معركة قوصوه الثانية

معركة كوسوڤو الثانية أو معركة قوصوه الثانية (تُكتب "قوصوه" بالكتابة العثمانية وتُنطق "كوسوڤو")(بالتركية: İkinci Kosova Savaşı)‏، وتُعرف عند الصرب باسم معركة كوسوڤو 1448 (بالصربية: Косовска битка1448)‏، وهي معروفة في التأريخ التركي والمجري باسم "معركة ميدان كوسوڤو الثانية" (بالتركية: İkinci Kosova Meydan Muharebesi)‏ (بالمجرية: második rigómezei csata)‏، وذكرها المؤرخ والأسقف والسياسي المجري: ميهالي هورفاث (بالمجرية: Horváth Mihály)‏ (1809م - 1878م) بأنها "إحدى أشهر المعارك في التاريخ المجري". هي معركة حربية برية وقعت في سهل كوسوڤو (بالتركية: Kosova Ovası)‏ بأراضي الديسپوتية الصربية التابعة للإمبراطورية العثمانية آنذاك، بين ائتلاف جيوش صليبية تقوده مملكة المجر والأفلاق بقيادة النبيل المجري يوحنا هونياد مقابل العثمانيين بقيادة السلطان مراد الثاني، واستمرت ثلاثة أيام من 17 إلى 19 أكتوبر 1448م (تشير الموسوعة البريطانية إلى وقوعها بين 17-20 أكتوبر).[1]

معركة كوسوڤو الثانية
جزء من الحروب العثمانية في أوروبا والحروب العثمانية المجرية
لوحة من پانوراما معركة كوسوڤو الأولى عام 1389م.
وقعت معركة كوسوڤو الثانية بعدها ب59 عاماً.
معلومات عامة
التاريخ 17-19 أكتوبر 1448م
الموقع سهل كوسوڤو بمقاطعة "پريشتينا"، حاليا كوسوڤو، صربيا
42°38′N 21°07′E  
النتيجة انتصار حاسم للعثمانيين
المتحاربون
الدولة العثمانية مملكة المجر
القادة
السلطان مراد الثاني يوحنا هونياد الوصي على عرش المجر

ڤلاديسلاڤ الثاني (ڤواديسواڤ) حاكم إمارة الأفلاق

القوة
40,000 إلى 60,000 24,000 إلى 30,000

كانت تلك المعركة هي ذروة العدوان المجري للانتقام من الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الصليبيون في معركة ڤارنا 1444م. أسفرت معركة كوسوڤو الثانية عن انتصار حاسم للدولة العثمانية مرة أخرى مؤكدة انتصارها الأسبق على حملة ڤارنا الصليبية قبلها بأربعة أعوام، مثلما انتهت معركة كوسوڤو الأولى عام 1389م بانتصار العثمانيين. عانى هونياد واحدة من أعظم إخفاقات حروبه ضد الإمبراطورية العثمانية، وأحبطت هذه المعركة آخر محاولة كبيرة للصليبيين لتحرير البلقان من الحُكم العثماني ومحاولة دعم القسطنطينية والتخفيف عنها تحت وطئة حصار العثمانيين،[1] فتمهدت بذلك الأرضية لفتح القسطنطينية بعد هذه المعركة بخمسة أعوام في 1453م، عندما فتحها السلطان الشاب "محمد الفاتح" ابن السلطان مراد الثاني.[2][3][4]

قاتل الجيشان المتحاربان بشدة، فكانت معركة كوسوڤو الثانية 1448م واحدة من أطول الحروب وأكثرها دموية في أوائل العهد العثماني، وكانت تلكم المعركة أكثر إثارة من معركة كوسوڤو الأولى 1389م، إذ تَضَاعَف حجم الجيشين عن المعركة الأولى (تتراوح مصادر التعداد بين المعركتين من 12,000-30,000 مجري فأصبح 24,000-30,000، ومن 27,000-40,000 عثماني فأصبح 40,000 - 60,000)، وكان للصدامين نفس النتيجة من هزيمة الجيش المجري وفراره من أرض المعركة، إلا أن السلطان مراد الثاني لم يتمكن من القبض على يوحنا هونياد الذي نجا من القتل واستمر في حملته الشخصية ضد العثمانيين حتى وفاته عام 1456م بعد ثلاث سنوات من فتح القسطنطينية.

خلفية تاريخية

بعد الهزيمة الفادحة التي لحقت بالصليبيين وعلى رأسهم يوحنا هونياد في معركة ڤارنا 1444م، لم يتوقف هونياد عن التآمر والقتال للوصول إلى الاشتباك الحاسم مع السلطان مراد الثاني. وفي عام 1446م عُيِّن هونياد وصِياً على عرش المجر وأصبح بذلك حاكمًا لها. وعلى الرغم من الهزيمة العنيفة التي تلقاها الصليبيون في ڤارنا وتدمير جزء كبير من الجيشين المجري والپولوني من قِبَلِ العثمانيين، إلا أن التمردات في الأفلاق والأرناؤوط (ألبانيا) وپيلوپونيز (جنوب اليونان) أعطت الصليبيين الأمل في طرد العثمانيين من البلقان من خلال إنشاء جيش صليبي جديد في أوروپا المسيحية.

أما العثمانيون، فبعدما انتصروا في معركة ڤارنا عام 1444م، قام السلطان مراد الثاني بإخضاع بلاد المورة عام 1446م وأخمد القلاقل والثورات بها، وكانت ديسپوتية المورة يومها تابعة للدولة العثمانية.[1] بعد ذلك توجه السلطان مراد الثاني لمواجهة إسكندر بك الذي تمرد بدعم مشترك من البابا نقولا الخامس وحاكم المجر يوحنا هونياد ضد الحكم العثماني.[1]

في عام 1448م، عبر هونياد نهر الدانوب لضم قواته إلى إسكندر بك، ولكن في 17 أكتوبر 1448م، التقى جيشه بالجيش العثماني في سهل كوسوڤو. بَنى الطرفأن دفاعاتهما واستهلت المعركة بدايتها باشتباكات منفصلة. في 18 أكتوبر وقعت معركة هَزم فيها الفرسانُ العثمانيون الفرسانَ المجريين هزيمة ساحقة أنهتهم بالكُلِّيَّة، وفي 19 أكتوبر قتل العثمانيون جميع أولئك الذين هربوا ليحتموا خلف حصن العربات الحربية المتحركة الهوسية (بالتشيكية: vozová hradba)‏(بالألمانية: Wagenburg) ليحتموا بها ضد سيل القوات العثمانية الذب انحطّ عليهم.

پليمنتين
كوڤين
في شهر سبتمبر من عام 1448م، سار هونياد بالقوات المجرية عبر نهر الدانوب وعسكر بهم في صربيا بالقرب من "كوڤين".

كان يوحنا هونياد الوصي على عرش المجر قد قَدّر أنه سيحتاج إلى أكثر من 40,000 رجل لهزيمة العثمانيين، فَسَعَى إلى ضم القوات الألبانية المعادية للعثمانيين، والتي ربما كانت بقيادة النبيل الألباني المتمرد إسكندر بك، واسمه الأصلي: جورج كاستريوت، الذي قاد تمردا ضد الدولة العثمانية قرابة 25 عاماً. تلقَّى العثمانيون في قاعدتهم بصوفيا خبراً مفاده بأن الجيش الصليبي قد سار، فبدأ العثمانيون في تجهيز رجالهم للحرب.

فشل يوحنا هونياد في تحديد موقع الجيش العثماني الرئيسي وكان يعتقد أن الجيش العثماني لا يزال في العاصمة إدرنة، إلا أن الجيش العثماني بادر وفاجأهُ على غِرَّة في 17 أكتوبر 1448م عندما ظهر فجأة أمام الجيش الصليببي في "سهل كوسوڤو". أسرع يوحنا هونياد ببناء حصن العربات الحربية المتحركة الهوسية الدفاعي في تلة "پليمنتين" بمقاطعة "پريشتينا" (بالألبانية: Plemetin)(بالصربية: Племетина) لمحاربة العثمانيين من خلالها، أما العثمانيون فقد أنشأوا استحكامات خط دفاعى من جانبهم ردا على ذلك.

وقعت مناوشات بين الفرسان على طرفي الاستحكامات خلال اليومين الأولين، تلاها هجوم صليبي ليلا باستخدام العربات الحربية والمدافع ضد موقع السلطان المركزي في ليلة 18-19 أكتوبر 1448م أسفرت عن الكثير من سفك الدماء ولكن بدون نتائج عسكرية حاسمة.

في 19 أكتوبر 1448م، استخدم السلطان مراد الثاني سلاح فرسان سپاهية ثيساليا لتطويق فرسان ميسرة الجيش الصليبي، وإلى جانب هذا قام أيضاً بهجوم عام على طول خط التماس بين الجيشين من أجل تشتيت انتباه يوحنا هونياد عن الهجوم الأساسي. نجحت المناورة، وقام فرسان السپاهية بحصد جميع فرسان الأفلاق ومولدافيا والمجر بالسيف وقتلوهم جميعاً ولم يأخذوا أسرى، فتراجع أغلب الجيش الصليبي.

في 20 أكتوبر، هاجم الإنكشاريون تحت مراقبة شخصية للمعركة من السلطان مراد الثاني وقتلوا كل من بقي في استحكامات الخط الدفاعي.

أنهت معركة كوسوڤو الثانية أي أمل متبقِّ لدى الصليبيين في إنقاذ القسطنطينية من الإمبراطورية العثمانية، ولم تعد لدى المملكة المجرية الموارد العسكرية أو المالية لشن هجوم آخر ضد العثمانيين، وبنهاية التهديد الصليبي لحدود العثمانيين الأوروپية الذي استمر قرابة نصف قرن، أصبح لا يوجد شئ يمنع السلطان محمد الثاني (الفاتح) ابن السلطان مراد الثاني من فرض حصار على القسطنطينية فأتمّ فتحها عام 1453م.

مقدمات المعركة

پليمنتين
موقع "معركة كوسوڤو الثانية" عند "پليمنتين" بمقاطعة "پريشتينا" في كوسوڤو.
الصورة الوحيدة لحاكم الأفلاق: ڤلاديسلاڤ الثاني.

بعد الهزيمة المدوية التي ألحقها العثمانيون بالقوات الأوروبية المتحالفة في معركة ڤارنا عام 1444م، أصبح يوحنا هونياد يتحيَّن اللحظة المناسبة للانتقام، وبحلول عام 1448م تمكن من جمع جيش آخر ليهاجم العثمانيين، واعتمد على دعم السكان المحليين في البلقان.

