صناعة تقليدية جزائرية

الصناعة التقليدية في الجزائر عبر التاريخ[1]

صناعة النحاس في الجزائر العاصمة بالقصبة.

ترجع صناعة تقليدية إلى عصور ما قبل التاريخ حيث نجد آثارها في منطقة جبال هقار بالصحراء الجزائرية، فكانت الشعوب البدائية تستعمل الأواني المصنوعة من الطين في جميع مجالات الحياة، في الأكل والشرب وللاحتفاظ بالحبوب وغيرها، وما زالت تحتفظ بتلك العادات حتى اليوم وخاصة في بعض المناطق الريفية، الصناعة التقليدية يتعدى مفهومها النطاق المحدد، بحيث لم تبرز الرموز والأشكال الموجودة في هذا الفن إلى الوجود من العدم وإنما هي خلاصة الحياة اليومية حيث تنجز لتنتقل للأجيال عبر كل هذه الصناعات التقليدية ذات الطابع الجمالي المميز.

نجد أن معظم “الرموز” مجردة وهي عبارة عن خطوط وأشكال وألوان محددة، كما نجد أن بعض الرموز ترسم في منطقتين مختلفتين بنفس الطريقة إلا ان معناها يختلف، تشمل الصناعة التقليدية كل من صناعة الأواني الطينية والفخارية، النسيج[؟] بمختلف أنواعه كصناعة الزرابي والفساتين، كما تشمل الأثاث المنزلي وزخرفته، وكذا زخرفة الأواني النحاسية والمجوهرات الفضية، مهما يكن، فالفن التقليدي يتسم بطابعه الجمالي حيث نجده في معظم القرى والأرياف كمنطقة الأوراس ومنطقة القبائل والصحراء، كما نجده في بعض المتاحف الجزائرية المتخصصة.

الصناعة التقليدية الريفية

محل لبيع جميع أنواع الصناعات التقليدية
محل لبيع جميع أنواع الصناعات التقليدية

إن سكان الريف مازالوا متمسكين بإنتاج الكثير من الأدوات الضرورية لمعيشتهم كالأواني الفخارية والأواني النحاسية والفضية والألبسة التقليدية والزرابي.

صناعة الفخار في الجزائر

الأواني الفخارية والطينية
الأواني الفخارية والطينية

وهي من أقدم الحرف التقليدية لأنها ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ والسبب هو وفرة الطين في مختلف الأماكن حيث يلجأ سكان الأرياف إلى جمعها من الأودية ثم يضيفون إليها الماء ويعجنوها ثم يصنعون منها أواني مختلفة الأشكال، تأتي بعد ذلك مرحلة الزخرفة بواسطة ألوان طبيعية ثم يدخلونها تحت الجمر أو داخل الفرن لتجف، ويطلونها بعد ذلك بالورنيش لتصبح لامعة وجميلة ثم تكون جاهزة للاستعمال.

تُعتبر دولة الجزائر أكبر دولةٍ من ناحية المساحة عربياً وإفريقياً، وفي المرتبة العاشرة عالمياً، وتقع في الجزء الشماليِّ الغربيِّ للقارة الإفريقيّة، وتطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي دولةٌ تعتمد على الكثير من "الصناعات التقليدية" حتى هذا اليوم، إذ تتركز الصناعات التقليديّة في الجزائر في الأحياء العتيقة لتبهر العالم بالكثير من القطع الرائعة من الحُليِّ والمجوهرات المصنوعة يدوياً، والنسيج اليدوي الرائع، والنحاسيّات التي أصبحت تراثاً ثميناً، والخزفيّات، والفخار بأشكاله المختلفة، وفيما يلي سنتكلم عن صناعة الفخار في الجزائر؛ لأنه يُعتبر من أهمّ الصناعات التقليدية فيها. فخار الجزائر ارتبطت صناعة الفخار بوجود الإنسان منذ القدم، واستمرّت بقوة الإنتاج نفسه حتى أصبحت اليوم نوعاً من التراث الثمين، ورمزاً من رموز الأصالة والتاريخ، وخصوصاً في دولة الجزائر؛ حيث تُعتبر واحدةً من الصناعات التقليديّة التي لا زالت مُستمرّةً حتى هذا اليوم. رغم انتشار صناعة الفخار في العالم إلا أنّ للجزائر لمسةً خاصةً، حيث منحها وقوعُها بمحاذاة البحر الأبيض المتوسّط ريادةً في هذه الصناعة، فلا نجد منطقةً في الجزائر لا تصنع الفخار أو تقتنيه في بيوتها للاستعمال والزينة، وقد اعتبر علماء الجيولوجيا الفخار مقياساً لمعرفة الحقب الزمنية، والاستدلال به على الماضي، حيث كان يُستخدم في المساجد والجدران، من خلال تزيينها بالفسيفساء الملونة.

