زوان مسكر

الزُّوَان المُسْكِر[2] أو دَنْقَة[2] (باللاتينية: Lolium temulentum) نوع نباتي يتبع جنس الزوان من الفصيلة النجيلية.

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

الزوان المسكر

رسم توضيحي لنبات الزوان المسكر

الزوان المسكر
الزوان المسكر
المرتبة التصنيفية نوع[1] 
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: النباتات
الشعبة: البذريات
الشعيبة: مستورات البذور
الرتبة: القبئيات
الفصيلة: النجيلية
الجنس: الزوان Lolium
النوع: المسكر temulentum
الاسم العلمي
Lolium temulentum [1]
لينيوس، 1753
معرض صور زوان مسكر  - ويكيميديا كومنز 

الوصف النباتي

الزوان هو نبات عشبي حولي، وهو نوع من نبات أحادي الفلقة ينتمي إلى الفصيلة النجيلية. تتميز نبتة الزوان بغصن طويل، و لها عدة رؤوس ينمو كل رأس فوق الآخر، ولها قشرة خارجية ذات حسكات في أطرافها، تشبه القمح إلى حد كبير وتنتشر كعشبة.

توزيع النباتات

انتشر النبات من الشرق الأوسط في جميع أنحاء أوروبا عن طريق زراعة الحبوب وخاصّة منها القمح[3]، لأنّ هذا النبات يتبع دورة بيولوجية متشابهة جدا مع القمح وينضج في نفس الوقت، وحجمه يشبه حبّة القمح. وهكذا  انتشر الزوان في كلّ العالم.[4] استمر انتشار الزوان بهذه الطريقة   إلى حين ظهور الآلات الحديثة التي  أتاحت فرز الحبوب وفصل بذور الزوان عن بقية الحبوب لتسويقها. ولكن توزيع الزوان في العالم انخفض بشكل كبير بسبب استخدام مبيدات الأعشاب والأسمدة التي تقوّي نموّ الحبوب بصفة عامة مقارنةً بالزوان.[4][5]

التسمم والكمية المصرح بها في المنتوجات الغذائية البشرية أو الحيوانية

كان من الشائع أن يصاب الزوان بفطر داخلي من جنس Neotyphodium. تصبح الحبوب المصابة بالفطر Neotyphodium coenophialum سامة: لأن الفطر ينتج قلويدات (مثل التيمولين) ذات خصائص مخدرة.[6]،[7]

وفي الماضي، حدثت حالات تسمم بين  البشر عندما كان دقيق القمح، أو الشيلم (الجاودار) ملوثًا بالزوان. ويمكن أن يحدث التسمّم أيضًا عن طريق الحيوانات التي ترعى  في المراعي التي تحتوي على زوان أو تتغذى من علف فيه زوان مسموم[8]،.[9] والأعراض اليّ تخلّفها هذه السموم هي فقدان التوازن واضطراب في البصر وفي بعض الأحيان تؤدّي إلى الموت.[10] ولهذا يسمّى بزوان مُسْكِرُ في اللغة العربيّة. و الاسم العلمي لهذا النبات فيه صفة  temulentum وهي كلمة لاتينية تعني سكران.

استخدامها في الطب الشعبي

بسبب خطر التسمم، وضعت العديد من البلدان حدّا أقصى مسموح به لكمية الزوان التي يمكن أن تتوفر في المواد الغذائية (سواء للإنسان أو الحيوان). ويجب الانتباه إلى عدم الخلط بين الزوان(lolium temulentum)  والخرفار كناري  (Phalaris canariensis) وهو نوع من النبات صالح للأكل، وينتمي   إلى  فصيلة النجيلية و تسمى غالبًا بالزوان في العديد من اللّهجات العربية.[11]،[12]

ورغم ذلك كان الزوان  يستخدم في الطب الأوروبي الشعبي كمادة طبية لأمراض الجلد والقروح.[13]

