بوابة اللغة العربية