في عام 1448م، رأى يوحنا هونياد حاكم المملكة المجرية وكان وصياً على عرش المجر، أن الوقت مناسب لقيادة حملة أخرى ضد الدولة العثمانية واستند في استراتيجيته على التمرد المتوقع من ثورة شعب البلقان، وإمكانية تنفيذ هجوم مفاجئ، وتدمير القوة الرئيسية للعثمانيين في معركة واحدة. كان يوحنا هونياد مندفعا تماما وقاد قواته دون أن يترك أي دعم احتياطي ورائه.

وفي شهر سبتمبر من عام 1448م، سار هونياد مع حاكم الأفلاق الجديد "ڤلاديسلاڤ الثاني" (بالإنجليزية: Vladislav II of Wallachia)‏ بجيش قوامه حوالي 70,000 (في المصادر العثمانية) من القوات المجرية من مدينة "بست" (لاحقاً: بوداپست، عاصمة المجر) وعبر مع الجيش نهر الدانوب وعسكر بهم في صربيا بالقرب من "كوڤين" (بالتركية: Kovin)‏(بالصربية: Ковин)، خارج العاصمة الصربية "سمندرية" (بالصربية: Смедерево)(بالإنجليزية: Smederevo)‏، [5] عازمين على الاتحاد مع جيش إسكندر بك الأمير الألباني المتمرد على العثمانيين.

كان السلطان مراد الثاني بعد انتصاره في معركة ڤارنا قد سار بالجيش ومعه ابنه الشهزاده محمد (الثاني) وأخمدوا الثورة في بيلوبونيز (جنوب اليونان) ثم في الأرناؤوط (ألبانيا). وفي نفس تلك الأوقات علِم السلطان مراد الثاني باستعداد جيش الصليبيين الجديد للكرّ عليه مرة أخرى، فأسرع إلى صوفيا عاصمة ولاية الروملي العثمانية (عاصمة جمهورية بلغاريا حالياً) لينضم إلى قواته الموجودة هناك، وتحرك بقوة من 60,000 رجل متجهاً إلى كوسوڤو.

رسم يعود لعام 1890م للمتمرد الألباني إسكندر بك، واسمه الحقيقي جورج كاستريوت. تربي في القصر العثماني، ويُروى أنه اعتنق الإسلام، وعمل بالجيش العثماني وأصبح قائداً لبعض القطاعات العسكرية، ثم ارتد عن الإسلام إلى النصرانية من جديد وتمرّد.

كان هدف هونياد الأساسي هو غزو صربيا ثم التحرك صوب بلغراد وكوسوڤو، وكان يعتقد أن الجيش العثماني مازال متواجداً في ألبانيا فأراد مهاجمة الجيش العثماني من الخلف، أو في أسوأ الاحتمالات أن ينتظر مستعداً بجيشه في سهل كوسوڤو في أفضل موضع عسكري منتظراً العثمانيين لإجبارهم على خوض المعركة في وضع ميداني سيئ.

عسكرت القوات المجرية هناك لمدة شهر كامل بانتظار وصول الجيش الصليبي الألماني، وحاكم الأفلاق، والجيشان: البوهيمي والألباني.[6] ومع ذلك، لم يأت جيش الألبان بقيادة إسكندر بك، لأن ديسپوت (حاكم) الصرب "جُريج برانكوڤيتش" (Đurađ Branković)(بالصربية: Ђурађ Бранковић) (بالمجرية: Brankovics György)‏ واسمه أيضاً "(دوراد) برانكوڤيتش"، حليف السلطان مراد الثاني، احتجزهم. [5] [7] [8] [9] وكان برانكوڤيتش هو والد "مارا برانكوڤيتش" زوجة السلطان مراد الثاني.

دور برانكوڤيتش

لعب ديسپوت الصرب جُريج برانكوڤيتش دور الوسيط في المفاوضات العثمانية المجرية لإبرام صلح مدته عشر سنوات، وتفاني في دوره إلى درجة أنه عرض على هونياد وملك پولونيا والمجر ڤلاديسلاڤ الثالث (بالبولندية: Władysław) (ويُنطق بالپولندية: ڤواديسواڤ) [10] جميع ممتلكاتهم المجرية حتى يوافقوا على التفاوض على السلام مع السلطان، لأنه على الرغم من أن هونياد لم يكن حريصًا بشكل خاص على عقد اتفاقات مع العثمانيين، إلا أن برانكوڤيتش رأى أنها فرصة لصربيا كي تعيش في سلام ورخاء.

بعد إبرام معاهدة إدرنة-سكدين عام 1444م أعاد العثمانيون مدن صربيا إلى جُريج برانكوڤيتش كبلد تابع للعثمانيين، والتزم برانكوڤيتش حاكم صربيا بدفع 50,000 فلورين للعثمانيين وتزويد السلطان بمفرزة من سلاح الفرسان قدرها أربعة آلاف فارس إذا دعا العثمانيون لتعبئة الجيش وحمل السلاح.

نكص الصليبيون المعاهدة سراً وبدأوا الزحف في حملة ڤارنا إلى إدرنة عاصمة العثمانيين في نفس عام إبرام معاهدة الصلح 1444م، وأرادوا المسير عبر صربيا وبلغاريا ولكن برانكوڤيتش رفض السماح لهم بالمرور عبر أراضيه ولم ينضم إلى الحملة الصليبية التي انتهت بهزيمتهم في معركة ڤارنا.

لم يشارك الجيش الألباني الذي يقوده إسكندر بك في هذه المعركة أيضاً لأن العثمانيين وحلفائهم منعوهم من اللحاق بجيش يوحنا هونياد، [11] ومن المعتقد أنه تأخر بسبب جُريج برانكوڤيتش المتحالف مع السلطان مراد الثاني، أما دور برانكوڤيتش على وَجْهِ التّحديد فهو محل خلاف، ويقال أيضًا أنه أثّر على الأمير إسكندر بك لكي لا ينضم إلى هونياد، كما كان هناك شك في أنه قد حذر العثمانيين من هجوم آخر قادم من الصليبيين.[12][13][14] تذكر بعض المراجع أن برانكوڤيتش أعطي هونياد موافقة من خلال رئيس الخزانة التابع له "پاسكو سوركوڤيتش" (Pasco Sorkočević) من أهالي دوبروڤنيك، على مرور الجيش، ثم أنه تردد بعد ذلك. أراد برانكوڤيتش الذي استعاد أرضه مؤخرًا من العثمانيين، أن يحافظ على عرشه وكان خائفًا من السطان مراد الثاني. كان جيش هونياد كبيرًا وقويًا ولكن برانكوڤيتش كان يعرف أن الجيش العثماني لم يكن أقل من ذلك. [15]

رسم يعود لعام 1867م للأسقف الكاثوليكي والمؤرخ والسياسي المجري ميهالي هورفاث (بالمجرية: Horváth Mihály)‏ (1809م- 1878م) الذي كان من دعاة القومية المجرية مع التركيز على ثقافتها التاريخية. ذكر ميهالي أن معركة كوسوڤو الثانية هي "إحدى أشهر المعارك في تاريخ المجر".

لعبت عوامل أخرى دورًا في رفض جُريج برانكوڤيتش المشاركة مع الصليبيين ضد العثمانيين:

  • في ذلك الوقت كان لبرانكوڤيتش نزاعات ومعارك حدودية مع الملك البوسني "إسطفان توماس" (Stephen Thomas) أضعفت قوة برانكوڤيتش.
  • بالإضافة إلى ذلك لم يرغب برانكوڤيتش في الخضوع لهونياد تحت أي ظرف من الظروف لأنه اعتبره مغرورًا وكانت لديه اعْتِرَاضَات عليه. [5] [7] [8] [9]
  • لم ير برانكوڤيتش فائدة مباشرة لصربيا من التحرر من العثمانيين لأن هذا التحرر كان يعني فقط زيادة الضغوط عليه من المجر، [15] والهيمنة المجرية على الصرب تعني تهديدًا لوجود الأرثوذكسية فيها. [9]
  • وفقًا للمؤرخ "كالّاي بنينيك" (Kallai Beninek)، فإن برانكوڤيتش كان يأمل في استنفادٍ متبادلٍ لكل من قوات المجريين والعثمانيين في المعركة. [9]
  • ورأى برانكوڤيتش فرصة لصربيا كي تعيش في سلام وازدهار.
  • ولذلك في نهاية المطاف رفض برانكوڤيتش مرة أخرى مرور جيش هونياد. [5] [7] [8]
  • وعلاوة على ذلك، أرسل برانكوڤيتش "باسكو سوركوڤيتش" إلى السلطان مراد الثاني الذي كان يحاصر في ذلك الوقت كرويه في ألبانيا، وأخبره أن هونياد قد غزا صربيا ودخل أراضيها. [15]

ونتيجة لذلك، خرَّبّ إسكندر بك ممالك برانكوڤيتش كعقاب له على تخليه عن القضية المسيحية و"مساعدة عدو المسيحيين". [5][16] ثم حاول يوحنا هونياد بعنف إقناع برانكوڤيتش بالمشاركة في الحملة الصليبية وذهب عمدا إلى صربيا مع جيشه ونهب في جميع أنحاء البلاد، وعند وروده خبر اقتراب العثمانيين، انتقل يوحنا هونياد جنوبًا، حيث وقعت المعركة الثانية في "سهل كوسوڤو".

صورة لأحد أبراج قلعة سمندريَّة (Smederevo) المُطلَّة على "نهر الدانوب". * فتح السلطان مراد الثاني قلعة سمندريَّة يوم الخميس 16 ربيع الأول 842هـ الموافق 5 سپتمبر 1438م بعد عصيان ديسپوت الصرب "جُريج برانكوڤيتش". * أخلى العثمانيون القلعة بعد أسبوع واحد من انتهاء مفاوضات معاهدة إدرنة-سكدين، ليستلمها مرة أخرى "جُريج برانكوڤيتش" يوم الخميس 7 جمادى الأول 848هـ الموافق 22 أغسطس 1444م، بحسب معاهدة السلام.

