قضية قلايفتز

كانت حادثة قلايفتز هجوماً مزيفاً نفذته قوات نازية تظاهرت بأنها بولندية في 31 أغسطس\آب 1939 ضد محطة راديو ألمانية تدعى سيندر قلايفتز في قلايفتز، في سيليزيا العليا في ألمانيا (منذ عام 1945: كليفيتزة، بولندا) عشية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

قضية قلايفتز
جزء من العملية هيملر 
 
التاريخ 31 أغسطس 1939 
الموقع غليفيتسه 
50°19′00″N 18°41′00″E  
برج راديو قلايفتز اليوم.وهو أعلى هيكل خشبي في أوروبا.

هذا الاستفزاز كان الأكثر شهرة بين عدة إجراءات في عملية هيملر، وهي سلسلة من العمليات غير التقليدية والتي نفذتها وحدات النخبة النازية (تعرف أيضاً باسم الأس أس SS أو شوتزشتافل) بغرض تحقيق أهداف البروباجاندا الألمانية النازية مطلع الحرب. قصد بها خلق مظهر من العدوان البولندي ضد ألمانيا من أجل تبرير غزو بولندا الذي لحقها.

الأحداث في قلايفتز

الكثير مما نعرفه عن حادثة قلايفتز يأتي من شهادة خطية تحت القسم من ألفريد ناويوكس في محاكمات نورمبرغ، حيث قال في شهادته أن الحادثة رتبت بناء على أوامر من راينهارد هيدريش وهاينريش مولر، رئيس الجستابو.[1]

في ليلة 31 أغسطس-آب 1939، قامت مجموعة صغيرة من العملاء الألمانيين يرتدون الزي البولندي بقيادة ناويوكس[2] بالاستيلاء على محطة قلايفتز وبث رسالة قصيرة معادية لألمانيا باللغة البولندية (تختلف المصادر حول مضمون الرسالة). كان هدف الألمان هو الإيحاء بأن الهجوم والرسالة التي تم بثها هما صنيعة مخربين بولنديين معادين لألمانيا.[2][3]

ولجعل الهجوم يبدو أكثر اقناعاً، جلب الألمان فرانتشيزك هونيوك، وهو سيليزي ألماني معروف بتعاطفه مع البولنديين، حيث تم اعتقاله في اليوم السابق من قبل الجستابو . تم إلباس هونيوك ليبدو وكأنه مخرب، ثم تم قتله بحقنة مميتة، وأطلق عليه عيارات نارية، ثم ترك ميتاً في مكان الحادث حتى يبدو وكأنه قتل أثناء مهاجمته للمحطة. لاحقاً تم تقديم جثته كدليل على الهجوم للشرطة والصحافة.[4]

بالإضافة إلى هونيوك، تم الإبقاء على عدة سجناء آخرين من معتقل داخاو[2] لهذا الغرض.[3] وكان الألمان يشيرون إليهم بالعبارة الرمزية "Konserve " أي الطعام المعلّب. ولهذا السبب، تشير بعض المصادر بشكل خاطئ إلى هذه الحادثة باسم «عملية المعلّبات».[5]

السياق

كانت حادثة قلايفتز جزءاً من عملية أكبر نفذتها آبفير Abwehr (المخابرات العسكرية الألمانية) وقوات الأس أس.[3] وفي نفس وقت هجوم قلايفتز، تم تدبير حوادث أخرى من قبل ألمانيا على طول الحدود الألمانية البولندية مثل إحراق منزل في الممر البولندي وإطلاق بروباغندا كاذبة. يتألف المشروع بأكمله - والذي أطلق عليه اسم عملية هيملر - من 21 حادثة بالمجمل،[6] وكان يهدف إلى الإيحاء بمظهر عدوان بولندي على ألمانيا.[5]

لعدة أشهر قبل الغزو عام 1939، قامت الصحف الألمانية والسياسيون مثل أدولف هتلر باتهام السلطات البولندية بتنظيم أو غض النظر عن تطهير عرقي وحشي ضد العرق الألماني في بولندا.[6][7]

