تطوان

تطوان أو تيطاوين أو تطاون[7] (بالأمازيغية ⵜⵉⵟⵟⴰⵡⵉⵏ) هي مدينة مغربية، يطلق عليها لقب الحمامة البيضاء. أحيائها القديمة أندلسية الطابع، تقع في منطقة الريف الكبير وفي منطقة فلاحية، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف. تتميز تطوان بقدرتها الحفاظ على الحضارة الأندلسية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى وميز تاريخها العريق، تطوان مدينة غير ساحلية بحيث تقع بين سلسلة من الجبال وتحيط بها أقاليم المضيق الفنيدق ، شفشاون طنجة اصيلة و العرائش.

قصر الولاية
صورة بواسطة الأقمار الاصطناعية لمدينة تطوان
تطوان
ⵜⵉⵟⵟⴰⵡⵉⵏ

تطوان
علم

تقسيم إداري
البلد المغرب[1][2]
عاصمة لـ
التقسيم الأعلى إقليم تطوان 
خصائص جغرافية
إحداثيات 35°34′00″N 5°22′00″W  [3]
الارتفاع 90 متر 
السكان
التعداد السكاني 380.787 نسمة (إحصاء )
  • عدد الأسر 92606 (2014)[4][5] 
معلومات أخرى
المدينة التوأم
سانتا في (1987–)[6] 
التوقيت توقيت وسط أوروبا 
الرمز البريدي 93000
الموقع الرسمي الموقع الرسمي 
الرمز الجغرافي 2528910 

شهدت المدينة العديد من دورات التنمية التي امتدت لأكثر من 2000 عام. المستوطنات الأولى التي تم اكتشافها على بعد أميال قليلة خارج حدود المدينة الحديثة ، تنتمي إلى البربر الموريين وتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. بعد قرن من الزمان ، كان الفينيقيون يتاجرون هناك وبعدهم أصبح الموقع المعروف الآن باسم مدينة تمودا القديم في عهد الإمبراطور أوغسطس.

في أواخر القرن الثالث عشر ، بدأ المرينيون ببناء القصبة والمسجد في ما يعرف الآن بالمدينة القديمة. بعد فترة وجيزة في عام 1305 ، تم توسيع نطاق المستوطنة من قبل السلطان أبو ثابت عامر ، الذي قام بتحصين المكان. حوالي أوائل القرن الخامس عشر ، دمر القشتاليون المستوطنة انتقامًا من القرصنة.

يبدأ التاريخ الحديث للمدينة في أواخر القرن الخامس عشر. أعاد بناءها وتحصينها علي المندري ، الذي هاجر من مدينة غرناطة النصرية في العقد السابق لسقوطها في أيدي الملوك الكاثوليك فرديناند الثاني ملك أراغون وإيزابيلا الأولى ملك قشتالة حيث اكتملت حرب غرناطة في 1492. استقر الآلاف من المسلمين واليهود من الأندلس في شمال المغرب وعلى أنقاض مدينة تطوان. مرت المدينة بفترة ازدهار من إعادة الإعمار والنمو في مختلف المجالات وأصبحت مركزًا لاستقبال الحضارة الأندلسية. غالبًا ما يكون مرتبطًا بغرناطة حيث يطلق عليها اسم "بنت غرناطة" ؛ لا تزال بعض العائلات في تطوان تحتفظ بمفاتيح منازلهم القديمة في غرناطة. يلقبها اليهود السفارديون بـ "Pequeña Jerusalén" (القدس الصغيرة). الغالبية العظمى من السكان مسلمون وتوجد أيضًا تجمعات مسيحية ويهودية صغيرة، على الرغم من تراجع وجودهم بشكل حاد في العقود الأخيرة.

في عام 1913 ، أصبحت تطوان عاصمة المحمية الإسبانية للمغرب التي كان يحكمها الخليفة (الأمير المغربي الذي كان نائبًا للملك للسلطان) ، والمعتمد لدى الأسبان "ألتو كوميساريو". وظلت العاصمة حتى عام 1956 ، عندما استعاد المغرب استقلاله الكامل.