فصائل الفخار الجزائريّ الفصيلة الريفية: هي الموجودة بكثرة وبشكلٍ مُركّزٍ في الريف والقرى والقبائل؛ وتعدُّ من موروثاتها الفنية، وتأخذ إلهامها وديكوراتها من الرموز والإيحاءات القديمة، ويظهر التنوُّع في مُنتجاتها، فنجد الجِرار، والمزهريّات، وأواني الطعام، والأباريق، وممّا دعم بقاء واستمرار هذه الصناعة في القرى والقبائل هو اعتماد المطبخ الجزائري على الأواني الفخاريّة بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث تُستعمل بشكلٍ أساسيٍّ للطاجين، وحفظ الزيت، وشرب الحليب، وحفظ الزبدة. الفصيلة المدنية: تختلف هذه الفصيلة عن الفصيلة الريفية بكثرة استعمالها للديكورات، وتأثُّرها الكبير بالفنِّ الإسلاميِّ، والخطوط العربيّة، وطرق التزيين، وكثرة استعمال الأزهار والأشكال الهندسيّة. مادة الفخار الأساسية تعتبر الطينة الحمراء طوبيّة اللون المادة الأساسية في صنع الفخار، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى التي تجعل من الطينة مادةً سهلة التشكيل، وقد يُستخدم الفخّار بلونه الطبيعيّ، وهو البنيُّ المائل إلى الأحمر، وقد تُضاف بعض الصبغات والأكاسيد المعدنيّة لتغيير اللون، أو تُرسم عليه بعض الرسومات للزينة؛ مثل: الأزهار، والأشكال الهندسيّة، وبعض الكلمات باللغة العربية. مع تطوُّر الآلات والأذواق ظهرت أنواعٌ جديدةٌ من الفخار في الجزائر؛ مثل: السيراميك الذي انتقلت صناعته إلى أوروبا في القرن الخامس عشر الميلاديّ، وفخار البوكراك الأسود أو الرمادي اللامع والأملس، واستمر التطوّر في صناعة الفخار في الجزائر بشكلٍ ملحوظٍ جداً، لما له من استعمالاتٍ كثيرةٍ في حياة الجزائريين، وظلَّ دليلاً قاطعاً على حضارة البلد وتاريخها.

الحلي والمجوهرات

صناعة الحلي الفضية والنحاسية والمرجان

نجد هذه الحلي في مختلف أنحاء الوطن في الأوراس، وقسنطينة، في منطقة القبائل والهقار، يصنع الحلي الأوراسي في أغلب الأحيان من الفضة ويمتاز بدقة النقوش كالحزام الفضي، والعقد والقيراط، نلاحظ أن معظم هذه المجوهرات خالية من الألوان، أما الحلي المصنوعة في بلاد القبائل تتميز بألوانها المختلفة حيث تضاف إلى الفضة قطع صغيرة من الزجاج الملون بالألوان الأساسية كالأحمر والأصفر والأخضر والأزرق مما يزيدها رونقاً وجمالاً.

اللباس التقليدي

اللباس التقليدي القبائلي

الملابس والأزياء التقليدية: الزي الجزائري يعدينا إلى الحفلات والسهرات أين يضع الرجال والنساء أبهى ملابسهم، محيين بذلك عادة ألفية، في الجزائر الزي النسوي على وجه الخصوص يسرد من خلال نسيجه وحياكته وطرزه عادات وتقاليد جزائرية، من الشرق إلى الغرب من الشمال إلى الجنوب عرفت الأزياء نفس المراحل التاريخية التي عرفعا البلاد كما تبرز تأثرها بالعوامل الخارجية رومانية أو فينيقية أو عربية أو أندلسية أو عثمانية أو فرنسية، وأشهر الألبسة الجزائرية هي القفطان الجزائري للنساء والعباءة بمختلف أنواعها للرجال.

صناعة الزرابي

صناعة الزرابي في الجزائر سنة 1899
الزربية القبائلي
زربية تيميمون

إنه من الصعب تحديد الفترة الزمنية التي أنشـأت فيها صناعة الزرابي في الجزائر، إلا أن وجودها يعود إلى زمن بعيد حيث كان الرحّل يستخدمونها في خيامهم وأفرشتهم، ومن أهم المناطق التي اشتهرت في صناعة الزرابي منطقة القبايل بزربية الأمازيغ و“جبل عمور” تدعى زرابي الهضاب العليا وهي منطقة رعوية، مما جعل أهلها يستفيدون من صوف المواشي لصناعة الزرابي، وخاصيّتها تتكون من وحدات على شكل معين بلون أسود[؟] أو أزرق قاتم، وتكرار الوحدات الزخرفية لا يخضع للتناظر ولكنه جد محكم وينتهي بوحدات زخرفية هندسية.

