سيميون موغيليفيتش

سيميون يودكوفيتش موغيليفيتش[1] (وُلد في 30 يونيو 1946) هو زعيم جريمة منظمة روسي، أوكراني المنشأ، يُنظَر إليه من قبل أجهزة تطبيق القانون في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنه «زعيم زعماء» معظم عصابات المافيا الروسية في العالم. يُعتقد أن موغيليفيتش يدير إمبراطورية إجرامية واسعة ويصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه «أخطر رجل عصابات في العالم». اتهمه مكتب التحقيقات الفيدرالي بـ «المتاجرة بالأسلحة، وجرائم القتل المتعمد، والابتزاز، والمتاجرة بالمخدرات، والدعارة على نطاق دولي».[2][3][4]

سيميون موغيليفيتش
(بالأوكرانية: Семен Могилевич)‏ 
 

معلومات شخصية
الميلاد 30 يونيو 1946 (76 سنة) 
كييف 
مواطنة روسيا
المجر
إسرائيل
أوكرانيا 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة لفيف 
المهنة مجرم،  ورجل أعمال 
اللغات الروسية 

من ألقاب موغيليفيتش «دون سيميون» و«دون الذكي» (بسبب فطنته المعروفة في العمل). وفقًا للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية، يُقال إن موغيليفيتش يسيطر على «روس أوكر إنيرجو»، وهي شركة تشارك بنشاط في نزاعات الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وإنه شريك في بنك رايفايزن.[5][6][7]

يعيش الآن بحرية في موسكو، ولديه ثلاثة أطفال. يُربط بشكل وثيق بمجموعة «سلونتسيفسكايا برافتا» الإجرامية. لدى موغيليفيتش تحالفات وثيقة مع شخصيات سياسية من بينها «يوري لوزكوف»، العمدة السابق لموسكو، و«ديميترو فيرتاش»، و«ليونيد ديركاش»، الرئيس السابق لجهاز أمن أوكرانيا.[8][9]

كان «أولكساندر تورتشينوف»، الذي عُيّن رئيسًا مؤقتًا لأوكرانيا في فبراير 2014، قد استُدعي إلى المحكمة في عام 2010 بتهمة تدمير ملفات متعلقة بموغيليفيتش. ادعى «ألكساندر ليتفينينكو»، المنشق الروسي عن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، قبل وقت قصير من اغتياله، أنه كان لموغيليفيتش «علاقة جيدة» مع فلاديمير بوتين منذ تسعينيات القرن العشرين.[10][11]

السيرة الذاتية

مطلع حياته

وُلد موغيليفيتش عام 1946 لعائلة يهودية في حي بودول في كييف.[12]

حصل على أول ثروة كبيرة له من خداع أقرانه من اليهود الروس الذين كانوا يتوقون للهجرة إلى بلدان مثل الولايات المتحدة وإسرائيل؛ إذ عقد موغيلفيتش صفقات لشراء الممتلكات الخاصة بهم، وبيعها بقيمتها السوقية العادلة، وإعادة توجيه العائدات لهم. ولكن بدلاً من ذلك، باع موغيليفيتش الممتلكات واحتفظ بالعائدات ببساطة. قضى فترتَين في السجن، لمدة 3  و4 سنوات، بسبب جرائم التعامل بالعملات النقدية.[4]

ابتداءً من أوائل الثمانينيات، ووفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كان موغيليفيتش جهة الاتصال الرئيسية لمجموعة «سلونتسيفسكايا برافتا» فيما يخص غسل الأموال.[13]

المجر

في أوائل عام 1991، انتقل موغيليفيتش إلى المجر وتزوج من حبيبته المجرية كاتالين باب. أنجب ثلاثة أطفال منها، وحصل على جواز سفر مجريّ. أثناء عيشه في فيلا محصنة خارج بودابست، واصل الاستثمار في مجموعة واسعة من الشركات، بما في ذلك شراء مصنع تسليح محلي اسمه «جيش كو- أوب» والذي أنتج أسلحة مضادة للطائرات.[14][15]

في عام 1994، تمكنت مجموعة موغيليفيتش من السيطرة على «إنكوم بانك»، وهو أحد أكبر المصارف الخاصة في روسيا، وذلك في صفقة سرية مع رئيس المصرف فلاديمير فينوغرادوف، ما وفر للمجموعة وصولًا مباشرًا إلى النظام المالي العالمي. انهار المصرف في عام 1998 بسبب شكوك في غسل الأموال.[16][17]

