العلاقات الأمريكية المغربية

بدأت العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في 20 ديسمبر 1777، وهي الأيام الأولى من تاريخ الولايات المتحدة، وتوطدت رسميا في 1787 عندما صادق الكونغرس الأمريكي على معاهدة السلام والصداقة بين البلدين،[1] واعترف المغرب رسميا بالمستعمرات الأمريكية كدولة ذات سيادة موحدة.[2]

العلاقات الأمريكية المغربية

السفارات
سفارة المغرب في واشنطن
  السفير : محمد رشاد بوهلال
  العنوان : 1601.21ST STREET N.W. WASHINGTON
سفارة الولايات المتحدة في الرباط
  السفير : دوايت بوش
  العنوان : 2، شارع مراكش - الرباط
بدأت في 20 ديسمبر 1777 
الحدود
لا حدود برية بين البلدين

وتم إعادة التفاوض حول المعاهدة في عام 1836، وهي لا تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا، مُشكلةً بذلك أطول معاهدة في تاريخ الولايات المتحدة دون انقطاع. كما احتضنت طنجة أقدم مقر دبلوماسي أمريكي في العالم، الذي تحول اليوم إلى متحف، وهي المعلمة التاريخية الأمريكية الوحيدة التي تقع خارج أرض الولايات المتحدة.[3]

تاريخ

الصفحة الأخيرة من معاهدة الصداقة الموقعة سنة 1786، والمختومة من قبل السلطان محمد الثالث وتوماس جيفرسون وجون آدامز

اعترفت الإيالة الشريفة باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777، حيث أقدم محمد الثالث على إصدار منشور من مدينة مكناس يتعلق بالسماح لعدة دول بممارسة نشاطاتها التجارية مع المغرب، وكانت من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية. وقد اعتـُبـِرت المبادرة المغربية اعترافا بسيادة أمريكا واستقلالها. كما قام السلطان بتعيين إتيان دو ديبير كاي وهو فرنسي مقيم في سلا، بتولي مهمّة قنصل أمريكا في المغرب. ومباشرة بعد هذا التعيين قام إتيان دو ديبير كاي، في سبتمبر 1779، وبتعليمات من سلطان المغرب، بمراسلة الكونغرس الأمريكي عبر بنيامين فرانكلين، يخبر الأمريكيين بتعيينه قنصلا لهم في المغرب.

وبسبب بطئ الدبلماسية الأمريكية بسبب الصّراعات الداخلية، اتخذ المغرب إجراءات صارمة ضد السفن الأمريكية التي تمارس الملاحة البحرية دون أداء الواجبات التي تفرضها الاتفاقيات على باقي الدول. فقام الجانب المغربي، سنة 1784، بحجز سفينة أمريكية كبيرة في انتظار أن تقوم الولايات المتحدة بتوقيع اتفاقيتها مع المغرب. وعقب الحادث اتخذ السلطان سيدي محمد بن عبد الله قرارات للتقرب من أمريكا، خاصة حينما قام بالإفراج عن تسعة أسرى أمريكيين وقعوا، مع مَركبهم، في أيدي البحّارة المغاربة. وفي سنة 1786 تم التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين، السائرة إلى اليوم.

وحينما خلـَف المولى سليمان والده على كرسي الحكم، عهد كاتب الدولة إدمون راندولف للوزير الأمريكي المفوض في البرتغال الكولونيل دافيد رامفري بأنْ يقوم بالمساعي اللازمة من أجل الحصول من السلطان مولاي سليمان على تجديد الاعتراف بالاتفاقية الأمريكية -المغربية.

الصفحة الأولى من معاهدة الصداقة والسلام الأمريكية المغربية (كتبت في 25 شعبان 1200 الموافق لـ 22 أو 1786/06/23م) ووقعها القنصل الأمريكي في باريس في (الأول من رمضان 1200 الموافق لـ 1786/06/28م)[4]

وبسبب مخاوفَ أمريكا من سياسة الانغلاق أو الاحتراز التي اعتمدها المولى سليمان، حيث قطع جميع الصّلات التي كانت بين المغرب وأوروبا، وقلـّل من المعاهدات التي أبرمها والده، وأغلق المراسي ومنع العلاقات التجارية الدبلوماسية، استطاعت واشنطن أن تنتزع اعتراف المولى سليمان بالاتفاقية التجارية، حيث راسل السلطان الجديد الرئيس الأمريكي، وجاء في خطابه: «نحن على السّلم والمهادنة معكم على نحو ما كان بينكم وبين والدنا المقدس». وقد رحّب أعضاء الكونغرس بالرسالة، وتم إثر ذلك تعيين قنصل جديد لأمريكا في المغرب، وهو جيمس سيمسون، الذي التحق بطنجة، حيث توجد البعثات الدبلوماسية.

