كلورديكون

الكلورديكون هو مركب كلور عضوي يتواجد على هيئة مادة صلبة متبلرة عديمة اللون، وهو مبيد حشري متقادم لصيق الصلة بالميركس، ومركب ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان المعروف اختصارا باسم الدي دي تي.

كلورديكون
كلورديكون

كلورديكون

الاسم النظامي (IUPAC)

decachloropentacyclo[5.3.0.02.6.03.9.04.8]decan-5-one[1]

أسماء أخرى

Chlordecone
Clordecone
Merex
CAS name: 1,1a,3,3a,4,5,5,5a,5b,6-decachlorooctahydro-1,3,4-metheno-2H-cyclobuta[cd]pentalen-2-one

المعرفات
رقم CAS 143-50-0 Y
بوب كيم (PubChem) 299
مواصفات الإدخال النصي المبسط للجزيئات
  • ClC54C(=O)C1(Cl)C2(Cl)C5(Cl)C3(Cl)C4(Cl)C1(Cl)C2(Cl)C3(Cl)Cl

  • 1S/C10Cl10O/c11-2-1(21)3(12)6(15)4(2,13)8(17)5(2,14)7(3,16)9(6,18)10(8,19)20 Y
    Key: LHHGDZSESBACKH-UHFFFAOYSA-N Y

الخواص
صيغة كيميائية C10Cl10O
كتلة مولية 490.64 غ.مول−1
الكتلة المولية 490.633 غرام/مول
المظهر بلورات صلبة بيضاء إلى سمراء اللون
الرائحة عديم الرائحة
الكثافة 1.6 g/cm3
نقطة الانصهار 349 °س، 622 °ك، 660 °ف
الذوبانية في الماء 0.27 g/100 mL
الذوبانية قابل للذوبان في الكيتونات والأسيتون وحمض الأسيتيك، وضعيف الذوبان في البنزين والهيكسان
log P 5.41
ضغط البخار 3.10−7 kPa
كيمياء حرارية
الحرارة القياسية للتكوين ΔfHo298 -225.9 كيلوجول/مول
إنتروبيا مولية قياسية So298 764 J/K mol
المخاطر
مخاطر carcinogen[2]
حد التعرض المسموح به U.S none[2]
LD50 95 مجم/كجم من الكتلة (فمويا في حالة الجرذان)
في حال عدم ورود غير ذلك فإن البيانات الواردة أعلاه معطاة بالحالة القياسية (عند 25 °س و 100 كيلوباسكال)

كان استخدام مركب الكلورديكون كمبيد حشري كارثيًا لدرجة لذا حُظر استخدامه في كل من بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، جاء ذلك بعد أن أنتجت واستخدمت آلاف الأطنان منه.[3]

يعدّ مركب الكلورديكون هو ملوثا عضويا ثابتا لذا حُظر انتاجه واستخدامه عالميًا بموجب اتفاقية ستوكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة في عام 2009.[4]

السمية

يمكن أن يتراكم الكلورديكون في الكبد والذي يتولى تنظيم توزيعه في جسم الإنسان من خلال ربط الملوثات أو نواتجها بالبروتينات الدهنية مثل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، والبروتينات الدهنية عالية الكثافة.[5]

يقدر التركيز المميت من الكلورديكون بنحو 35 ميكروغرام/ لتر في حالة أسماك الكروميد البرتقالية، ومن 22-95 ميكروغرام/كجم في حالة أسماك السالمون المرقط، والسمك أزرق الخياشيم.[6] يتراكم الكلورديكون حيويًا في أجسام الحيوانات بعوامل تصل إلى مليون ضعف. يعاني العمال الذين تعرضوا لمركب الكلورديكون بشكل متكرر من تشنجات عصبية شديدة ناتجة عن تدهور الوصلات المشبكية بين النواقل العصبية.[3] كما تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المزمن لمسوتيات منخفضة من الكلورديكون يسبب سرطان البروستاتا عند الرجال،[7] وسرطان المعدة وسرطان البنكرياس عند النساء.[8] يعمل الكلورديكون أيضًا كمحفز لمستقبلات هرمون الاستروجين المقترنة بالبروتين جي، والذي يتفاعل بقوة مع هرمون الاستروجين الجنسي استراديول.[9]

