العلاقات التركية المغربية

امتدت العلاقات التركية المغربية بين المملكة المغربية والدولة العثمانية، لعدة قرون، أي منذ أوائل القرن 16 حتى القرن 19 عندما استعمرت فرنسا شمال أفريقيا، إلا أن العلاقة استمرت مع الجمهورية التركية في العصر الحديث.

العلاقات التركية المغربية

السفارات
سفارة المغرب في أنقرة
  السفير : محمد لطفي عوّاد
  العنوان : REGITGALIP CAD. RABAT SOK. N° 11 GAZI OSMAN PASA -ANKARA أنقرة
سفارة تركيا بالرباط
  السفير : Tunç ÜĞDÜL
  العنوان : 7 شارع عبد الكريم بنجلون، 10010 الرباط
الحدود
لا حدود برية بين البلدين
توجد في المغرب 5 قنصليات تركية فخرية

السياحة

أصبحت تركيا الوجهة المفضلة للكثير من السياح المغاربة، والذين أصبحو يفضلون قضاء عطلاتهم السنوية في تركيا، وذلك لرخص المعيشة فيها نوعاً ما مقارنة بباقي الدول الأوروبية. وما يؤكد ذالك هو الزيادة الكبيرة لعدد المسافرين بين المغرب وتركيا، حيث وصل عدد الرحلات يومياً إلى 3 رحلات يومياً بين الدار البيضاء وإسطنبول بطائرات كبيرة الحجم، ورحلة يومياً بين مراكش وإسطنبول، ورحلتين في الأسبوع بين الدار البيضاء وأنطاليا، ورحلات موسمية بين طنجة وإسطنبول. كما أن المغاربة لا يحتاجون لتأشيرة لدخول تركيا لمدة 90 يوم.[1]

الاقتصاد

حققت الصادرات التركية إلى المغرب خلال 2018، نمواً بنسبة 16 في المائة، لتبلغ 2.3 مليار دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3 مليارات دولار خلال 2019.

وبدأ تنفيذ اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا في 2006 بعد أن وقعت في 2004، وبلغت المبادلات التجارية منذ بداية توقيع اتفاقيات التبادل الحر بين المغرب وتركيا 27 مليار درهم (2.8 مليار دولار) سنة 2018، مقابل 6.6 مليارات درهم (0.684 مليار دولار) فقط سنة 2016. وارتفع العجز التجاري للمغرب مع تركيا بشكل كبير لينتقل من 4.4 مليارات درهم (0.456 مليار دولار) سنة 2006 إلى 16 مليار درهم (1.66 مليار دولار) سنة 2018، ولترتفع بذلك الدعوات إلى مراجعة اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا.[2]

السياسة

تعتبر تركيا موقفها واضحا من نزاع الصحراء وتدعم وحدة الأراضي المغربية.[3]

الزيارات الرسمية

12 دجنبر 2019: زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو للمغرب لتعزيز التعاون في العديد من المجالات، وبالمشاركة في الاحتفال بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي.[4]

3 يونيو 2013: زيارة أردوغان للمغرب لتناول العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية.[5]

تاريخ

الفتح العثماني لتلمسان (1517)

عزز العثمانيون منذ أوائل القرن 16، وجودهم باستمرار في شمال أفريقيا، بداية كقراصنة، حوالي 1500 حتى 1519.[6]

أصبح العثمانيون أقوياء جدا بعد فتح الجزائر (1516) و معركة تلمسان (1517) ومرة أخرى بفتح الجزائر (1529) والحصول تدريجيا على أقرب منطقة إلى النفوذ المغربية. بعد معركة تلمسان 1517، فر سلطان تلمسان بالفعل إلى فاس في المغرب للعثور على ملجأ آمن.[7]

في الوقت نفسه، كان الأسبان قد وضعوا قواعد عديدة في شمال أفريقيا، منذ 1496: مليلية (1496)، المرسى الكبير (1505)، وهران (1509)، بجاية (1510)، طرابلس (1510)، ثم الجزائر، شرشال، دلس و تنس.[8]

حاربت إسبانيا الكاثوليكية العثمانيين كأعداء في شمال أفريقيا. في ذلك الوقت نشأت سلالة السعديين في جنوب المغرب، والتي كانت ناجحة في صد توغل البرتغاليين عند جنوب المغرب، لا سيما عند أكادير في 1541. حاول السعديون إسقاط السلالة المغربية للوطاسيين في شمال المغرب، وتوحيد المغرب تحت حكم واحد.[9]