ويستعمل دقيق الزوان  لعلاج الأمراض الجلدية في أغلب الأحيان مثل وقف الغنغرينا والقروح المتعفّنة، ويستعمل مع الملح وجذور الفجل لتطهير الجلد من داء الجذام، والقوباء الحلقية، وبإضافة قليل من الخل والكبريت يمكن أن تذوب العقد والأورام. ويمكن أخذ مستخلص منه ومزجه  بالعسل لغسل الأعضاء المصابة بعرق النسا، ويمكن استعمال دقيق الزوان معجونًا لسحب الشظايا.[10]

الثقافة

أصبح الزوان معروفاً في الثقافة العالمية ونجده تحت عنوان "الحنطة والزوان" وتعود هذه التسمية إلى مثل المسيح في الإنجيل كما سجله الحواري متّى:

ومَثَلُ أمرِالمَملَكةِ المَوعودةِ كمَثَلِ ما جَرَى مَعَ صاحبِ حَقلٍ زَرَعَهُ بالبُذورِ الطَّيّبة. فأقبَلَ غَريمٌ لهُ في اللّيلِ والنّاسُ نِيامٌ، ودَسَّ لهُ في الأرضِ بُذورَ الزَّؤانِ الضّارّةَ للزَرعِ بَينَ بُذورِ القَمحِ ومَضَى. وعِندَما نَبَتَ القَمَحُ وبَرعَمتْ سَنابِلُهُ، ظَهَرَ نَبتُ الزَّؤان أيضًا. فجاءَ العامِلونَ إلى صاحِبِ الحَقَلِ وأخبَروهُ قائلينَ: "بَذَرتَ أيُّها السّيِّدُ بُذورًا جيّدةً لكنْ نَبَتَ بَينَها الزَّؤانُ فمِن أينَ جاءَ؟" فأجابَهُم: "إنّما هي فِعلةٌ مِن غَريمي". فسألَهُ العامِلونَ: "وهل تَرغُبُ في أن نَجمَعَهُ لكَ الآنَ؟" أجابَهُم: "لا، لئلاّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمَعونَ الزّؤانَ. تَمَهّلوا، ودَعُوا جَميعَ البُذورِ تَنمو إلى حِينِ مَوعدِ الحَصادِ، حينَئذٍ سأطلُبُ مِن الحَصّادينَ أن يَجمَعوا الزَّؤانَ أوّلاً ويُحَزمَ ليُحرَقَ، أمّا القَمحُ فسيُجمَعُ في المَخازنِ".[14] ـ الإنجيل الشريف، مت 13: 24 ـ 30

وفي القديم كان القانون الروماني (ديجيستا وهي خلاصة وافية من الكتابات القانونية الرومانية تم جمعها بأمر من الإمبراطورالروماني جستنيان الأول) يحظر زرع الزوان بين قمح العدو.[15] والقصة التي عرضها هذا المثل في الكتاب المقدّس تدلّ على أن هذا الفعل  كان متداولا ومعروفا بين الناس في حياتهم اليومية. وتستخدم العديد من الترجمات في الكتاب المقدّس كلمة "الأعشاب" بدلاً من كلمة "الزوان". وإذا واصلنا قراءة المثل نرى في جزئه الثاني تفسيرا له وتوضيحا للمعنى الرمزي للزوان :

