العلاقات العثمانية بالمغرب الأقصى
العلاقات العثمانية بالمغرب الأقصى (بالتركية: Fas-Osmanlı ihtilafları) عبارة عن سلسلة من المواجهات التي وقعت بين القرن السادس عشر ونهاية القرن الثامن عشر، بين ممالك المغرب الأقصى والدولة العثمانية. نتيجة التدخلات العثمانية في الشؤون الداخلية للوطاسيين ومن ثم السعديين خلال القرن السادس عشر، رغبة من العثمانيين في فرض سيطرتهم على المغرب، وإنهاء النزاعات الحدودية القائمة.
العلاقات العثمانية بالمغرب الأقصى | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
• الوطاسيون (الى1549) • السعديون (1549-1659) • إسبانيا (ابتداءا من 1554) • العلويين الفيلاليون (ابتداءا من 1641) |
• الدولة العثمانية • إيالة الجزائر تحت الحكم العثماني • الوطاسيون (1549-1554) • فصائل السعديين المنشقين قرن 15) • الدلائيون قرن 16 | ||||||
خلال القرن السادس عشر، تدخل العثمانيون عسكريًا في عدة مناسبات عن طريق دعم مختلف المطالبين بعرش المغرب، ثم قامو بتنظيم وتنفيذ لاغتيال السلطان السعدي محمد الشيخ، وكذلك شن العديد من الحملات والغارات العسكرية داخل الأراضي المغربية، بينما المغاربة الذين نجحوا في الحفاظ على استقلالهم حاولوا ضم إقليم وهران للإيالة الشريفة.
الصراع -الذي نحسر في نهاية القرن السادس عشر- سيظهر مرة أخرى بين القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما أكد العلويون، الذين خلفوا السعديين، مطالباتهم بشأن إقليم وهران، دون أن ينجحوا في ضمها.
مراحل الصراع
التحالف العثماني-الوطاسي
خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، حافظ الوطاسيون والعثمانيون عمومًا على علاقات جيدة، حيث دعم الأول الأخير عسكريًا خلال غزوهم لمملكة تلمسان الدولة الزيانية، بينما في فاس كان عدد كبير من الإنكشاريين في خدمة السلاطين الوطاسيين.[1] لكن العلاقة سرعان ما تدهورت بسبب الخلاف حول تلمسان واللجوء الذي منحه الوطاسيون لمنظمي الثورات المعادية للعثمانيين.[1]
الدعم العثماني للوطاسيين ضد السعديين
عاد الدعم العثماني للوطاسيين في عام 1545 عندما طلب الأخير، الذي خسر أرضًا في حربه ضد منافسيه الجدد السعديين، من الباب العالي الحصول على مساعدة عسكرية تسمح لهم بالبقاء في السلطة.[2] وهكذا، فإن الأمير الوطاسي أبو حسون، الوصي على السلطان الشاب محمد القصري، اعترف الخليفة العثماني كأمير للمؤمنين مقابل الحصول على المساعدة العسكرية المطلوبة[2]
ومع ذلك، لم يتدخل العثمانيون عسكريًا في أربعينيات القرن 15 بسبب الاضطرابات التي ميزت نهاية العصر الزياني في تلمسان.[2] لكن، منحوا اللجوء لأبو حسون عام 1549، بعد أن غزا السعديون مدينة فاس.[2]
فشل الاتفاق التركي السعدي
في عام 1549، أدى صعود الأشراف السعديين للسلطة في المغرب إلى تخوف العثمانيين من فقدان دعم المتدينين في غرب وهران. حيث تم إبرام اتفاق بين الطرفين ينص على تقسيم الأراضي مملكة تلمسان[3] السابقة: يستعيد بموجبها المغاربة تلمسان ماعدا مدينة وهران فستبقى تحت الحكم العثماني.[3] ومع ذلك، ظل الاتفاقية حبرًا على ورق، خاصة بسبب مؤامرات الأتراك مع أمراء إمارة دبدو، حلفاء الوطاسيين.[3]
