صوديوم في علم الأحياء

تعتبر أيونات الصوديوم (Na+) ضرورية بكميات صغيرة لبعض أنواع النباتات،[1] ولكن تحتاج الحيوانات بشكل عام كميات أكبر من الصوديوم في النظام الغذائي، بسبب استخدامه لتوليد النبضات العصبية والحفاظ على توازن الإلكتروليت وتوازن السوائل. في الحيوانات، تعتبر أيونات الصوديوم ضرورية للوظائف المذكورة أعلاه ولنشاط القلب وبعض وظائف التمثيل الغذائي.[2] تعكس الآثار الصحية للملح ما يحدث عندما يكون الجسم يحتوي على كمية كبيرة جدًا أو قليلة جدًا من الصوديوم. التركيزات النموذجية للصوديوم في الكائنات الحية هي: 10 ميلي مولار في العصيات القولونية، و30 ميلي مولار في الخميرة الناشئة، و10 ميلي مولار في خلايا الثدييات و100 ميلي مولار في بلازما الدم.[3]

توزيع الصوديوم في الأصناف

البشر

الحد الأدنى من المتطلبات الفسيولوجية للصوديوم بين 115 و500 مللي غرام في اليوم حسب التعرق نتيجًة للنشاط البدني.[4] كلوريد الصوديوم هو المصدر الرئيسي للصوديوم في النظام الغذائي، ويستخدم في التوابل والمواد الحافظة، مثل المخلل واللحم المقدد. يأتي معظمها من الأطعمة المصنعة.[5] الكمية الكافية من الصوديوم هي 1.2 إلى 1.5 غرام في اليوم.[6] لكن يستهلك الناس في الولايات المتحدة 3.4 غرام يوميًا،[7][8] الحد الأدنى الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.[9] (لاحظ أن الملح يحتوي على حوالي 39.3% من الصوديوم[10]- الباقي عبارة عن كلور ومواد كيميائية أخرى؛ وبالتالي يبلغ أعلى مقدار مسموح به من الصوديوم 2.3 غرام أي حوالي 5.9 غرام من الملح- حوالي ملعقة صغيرة واحدة[11]).

تتراوح مستويات الصوديوم الطبيعية في الدم بين 135 و145 ميلي مكافئ/لتر (135-145 ملمول/لتر). يُعرف مستوى الصوديوم في المصل الأقل من 135 ملي مكافئ/لتر بنقص صوديوم الدم، والذي يعتبر شديدًا عندما يكون مستوى الصوديوم في الدم أقل من 125 ملي مكافئ/لتر.[12][13]

الحيوانات الأخرى

يحتوي النظام الغذائي النباتي على كميات منخفضة من الصوديوم لان فقط بعض النباتات تحتاج إلى الصوديوم وبكميات قليلة. وهذا يتطلب من بعض الحيوانات العاشبة الحصول على الصوديوم من رواسب الملح ومصادر معدنية أخرى. ربما تكون حاجة الحيوانات للصوديوم هي السبب في قدرتها المحفوظة للغاية على تذوق أيون الصوديوم على أنه «مالح». تستجيب مستقبلات الطعم المالح النقي بشكل أفضل للصوديوم؛ ومن ناحية أخرى، فإن المستقبلات تستجيب فقط لعدد قليل من الكاتيونات أحادية التكافؤ الصغيرة (الليثيوم، والأمونيوم وإلى حد ما البوتاسيوم). أيون الكالسيوم (Ca2+) مذاقه مالح وأحيانًا مرير لبعض الناس، لكنه، مثل البوتاسيوم، يمكن أن يثير أذواقًا أخرى.

تلعب أيونات الصوديوم أدوارًا متنوعة وهامة في العديد من العمليات الفسيولوجية، حيث تعمل على تنظيم حجم الدم وضغط الدم والتوازن التناضحي ودرجة الحموضة.[7]

النباتات

في نباتات سي فور، يعتبر الصوديوم من المغذيات الدقيقة التي تساعد في التمثيل الغذائي، وتحديداً في تجديد فوسفو إينول حمض البيروفيك (تشارك في التخليق الحيوي للمركبات العطرية المختلفة، وفي تثبيت الكربون) وتخليق الكلوروفيل.[14] في حالات أخرى، يحل محل البوتاسيوم في عدة أدوار، مثل الحفاظ على ضغط تورغر والمساعدة في فتح وإغلاق الثغور.[15] يحد الصوديوم الزائد في التربة من امتصاص الماء بسبب انخفاض جهد المياه، الذي قد يؤدي إلى الذبول؛ يمكن أن تؤدي التركيزات المماثلة في السيتوبلازم إلى تثبيط الإنزيم، والذي بدوره يسبب النخر وداء الإخضرار.[16] لتجنب هذه المشاكل، طورت النباتات آليات تحد من امتصاص الجذور للصوديوم، وتخزينها في فجوات خلوية، والتحكم فيها على مسافات طويلة،[17] يمكن أيضًا تخزين الصوديوم الزائد في أنسجة النبات القديمة، مما يحد من الضرر الذي يلحق بالنمو الجديد.