كان رد فعل جريج برانكوڤيتش على التجاوزات الصليبية بحق أراضيه ونهب الصليبيين لها غير حازم، ولكنه في نفس الأثناء تفاوض بشأن شروط الانضمام إلى الحملة الصليبية ضد العثمانيين. كان يوحنا هونياد قد أخبر برانكوڤيتش بأنه أحضر 20,000 من رجاله وأنه بانتظار تعزيزات إضافية في طريقها إليه، وأنه (أي: برانكوڤيتش) بسلاح فرسانه الخفيفة هو الحليف الوحيد الضروري لجعل هذا النصر حاسمًا، وفي المقابل كان برانكوڤيتش حذراً جداً من المشاركة مع التحالف الصليبي لأن العثمانيون كانوا قد أعادوا له عرشه ومُلكه منذ أربع سنوات فقط من خلال معاهدة سلام إدرنة-سكدين عام 1444م بعد أن سلبها منه العثمانيون قبلها بفتوحات واسعة النطاق لكل أملاكه وأراضيه في بلاد الصرب بلا استثناء، وكان برانكوڤيتش مُدركًا تمامًا للقوة العسكرية العثمانية المهولة، راغبًا في الحفاظ على عرشه ومتحملاً لمسؤؤلية سيادة المجر وتبعيته لسيادة العثمانيين في نفس الوقت كما أنه توقع هزيمة يوحنا هونياد. وبالإضافة لما سبق، كان ديسپوت الصرب برانكوڤيتش أيضًا غير راغبٍ في وضع نفسه تحت قيادة يوحنا هونياد تحت أي ظرف من الظروف لأنه كان يكرهه شخصيًا، معتبرًا أنه يتمتع بمكانةٍ ومنزلةٍ أقل منه.

كانت النقطة الجوهرية في النزاع بين يوحنا هونياد وجُريج برانكوڤيتش هي الخصومة الشخصية بينهما. بالنسبة للنبيل المجري يوحنا هونياد وملك پولندا ڤلاديسلاڤ الثالث، فقد عرض ديسپوت الصرب التنازل عن جميع ممتلكاته المجرية مقابل الموافقة على السلام. لم يُعطِ يوحنا هونياد اعتباراً كثيراً لأي صفقات تتم مع العثمانيين، في حين رأى برانكوڤيتش الذي سُلب منه مُلكه كلَّه أن هذه فرصة للسلام ولازدهار صربيا، ولذلك تم إحلال السلام بمعاهدة إدرنة-سكدين عام 1444م، وغادر برانكوڤيتش المجر إلى مدينة وقلعة سمندرية (Smederevo) التي استلمها من العثمانيين بموجب المعاهدة.

في وقت لاحق من نفس عام معاهدة السلام 1444م، أراد جيش حملة ڤارنا الصليبية (وكان قائدهم الميداني هو أيضاً يوحنا هونياد) الوصول إلى إدرنة عاصمة العثمانيين عبر المرور بأراضي صربيا وبلغاريا، لكن جُريج برانكوڤيتش منع مرورهم عبر مملكته (الديسپوتية الصربية) التي ردَّها له العثمانيون بموجب المعاهدة.

وبما أن الصليبيون كانوا يعلمون بأن أسطول البندقية لا يُمكنه أن يفرض حصاراً على المضائق البحرية في بحر مرمرة إلا لفترة قصيرة فقط، فقد اختاروا أن يسلكوا طريق الدانوب كطريق بديل، ولكن هونياد اعتبر الديسپوت الصربي برانكوڤيتش مجنونًا ليعتقد بأن السلطان مراد الثاني قد أعاد إليه بلده إلى الأبد، ووعد برانكوڤيتش بإضرام النار في كامل صربيا بعدما يرجعون منتصرين من الحملة الصليبية على العثمانيين، ولكن قدَّر الله أن ينهزم الصليبيون هزيمة شنعاء عند مدينة ڤارنا البلغارية الواقعة غرب البحر الأسود، وأن يُقتل معظم جيش الصليبيين في يوم المعركة ويموت الكثير من فلول جيش الائتلاف الصليبي أثناء مغامرة الهروب للعودة إلى أوطانهم.

شعار النبالة لكونت "تسيليه"
قلعة "تسيليه" (حالياً في سلوڤينيا)
أولريتش الثاني كونت "تسيليه"
وقع عداءٌ مُتبادل بين أولريتش الثاني كونت "تسيليه" وعائلة هونياد المجرية سببه:
  1. شعور يوحنا هونيادي بالمرارة جراء حملته الفاشلة على العثمانيين وهزيمته في معركة ڤارنا عام 1444م بينما بقي أولريتش الثاني خاملاً لم يعاون الصليبيين في تلك الحملة.
  2. حقد أولريتش الثاني على هونياد لأن الأخير رفض الاعتراف بمطالبة أولريتش الثاني لعرش البوسنة بعد وفاة ملك البوسنة تڤرتكو الثاني (Tvrtko II) عام 1443م.
ولذلك بعد أن أصبح هونياد وصياً على عرش المجر هاجم أراضي "تسيليه" في كرواتيا-سلوڤينيا عام 1446م؛ ولكن كُسرت قوته في معركة كوسوڤو الثانية عام 1448م ضد العثمانيين، فاستطاع الكونت أولريتش الثاني قيادة حملة ناجحة في المجر عام 1450م، إسمياً لمصلحة هابسبورغ، ودفع القيصر فريدريك الثالث (من أسرة هابسبورج) لينقل حُكم المجر من هونياد الوصي على العرش ويُسلِّمها إلى الوريث الشرعي الملك الطفل "لاديسلاوس اليتيم" عام 1452م.

بعد الهزيمة المُريعة للصليبيين في معركة ڤارنا يوم 28 رجب 848هـ الموافق في 10 نوڤمبر 1444م،[17][18][19] تمكن هونياد من الوصول إلى المجر خلال يومين لأنه كان لديه من يدله على الطريق، وفي المصادر العثمانية أنه انسحب إلى الأفلاق.[19]

يوحنا هونياد منحه البابا بيوس الثاني لقب بطل المسيح، ولُقّبَ بالفارس الأبيض.

بحلول عام 1448م، تمكن هونياد من حشد جيش جديد وشنّ حملة عسكرية ضد السلطان مراد الثاني، ولكن برانكوڤيتش منع مرة أخري الجيوش الصليبية الأخرى من الانضمام لهم.[20]

دور يوحنا هونياد

عندما أراد الجيش الصليبي، في نفس عام المعاهدة 1444م، الزحف إلى إدرنة عبر صربيا وبلغاريا، رفض جُريج برانكوڤيتش مرورهم ولم ينضم إلى الصليبيين. وبعد تعرضه لهزيمة من السلطان العثماني مراد الثاني في معركة ڤارنا، أضحى هونياد ينتظر اللحظة المناسبة للانتقام.

قضى هونياد عام 1445م في حل الشؤون الداخلية.

في عام 1446م اضطر إلى تنظيم حملة في "ستيريا" (بالألمانية: Steiermark)(بالإنجليزية: Styria)‏ الواقعة بجنوب شرق النمسا بالقرب من سلوفينيا، ضد أولريتش الثاني (بالألمانية: Ulrich II von Cilli) كونت "تسيليه" (توجد حالياً في سلوڤينيا).

وفي عام 1447م قام بقمع ثورة الأفلاق الصديقة للعثمانيين.

ثم حانت فرصة أخرى في عام 1448م لشن حملة صليبية جديدة على العثمانيين، ولكنها كانت في الوقت نفسه فرصة لديسپوت الصرب برانكوڤيتش لتأكيد ولاءه للعثمانيين، فرفض مرة أخرى مرور الحملة الصليبية من أراضيه وطلب مساعدة العثمانيين بدلاً من ذلك.

كان هونياد قد تمكن بحلول عام 1448م من جمع جيش لشن حملة ضد السلطان مراد الثاني، اعتمد فيها هونياد على دعم السكان المحليين في البلقان.

وفي سبتمبر 1448م، عبر هونياد مع الجيش نهر الدانوب، يعتزم انضمام جيش إسكندر بك إليه، وكانت أراضي جُريج برانكوڤيتش تقع بين جيش الحاكم المجري هونياد وجيش الأمير الألباني إسكندر بك. أقام هونياد معسكرًا بالقرب من العاصمة الصربية سمندرية، حيث انتظر المجريون شهرًا واحدًا لوصول حلفائهم: الصليبيون الألمان، وحاكم الأفلاق والجيوش البوهيمية والجيوش الألبانية بقيادة إسكندر بك. ومع ذلك لم يأت الألبان لأن جُريج برانكوڤيتش حليف العثمانيين ووالد زوجة السلطان مراد الثاني، قد احتجزهم ومنع مرورهم.[21][22][23][24]

تعداد القوات المتحاربة

نُصُب تذكاري للكاهن والدپلوماسي والجندي الپولندي "يان دوغوش" (1415م - 1480م) بمدينة كلوبوك (Kłobuck) بجنوب پولندا، وهو يُعتبر أول مؤرخ پولندي. بالغ "يان دوغوش" المعاصر للمعركة في تأريخه لعدد العثمانيين المنتصرين في معركة كوسوڤو الثانية بعشرة أضعاف الصليبيين، لكي يُبرر تلك الهزيمة النكراء، ولم يوافقه في ذلك أي مؤرخ آخر.

تُشير المصادر - على اختلافها - بتباين كبير في تعداد الجيشين وحصر القتلى. بالغ المؤرخون الغربيون في تعداد الجيش العثماني، لإخفاء مرارة الحدث العظيم والخسارة الفادحة للصليبيين.

كتب المؤرخ المجري پالوسفالڤي (بالمجرية: Tamás Pálosfalvi)‏ أنه من المستحيل حساب حجم جيش هونياد بالضبط.[25] ومع ذلك، في رأيه، كان هذا أكبر جيش أثاره هونياد على الإطلاق ضد العثمانيين.[26][27]

المصادر المجرية:

  • كان تعداد الصليبيين حوالي 15,000 خيّال، 8,000 فارس، 6,000 من المشاة.
  • كان تعداد العثمانيين حوالي 7,000 جندي إنكشاري، 10,000 من فرسان سپاهية الأناضول والروملي، و10,000 من فرسان الآقنجيّة، و 10,000 من جنود العزب (المشاة الخفيفة غير النظاميين).
  • قتلى الصليبيين حوالي 15,000 محارب.
  • قتلى العثمانيين، غير معروف.