خوفاً من التهديد التركي، شن سلطان السعديين محمد الشيخ فوراً، في عام [3]1550، هجوماً على الوجود التركي في غرب الجزائر. استولى فيه المغاربة على تلمسان في 9 يونيو 1550، لكنهم فشلوا في دخول مستغانم ثم تراجعوا بعد غارات أمير بنو رشيد، حلفاء الإسبان في وهران عليهم.[2] خسر السعديون تلمسان في يناير [3]1551 للعثمانيين، وضم الأخير مملكة الزيانيين السابقة إلى ممتلكاتهم، تحت مسمى إيالة الجزائر، بينما استمر النزاع المسلح في وادي الشلف.[4]
ازدادت التوترات بين السعديين والعثمانيين عام 1552، عندما حاول السلطان سليمان القانوني التقرب دبلوماسيا من السعديين، حيث ألقى اللائمة على حسن باشا في حدوث النزاع، وقام بإزالته من حكم إيالة الجزائر، واستبداله بصالح ريس وأرسل وفدا للسعديين يطلب مبايعته أميرا للمؤمنين، جاء رد محمد الشيخ بما يلي:[5][6]
سلم على أمير القوارب سلطانك وقل له أن سلطان الغرب لابد أن ينازعك على محمل مصر ويكون قتاله معك عليه إن شاء الله ويأتيك إلى مصر والسلام |
أدى هذا بالعثمانيين لشن هجوم على عاصمة السعديين فاس في أكتوبر [7] 1553، بقيادة باشا الجزائر صالح ريس، مما أدى إلى الاستيلاء على المدينة واعادة أبو حسون الوطاسي لسدة الحكم بعد 4 أشهر، اعترف الأخير بالسلطة الاسمية للعثمانيين من خلال إصدار الخطبة باسم السلطان العثماني ومبايعته أميرا للمؤمنين.
في سبتمبر 1554، نجح محمد الشيخ السعدي في استعادة فاس وطرد أبو حسون والعثمانيين، قبل إبرام تحالف ضد الأخير مع الإسبان في وهران.[8]
اغتيال محمد الشيخ
بعد رفضه مرة أخرى مبايعة للسلطان العثماني أميرا للمؤمنين في يونيو 1557، دبر العثمانيون مؤامرة اغتيال محمد الشيخ في أكتوبر 1557 على يد أفراد أتراك من حراسه، الذين دخلوا خدمته مدعين أنهم من الفارين من الجيش العثماني[8] حيث انتهزوا فرصة خروجه في رحلة صيد رفقة عدد قليل من حراسه فاستفردوا به وقطعوا رأسه غدرا ونقلوا رأسه إلى القسطنطينية حيث احتفل سليمان القانوني بما اعتبره انتصار.
بعد وفاة محمد الشيخ، استعاد العثمانيون مدينة تلمسان التي كانت في أيدي المغاربة منذ عام 1556 - انسحاب الأخير دون قتال [8]، قبل مواصلة هجومهم على الأراضي المغربية حيث سيواجهون الجيش السعدي بقيادة عبد الله الغالب شمال فاس في معركة وادي اللبن عام 1558 انتهت بانتصار السعديين.
خلافة عبد الله الغالب
أعطت وفاة السلطان عبد الله غالب، الذي توفي عام 1574، فرصة للأتراك للتدخل مرة أخرى في المغرب من خلال دعم اثنين من المطالبين بالعرش، عبد الملك وأحمد المنصور، ضد السلطان محمد المتوكل.[9]
الإطاحة بمحمد المتوكل
في عام 1576، دعم العثمانيون عبد الملك سعدي - الذي عرضوا عليه اللجوء ورحبوا به منذ عام 1574 - لاستعادة فاس وإسقاط ابن أخيه السلطان المتوكل. حيث وضعوا تحت تصرفه فيلق استكشافي من 10000 رجل، معظمهم من الإنكشاريين، هزم بهم جيش المتوكل[10] في معركة الركن وأخذ مدينة فاس ثم مدن المملكة الأخرى بعد ذلك.[11]
بعد وصول عبد الملك إلى السلطة، احتفظ بالحامية العسكرية العثمانية داخل جيشه - بينما أعاد تنظيم جيشه وفقًا للنموذج العثماني - وبعد أن استتب له الأمر كانت الحامية التركية قد ذهبت.
