عبد الرحمن بن مخنف

عبد الرحمن بن مخنف الغامدي الأزدي (15 هـ - 75 هـ)[1] ويُكنى بـأبي حكيم، قائد عسكري، ومقاتل شجاع، من أشراف الأزد وكبارها.[1]

عبد الرحمن بن مخنف
معلومات شخصية
الميلاد 15 هـ
الكوفة
الوفاة 75 هـ
كازرون، إيران
الكنية أبو حكيم
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة قائد عسكري
اللغة الأم العربية
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب حروب الخوارج، معركة صفين، معركة النهروان

شهد معركة صفين مع أبيه وحمل راية بني نهد من الأزد،[2] وشهد أيضًا معركة النهروان، ووقعة جبانة السبيع،[3] واستعمله علي بن أبي طالب على خراج مدينة الري، كما حارب الخوارج مع المهلب ولهُ بلاءً حسن وذكر عظيم فيها، وهو القائل: «خندقنا سيوفنا».[4]

نسبه ونشأته

  • هو عبد الرحمن بن مخنف بن سليم بن حارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد.[5]

وُلد عبد الرحمن بن مخنف في الكوفة، عام معركة القادسية 15 هـ. برز أيام الإمام علي بن أبي طالب، وشهد معركة صفين، وبعض الأحداث مع أبيه مخنف بن سليم. ثم برز في عهد بني أمية، كمحارب في صف المهلب بن أبي صفرة ضد الخوارج، أنتهت إليه رئاسة أزد شنوءة وأزد عمان.[6]

مشاركته في الحروب

وقعة صفين

قابل عبد الرحمن بن مخنف، سفيان بن عوف في معركة صفين، وآنذاك قد أنقسمت غامد لجماعتين، جماعة قد كانت مع علي بن أبي طالب ويترأسهم مخنف بن سليم، وجماعة كانت مع معاوية بن أبي سفيان تحت راية سفيان بن عوف.

وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن مخنف: «صرع يزيد بن المغفل إلى جنبي فقتلت صاحبه وقمت على رأسه، وقتل أبو زبيب بن عروة فقتلت صاحبه، وجاءني سفيان بن عوف فقال: أقتلتم يا معشر الأزد يزيد بن المغفل؟ فقلت له: إي والله إنه لهذا الذي تراني قائما على رأسه. قال: ومن أنت حياك الله؟ قلت: أنا عبد الرحمن بن مخنف. فقال: الشريف الكريم، حياك الله ومرحبا بك يا ابن العم، أفلا تدفعه إلى فأنا عمه سفيان بن عوف بن المغفل؟ فقلت: مرحبا بك، أما الآن فنحن أحق به منك، ولسنا بدافعيه إليك، وأماما عدا ذلك فلعمري أنت عمه ووارثه».[7]

قتال الخوارج

وفي ذلك ظهر الخوارج الأزارقة كعامل مُهدد للدولة الأموية، وفي شدة قوتهم وأتساع رقعتهم، كتب الحجاج بن يوسف كتابًا إلى عبد الرحمن والمهلب بن أبي صفرة وفيه: «أما بعد، إذا أتاكم كتابي هذا فناهضوا الخوارج، والسلام.».[8] فزحف القائدين المهلب بن أبي صفرة وعبد الرحمن بن مخنف إلى الخوارج وقاتلوهم قتالًا شديدًا أستمر لأيام حتى أجلوهم عن رامهرز، وفي ذلك يروي الطبري فيقول:[9]