مصادر غربية أخرى:

  • كان تعداد الصليبيين من 22,000 إلى 30,000 محارب، منهم 5,000 من الپولونيين، 4,000 من الأفلاق و 3’000 من مولدوڤيا.
  • كان تعداد العثمانيين من 40,000 إلى 60,000 محارب.
  • خسائر الصليبيين من 6,000 إلى 17,000 محارب بين مقتول ومأسور. [28][29][30]
  • قتلى العثمانيين 4,000 محارب. [28]

المصادر العثمانية:

  • كان تعداد الصليبيين حوالي 60,000، وفي مصادر: 100,000.[31]
  • كان تعداد العثمانيين حوالي 40,000.
  • قتلى الصليبيين حوالي 17,000، وفي مصادر: وأُسر الباقي. [31]
  • قتلى العثمانيين، غير معروف، وفي مصادر:4000. [31]
جدول التقييمات المختلفة لتعداد الجيشين في معركة قوصوه الثانية
المصدر جيش هونياد جيش العثمانيين مجموع الجيشين ملاحظات
أنطونيو بونفيني Antonio Bonfini (1427م-1502م)

مؤرخ البلاط لملك المجر وبوهيميا "ماتيا كورفينو"

22,000 [32] لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
يان دوغوش (1 ديسمبر 1495م - 19 مايو 1480م)
كاهن پولندي ودبلوماسي وجندي.
يُعتبر أول مؤرخ پولندي.
ما لا يقلُّ عن 30,000
(منهم 12,000 قتيل و 15,000 أسير) [32]
360,000[33] 390,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين 10 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
يوهانس دي ثوروتش Johannes de Thurocz

(حوالي1435م - 1488م أو 1489م) مؤرخ مجري ومؤلف الكتاب اللاتيني Chronica Hungarorum ("تاريخ المجريين")، وهو العمل الأكثر شمولاً في القرن 15 عن المجر وأول تاريخ للمجر كتبه شخص عادي.

مايزيد قليلاً عن 24,000 [33] 200,000[33] 224,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين 8 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
يوحنا لينكلافيوس Johannes Leunclavius

(حوالي 1533م/1541م-1594م)

50,000 - 60,000[33] لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
في رسالة من المبعوث الفرنسي في القسطنطينية، بتاريخ 8 ديسمبر 1448م، إلى دوق بورغوندي 40,000 [33] 400,000[33] 440,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين 8 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
في رسالة بتاريخ 25 نوفمبر 1448م
إلى البابا بيوس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1458م
70,000 [33] 200,000[33][34] 270,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين 3 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م)
مؤرخ بيزنطي يوناني من أثينا، اشتهر بتقديم عروضه للتاريخ في عشرة كتب، والتي تسجل 150 عامًا الأخيرة من الإمبراطورية البيزنطية.
51,000
(منهم 47,000 فارس و 4,000 مشاة) [33]
15,000 ولكن جوزيف فون هامر يُشير إلى أن هذا خطأ الشخص الناسخ، [34][35] فيرفعها إلى 150,000[33] 201,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين 4 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
جوزيف بانلاكي (14 فبراير 1863م - 12 أكتوبر 1945م)

ضابط ومؤرخ عسكري، كتب أحد أعظم الأعمال في التاريخ العسكري المجري، مؤلف من 24 مجلدًا للتاريخ العسكري للأمة المجرية.

24,000 150,000 - 200,000 174,000 - 224,000 بالغ في إظهار عدد العثمانيين ما بين 6 إلى 8 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
لاجوس كيس (مارس 1881م - 2 فبراير 1965م)

عالم إثنوغرافي (عِلم الأعراق)

ما لا يقلُّ عن 150,000[33] لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
جوزيف فون هامر - برجشتال (1774م-1856م)

مستشرق نمساوي.

50,000 لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
  • جون بانيل بيوري (1927م-1861م) (1861-1927) مؤرخ وكاتب ولغوي بريطاني، أستاذ بجامعة كمبردج نشر نصوصا بيزنطية كما نشر كتاب إدوارد جيبون: "اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وسقوطها".
  • هنري ميلفيل جواتكين (30 يوليو 1844م - 14 نوفمبر 1916م) عالم لاهوت إنجليزي ومؤرخ كَنَسِي، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ الكنسي في جامعة كامبريدج.
  • جيمس پاوندر ويتني (30 نوفمبر 1857م - 17 يونيو 1939م) كان مؤرخ كَنَسِي بريطاني، رُسِّم كاهنًا أنجليكانيًا عام 1895م. كان أستاذًا للتاريخ الكنسي في كُلِّيَّة كينجز كولدج. وكان أستاذًا للتاريخ الكنسي في جامعة كامبريدج، ومحررًا مشتركًا لكتاب "تاريخ العصور الوسطى في كامبريدج".
24,000

(منهم 8000 من الأفلاق و 2000 ألماني)

100,000 124,000 بالغوا في إظهار عدد العثمانيين 4 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
فلاديمير تشوروڤيتش (27 أكتوبر 1885م - 12 أبريل 1941م)

مؤرخ صربي وأستاذ جامعي ومؤلف وأكاديمي.

70,000 لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
مصطفى سيزار (1920م - 3 ديسمبر 2009م)، مؤرخ تركي. 50,000 - 60,000

(منهم25,000 مجري و 8000 من الأفلاق، ومفارز ألمانية وپولندية وبوهيمية وصقلّية)

لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي (23 أغسطس 1888م - 10 أكتوبر 1977م) أكاديمي ومعلم وسياسي ومؤرخ تركي، يُعتبر من الأسماء التي قدمت مساهمات مهمة في التاريخ العثماني بدراساته. 90,000 100,000 190,000
يلماز أوزتونا (20 سبتمبر 1930م - 9 فبراير 2012م) كاتب ومؤرخ وصحفي تركي، من أشهر مؤلفاته والتي تُرجمت إلى اللغة العربية كتاب «تاريخ الدولة العثمانية».[36][37][38][39][40][41][42] 100,000 لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين

المعركة

العربة المُحصنة المتحركة للهوسيين، رسم من القرن الخامس عشر.
نسخة حديثة مُعاد تصنيعها من العربة المُحصنة المتحركة للهوسيين.
أمثلة على "حصن العربات المتحركة" (بالألمانية: Wagenburg).

قبل بدء المعركة، أرسل السلطان مراد مبعوثًا إلى هونياد يعرض السلام ولكن هونياد رفض، وعاد المبعوث إلى السلطان بلا شيء.[43]

كان تعداد القوات الصليبية يتراوح بين 22000 و 30000 صليبي، [44][45] وواجهوا جيشًا عثمانيًا يصل إلى حوالي 60,000 جندي.[46][47] وهناك اختلاف كبير جدا بين المصادر في تقييم تلك الأعداد، كما تقدم تفصيله.

بحسب المؤرخين العثمانيين، كان الجيش العثماني مسلحًا بالبنادق والمدافع. [43] وكان الصليبيون مقسمو إلى 38 كتيبة، معظمها لا تعرف إحداها لغة الأخرى. [31]

وصلت القوات الصليبية إلى سهل كوسوڤو الذي وقعت فيه قبل نحو 60 عاماً معركة كوسوڤو (الأولى) الأكثر شهرة والتي كانت أيضاً بين الصرب بقيادة الأمير "لازار هربليانوڤيتش" (Lazar Hrebeljanović) والعثمانيين بقيادة السلطان مراد الأول وانتهت بانتصار العثمانيين عام 1389م.

قاد السلطان مراد الثاني بنفسِهِ المدفعية وجنود الإنكشارية في المعركة.

كان العثمانيون قد اتخذوا بالفعل مواقعهم يوم 16 أكتوبر عندما ظهر هونياد في "سهل كوسوڤو"، فاحتل فرسانه التلال وحصّنوا هذه المواقع "بحصن مركبات الحرب الهوسية".

اصطف الجيشان متقابلين في ذلك اليوم، وبدأت المعركة في اليوم التالي.

استمرت المعركة لمدة ثلاثة أيام، قاد فيها السلطان مراد الثاني بنفسِهِ المدفعية وجنود الإنكشارية، وفقا لحفيد الشيخ بدر الدين محمود (1359م-1420م) الذي شارك شخصياً في هذه المعركة، بينما أسند قيادة قوات الأناضول بالجناح الأيمن للجيش العثماني لابنه وخليفته في المستقبل: السلطان محمد الفاتح وهو ابن 16 عاماً ليواجه معركة حربية للمرة الأولى في حياته.

قاد هونياد قلب الجيش الصليبي في المعركة بينما كانت ميمنة الصليبيين تحت قيادة الأفلاق، أما المجريون فكانوا يمتلكون مدافع طويلة المدى.

قبيل المعركة 16 أكتوبر

وقف الجيشان لمدة يوم ونصف مقابل بعضهما البعض ينتظرون، وكان هذا التأخير في صالح العثمانيين لأن غالب جنودهم في الصفوف كان عليهم تدريع خفيف، بينما كان في جيش هونياد العديد من الفرسان المدرعين بشدة يرتدون دروعاً ثقيلة وقد وجدوا صعوبة في الانتظار لفترة طويلة. ولذلك كان هونيادي هو أول من بدأ المعركة في نهاية الأمر.[48][49]

اليوم الأول من المعركة 17 أكتوبر

"حزام السرج" يربط خصر الجواد بالسرج كما يظهر في الصورة خلف الركاب المتدلي. خلال نزال فردي قبل بدء المعركة، سقط الفارس المجري عن جواده فاستبشر العثمانيون واعتبروها بُشرى النصر، بينما انقطع "حزام سرج" الفارس العثماني "إلياس" فلم يُجهز على المجري.
فارس عثماني من الآقنجيّة يُسقط فارس مجري من على جواده ويجرّه بالحبل. من مخطوطة "سليمان نامه" المُزخرفة، متحف قصر طوب قابي في اسطنبول.

في اليوم التالي، 17 أكتوبر 1448م، لم يقم أحد بأي إجراء نشط حتى الظهر، [50] ثم اُفتُتحت المعركة بتصادمات خفيفة.

بعد تشكيل القوات المتحاربة في أماكنها مباشرة، انطلق أحد الفرسان المجريين من صفوفه وتحدى العثمانيين لنزال فردي فقبلوا التحدي وتقدم منهم محارب عثماني يٌدعى "إلياس" واشتبك المتحاربان. وخلال المبارزة سقط الفارس المجري عن حصانه وفي نفس الوقت انقطع حزام السرج الذي يربط خصر جواد إلياس، فانزلق سرجه إلى ذيل الحصان، وبالكاد تمكن إلياس من البقاء على السرج ولم يستطع الإفادة من سقوط المجري عن جواده. عاد كلا المتبارزين إلى مواقعهما دون معرفة من هو الأقوى، ولكن العثمانيين اعتبروا سقوط المجري عن جواده بمثابة بشرى الانتصار.[51][52]

في فترة ما بعد الظهر، هاجم هنيادي الأجنحة العثمانية بسلاح فرسان مختلط (خفيف وثقيل)، [50] مما تسبب في خسائر كبيرة من الجانبين، إلا أن ذلك الهجوم لم يؤثر بشكل كبير على نتيجة المعركة. [51] اجتمع هونياد بمجلس الحرب بعد انتهاء القتال لمناقشة كيفية المضي قدما، [51] وبناءً على نصيحة منشق عثماني يُدعى داود، وكان يُعتبر أميرًا عثمانيًا، قرر هونياد مهاجمة العثمانيين في منتصف الليل. تفاجأ الإنكشاريون بذلك الهجوم الليلي ولكنهم استطاعوا رغم ذلك الرد على المهاجمين، فأدرك هونياد أن استمرار الهجوم سيكون بلا جدوى فأعاد مع الفجر مفارزاه المتعبة إلى مواقعهم الأصلية ولم يحرز تقدماً في المعركة. [51]

هناك أكثر من رواية لتسلسل بدء العمليات العسكرية:

الرواية الأولى:

بدأت المعركة بهجوم من هونياد بفرسان مختلطة: خفيفة وثقيلة مُدرعة على جانبيّ الجيش العثماني الميمنة والمسيرة.