الغارة التشيكية

في مايو عام 1995، داهمت الشرطة التشيكية اجتماعًا في براغ بين موغيليفيتش وسيرجي ميخائيلوف، رئيس مجموعة سولنتسيفو. كانت المناسبة حفلة عيد ميلاد لأحد نواب زعماء المافيا في المجموعة. اعتُقل مئتي شخص من الموجودين في الحفلة (بما في ذلك العشرات من بائعات الهوى) في مطعم «يو هولوبو»، الذي يملكه موغيليفيتش، وطُرد 30 شخصًا أيضًا خارج البلاد. وصل للشرطة بلاغ أن مجموعة سولنتسيفو كانت تعتزم قتل موغيليفيتش في الحفلة بسبب مبلغ متنازع عليه بقيمة 5 ملايين دولار. ولكن موغيليفيتش لم يحضر أبداً، ويُعتقد أن شخصية بارزة في الشرطة التشيكية، والتي تعمل مع المافيا الروسية، قد حذرته. ومع ذلك، سرعان ما فرضت وزارة الداخلية التشيكية حظراً على دخول موغيلفيتش إلى البلاد لمدة 10 سنوات، في حين أعلنت الحكومة المجرية أنه شخص غير مرغوب فيه، وحظر البريطانيون دخوله إلى المملكة المتحدة، وأعلنوا أنه «أحد أخطر الرجال في العالم».[16][17]

تبادل تورونتو

في عامي 1997 و1998، كشف صحفيون كنديون وجود موغيليفيتش وميخائيلوف وغيرهما من المافيا الروسية وراء شركة عامة تتداول في بورصة تورونتو للأوراق المالية وهي «شركة واي بي إم ماغنيكس العالمية». في 13 مايو 1998، داهم العشرات من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والعديد من الوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى مقر شركة «واي بي إم» في نيوتاون، بنسلفانيا. وأصبحت الأسهم في هذه الشركة العامة، والتي قُدرت قيمتها بـ1 مليار دولار في بورصة تورونتو، عديمة القيمة بين ليلة وضحاها.[18]

غسل الأموال والتهرب الضريبي

حتى عام 1998، شارك «إنكوم بانك» و«مصرف ميناتب» في خطة غسيل أموال بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي عن طريق بنك نيويورك. كما كان يُشتبه في مشاركة موغيلفيتش في احتيال ضريبي على نطاق واسع، يُباع فيه زيت التدفئة غير الخاضع للضريبة كوقود سيارات خاضع لضريبة مرتفعة - وهي إحدى أكبر الفضائح التي كُشفت في الفترة بين عامي 1990 و1991.[19][20][21][22]

تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ثلث كمية الوقود المباعة كانت جزءًا من ذلك المخطط، ما أدى إلى خسائر ضريبية هائلة لمختلف بلدان أوروبا الوسطى (جمهورية التشيك، والمجر، وسلوفاكيا، وبولندا). في الجمهورية التشيكية، تشير التقديرات إلى أن الفضيحة كلفت دافعي الضرائب نحو 100 مليار كرونة تشيكية (حوالي 5 مليارات دولار أمريكي) وتضمنت، إلى جانب أشياء أخرى، جرائم قتل ومحاولة اغتيال صحفي كتب عن المشكلة.[23]

في عام 2003، وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة موغيليفيتش على «قائمة المطلوبين» للمشاركة في مخطط للاحتيال على المستثمرين في الشركة الكندية «واي بي إم ماغنكس العالمية». بعد أن شعر عملاء مكتب التحقيقات بالإحباط بسبب فشل جهودهم السابقة في مقاضاته بتهم الاتجار غير المشروع بالأسلحة والدعارة، استقروا الآن على اتهامات الاحتيال واسعة النطاق كأفضل أمل لهم في الإطاحة به. ومع ذلك، كان موغيليفيتش يُعتبر أقوى رجل روسي على قيد الحياة. في مقابلة أجراها عام 2006، قال «جون واينر»، الرئيس السابق لإدارة كلينتون لمكافحة الجريمة المنظمة: «يمكنني أن أخبركم أن سيميون موغيليفيتش هو مجرم منظم خطير بقدر كافة المجرمين الذين واجهتهم من قبل، وأنا واثق من أنه مسؤول عن عمليات القتل المتعمد».[24][25]

قُبض على موغيليفيتش في موسكو في 24 يناير 2008، للاشتباه في التهرب الضريبي. وُضعت كفالة له، وأُطلق سراحه في 24 يوليو 2009. وعند إطلاق سراحه، ذكرت وزارة الداخلية الروسية أنه حصل على إطلاق السراح لأن التهم الموجهة ضده «ليست ذات طبيعة خطيرة للغاية».[26]

رُبط «إيفان فورسين» [المملكة المتحدة] بشكل وثيق بموغيليفيتش.[27][28]

قائمة أكثر عشرة مطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي

في 22 أكتوبر 2009، اختير موغيليفيتش من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتباره الهارب رقم 494 الذي يوضَع في قائمة أكثر عشرة مطلوبين. وفي ديسمبر 2015، أُزيل من القائمة. أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أنه لم يعد يحقق معايير القائمة، لأسباب تتعلق بعيشه في بلد لا تشترك الولايات المتحدة معه في معاهدة لتسليم المجرمين.[29][30]

على الرغم من أوامر الاعتقال الصادرة ضده، فهو ما يزال يعيش طليقًا في موسكو، وذلك وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. أما بالنسبة لموغيلفيتش نفسه، فإن وكالات تنفيذ القانون الحكومية من جميع أنحاء العالم كانت تحاول محاكمته لأكثر من 10 سنوات. لكنه كان يملك، على حد تعبير أحد الصحفيين، «موهبةً في عدم تواجده في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ».[31][32]

