جمهورية رومانيا الاشتراكية

تُشير تسمية جمهورية رومانيا الاشتراكية إلى رومانيا في عهد نظام الحزب الواحد الشيوعي الماركسي اللينيني الذي وُجد رسميًا من العام 1947 حتى العام 1989. منذ عام 1947 وحتى عام 1965 عُرفت الدولة باسم جمهورية رومانيا الشعبية. كانت جمهورية رومانيا الاشتراكية دولة منحازة إلى الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، وهيمن على سياستها الحزب الشيوعي الروماني كما نصت على ذلك دساتير البلاد.

رومانيا
Republica Populară Romînă
Republica Socialistă România¹
جمهورية رومانيا الاشتراكية

1947  1989
جمهورية رومانيا الاشتراكية
علم رومانيا 
جمهورية رومانيا الاشتراكية
شعار
النشيد : Zdrobite cătuşe (1947–1953)
Te slăvim Românie (1953–1977)
Trei Culori (1977–1989)

عاصمة بوخارست
نظام الحكم جمهورية اشتراكية نظام الحزب الواحد
اللغة الرسمية الرومانية 
لغات مشتركة لغة رومانية
الرئيس
Constantin Parhon 1947–1952
بيترو جروزا 1952–1958
أيون جورجي مورير 1958–1961
Gheorghe Gheorghiu-Dej 1961–1965
Chivu Stoica 1965–1967
نيكولاي تشاوتشيسكو 1967–1989
التشريع
السلطة التشريعية Great National Assembly
الانتماءات والعضوية
حلف وارسو 
التاريخ
الفترة التاريخية الحرب الباردة
Monarchy abolished 30 ديسمبر 1947
الثورة الرومانية 22 ديسمبر 1989
المساحة
1987 238٬391 كم² (92٬043 ميل²)
السكان
1987 23٬102٬000 نسمة
     الكثافة: 96٫9 /كم²  (251 /ميل²)
بيانات أخرى
العملة ليو روماني ROL
المنطقة الزمنية +2
  في الصيف (DST) +3
المنطقة الزمنية توقيت شرق أوروبا
رمز الهاتف الدولي 40
ملاحظات
¹ Until 1965 the official name was Republica Populară Romînă (People's Republic of Romania).
The administrative divisions of the country were قائمة أقاليم رومانياe from 1947 to 1950, rayons from 1950 to 1968 and judeţe from 1968 to 1989.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، خضعت رومانيا التي كانت جزءًا من دول المحور للاحتلال السوفييتي، الممثل الوحيد للحلفاء. في 6 مارس 1945، بعد مظاهرات عارمة لأنصار الشيوعية وبضغط من الممثل السوفييتي في مفوضية الحلفاء، نُصّبت حكومة موالية للاتحاد السوفييتي ضمت أعضاء من حزب العمال الروماني المحظور سابقًا. شيئًا فشيئًا تزايدت سيطرة أعضاء حزب العمال والأحزاب المنحازة للشيوعية على إدارة الدولة وأُزيح الزعماء السياسيين من حقبة ما قبل الحرب من المشهد السياسي بشكل مطرد. في ديسمبر من العام 1947، أُجبر الملك ميخائيل على التخلي عن العرش وأُعلن عن قيام جمهورية رومانيا الشعبية.

في البداية، استُنزفت موارد رومانيا الشحيحة في حقبة ما بعد الحرب بسبب مشاريع «سوف-روم»، وهي شركات سوفييتية-رومانية معفية من الضرائب هيمن عن طريقها الاتحاد السوفييتي على موارد دخل رومانيا الرئيسية.[1] ومن عوامل الاستنزاف أيضًا تُذكر تعويضات الحرب التي توجب دفعها للاتحاد السوفييتي. رغم ذلك، ففي خمسينيات القرن العشرين، راحت الحكومة الشيوعية الرومانية تفرض استقلالية أكبر، بما في ذلك على سبيل المثال، سحب جميع الجنود السوفييت من رومانيا بحلول العام 1958.[2]

