عبد الله بن عمر بامخرمة
عبد الله بن عمر بامخرمة (907 - 972 هـ) فقيه وشاعر وقاضي من أجل علماء الشحر وقضاتها ومن أفقه فقهاء عصره.[1] كان معروفا بين أهل عصره بأنه حُجّه يُعتمد عليه في مذهب الشافعية، حتى لقبه الناس في ذلك العصر بالشافعي الأخير أو الصغير.[2] ولي القضاء بالشحر مرتين وفي آخر عمره قام بعدن، وولي بها مشيخة التدريس ومواضع متعددة، وقُصد بالفتاوى من الجهات النازحة والأقاليم البعيدة، وله مصنفات عديدة مشهورة.[3]
عبد الله بن عمر بامخرمة | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 10 جمادى الآخرة 907 هـ الشحر، اليمن |
الوفاة | 10 رجب 972 هـ عدن، اليمن |
مواطنة | السلطنة الكثيرية |
اللقب | الشافعي الأخير الشافعي الصغير |
الديانة | الإسلام |
المذهب الفقهي | الشافعي |
العقيدة | أهل السنة والجماعة |
الأب | عمر بن عبد الله بامخرمة |
أقرباء | أحمد بن عبد الله بامخرمة (عم) الطيب بن عبد الله بامخرمة (عم) |
عائلة | سيبان |
نسبه
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بامخرمة السيباني الحميري.[4]
مولده ونشأته
ولد في الشحر بحضرموت في العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة 907 هـ. حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وجد واجتهد وتبحر في العلوم حتى برع وانتصب للتدريس والفتوى، وكان أعجوبة في الذكاء والحفظ، وله ملكة قوية في الاستنباط والاستدراك، واعتنى بعلم الفقه اعتناء تاما بحيث يقال له الشيخ الشافعي الأخير.[5]
شيوخه
وأجازه أكثر مشايخه في الإفتاء والتدريس، وأخذ عن:[6]
|
|
تلاميذه
ودرّس في بلاده وزبيد وعدن وتعز والحرمين، وممن أخذ عنه من العلماء الأعلام:[7]
|
|
|
توليه القضاء
ولي قضاء الشحر سنة 943 هـ مدة يسيرة ثم استقال، ثم ولي قضاءها ثانية سنة 954 هـ، فأقام خمسة أشهر وعزل نفسه، ورحل إلى عدن وتولى منصب الإفتاء ونظارة الأوقاف ووظائف التدريس في المدرسة الظاهرية والمدرسة المنصورية والمدرسة الفرحاتية عدى الدروس العامة في الجامع. وانتهت إليه رئاسة العلم والفتوى في جميع الجهات، وأقبل عليه الناس من كل بلد، وقُصد بالفتيا من الهند، والسواحل [الإنجليزية]، ومليبار، وآشيه، وعمان، وهرمز. وكان عمه الطيب يقول: «لا أستطيع على ما يستطيع عليه ابن أخي في حل المشكلات وتحرير الجوابات على المسائل الغامضات»، وكان تلميذه محمد بن عبد القادر الحباني يعظمه جدا ويرجحه على والده.
رحلاته
رحل إلى مكة سنة 946 هـ، وعاد إلى عدن فوافى عمه الطيب قد توفي، فأقام عند أخيه عبد الرحمن نحو ثلاث سنين، وحج ثانية سنة 949 هـ، واجتمع بها بجماعة من علماء الحجاز والحجاج، واجتمع بابن حجر الهيتمي، وتذاكرا في بعض المسائل، فأعجبه فهمه وسعة علمه، وقال: «إنه العالم المجتهد، ولو وافى القرن لكان هو المجدد». وحكي أنهما اختلفا في مسألة، فأراد عبد الله بامخرمة المناظرة، فقال ابن حجر: «الرجل تعتريه حدّة، فلا يصلح للمناظرة». ثم رجع وقصد السلطان أحمد بن محمد بن عبد الودود بن سدّة صاحب ميفعة، لِمَا كان بينهما من المكاتبات، وأقام عنده نحو سنتين. ثم رحل بأهله إلى أحور ونواحيها، وحصل بينه وبين عالم ذلك المخلاف عبد القادر بن أحمد الإسرائيلي مطارحات ومناظرات، اعترف كل لصاحبه بالفضل، ثم رحل إلى بندر عدن سنة 960 هـ، واستوطنه، وولي النظر والتدريس.
