عبد المجيد حسيب القيسي

عبد المجيد حسيب القيسي' هو مؤلف وباحث مترجم عراقي عاصر فترة العهد الملكي في العراق في القرن العشرين. تعد ترجماته من المصادر المهمة لتاريخ العراق.

عبد المجيد حسيب القيسي
معلومات شخصية
اسم الولادة عبد المجيد حسيب القيسي
الوفاة 1990
بغداد
الإقامة أبو ظبي
الحياة العملية
المهنة كاتب 

سيرته

في يوم 14من أكتوبر 1958 الذي حصل فيه الهجوم الغادر على (قصر الرحاب) وقتل فيه الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله وعدد من سيدات الأسرة المالكة··· كان (عبد المجيد) الوحيد ممن عاشوا في ظل ذلك العهد الذي أقام مجلساً للفاتحة على روح الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله في الوحدة الإدارية التي كان يرأسها في جنوب العراق، وكان من الطبيعي أن يثير هذا الموقف عليه حفيظة 'الثوار' فعزل من منصبه فوراً وألقي رهن التوقيف· ولما لم يكن في عمله ما يعاقب عليه القانون اضطروا للإفراج عنه، فغادر العراق عام 1961 وقد زارني في (الكويت) حيث هاجرت للعمل فيها ومكث بعض الوقت ثم عاد إلى بغداد تحت الحاح بعض أصدقائه وتولى منصب وكيل وزارة الإصلاح الزراعي، لفترة قصيرة عام 1963 ولكن ما لبث ان استقال من ذلك المنصب لأن الأوضاع لم تعد تصلح لأمثاله· وغادر العراق ثانية إلى غير عودة، وحط رحاله في إمارة (أبوظبي) حيث سبق اليها عدد من أصدقائه· وصادف ذلك الحين أن تولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زمام الأمور فيها وبدأ مسيرته المجيدة في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة· وقد انضم (عبد المجيد) إلى هذه المسيرة برفقة عدد من العراقيين النابهين الذين سبق أن تولوا مناصب هامة في الدولة العراقية ولم تعد ظروف الحكم العسكري والاستبداد في العراق ملائمة لهم فنزحوا إلى دولة الإمارات حيث وجدوا التقدير والمجال الرحب لتقديم ثمرة خبرتهم وتجاربهم في بلد عربي كريم تحت قيادة رشيدة هي قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 'رحمه الله'، وكان للفقيد (عبد المجيد حسيب القيسي) دور هام في صياغة القوانين والأطر الإدارية للدولة الناشئة، وتولى منصب أمين عام مجلس الوزراء ومستشار رئيس الدولة إلى حيث تقاعد في أوائل التسعينات بسبب ما ألم به من المرض العضال الذي أدى إلى وفاته في 18/1/·2005 إسهام ثقافي ومن الجدير بالذكر ان الفقيد إلى جانب أعماله الإدارية والقانونية في ديوان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، انكب في أوقات فراغه على الترجمة والتأليف فنشر نحو اثني عشر ترجمة ومؤلفا منها ما يتعلق بتاريخ العراق السياسي، وتطور دول الخليج العربي، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، ومنها ما يتعلق بالتاريخ العربي والإسلامي، ولعل أشهر كتبه وأكثرها انتشاراً وإثارة للنقاش كتابه المعنون 'التاريخ يكتب غدا، هوامش على تاريخ العراق الحديث' ثم ترجمته 'مذكرات أميرة عربية' الذي نشرته وزارة التراث القومي والثقافة ـ سلطنة عمان وأعيد طبعه أكثر من مرة· ومن أهم ترجماته كتاب 'العراق دراسة في علاقاته الخارجية وتطوراته الداخلية 1915 ـ 1975 في جزئين، تأليف اديث وآن اف بنروز، وقد كتب الفقيد مقدمة وافية لهذا الكتاب حلل فيها طبيعة المجتمع العراقي والشخصية العراقية، والمراحل التاريخية والجغرافية التي أثرت في تكونها، وهذه المقدمة - كما أرى-من خير ما كتب في هذا الباب وفيها دروس وعبر لكل من يتصدى لفهم أحوال العراق أو لإدارة زمام الأمور فيه، كما أنه ترجم كتاب 'الثورة العباسية' وكتاب 'التاريخ الإسلامي في تفسير جديد'، وكلاهما من تأليف الدكتور محمد عبد الحي شعبان، وفيها نظرة جديدة للتاريخ الإسلامي جديرة بعناية الباحثين· ومما يدل على سعة أفق الفقيد وعميق اهتمامه بمصير المجتمع العربي الإسلامي قيامه بترجمة كتاب 'المجتمع الإسلامي والغرب' تأليف: هارولد بوين و'هاملتون جب' وهو من كبار المستشرقين البريطانيين، ويتناول علاقة الإسلام بالغرب الأوروبي والصراع المتواصل بين الثقافتين الإسلامية والأوروبية وهو جزء مما صار يطلق عليه الآن 'صراع الحضارات'[1]·