وظيفة أيونات الصوديوم

الصوديوم هو الكاتيون الأساسي (الأيون الموجب) في السوائل خارج الخلية في الحيوانات والبشر. هذه السوائل، مثل بلازما الدم والسوائل خارج الخلية في الأنسجة الأخرى، تغمر الخلايا وتقوم بوظائف النقل للمغذيات والفضلات. الصوديوم هو الكاتيون الرئيسي أيضًا في مياه البحر، مع أن تركيزه يكون حوالي 3.8 أضعاف ما هو طبيعي في سوائل الجسم خارج الخلية.

المراجع

  1. Furumoto, Tsuyoshi (24 أغسطس 2011)، "A plastidial sodium-dependent pyruvate transporter"، Nature، 476 (7361): 472–475، doi:10.1038/nature10250، PMID 21866161، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2021.
  2. Pohl, Hanna R.؛ Wheeler, John S.؛ Murray, H. Edward (2013)، "Chapter 2. Sodium and Potassium in Health and Disease"، في Astrid Sigel, Helmut Sigel and Roland K. O. Sigel (المحرر)، Interrelations between Essential Metal Ions and Human Diseases، Metal Ions in Life Sciences، Springer، ج. 13، ص. 29–47، doi:10.1007/978-94-007-7500-8_2، PMID 24470088.
  3. Milo, Ron؛ Philips, Rob، "Cell Biology by the Numbers: What are the concentrations of different ions in cells?"، book.bionumbers.org، مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 مارس 2017.
  4. National Research Council (US) Subcommittee on the Tenth Edition of the Recommended Dietary Allowances (1989)، "10"، في National Academies Press (US) (المحرر)، Recommended Dietary Allowances، National Academies Press (US)، doi:10.17226/1349، ISBN 978-0-309-04633-6، PMID 25144070، مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020، Thus, a minimum average requirement for adults can be estimated under conditions of maximal adaptation and without active sweating as no more than 5 mEq/day, which corresponds to 115 mg of sodium or approximately 300 mg of sodium chloride per day. In consideration of the wide variation of patterns of physical activity and climatic exposure, a safe minimum intake might be set at 500 mg/day. [Note: Table 11-1 seems to clarify that 500mg refers to sodium, not sodium chloride]
  5. "Sodium and Potassium Quick Health Facts"، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 07 نوفمبر 2011.
  6. "Dietary Reference Intakes: Water, Potassium, Sodium, Chloride, and Sulfate"، Food and Nutrition Board, الأكاديمية الوطنية للطب، United States National Academies، 2005، مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 أكتوبر 2016.
  7. "How much sodium should I eat per day?"، American Heart Association، 2016، مؤرشف من الأصل في 31 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 أكتوبر 2016.
  8. U.S. Department of Agriculture؛ U.S. Department of Health and Human Services (ديسمبر 2010)، Dietary Guidelines for Americans, 2010 (PDF) (ط. 7th)، ص. 22، ISBN 978-0-16-087941-8، OCLC 738512922، مؤرشف من الأصل (PDF) في 06 فبراير 2011، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2011.
  9. Geleijnse, J. M.؛ Kok, F. J.؛ Grobbee, D. E. (2004)، "Impact of dietary and lifestyle factors on the prevalence of hypertension in Western populations"، European Journal of Public Health، 14 (3): 235–239، doi:10.1093/eurpub/14.3.235، PMID 15369026.
  10. General, Organic, and Biochemistry: An Applied Approach نسخة محفوظة 2021-12-16 على موقع واي باك مشين.
  11. Table Salt Conversion نسخة محفوظة 2021-12-16 على موقع واي باك مشين.
  12. "Hyponatremia"، MayoClinic.com، مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 سبتمبر 2010.
  13. "Hyponatremia"، Medscape، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 30 يونيو 2013.
  14. Kering, M. K. (2008)، "Manganese Nutrition and Photosynthesis in NAD-malic enzyme C4 plants Ph.D. dissertation" (PDF)، University of Missouri-Columbia، مؤرشف من الأصل (PDF) في 16 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 09 نوفمبر 2011.
  15. Subbarao, G. V.؛ Ito, O.؛ Berry, W. L.؛ Wheeler, R. M. (2003)، "Sodium—A Functional Plant Nutrient"، Critical Reviews in Plant Sciences، 22 (5): 391–416، doi:10.1080/07352680390243495.
  16. Zhu, J. K. (2001)، "Plant salt tolerance"، Trends in Plant Science، 6 (2): 66–71، doi:10.1016/S1360-1385(00)01838-0، PMID 11173290.
  17. "Plants and salt ion toxicity"، Plant Biology، مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2012، اطلع عليه بتاريخ 02 نوفمبر 2010.
  • بوابة علم الأحياء
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.