تطوان هي مركز مشهور متعدد الثقافات. مدينة تطوان هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1997، كما أنها جزء من شبكة المدن الإبداعية لليونسكو في مجال الحرف والفنون.الشعبية

أصل التسمية

اسم مدينة تطوان اختلف الناس قديما وحديثا في كيفية النطق باسمه تطاون والتي تعني العيون أو السواقي وفي صفة كتابته بلغ ذلك سبع صور في الكتب والوثائق الرسمية:

  • تطوان: بتاء مكسورة بعد طاء ساكنة فواو فألف فنون، كذا يكتب جل الناس اسمها الآن كما يظن بعض الناس، بل كانت مستعملة في القرن الثامن. إذ وردت في كتاب القرطاس المؤلف عام نيف وعشرين وسبعمائة، وردت كذلك في كتاب دوحة الناشر لابن عسكر المتوفي سنة 986. وإن شئت فانظر فيه ترجمة ابي عبد الله الكراسي والشيخ الجاسوس وردت أيضا في كتاب درة الحجال لابن القاضي المكناسي المتوفي سنة 1025 وفي كتاب نزهة الحمادي لليفراني كما وردت أيضا في كتاب الدولة السعدية.
  • تطاون: بطاء مشددة بعدها ألف فواو فنون وهذه الصيغة هي التي ينطق بها جميع أهل المدينة كجل أهل البلاد المغربية في كلاهمهم العادي. وقد وردت في كتاب " نزهة المشتاق " للشريف الإدريسي السبتي الجغرافي العالمي الشهير المتوفي سنة 560 وبهذه الصيغة ذكرها أبو حامد الفاسي في مرآة المحاسن مرارا وردت أيضا في درة الحجال وفي كتاب الدولة السعدية وفي نفح الطيب المقري.
  • تطاوين: بواو مكسورة بعدها ياء فنون. هذه الصيغة نجدها مكتوبة في جل الوثائق والرسوم العدلية القديمة. وهي التي أثبتها وأيدها العلامة أبو علي اليوسي واعترض على الذين يسمونها تطوان وسماهم متصفحين. وأبو العباس الناصري مؤلف كتاب الاستقصا لا يذكرها في الغالب إلا بهذه الصيغة. وأستاذنا أحمد الرهوني قد ارتضاها وبناء عليها سمى كتابه :" عمدة الراوين في تاريخ تطاوين "
  • تيطاوين: بياء بين التاء والطاء، وأخرى بين الواو والنون. وقد وردت هذه الصيغة في تاريخ ابن خلدون وكتاب البيدق المؤلف في القرن السادس وكتاب النفحة المسكية المؤلف في القرن العاشر.
  • تطاوان: بتاء تليها طاء مشددة فألف فواو فألف فنون. هذه الصيغة ذكرها أبو عبيد البكري الأندلسي في كتابه المسالك والممالك. وهو من رجال القرن الخامس ووفاته سنة 487 ه.
  • تيطاوان: مثل الصيغة التي قبلها بزيادة ياء بين التاء والطاء. وقد وردت في كتاب البكري أيضا وفي كتاب الاستبصار المؤلف في القرن السادس وفي كتاب النفحة المسكية.
  • تيطاون: بياء بين التاء والطاء وعدم الفصل بين الواو والنون. هكذا ذكرها عذاري المراكشي في حوادث سنة 347 من كتابه " البيان المغرب في أخبار المغرب " ووردت أيضا في مواضع متعددة من جزء مختصر من كتاب مناهل الصفا للفشتالي. وفي كتاب لقطة الفرائد لابن القاضي وكتاب النفحة المسكية.

وهذه الصيغ السبع كلها أمازيغية صرفة ولا يعرف لها معنى في اللغة العربية؛ أما في اللغة الأمازيغية فمعناها عيون[8] وسكانها الأقدمين من الأمازيغ من قبائل غمارة الامازيغية والاعتقاد الراجح انهم سموها بذلك لكثرة العيون التي بها.

تاريخ

تاريخ تطوان ضارب في القدم ففي غرب موضع المدينة الحالي وجدت مدينة موريطانية تُسمى تمودة. وجدت حفريات وآثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت تمودة حوالي عام 40 م على إثر أحداث ثورة إيديمون. واقيم حصن روماني ما زالت اسواره ظاهرة إلى الآن. أما اسم تطوان فهو اسم وموجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي.

في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام 1307 م، أعيد بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399م.

يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد الملوك الكاثوليك فردناند وإيزابيلا أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزاً ملازماً لمدينة تطوان. خرج آلاف من المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الأندلسية.

المواجهات العسكرية مع إسبانيا والبرتغال في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت أساطيل تطوان تشكل خطرا دائما على مصالح العدو الخارجي، كان لها الأثر البالغ خاصة من الناحية العمرانية حيث بنيت قلع وأسوار للدفاع عن المدينة. كذلك تجارة المغرب مع أوروبا(إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا) خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت كلها عبر مدينة تطوان التي كانت آنذاك من أهم الموانئ المغربية حيث كانت البواخر تقوم برحلات بين تطوان وكل من جبل طارق، مدينة الجزائر، مرسيليا، ليفورنو.

السكان

ارتفع عدد سكان مدينة تطوان من 141.620 نسمة سنة 1971 إلى 205.246 نسمة سنة 1982 ثم إلى 277.516 نسمة سنة 1994، وبالتالي فإن المعدل السنوي لنمو السكان بلغ 3.39% بين 1971 و1982، و2.55% بين 1982 و1994.

إلا أنه على مستوى الإقليم يلاحظ تباين كبير من جهة إلى أخرى. وعموما نجد أن المراكز الحضرية الصغيرة (مرتيل، المضيق، الفنيدق) هي التي عرفت أعلى المعدلات، بينما اتصف نمو بعض الجماعات القروية بضعفه الملحوظ، وإن كان قد عرف معدلات في فترة 1982 و1994 تزايد السكان الريفيين ومن مدن الداخل كالرباط والدار البيضاء.

وعلى مستوى الكثافات السكانية، فإننا نجد كذلك أن جميع جماعات المجال المدروس للإقليم (إقليم تطوان) ذات كثافة تفوق المعدل الوطني الذي يبلغ 36.7 نسمة في الكيلومتر المربع سنة 1994، وذلك لأنها تستقطب مجموعة من السكان الذين يشتغلون بالمدينة فضلا عن غنى اقتصادها الفلاحي، خصوصا وأنها تمتد على مساحة كبيرة من سهل مرتيل [9] معظم سكان مدينة تطوان من أتباع الديانة الإسلامية، وتضم المدينة على مجتمعات مسيحية ويهودية.[10] في عام 2015 قدر المؤتمر اليهودي العالمي أعداد اليهود في طنجة بحوالي مائة شخص.[11]

تطور النمو الديموغرافي تطوان بين 1971 و 2004

1971 1982 1994 2004

141.620 205.246 277.516 320.539

الثقافة

الكنيسة الكاثوليكية سيد الإنتصار في تطوان.

مدينة تطوان مدينة مغربية، تقع في الشمال الغربي للمغرب، يقع البحر الأبيض المتوسط في شرقها وبينهما ست كيلومترات، ومدينة سبتة المشرفة على بوغاز جبل طارق تقع في شمالها، وبينهما نحو أربعين كيلومترا، ومدينة طنجة الواقعة على المحيط الأطلسي واقعة غربها لجهة الشمال وتبعد عنها بنحو خمسة وستين كيلومترا.

قد قامت إذاعة تطوان الجهوية (93.7 fm) بإطلاق مشروع ثقافي وتاريخي في صيغة برنامج إذاعي وثائقي اسمه "حكاية مكان" يشرف على إعداده وإخراجه الصحفي الشاب بلال بلحسين، يهتم البرنامج بأهم الأماكن التاريخية بالمدينة كماء السكوندو ودار الدباغ ودار الصنعة ومحطة القطار القديمة ومعهد الفنون الجميلة وتمودة وواد مرتين وسجن المطامير وساحة الفدان وأماكن أخرى بالمدينة.

تتميز كذلك مدينة تطوان بثقافتها العريقة وبأثيرها الثقافي الواضح المرتبط خصوصا بالجذور الأندلسية. ومن بين الخصوصيات التي تتميز بها المدينة هناك الطبخ المعروف بجودته وتنوعه (الباسطيلا التطوانية، الفقاص، إلخ) وخصوصيات مدنيتها تجعل منها مدينة ذاكرة المغرب المعاصر.