البساط الجزائري

طريقة صنع البساطات الجزائرية تزيّن البيوت على اختلاف مواقعها في بلدان العالم بالبساطات، وتمتاز كلّ بلد من بلدان العالم بصنعها للبساطات بطريقة معيّنة وختلفة عما هو الحال في بقية البلدان، ممّا جعل من البساطات جزءاً لا يتجزّأ من تاريخ وتقاليد كلّ بلد، وفيما يلي توضيح لطريقة صنع البساطات الجزائريّة. الموادّ الخام اللازمة قطعتا قماش بلونين مختلفين، ويمكن استخدام أيّ لونين مناسبين لشكل البساط المراد الحصول عليه. إسفنج خاصّ بصنع البساطات، ويراعى أن يكون بطول وعرض مناسب لحجم البساط المطلوب. ماكينة خياطة، وفي حال عدم توفّرها يمكن الاستعاضة عنها بإبرة وخيوط سميكة ومتينة، وبألوان مناسبة لألوان قطع القماش المختارة.

النحاس

صناعة النحاس

حرف تقليدية تقاوم الاندثار في حي القصبة العتيق، يشتهر حي القصبة العتيق في الجزائر العاصمة بمحلات الحرف التقليدية من صناعة نحاس وصناعة الأواني الخشبية والجلود والحلي، وهي حرف توارثوها عن الأجداد، النحاس مهنة لها عراقة ومكانة خاصة لدى الجزائريين، وظلت صناعته ركيزة أساسية للحياة اليومية، ونشاطًا تجاريًا يدخل كل بيت عبر الأواني المستخدمة في مختلف الأنشطة والاحتياجات المنزلية، وللتأكيد على أهمية النحاس في حياة الجزائريين فإن العروس التي لا تأخذ معها إلى بيت الزوجية النحاس والصوف فكأنها لم تأخذ شيئًا، وأيضاً الأواني النحاسية لا تعكس فقط قيمًا جمالية وإنما تكرس لاستخدام عملي يرتبط بالعنصر الجمالي، ناهيك عن البعد الصحي الكامن في معدن النحاس مقارنة مع غيره من المعادن المستخدمة في صناعة أواني الطعام... إلا أن الحال تغير في الأغلب. حيث اتجه الاهتمام بالنحاس إلى اقتناء بعض القطع التذكارية وزينة البيت.

النقش على الخشب

نقش الخشب وزخرفته، والخراطة، اشغال نقش وزخرفة الخشب الذي يزين الأسقف والجدران، وكذا نجارة ونقش وتزيين الأثاث المنزلي من طاولات وموائد، يستخدم الخشب منذ القدم لبناء وتزيين المنازل حيت يعود ذلك إلى عهد زمن الزيريين في القرن السابع عندما استخدم الخشب لبناء المساجد، والمعالم، والمنازل والمباني، حيت قام النحاتون والتشكيليون على تحويل الخشب إلى روائع حقيقية من زخارف غنية ومبتكرة.

صناعة الخشب

تعتبر نجارة الخشب من الفنون الجميلة في الجزائر التي تتطلب الكثيرمن الدقة والصبر. ويتميز بتواجد مختلف أنواع النجارة وهذا بفضل احتوائه على أشجار نفيسة مثل الأرز والصنوبر والزان والزيتون والتي توجد خاصة على الوديان وفي الجبال، ففي القرن الثاني عشر، حل المرينيون إلى السهوب الشرقية لصناعة الخشب ونحته لتزيين المنازل، في يومنا هذا نجد عدة حرف يدوية تعتمد بالأساس على صناعة الخشب التي مكنت الصانع الجزائري من الابتكار وتصميم ديكورات ومنتجات نفيسة من الخشب الخالص.

النقش على الخشب

يقوم الصانع التقليدي في الجزائر بنقش الخشب قصد تزيين المساجد والمعالم الأثرية والبيوت الجزائرية الفخمة والقصور ويتجلى ذلك في تصميم السقف (الجايزة)، أفاريز زخرفية، ألواح الجدران... أما بالنسبة للديكور فنجد أشكال متعددة متل (الشطرنج، أدوات منحوتة، كراسي...).

الجباصة والتزليج

أشغال تزيين أسقف وجدران الدور والمحلات بمادة "الجبص"، والتزليج بالفسيفساء.

الحديد والزجاج

صناعة الشبابيك الحديدية، والأبواب والنوافذ التي يمتزج فيها الخشب بالزجاج الملون.

الرسم

الرسم على الجلد والخشب

صناعة الجلد

فنتازيا الجزائر

الاشتغال على الجلد، وتدخل في هذه الصناعة كافة المستلزمات الجلدية كالبلغة، والحقائب والمحفظات التقليدية، وسروج الخيول، إلخ.

الصناعات الغذائية

تنتشر بين الأسر الريفية صناعاتٌ غذائيةٌ تعتمد على منتجاتٍ محليةٍ مثل: المربيات بأنواعها.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

المراجع

  • بوابة الجزائر
  • بوابة ثقافة
  • بوابة المرأة
  • بوابة فنون
  • بوابة موضة
  • بوابة الأمازيغ
  • بوابة التاريخ
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.