العهد الحديث

عمل فرانكلين روزفلت منذ سنة 1943 على منح دعمه للسلطان محمد الخامس بن يوسف في كفاحه من أجل استقلال المملكة. ومن منطلق هذا التقارب نشأت العديد من الصداقات الشخصية، كتلك التي نشأت خلال نفس السنة بين ولي العهد آنذاك، مولاي الحسن، والشخص الذي سيصبح في ما بعد نائبا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فيرنون وولترز.

تحافظ العائلة الملكية وعائلة كلينتون[؟] على علاقات تتجاوز إطار البروتوكول، وهو ما كان واضحا خلال حضور بيل كلنتون لجنازة الملك الحسن الثاني وزفاف خلفه الملك محمد السادس.

من الحرب الباردة إلى غزو العراق، مرورا باستقبال حلفاء الغرب المطاح بهم، أمثال شاه إيران وموبوتو سيسيسيكو، والعاصمتان تحافظان على نفس التوافق. وثمة بعض الاختلافات بين الطرفين من حيث الشكل وذلك منذ فشل اتفاقيات أوسلو، غير أن ذلك لم يحل دون إشادة الخارجية الأمريكية بالمغرب و«دور الوساطة» الذي يلعبه في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. رئاسة لجنة القدس التي أُسندت إلى الملك محمد السادس[؟]، وأهمية جالية اليهود المغاربة الموجودة بإسرائيل تفسر جزئيا هذه المكانة الديبلوماسية المتميزة للمغرب. وعندما تعلق الأمر بإنقاذ مشروع الرئيس السابق، جورج وولكر بوش، الرامي لدمقرطة «الشرق الأوسط الكبير»، وقع الاختيار على الرباط من أجل احتضان منتدى المشروع الذي لم يكتب له النجاح.[5]

كان لوساطة وزير الخارجية الأسبق كولين باول دور حاسم في الرسو بأزمة جزيرة ليلى إلى بر الأمان وإيجاد حل صيف سنة 2002. رغم أن الموقف الأمريكي لا يظهر حول قضية الصحراء كما هو الشأن بالنسبة للموقف الفرنسي، إلا أن الدعم الأمريكي لم يطرأ عليه أي تغيير في إطار الشرعية الدولية وداخل الأمم المتحدة.

وخلال الخطاب الشهير لباراك أوباما بالقاهرة سنة 2009 ذكر ما نصه:[6][7]

«أعلم كذلك أن الإسلام كان دائما جزءا لا يتجزأ من قصة أمريكا حيث كان المغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية. وبمناسبة قيام الرئيس الأمريكي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس فقد كتب ذلك الرئيس أن "الولايات المتحدة لا تكن أي نوع من العداوة تجاه قوانين أو ديانة المسلمين أو حتى راحتهم".»

العلاقات السياسية

في 10 ديسمبر 2020، إعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل الصحراء المغربية، وجددت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذي المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء المغربية. كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة.[8]

التعاون العسكري

الاميرال سيميس رافائيل الذي ترأس تمثيلية الولايات الكونفدرالية الأميركية في المغرب خلال الحرب الأهلية، على رغم ذلك، لم يعترف المغرب رسميا بالولايات الكونفدرالية.

وقعت الرباط وواشنطن سنة 1983 على بروتوكول يتعلق بإجراء الأبحاث من أجل إنشاء مفاعل مدني تشرف على تموينه جينرال أتوميكس. ولا يزال البرنامج مستمرا تحت متابعة دقيقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

يعد المغرب شريكا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، التي تم إعلانها عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وإذا كانت السلطات المغربية قد وقفت أمام الضغوط الكبيرة للإدارة الرئيس السابق بوش من أجل إشراكها في الحملة العسكرية بالعراق، إلا أنها أبدت تعاونا كبيرا مع واشنطن على عدة مستويات مثل التنقيل وتوفير الخبراء وخدمات الترجمة والمتابعة الدقيقة للمجموعات السلفية. ولقد تعبأت الأجهزة المغربية كاملة من أجل التصدي لتهديد القاعدة. وكانت الرباط محطة توقف ل «الطائرات الشبح» التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، والتي استعملتها من أجل تنقيل جلسات الاستنطاق التي كان يخضع لها بعض معتقلي غوانتنامو.[9] مع ظهور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تعززت مكانة المغرب في إطار المبادرة الأمريكية لمنطقة الساحل، الرامية لتأمين الامتدادات الصحراوية الشاسعة من موريتانيا إلى تشاد. وعلى اعتبار عراقة العلاقات بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والاستخبارات المغربية ولادجيد، فإن التعاون بين الطرفين ظل دوما متسما بسلاسة كبيرة.

