عالم إنسان

عالِم الأنثروبولوجيا أو عالِم الإنسان هو شخص يهتم بدراسة الأنثروبولوجيا. الأنثروبولوجيا هي دراسة جوانب الإنسان في المجتمعات السابقة والحالية.[1][2][3] الأنثروبولوجيا الاجتماعية والأنثروبولوجيا الثقافية والأنثروبولوجيا الفلسفية تدرس قواعد وقيم المجتمعات، أما الأنثروبولوجيا اللغوية فتهتم بدراسة جوانب تأثير اللغة على الحياة الاجتماعية للإنسان، بينما تدرس الأنثروبولوجيا الاقتصادية السلوك الاقتصادي للإنسان. تقوم الأنثروبولوجيا البيولوجية (الفيزيائية) والأنتروبولوجيا الطبية الشرعية والأنثروبولوجيا الطبية بدراسة التطور البيولوجي للبشر، وتطبيق الأنثروبولوجيا البيولوجية في بيئة قانونية، ودراسة الأمراض وتأثيراتها على البشر بمرور الوقت.

عالم إنسان
تسمية الإناث عالمة الإنسان 
فرع من عالم اجتماع 
المجال علم الإنسان 

وصف

تشمل موضوعات البحث التي أجراها علماء الأنثروبولوجيا اكتشاف البقايا البشرية والتحف بالإضافة إلى استكشاف القضايا الاجتماعية والثقافية مثل النمو السكاني وعدم المساواة الاجتماعية والعولمة، وذلك من خلال الاستفادة من مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك البرمجيات الإحصائية ونظم المعلومات الجغرافية.[4] يتطلب العمل الميداني الأنثروبولوجي تمثيلًا أمينا للملاحظات والالتزام الصارم بالمسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية، مثل الحصول على الموافقة، والشفافية في البحث واعتماد المنهجيات، والحق في إخفاء الهوية.[5][6]

تاريخيا، عمل علماء الأنثروبولوجيا بشكل أساسي في الأوساط الأكاديمية؛ ومع ذلك، بحلول عام 2014، كان علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار في الولايات المتحدة يشتغلون إلى حد كبير في المناصب البحثية (2٪)، والإدارة والاستشارات (23٪)، والمناصب الحكومية (2٪).[7][8] من المتوقع أن يرتفع توظيف علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار في الولايات المتحدة من 7,600 إلى 7,900 بين عامي 2016 و 2026، وهو معدل نمو يقل قليلاً عن نصف المتوسط الوطني.[9][10]

يميل علماء الأنثروبولوجيا الذين لا يحملون شهادات الدكتوراه إلى العمل في مجالات أخرى غير الأوساط الأكاديمية، بينما يعمل معظم الحاصلين على الدكتوراه في الأوساط الأكاديمية.[11] يميل الكثير ممن لا يحملون شهادات الدكتوراه في الأوساط الأكاديمية إلى العمل حصريا كباحثين ولا يقومون بالتدريس. أولئك الذين يشغلون مناصب بحثية فقط لا يعتبرون أعضاء في هيئة التدريس. متوسط الراتب لعلماء الانثروبولوجيا في عام 2015 كان 62,220$.[12] معظم علماء الأنثروبولوجيا راضون عن وظائفهم.

على الرغم من أن الأنثروبولوجيا وعلم الآثار يرتبطان ارتباطا وثيقا وغالبا، إلا أن علم الآثار يعتبر من التخصصات الفرعية للأنثروبولوجيا.[13] بينما يركز كلا التخصصين على دراسة الثقافة الإنسانية من الماضي إلى الحاضر، يركز علماء الآثار على وجه التحديد على تحليل بقايا المواد مثل القطع الأثرية والبقايا المعمارية.[13] تشمل الأنثروبولوجيا مجموعة واسعة من المهن بما في ذلك المجالات الصاعدة في علم الإنسان الشرعي والأنثروبولوجيا الرقمية . يختلف دور عالم الأنثروبولوجيا عن دور المؤرخ. فبينما يركز علماء الأنثروبولوجيا دراساتهم على البشر والسلوك البشري، ينظر المؤرخون إلى الأحداث من منظور أوسع.[14] يميل المؤرخون أيضًا إلى التركيز بشكل أقل على الثقافة من علماء الأنثروبولوجيا في دراساتهم. يتم استخدام نسبة أكبر بكثير من المؤرخين في البيئات الأكاديمية مقارنة بعلماء الأنثروبولوجيا الذين لديهم أماكن عمل أكثر تنوعا.[15]