فلَحِقَ بِهِ  {المسيح} أتباعُهُ مُستَفسِرينَ: "وَضِّحْ لنا يا سَيِّدَنا ما قَصَدتَ بالزَّؤانِ في الحَقلِ". فأجابَهُم بقَولِهِ: "إنّ صاحِبَ البُذورِ الجَيّدةِ هو سَيّدُ البَشَرِ، والحَقلُ هو العالَم، والبِذارُ هم البَشَرُ مِن أهلِ المَملكةِ الرَّبّانيّةِ، أمّا الزَّؤانُ فيَرمُزُ إلى أولياءِ الشَّيطان.  وأمّا الغَريمُ الّذي دَسَّ الزَّؤانَ فهو إبليسُ، وأوانُ الحَصادِ هو قيامُ السّاعةِ. والحَصّادونَ هُم المَلائكةُ. وكما يَجمَعُ الزَّرّاعُ الزَّؤانَ ليُحرِقَهُ في أوانِ الحَصادِ، فكذلِكَ يَحدُثُ عِندَ قيامِ السّاعةِ، 41يُرسِلُ سَيِّدُ البَشَرِ الملائكةَ ليَنزِعوا مِن مَملَكةِ اللهِ كُلَّ المُفسِدينَ والأشرار، ويُلقُونَهُم في النّارِ حَيثُ النَّحيبُ وصَريرُ الأسنانِ ألمًا وحَسرةً.  وأمّا الصّالحونَ فيُضيئونَ كالشَّمسِ في مَملَكةِ اللهِ أبيهِم الرَّحمنِ. فتَنَبَّهوا أيُّها السّامِعونَ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ.[16] ـ الإنجيل الشريف، مت 13: 36 ـ 43

وإجمالا فإنّ  الزوان رمز للأشرار بين عيال الله (متى 13: 24-30). وهو "بنو الشرير" والعدو الذي زرعه "إبليس" (متى 13: 36-43).[17] ونجد أيضًا في سفر النبي أيوب كلمة زوان (ويسمى باللغة العبرية بوشاه בָאְשָׁה ) كمثال على سوء الحظ في هذه الدنيا. وفي هذا المقطع من النص، ظلّ النبي أيوب مصمّما على براءته بينما كان ينتظر بصبر إجابة من الله حتّى يعرف سبب ما حلّ عليه من ابتلاءات.[18]

لَوْ كَانَتْ أَرْضِيَ احْتَجَّتْ عَلَيَّ،

وَبَكَتْ صُفُوفُ زَرْعِهَا بِالدُّمُوعِ ضِدِّي،

لِأَنِّي أَكَلْتُ غَلَّتَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ أَدْفَعَ الثَّمَنَ،

أَوْ لِأَنِّي أَسَأْتُ إِلَى عُمَّالِهَا،

فَجَزَاءُ هَذَا هُوَ أَنْ يَطْلَعَ شَوْكٌ بَدَلَ الْقَمْحِ،

وَزَوَانٌ بَدَلَ الشَّعِيرِ “. تَمَّتْ أَقُوالُ أَيُّوبَ.[19]

ـ الكتاب المقدس، أيوب 38:31ـ40

ويوازي الزوان في المعنى كلمة الشوك وله نفس الرمز سواء في حقول الشعيرأوفي حقول الحنطة.