شعره
وكان بليغا فصيحا في الأدب وبارعا في النظم والنثر، وله أشعار وقصائد عظام ومواعظ ومدائح في السلطان بدر بن عبد الله الكثيري. فمن مقاطيعه:[8]
تذكير |
||
لا تنس من لم ينس ذكرك ساعة | وانظر إليه بعين ود واعطف | |
أو ليس منسوبا إليك وإنه | فرض عليك عرفت أم لم تعرف |
في الفتوة والكرم |
||
فوالله ما جانبت أرضي عن قلى | ولكن لعجزي عن حقوق لوازم | |
وما العذر لي إن كنت عند قرابة | يرجون نفعي من فقير وغارم | |
وما أشتهي طول الحياة للذة | فعيش ذوي اللذات عيش البهائم | |
ولكن لكسب المجد ما عشت والثنا | ونفع الورى طرا وبذل المراحم | |
فإما أنل هذا وإلا منية | يعد لمثلي مثلها في المغانم |
دفاع عن الأشاعرة |
||
أخطأت في ذم الإمام وحزبه | فهم دعاة الحق للرحمن | |
لولا الإمام الأشعري ونصره | للسنة البيضاء كل أوان | |
لعلا الفلاسفة الطغاة ظهورنا | وتلاعبوا بالدين والإيمان | |
لولا الأشاعرة الكرام لطبقت | بدع الضلالة الأرجا وكل مكان | |
لكن ألسنهم وأقلاما لهم | أزرت بكل مهند وسان |
مؤلفاته
وله تصانيف كثيرة، وأبحاثه في كتبه وأجوبته تدل على قوة فطنته وغزارة مادته، فمن كتبه:[9]
|
|
وفاته
توفي بعدن في ليلة الاثنين لعشر ليال مضت من شهر رجب سنة 972 هـ،[10] ودفن في الموضع الذي دفن فيه جده عبد الله بن أحمد بامخرمة قرب مشهد الشيخ جوهر.[11]
المراجع
- الشلي, محمد بن أبي بكر (1425 هـ)، السناء الباهر بتكميل النور السافر، صنعاء، اليمن: مكتبة الإرشاد، ص. 470.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - باذيب, محمد بن أبي بكر (1430 هـ)، جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي (PDF)، عمان، الأردن: دار الفتح، ج. الجزء الأول، ص. 508.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة)
استشهادات
- الزركلي, خير الدين (2002)، الأعلام (PDF)، بيروت، لبنان: دار العلم للملايين، ج. الجزء الرابع، ص. 110، مؤرشف من الأصل (PDF) في 29 يوليو 2021.
- المقحفي, إبراهيم أحمد (1422 هـ)، معجم البلدان والقبائل اليمنية، صنعاء، اليمن: دار الكلمة، ج. الجزء الثاني، ص. 1451.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ابن حميد الكندي, سالم بن محمد (1424 هـ)، تاريخ حضرموت المسمى بالعدة المفيدة الجامعة لتواريخ قديمة وحديثة، صنعاء، اليمن: مكتبة الإرشاد، ج. الجزء الأول، ص. 212.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - كحالة, عمر رضا (1376 هـ)، معجم المؤلفين، بيروت، لبنان: دار إحياء التراث العربي، ج. الجزء السادس، ص. 95، مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - العيدروس, عبد القادر بن شيخ (2001)، النور السافر عن أخبار القرن العاشر، بيروت، لبنان: دار صادر، ص. 378.
- بافقيه, محمد بن عمر الطيب (1419 هـ)، تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر، صنعاء، اليمن: مكتبة الإرشاد، ص. 370، مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - السقاف, عبد الرحمن بن عبيد الله (1425 هـ)، إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (PDF)، بيروت، لبنان: دار المنهاج، ص. 202.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - السقاف, عبد الله بن محمد (1356 هـ)، تاريخ الشعراء الحضرميين، القاهرة، مصر: مطبعة حجازي، ج. الجزء الأول، ص. 157.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - الحبشي, عبد الله بن محمد (1425 هـ)، مصادر الفكر الإسلامي في اليمن، أبوظبي: المجمع الثقافي، ص. 568.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - باحنان, محمد بن علي زاكن (1420 هـ)، جواهر تاريخ الأحقاف (PDF)، جدة، السعودية: دار المنهاج، ص. 494.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ابن العماد, عبد الحي بن أحمد (1414 هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (PDF)، دمشق، سوريا: دار ابن كثير، ج. الجزء العاشر، ص. 536.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة)
روابط خارجية
- بوابة اليمن
- بوابة أعلام
- بوابة الفقه الإسلامي