حافظ عبد الملك على علاقات جيدة مع الباب العالي في البداية، ومع ذلك احتفظ باستقلال المغرب عن الإمبراطورية العثمانية وحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع الإسبان لضمان ذلك.[8][12]
شكل التقارب العثماني المغربي تهديدًا للبرتغال، وخاصة ممتلكاتها على السواحل المغربية (مازاغان، طنجة وسبتة)، فقرر الملك البرتغالي سبستيان الأول دعم السلطان المخلوع المتوكل بعد توجه هذا الأخير بطلب المساعدة العسكرية، بهدف استعادة عرشه.[8]
معركة وادي المخازن
صيف عام 1578، بدأت الحملة برتغالية بقيادة سبستيان يرافقها المتوكل بغزو شمال المغرب وتعهدت بالتقدم نحو العاصمة فاس. في 4 أغسطس، واجهت قوات عبد الملك المعززة بمدفعية حلفائه العثمانيين، البرتغاليين رفقة المتوكل، انتهت بهزيمة الكاملة للقوات البرتغالية وكذلك وفاة ثلاثة ملوك: المتوكل وعبد الملك وسبستيان.[10]
أحمد المنصور الذهبي
شهد المنصور وهو أمير اغتيال أبيه محمد الشيخ المهدي من قبل العثمانيين، ومحاولاتهم المتكررة التدخل في الشؤون المغربية، ودهاء أبيه ومستشاريه في استغلال السياقات الدولية المواتية للحفاظ على استقلالية البلاد، كما شهد مساعدتهم لأخيه عبد الملك في حصول على عرش البلاد فكان على دراية بسياسة العثمانيين تجاه المغرب. كانت الاتصالات أولى بين العثمانيين والمنصور عقب معركة واد المخازن غير جيدة ففي الرسالة الأولى التي بعت بها مراد الثالث وصف فيها المنصور بالحاكم ال«عديم القيمة»،[15] أتبعها بارسال وفد إلى مراكش في شتنبر 1579 لمطالبة بالتنازل عن بعض الموانئ المغربية وخصوصًا ميناء العرائش مرفوقا بهدايا لا تليق إلا بـال«خادم».[16] سعى العثمانيين لإسقاط حكم المنصور في بداياته وتولية ابن أخيه إسماعيل بن عبد الملك من زوجته التركية التي تزوجت باشا الجزائر بتحضير انقلاب سنة 1578،[17] كما دعمو تمرد الأمير مولاي داود في السنة الموالية.[17]
تغير نهج سياسة الدولة العثمانية تجاه المنصور (يرجعها البعض لاندلاع الحرب العثمانية الصفوية الرابعة وفقدان الدولة لاستقرارها بعد اغتيال الصدر محمد باشا صقللي والخوف من فتح جبهة حرب جديدة) ابتداءا من سنة 1580 ففي رسالة مؤرخة في شهر يوليو من نفس السنة، دعى مراد الثالث أحمد المنصور لإقامة تحالف بهدف استرجاع الأندلس، واقترح عليه لذالك ثلاثمائة سفينة والآلاف من مقاتلي النخبة،[18] كما اقترح عليه أن يزوِجه إحدى بناته.[19] لا توجد أية معلومة عن رد أحمد المنصور على هذه المقترحات.[20]
بلغت التوترات ذروتها سنة 1581،[20] حين أمر السلطان العثماني مراد الثالث الباشا علج علي باشا بقيادةِ أسطول من ستين سفينة وثمانية آلاف رجل لفرض الهدوء بالجزائر واضرار بمصالح المنصور.[21] وصل علج علي باشا إلى مدينة الجزائر شهر يونيو من نفس السنة،[22][23] فيما تحصن السلطان أحمد المنصور بفاس وأحاط نفسه بالجيش وأعد العدة وحصن الثغور والموانئ وسلم قيادة ميناء العرائش لأقرب معاونيه إبراهيم السفياني.[24] ساهمت الديبولوماسية المغربية في انهاء النزاع من خلال النجاح في الوصول إلى الاتفاق على هدنة بين القوتين الإسلاميتين رغم الضغوط التي مارسها علج علي باشا على الوفود المغربية التي كانت في طريقها لاسطنبول. ساهمت في نجاح الهدنة عوامل منها الوباء الفتاك وحالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها ايالة الجزائر، وثورة في الجزيرة العربية بلاد الحرمين الشريفين أوكل مهمة اخمادها علج علي باشا الذي غادر ومن أتو معه القطر المغاربي،[25] لكن الدور الكبير في إعادة العلاقات الطيبة بين البلدين لعبه جيكالة باشا. أتبع ذالك أمر السلطان مراد الثالث ممثليه في طرابلس والجزائر أن يخصو سفراء المنصور باحترام وتقدير،[26] وابتداءا من 1583 أصبح يشار لأحمد المنصور في المراسلات الإدارة العثمانية بالإمام والسلطان والخليفة.[26]