مرادفات للاسم العلمي

المصادر

  1. المؤلف: كارولوس لينيوس — العنوان : Species Plantarum — المجلد: 1 — الصفحة: 83 — معرف مكتبة تراث التنوع البيولوجي: https://biodiversitylibrary.org/page/358102
  2. إدوار غالب، الموسوعة في علوم الطبيعة (باللغة العربية، اللاتينية، الألمانية، الفرنسية، والإنجليزية)، دار المشرق، ص. 595، ISBN 2-7214-2148-4، ويكي بيانات Q113297966.
  3. قاعدة البيانات الأوروبية-المتوسطية للنباتات.خريطة انتشار الزوان المسكر (بالإنكليزية). تاريخ الولوج 26 آذار 2012. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Jayne Elisabeth Archer ، Richard Marggraf Turley ، Howard Thomas (2011)، Springer (المحرر)، Evolution, Physiology and Phytochemistry of the Psychotoxic Arable Mimic Weed Darnel (Lolium temulentum L.) in Progress in Botany (PDF) (باللغة الإنجليزية)، Ulrich Luttge Wolfram Beyschlag Burkhard Budel Dennis Francis، ج. vol 72، ص. 73–104، مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 أغسطس 2022. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= has extra text (مساعدة)
  5. Dietrich Frohne, Uwe Jensen (1982)، Systematik des Pflanzenreichs. Unter besonderer Berücksichtigung chemischer Merkmale und pflanzlicher Drogen (باللغة الألمانية)، ISBN 3-437-20486-6، G. Fischer، Stuttgart، ج. Vol 2. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= has extra text (مساعدة)
  6. "L'ivraie enivrante"، 10 يونيو 2020، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2022.
  7. "Lolium temulentum Endophytic Microbes"، Elsevier، 2009، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2022. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأول= يفتقد |الأول= (مساعدة)
  8. "Les plantes dangereuses pour le bétail. Une première synthèse pour la flore d'Algérie" [انظر الملحق ص 2]، Fourrages، 2014، ص. 217, 105-114، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2022. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأول= يفتقد |الأول= (مساعدة)
  9. Bourbouze A., Donadieu P (1987)، L’élevage sur parcours en régions méditerranéennes (PDF) (باللغة الفرنسية) (ط. 1)، CIHEAM/OM Montpellier، ص. 104، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 أغسطس 2022.
  10. سلام فوزي، ألف ياء الأعشاب والنباتات الطبية، بيروت ولبنان.
  11. "directive 2002/32/CE annexe I point 14 pour les graines de mauvaises herbes et fruits non moulus ni broyés contenant des alcaloïdes"، الملحق 1 نقطة 14، 25 يوليو 2008، مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2022، اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2022.
  12. "Règlement grand-ducal du 10 octobre 1988 concernant les substances et produits indésirables dans l´alimentation des animaux" [جريدة رسمية دوقية لكسمبرغ الكبرى] (PDF)، Journal Officiel du Grand Duché du Luxembourg، 31 ديسمبر 1988، ص. 1551، مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2022.
  13. Lexikon der Arzneipflanzen und Drogen in zwei Bänden (باللغة الألمانية)، Heildelberg/Berlin: Spektrum Akademischer Verlag، 1999–2003، ص. vol 2, 30.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link)
  14. تقديم الهادي جطلاوي, المحرر (2017)، المعنى الصحيح الإنجيل المسيح (PDF)، متى 13: 24-30 (ط. إصدار جديد)، دار افاق برسبكتيف للنشر بتونس و الكليمة، ص. 42، ISBN 978-614-430-068-8.
  15. Henri HULOT؛ Jean-François BERTHELOT؛ Pascal-Alexandre TISSOT؛ Alphonse BERENGER (1803 الترجمة إلى الفرنسية)، "Digeste - Pandectes de Justinien" (PDF) (باللغة fr+la)، متز فرنسا كتاب 9 ص 18: Portail Numérique d'Histoire du Droit، مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 أغسطس 2022. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)صيانة CS1: location (link)
  16. تقديم الهادي جطلاوي (2017)، المعنى الصحيح الإنجيل المسيح الجزء الأول من العهد الجديد (PDF)، (متى 13: 36-43) (ط. إصدار جديد)، دار افاق برسبكتيف للنشر بتونس و الكليمة، ص. 42، ISBN 978-614-430-068-8.
  17. هيئة التحرير الدكتور بطرس عبد الملك الدكتور جون ألكساندر طمن الأستاذ إبراهيم مطر, المحرر (1995)، قاموس الكتاب المقدس، تأليف نخبة من الأساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين (ط. العاشرة)، دار الثقافة مصر، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2021.
  18. مدخل إلى قصّة النبي أيّوب (عليه السلام)، أضواء على سير الأنبياء ـ الأنبياء الأوّلون (PDF)، دار الجيل تونس، 2019، ص. 199 ـ 201، ISBN 978-0-9566897-6-4.
  19. "صحف الأنبياء ـ كتاب أيوب"، دار الكتاب الشريف، ISBN 9780976601494، اطلع عليه بتاريخ 31 أغسطس 2022.
  • بوابة علم النبات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.