حي شبرا

شبرا وتسمى أيضا شبرا مصر هي أكبر أحياء القاهرة وأكثرها شهرة بها عدد كبير من السكان وتقع في شمال القاهرة. تعني كلمة شبرا باللغة القبطية العزبة أو القرية. ولم تكن في الأصل جزء من القاهرة كما هو حالها اليوم ـ في قلب القاهرة تزخر بالحياة والناس وكانت مجرد ضاحية. أنشأها محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة عام 1809م. يرتبط الحي بشكل خاص مع الطبقة الوسطى، كما يحوي حي شبرا وبه نسبة كبيرة من المسيحيين وعدد قليل من المسلمين ويعيشون في حب وسلام وترابط.[1]

أصل التسمية

رسم لشبرا 1862
شارع الجسر.
شارع الجسر.
شارع الجسر.
شارع الشيكولاني

شبرا كانت عبارة عن جزيرة وسط النيل اسمها جزيرة الفيل ثم بفعل إطماء النيل اتصلت الجزيرة بالأرض لتصبح هي أرض شبرا الحديثة وروض الفرج. ورد ذكر شبرا لأول مرة في" تقويم النيل " الجزء الأول ص229 عندما أوفى النيل في أواخر شهر أبيب. وكسر السد أول يوم من مسري وفتحه "لاجين" أمير مجلس. وكان للناس مدة طويلة لم يروا قبلا مثل هذا لأنه قطع الطرقات والجسور وغرقت أراضي المنية و"شبرا والروضة وطريق مصر وبولاق "أي كانت بولاق ضاحية لمصر ولم تكن جزءا من القاهرة" وجزيرة الفيل وكوم الريش وطفت الآبار وكان كل هذا عام 882 م.

نشأة حي شبرا

نشأ حي شبرا مع تأسيس محمد علي مصر الحديثة، وارتبط بالطبقة الوسطي، رغم تكونه بداية على أيدي الأثرياء.[2].في يناير 1809 م اختار محمد على موقعًا على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته 50 فدانًا في متسع من الأرض، يمتد إلى بركة الحاج، واستولى فيه على عدة قرى وإقطاعيات، وبدأ بناء قصره، وغرس فيها البساتين والأشجار ولكن سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه في مايو 1809 فأعاد بناؤه. و في 1812 م أنشأ محمد علي عددًا من السواقي لتوفير المياه للقصر والحدائق.[3]

حدود حي شبرا

حي شبرا (شبرا مصر) هو أحد أحياء منطقة شبرا ويحده من الجنوب نفق أول شبرا وموقف أحمد حلمي، ومن الشرق شارع أحمد حلمي ويفصله عن منطقة الشرابية خط السكة الحديد، ومن الشمال حي الساحل، أما من الغرب حي روض الفرج.

شارع شبرا

في عام 1847م في أواخر أيام محمد علي باشا ، أصدر حاكم مصر العظيم أمره "بتمهيد طريق متسع بين مصر .. وشبرا" وهنا نلاحظ أن شبرا حتى هذا التاريخ لم تكن جزءا من القاهرة ، بل كانت ضاحية .. وكانت بعيدة عنها. وتلك هي بداية شارع .. شبرا!! وكان هدف محمد علي أن يتحول هذا الشارع إلى مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته .. مصر. وحتى يتحقق الهدف جاء القرار بأن يكون هذا الشارع أعرض شوارع مصر في ذلك العهد ، وأكثرها إستقامة .. وأمر محمد علي بغرس أشجار اللبخ والجميز بالتبادل على حافتي الطريق "التام الإستقامة" الذي أنشأه من شبرا إلى باب قنطرة الليمون بالقاهرة ، حتى صار طريقا مظللا والمتنزه الجميل لأهل القاهرة. وإستمر الطريق "شارع شبرا" على جماله البديع إلى أن فتحت قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل 1869م .. فأخذ جانبا من أشجار اللبخ وأعاد زراعتها في الطريق الذي أعده لمرور "الإمبراطورة أوجيني" ، إمبراطورة فرنسا ، وهو الطريق الموصل إلى سراي الجزيرة التي أعدت فقامتها "الآن قلب فندق ماريوت" وأيضا زراعتها في طريق الأهرام "شارع الأهرام" تمهيدا لزيارة جلالتها لمنطقة الأهرام ، للتخفيف من حرارة الشمس في هذا الطريق الذي مهده الخديوي إسماعيل.

ويقول علي باشا مبارك في كتابه "الخطط التوفيقية" إنه مازال يوجد في نهاية هذا الطريق – شارع شبرا –بالقرب من شبرا البلد بقية من شجر الجميز لغاية الآن ، أي إلى عام 1890م تاريخ تأليف الخطط التوفيقية. ويضيف أنه "لما كان شجر اللبخ يزهر في كل عام زهرته الزكية الرائحة الناعمة الملمس ، كان الناس يطلقون على هذه الزهرة "دقن الباشا" نزرا لجمال لحيته!! .. ولم يبق في شارع شبرا إلا أشجار الجميز التي ذهبت هي الأخرى.

