رضية سلطانة
راضية بنت إلتـُتـْمـِش وشهرتها السلطانة راضية (1205 - 1240) هي سلطانة من سلطنة دلهي تولت العرش في الفترة (1236 - 1240) خلفا لأخيها ركن الدين فيروز، وهي ابنة السلطان شمس الدين إلتتمش. وقد كانت تدربت في حياة والدها على تنظيم الدولة وتولي شؤون الجيوش وكان يعدها لتكون ولية عهده.[1]
السلطانة راضية | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1205 بدايون |
الوفاة | 1240 دلهي |
طبيعة الوفاة | الاغتيال |
الأب | شمس الدين التتمش |
إخوة وأخوات | |
عائلة | مماليك الهند |
الحياة العملية | |
المهنة | حاكم |
حياتها وتوليها للعرش
كانت السلطانة راضية هي ابنة شمس الدين التتمش، الذي بدأ حياته كمملوك تركي وانتهى به كسلطان دلهي . كان إلتتمش مقرباً من سيده قطب الدين دين أيبك أول سلطان لدلهي، حتى أنه زوجه ابنته قطب بيجوم، راضية هي حفيدة قطب الدين دين أيبك وشمشاد بيجوم (السلطانة الأم) وكان لراضية أيضا شقيق "ناصر الدين محمد". نشأت راضية، التي كانت عضوا في الأسرة الحاكمة، في ظروف متميزة وكانت قريبة من عتلات السلطة داخل الحريم (حيث كانت أمها مهيمنة)، كانت راضية في حالة تناقض أئمة مع إخوتها غير الأشقاء ركن الدين فيروز و معز الدين بهرام.
عندما كانت راضية في الخامسة من عمرها، توفي قطب الدين دين أيبك وخلفه إلتتمش، كانت راضية مفضلة أبيها، كما سمح لها أن تكون حاضرة حوله بينما كان يتعامل مع شؤون الدولة، في وقت لاحق، مثل بعض الأميرات الأخرى في ذلك الوقت، تم تدريبها على إدارة المملكة إذا لزم الأمر، في غياب والدها أو زوجها، وقد أُثنيَ على قدراتها وجهودها. ومع ذلك، كان الابن الأكبر لإلتتمش وشقيق راضية "ناصر الدين محمد" الذي تم إعداده من قبل إلتتمش ليخلفه ولكن توفي ناصر الدين دين فجأة في 1229 م، فخسر إلتتمش خليفه، لولم يكن يشعر أن أيا من أبنائه الباقين كانوا جديرين بالعرش. في 1230، كان عليه أن يغادر العاصمة من أجل قيادة غزو ضد غواليور . وخلال غيابه، عملت راضية كوجهة مختصة، بمساعدة وزير السلطان الموثوق به. عاد إلتتمش إلى دلهي في 1231 بعد أن قبض على جواليور ، وكانت قضية الخلافة في المقام الأول على ذهنه. أصبح إلتتمش أول سلطان يعين امرأة خلفاً له عندما عين راضية وريثه ظاهرا، كانت راضية المرأة الحاكمة الأولى والوحيدة في سلطنة دلهي، ومع ذلك، بعد وفاة إلتتمش يوم الأربعاء 30 أبريل 1236، تم رفع الأخ غير الشقيق ركن الدين دين فيروز إلى العرش بدلا منها.
ولكن حكم الدين فيروز كان قصيراً، لتخليه عن السعي لتحسين أمور البلاد واتجاهه لتحقيق المتعة الشخصية والفجور، مما إلى غضب المواطنين، وفي 9 نوفمبر 1236، اغتيل كل من ركن الدين ووالدته شاه تركان بعد ستة أشهر فقط في السلطة، وبالتالي وافق النبلاء والأمراء على تعيين راضية سلطانةً لهم.
كان راضية حاكماً فعالاً وامتلكت كل صفات الحاكم، وفقا لسياسة أبيها ، كانت "راجحة العقل، وراعية للتعلم، وموزعة للعدالة، ومحبة لرعاياها، وذات موهبة حربية، ولديها كل الصفات والمؤهلات الرائعة اللازمة للحكم"، وهي تشتهر أيضا بمشاركتها الرومانسية والأساطير مع حبيبها مالك اختيار الدين ألتونيا والذي ساندها ومكنها من تعزيز حكمها و تحول لاحقاً إلى زوجها.