في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، أصبح نيكولاي تشاوتشيسكو الأمين العام للحزب الشيوعي (1965)، ورئيس مجلس الدولة (1967)، وتسلم منصب الرئاسة المنشأ حديثًا في العام 1974. أسهم شجب تشاوتشيسكو لغزو حلف وارسو لتيشكوسلوفاكيا في العام 1968 والتخفيف قصير الأمد للقمع الداخلي في إعطاء صورة إيجابية عنه في البلاد ولدى الغرب على حد سواء. ومع ذلك، أفسح النمو الاقتصادي المتسارع المنسوب جزئيًا إلى القروض الخارجية أفسح المجال أمام فرض التقشف والقمع السياسي الذي قاد إلى إسقاط حكومة تشاوتيشسكو الاستبدادية في ديسمبر 1989.[3][4][5]

أُعدم الكثيرون أو لقوا حتفهم في المعتقلات خلال عهد رومانيا الشيوعية، وأغلبهم في الحقبة الستالينية في خمسينيات القرن العشرين. في حين أن أحكام الإعدام القضائية بين الأعوام 1945 و1964 بلغت 137،[6] إلا أن حالات الوفاة في المعتقلات تُقدّر بعشرات[7] أو مئات الألوف.[8][9] واعتقلت أعداد أكبر لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غيرها، وتعرضوا للسجن، والتعذيب، أو القتل.

من ناحية جغرافية، يحد رومانيا البحر الأسود شرقًا، والاتحاد السوفييتي (عبر جمهوريات أوكرانيا ومولدوفيا السوفيتية) شمالًا وشرقًا، وهنغاريا ويوغسلافيا غربًا، وبلغاريا جنوبًا.

تاريخ

عندما أطاح الملك ميخائيل بيون أنتونيسكو بدعم من الأحزاب السياسية الرئيسية في أغسطس من العام 1944، وانحاز برومانيا بعيدًا عن دول المحور إلى جانب الحلفاء، لم يتمكن ميخائيل من فعل ما يساعده على محو ذكرى اشتراك بلاده حديثًا في الغزو النازي للاتحاد السوفييتي. قاتلت القوات الرومانية تحت إمرة السوفييت، وزحفت عبر ترانسيلفانيا الشمالية إلى داخل هنغاريا ومنها إلى تشيكوسلوفاكيا ثم النمسا. بالرغم من ذلك، تعامل السوفييت مع رومانيا باعتبارها أرضًا محتلة،[10] وبقيت القوات السوفييتية في رومانيا كقوات احتلال بذريعة أن السلطات الرومانية لم تتمكن من ضمان الأمن والاستقرار في ترانسيلفانيا الشمالية.

أقر مؤتمر يالطا وجود مصالح مهيمنة للاتحاد السوفييتي في رومانيا، وأخفقت معاهدات مؤتمر باريس للسلام 1947 في الاعتراف برومانيا كشريك حربي، نظرًا لقتال الجيش الروماني ضد السوفييت بشراسة في غالبية مدة الحرب، ولم ينحز إلى الحلفاء إلا عندما لاحت نُذر هزيمة دول المحور. أدى الشيوعيون، كسائر الأحزاب السياسية الأخرى، دورًا هامشيًا في أول حكومة للملك ميخائيل خلال الحرب، والتي ترأسها قسطنطين ساناتيسكو، رغم أن وجودهم تزايد في حكومة نيكولاي راديسكو. تغير هذا الوضع في مارس من العام 1945 عندما أصبح الدكتور بيترو جروزا رئيسًا للوزراء، والذي كان من جبهة الفلاحين، الحزب المرتبط وثيقًا بالشيوعيين. من ناحية شكلية، اتسمت حكومة جروزا بشموليتها، إذ ضمت أعضاء من الأحزاب الرئيسية من فترة ما قبل الحرب، ما عدا الحزب الفاشي الحرس الحديدي. ولكن على الواقع، استأثر الشيوعيون بالوزرات الهامة، وكان معظم الوزراء الذين كانوا –بالاسم– يمثلون أحزابًا غير شيوعية مؤيدين للشيوعية، مثل جروزا نفسه.