يشهد علماء الأنثروبولوجيا تحولا في الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين مع ظهور الأنثروبولوجيا الشرعية.[16] في الولايات المتحدة، على عكس العديد من البلدان الأخرى، تقع الأنثروبولوجيا الشرعية في مجال عالم الأنثروبولوجيا وليس في علم الأمراض الشرعي.[17] في هذا الدور، يساعد علماء الأنثروبولوجيا الجنائية في التعرف على البقايا العظمية عن طريق استنتاج الخصائص البيولوجية مثل الجنس والعمر والقامة والأصل انطلاقا من الهيكل العظمي.[18] ومع ذلك، يميل علماء الأنثروبولوجيا الشرعية إلى الانجذاب أكثر نحو العمل في الأوساط الأكاديمية والمخبرية، في حين يقوم أخصائيو علم الأمراض الشرعيون بالكثير من العمل الميداني التطبيقي.[19] عادة ما يكون علماء الأنثروبولوجيا الشرعيون حاصلين على الدكتوراه الأكاديمية، في حين أن الأطباء الشرعيين هم أطباء.[18] مجال الأنثروبولوجيا الشرعي يتطور بسرعة مع تزايد قدرات التكنولوجيا وتوفر قواعد بيانات أكثر شمولية.[20] علم أنثرولوجيا الطب الشرعي هو واحد من أكثر مجالات العمل تخصصية وتنافسية في مجال الأنثروبولوجيا ولديه حاليا خريجو مؤهلون لشغل أكثر من منصب.[21]

حصلت مهنة الأنثروبولوجيا أيضا على مجال فرعي إضافي مع ظهور الأنثروبولوجيا الرقمية. هذا الفرع الجديد زاد من استخدام أجهزة الكمبيوتر وكذلك العمل متعدد التخصصات في ميادين الطب والتصميم الصناعي والبيولوجيا والصحافة.[22] علماء الأنثروبولوجيا في هذا المجال يدرسون في المقام الأول تطور العلاقات المتبادلة بين البشر والعالم الافتراضي. يدرس علماء الأنثروبولوجيا الإلكترونية أيضا الأخلاقيات الرقمية والإنترنت إلى جانب الآثار العالمية لانتشار وسائل التواصل الحديثة.[23] مع ظهور العديد من القضايا الأخلاقية المرتبطة بالعالم السيبراني بشكل متزايد مثل حيادية الإنترنت، يكتسب هذا الحقل الفرعي المزيد من الاعتراف بسرعة. أحد الفروع الناشئة والذي يحظى باهتمام علماء الأنثروبولوجيا الرقمية هو الذكاء الاصطناعي.[24] يدرس علماء الأنثروبولوجيا الرقمية العلاقة التطورية المشتركة بين البشر والذكاء الاصطناعي.[25] يتضمن ذلك دراسة البيئات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر وكيفية تفاعل الأشخاص معها من خلال الوسائط مثل الأفلام والتلفزيون وأشرطة الفيديو.

للإطلاع أكثر

فيما يلي بعض علماء الأنثروبولوجيا المشهورين : إدوارد بيرنت تايلور، جيمس فريزر، فرانز بواس، برونسيلاف مالينوفسكي، رادكليف براون، مارغريت ميد، زورا نيل هيرستون، روث بندكت، كلود ليفي ستروس، كليفورد جيرتز، وآخرون.