عادت التجادبات مرة أخرى بين القطرين في نفس السنة بعد غزو أحمد المنصور قصور الصحراء جنوب إيالة الجزائر وسيطرته على تجارة القوافل،[27] لم يكن في استطاعة مراد الثالث الرد على تحركات المنصور، فالدولة العثمانية غارقة في الحروب والمواجهات في كل من بلاد فارس والبلقان والحجاز والمحيط الهندي، فأسند المهمة لممثله والي الجزائر، سير هاذا الأخير حملة عسكرية ضد التواجد المغربي جنوب الإيالة فتوجه نحو فيكيك لقطع الصلات بين مناطق محل النزاع وبين المغرب لكن باءة بالفشل،[28] أتبع ذالك اقامة المنصور لتحصنيات جديدة بقصور الواحات الرئيسية وتخصيصها بحامية دائمة، وضمان ولاء أعيانها الدينية والقبلية عبر اعفاء من الضرائب والتكرم عليهم،[29] كما ربط علاقات بالسلطات العثمانية في الجزائر واسطنبول فتمكن من رشوة عدد كبير من الوجهاء الذين أصبحو سفراء القضية المغربية.[30] انتهت الخلافات بعد أن حول السلطان مراد الثالث ايالة الجزائر بعد موت علج علي باشا من بايلرباي إلى باشوية يرأسها باشا يعين لمدة ثلاثة سنوات وهي مدة وجيزة منعت الولاة من بلورة سياسة نوعية مؤِثرة على المدى البعيد،[31][32] وهكذا ما عاد السلطان الشريف يخاف الباب العالي الذي غادر شيئا فشيئا المسرح السياسي بالحوض الغربي للمتوسط.[33] استعادت العلاقات مسارها الطبيعي آخر الخمس السنوات من حكم مراد الثالث، وتحسنت بشكل كبير وملحوظ عهد سلطان محمد الثالث يظهر ذالك من خلال تبادل عدد كبير من السفراء ومن العلاقات الرسمية الأخوية التي جمعت القوتين، يرجع البعض هذا التحسن لظروف السياسية التي كانت تمر بها الدولة العثمانية (حرب الثلاثة عشر عامًا، الحرب العثمانية الصفوية، تمردات الانكشارية وسباهية، ثورة مقاطعة الأفلاق، ترانسلفانيا ومولدوفا)[34][35] وهي ظروف ساعدت المنصور، ففي الرسالة الأولى التي بعث بها إلى السلطات العثمانية على إثر صعود محمد الثالث إلى الحكم أسبغ على نفسه كل الألقاب الخليفية ذات العلاقة بالسيادة في حين لم يستعمل سوى لقب السلطان للحديث عن العاهل العثماني بل إن الدولة العثمانية أصبحت عنده مجرد إيالة أي مملكة أو مقاطعة لا تستطيع ادعاء أي وضعية متميزة.[35]
في اواخر عهد المنصور هاجم الوالي العثماني على تلمسان واحة فكيك وحاول فرض الضرائب على المناطق المحيطة بها فكتب السلطان بذلك إلى باشا الجزائر لتذكيره أن الواحة تابعة للسلطنة الشريفة طبقا للاتفاقيات مع السلاطين مراد الثالث ومحمد الثالث وينبهه أن أي تحركات في المستقبل يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة.[33]
خلال العصر السعدي
بعد وفاة أحمد المنصور عام 1603، دخل المغرب في حرب الخلافة التي استمرت ما يقرب من ربع قرن، حيث ظهرت قوة السعديين ضعيفة، بعد أن فقدت السيطرة على جزء كبير من الأراضي المغربية.[10]
من بين المتنافسين على خلافة المنصور، لجأ الأمير زيدان، بعد عدة انتكاسات عسكرية، إلى تلمسان وطلب دعم العثمانيين من أجل الاستيلاء على السلطة [36]، دون أن يتمكن من الحصول على أي مساعدة. تمكن الأخير من تولي السلطة في المغرب بمفرده عام 1608، دون أن يصبح حليفاً للعثمانيين.