وتتميز الحياة الثقافية للمدينة بغناها سواء بمآثرها أو بفضاءاتها ذات الطابع الثقافي كالمكتبة العامة والمحفوظات والمتاحف والمراكز الدولية للغات (الفرنسي، الإسباني، الإنجليزي، الألماني، الهولندي، إلخ) والمكتبات والأرشيف الخاص (داود، بنونة، الطريس) والمعاهد الثقافية (المعهد الفرنسي، ومعهد سيرفانتيس، إلخ).

وتتوفر المدينة كذلك على عرض مهم في مجال التكوين، فتطوان تعتبر العاصمة الجامعية الجهوية حيث تحتضن مقر جامعة عبد الملك السعدي وعدة كليات ومدرسة للفنون والحرف ومدرسة عليا للأساتذة وإلخ

ويهدف من وراء التنوع في هذا المجال رفع التحدي في مجال تكوين الكفاءات الحية التي ستساير نمو المركب الصناعي-المينائي طنجة-المتوسط واستقرار المجوعات .

يقام في مدينة تطوان نشاطات ثقافية ومهرجانات عديدة، منها المهرجان الدولي للعود.

التعليم

  • كلية أصول الدين بتطوان إحدى الكليات الأربعة المشكلة لجامعة القرويين
  • كلية العلوم بتطوان وهي إحدى فروع جامعة عبد الملك السعدي المتوا جدة في جهة طنجة تطوان الحسيمة

الحرب الاسبانية المغربية (1859-1860)

الحرب الإسبانية المغربية لسنة 1859 أو حرب تطوان، معروفة في إسبانيا باسم الحرب الإفريقية (بالإسبانية: La Guerra de África)، هي حرب وقعت بين إسبانيا والمغرب ما بين عامي 1859 - 1860 م في تطوان شمالي المغرب، وقد انضافت "حرب تطوان"، التي أضفى عليها الأسبان بسرعة طابع الحرب القارية، للفجوة المفتوحة في المغرب سنة 1844 ـ 1845 إضافة إلى الالتزامات المفروضة على المغرب سنة 1856، لتشكل المنعطف الأكثر تأثيرا في تاريخ المغرب خلال القرن التاسع عشر.

كانت إسبانيا تعتقد بأن لها حقوقا جغرافية تاريخية وضعية خاصة بالمغرب بحكم ماضي وجودها بالأراضي الأفريقية، ففي سنة 1848، عمدت إلى احتلال الجزر الجعفرية الواقعة على مصب نهر ملوية بدون أن تستعمل القوة، وقد شجعتها على القيام بذلك الانتصارات التي حققتها فرنسا بالمنطقة وتزايد التأثير البريطاني، مما جعل طموحاتها قريبة من التحقيق فأخذت تتحين الفرصة السانحة للعب دور سياسي على الرقعة المغربية. ولم تتأخر الفرصة المنتظرة من الظهور، إذ كانت الغارة التي شنتها قبائل أنجرة الريفية ضد الأسبان إثر قيامهم بإنشاء مترس جديد على الجهة الخارجية لسور مدينة سبتة في صيف 1859 كافية لاستغلالها كمبرر من أجل إعلان الحرب على المغرب، وقد مثلت هذه الحرب بالنسبة لرئيس المجلس الحربي، الجنرال أودونيل امتيازا آخر لمواصلة احتلال مزيد من الأراضي حتى يتم شغل الرأي العام الأسباني بقضية "حرب إفريقيا" وتحويل أنظاره عن المشاكل الاقتصادية العميقة التي كانت تتخبط فيها أسبانيا من قبيل المضاربات المالية وفضائح القصر التي كانت تهدد استقرار العرش. شكلت وفاة السلطان مولاي عبد الرحمان بمكناس يوم 28 غشت 1859 ظروفا ملائمة إضافية لتمكين إسبانيا من مرادها، فبالاستناد على مبررات ودسائس معتادة، صعدت أسبانيا من وعيدها للمغرب، فقد ألحت على تسليم ثلة من أعيان قبيلة أنجرة، التي حملتها مسؤولية الهجوم الذي قامت به القبائل الريفية المحاذية لسبتة ضدا على إحداث المترس. وحرصا منه على تفادي أي صدام محتمل غير محمود العواقب، حاول السلطان الجديد سيدي محمد بن عبد الرحمان (1859 ـ 1873) وبمساعدة من إنجلترا اقتراح تقديم تعويضات مادية لأسبانيا وصلت إلى حد الاستعداد إلى إعادة رسم الحدود مع مدينة سبتة، والتي كانت إسبانيا تصر منذ مدة بعيدة أن تلحق إليها الأراضي الواقعة بأعالي منطقة بليونيش. غير أن حكومة مدريد رفضت ملتمس السلطان وأعلنت الحرب على المغرب يوم 24 أكتوبر 1859، وقامت بإنزال حوالي 50.000 جندي بمدينة سبتة، وبدأت بقنبلة المراسي المغربية. مراحل الحرب الرئيسة.