آثاره في التاريخ والسياسة

ترك المرحوم عبد المجيد إلى جانب كتبه المنشورة بعض المخطوطات التي لم يتسن له إكمالها بسبب تدهور صحته في السنوات الأخيرة من حياته، وهي كتاب عن الرصافي وآخر عن الجواهري اللذين كان للفقيد متابعة ورأي خاص في كل منهما، وله مخطوط آخر بعنوان 'البهيج في اخبار الخليج' لم يسمح الوقت بنشره· من جهته قال المؤرخ والباحث العراقي شكري صالح زكي: في زاوية ضيقة من غرفة في أحد المستشفيات، وقفت جنب السرير الذي يرقد فيه الصديق العزيز عبد المجيد حسيب القبيسي، وكان في النزع الأخير من الحياة يشهق بصوت عال الحصول على أكسير الحياة (الأوكسجين) الذي لم يوفر له وخلال أقل من ساعة توقف اللهاث والشهيق، وتوقفت نبضات قلبه، وغادر القيسي عالم الأحياء، مخلفا من بعده كماً ضخماً من آثار الإبداع والذكريات· وآثار القبيسي وذكرياته ومآثره، وامتاز القبيسي بثقافة موسوعية تضم الشوارد والنوادر من متفرقات الآداب والتاريخ، وعلم الاجتماع، وكان متابعاً، وعالماً بالأحداث والتقلبات السياسية في العراق وغيره من الأقطار العربية الأخرى، ولم يكتف القبيسي بالمخزون الضخم من المعلومات والمعرفة التي تراكمت لديه عبر عشرات السنين، فقد كان ناقداً ومحللاً وباحثاً رفيع المستوى، وكان صريحا غاية الصراحة في نقده، جريئاً ودقيقاً في تحليله للأحداث وفي كشف حوافزها وفي بيان عيوبها ونقائصها وكوارثها· وقد أثرى القبيسي المكتبة العربية بترجمة الروائع في الآداب والتاريخ والاجتماع·[2][3]

وفاته

توفي يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 1990.[4]

مراجع

  1. الذكر للإنسان عمر ثانٍ الخميس 19 يناير 2006 الاتحاد الاماراتية
  2. وجهة الأدب في العراق. مواد أخرى من مجلة الآداب. ندوة. 01.12.20. ندوة التعليم من بعد – مجلة الآداب، 22-11-2020
  3. الذكر للإنسان عمر ثانٍ الخميس 19 يناير 2006 الاتحاد الاماراتية 2006
  4. اعلام العراق _ عبد الحميد العلوجي -بغداد 1988

أطروحة دكتوراة: العنوان : عبد المجيد القيسي ومنهجه في الكتابة والترجمة 1915 - 1996 : دراسة تاريخيه. اسم المؤلف : خميس ضاري مهدي الغيث. اسم المشرف : عبد المجيد كامل عبد اللطيف -جامعة بغداد -1999.

  • بوابة أدب عربي
  • بوابة أعلام
  • بوابة العراق
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.