«ذكر هشام عن أبي مخنف، عن أبي زهير العبسي، قال: ناهض المهلب وابن مخنف الأزارقة برامهرمز بكتاب الحجاج إليهما لعشر بقين من شعبان يوم الاثنين سنة خمس وسبعين، فأجلوهم عن رامهرمز من غير قتال شديد، ولكنهم زحفوا اليهم حتى أزالوهم، وخرج القوم كأنهم على حامية، حتى نزلوا سابور بأرض منها يقال لها كازرون، وسار المهلب وعبد الرحمن بن مخنف حتى نزلوا بهم في أول رمضان، فخندق المهلب عليه، فذكر أهل البصرة أن المهلب قال لعبد الرحمن بن مخنف: إن رأيت أن تخندق عليك فافعل، وإن أصحاب عبد الرحمن أبوا عليه وقالوا: إنما خندقنا سيوفنا وإن الخوارج زحفوا إلى المهلب ليلا ليبيتوه، فوجدوه قد أخذ حذره، فمالوا نحو عبد الرحمن بن مخنف فوجدوه لم يخندق، فقاتلوه، فانهزم عنه أصحابه، فنزل فقاتل في أناس من أصحابه فقتل، وقتلوا حوله، فقال شاعرهم:
لمن العسكر المكلل بالصرعىفهم بين ميت وقتيل
فتراهم تسفي الرياح عليهمحاصب الرمل بعد جر الذيول
»

ويقول الطبري أيضًا:[10]

«وأما أهل الكوفة فإنهم ذكروا أن كتاب الحجاج بن يوسف أتى المهلب وعبد الرحمن بن مخنف، أن ناهضا الخوارج حين يأتيكما كتابي فناهضاهم يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان سنة خمس وسبعين واقتتلوا قتالا شديدا لم يكن بينهم فيما مضى قتال كان أشد منه، وذلك بعد الظهر، فمالت الخوارج بحدها على المهلب بن أبي صفرة فاضطروه إلى عسكره، فسرح إلى عبد الرحمن رجالا من صلحاء الناس، فأتوه، فقالوا: إن المهلب يقول لك: إنما عدونا واحد، وقد ترى ما قد لقي المسلمون، فأمد إخوانك يرحمك الله فأخذ يمده بالخيل بعد الخيل، والرجال بعد الرجال، فلما كان بعد العصر ورأت الخوارج ما يجيء من عسكر عبد الرحمن من الخيل والرجال إلى عسكر المهلب ظنوا أنه قد خف أصحابه، فجعلوا خمس كتائب أو ستا تجاه عسكر المهلب، وانصرفوا بحدهم وجمعهم إلى عبد الرحمن بن مخنف، فلما رآهم قد صمدوا له نزل ونزل معه القراء، عليهم أبو الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود، وخزيمة بن نصر أبو نصر ابن خزيمة العبسي الذي قتل مع زيد بن علي وصلب معه بالكوفة، ونزل معه من خاصة قومه أحد وسبعون رجلا، وحملت عليهم الخوارج فقاتلتهم قتالا شديدا ثم إن الناس انكشفوا عنه، فبقي في عصابة من أهل الصبر ثبتوا معه، وكان ابنه جعفر بن عبد الرحمن فيمن بعثه إلى المهلب، فنادى في الناس ليتبعوه إلى أبيه، فلم يتبعه إلا ناس قليل، فجاء حتى إذا دنا من أبيه حالت الخوارج بينه وبين أبيه، فقاتل حتى ارتثته الخوارج، وقاتل عبد الرحمن بن مخنف ومن معه على تل مشرف حتى ذهب نحو من ثلثي الليل، ثم قتل في تلك العصابة، فلما أصبحوا جاء المهلب حتى أتاه، فدفنه وصلى عليه، وكتب بمصابه إلى الحجاج، فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك بن مروان، فنعى عبد الرحمن بمنى، وذم أهل الكوفة، وبعث الحجاج على عسكر عبد الرحمن بن مخنف عتاب بن ورقاء، وأمره إذا ضمتهما الحرب أن يسمع للمهلب ويطيع، فساءه ذلك، فلم يجد بدا من طاعة الحجاج ولم يقدر على مراجعته، فجاء حتى أقام في ذلك العسكر، وقاتل الخوارج وأمره إلى المهلب، وهو في ذلك يقضي أموره، ولا يكاد يستشير المهلب في شيء فلما رأى ذلك المهلب اصطنع رجالا من أهل الكوفة فيهم بسطام بن مصقلة بن هبيرة، فأغراهم بعتاب. قال أبو مخنف عن يوسف بن يزيد: إن عتابا أتى المهلب يسأله أن يرزق أصحابه، فأجلسه المهلب معه على مجلسه، قال: فسأله أن يرزق أصحابه سؤالا فيه غلظه وتجهم، قال: فقال له المهلب: وانك لها هنا بابن اللخناء! فبنو تميم يزعمون أنه رد عليه، وأما يوسف بن يزيد وغيره فيزعمون أنه قال: والله إنها لمعمة مخولة، ولوددت أن الله فرق بيني وبينك قال: فجرى بينهما الكلام حتى ذهب المهلب ليرفع القضيب عليه، فوثب عليه ابنه المغيرة، فقبض على القضيب وقال: أصلح الله الأمير! شيخ من أشياخ العرب، وشريف من أشرافهم، إن سمعت منه بعض ما تكرهه فاحتمله له، فإنه لذلك منك أهل، ففعل وقام عتاب فرجع من عنده، واستقبله بسطام بن مصقلة يشتمه، ويقع فيه. فلما رأى ذلك كتب إلى الحجاج يشكو إليه المهلب ويخبره أنه قد أغرى به سفهاء أهل المصر، ويسأله أن يضمه إليه، فوافق ذلك من الحجاج حاجة إليه فيما لقي أشراف الكوفة من شبيب، فبعث إليه أن أقدم واترك أمر ذلك الجيش إلى المهلب، فبعث المهلب عليه حبيب بن المهلب.»

