معركة تلمسان (1517)
معركة تلمسان أو فتح تلمسان هي معركة وقعت سنة 1517 م بين الدولة العثمانية ممثلة بالأخوين عروج و خير الدين بربروس حكام مدينة الجزائر و إقليمها و الدولة الزيانية بالمغرب الأوسط، بسهل أغبال قرب تلمسان (حاليا ببلدية تامزوغة ولاية عين تموشنت غرب الجزائر). أسفرت هذه المعركة عن فتح تلمسان و سقوطها بيد العثمانيين و عزل السلطان الزياني أبي حمو الثالث عن الحكم و إعادة أبي زيان الثالث إلى عرشه من قبل العثمانيين ثم قتل هذا الأخير بعد ذلك و إنهاء الحكم الزياني مؤقتا.
معركة تلمسان (1517) | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من معارك الدولة العثمانية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الدولة الزيانية | الدولة العثمانية | ||||||
القادة | |||||||
أبو حمو موسى الثالث | عروج بربروس | ||||||
القوة | |||||||
3000 رجل 6000 فارس |
غير معروفة | ||||||
الخسائر | |||||||
غير معروفة | غير معروفة | ||||||
أوضاع المنطقة قبيل المعركة
ظهر الأخوان بربروس ببلاد المغرب بداية العقد الثاني من القرن السادس عشر و دخلا مدينة تونس سنة 1513 و استقرّا بجزيرة قبالة ميناء حلق الوادي بعد اتفاق مع السلطان المتوكل الحفصي.[1] انتقلا بعدها إلى جيجل سنة 1515 و استقرا بها لمهاجمة الإسبان في بجاية[2]، ثم دخلا مدينة الجزائر سنة 1516 بدعوة من أهلها و أعيانها.[3] بعد فتح السلطان العثماني سليم الأول لمصر في فبراير 1517 م أرسل إليه عروج بالهدايا الثمينة كتبريك بهذا الفتح و عرض عليه مراسم الطاعة و البيعة و وردّ عليه سليم الأول بقبول ذلك.[4]
المعركة و نتائجها
راسل أعيان مدينة تلمسان و علماءها عروج بربروس بعد فتحه لمدينة تنس و طلبوا منه خلع السلطان أبي حمو الثالث المتعاون مع الإسبان بوهران والمستولي على عرش ابن أخيه أبي زيان و و إرجاع هذا الأخير لعرشه.[5]
استخلف عروج أخاه خير الدين على مدينة الجزائر و انطلق مسرعا إلى تلمسان[6] عبر طريق داخلي لتجنب الإسبان بناحية وهران.[7] وصل جيش الجزائر إلى قلعة بني راشد، و كانت معقل أحد حلفاء الأتراك و أنصار السلطان أبي زيان و هو أحمد بن يوسف الملياني.[8] ترك عروج بالقلعة حامية تركية من 600 فارس تحت قيادة أخيه إسحاق بربروس[9] و واصل السير إلى تلمسان فلقيه أبو حمو بسهل أغبال بجيش من 3000 راجل و 6000 فارس.[6][9] لم يكن جيش أبي حمو يتمتع بالقوة المعنوية الكافية للاستبسال في القتال[9] فانتصر عليه عروج و طارده إلى تلمسان.[6] فرّ أبو حمو راجعا إلى تلمسان فرفض أهلها فتح أبوابها له فجمع مناصريه و فرّ إلى فاس بالمغرب الأقصى، ثم لجأ عن طريق البحر إلى الحاكم الإسباني بوهران.[9]
رحب أهل تلمسان بعروج و استقبلوه استقبال المنقذين[10] و قبل فتح أبواب المدينة له، أخذوا عليه عهدا بعدم هدم المدينة و نهبها و إلحاق الضرر بها، فأقسم عروج على القرآن بأنه لن يلحق الضرر بهم و أنه سيبقي الحكم في أسرة بني زيان.[11] دخل عروج تلمسان منتصرا و أعاد السلطان أبو زيان إلى عرشه و قفل راجعا إلى الجزائر[12] أساء الجنود الأتراك التصرف في المدينة و أغلظوا في معاملة أهلها مما أدى بهم إلى الندم على استنجادهم بعروج و جيشه.[10]
لم يكن أبو زيان راضيا عما آلت إليه الأوضاع في عاصمة ملكه تلمسان، فبادر بعد مدة قصيرة إلى التخلص من نفوذ عروج و إبعاد الأتراك عن المدينة.[12] مما أدى بعروج إلى العودة إلى تلمسان[13] و إعدام أبي زيان شنقا على واجهة قصر المشور مع سبعين أميرا من بني زيان و نخبة من أهل تلمسان.[10] و في مصادر أخرى أن عروج قام بشنق أبي زيان مع سبعة من أبناءه، مع قتل 60 شخصا من أتباع بني زيان الأوفياء و إغراق أفراد الأسرة الملكية و أكثر من 1000 شخص من أعيان تلمسان بالصهريج الكبير للمدينة.[14] ثم أعلن عروج بربروس نفسه حاكما على البلاد و أرسل مفارز عسكرية إلى وجدة و باقي المناطق المجاورة لتلمسان لأخذ الطاعة منها[11].كما قام بفرض ضرائب كبيرة من الحبوب على بني عامر و بني يزناسن تحسبا لأي هجوم أو حصار إسباني.[10] أدت هذه المعركة إلى معركة تلمسان الثانية سنة 1518.
انظر أيضا
المراجع
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص36 ص42
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص36 ص47
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص50-51
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص58
- حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا. أحمد توفيق المدني. المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع. الجزائر، 1965. ص186
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص61
- حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا. أحمد توفيق المدني. المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع. الجزائر، 1965. ص187
- التصوف والبدعة بالمغرب طائفة العكاكزة، ق 16-17م. عبد الله نجمي. مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب. الطبعة الأولى 2000. ص99-100
- حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا. أحمد توفيق المدني. المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع. الجزائر، 1965. ص188
- تاريخ الجزائر في القديم والحديث. مبارك الميلي. تقديم وتصحيح محمد الميلي. المؤسسة الوطنية للكتاب، دار الغرب الإسلامي، بيروت. الطبعة الثالثة 1989 م.ج3 ص47
- الأتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية. عزيز سامح التر. ترجمة محمود علي عامر. دار النهضة العربية، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى 1989. ص62
- تلمسان في العهد الزياني د. عبد العزيز فيلالي "موفم" للنشر و التوزيع الجزائر 2002 ص76
- تلمسان في العهد الزياني د. عبد العزيز فيلالي "موفم" للنشر و التوزيع الجزائر 2002 ص77
- Complément de l'histoire des Beni-Zeiyan rois de Tlemcen.L'abbé J.J.L Bargès.Ernest Leroux, Libraire-éditeur. Paris. 1887. P-431
- بوابة الدولة العثمانية
- بوابة الحرب
- بوابة الجزائر
- بوابة إسبانيا
- بوابة تلمسان
- بوابة التاريخ