مملكة تلمسان
مملكة تلمسان أو مملكة تلمسان الزيانية كانت مملكة أمازيغية[1][2] في شمال غرب الجزائر الحالية. امتدت أراضيها من تلمسان إلى منعطف الشلف والجزائر، وصلت في أوجها إلى نهر ملوية في الغرب ونهر الصومام إلى الشرق وسجلماسة إلى الجنوب.[3][4]
مملكة تلمسان | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
مملكة تلمسان الزيانية | ||||||
| ||||||
خريطة الدولة الزيانية في اقصى اتساع لها - حوالي 1325 ميلادي. | ||||||
عاصمة | تلمسان | |||||
نظام الحكم | غير محدّد | |||||
اللغة | عربية، أمازيغية | |||||
الديانة | سنة | |||||
سلطان وأمير المؤمنين | ||||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
بيانات أخرى | ||||||
العملة | دينار | |||||
تأسيس
تأسست المملكة بعد زوال الموحدون عام 1236، وانخفض في وقت لاحق تحت الحكم العثماني في 1554. كانت خاضعة لحكم سلاطين وبنو زيان. كانت عاصمة للمملكة في تلمسان، التي تقع على الطريق بين الشرق والغرب الرئيسي بين المغرب وأفريقية.[5]
كان تلمسان أيضا مركزا على طريق التجارة بين الشمال والجنوب من وهران على البحر الأبيض المتوسط الساحل إلى غرب السودان. كمركز تجاري مزدهر، أنها جذبت جيرانها أكثر قوة. في أوقات مختلفة من المغاربة من الغرب، والحفصيين من الشرق، وأراغون من الشمال غزت واحتلت المملكة.
يقول المؤرخ الحسن الوزان في كتابه وصف إفريقيا:
” | «يحد مملكة تلمسان واد زا ونهر ملوية غربا، والواد الكبير (الصمام) وصحراء نوميديا جنوبا. وكانت هذه المملكة تحمل في القديم اسم قيصرية، عندما كانت خاضعة لسيطرة الرومان. ثم الت إلى ملوكها الاقدمين - وهم بنو عبد الواد المنتمون إلى مغراوة - بعد ان أجلي الرومان عن إفريقيا. وقد احتفظوا بالملك مدة 300 سنة، إلى ان انتزعه منهم امير ذو شأن كبير يسمى يغمرا سن بن زيان وورثه عنه احفاده. بحيث إن هؤلاء الملوك بدلوا اسمهم ودعوا بني زيان - أي ولاد زيان - لأن زيان هذا كان والدًا ليغمرا سن.
وقد استقر الملك في بني زيان ثلاثمائة سنة غير انهم اضطهدوا من قبل ملوك فاس، -- أي بني مرين - الذين احتلوا مملكة تلمسان نحو عشر مرات، حسبما جاء في التاريخ. وكان مصير ملوك بني زيان حينئذ إما القتل أو الاسر أو الفرار إلى المفازات عند جيرانهم الأعراب، وتعرضوا أحيانا أخرى إلى الطرد من قبل ملوك تونس إلا انهم كانوا يسترجعون ملكهم كل مرة، واستطاعوا ان يتمتعوا في امن وسلام قرابة مائة وثلاثين عاما، دون ان يتعرضوا إلى أذى أي عاهل غريب، ماخلا أبا فارس، ملك تونس، وابنه عثمان الذي أخضع تلمسان إلى تونس فترة من الزمان طالت إلى موته.» |
“ |
إمتدادها
تمتد مملكة تلمسان على مسافة ثلاثمائة وثمانين ميلا من الشرق إلى الغرب، لكنها تضيق جدا من الشمال إلى الجنوب، إذ لا يتعدى المسافة حمسة وعشرين ميلا في بعض النقاط، من البحر الأبيض المتوسط إلى تخوم صحراء نوميديا. ذلك هو السبب الذي أجله لم تفتأ هذه المملكة تتضرر من تعسفات الأعراب القاطنين بالجزء المجاور للصحراء. وكان ملوك تلمسان دائما مضطرين إلى أن يهدئوهم بأداء اتاوات جسيمة وتقديم الهدايا لهم، لكن لم يستطيعوا قط إرضائهم جميعا، وقلما توجد في البلاد سبل أمنة، ومع ذلك فالسلع تروج بكثرة في مملكة تلمسان لقربها من نوميديا، ولأنها تشكل مرحلة في الطريق المؤدية إلى بلاد السودان.
