عبد الحسين الأزري

عبد الحسين بن يوسف الأزري (1880 - 1954)، شاعر وكاتب وصحفي وسياسي من أعلام الفكر والأدب في العراق.

عبد الحسين الأزري
 

معلومات شخصية
الميلاد سنة 1881  
بغداد 
الوفاة سنة 1954 (7273 سنة) 
بغداد 
مواطنة الدولة العثمانية
المملكة العراقية 
الأولاد
الحياة العملية
المهنة شاعر،  وصحافي،  وروائي،  وكاتب مقالات،  وكاتب 
اللغات العربية،  والفرنسية،  والعثمانية،  والفارسية 

سيرته

ولد عبد الحسين بن يوسف بن محمد الحظيري التميمي الأزري في بغداد سنة 1880 م/ 1298 هـ، لقب بالحظيري نسبة إلى الحظيرة، وهي منطقة قرب مدينة «بلد»، وقيل في لقبه «الأزري» أنه جاء نسبة إلى الأزر (جمع إزار)؛ لأن جده كان يبيع هذا النوع من المنسوجات. تلقى فيها علومه الأولى ودرس الأزري في بداية حياته كما يدرس أقرانه عند الكتاتيب، ثم درس على الشيخ شكر قاضي الجعفرية، وقال الشعر وهو لا يزال فتى في الخامسة عشرة.

كان الجو السائد آنذاك يعيش حالة الاضطراب السياسي والفكري، وكان من الطبيعي أن تنشأ حركة أدبية في ظل هذه الأجواء فدوى صوت الأزري عاليا وقويا في الاوساط الأدبية والاجتماعية والسياسية، فكان نشطا في دعم القضايا الإسلامية والدفاع عن الشريعة الحقة والمطالبة بحقوق الشعب والتحريض ضد المستعمرين فانضم إلى حزب الائتلاف عقب صدور الدستور العثماني سنة 1908، فأصدر صحيفة الروضة "الادبية السياسية" عام 1909، وبعد تعطلها من قبل الحكومة أصدر مصباح الشرق "السياسية" في 1910، لكنها عطلت أيضا فأصدر صحيفة المصباح عام 1911، ثم المصباح الأغر التي استمرت بالصدور حتى قيام الحرب العالمية الأولى فأغلقتها الحكومة، كما تولى شؤون مجلة العلم التي أصدرها العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني في بغداد، ثم الإصلاح عام 1924.

ونتيجة لنشاطه السياسي فقد نفاه العثمانيون إلى الأناضول في الحرب العالمية الأولى عام 1915، وعاش في المنفى عامين تعلم فيهما التركية والفرنسية، كما كان يجيد الفارسية من قبل. كما تم نفيه إلى جزيرة هنجام من قبل الإنكليز لدوره الفاعل في ثورة العشرين، وله قصيدة في رثاء زعيم الثورة الميرزا محمد تقي الشيرازي يتبين من خلالها مدى تفاعله مع الثورة وحماسه في مقارعة الاحتلال الإنكليزي، وتفجعه وتألمه لفقدان قائدها فيقول الأزري في بعض من قصيدته:

مـنـعـاكَ عـزَّ عـلـى العراقِ الداميوأمـضَّـه يـا خــادمَ الإســـــلامِ
صدعَ القلوبَ حديثُ نعيكَ مُذ خلتْدارٌ حـمـيـتَ ذمـارَهـا من حامِ
كـادتْ تـفـنِّـدُه الـمــســامـعُ خـشـيـةًمـن عـبـئـهِ بـفـــــــوادحِ الآلامِ
حتى إذا حقَّ المصابُ اسـتـسـلـمـتْلـيـدِ الحوادثِ أيَّـمـا اسـتـسـلامِ

كما مارس أعمالاً ووظائف أخرى غير الصحافة فعمل بالتجارة، كما كان مديرًا في ترامواي بغداد.

