السيدة الحرة
السيدة الحرة (شفشاون، 1485م) أميرة الجهاد البحري شمال المغرب الأقصى وزوجة أمير تطوان علي المنظري والسلطان أبو العباس الوطاسي بفاس وحاكمة تطوان وشفشاون خلال الفترة ما بين 1515-1542، وهي ابنة الأمير مولاي علي بن موسى بن رشيد العلمي[2] وأخت الصدر الأعظم إبراهيم بن راشد. سميت بهذا الاسم تيمنا بعائشة الحرة والدة أبو عبدالله الأحمر آخر ملوك غرناطة الذي كان صديقا لمؤسس شفشاون.[3] والدها هو مؤسس المدينة، وأمها اسبانية من منطقة قادش. اعتنقت الإسلام. وتعتبر أحد أهم نساء المغرب الكبير في القرن السادس عشر.
السيدة الحرة | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1485 شفشاون |
الوفاة | 14 يوليو 1561م[1] تطوان |
مواطنة | المغرب |
الزوج | على المنظري وأبو عباس الوطاسي |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسية |
اللغة الأم | العربية |
اللغات | العربية، واللغات الأمازيغية |
غزى العثمانيون القسطنطينية في عام 1453 وجلبوا معهم نهاية الامبراطورية الرومانية. أصبحت البرتغال سلطة استعمارية في المغرب الغربي والسيدة الحرة عمرها 2. وبعد وقت قليل غزا الملكان الكاثوليكيان مملكة غرناطة.
تعتبر من أكثر الشخصيات تأتيراً في الفترة الإسلامية المعاصرة.[4] السيدة الحرة معروفة بكفاحها ضد البرتغاليين اللذين كانوا يحتلون سبتة.
اسمها الحقيقي غير معروف: اسم السيدة الحرة هو عنوان يعني «السيدة النبيلة» التي كانت ترتديه نساء مسلمات أخريات في ذلك الحين أي بعد سنة واحدة من سقوط غرناطة. اعتقدوا البرتغاليين والإسبانيين أن اسمها الحقيقي كان السيدة الحرة وكتبوه في وثائقهم رسمية. هي كانت الأخر شخص في التاريخ الإسلامي التي حملت لقب «الحرة».
الحياة المبكرة
نشأت السيدة الحرة في مملكة غرناطة. ولكن في عام 1492، عندما غزا ملوك الاسبان فرناندو الثاني وإيزابيلا الأولى مملكة غرناطة في فترة سقوط الأندلس، قامت السيدة الحرة وعائلتها بالهروب، حيث استقروا في المغرب. بعد ذلك، أسس والدها مدينة شفشاون ليصبح أميراً، مستقلا عمليا من الوطاسيون. كانت طفولتها سعيدة وآمنة ولكن ذُكرت بالشكل دائم بمفنى الأسرة من الغرناطة. كان تعليمها من الدرجة الأولى وكانت تتحدث لغات كثيرة، بما فيها الأسبانية والبرتغالية. واحد من أساتذتها كان عبد الله الغزواني وهو كان عالم إسلامي معروف في المغرب. قال أحد من أساتذتها: «هذه البنت سترتفع في المراتب.» منذ طفولتها كانت قد وعدت بزوج المستقبل، في سن السادسة عشرة تزوجت من صديق لأبيها، أمير تطوان علي المنظري، أكبر منها بثلاثين سنة. بعض الخبراء يعتقدون أنها تزوجت بابن الأمير، المنظري الثاني.[5]
حاكمة تطوان
حوالي سنة 1510م تزوجت بالقائد المنظري حاكم مدينة تطوان وهي في سن 16، وكان هذا الزواج بمثابة تحالف بين إمارة شفشاون وقيادة تطوان من أجل تقوية جبهة الدفاع ضد البرتغاليين المحتلين لثغور شمال المغرب. وأصبح أخها وزير في فاس وعزز تأثير الأسرة. انتقلت السيدة الحرة من بيت والدها بشفشاون إلى حيث يحكم زوجها. كانت السيدة الحرة امرأة ذكية وتعلمت كثيرة في دورها كنائبة حاكمة. كان زوجها ينيبها عنه في بعض القضايا كما كانت تتولى أمور الحكم في فترات غيابه. وفاة المنظري في عام 1515 والمواطنين قبلوها كالحاكمة لأنها حصلت على بعض السلطة قبل ما مات المنظري. حصلت على العنوان الرسمي «الحرة».