إقتصادها
ولهذه المملكة ميناءان مشهوران: ميناء وهران، وميناء المرسى الكبير، وكان يختلف اليهما كثيرا عدد وافر من تجار جنوة والبندقية حيث يتعاطون تجارة نافقة عن طريق المقايضة، غير أن هذين الميناءين سقطا في يدي الملك الكاثوليكي فرناندو* (ذكر المعلقون في الترجمة الفرنسية ان احتلال المرسى الكبير تم سنة 1506 وهو خلاف الواقع إذ كان احتلال المرسى الكبير يوم الخميس 24 جمادى الثانية عام911 الموافق 23 أكتوبر 1505. أما وهران فقد سقطت يوم الجمعة 28 محرم عام 915 الموافق 18 ماي 1509.)ء
فكان ذلك خسارة عظمى لمملكة تلمسان، حتى إن شعب طرد الملك أبا حمو وعوضه باحد اعمامه واعمام أبيه أبي عبد الله، وهو المدعو أبا زيان. فأخرج من السجن ورفع على العرش، لكن ذلك لم يدم طويلا، حيث إن (عروج) بربروس التركي طمح إلى الملك فقتل أبا زيان غيلة ونصب نفسه ملكًا. ولما طرد الشعب أبا حمو توجه فورا إلى وهران وقطع البحر إلى إسبانيا قاصدا الإمبراطور شارل كارلوس متضرعا اليه أن ينجده ويعينه على أهل تلمسان والتركي بربروس. فلبى الإمبراطور دعوة الملك وارسل معه جيشا قويا هائلا استطاع أبو حمو بواسطته أن يرجع إلى مملكته ويقتل بربروس وعددا من اتباعه.
وبعد هذه الاحداث ارضى أبو حمود جنود الأسبان وتمسك رغبة منه في السلم بالعهود التي قطعها على نفسه مع الإمبراطور، مؤديا له سنويا الإتاوة المحددة وظل ملتزما بذلك طوال حياته. ولما مات ال الملك إلى اخيه عبد الله، فامتنع هذا الاخير من طاعة الإمبراطور والامتثال إلى شروط العهد الذي امضاه اخوه، وذلك ثقة منه في مساندة سليمان إمبراطور الاتراك، لكن هذا لم يمدد إلا بالقليل من العون. ومازال عبد الله حيا في الوقت الراهن عاملا على توطيد حكمه.
ويُـكـون معظم مملكو تلمسان اقاليم جافة قاحلة، لا سّيما في جزئها الجنوبي، لكن السهول القريبة من الساحل منتجة جدا نظرا لخصبها. والجهة المجاورة لتلمسان كلها سهل مع بعض المفازات. حقا انه توجد غربا عدة جبال قرب الشاطئ، وكذلك في إقليم تنس وفقة بلاد الجزائر عدد لا يحصى من الجبال غير انها كلها منتجة.
ولا يوجد بهذه المملكة إلا القليل من المدن والقصور، غير ان الاماكن زاهرة والبقعة خصبة، كما سنبينه لكم بالنسبة لكل منها على الخصوص.
التسلسل الزمني للأحداث
- 1236–1248: حرب الاستقلال مع الخلافة الموحدية.
- 1264: يحتل الزيانيون سجلماسة من المرينيين الجدد.[6]
- 1270: بنو توجين يخربون مدينة البطحاء
- 1272: خسرت وجدة وسجلماسة أمام المرينيين.[7]
- 1299–1307: تلمسان يحاصرها المرينيون.[8]
- 1313: استولى الزيانيون على مدينة الجزائر.[8]
- 1337–1348: الفترة الأولى من الاحتلال المريني.[9]
- 1352–1359: الفترة الثانية من الاحتلال المريني.[9]
- 1366: هزيمة الحملة إلى بجاية.
- 1389–1424: يعترف الزيانيون بالسيادة المريني.[8]
- 1390: الحملة الصليبية على المهدية.
- 1424–1500: يعترف الزيانيون بالسيادة الحفصية.[8]
- 1427–1429: حرب اهلية.
- 1503–1512: حرب مع اسبانيا.
- 1505: خسر مرس الكبير أمام إسبانيا.
- 1507: انتصار الزيانيون على أسبانيا.
- 1509: خسرت وهران أمام إسبانيا.
- 1512: تلمسان محاصرة من قبل القوات الاسبانية.
- 1512: انتهت الحرب وأصبحت مملكة تلمسان تابعة لمملكة أرغون.
- 1517: عروج يحاصر تلمسان.
- 1518: إسبانيا تهزم أروج وتستعيد استقلال الدولة الزيانية.
- 1543: الاحتلال الاسباني.
- 1550: السعديون يسيطرون على تلمسان.
- 1551: العثمانيون يحتلون تلمسان.
- 1554: أصبح الزيانيون محمية عثمانية.
- 1556: أصبح غرب الجزائر بيليك لإيالة الجزائر.
انظر أيضًا
المراجع
- "Abd al-Wadid Dynasty | Berber dynasty"، مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 22 يوليو 2016.
- Appiah, Anthony؛ Gates (01 يناير 2010)، Encyclopedia of Africa (باللغة الإنجليزية)، Oxford University Press، ISBN 9780195337709، مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2019.
- The Abdelwadids (1236–1554), on qantara-med.org نسخة محفوظة 3 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- L'Algérie au passé lointain – De Carthage à la Régence d'Alger, p175 نسخة محفوظة 4 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ليون الأفريقي (1393هـ - 1983م)، [[وصف أفريقيا]] (PDF) (ط. الثانية)، بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي، ص. 337، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 حزيران (يونيو) 2020م.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
و|سنة=
(مساعدة)، وصلة إنترويكي مضمنة في URL العنوان (مساعدة) - Djibril Tamsir؛ Africa (01 يناير 1984)، Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century (باللغة الإنجليزية)، UNESCO، ص. 94، ISBN 978-92-3-101710-0، مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 2020.