أبناءه

لدى عبد الرحمن ولدان، وهما:

مقتله

بعد حروبه مع الخوارج وإجلائهم عن رامهرز، رفض عبد الرحمن أن يخندق على نفسه، فبغاتوه الخوارج فقتلوه في مدينة كازرون، فدفنوه وصلوا عليه،[10] فأرس المهلب بن أبي صفرة ذلك إلى الحجاج، فعلم الحجاج فأرسل إلى عبد الملك بن مروان، فنعى عبد الرحمن بمنى، وذم أهل الكوفة على ذلك، قتله قطري بن الفجاءة سنة 75 هـ.[10]

المراجع

  1. خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام - ج 3 : الدهماء - عبد السلام بن حرب (ط. الخامسة عشر)، دار العلم للملايين، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021.
  2. "وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٢٦١"، shiaonlinelibrary.com، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  3. "تاريخ الطبري - الطبري - ج ٤ - الصفحة ٥٢٤"، shiaonlinelibrary.com، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  4. "تاريخ الطبري - الطبري - ج ٥ - الصفحة ٤٧"، shiaonlinelibrary.com، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  5. "نسب معد واليمن الكبير - ابن الكلبي - مکتبة مدرسة الفقاهة"، ar.lib.eshia.ir، مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  6. خير الدين، الأعلام - ج 3 : الدهماء - عبد السلام بن حرب، IslamKotob، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021.
  7. "وقعة صفّين - المنقري، نصر بن مزاحم - کتابخانه مدرسه فقاهت"، lib.eshia.ir (باللغة الفارسية)، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  8. "ص211 - كتاب تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري - نفى المهلب وابن مخنف الازارقه عن رامهرمز - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 5 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2021.
  9. "ص212 - كتاب تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري - نفى المهلب وابن مخنف الازارقه عن رامهرمز - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 08 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2021.
  10. "ص213 - كتاب تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري - نفى المهلب وابن مخنف الازارقه عن رامهرمز - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2021.
  11. برهاوي، رعد محمود؛ الثقافي, دار الكتاب (01 يناير 2007)، ان قوات قطري في المنطقة&pg=PT99 اجناد الشام، دار الكتاب الثقافي، مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  12. كتاب فتنة السلطة، الصراع ودوره في نشأة بعض غلاة الفرق الإسلامية : من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع الهجري صفحة 291
  13. كتاب الكوفة وأهلها في صدر الأسلام
  14. أبي جعفر محمد بن (01 يناير 2011)، تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) 1-6 مع الفهارس ج4، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2021.
  15. أبي جعفر محمد بن (01 يناير 2011)، قدم اثنى عليه سبرة بن عبدالرحمن&pg=PT82 تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) 1-6 مع الفهارس ج4، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  • بوابة أعلام
  • بوابة الإسلام
  • بوابة الخلافة الراشدة
  • بوابة العرب
  • بوابة التاريخ الإسلامي
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.