وقد حذا حذوه ولداه في نشاطه السياسي، فالأزري هو والد عبد الكريم الأزري الذي شغل منصب وزير الخارجية ووزير الاعمار، وكان آخر وزير للمالية في العهد الملكي، وعبد الأمير الأزري وزير الموصلات والأشغال وسفير العراق في طهران في العهد الملكي.[1][2]

السفور والحجاب

من أهم القضايا التي عالجها الأزري ووقف فيها موقفاً مشرفاً هي قضية الدعوة إلى السفور والتي بدأت بمصر وانتشرت في بعض البلدان العربية ومنها العراق، ووجدت لها من يؤيدها وكان من أشد مؤيديها في العراق الزهاوي والرصافي اللذين دعا في شعرهما إلى السفور ونبذ الحجاب بدعوى التحرّر، فوقف الأزري مدافعاً عن دينه وقيمه وأخلاقه وأبت عليه غيرته أن تكون هكذا دعوة في بلد الأئمة المعصومين (عليهم السلام)[3]

وكان الرصافي قد كتب عدة قصائد في الدعوة إلى السفور يقول في مطلع إحداها:

قل للحجابيين كيفَ ترونكمْمن بعدِ سفرٍ للسفورِ مبينِ

ويقول من أخرى:

لئنْ وأدوا الـبـنـاتِ فقد قبرناجـميعَ نسائِنا قبلَ المماتِ
ولو عدمتْ طباعُ القومِ لؤماًلما غدتِ النساءُ محجباتِ

ومن ثالثة:

ولـقومِنا في الشرقِ حالٌ كلّمازدتَ افـتـكاراً فيه زدتَ تعجُّبا
تركوا النساءَ بحالةٍ يُرثى لهاوقضَوا عليها بالحجابِ تعصُّبَا

أما الزهاوي فراح يطلق سمومه على الملأ دون وازع من دين أو ضمير، يقول في مطلع إحدى قصائده:

أَخَّرَ المسلمينَ عن أممِ الأرضِ حجابٌ تشقى به المسلماتُ

ويقول من أخرى:

أسفري فالحجابُ يا ابنةَ فهرٍهو داءٌ في الاجتماعِ وخيمُ

ومن أخرى يهاجم بها الحجاب:

مـزِّقي يـا ابنةَ العراق الحجابَاوأسفري فـالحياةُ تبغي انقلابا
مـزِّقـيـهِ أو أحـرقــيـهِ بـلا رَيْــثٍ فـقـد كـان حـارسـاً كـذّابـا
زعموا أنَّ في السفورِ سـقوطاًفـي الـمـهاوي وأَنَّ فيهِ خرابا
كـذبـوا فـالسفورُ عنوانُ طُـهرٍلـيـسَ يـلـقـى مَـعَـرَّةً وارتـيابا

وأمام هذا التيار المنحرف كان لا بد من وقفة أمام هذه الدعوة الفاسدة، ولا بد من صوت يرد على هذه الأضاليل فكان هذا الصوت هو صوت شاعرنا عبد الحسين الأزري الذي ألقم دعاتها حجراً، فكان من أقواله في ذلك:

أمـنـازلُ الــخـفـراتِ بــالـــــزوراءِلا زعزعتكِ عواصفُ الأهواءِ
لا تـأبـهـي لـغـوايــةٍ مـن مــــاكـــرٍجـعـلَ الـحجالَ معاقلَ الأسراءِ
قـرِّي فـإنَّـكِ لـلـفــتـــاةِ أريــكـــــــةٌضـربـتْ سرادقُها على النجباءِ
أيـنَ الأسـارةُ مـن حـجـابِ خـريـدةٍأيـنَ الـمـعـاقـلُ من كناسِ ظباءِ
أكـريـمـةُ الـزوراءِ لا يذهبْ بكِ الــنـهـجُ الـمـخـالفُ بيئةَ الزوراءِ
أو يـخـدعـنَّـكِ شـاعـرٌ بـخــيــالِــــهِإنَّ الـخـيـالَ مـطـيَّـةُ الــشـعراءِ
حصروا علاجَكِ بالسفورِ وما دَرَواأنَّ الـذي حـصـروه عـينُ الداء

الأزري في سجل التاريخ

قال عنه الأستاذ علي الشرقي: (في أوائل الحكم الوطني اُقيمت في بغداد سوق للشعر على غرار سوق عكاظ توافد إليها الاُدباء والشعراء من أنحاء العراق، وضربت خيمة للمحكّمين، وتبارى يوم ذاك الاُزري والرصافي والزهاوي، ففاز الحاج عبد الحسين، وحكم له بالتفوّق على صاحبيه) [4]