فترة الحكم
جلست راضية على عرش سلطنة دلهي نحو أربع سنوات (634-637هـ= 1236-1240م) بذلت ما في وسعها من طاقة لتنهض بالبلاد التي خوت خزائنها من المال لإسراف أخيها، وسارت على خطى أبيها في سياسته الحكيمة العادلة، لكنها اصطدمت بكبار أمراء الملوك الذين يشكلون جماعة الأربعين، ويستأثرون بالسلطة والنفوذ، وحاولت جاهدة أن تسوسهم، وتحتال على تفريق كلمتهم، وتعقُّب المتمردين والثائرين عليها، وكانت تظهر بمظهر الرجال، وتجلس على العرش والعباءة عليها، والقلنسوة على رأسها وتقود جيشها وهي تمتطي ظهر فيلها.
فترة ولاياتها
ولما استقرت أحوال مملكتها انصرفت إلى تنظيم شئونها، فعيّنت وزيرا جديدا للبلاد، وفوضت أمر الجيش إلى واحد من أكفأ قادتها هو "سيف الدين أيبك"، ونجحت جيوشها في مهاجمة قلعة "رنتهبور" وإنقاذ المسلمين المحاصرين بها، وكان الهنود يحاصرون القلعة بعد وفاة أبيها السلطان "التتمش".
غير أن هذه السياسة لم تلق ترحيبا من مماليك سلطنتها الذين أنفوا أن تحكمهم امرأة، وزاد من بغضهم لهذا الأمر أن السلطانة قرّبت إليها رجلا فارسيًا يُدعى "جمال الدين ياقوت"، كان يشغل منصب قائد الفرسان، ولم تستطع السلطانة أن تُسكت حركات التمرد التي تقوم ضدها، كما كانت تفعل في كل مرة، فاجتمع عليها المماليك وأشعلوا الثورة ضدها، وحاولت أن تقمعها بكل شجاعة، لكنها هُزمت، وانتهى الأمر بقتلها في (25 ربيع الأول 637هـ= 25 أكتوبر 1239م) وتولّي أخيها السلطان "معز الدين" عرش البلاد.
ضريح راضية
قبر في دلهي القديمة، ليس له قبة ولا يوجد حوله زحام.. هذا ليس مكانا لملكة.. هنا ترقد «السلطانة راضية»، الإمبراطورة الرابعة من سلالة الرقيق التي حكمت دلهي في الفترة ما بين عامي 1236 و 1240 ميلادية. كانت راضية، وهي من سلالة المسلمين ذوي الأصول التركية الذين فتحوا الهند في القرن الحادي عشر، هي المرأة الوحيدة في التاريخ التي تم تتويجها بسلطنة دلهي وأول حاكمة مسلمة أيضا في جنوب آسيا.
يقع قبر راضية البسيط بين الأزقة الضيقة في مدينة دلهي القديمة شمالي الهند. من الواضح أن القبر قد عانى من ويلات الزمن، حيث إنه متهدم ومغطى بالغبار والأوساخ. تحيط مجموعة من المباني السكنية غير الجذابة بالقبر من جميع الجهات. وضع بعض الأشخاص، الذين تعدوا على المكان، قطعا بلاستيكية حول القبر وبدأوا يعيشون فيه، محولين القبر إلى حي حضري.
كان موقع القبر في القرن الثالث عشر عبارة عن غابة، ولا يعلم أحد كيف انتهى جثمان راضية إلى حيث ترقد اليوم. وعلى الرغم من أن هناك قبرا آخر بجوار قبرها، فإنه لا يعرف أحد هوية صاحب هذا القبر. قام بعض السكان المحليين بتحويل هذا القبر إلى مكان للعبادة، تقام فيه الصلوات الخمس كل يوم.
المصادر
- Table of Delhi Kings: Muazzi Slave King The Imperial Gazetteer of India, 1909, v. 2, p. 368.. نسخة محفوظة 22 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
انظر أيضا
- بوابة السياسة
- بوابة المرأة
- بوابة أعلام
- بوابة الإسلام
- بوابة الهند