بعد إنتصاره في حرب الخلافة، فإن السلطة المركزية في مراكش ضعفت وفقدت السيطرة على جزء كبير من الأراضي المغربية. الشيء الذي أدى لسلسلة من تدخلات العثمانية، خلال العقود التالية، داعمتا مختلف أمراء الحرب وقادة الزوايا الدينية.
خلال عصر الأشراف العلويين أبناء عمومة السعديين
عند وصول العلويين للسلطة كان أبو العباس الخضر غيلان، يسيطر على جزء من شمال المغرب (الأراضي الغرب، لوكوس، الهبط، وشبه جزيرة طنجية) تعرض هذا الأخير للهزيمة على يد العلويين سنة 1666 حيث أخضع المولى الرشيد قبيلة بني زروال ثم مضى إلى تطوان، ففر منها غيلان، الذي توجه إلى أصيلا.[37]
في عام 1673، بعد وفاة السلطان رشيد بن شريف، قاد غيلان وحلفاءه النقسيس هجومًا على شمال المغرب بدعم عسكري ولوجستي عثماني. ومع ذلك، فشل الهجوم بالقرب من قصر الكبير، الذي ضربه الجيش العلوي في أكتوبر 1673 وقتل غيلان هناك.[38][39]
الدعم العثماني للدلائيين
بعد أن برزت كقوة سياسية ودينية وعسكرية رئيسية خلال النصف الأول من القرن السابع عشر، استفاد الدلائيون الذين كانوا يسيطرون، أثناء بداية ظهور العلويين على جزء كبير من شمال المغرب، من تعاطف العثمانيين. خاصتا بعد استيلاء العلويين على عاصمتهم عام 1668، وطردهم إلى الإمبراطورية العثمانية.[40]
في عام 1677، تم تنفيذ هجوم الدلائيين الأخير بدعم عسكري عثماني. بعد بعض النجاحات في الأطلس الأوسط، هُزمت البعثة أخيرًا من قبل العلويين، وهُزمت الحركة الدلائية بشكل نهائي.[41]
النزاع الحدودي العثماني العلوي
بعد انتهاء أيام بكلربك في إيالة الجزائر، أصبح حكام هذه الإيالة يفتقدون لسلطة سياسية كافية كما كانو من قبل. من الآن فصاعدا، أصبح الصراع مباشرا حول حدود بين المغرب والممتلكات العثمانية في شمال أفريقيا، مما أدى إلى العديد من المواجهات، أساسا للسيطرة على وجدة.[43]
في عام 1641، وجدة - التي كانت آنذاك تحت السيطرة العثمانية - استولى عليها الأمير العلوي محمد بن شريف. هذا الأخير داهم منطقة تلمسان وتدفع بالقوات العثمانية حتى الأغواط، قبل أن يجعله هذا الأخير يقف عند تافنا بموجب معاهدة تم التفاوض عليها عام [44] 1647.[45] بعدم تخطي جيشه لما وراء وادي تافنا كما جرت محاولات انقلاب قليلة في وهران التي كانت تعتبر مدينة مغربية.[46]
في عام 1651، الأمير محمد بن شريف يدخل منطقة ندرومة قبل أن يعود إلى وجدة.[47] وعلى الرغم من هذه النزاعات الحدودية، فإن العثمانيين يعتبرون تافنا الحد بين الأراضي المغربية والعثمانية.[48]
السلطان العلوي إسماعيل بن شريف بدوره يحاول التوغل في تافنا حتى جبال العمور عام 1678 ولكن، بعد هزيمته من المدفعية التركية، تراجع ليعترف بالحدود سابقة في تافنا [45][49]، ومع ذلك لم يلتزم بتطبيق المعاهدة وبقية الحدود عند تافنا نظرية فقط، العثمانيون يسيرون حامية عند ندرومة[43][47]، والمولى إسماعيل يسيطر على وجدة لحدود 1692، عندما هزمه العثمانيين، ودفعوه لقبول وادي ملوية كحد جديد فاصل بين مغرب والعثمانيين.[50][51]
بعد وفاة السلطان يزيد بن محمد سنة 1792، نظم باي وهران محمد الكبير غزو لشمال شرق المغرب، حيث سيطر على وجدة والجزء الشرقي من الريف.[52][53] نظم بعدها السلطان مولى يزيد عام 1795، حملة سمحت للمغاربة باستعادة هذه المناطق بشكل نهائي.[54][55][56] ثم تحديد الحدود بشكل نهائي في واد كنيس[57]
في الوقت نفسه، بين عامي 1792 و1830، قام السلاطين العلويون بمضايقة بايات وهران، قبل الاستفادة من انهيار الوصاية العثمانية على الجزائر لإطلاق جيشهم في وهران. سرعان ما اعترف سكان تلمسان مؤقتًا بعبد الرحمن بن هشام كسلطان عليهم[46] تبع ذالك انسحب المغاربة نهائياً من تلمسان عام 1834 لصالح الأمير عبد القادر.[58]