ظلَّ جناحي الجيش العثماني الميمنة والميسرة اللذان يتكونان من جنود من الروملي ومن الأناضول يتلقون الهزائم ويتراجعون عن مواقعهم في المعركة الدائرة مع الصليبيين بدون أن ينكسروا، حتى وصلت الفرسان الخفيفة العثمانية لتعزيزهما، فاندحرت الأجنحة الصليبية وانكسرت لاحقًا وتراجع الناجون منهم إلى القوة الرئيسية لهونياد في قلب الجيش الصليبي.

الرواية الثانية:

الرواية المجرية: بدأ اليوم بهجوم فرسان السپاهية على المجريين الذين أوقفوا ذلك الهجوم إلا أنهم لم يستطيعوا القيام بهجوم مضاد نظراً لقوة المشاة العثمانيين.

اندلع الذعر في سلاح الفرسان المجريين عندما خبروا استحالة اختراق قلب الجيش العثماني مما أدى إلى فرار أجنحة الجيش المجري من المعركة.

الرواية المشتركة لما بعد ذلك:

عندما رأى هونياد هزيمة جناحيه هاجم قلب الجيش العثماني بقوته الرئيسية المؤلفة من الفرسان المُدرعة والمشاة الخفيفة ولم ينجح جنود الإنكشارية في صد ذلك الهجوم وأحرز الفرسان الصليبيون تقدما في قلب الجيش العثماني حتى تم إيقافهم عند مضارب "المعسكر العثماني" واستحكامات السلطان.

عندما أُوقف الهجوم الصليبي الرئيسي، أعاد المشاة العثمانيون تجميع صفوفهم ودفعوا بنجاح الفرسان المجريين للخلف، وبذلك استطاع العثمانيون التغلب على سلاح الفرسان الخفيفة الصليبية الذين أصبحوا بدون دعم وحماية من فرسانهم المُدرعة، فتراجعت القوات المجرية إلى معسكرهم تاركين المشاة ليتم قتلهم من قبل العثمانيين، وأثناء التراجع قتل رجال القنص العثمانيون الإنكشارية مُعظم النبلاء المجريين.

إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي، مؤرخ تركي أرّخ لعدد الجيشين المتحاربين في معركة كوسوڤو الثانية بحوالي 90,000 صليبي مقابل 100,000 عثماني. يتوافق هذا التقدير مع شراسة المعركة التي استمرت ثلاثة أيام لتكافؤ المتحاربين، مخالفاً المؤرخين الغربيين الذين بالغوا بتدوين أضعاف عدد العثمانيين كي يُبرروا هزيمة الصليبيين النكراء. جاء تقييمه قريبا مما سُجِّل في رسالة بتاريخ 25 نوفمبر 1448م إلى بيوس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

في مساء اليوم نفسه، داهمت قوات هونياد العثمانيين في الليل، لكن تم صد هذا الهجوم، وفي خلال تلك الليلة أطلقت المشاة العثمانية القذائف على المجريين الذين ردوا عليهم بالمدافع.

اليوم الثاني من المعركة 18 أكتوبر

في اليوم التالي من الحرب، يوم 18 أكتوبر، بدأ الهجوم الرئيسي في صباح اليوم الثاني واستمر حتى المساء ولكن لم يستطع أي من الجانبين أن يحسم المعركة لصالحه.[53]

راية جنود الإنكشارية العثمانيين، ويظهر عليها رمز السيف ذو الفقار.

هاجم الصليبيون جناحي الجيش العثماني في الميمنة والميسرة بوقتٍ واحدٍ، [26] فأمر السلطان مراد الثاني قوات قلب الجيش العثماني من العزب والإنكشارية بالثبات وعدم الهجوم وأمر بسحب قوات الميمنة والميسرة بخداع تكتيكي. يرى المؤرخون الغربيون أن المجريون قد أجبروا فرسان جناحي الأناضول والروملي العثمانيين على التراجع، في حين أن هذا الخداع التكتيكي قد أوقع المجريون لاحقاً تحت حصار العثمانيين وضربات سيوفهم.[54]

عندما رأى هونياد انسحاب أجنحة الجيش العثماني، هاجم قلب الجيش العثماني بكل قواته معتقداً أن العثمانيين ينسحبون من الحرب. كان ذلك الانسحاب خداع من السلطان مراد الثاني الذي أمر عندها القوات المرتكزة في القلب بالتراجع أيضاً ليسمح بدخول الصليبيين وسط الجيش العثماني ثم انطلقت فرسان الأناضول والروملي الموجودة على الأجنحة اليمنى واليسرى للعثمانيين بالكرّ سريعاً من الجانبين حتى حصرا الصليبيين وسط دائرة بمناورة مفاجئة وسريعة، فأعمل العثمانيون القتل في الصليبيين المحصورين من كل الجوانب.

سحق سلاح فرسان الروملي بقيادة طرخان بك الجناح الأيمن لهونياد.

وفقا للمؤرخ البيزنطي لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م)، هاجم طرخان بك مع فرسان الآقنجية الجناح الأيسر للصليبيين من الخلف على الجانب الذي كانت فيه قوات الأفلاق، ولكن هذا الحدث المنسوب إلى يوم 19 أكتوبر، إما أن يكون قد وقع يوم 18، أو أن يكون محض كذب من المؤرخ. [54]

أرسل حاكم الأفلاق رجاله إلى السلطان مراد للتفاوض مع الصدر الأعظم: خليل باشا الجاندرلي الصغير. وفي لحظة حرجة من المعركة، انحاز 8000 أفلاقي ووقفوا مع العثمانيين بشكل غير متوقع بالنسبة لهونياد. كانت خسارة 8000 مقاتل من التحالف الصليبي، وزيادة جيش العثمانيين بنفس العدد، إضافة إلى القوات الصليبية التي ضُربت من الخلف، حاسمة في جريان المعركة. تعرض المجريون للهجوم من الأمام ومن الخلف، لكنهم تمكنوا من إعادة تجميع صفوفهم واستعادة خنادقهم.

القيصر فريدريك الثالث ابن إرنست الحديدي دوق النمسا من آل هابسبورغ وحاكم مقاطعات ستيريا وكارينثيا وكارنيولا التي تمثل الأجزاء الرئيسية من دوقية النمسا الداخلية، سلَّم حُكم المجر من هونياد الذي كان وصياً على عرش المجر إلى الملك الطفل اليافع "لاديسلاوس اليتيم" عام 1452م، بعد هزيمة معركة كوسوڤو الثانية 1448م.

وبحلول المساء، جمع هونياد قادة المفارز وأمر الألمان والمدفعية بالوقوف أمام المكان الذي احتله العثمانيون والإنكشارية في المعركة، لإعداد خطة وطريق الهروب. [53][55][48][52]

هرب هونياد من المعركة مُدركًا أن جيشه سيُهزم لا محالة، تاركاً جيشه بدون خطة انسحاب أو قيادة، وتاركاً المشاة الصليبيين لمصيرهم المحتوم، كما فعل سابقاً في معركة ڤارنا 1444م حين فرّ من ساحة المعركة ببعض الصعوبة ونجا يومها من الوقوع في الأسر. إلا أنه هذه المرة سيَقبِضُ عليه برانكوڤيتش أثناء مروره بالأراضي الصربية محاولا العودة إلى دياره.

اليوم الثالث من المعركة 19 أكتوبر

في صباح اليوم الثالث قام العثمانيون بالهجوم النهائي الذي دمَّرَ بقية الجيش المجري، ودمروا فلول الجيش المجري. شن الإنكشاريون هجومًا على "العربات المُحصنة المتحركة للهوسيين"، والذي دافع عنه الألمان والبوهيميون ببسالة بعد أن هجرهم قائدهم وفرّ من المعركة، حتى قُتلوا جميعًا تقريبًا.[56][51]

تغلب العثمانيون على آخر المتاريس التي أقامتها القوات الصليبية في معسكرها وأسر العثمانيون العديد من الصليبيين، وأسفرت الحرب التي استمرت يومين ونصف عن انتصار حاسم للجيش العثماني.

كانت شراسة القوات العثمانية والصربية شديدة ومُعادية للصليبيين، مما تسبب في فرار الكثيرين من الصليبيين من وجه العثمانيين في أرض المعركة، فطاردوهم وقتلوا وأسروا منهم أثناء هروبهم.

هروب هونياد والصليبيين

اختلاف التأريخ الصربي والمجري:
المؤرخ الصربي فلاديمير تشوروڤيتش (في الصورة)، قدّم وثيقة تاريخية تُفيد بأن جُريج برانكوڤيتش لم يرغب في تسليم يوحنا هونياد الأسير لديه إلى السلطان مراد الثاني، وذلك عكس ما ذكره المؤرخ المجري بانلاكي بأن برانكوڤيتش عَرَضَ على السلطان مراد الثاني تسليمه إليه، ولكن السلطان رفض.

بعد صدمة الهزيمة المروعة بالصليبيين، فرّ جيش هونياد المهزوم في اتجاهات مختلفة، فهرب البعض إلى إمارة زيتا الصربية في البلقان جنوب البوسنة، والبعض إلى راغوزا في دالماسيا، وهرب البعض مثل هونياد نفسه إلى أراضي صربيا.

تم القبض على هونياد الذي فر من المعركة وحاول المرور خلال الأراضي الصربية، فقبض عليه جُريج برانكوڤيتش وسجنه، ولم يتم تسليمه إلى السلطان مراد الثاني بسبب الإجراءات النشطة التي قام بها النواب المجريون. وكان هونياد قد هرب من ساحة المعركة متنكّراً في زيّ جندي بسيط ولكن قبض عليه الصرب في وقت لاحق وأبلغوا برانكوڤيتش الذي لم يسمح له بالمرور في أراضيه.