الاستعمار العثماني لتلمسان (1545)

بدأ المغاربة والعثمانيون بالتفاعل عن كثب في ما بينهما حوالي 1545.[9] حسن باشا، ابن خير الدين بربروس وحاكم الجزائر العثمانية، احتل مدينة تلمسان، في يونيو 1545، حيث وضع هناك حامية تركية، ووضع السلطان محمد، ذو الميول العثمانية، على العرش.[9] كون تلمسان مدينة ذات روابط قوية مع فاس، العاصمة المغربية آنذاك، أمل حسن باشا لتأسيس تحالف مع الوطاسيون ضد الإسبان.[9] والوطاسيون بدورهم كانوا يأملون على الحصول الدعم العسكري العثماني ضد أعدائهم.[9]

كان السعديون أعداء للوطاسيين، لكنهم أيضا ينظرون للعثمانيين بازدراء: كان السعديين يُعتبرون دينيا من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُطلق عليهم اسم الشرفاء، وكانوا يعتبرون العثمانيين كـدخلاء على الدين بالمقارنة معهم.[9]

تحالف الوطاسيين مع العثمانيين

الانتشار التقريبي للإمبراطوريتين المغربية والعثمانية في القرنين 15 و16.

وصلت الأحداث إلى ذروتها سنة 1545، عندما سقط الحاكم الوطّاسي لشمال المغرب، السلطان أحمد سجينا عند أعدائه في جنوب، الشرفاء السعديين.[10] قرر خلفه، علي أبو حسون، الوصي عن الابن ناصر الدين القصري، مبايعته للعثمانيين من أجل الحصول على دعمهم.[9] وفي نفس الوقت، باشر العثمانيون ممارسة التأثير المباشر في تلمسان سنة 1545، حيث أطاحوا بمنصور بن الغني، حاكم بنو رشيد، ووضعوا سلطان محمد على العرش تلمسان بدلا منه.[9]

ذهب منصور بن الغني إلى إسبانيا مع الدوق ألكاوديتي، محافظ وهران الإسباني، للحصول على الدعم العسكري للحملة ضد العثمانيين. في سنة 1547، شنت إسبانيا رحلة استكشافية ضد منطقة مستغانم العثمانية، وفشلت، ولكن في الوقت استولى منصور على تلمسان من العثمانيين ووضع شقيقه أحمد كحاكم للمدينة. بعد هزيمة الإسبان، استعاد العثمانيون المنطقة، ووضعوا السلطان محمد مرة أخرى على عرش تلمسان.[9]

في المغرب، سنة 1549 عندما غزا السعديون مدينة فاس وأطاحوا بالحاكم علي أبو حسون الموالي للعثمانين، كانت الدولة العثمانية غير قادرة على التدخل. ومع ذلك عرضت على أبو حسون اللجوء في الجزائر.[9]

الهجمة المغربية 1551

مدفع العثماني مزخرف، الذي تأسس في الجزائر العاصمة يوم 8 أكتوبر 1581 بواسطة Ca'fer مؤسس المعلم. طول: 385 سم، كال: 178 ملم، الوزن: 2910 كجم، قذيفة الحجر. استولت عليها فرنسا خلال غزو الجزائر 1830. متحف السلاح، باريس

بينما حاول العثمانيون وضع علي أبو حسون على العرش مرة أخرى، تعيين ما يصل السعديين هجوما على الحامية العثمانية في الجزائر سنة 1551.

أرسل السلطان السعدي محمد الشيخ جيشا من 30,000 رجل، بقيادة ابنه محمد الحران، لتحرير تلمسان عام 1551.[9] واسترجعوا المدينة بسهولة، حيث تمت إزالة الحامية العثمانية بها في 1547. واصل الجيش السعدي زحفه إلى معقل العثمانيين في مستغانم، لكنه فشل في الاستيلاء على المدينة.[9] استغل أمير بنو رشيد هذه المناسبة، للتقرب من أعدائه العثمانيين، بعد عداوة دامت 30 عاما، ليقف إلى جانب العثمانيين ضد السعديين، حيث قدم لهم قواته المحاربة.[9] وقد تمت هزيمة الجيش المغربي السعدي من قبل القوات التشارك القبلية والإنكشارية العثمانية بقيادة حسن قوصرو. [4] توفي الحران بالمرض في تلمسان.[9] فر حسن، آخر حاكم تلمسان الزيانيين، إلى إسبانيا، وتوفي هناك بعد بضع سنوات.[9]