وقال عنه الأستاذ الكبير جعفر الخليلي: (من شعراء العراق اللامعين، حر التفكير والعقيدة، ومن أوائل دعاة التحرير، وقد أصدر في العهد العثماني جريدة ببغداد، كانت من أوائل الجرائد إن لم تكن أول جريدة طالبت بحقوق العرب وحريتهم، وقد نفاه الأتراك وحُبس في الأناضول ولم يكن يعرف له هذه الشاعرية الفياضة إلا القليل حتى ظهر لأول مرة بسوق عكاظ ببغداد، وكان من المجلين في تلك الحلبة، ثم اشتهر بعد ذلك كشاعر متحرر سلس العبارة محكم القافية، ولشعره طابع خاص قل الذين يجارونه فيه عذوبة).[5]

وقال عنه الشيخ أغا بزرك الطهراني: (كان يتقن اللغة التركية والفارسية مضافاً إلى الفرنسية، وقرض الشعر وهو دون الخامسة عشرة فأجاد وأبدع على صغر سنه وتعاطى التجارة واشتغل بالسياسة وجال في عالم الصحافة).[6]

وقال عنه عبد العزيز البابطين: (نظم في الموضوعات المألوفة التي تناولها شعراء عصره: الإصلاح الاجتماعي والسياسي، والقضايا القومية، كما رثى، ووصف، وهنّأ، غير أن بعض قصائده فيها دعابة واضحة واستثمار لفن المفارقة، وفي بعض آخر نفس قصصي واضح، وربما أشبع الوصف حتى يُظن أن هذا من أثر قراءته في الشعر الفرنسي).[7]

وقال عنه الحاج حسين الشاكري: (شاعر فاضل، من أسرة وجاهة وتجارة وأدب، نال قسطاً من التعليم على مشايخ الأدب في مدارس بغداد ومحافلها فأثر ذلك فيه وأغنى شعره الذي طرق فيه مختلف الظواهر الاجتماعية والأحداث السياسية، والأزري إلى جانب ذلك محدث بارع لبق ظريف، لغوي مؤرخ، يعد من شعراء الطليعة في الأدب العراقي).[8]

وقال عنه الزركلي: (شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد. أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام. انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق). [6]

وقال عنه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي: (اشتغل بالصحافة والسياسة بحكم عصره ومواهبه، أديب شاعر كان يتقن اللغات العربية والفارسية والتركية). [5]

وقد وردت ترجمة الأزري في عدد من المراجع الأدبية الأخرى مثل: أعيان الشيعة، والدليل العراقي، والأدب العصري في العراق، ومعجم المؤلفين العراقيين وغيرها، كما ألف عنه الأستاذ نظير خير الدين كتابا تضمن حياته ودراسة شعره.

شعره

قال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه أنه «نظم في الموضوعات المألوفة التي تناولها شعراء عصره: الإصلاح الاجتماعي والسياسي، والفكري، والقضايا القومية، كما رثى، ووصف، وهنّأ، غير أن بعض قصائده فيها دعابة واضحة واستثمار لفن المفارقة، وفي بعض آخر نفس قصصي واضح، وربما أشبع الوصف حتى يُظن أن هذا من أثر قراءته في الشعر الفرنسي.»[9]

له ديوان (الحاج عبد الحسين الأزري) حققه: مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر -مؤسسة النعمان- بيروت (صدر في السبعينات)، الديوان 416 صفحة، وضم ديوان الأزري مختلف أغراض الشعر حيث كتب نظم في الإصلاح الاجتماعي والسياسي والفكري كما كتب في أهل البيت (عليهم السلام)، وله مجموعة من قصائد مختارة ضمها كتاب "الأدب العصري في الكتاب العربي[10]

يقول الأستاذ علي الشرقي عن شعره: (وليس للأستاذ الأزري ديوان واحد ولكن هذا المجموع كان الحبيب إليه من شعره. لم يبهرني ذلك الديوان بديباجته المشرقة ولا لأنه مجموعة صور رسمتها ريشة خلاق بل لأني وجدته وعاءً أنيقاً في قراراته روح الشاعر، وفي جنباته قلبه المشع وعاطفته الملتهبة...)