توقف كل من موغيليفيتش وزميله ميخائيلوف عن السفر إلى الغرب في أواخر التسعينيات.[26]

انظر أيضًا

مراجع

  1. "FBI puts crime boss Mogilevich on Ten Most Wanted list"، RIANOVOSTI، 23 أكتوبر 2009، مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 2013، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2014.
  2. Glenny, Misha (2008)، McMafia: A Journey Through the Global Criminal Underworld، New York: Alfred A. Knopf، ص. 72–73، ISBN 978-1-4000-4411-5، مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  3. Goldman, Marshall I. (2008)، Petrostate: Putin, Power, and the New Russia، New York: Oxford University Press، ISBN 978-0-19-534073-0، مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  4. Robert I. Friedman (22 يناير 2008)، "The Most Dangerous Mobster in the World"، villagevoice.com، مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2015.
  5. Peters, Justin (5 أغسطس 2013)، "This Obese Mob Boss Is Twice the Villain Whitey Bulger Ever Was"، Slate.com، مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 4 أبريل 2014.
  6. "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2010، اطلع عليه بتاريخ 09 نوفمبر 2010.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  7. According to Ukrainian Prime Minister يوليا تيموشينكو "we have no doubts whatsoever that the man named Mogilevich is behind the whole operation called RosUkrEnergo," see The High Price of Gas by بي بي سي نيوز. Mogilevich has denied through a lawyer any links to RosUkrEnergo, see Russia frees crime boss wanted by U.S. by رويترز. نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. Ukraine, Vanco Energy and the Russian Mob, Eurasia Daily Monitor, 16 September 2008. [tt_news=33941&tx_ttnews[backPid]=166&no_cache=1 نسخة محفوظة] 7 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. Rachkevych, Mark (3 December 2010). "U.S. Official: Austrian Bank's Ties to RosUkrEnergo Suspicious". Kyiv Post. Retrieved 14 December 2010. نسخة محفوظة 4 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  10. Byrne, Peter (10 ديسمبر 2010)، "New and conflicting details emerge over Mogilevich's alleged involvement in nation"، kyivpost.com، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 8 أبريل 2014.
  11. Listen: Alexander Litvinenko's apparent warning before his death By Lyndsey Telford, Edward Malnick and Claire Newell12:00PM GMT 23 Jan 2015 نسخة محفوظة 19 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. Block, Alan A.; Weaver, Constance A. (2004) All Is Clouded by Desire: Global Banking, Money Laundering, and International Organized Crime. Greenwood Publishing Group: Westport. (ردمك 0-275-98330-7) p. 1
  13. كرايغ أونغر (13 يوليو 2017)، "Trump's Russian Laundromat; How to use Trump Tower and other luxury high-rises to clean dirty money, run an international crime syndicate, and propel a failed real estate developer into the White House."، Newrepublic.com، مؤرشف من الأصل في 8 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 نوفمبر 2017.
  14. "Journal of the Czech ministry of interior, article about Russian mafias" (باللغة التشيكية)، مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2007، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2006.
  15. "Biography of Mogilevich"، Lidové Noviny (باللغة التشيكية)، مؤرشف من الأصل في 09 نوفمبر 2004، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2006.
  16. Glenny (2008), Op. cit., pp 75.
  17. Glenny (2008), Op. cit., pp 71–72.
  18. "BBC Panorama's "The Billion Dollar Don""، BBC News، مؤرشف من الأصل في 5 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2007.
  19. "Overview of the money laundering schemes"، مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 2006، اطلع عليه بتاريخ 7 أكتوبر 2006.
  20. وول ستريت جورنال, September 5, 1999: "A Scheme for Ducking Taxes May Be a Key In Russia Money Probe"
  21. "Testimony of Thomas Renyi, CEO of the bank, 1999"، مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2006، اطلع عليه بتاريخ 7 أكتوبر 2006.
  22. "Senior manager of BoNY indicted, 2001"، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2007، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2006.
  23. "Overview of fuels scandal"، Lidové Noviny (باللغة التشيكية)، مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2006.
  24. Nelegální obchody s LTO přinesly daňové úniky i vraždy (Czech) نسخة محفوظة 18 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  25. Podvody s LTO zřejmě přišly stát na 100 miliard (Czech) نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. Glenny (2008), Op. cit., pg 77.
  27. Guy Faulconbridge (25 يناير 2008)، "Russia detains crime boss wanted by FBI"، Reuters، مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2014.
  28. "Login"، timesonline.co.uk، مؤرشف من الأصل في 24 يوليو 2008.
  29. "FBI — New Top Ten - Global Con Artist"، FBI، مؤرشف من الأصل في 08 أكتوبر 2010، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  30. Babay, Emily (December 17, 2015) Philly fugitive bumped off FBI 'Most Wanted' list Philadelphia Inquirer. Retrieved January 16, 2016. نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  31. Glenny (2008), Op. cit., pg 76.
  32. "FBI — SEMION MOGILEVICH"، FBI، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2015.
  • بوابة إسبانيا
  • بوابة المجر
  • بوابة روسيا
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة أعلام
  • بوابة أوكرانيا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.