التبادل التجاري

تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية المغربية في 15 يونيو 2004. ثم تم التصديق عليها بأغلبية أعضاء مجلس النواب، وإجماع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في شهر يوليو من نفس العام. وافق البرلمان المغربي على الاتفاقية في يناير 2005، وبدأ العمل بها في الأول من يناير 2006.

توفر هذه الاتفاقية للولايات المتحدة أكبر قدرة على الدخول إلى الأسوق عن أي اتفاقية تجارة حرة عقدتها مع دولة نامية: حيث أصبحت 95 بالمائة من البضائع معفاه من الضرائب، ومن المخطط إزالة جميع التعريفات الضريبية المفروضة على باقي البضائع خلال 15 عاما، ومعظمها خلال 9 سنوات فقط. ووثقت هذه الاتفاقية أنواع أخرى من التنمية كالشفافية[؟] وحقوق الملكية الفكرية، من أجل إزالة المزيد من العوائق التجارية التي تعترض الشركات الأمريكية الآملة في العمل بالمغرب.[10]

في العام الأول من بدء العمل بالاتفاقية زادت صادرات الولايات المتحدة للمغرب بنسبة 65 بالمائة، كما ارتفعت الصادرات المغربية لأمريكا بنسبة 20 بالمائة عن العام السابق.

تبادل الزيارات

23-19 يونيو 2000 - الملك محمد السادس، مرفوقا بالأميرة للا مريم، يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وقد تميزت الزيارة الملكية بالمحادثات التي أجراها الملك مع الرئيس الأمريكي وبالحفل الذي أقيم بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية من طرف جامعة جورج واشنطن.[11]

21 أبريل - 9 ماي 2002 - الملك محمد السادس يقوم بزيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية، تميزت بالمباحثات التي أجراها بالبيت الأبيض بواشنطن، مع الرئيس الأمريكي جورج وولكر بوش والتي تمحورت حول التعاون الثنائي والوضع في منطقة المغرب العربي ومكافحة الإرهاب والنزاع في الشرق الأوسط.

24-21 شتنبر 2003 - الملك محمد السادس يشارك بنيويورك في المناقشات العامة للدورة ال58 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

12-8 يوليوز 2004 - الملك محمد السادس يقوم بزيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية.

20 شتنبر - 2 أكتوبر 2004 - الملك محمد السادس يشارك بنيويورك في الدورة ال59 للجمعية العمومية لمنظمة الامم المتحدة.

22-20 شتنبر 2010 - الملك محمد السادس يشارك بنيويورك في قمة أهداف الألفية للتنمية.

نونبر 2013 - زيارة عمل قام بها الملك محمد السادس للولايات المتحدة.[12]

5 دجنبر 2019 - حل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالمغرب في إطار زيارة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية.[13]

انظر أيضًا

مراجع

  1. The Barbary Treaties 1786-1816 Treaty with Morocco June 28 and July 15, 1786 نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. Bookin-Weiner, Jerome B. "The Origins of Moroccan American Relations" in The Atlantic Connection: 200 Years of Moroccan-American Relations 1786–1986, Bookin-Weiner, Jerome B. and El Mansour, Mohammed eds. Edino Press, 1990, p. 20
  3. LISTING OF NATIONAL HISTORIC LANDMARKS BY STATE KINGDOM OF MOROCCO (1) AMERICAN LEGATION...12/17/82 TANGIER, MOROCCO نسخة محفوظة 12 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 8 نوفمبر 2012.
  4. "The Moroccan-American Treaty of Peace and Friendship, [28 June 1786]"، مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2021.
  5. المغرب والولايات المتحدة : في انتظار أوباما نسخة محفوظة 06 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. النص الكامل لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقاهرة سي إن إن العربية نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. المغرب في خطاب أوباما بالقاهرة جريدة العلم نسخة محفوظة 9 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  8. "الولايات المتحدة تسعى إلى حشد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء"، مؤرشف من الأصل في 03 يناير 2021.
  9. المغرب والولايات المتحدة.عبد الله أوسار. هسبريس : 30 - 04 - 2009 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب وما ورائها ؟! آن ماري بروكس، المصدر: تقرير واشنطن-العدد 120 نسخة محفوظة 30 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
  11. "الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس للولايات المتحدة الأمريكية منذ اعتلاء العرش"، مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 2021.
  12. "أوباما يستقبل الملك محمد السادس لأول مرة"، مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2021.
  13. "وزير الخارجية الأمريكي يصل المغرب"، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  • بوابة المغرب
  • بوابة الولايات المتحدة
  • بوابة علاقات دولية
  • بوابة السياسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.