كانت القوات المغربية تتكون من 5.600 مقاتل نظامي تحت رئاسة مولاي العباس أخ السلطان، وبجانبها انضم بعض المتطوعين الذين تم استنفارهم من قبائل معددة باسم الجهاد لمواجهة الضغط العسكري الذي كثفت إسبانيا من حدته على المستويين البحري والقاري. ففي بداية اللقاء بين الطرفين المتقاتلين، دارت الحرب على المغاربة بشكل دفع بالجنرال الإسباني إلى نهج أقسى الطرق القتالية من أجل تحقيق ما كان يعتبره قصاصا في حق منازليه، ومن جهة المغاربة، فقد راعهم هول النزال من جراء الكثرة العددية لعدوهم المتسلح بعتاد حربي لا قبل لهم به فتشتت شملهم وبشكل سريع، وأمام العجز الصارخ عن توحيد الصفوف واستجماع قوتهم، ولم تتمكن الجيوش المغربية من استغلال فرصة الإجهاد الذي نال من عدوهم ومن انتهاز العثرات اللوجيستيكية التي واجهتهم، ومن معاناتهم من المطر الذي عاق سيرهم، ومن انتشار مرض الكوليرا في صفوفهم. لقد تمكن جنود أودونيل من التقدم داخل التراب المغربي والزحف على مدينة تطوان وأجبروا مولاي العباس على التراجع واللجوء إلى المنطقة الجبلية الواقعة بين تطوان وطنجة. أمام الهلع والاضطراب العام الذي أعقب تشتت جيش الخليفة والجلاء السريع عن تطوان، عاش سكان هذه المدينة ليلة مرعبة (5 فبراير)، اتسمت بانتشار أعمال النهب بأحياء المدينة وملاحها، واستسلمت المدينة أمام تهديد الجنرال أودونيل يوم 6 فبراير1860، فدخلتها جيوشه، ولم يكن احتلالها إيذانا بنهاية الحرب، فقد فتح مولاي العباس قنوات للتفاوض ابتدأت أولاها يوم 11 فبراير 1860 وتوجت بلقاء مع أودونيل يوم 23 فبراير. غير أن شروط الصلح القاسية التي كان هذا الأخير يسعى إلى إملائها على الطرف المغربي، قد أجبرت الخليفة على مواصلة القتال لحمل العدو على تليين مواقفه وقطع طريق طنجة أمامه، واندلعت مناوشات ضارية بين الطرفين يوم 23 مارس بـ Oued Ras، تمكن فيها الأسبان من التفوق نتيجة استعانتهم بالمدفعية. وتنازل الإسبانيون خلال المفاوضات الجديدة التي أعقبت هذه المعارك عن شرط تسليم تطوان، وذلك نتيجة الخسائر التي تكبدوها.