- "Hosting Dynasties and Faiths: Chronicling the Religious History Of a Medieval Moroccan Oasis City" (PDF)، web.archive.org، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 22 أكتوبر 2021.
- David؛ Rowe (2001)، A Political Chronology of Africa (باللغة الإنجليزية)، Taylor & Francis، ص. 1–18، ISBN 978-1-85743-116-2، مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 2021.
- Marçais, G. (24 أبريل 2012)، "ʿAbd al-Wādids"، Encyclopaedia of Islam, Second Edition (باللغة الإنجليزية)، Brill، : 93، مؤرشف من الأصل في 6 ديسمبر 2020.
المصادر
- "'Abd al-Wadid"، Encyclopædia Britannica (ط. 15th)، Chicago, IL: Encyclopædia Britannica, Inc.، ج. I: A-Ak - Bayes، 2010، ص. 16، ISBN 978-1-59339-837-8.
- Bel., A. (1993)، "'Abdalwadides"، First Encyclopaedia of Islam: 1913-1936، BRILL، ص. 65، ISBN 978-90-04-09796-4، مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- Braudel, Fernand (1979)، Civilization and Capitalism, 15th-18th Century: Vol. III: The Perspective of the World، Translated by Sian Reynolds، Univ. Calif. Press & HarperCollins.
- Caverly, R. William (2008)، "Hosting Dynasties and Faiths: Chronicling the Religious History Of a Medieval Moroccan Oasis City" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 يوليو 2014.
- Despois؛ Marçais؛ Colombe؛ Emerit؛ Despois؛ Marçais (1986) [1960]، "Algeria"، في Bearman, P.؛ Bianquis, Th.؛ Bosworth, C.E.؛ van Donzel, E.؛ Heinrichs, W.P. (المحررون)، دائرة المعارف الإسلامية (ط. 2nd)، Leiden, Netherlands: دار بريل للنشر، ج. I، ISBN 9004081143، مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2017.
- Fage؛ Oliver (1975)، The Cambridge History of Africa، Cambridge University Press، ISBN 978-0-521-20981-6، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- Hrbek, I. (1997)، "The disintegration of political unity in the Maghrib"، في Joseph Ki-Zerbo & Djibril T Niane (المحرر)، General History of Africa, vol. IV: Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century، UNESCO, James Curry Ltd., and Univ. Calif. Press.
- Idris, R. (1997)، "Society in the Maghrib after the disappearance of the Almohads"، في Joseph Ki-Zerbo & Djibril T Niane (المحرر)، General History of Africa, vol. IV: Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century، UNESCO, James Curry Ltd., and Univ. Calif. Press.
- John Murray (1874)، A handbook for travellers in Algeria، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- Kasaichi, Masatochi (2004)، "Three renowned 'ulama' families of Tlemcen: The Maqqari, the Marzuqi and the 'Uqbani"، J. Sophia Asian Studies (22).
- Marçais, G. (1986) [1960]، "ʿAbd al- Wādids"، في Bearman, P.؛ Bianquis, Th.؛ Bosworth, C.E.؛ van Donzel, E.؛ Heinrichs, W.P. (المحررون)، دائرة المعارف الإسلامية (ط. 2nd)، Leiden, Netherlands: دار بريل للنشر، ج. I، ISBN 9004081143، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019.
- Niane, Djibril Tamsir (1984)، Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century: 4، University of California Press، ص. 93، ISBN 978-0-435-94810-8، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- Niane, Djibril Tamsir (1997)، "Relationships and exchanges among the different regions"، في Joseph Ki-Zerbo & Djibril T Niane (المحرر)، General History of Africa, vol. IV: Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century، UNESCO, James Curry Ltd., and Univ. Calif. Press.
- Political Chronologies of the World, vol.4 : A Political Chronology of Africa، Taylor & Francis، 2001، ISBN 9781857431162، مؤرشف من الأصل في 07 يونيو 2019.
- Ruano, Delfina S. (2006)، "Hafsids"، في Josef W Meri (المحرر)، Medieval Islamic Civilization: an Encyclopedia، Routledge.
- Talbi, M. (1997)، "The Spread of Civilization in the Maghrib and its Impact on Western Civilization"، في Joseph Ki-Zerbo & Djibril T Niane (المحرر)، General History of Africa, vol. IV: Africa from the Twelfth to the Sixteenth Century، UNESCO, James Curry Ltd., and Univ. Calif. Press.
- Tarabulsi, Hasna (2006)، "The Zayyanids of Tlemcen and the Hatsids of Tunis"، IBN JALDUN: STUDIES، Fundación El legado andalusì، ISBN 978-84-96556-34-8، مؤرشف من الأصل في 07 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- "The Abdelwadids (1236-1554)"، Qantara 2008، مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- Wingfield, Lewis (1868)، Under the Palms in Algeria and Tunis ...، Hurst and Blackett، مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2013.
- بوابة العصور الوسطى
- بوابة الأمازيغ
- بوابة التاريخ
- بوابة الجزائر