مراجع
- Boyer (1966), ص. 22-23
- Abun-Nasr (1987), p.156
- Boyer (1966), ص. 23
- Abun-Nasr (1987)، ص. 157
- محمد علي داهش، الأستاذ (01 يناير 2010)، الدولة العثمانية والمغرب (إشكالية الصراع والتحالف)، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ISBN 978-2-7451-6786-6، مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2020.
- كتاب كفاح الشعب الجزائري: سيرة الأمير عبد القادر،الدكتور علي محمد الصلابي. الصفحة 204 نسخة محفوظة 2020-09-29 على موقع واي باك مشين.
- Fage & Oliver (1977), ص. 406
- Abun-Nasr, Jamil M., المحرر (20 أغسطس 1987)، "A History of the Maghrib in the Islamic Period"، doi:10.1017/cbo9780511608100، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Pennell, Charles؛ Sommerville, Natalie؛ Rodriguez, Derek A. (30 سبتمبر 2013)، "Shared Resources, Shared Records"، Library Resources & Technical Services، 57 (4): 227–238، doi:10.5860/lrts.57n4.227، ISSN 0024-2527، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
- Maria R.؛ Pennell, Simon (2013)، Encyclopedia of Biophysics، Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg، ص. 2644–2650، ISBN 978-3-642-16711-9، مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2020.
- Black, Jeremy؛ Cook, W. F. (1994)، "The Hundred Years War for Morocco. Gunpowder and the Military Revolution in the Early Modern Muslim World."، Sixteenth Century Journal، 25 (3): 714، doi:10.2307/2542673، ISSN 0361-0160، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
- BOYER, K. (29 نوفمبر 1966)، "Rover testing facilities"، 3rd Annual Meeting، Reston, Virigina: American Institute of Aeronautics and Astronautics، doi:10.2514/6.1966-1003، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
- أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب "ص"، 1630-1633، 2013، ص. 32، مؤرشف من الأصل في 23 يونيو 2020.
- "ص125 - كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى - غزو السودان وفتح مدينة كاغو ومقتل سلطانها إسحاق سكية رحمه الله - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 يونيو 2020.
- El Moudden, Abderrahmane (1991)، "Qui a dirigé la bataille de Wad-Al-Makhazin ? Présentation d'un document ottomano-sa'di"، Hespéris-Tamuda، 29: 177–190، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2020.
- Maroc Section historique Auteur du (1905–1926)، Les sources inédites de l'histoire du Maroc. Archives et bibliothèques de France. Tome 1 / par le comte Henry de Castries (باللغة الفرنسية)، ص. 356، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2017.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link) - محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 333، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- Miscelánea de estudios árabes y hebraicos (باللغة الإسبانية)، Universidad de Granada.، 1955، ص. 57 الى 76 و من 63 الى 66، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- Miscelánea de estudios árabes y hebraicos (باللغة الإسبانية)، Universidad de Granada.، 1955، ص. 70 -72، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2020.