لم يكن الملك راضيًا عن أداء حكومته، ولكن عندما حاول إجبار جروزا على الاستقالة عبر رفضه التوقيع على أية تشريعات (في حركة تعرف باسم «الإضراب الملكي»)، قرر جروزا تنفيذ القوانين دون الرجوع إلى الملك ميخائيل أو الحصول على توقيعه. في 8 نوفمبر 1945، الموافق ليوم عيد الملك ميخائيل، انقلبت مظاهرة مؤيدة للملكية أمام القصر الملكي في بوخارست إلى شجار شوارع بين أنصار المعارضة والجنود، والشرطة والعمال المناصرين للحكومة، وخلفت العديد من القتلى والجرحى؛ منع الضباط السوفييت الجنود والشرطة الرومانية من إطلاق النار على المدنيين، وأعادت القوات السوفييتية فرض النظام.[11]

رغم رفض الملك، طبقت حكومة جروزا إصلاحات زراعية ومنحت المرأة حق الاقتراع؛ حقق الإجراء الأول للحزب شعبية واسعة في أوساط الفلاحين في الجنوب والشرق، وأكسب الإجراء الثاني الحزبَ دعم النساء المثقفات. رغم ذلك، مهدت تلك الإجراءات الطريق لبداية الهيمنة السوفييتية على رومانيا. في انتخابات 19 نوفمبر من العام 1946، ادعت الكتلة الشيوعية للأحزاب الديمقراطية بالفوز بنسبة 84% من الأصوات. اتسمت تلك الانتخابات بمخالفات واسعة النطاق، اشتملت على التهديد، والتزوير الانتخابي، والاغتيالات.[12] تؤكد السجلات الشكوك التي حامت حول نتائج تلك الانتخابات بأنها كانت بالفعل مزورة.[13]

بعد تشكيل الحكومة، بدأ الشيوعيون في تصفية دور أحزاب الوسط؛ وأشهرها حزب الفلاحين الوطني، الذي اتُّهم بالتجسس بعدما ظهر في العام 1947 أن قادة الحزب كانوا يلتقون سرًا بمسؤولين أمريكان. عُقدت محاكمة صورية لقادة الحزب، ثم أودعوا السجن. أُجبرت الأحزاب الأخرى على «الاندماج» مع الشيوعيين. في الأعوام 1946 و1947، أُعدم بعض كبار أعضاء الحكومة الموالية لدول المحور باعتبارهم مجرمي حرب، وتم ذلك بشكل رئيسي لتورطهم في الهولوكوست ومهاجمة الاتحاد السوفييتي. أُعدم أنتونيسكو نفسُه في 1 يونيو 1946.

بحلول العام 1947، كانت رومانيا هي الملكية الوحيدة المتبقية في الكتلة الشرقية. في 30 ديسمبر من نفس العام، كان الملك ميخائيل في قصره في سينايا عندما استدعاه رئيس الوزراء جروزا وغورغي غورغيو-ديج للذهاب إلى العاصمة بوخارست، وعرضا عليه بيان تنازل عن العرش مطبوع مسبقًا، وطلبوا منه توقيعه. مع حصار القوات الموالية للشيوعية للقصر وقطع خطوط الهاتف، لم يجد الملك ميخائيل بُدًّا من توقيع وثيقة التنازل عن العرش. بعد ساعات، ألغى البرلمان النظام الملكي وأعلن عن قيام جمهورية رومانيا الشعبية. في فبراير من العام 1948، اندمج الشيوعيون مع الاشتراكيين الديمقراطيين وشكّلوا حزب العمال الروماني.[14][15] بالرغم من ذلك، لم يلبث أن طُرد معظم الاشتراكيين ذوي الآراء المستقلة من الحزب. وفي الوقت نفسه، أودع العديد من السياسيين غير الشيوعيين في السجون، أو فروا إلى المنفى. [16]