تمكن حسن قوصرو لإخراج السعديين من تلمسان، ووضع حاكما عثمانيا وحامية عثمانية على رأس المدينة، وأقام حكما عثمانيا مباشرا، ووضع حدا للسلالة الزيانية التي حكمت المدينة لقرون.[9]

استيلاء العثمانيين على فاس (1554)

حاول سليمان القانوني سنة 1552 التقارب الدبلوماسي مع السعديين، ووضع سبب الصراع على حسن باشا، وعزله من حكمه في الجزائر العاصمة.[9] حل محله صالح الريس، الذي رغم ذلك دهم فاس واحتل المدينة في أوائل 1554، وذلك عندما رفض السلطان المغربي محمد الشيخ التعاون مع العثمانيين. ووضع علي أبو حسون سلطانا لفاس، بدعم من الحامية الإنكشارية.[11] في سبتمبر 1554، تمكن محمد الشيخ من استعادة فاس، وبدأت مفاوضات مع إسبانيا لطرد العثمانيين.[9]

تم اعلان حسن باشا كباي على الجزائر العاصمة في يونيو 1557، وذلك لمواصلة القتال ضد السلطان المغربي، هذا الأخير كان قد دخل في تحالف مع الأسبان ضد العثمانيين.[11] اغتيل محمد الشيخ في أكتوبر 1557.[11]

الاجتياح العثماني للمغرب (1558)

غزا حسن باشا شمال شرق المغرب في أوائل 1558، إلا أنه تم سحق الجيش العثماني من قبل الجيش المغربي في معركة وادي اللبن، الشمال فاس، وقرر حسن باشا التراجع عند سماعه بالاستعدادات الإسبانية للهجوم على وهران.[11] عاد أدراجه عبر ميناء قصاسة في شمال المغرب، وهناك توجه إلى الجزائر المدينة لإعداد دفاعه ضد الإسبان.[11]

حملة مستغانم (1558)

هاجم الإسبانُ بدعم من السعديين العثمانيين في حملة مستغانم (1558)، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا.[11] انتهى فشل حملة مستغانم كل محاولات التحالف الكبيرة بين كل من إسبانيا والمغرب ضد العثمانيين، عدوهما المشترك.[12]

انظر أيضاً

مراجع

  1. "لهذه الأسباب يفضل المغاربة تركيا كوجهة سياحية لقضاء عطلتهم الصيفية"، مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  2. "المغرب يتجه لمراجعة علاقته التجارية مع تركيا"، مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2020.
  3. "بعد احتجاج المغرب .. تركيا تسحب شريط فيديو يُسيء إلى الصحراء"، مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2020.
  4. "تركيا تؤكد مجددًا "دعمها الكامل" لوحدة تراب المغرب"، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  5. "السيد أردوغان رئيس الوزراء يجري زيارة رسمية للمملكة المغربية"، مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2020.
  6. Africa from the sixteenth to the eighteenth century by Bethwell A. Ogot p.238 نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. "وسقطت بلدة تنس في أيدي الأخوة، مع غنائم كبيرة، ثم دخل عروج مدينة تلمسان. لم ينتظر سلطان تلمسان، حيث كان آخر ملوك بني زيان، مجيء القرصان." في كتاب Sea-Wolves of the Mediterranean للكاتب E. Hamilton Currey ص.72تتابع نسخة محفوظة 15 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. An Historical Geography of the Ottoman Empire p.107ff نسخة محفوظة 10 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. A history of the Maghrib in the Islamic period by Jamil M. Abun-Nasr p.155ff نسخة محفوظة 05 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  10. كتاب الأعلام، (1/233) خير الدين الزركلي نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. A history of the Maghrib in the Islamic period by Jamil M. Abun-Nasr p.157ff نسخة محفوظة 02 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. "the failure at Mostaganem, which brought the collapse of grandiose projects of alliance with Morocco" in Mediterranean and the Mediterranean World in the: Age of Philip II -2 by Fernand Braudel p.855 نسخة محفوظة 15 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة السياسة
  • بوابة المغرب
  • بوابة تركيا
  • بوابة علاقات دولية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.