هروب هونياد وسجنه

وفقًا لوثيقة ملك بوهيميا ودوق النمسا الملك ماتياس كورڤينوس ابن يوحنا هونياد، فإن أباه هونياد قد رافقه في رحلة هروبه من كوسوڤو الكونت مارتن فرانكوپان (Martin II Frankopan) (توفي 1479م) مع مائتي فارس، ولكن الديسپوت الصربي برانكوڤيتش أمر بالسماح لجميع اللاجئين بالمرور بحرية، باستثناء هونياد، الذي أمر بالقبض عليه، حيث اعتبره مسؤولاً عن جميع الأضرار والسرقات التي قام بها جيشه على الأراضي الصربية.

اختبأ هونياد أثناء رحلة هروبه للعودة إلى موطنه، وتسلل ليتخفى عن أعين الناس، واضطر للتخلص من حصانه لكي لا يُعرف، وحارب اللصوص على الطريق وقطّاع الطرق، واضطر إلى التسول للحصول على الطعام.

خلال إحدى محطاته بالقرب من كلادوڤو (Kladovo) بشرق صربيا، تم التعرف عليه واقتياده إلى العصمة الصربية سمندرية، حيث تم سجنه.

تضارب التأريخ الصربي والمجري

المزيد من الأحداث موصوفة بشكل مختلف ما بين التأريخ الصربي والمجري. قدّم المؤرخ الصربي فلاديمير تشوروڤيتش (1885م-1941م) وثيقة تاريخية تُفيد بأن جُريج برانكوڤيتش لم يرغب في تسليم يوحنا هونياد الأسير لديه إلى السلطان مراد الثاني، فقد احتجزه فقط وتفاوض معه على شروط مواتية للحصول على فدية. وعلى العكس من ذلك، كتب المؤرخ المجري بانلاكي (1863م-1945م) (بالمجرية: Bánlaky József)‏ المُعاصر لفلاديمير، أنه وفقًا لمعلومات الكُتَّاب المعاصرين للمعركة، عرض برانكوڤيتش على السلطان مراد الثاني تسليم العدو المأسور إليه، ولكن السلطان مراد رفض.

خسائر المعركة

وفقًا للمؤرخ النمساوي يوهان كريستيان فون إنجل من الإمبراطورية النمساوية فقد قُتل 9000 مجري، وهذا الرقم متوافق مع ما ذكره أنطونيو بونفيني (1427م-1502م) ومؤلفو تاريخ كامبريدج للقرون الوسطى.

تقييمات المؤرخين

وفقًا لمعظم المؤرخين، فإن جيش هونياد قد فقد 17 ألف شخص في المعركة. [52][35][55]

وفقًا للمؤرخ الإيطالي أنطونيو بونفيني (1427م-1502م)، ذكر السلطان مراد الثاني في رسالته إلى مدينة كورنثوس اليونانية أن 8000 مجري قد قُتلوا في المعركة. [35]

وفقًا للمؤرخ النمساوي يوهان كريستيان فون إنجل من الإمبراطورية النمساوية فقد قُتل 9000 مجري.

اعتبر مؤلفو تاريخ كامبريدج للقرون الوسطى، أن الرقم 8000 أكثر واقعية، مضيفين أن زهرة النبلاء المجريين قد قُتلوا في تلك المعركة. [34]

كما أفاد يوهان إنجل دون الإشارة إلى أي مصدر، بأن السلطان مراد قد أعدم 6000 من الأفلاق الذين انحازوا إلى جانبه وأطلق سراح رئيسهم والبقية الباقية منهم على وعدٍ بدفع الجزية وتقديم فيلق عسكري كل عام للخدمة في الجيش العثماني. ذكر يوهان إنجل أن قوام هذا الفيلق مابين 700 إلى 300 جندي مشاة و400 من سلاح الفرسان. خالفه المستشرق النمساوي جوزيف فون هامر، وذكر أن ذلك الفيلق مكوّن من سبعة آلاف محارب.

هذا التضارب الضخم في تأريخ عدد أفراد الفيلق بسبعة أضعاف بين النمساويين المعاصرين لبعضهما في الزمان والمكان وقد توفر لهما نفس المصادر المتاحة، المؤرخ يوهان إنجل (1770م1814م) والمستشرق جوزيف فون هامر (1774م-1856م)، ليس له مجال للتقدير الشخصي ولكنه يلابد أن يعتمد على مصدر تاريخي بحسب أصول التأريخ، وعليه، تظهر عدم المسئولية التاريخية وإنحياز المستشرقين ومنهم جوزيف فون هامر سالف الذِكر، خاصة وأنه قد رفع أيضاً تقييم عدد الجيش العثماني من 15 ألف بحسب تقدير المؤرخ البيزنطي اليوناني لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م) المعاصر للمعركة، إلى 150 ألفاً، متعللاً بتصحيف وخطأ في النسخ بدون تقديم أي دليل، لكي يبرر الهزيمة المدوية للصليبيين.

جوزيف فون هامر، مستشرق نمساوي، رفع تقدير المؤرخ البيزنطي لاونيكوس تشالكوكونديلوس الذي عاصر المعركة، لتعداد الجيش العثماني: من 15 ألف إلى 150 ألفاً بعد مرور 400 عام على المعركة، متعللاً بخطأ في النسخ وبدون تقديم أي دليل.

ومن ناحية أخرى، فإن عدم ذكر يوهان إنجل لأي مصدر تاريخي حول خبر إعدام السلطان لمن انحازوا إليه من الأفلاق، خاصة عدم ورود ذلك الخبر في المصادر السابقة عليه خلال 400 عام بعد المعركة، ينفي هذا الخبر بالكلية ويشكك بمصداقية روايات إنجل كمؤرخ محايد.

استشهد "محمد نشري" (1450م - 1520م) (بالتركية: Mehmed Neşrî)‏ المؤرخ العثماني المولود بعد المعركة بعامين، بأرقام بعيدة كل البعد عن الواقعية: "حاولوا إحصاء عدد القتلى، لكنهم تمكنوا من استنتاج أن هناك 80-90 ألف جثة. كان من المستحيل حساب القتلى بدقة: الجبال والصخور والحقول والصحراء، كل شيء، كان مليئا بالموتى، ومن بينهم وجدوا فقط 15 مسلمًا مقتولاً".[57]

قتلى المعركة

  • قُتل النبيل "يوحنا سزكيلي" (John Székely de Szentgyörgy) بان كرواتيا (من 1446م-1448م) وصهر يوحنا هونياد (أخو زوجته) في اليوم الثاني للمعركة، 18 أكتوبر 1448م، وكان هو قائد ميسرة الجيش الصليبي.
  • قُتل النبيل "فرانكو تالوتشي" (بالمجرية: Tallóci Frank)‏ الذي حارب العثمانيين في معركة ڤارنا 1444م وكان وقتها هو بان كرواتيا (من 1444م-1446م)، ثم فرّ بعد الهزيمة يومها.
  • قُتل النبيل "بيبك إمرة" (Bebek Imre) ڤويڤود ترانسيلڤانيا.
  • قُتل النبيل "ماركالي إمرة" (Marcali Imre).
  • قُتل النبيل "زيكسي تاماس" (Szécsi Tamás).

آثار ما بعد المعركة

لم تستطع دول البلقان المسيحية مقاومة العثمانيين بعد هذه الهزيمة النكراء، وانضوت في النهاية تحت سيطرة الدولة العثمانية.

بسبب فشل الحملة الصليبية السادسة التي نظمتها الدول المسيحية ضد الإمبراطورية العثمانية، قبلت الدول الأوروبية وجود العثمانيين في البلقان واستمروا في موقف المدافعين حتى حصار فيينا الثاني عام 1683م، وبذلك ضمنت الدولة العثمانية أمن المنطقة حتى ضفاف نهر الدانوب.

"عانى مثل يوحنا (هونياد) في كوسوڤو"
—مَثَل شعبي بَلقاني

بعد المعركة، قبض جُريج برانكوڤيتش على هونياد أثناء مروره بأراضيه في رحلة هروبه للعودة إلى وطنه، ولم يُفرج عنه حتى اتفقا في نهاية شهر نوڤمبر بعد أيام عديدة من المناقشة على شروط الإفراج التالية:

  1. نسيان ونبذ العداوة القديمة بينهما. [55]
  2. تعهد هونياد بعدم مهاجمة إقطاعات برانكوڤيتش في المجر، وفي المستقبل، لن يمر الجيش المجري عبر صربيا إلا بناءً على دعوة أو لمساعدة الصرب، [55] وتتعهد المجر بمساعدة صربيا ضد أعدائها. [55][48]
  3. دفع فدية قدرها 100,000 فلورين لبرانكوڤيتش، [55][48] ثمن الأضرار التي ألحقها جيشه بصربيا، ويُطلق المجريون على هذا الاتفاق بأنه ليس تعويضًا عن الضرر، بل فدية. [55][58][24]
  4. عودة جميع الممتلكات والأراضي التي كانت مملوكة سابقًا للديسپوت الصربي برانكوڤيتش واستلبها هونياد من برانكوڤيتش عام 1444م، ستُعاد إلى الديسوپت. [55]
  5. وتم التعاقد على تزويج وريث هونياد من ابنة برانكوڤيتش، [59][55] وأن يبقى هذا الوريث المستقبلي رهينة عند الديسپوت برانكوڤيتش حتى يفي والده بوعوده. [20]
عملة نقدية حديثة بقيمة 1000 فورنت مجري، عليها صورة الملك ماتياس كورڤينوس ابن يوحنا هونياد، الذي أظهرت وثائقه أن أباه هونياد قد فرّ من المعركة بصحبة الكونت مارتن فرانكوپان ومائتي فارس، وعندما مرّ بالأراضي الصربية، ألقى برانكوڤيتش ديسپوت صربيا القبض عليه وسمح للآخرين بالعبور في أراضيه بحرّية.
الإمارات الدانوبية الثلاث (مقاطعات رومانيا الحديثة): الأفلاق (والاشيا) والبغدان (مولدافيا) والأردل (ترانسيلفانيا) لم تستطع بعد معركة كوسوڤو الثانية مقاومة تغلغل العثمانيين.

خلال الفترة المتبقية من حكم هونياد، نجح في الدفاع عن مملكة المجر ضد الحملات العثمانية، حتى عُزل من منصبه وصادر جُريج برانكوڤيتش جميع إقطاعياته، وبهذا أُنهيت السيادة المجرية على صربيا، ومنذ ذلك الحين أصبح جُريج برانكوڤيتش يعتمد بالكامل على النعمة العثمانية.

بعد انتصار العثمانيين في كوسوڤو، خرجوا بحملة عسكرية جديدة لتأديب إسكندر بك الذي أعلن استقلاله في ألبانيا وواصل مقاومته بنجاح حتى وفاته عام 1468م، وبعد عشر سنوات أصبحت البلاد كلها تحت السيطرة العثمانية الكاملة عام 1478م.