أعلام

انظر أيضًا

مصادر

  1. Zwass, A. From Failed Communism to Underdeveloped Capitalism: Transformation of Eastern Europe, the Post-Soviet Union, and China. M.E. Sharpe, 1995 [بحاجة لرقم الصفحة]
  2. "Final report" (PDF)، www.ucis.pitt.edu، ديسمبر 1989، مؤرشف من الأصل (PDF) في 28 أغسطس 2017.
  3. Dîrdală, Lucian-Dumitru (2011)، "THE END OF THE CEAUŞESCU REGIME – A THEORETICAL CONVERGENCE" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 مايو 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  4. Thompson, M.R. (2010)، "Totalitarian and Post-Totalitarian Regimes in Transitions and Non-Transitions from Communism"، Totalitarian Movements and Political Religions، 3: 79–106، doi:10.1080/714005469.
  5. Horga, Ioan؛ Stoica, Alina (2012)، "Totalitarianism in Europe. Case Study: Romania between Left-Wing and Right-Wing Dictatorships (1938-1989)"، SSRN 2226915. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  6. Balázs Szalontai, The Dynamics of Repression: The Global Impact of the Stalinist Model, 1944–1953. Russian History/Histoire Russe Vol. 29, Issue 2–4 (2003), pp. 415–442.
  7. توني جدت, Postwar: A History of Europe Since 1945, دار (بنغوين قروب) للنشر, 2005. (ردمك 1-59420-065-3). "In addition to well over a million in detainees in prison, labor camps, and slave labor on the قناة الدانوب - البحر الأسود, of whom tens of thousands died and whose numbers don't include those deported to the Soviet Union, Romania was remarkable for the severity of its prison conditions".
  8. Cioroianu, Adrian (2005)، Pe umerii lui Marx. O introducere în istoria comunismului românesc، Bucharest: Editura Curtea Veche، ISBN 978-973-669-175-1. During debates over the overall number of victims of the Communist government between 1947 and 1964, Corneliu Coposu spoke of 282,000 arrests and 190,000 deaths in custody.
  9. آن أبلباوم, Gulag: A History, Doubleday, April, 2003. (ردمك 0-7679-0056-1). The author gives an estimate of 200,000 dead at the Danube-Black Sea Canal alone.
  10. Romulus Rusan (dir.), in Du passé faisons table rase ! Histoire et mémoire du communisme en Europe, Robert Laffont, Paris, 2002, p. 376–377
  11. Stone, David R. (2006)، "The 1945 Ethridge Mission to Bulgaria and Romania and the Origins of the Cold War in the Balkans"، Diplomacy & Statecraft، 17: 93–112، doi:10.1080/09592290500533775.
  12. Rădulescu-Motru, in Cioroianu, p.65
  13. Frucht, R. Eastern Europe: An Introduction to the People, Lands, and Culture, Volume 1, pg. 759. ABC-CLIO (2005).
  14. Lavinia Stan؛ Lucian Turcescu (25 أكتوبر 2007)، Religion and Politics in Post-Communist Romania، Oxford University Press, USA، ص. 46–49، ISBN 978-0-19-530853-2، مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2020.
  15. Marian Chiriac, Provocările diversitătii: politici publice privind minoritățile naționale și religioase în România, p. 111. Bucharest: Centrul de Resurse pentru Diversitate Etnoculturală, 2005, (ردمك 978-9738-623-97-2)
  16. Ageing, Ritual and Social Change: Comparing the Secular and Religious in Eastern and Western Europe; Ashgate AHRC/ESRC Religion and Society Series; Daniela Koleva; Peter Coleman; روتليدج, 2016; Pgs. 6–7; "The Romanian Orthodox Church by contrast has shown a much stronger development since the Second World War. After the initial waves of militant atheism were spent, a strong spiritual renewal movement took place in the late 1950s, and there has been a stream of notable spiritual figures both before and after communism. ... There was also a lack of consistent suppression of the Romanian Orthodox church by communist authorities. A large number of churches were left open, and monasteries continued to function."
  • بوابة تاريخ معاصر
  • بوابة عقد 1980
  • بوابة رومانيا
  • بوابة شيوعية
  • بوابة الحرب الباردة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.