وقال السيد جواد شبر عن ديوانه: (وله ديوان شعر يصوّر فيه أفكار جيل كامل بكل نزعاته تصويراً غاية في البراعة)

ومن أهم أغراض الديوان التي عالجها الأزري هي قضية أهل البيت (عليهم السلام) مسلطاً الضوء على القضايا التاريخية التي رافقت حياتهم (عليهم السلام) بأسلوب رصين وموضوعي مشخِّصاً الداء الذي أصاب الجسد الإسلامي بإبعادهم عن مكانهم الطبيعي في الخلافة.

أعماله

ترك الأزري عدة مؤلفات -شعرية ونثرية- في الأدب والتاريخ والسياسة منها:

  • تاريخ العراق قديماً وحديثاً: في جزأين كبيرين على أهبة الإكمال
  • ديوان الأزري: شعر انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، وقد اجتمع من منظوماته القديمة والحديثة مجموعة صالحة تمثل ديوانه.[11]
  • مجموعة الأزري: مقالاته، وهي مقالات في السياسة والاجتماع والخلاق.[11]
  • قصر التاج (رواية)
  • بوران: (لروايتان من رواياته التاريخية الأدبية الغرامية التي ألفها وبلغ بها الاثنتي عشرة رواية.
  • بطل الحلة: رواية وصف فيها ما أنزل الأتراك بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.[11]

وفاته

توفي عبد الحسين الأزري في بغداد عام 1954م/ 1374ه.

وصلات خارجية

المصادر

  1. شعراء من العراق لعبد الحميد الهلالي نسخة محفوظة 13 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. إميل يعقوب (2009)، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة (ط. الأولى)، بيروت: دار صادر، ج. المجلد الثاني ش - ك، ص. 628.
  3. عبد الحسين الأزري "أدب الطف" الجزء العاشر نقلا عن موسوعة العتبات المقدسةwww.imamhussain.org مؤرشف بتاريخ 1يناير 2021 اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2021.
  4. بن خلدون, عبد الرحمان (2014-03)، "الفصل الثالث و الأربعون من مقدمة كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر"، المحاماة (4): 63–67، doi:10.12816/0012219، ISSN 0330-4175، مؤرشف من الأصل في 2 يونيو 2018. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  5. IT, imamhussain، "العتبة الحسينية المقدسة"، imamhussain.org، مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2021.
  6. Al-Suwailem, Sami (1998)، ": " المصرفية الإسلامية " الجزء الأول : الأزمة والمخرج ( 249 صفحة) الجزء الثاني : الأساس الفكري (113صفحة) الجزء الثالث : السياسة النقدية (152 صفحة) تأليف : يوسف كمال محمد الناشر : دار الوفاء ، المنصورة ، ط2 ، سلسلة فقه الاقتصاد النقدي ، 1416هـ"، Journal of King Abdulaziz University-Islamic Economics، 10 (1): 119–137، doi:10.4197/islec.10-1.15، ISSN 1018-7383.
  7. عناد, وجدان فريق (2015)، "منازل رحلة الإمام الحسين "عليه السلام" إلى كربلاء في المصادر التاريخية:, تأريخ الرسل والملوك المعروف بتاريخ الطبري أنموذجاً"، السبط: 89، doi:10.52790/2239-001-001-006.
  8. عواد العنزی., د. ممدوح (01 أغسطس 2017)، "المعوقات الأکادیمیة والاشکالیات الإداریة التی تواجه طلاب السنة التحضیریة کما یدرکونها بجامعة تبوک بعد توزیعهم على کلیاتهم."، مجلة البحث العلمى فى التربیة، 17 (الجزء الخامس): 65–100، doi:10.21608/jsre.2017.10381، ISSN 2356-8356.
  9. معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر و العشرين نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. Elgabalawy, Kamal (16 مايو 2021)، "THE MEANING BEHIND THE DOMES: With the study of models in the modern age المعنى فيما وراء القباب مع دراسة نماذج فى العصر الحديث"، JES. Journal of Engineering Sciences، 0 (0): 400–423، doi:10.21608/jesaun.2021.70266.1045، ISSN 2356-8550، مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 2021.
  11. "عبد الحسين الأزري/الأدب العصري في العراق العربي" www.hindawi.org طلع عليه بتاريخ 21سبتمبر 2021.ا
  • بوابة الدولة العثمانية
  • بوابة العراق
  • بوابة أعلام
  • بوابة بغداد
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.