- Fernand (18 أكتوبر 2017)، La Méditerranée et le monde méditerranéen à l'époque de Philippe II - Tome 3: 3. Les événements, la politique et les hommes (باللغة الفرنسية)، Armand Colin، ص. 324، ISBN 978-2-200-61932-9، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا، ص. 61، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2013.
- Maroc Section historique Auteur du (1905–1926)، Les sources inédites de l'histoire du Maroc. Archives et bibliothèques de France. Tome 2 / par le comte Henry de Castries (باللغة الفرنسية)، ص. 96، مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2017.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link) - Maroc Section historique Auteur du (1905–1926)، Les sources inédites de l'histoire du Maroc. Archives et bibliothèques de France. Tome 2 / par le comte Henry de Castries (باللغة الفرنسية)، ص. 62، مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2017.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link) - محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 335، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 336، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 347، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا، ص. 65، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2013.
- محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 348، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- عبد الله كنون (1954)، رسائل سعدية، دار الطباعة المغربية، ص. 87 - 96 - 157 - 160 - 166 - 169، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- H. D. de Grammont (1887)، Histoire d'Alger sous la domination turque (1515-1830). (باللغة الفرنسية)، ص. 23–30، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- Auguste (1904)، L'établissement des dynasties des chérifs au Maroc: et leur rivalité avec les turcs de la régence d'Alger, 1509-1830 (باللغة الفرنسية)، Ernest Leroux، ص. 122، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- محمّد نبيل (17 أكتوبر 2016)، السلطان الشريف – الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، Centre Jacques-Berque، ص. 349، ISBN 979-10-92046-31-1، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2020.
- محمد فريد بك (01 يناير 2018)، تاريخ الدولة العلية العثمانية، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ص. 415 - 455، ISBN 978-2-7451-9322-3، مؤرشف من الأصل في 05 يوليو 2020.
- Nabil (2013)، السلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، المعهد الجامعي للبحث العلمي،، ص. 388، ISBN 978-9954-538-15-9، مؤرشف من الأصل في 05 يوليو 2020.
- H. Dastugue -Quelques mots au sujet de Tafilet et de Sidjilmassa-dans: Bulletin de la Société de géographie, 5 série, Tome XIII, Ed. Société de Géographie, 1867, ص. 359
- Besnier, Maurice (1906)، "Archives Marocaines. Publication de la Mission Scientifique du Maroc"، Bulletin of the American Geographical Society، 38 (7): 464، doi:10.2307/198955، ISSN 0190-5929، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
- Mission Scientifique du Maroc (Publ.), (lien), Ernest Leroux, 1912, p.10 نسخة محفوظة 2020-05-21 على موقع واي باك مشين.
- ''Conférences franco-marocaines, vol.1, Plon-Nourrit and Cie, 1916, p.412 Il [Ghaïlan] en revint avec l'appui des Turcs de la Régence, en 1673, après la mort de Moulay El Rechid ; mais il fut battu et tué''
- M. E. Michaux-Bellaire, Les confréries religieuses au Maroc (lien), dans: Archives Marocaines, Vol. 27, Libraire Ancienne Honoré-Champion, 1927, ص. 72 نسخة محفوظة 6 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Michaël Peyron, « Dila‘ » (lien), dans: Encyclopédie berbère, Édisud, 1995, ص. 2340-2345
"نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 6 مايو 2020.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Louvre: Atelier de cartographie de Sciences Po, septembre 2012. متحف اللوفر نسخة محفوظة 26 أبريل 2021 على موقع واي باك مشين.