انظر أيضًا

مراجع

  1. "anthropology"، Oxford Dictionaries، Oxford University Press، مؤرشف من الأصل في 9 يوليو 2016، اطلع عليه بتاريخ 10 أغسطس 2013.
  2. "anthropology"، Encyclopædia Britannica، مؤرشف من الأصل في 15 أبريل 2015، اطلع عليه بتاريخ 23 مارس 2015.
  3. "What is Anthropology?"، الرابطة الأمريكية للأنثروبولوجيا، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 10 أغسطس 2013.
  4. Bureau of Labor Statistics, U.S. Department of Labor. (2015). Anthropologists and Archaeologists. Occupational Outlook Handbook, 2016-17 Edition. Retrieved from https://www.bls.gov/ooh/life-physical-and-social-science/anthropologists-and-archeologists.htm#tab-2 نسخة محفوظة 2021-04-22 على موقع واي باك مشين.
  5. American Anthropological Association. (2009). 2009 AAA Code of Ethics. Retrieved from >http://s3.amazonaws.com/rdcms-aaa/files/production/public/FileDownloads/pdfs/issues/policy-advocacy/upload/AAA-Ethics-Code-2009.pdf نسخة محفوظة 2021-04-13 على موقع واي باك مشين.
  6. Mead, M. (1962). The Social Responsibility of the Anthropologist: The Second Article in a Series on the Social Responsibility of Scholarship. The Journal of Higher Education, 33(1), 1-12. دُوِي:10.2307/1980194
  7. Baba, Marietta L. (1994). "The Fifth Subdiscipline: Anthropological Practice and the Future of Anthropology". Human Organization. 53 (2): 174–186. دُوِي:10.2307/44126881.
  8. U.S. Department of Labor, Bureau of Labor Statistics. (2016). Anthropologists and Archeologists. Occupational Outlook Handbook, 2016-17 Edition. Retrieved from https://www.bls.gov/ooh/life-physical-and-social-science/anthropologists-and-archeologists.htm. نسخة محفوظة 2021-04-22 على موقع واي باك مشين.
  9. U.S. Department of Labor, U.S. Bureau of Labor Statistics, Employment Projections program. (2016). Employment by industry, occupation, and percent distribution, 2016 and projected 2026; 19-3091 Anthropologists and archeologists [Data set]. Retrieved from https://www.bls.gov/emp/ind-occ-matrix/occ_xlsx/occ_19-3091.xlsx نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين..
  10. T. Lacey, Mitra Toossi, Kevin Dubina, and Andrea Gensler (October 2017). Projections overview and highlights, 2016–26. Monthly Labor Review, U.S. Bureau of Labor Statistics. دُوِي:10.21916/mlr.2017.29.
  11. "Anthropology Without Doctorates"، مؤرشف من الأصل في 9 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 28 نوفمبر 2017.
  12. "Anthropologist Ranks Among Best Jobs of 2017"، money.usnews.com، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2017.
  13. "Paleontology vs. Archaeology vs. Anthropology | PAESTA"، www.paesta.psu.edu، مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2017.
  14. "What Is The Difference Between A Historian And An Anthropologist? - Career Igniter"، www.careerigniter.com (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2017.
  15. "Where Historians Work: An Interactive Database of History PhD Career Outcomes | AHA"، www.historians.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2017.
  16. Traithepchanapai, Pongpon؛ Mahakkanukrauh, Pasuk؛ Kranioti, Elena F. (01 أبريل 2016)، "History, research and practice of forensic anthropology in Thailand"، Forensic Science International، 261 (Supplement C): 167.e1–167.e6، doi:10.1016/j.forsciint.2016.02.025، PMID 26949023.
  17. Stewart, T.D. (1979)، Essentials of forensic anthropology: especially as developed in the United States.، Springfield, Illinois: Charles C. Thomas، ISBN 978-0398038113.
  18. "UNCW Forensic Anthropology"، people.uncw.edu، مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 28 نوفمبر 2017.
  19. Future of intelligent and extelligent health environment، Bushko, Renata Glowacka.، Amsterdam: IOS Press، 2005، ISBN 9781586035716، OCLC 236341831.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: آخرون (link) صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  20. "Advances in Forensic Anthropology • Technology Transition Workshop at NFSTC"، projects.nfstc.org، مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 07 نوفمبر 2017.
  21. "Forensic Anthropologist: Job Description, Outlook and Salary"، Study.com (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2017.
  22. 1961-, Weber, Gerhard W. (2011)، Virtual anthropology : a guide to a new interdisciplinary field، Bookstein, Fred L., 1947-، Wien: Springer، ISBN 9783211486474، OCLC 174131450.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: أسماء عددية: قائمة المؤلفون (link)
  23. Libin, Alexander؛ Libin, Elena (2005)، "Cyber-anthropology: a new study on human and technological co-evolution"، Studies in Health Technology and Informatics، 118: 146–155، ISSN 0926-9630، PMID 16301776.
  24. Ethics and the profession of anthropology : dialogue for ethically conscious practice، Fluehr-Lobban, Carolyn. (ط. 2nd)، Walnut Creek: AltaMira Press، 2002، ISBN 9780759103375، OCLC 50279971. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= / |تاريخ= mismatch (مساعدة)صيانة CS1: آخرون (link)
  25. Ferrando, Francesca (01 ديسمبر 2014)، "Is the post-human a post-woman? Cyborgs, robots, artificial intelligence and the futures of gender: a case study"، European Journal of Futures Research (باللغة الإنجليزية)، 2 (1): 43، doi:10.1007/s40309-014-0043-8، ISSN 2195-4194.
  • بوابة علم الإنسان
  • بوابة علم الاجتماع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.