كتب أحمد بن خالد الناصري (ت. 1897) : "ووقعة تطوان هذه هي التي أزالت حجاب الهيبة عن بلاد المغرب واستطال النصارى بها وانكسر المسلمون انكسارا لم يعهد لهم مثله وكثرت الحمايات ونشأ عن ذلك ضرر كبير". دفعت الإجراءات الأولية لاتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة يوم 25 مارس 1860 ومعاهدة الصلح التي أعقبتها يوم 26 أبريل 1860 المغرب إلى قبول أداء غرامة 100 مليون بسيطة لأسبانيا، وسمحت لهذه الأخيرة بتوسيع حدود نفوذها بسبتة ومنحها حق الصيد بالجنوب المغربي (سيدي إفني)، إضافة إلى التمتع بنفس الامتيازات التي منحت لبريطانيا سنة 1856. وقد اعترضت السلطان صعوبات حادة أثناء أداء الشطر الأول من الغرامة البالغ قدره 25 مليون بسيطة. ولأداء الشطر الثاني، كان عليه إحداث جبايات جديدة بجانب اللجوء إلى اقتراض مبلغ 10 ملايين بسيطة من إنجلترا. قبل الأسبان الجلاء عن تطوان بموجب الاتفاق المعقود في أكتوبر سنة 1861، سمح لهم بتثبيت موظفين في بعض المواني المغربية لاقتطاع نسب معينة من العائدات الجمركية لفائدة حكومتهم. حسب لغة الأرقام، وصل المبلغ المالي الذي التزم المغرب بأدائه إلى 119 مليون بسيطة. وقد تم أداؤه بالعملة المعدنية الخالصة من قطع الذهب والفضة. وأحدثت هذه الغرامة " استنزافا قويا لم يخلف فقط خرابا للدولة، وإنما أحدث نزيفا دائما أضر بالاقتصاد المغربي، الذي كان يومها اقتصاداً ما قبل رأسماليا سمته ضعف الناتج القومي.

المناخ

بما أن مدينة تطوان تقع على البحرالابيض المتوسط، فإنها تتصف بمناخ متوسطي حسب تصنيف كوبن للمناخ، والطقس معتدل وممطر خلال فصل الشتاء، حار جاف صيفاً.

البيانات المناخية لـتطوان
الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) 17.4
(63.3)
17.9
(64.2)
19.0
(66.2)
20.9
(69.6)
23.1
(73.6)
27.7
(81.9)
30.5
(86.9)
30.5
(86.9)
27.6
(81.7)
24.3
(75.7)
20.4
(68.7)
18.1
(64.6)
23.1
(73.6)
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) 9.6
(49.3)
10.0
(50.0)
11.5
(52.7)
13.1
(55.6)
15.3
(59.5)
18.8
(65.8)
20.9
(69.6)
21.4
(70.5)
19.7
(67.5)
16.8
(62.2)
12.7
(54.9)
10.4
(50.7)
15.0
(59.0)
معدل هطول الأمطار مم (إنش) 81.3
(3.20)
79.7
(3.14)
71.8
(2.83)
67.5
(2.66)
30.2
(1.19)
4.1
(0.16)
1.2
(0.05)
3.7
(0.15)
31.4
(1.24)
85.1
(3.35)
98.9
(3.89)
94.6
(3.72)
649.5
(25.58)
متوسط الأيام الممطرة 9.1 9.6 9.0 9.0 6.3 1.5 0.7 1.7 4.6 9.2 10.4 9.2 80.3
المصدر: سجلات بي بي سي [12]

طالع أيضا

وصلات خارجية

مصادر

  1.  "صفحة تطوان في GeoNames ID"، GeoNames ID، اطلع عليه بتاريخ 30 أغسطس 2022.
  2.   "صفحة تطوان في ميوزك برينز."، MusicBrainz area ID، اطلع عليه بتاريخ 30 أغسطس 2022.
  3.   "صفحة تطوان في خريطة الشارع المفتوحة"، OpenStreetMap، اطلع عليه بتاريخ 30 أغسطس 2022.
  4. المحرر: المندوبية السامية للتخطيط
  5. http://rgph2014.hcp.ma/file/166326/
  6. http://mtafilter1.santafeciudad.gov.ar/ciudad/santa_mundo/historial_cooperacion_internacional.html
  7. Tetouan, history of the city نسخة محفوظة 10 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. المعجم العربي/ الامازيغي للاستاذ مادغيس ؤمادي
  9. تطوان: نمو ديمغرافي مرتفع نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  10. Bennaboud, M'Hammad (2014)، "The Muslims and Jews of Tétouan"، مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 2019.
  11. Morocco نسخة محفوظة 2 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. "Average Conditions tetoaun, Morocco"، BBC Weather، مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2011، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2009.
  • بوابة جغرافيا
  • بوابة إسبانيا
  • بوابة الأمازيغ
  • بوابة التراث العالمي
  • بوابة المغرب
  • بوابة تجمعات سكانية
  • بوابة تطوان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.