شنت ألمانيا في اليوم التالي لهجوم قلايفتز - 1 سبتمبر أيلول 1939 - عملية فال فيس (غزو بولندا) بادئة الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وفي نفس اليوم في كلمة أمام مجلس النواب الألماني، ذكر أدولف هتلر 21 حادثة حدودية ثلاث منها وصفت بأنها خطيرة جداً كتبرير لخطوات ألمانيا «الدفاعية» ضد بولندا.[6] وكان قبل بضعة أيام فقط - في 22 أغسطس آب - قد أخبر جنرالاته: «سأعطي سبباً دعائياً لبدء الحرب، سواء كان قابلاً للتصديق أم لا. المنتصر لا يُسأل عما إذا كان قد قال الحقيقة».[3][5]

ردود الفعل الدولية

استدعي مراسلون أمريكيون لمكان الحادث في اليوم التالي،[3] ولكن لم يسمح لأطراف محايدة بالتحقيق بتفاصيل الواقعة وكان الرأي العام الدولي يشكك بالرواية الألمانية للحادثة.[8]

ظهورها في الأفلام

تم تحويل الحادثة إلى عدة أفلام سينمائية: Der Fall Gleiwitz من إخراج جيرهارد كلاين (1961)، استديوهات DEFA (الاسم بالإنكليزية The Gleiwitz Case ، بالعربية قضية قلايفتز)، وهو فلم ألماني شرقي يعيد بناء الأحداث. وقد أعلن في ألمانيا الغربية أنه أفضل فلم قدمته DEFA على الإطلاق.[بحاجة لمصدر] Operacja Himmler فلم بولندي يغطي الأحداث. ويتضمن كل من فلمي Hitler's SS: A Portrait In Evil من إخراج جيم غودارد (1985)، وDie Blechtrommel الحادثة بشكل موجز. كما تم استعمال الحادثة في لعبة فيديو Codename Panzers والتي تسببت بجدل في بولندا لأن اللاعبين الذين يجهلون تاريخ الحادثة فسروا الدعاية الألمانية الأصلية حول الحادثة والموجودة في اللعبة على أنها حقائق تاريخية.

انظر أيضاً

  • 1939 في بولندا
  • تفجير محطة تارنو للسكك الحديدية عام 1939
  • أمر الكوماندوز (أمر هتلر عام 1942 ضد كوماندوز الحلفاء)
  • عملية غرايف
  • قصف ماينيلا

المراجع

  1. "20 Nuremberg Trial Proceedings Volume 4; Thursday, 20 December 1945"، Avalon Project، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 12 أكتوبر 2009.
  2. Christopher J. Ailsby, The Third Reich Day by Day , Zenith Imprint, 2001, ISBN 0-7603-1167-6, Google Print, p.112 نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  3. James J. Wirtz, Roy Godson, Strategic Denial and Deception: The Twenty-First Century Challenge , Transaction Publishers, 2002, ISBN 0-7658-0898-6, Google Print, p.100 نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. Museum in Gliwice: What happened here? نسخة محفوظة 20 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  5. Bradley Lightbody, The Second World War: Ambitions to Nemesis , Routledge, 2004, ISBN 0-415-22405-5, Google Print, p.39 نسخة محفوظة 2 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. Address by Adolf Hitler - September 1, 1939; retrieved from the archives of the Avalon Project at theYale Law School. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. Holocaust Educational Resource (Nizkor) نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  8. Steven J. Zaloga, The Poland 1939: The Birth of Blitzkrieg , Google Print, p.39, Osprey Publishing, 2002, ISBN 1-84176-408-6 نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]

    للمزيد طالع

    • John Toland, Adolf Hitler : The Definitive Biography , ISBN 0-385-42053-6.
    • Dennis Whitehead, "The Gleiwitz Incident", After the Battle Magazine Number 142 (March 2009)
    • Stanley S. Seidner, Marshal Edward Śmigły-Rydz Rydz and the Defense of Poland , New York, 1978.

    وصلات خارجية

    Museum der Rundfunkgeschichte und der Medienkunst – Rundfunksender Gliwice
    • بوابة ألمانيا النازية
    • بوابة بولندا
    • بوابة الحرب العالمية الثانية
    • بوابة عقد 1930
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.