على الرغم من حقيقة أن إسكندر بك استمر في مقاومته في ألبانيا حتى وفاته عام 1468م، إلا أن نضاله أدى إلى تأجيل النتيجة الحتمية - وبعد عشر سنوات أصبحت البلاد تحت السيطرة العثمانية الكاملة.

على الرغم من أن الهزيمة في المعركة كانت خطوة إلى الوراء بالنسبة للصليبيين الذين قاوموا الفتح العثماني لأوروپا في ذلك الوقت، إلا أنها لم تشكل "ضربة قاضية للقضية"، حيث ظل يوحنا هونياد قادرًا على إبقاء المقاومة المجرية نشطة ضد العثمانيين بقية حياته، وبلغت ذروتها بالفوز في معركة حصار بلغراد عام 1456م عندما هجمت المملكة المجرية على مخيم العثمانيين مما أفضى إلى قتلى وجرحى فقرر السلطان محمد الفاتح فك الحصار والانسحاب.

لم تكن دول البلقان المسيحية قادرة على مقاومة العثمانيين بعد هذه الهزيمة المروعة، وفي النهاية سقطت كلها تحت السيطرة العثمانية. ورغم ذلك، تمكن هونيادي حتى نهاية عهده من الدفاع بنجاح عن المجر من سيطرة العثمانيين.

من المؤكد أن نتائج معركة كوسوڤو الثانية كانت أكثر ضررًا على صربيا والإمارات الدانوبية (الأفلاق والبغدان والأردل) التي لم تستطع بعد تلك الهزيمة مقاومة تغلغل العثمانيين الذين كانوا على وشك التغلب على القسطنطينية بعد المعركة بخمس سنوات، حتى أتمُّوا فتح القسطنطينية عام 1453م.

صورة لنهر "سيتنيكا" (Sitnica) الذي ذكره المؤرخ "أنطونيو بونفيني": "لم يكن نهر سيتنيكا يفيض بالأسماك، بل بجثث الموتى". أُصيب "سهل كوسوڤو" بالطاعون بعد المعركة مباشرة لدرجة أنه كان من المستحيل العيش فيه لسنوات طويلة.

الآثار الديموغرافية للمعركة

  • بعد المعركة مباشرة، أُصيب "سهل كوسوڤو" بالطاعون لدرجة أنه كان من المستحيل العيش فيه لسنوات طويلة وهو الذي كان منطقة خصبة.
  • في وقت لاحق غادر السكان الصربيون كوسوڤو وحل محلهم عدد كبير من الألبان (الأرناؤوط) الذين ما زالوا يعيشون هناك.
  • على الرغم من أن الصرب لم يشاركوا في معركة كوسوڤو الثانية، إلا أن هذه المعركة ساهمت على الأرجح في تشكيل الأسطورة الوطنية الصربية حول "معركة كوسوڤو".
  • تحققت أسلمة كامل دول شبه جزيرة البلقان خلال القرنين التاليين.

المعركة في التراث الشعبي البلقاني

    تتكون الأغاني الشعبية البلقانية الرثائية عادةً من 15 إلى 16 مقطعاُ لفظياً (بيتاً)، مع التوقف عند منتصف بيت الشعر السابع أو الثامن، وقطع سَير الإيقاع في منتصف بيت الشعر تقريبًا، لتسهيل قراءته وتجميلها بعد المقطع.
    —الأغاني الشعبية البلقانية

    حُفظت ذكرى هذه المعركة من خلال العديد من الأغاني الشعبية، وخاصة الدالماسية (يقع معظم دالماسيا في كرواتيا الحديثة).

    • يقول الناس في المثل الشعبي: [55]
    • في الملاحم الشعبية الصربية، يُصور هونياد بشكل مشبوه، إذ تُصوِّر أغنية فولكلورية صربية قديمة عن المعركة هونيادَ بأنه "كتهديد للإيمان". في الأغنية الشعبية: يسأل برانكوڤيتش هونياد قبل المعركة ماذا سيحدث بعد انتصار المجريين على العثمانيين قائلاً: "ما مدى إيمانكم بنا؟" ثم يرسل برانكوڤيتش سفيره إلى السلطان مراد بنفس السؤال، فيجيبه السلطان بسؤال آخر: "لقد بنيتُ مسجدًا وكنيسة بجوار بعضكما البعض، فمن يريد الذهاب إلى المسجد؟ ومن يريد الذهاب إلى الكنيسة المقابلة له؟". وهكذا، وفقًا لهذه الأغنية الشعبية، فإنها تُلمح بأن هونياد كاثوليكي متعصب يُهدد الصرب بتحويلهم إلى العقيدة الكاثوليكية في حال ما إذا ما انتصر؛ بينما في المقابل يتعهد السلطان مراد بعدم التدخل في ممارسة الصرب لدينهم التقليدي الأرثوذكسي. وهذا ما يفُسِّرُ في الملحمة الصربية رفض برانكوڤيتش مساعدة المجريين بأنه أراد أن يُحافظ على ديانة الصرب الأرثوذكسية من التحول إلى الكاثوليكية.
    • رغم أن الملاحم الشعبية التراثية الصربية تظهر موقف الديسپوت الصربي برانكوڤيتش بأنه أراد الحفاظ على ديانة الصرب الأرثوذكسية، إلا أن هناك أغاني تراثية أخرى تُقدَّمه على أنه شخص "فاسد وجشع وشرير".

    تأريخ المعركة

    الكاهن الكاثوليكي الإيطالي "يوحنا كابسترانو" أعلن أن جريج برانكوڤيتش: "كافر وخصم للكنيسة الرومانية".
    • ألقى التأريخ المجري بنمط تقليدي باللوم على جُريج برانكوڤيتش بأنه كان سبب فشل الحملة المجرية التي خرج بها يوحنا هونياد. [22]
    • وفقًا للمؤرخ البيزنطي اليوناني لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م) المُعاصر للمعركة، فإن جُريج برانكوڤيتش لم يعتبر الجيش المجري قويًا بما يكفي لهزيمة العثمانيين، فاختار عدم المخاطرة مع الصليبيين بدولته المُستعادة حديثًا بعد أن ردّها له العثمانيون تحت بنود معاهدة أدرنة-سكدين 1444م. [22]
    • المؤرخون الصرب يعتبرون أن رفض برانكوڤيتش المسيحي الانضمام إلى جانب الحملة المجرية الصليبية ومولقفه المناوئة لها، كان بسبب قلقه على صربيا. [22]
    • بحسب المعتقدات التأريخية الكاثوليكية، أُعلن جُريج برانكوڤيتش خائنا: "كافر وخصم للكنيسة الرومانية" كما دعاه بذلك الكاهن الكاثوليكي الإيطالي "يوحنا كابسترانو" (24 يونيو 1386م-23 أكتوبر 1456م)(بالإيطالية: San Giovanni da Capestrano)‏(بالإنجليزية: John of Capistrano)‏(بالصربية: Јован Капистран, Jovan Kapistran) في رسالة إلى البابا كاليستوس الثالث. [60] قاد الكاهن "يوحنا كابسترانو" حملة صليبية وهو بعمر 70 عاماً مع يوحنا هونياد لرفع الحصار العثماني عن بلغراد عام 1456م، [61] فلُقِّب باسم "الكاهن الجندي"، كما أنه لُقِّب أيضاً: "آفة اليهود" لتحريضه على العنف ضد اليهود، [62] وتوفي في 23 أكتوبر1456م بالطاعون الدملي بسبب الظروف غير الصحية السائدة بين جيوش الصليبيين.[61]
    • ذكر الأسقف الكاثوليكي والمؤرخ والسياسي المجري ميهالي هورفاث (بالمجرية: Horváth Mihály)‏ (1809م- 1878م) [51]
    المؤرخ الإيطالي "أنطونيو بونفيني" (1427-1502م) مؤرخ البلاط المجري الذي كتب مؤلفه المعروف: "تاريخ المجر"، ادعى أن جُريج برانكوڤيتش قد كشف عن خطط هونياد للسلطان مراد الثاني، وأنه كان يُخبر السلطان يوميًا بمستجدات حملة الجيش المجري.
    • اعتمد التأريخ المجري من غير نقد نسخة النهضوي والشاعر الإيطالي "أنطونيو بونفيني" (1434-1503م) (Antonio Bonfini) الذي كان مؤرخاً للبلاط المجري وأسند إليه الملك متياس كورڤينوس (Matthias Corvinus) كتابة "تاريخ المجر".[63] لم يدعي "أنطونيو بونفيني" فقط أن جُريج برانكوڤيتش قد كشف عن خطط هونياد للسلطان مراد الثاني، بل أضاف أيضًا أن برانكوڤيتش كان يُخبر السلطان يوميًا بمستجدات حملة الجيش المجري. [64] [65]
    • بناء على رواية "أنطونيو بونفيني"، لم يدخر المؤرخ المجري "لاجوس كيس" (بالمجرية: Kiss Lajos)‏ أي لعنات إلا وصبّها على الديسپوت الصربي برانكوڤيتش، [9] فذكر على سبيل المثال:
    • كما كتب "أنطونيو بونفيني":
    الكاتب والمؤرخ والصحفي التركي: يلماز أوزتونا، ذكر أن الحرب استمرت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وأن الطرفان كانا يملكان المدافع. [31]
    • إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي (23 أغسطس 1888م - 10 أكتوبر 1977م) (بالتركية: İsmail Hakkı Uzunçarşılı)‏ أكاديمي ومعلم وسياسي وعضو پرلماني ومؤرخ تركي، ويُعتبر من الأسماء التي قدمت مساهمات مهمة في التاريخ العثماني بدراساته. أرّخ لعدد الجيشين المتحاربين في معركة كوسوڤو الثانية بحوالي 90,000 جندي من ائتلاف الجيوش الصليبية، مقابل حوالي 100,000 جندي من الجيش العثماني. وهذا التقدير يتوافق مع شراسة المعركة التي استمرت ثلاثة أيام، حيث أنها واحدة من أطول الحروب وأكثرها دموية في أوائل العهد العثماني، مخالفاً بذلك المؤرخين الغربيين الذين بالغوا في تقديراتهم ليُوصلوا الجيش العثماني إلى عشرة أضعاف الجيش الصليبي لكي يُبرروا أسباب تلك الهزيمة النكراء، ولو كانت تلك التقديرات صحيحة لانتهت المعركة في غضون أقل من يوم واحدٍ كما هو حال حروب ذلك العصر. وتقييم المؤرخ إسماعيل حقي لجيش الصليبيين يقارب نفس التقييم الذي قدّره المؤرخ الصربي المعاصر والأستاذ الجامعي والمؤلف الأكاديمي فلاديمير تشوروڤيتش (27 أكتوبر 1885م - 12 أبريل 1941م) الذي أرّخ عدد جيش الصليبيين بحوالي 70,000 جندي.
    • وفقًا لمؤلفي "تاريخ كامبريدج في العصور الوسطى":
    • ذكر الكاتب والمؤرخ والصحفي التركي: يلماز أوزتونا (20 سبتمبر 1930م - 9 فبراير 2012م)، أن الصليبيون كانوا منقسمين إلى 38 كتيبة، معظمهم لا يعرفون لغة بعض، وأن الكتائب قاتلت بشجاعة وخاصة الكتائب المجرية، وكان الطرفان يملُكان المدافع. [31] كانت تلك الحملة هي المحاولة السادسة والأخيرة للصليبيين لإخراج العثمانيين من البلقان، فتحولوا بعدها إلى موقف المُدافع وليس المُهاجم. [31]