- Boyer (1966), ص. 33
- Julien (1994), ص. 595
- Laurent Pointier, Sahara occidental : la controverse devant les Nations unies (lien), Karthala, 2004, ص. 46 نسخة محفوظة 7 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Alfred Salinas, Quand Franco réclamait Oran : l'Opération Cisneros (lien), L'Harmattan, 2008, ص. 15 نسخة محفوظة 6 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Gilbert Grandguillaume, Nédroma: l'évolution d'une médina (lien), Brill Archive, 1976, p.60 نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Magali Morsy, La relation de Thomas Pellow : une lecture du Maroc au قالب:18e siècle (lien), éd. Recherche sur les civilisations, Paris, 1983, ص. 127 نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- Julien (1994), ص. 605
- Y. Katan,, La Porte, 1993, ص. 23 : ''En 1692 Moulay Ismael, battu par les Turcs, dut signer à Oujda un traité qui reconnaissait leur domination jusqu'à la Moulouya. Celle-ci devait durer plus de cent ans. En 1795 le Sultan Moulay Sliman envoya une expédition qui s'empara d'Oujda''
- A. Retnani, Oujda, Années 20 (lien), Ed. La Croisée Des Chemins, 2010, ص. 25 نسخة محفوظة 6 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Boyer (1966), ص. 35
- M. El-Mansour, Morocco in the Reign of Mawlay Sulayman, Middle East & North African Studies Press, 1990, ص. 104 : ''By 1798 the sultan had organised a military expedition into the eastern Rif and Oujda on the Algerian border. Since 1792 these territories had been under the control of the Algerian Turks'' • note: bien qu'El-Mansour situe l'évènement en 1798, la majorité des sources le situe plutôt en 1795.
- Pennell, Richard (1991-11)، "Mawlay Sulayman - Morocco in the Reign of Mawlay Sulayman. By Mohammed El Mansour. Wisbech, England: Middle East & North African Studies Press, 1990. Pp. xiv+248. £28."، The Journal of African History، 32 (3): 526–527، doi:10.1017/s0021853700031649، ISSN 0021-8537، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2020.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - oujda, dans: First Encyclopaedia of Islam: 1913-1936 (lien), BRILL, 1993, p.1016 نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- Y. Katan, Oujda, une ville frontière du Maroc, 1907-1956, La Porte, 1993, ص. 23 : ''En 1692 Moulay Ismael, battu par les Turcs, dut signer à Oujda un traité qui reconnaissait leur domination jusqu'à la Moulouya. Celle-ci devait durer plus de cent ans. En 1795 le Sultan Moulay Sliman envoya une expédition qui s'empara d'Oujda''
- Tayeb Chenntouf, La dynamique de la frontière au Maghreb (lien), dans: Des frontières en Afrique du قالب:S mini- au XX{{{2}}} قرن, éd. UNESCO, 2005, pp.204-205 نسخة محفوظة 30 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Louis Piesse, Itinéraire historique et descriptif de l'Algérie, comprenant le Tell et le Sahara (lien), Hachette, 1862, p. 240 نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
وصلات خارجية
- J. M. Abun-Nasr, A History of the Maghrib in the Islamic Period (lien), Cambridge University Press, 1987 (ردمك 9780521337670)
- P. Boyer, Contribution à l'étude de la politique religieuse des Turcs dans la régence d'Alger (XVIe-XIXe siècles)]] (lien), dans: Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée, vol.1, 1966, ص. 11-49
- J. D. Fage & R. A. Oliver, The Cambridge History of Africa, Volume III (lien), Cambridge University Press, 1977 (ردمك 9780521209816)
- شارل أندري جوليان،]] Histoire de l'Afrique du Nord : Des origines à 1830, éd. Payot & Rivages, Paris, 1994
- C. R. Pennell, Morocco: From Empire to Independence (lien), Oneworld Publications, 2013
- D. E. Pitcher, An Historical Geography of the Ottoman Empire: From Earliest Times to the End of the Sixteenth Century (lien), Brill Archive, 1972
- R. Le Tourneau, Histoire de la dynastie sa'dide. Extrait de al-Turguman al-mu'rib 'an duwal al-Masriq wal Magrib d'Abû al Qâsim ben Ahmad ben 'Ali ben Ibrahim al-Zayyânî. Texte, traduction et notes présentés par L.Mougin et H. Hamburger (lien), dans: Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée, vol.23, 1977, ص. 7-109
- C. de la Veronne, [[Relations entre le Maroc et la Turquie dans la seconde moitié duXVI{{{2}}} قرن et le début du XVII{{{2}}} قرن (1554-1616)]] (lien), dans: Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée, vol.15, 1973, ص. 391-401
- بوابة المغرب
- بوابة الدولة العثمانية
- بوابة الحرب
- بوابة علوم عسكرية