وأصدر محمد علي تعليمات واضحة بأن يتم رش شارع شبرا بالمياه مرتين يوميا. الأولى عند الضحى والثانية عند العصر ، بهدف تلطيف درجة الحرارة صيفا ، وتثبيت تراب الشارع شتاءا ، لتشجيع الناس على إرتياده للنزهة. وتم تعيين العمال اللازمين للمحافظة على نظافة الشارع وجماله والإهتمام بأشجاره .. بل وأمر محمد علي أولاده وأحفاده ببناء القصور والمساكن على طول هذا الشارع. وشجع الأعيان والأغنياء على ذلك أيضا. ومنذ ذلك العهد تحولت شبرا إلى منطقة لسكن الأمراء والباشوات والطبقة الأرستقراطية من البكوات وغيرهم. وكان الميسورون قد إتخذوا عربات "الدوكار" للنزهة ، وهي عربة صغيرة يجرها جواد واحد ، وكانوا يزيونها بالورد نهارا والمصابيح ليلا.

وبعد وفاة محمد علي باشا 1849م آلت هذه السراي وحدائقها إلى إبنه عبد الحليم باشا. فبنى في الحديقة قصرا آخر ، كما جاء في كتاب الخطط التوفيقية ، وفي "تقويم النيل" لأمين سامي. وفي عام 1279هـ يوم 39 شعبان أرسل الخديوي إسماعيل أمرا إلى مصطفى الكريدي باشا محافظ مصر "حيث إنه لا يوجد محل في مصر لإقامة صاحب الدولة طوسون باشا ، نجل عمنا المرحوم سعيد باشا – والي مصر السابق" فقد أهديته وأحسنت إليه بقصر النزهة الأميري ، الذي في طريق شبرا. وكذا تبادروا بتحويل حجة القصر المذكور والأراضي التابعة له إلى إسمه المشار إليه طوسون باشا وتسليمهما لطرف دائرته. "تقويم النيل – المجلد الثاني – جزء 3 ص 463" ، وهذا هو سر تسمية المنطقة المعروفة في شبرا بمنطقة طوسون باشا.

وفي 22 شوال 1279هـ زار السلطان العثماني عبد العزيز مصر بدعوة من الخديوي إساعيل ، وهو أول سلطان عثماني يزور مصر بعد أن فتحها السلطان سليم الأول عام 1517م. وزار السلطان عبد العزيز قصر النزهة هذا. ثم غادره إلى قصر شبرا فإستقبله الأمير عبد الحليم باشا ، أي إن قصر النزهة الذي منحه إسماعيل لإن عمه طوسون غير قصر شبرا الذي بناه جده محمد علي باشا .. وقصر النزهة للأسف تحول إلى مدرسة التوفيقية .. إلى أن تم هدم القصر .. أما قصر شيكولاني فقد تحول إلى مدرسة الإستقلال.

وعلينا هنا أن نلاحظ مدى اتساع شارع شبرا عند تمهيده .. وحتى نعرف مدى إتساعه .. علينا أن نلاحظ إتساع شوارع القاهرة القديمة. بل وشوراع مدينة نصر لنعرف مدى بعد نظر محمد علي ، الذي كان يخطط لشارع يعيش العمر كله دون متاعب .. كان يخطط لحي كامل يكون عموده الفقري شارع شبرا. تلك هي حكاية شارع شبرا الذي قام حوله أكبر وأشهر أحياء القاهرة ، الذي كان الفضل في إنشائه يعود إلى محمد علي

معالم شبرا

  • نادي الصحافة
  • كنيسة سانت تريزا
  • قصر محمد علي
  • مسجد الخازندار
  • مطعم المدينة بشارع جسر البحر
  • معهد الساليزيان
  • مستشفى معهد ناصر
  • مستشفى الساحل التعليمي
  • كلية الهندسة - بشبرا - جامعة بنها
  • المسلة المصنوعه قي وسط ميدان روض الفرج
  • مستشفى الرمد
  • مسجد سيد المرسلين
  • مسجد التوحيد
  • قصر طوسن باشا
  • قصر الأشراف تحول إلى مدرسة الأشراف الابتدائية
  • مدرسة التربية الحديثة الإعدادية بنين

شخصيات ملحوظة

تعتبر شبرا من أهم الأحياء التاريخية العريقة بالقاهرة. وقد نشأ بها عدد كبير من مشاهير الفن بمصر والعالم ومنهم:

مصادر

  1. Ibrahim, Barbara (2003)، Egypt: an economic geography، I.B.Tauris، ص. 26، ISBN 978-1-86064-547-1، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2016.
  2. Wahda maserya نسخة محفوظة 15 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. Egyptian talks [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 22 مايو 2009 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة مصر
  • بوابة القاهرة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.