    شاهِد

    روابط خارجية

    مصادر

    المراجع

    1. "Battle of Kosovo | Balkans [1448]"، Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2020.
    2. "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع id.loc.gov"، id.loc.gov، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
    3. "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع babelnet.org"، babelnet.org، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
    4. "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع britannica.com"، britannica.com، مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2016.
    5. Bánlaky 1929.
    6. Rogers, Clifford (21 يونيو 2010)، The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology، Oxford University Press، ص. 471، ISBN 9780195334036، مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
    7. Engel.
    8. Cambridge Medieval History 1923.
    9. Kiss (1) 1895.
    10. "نُطق Władysław بالپولندية"، مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2020.
    11. Frashëri 2002
    12. Vaughan, Dorothy Margaret (01 يونيو 1954)، Europe and the Turk: a pattern of alliances, 1350-1700، AMS Press، ص. 62، ISBN 9780404563325، مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2012.
    13. Sedlar, Jean W. (1994)، East Central Europe in the Middle Ages, 1000-1500، University of Washington Press، ص. 393، ISBN 9780295972909، مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2012.
    14. Babinger 1992
    15. Ćorović 1989.
    16. Kenneth, Setton (1997) [1978]، The papacy and the Levant, 1204–1571: The thirteenth and fourteenth centuries، Philadelphia: American Philosophical Society، ج. II، ص. 100، ISBN 978-0-87169-127-9، مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 8 ديسمبر 2010، Scanderbeg intended to go “peronalmente” with an army to assist Hunyadi, but was prevented from doing so by Branković, whose lands he ravaged as punishment for the Serbian desertion of the Christian cause.
    17. "تاريخ الدولة العلية العثمانية"، www.goodreads.com، مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2019.
    18. "Varna Savaşı - Beyaz Tarih"، www.beyaztarih.com (باللغة التركية)، مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 نوفمبر 2019.
    19. "VARNA MUHAREBESİ - TDV İslâm Ansiklopedisi"، islamansiklopedisi.org.tr (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 نوفمبر 2019.
    20. "Bánlaky József - A magyar nemzet hadtörténelme"، mek.oszk.hu، مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 01 مارس 2020.
    21. "Bánlaky József - A magyar nemzet hadtörténelme"، mek.oszk.hu، مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 01 مارس 2020.
    22. "Hadtörténelmi Közlemények 8. évf. 1. sz. (1895.) - EPA"، epa.oszk.hu، مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مارس 2020.
    23. J. b (1923)، Cambridge Medieval History Vol.4، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2020.
    24. Pál؛ Kristó, Gyula؛ Kubinyi, András (06 فبراير 2015)، Histoire de la Hongrie médiévale. Tome II : Des Angevins aux Habsbourgs، Histoire، Rennes: Presses universitaires de Rennes، ص. 187–210، ISBN 978-2-7535-3110-9، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019.
    25. Tamás (24 سبتمبر 2018)، From Nicopolis to Mohács: A History of Ottoman-Hungarian Warfare, 1389-1526 (باللغة الإنجليزية)، BRILL، ISBN 978-90-04-37565-9، مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2022.
    26. Tama��s (2018)، From Nicopolis to Moha��cs: a history of Ottoman-Hungarian warfare, 1389-1526 (باللغة الإنجليزية)، ISBN 978-90-04-37565-9، OCLC 1054264318، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2022. {{استشهاد بكتاب}}: replacement character في |عنوان= في مكان 23 (مساعدة)، replacement character في |مؤلف1= في مكان 5 (مساعدة)
    27. Tamás (20 سبتمبر 2018)، From Nicopolis to Mohács: A History of Ottoman-Hungarian Warfare, 1389-1526 (باللغة الإنجليزية)، Brill، ISBN 978-90-04-37565-9، مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2022.
    28. Antoche 2017، صفحة 273.
    29. Mehmed the Conqueror and His Time by Franz Babinger, page 55 نسخة محفوظة 4 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
    30. Antoche 2017، صفحة 283.
    31. "📖كتاب تاريخ الدولة العثمانية أونلاين PDF 2018"، web.archive.org، 18 أغسطس 2018، مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 مارس 2022.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
    32. "Hadtörténelmi Közlemények 8. évf. 1. sz. (1895.) - EPA"، epa.oszk.hu، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2022.
    33. "A RIGÓMEZEI HADJÁRAT." (PDF)، 1894، مؤرشف من الأصل (PDF) في 30 يوليو 2020.
    34. J. b (1923)، Cambridge Medieval History Vol.4، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2020.
    35. Joseph Freiherr von (1840)، Histoire de L'Empire Ottoman (باللغة الفرنسية)، Parent-Desbarres، مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2020.
    36. كتاب تاريخ الدولة العثمانية، مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 2018.
    37. Gate, Damas، "تاريخ الدولة العثمانية- الجزء الثاني - المكتبة الإسلامية"، www.damasgate.com، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    38. "تحميل كتاب تاريخ الدولة العثمانية PDF مجانا تأليف يلماز أوزتونا | موقع ال كتب PDF"، مقهى الكتب، مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    39. "كتاب الدولة العثمانية / يلماز أوزتونا : — miqat-history"، www.miqat-history.net، مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    40. "تاريخ الدولة العثمانية - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF"، waqfeya.com، مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    41. 2orath (23 أبريل 2014)، "تحميل كتاب تاريخ الدولة العثمانية يلماز أوزتونا pdf"، Faharis، مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    42. "تحميل كتاب تاريخ الدولة العثمانية pdf مجانا ل يلماز أوزتونا | كتب pdf"، Kutub PDF Website، مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017.
    43. UZUNÇARŞILI, Ord. Prof. İsmail Hakkı، "OSMANLI TARİHİ" (PDF)، web.archive.org، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2022.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
    44. Antoche 2017.
    45. Turnbull, The Ottoman Empire 1326-1699, p. 36 "Hunyadi led an army of 24,000 men, including 8,000 Wallachians, but suffered another military defeat without even seeing his Albanian allies."
    46. Bennett, The Hutchinson Dictionary of Ancient & Medieval Warfare, p. 182 "Hunyadi led 24,000 - 30,000 men including 10,000 Wallachians, but should have waited to join Scanderbeg's troops before confronting Murad's force of 40,000."
    47. Sedlar, East Central Europe in the Middle Ages, p. 248 "Hunyadi,who was now the richest landowner in Hungary, had raised an army of 24,000 men from his private resources, including German and Bohemian infantrymen armed with handguns to supplement his Hungarian cavalry. [...]This time the sultan brought on to the field a force of at least 60,000 men including Janissaries with muskets and a contingent of artillery."
    48. "Szalay-Baróti: A Magyar Nemzet Története"، mek.niif.hu، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2022.
    49. "Szalay-Baróti: A Magyar Nemzet Története"، mek.niif.hu، مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2022.
    50. Cezar Mustafa مصطفى سيزار (2010)، Mufassal Osmanlı tarihi : resimli-haritalı. التاريخ العثماني المفصل: خريطة مصورة. (باللغة التركية)، Ankara: Türk Tarih Kurumu Basımevi, 2010. — Vol. 1. — ISBN 9789751623218. (тур.).
    51. "Bánlaky József - A magyar nemzet hadtörténelme"، mek.oszk.hu، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 مارس 2022.
    52. Johan Christian von (1834)، Geschichte des ungarichte des ungarischen Reichs، Wien F. Volke.
    53. Joseph Freiherr von (1840)، Histoire de L'Empire Ottoman (باللغة الفرنسية)، Parent-Desbarres، مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2020.
    54. Pálosfalvi, Tamás (2018)، From Nicopolis to Mohacs: a history of Ottoman-Hungarian warfare, 1389-1526 - From Golubac to Belgrade, 1428–1456 (باللغة الإنجليزية)، Leiden، ص. 77-187، ISBN 978-90-04-37565-9، OCLC 1054264318، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2022. {{استشهاد بكتاب}}: line feed character في |عنوان= في مكان 76 (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
    55. "Vladimir Corovic: Istorija srpskog naroda"، www.rastko.rs، مؤرشف من الأصل في 6 سبتمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 مارس 2022.
    56. "Szalay-Baróti: A Magyar Nemzet Története"، mek.niif.hu، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 مارس 2022.
    57. "Mehmed Neshri, Ogledalo na sveta - 181-210"، macedonia.kroraina.com، مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 14 مارس 2022.
    58. Pál؛ András (06 فبراير 2015)، Chapitre VI. La victoire des ordres. L’époque de Jean Hunyadi (1437-1457)، Histoire، Rennes: Presses universitaires de Rennes، ص. 187–210، ISBN 978-2-7535-3110-9، مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2022. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |مؤلف1= و|مؤلف= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
    59. Molnár, Miklós (30 أبريل 2001)، A Concise History of Hungary، Cambridge University Press، ص. 65، ISBN 9780521667364، مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2012.
    60. Maksimović 2014.
    61. Foley O.F.M., Leonard. Saint of the Day, Lives, Lessons and Feast, (revised by Pat McCloskey O.F.M.), Franciscan Media نسخة محفوظة 8 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
    62. Jewish Encyclopedia, 1908 نسخة محفوظة 2 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
    63. Encyclopædia Britannica article on Antonio Bonfini نسخة محفوظة 26 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
    64. Pálosfalvi 2018.
    65. Szalay-Baróti 1895.
    • بوابة الدولة العثمانية
    • بوابة العصور الوسطى
    • بوابة الحرب
    • بوابة المجر
    • بوابة تركيا
    • بوابة التاريخ الإسلامي
    • بوابة صربيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.