اعتبروها البرتغاليين والاسبانيين كشريكة ديبلوماتية. بعض الخبراء يعزون نجاحها سياسي إلى حضور الوريثات في الأندلس. لكن بعض الخبراء يعزون نجاحها إلى دورها كحاكمة القراصنة في البحر الأبيض المتوسط الغربي. قال مؤرخ اسباني جرمان فاسكز شامورو في كتابه «السيدات القراصنية» أن حصلت مدينة تطوان تحت حكمها على «مستوى الرخاء غير مسبوق».[6]
القرصنة
لم تستطع السيدة الحرة أن تنسى أو تعفر إهانة الهروب من الغرناطة. بالرغم من أن أسرتها دفعت المغرب من «العدو المسيحي» على العرض، أرادت أن تدفع المغرب منهم على البحر أيضاً. تعاونت مع أحد من الأشهر قراصنة على البحر الأبيض المتوسط خير الدين بربروس.[7] شاركن الأثنان بكراهية الأوروبيين. سيطرت السيدة الحرة على الجزء الغربي وسيطر بربروس على الشرق وهن اختطفن المسيحيين. يعتبرون الأوروبيين السيدة الحرة كملكة قوية في البحر الأبيض المتوسط. قدمت القرصنة دخل سريع، «كنز وفدية للأسرى» وأبقيت على حلمها للرجوع إلى الأندلس.[8]
الزواج بأبو عباس الوطاسي أواخر العمر
بعد وفاة المنظري سرعان ما تزوجها السلطان أحمد الوطاسي سنة 1541م، حيث انتقل السلطان من مدينة فاس إلى تطوان في حشد كبير، رفقة حاشيته وجيشه، زيادة على وفد كبير من العلماء والمشايخ. سافرأحمد الواطاسي إلى تطوان للزواج منها. ووفقاً لبعض المصادر، كانت السيدة قد أصرت على هذه النقطة لإظهار أنها لا تنوي التخلي عن حكم تطوان بعد الزواج ثانية. بعد هذا الزواج وجد أسرة المنظري أنفسهم خارج دائرة الحكم. فاستاؤوا من أن تتولى السيدة الحرة حكم تطوان من دونهم فقاموا بمؤامرة شارك فيها كل من محمد الحسن المنظري حفيد حاكم تطوان، ووالده محمد الحسن الذي كان قاطنا بمدينة فاس. في 20 أكتوبر 1542م فر المنظري هاربا من السلطان أحمد الوطاسي وتوجه نحو مدينة تطوان مركز حكم السيدة الحرة رفقة أفراد عائلته وجماعة من الفرسان. بعد وصوله أعلن نفسه حاكما على المدينة، معلنا في الوقت نفسه استقلاله عن فاس. فطرد السيدة الحرة بعد أن استولى محمد الحسن على ممتلكاتها.[9]
عاشت السيدة الحرة آخر أيامها بمدينة شفشاون، بالقرب من أخيها الأمير محمد، وبعد موتها دُفنت في رياض الزاوية الريسونية، إذ ما يزال قبرها معروفا باسمها إلى اليوم.
مراجع
- "Malika VI: Sayyida Al-Hurra"، AramcoWorld، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2018.
- Al-Huwwat, Sulayman: Al-rawda al-maqsuda wa-l-hulal al mamduda fi ma âthir Bani Suda vol 2, p. 602
- شفشاون المغربية: المدينة الموريسكية التي حكمتها «الست الحرة» أميرة الجهاد البحري | القدس العربي Alquds Newspaper نسخة محفوظة 01 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- GRIMEAU، 2000.
- Thomas K.؛ Boum, Aomar (16 يناير 2006)، Historical Dictionary of Morocco (باللغة الإنجليزية)، Scarecrow Press، ISBN 9780810865112، مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020.
- Germán (2004)، Mujeres Piratas (باللغة الإسبانية)، EDAF، ISBN 9788496107267، مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.
- Fatima (1993)، The Forgotten Queens of Islam (باللغة الإنجليزية)، U of Minnesota Press، ISBN 9780816624393، مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2017.
- Fatima (1993)، The Forgotten Queens of Islam (باللغة الإنجليزية)، U of Minnesota Press، ISBN 9780816624393، مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2017.
- ""السيدة الحرّة".. هكذا حكمت ابنة الشاون تطوان في القرن الـ16"، Hespress، مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 06 مارس 2018.
- بوابة قرصنة
- بوابة المرأة المغربية
- بوابة السياسة
- بوابة المرأة
- بوابة المغرب
- بوابة شفشاون
- بوابة التاريخ
- بوابة أعلام
- بوابة تطوان