التحضير

يُصنع مُركب الكلورديكون عن طريق إضعاف سداسي كلورو البنتادين الحلقي وتحويله من خلال التحلل المائي إلى كيتون.[10]

لمحة تاريخية

كان مركب الكلورديكون يباع تجاريًا في الولايات المتحدة الأمريكية تحت الاسم التجاري كيبون والذي كانت تنتجه كل من شركة ألايد سيجنال، ولايف ساينسز برودكت كومباني في مدينة هوبويل بولاية فيرجينيا الأمريكية. وقد لفت التعامل غير السليم مع المركب وإلقاء النفايات الناتجة عن عملية تصنيعه في نهر جيمس في الولايات المتحدة الأمريكية في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين انتباه الحكومة الأمريكية إلى آثاره السامة على البشر والحياة البرية بعد أن قام الطبيبان الأمريكيان الدكتور ي. نان تشو والدكتور روبرت س. جاكسون من وزارة الصحة بولاية فرجينيا بإخطار مراكز السيطرة على الأمراض بأن موظفي الشركة قد أصيبوا بتسمم كيميائي سام حيث ونقل ما لا يقل عن 29 شخصًا في المنطقة إلى المستشفى نتيجة تعرضهم للكلورديكون.[11] أغلقت شركة لايف ساينسز بعد ذلك مصنعها في الرابع من يوليو عام 1975، وبدأت عمليات التنظيف والتخلص من أثار التلوث، كما أغلقت مساحة طولها حوالي 100 ميل من نهر جيمس ومنع فيها الصيد بينما كان مسؤولو الصحة بالولاية يبحثون عن أشخاص آخرين من المحتمل أ يكونونوا قد أصيبوا.[11]

يشبه مركب الكلورديكون مادة الدي.دي.تي وهي أحد نواتج انحلال الميركس.[3] قامت السلطات الفيدرالية الأمريكية بتنظيم عمليات إنتاج واستخدام الكلورديكون بعد كارثة هوبويل، والتي أدت إلى إدخال 29 عاملاً في المصانع إلى المستشفى بسبب أمراض مختلفة من بينها الأمراض العصبية.[12] يُعتبر الكلورديكون واحدا من بين عدد قليل من المواد الضارة التي دفعت الرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد للموافقة الاضطرارية في عام 1976 على قانون التحكم في المواد السامة، والذي لا يزال أحد أكثر مشاريع القوانين التنظيمية في الولايات المتحدة إثارة للجدل على الإطلاق.[13]

قام أخصائيو علم السموم التابعين لمنظمة الصحة العالمية بالولايات المتحدة في عام 1982 برصد حوادث التسمم بالكلورديكون في الشركات المنتجة وضحايا هذه الملوثات. وفي عام 2009 أُدرج الكلورديكون ضمن اتفاقية ستوكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة التي يُحظر إنتاجها واستخدامها في جميع أنحاء العالم.[4]

حادثة تلوث مصب نهر جيمس

أغلق حاكم ولاية فرجينيا ميلز جودوين جونيور في يوليو من عام 1975 نهر جيمس ومنع الصيد فيه لمسافة 100 ميل تمتد من مدينة ريتشموند وحتى خليج تشيسابيك.[12][14] ظل هذا الحظر ساري المفعول لمدة 13 عامًا إلى أن بدأت جهود تنظيف النهر تؤتي ثمارها.[15]

عانى العديد من الصيادين والمراسي وشركات المأكولات البحرية والمطاعم إلى جانب موظفيهم على طول النهر من خسائر اقتصادية فادحة بسبب مخاطر التلوث. وفي عام 1981 رفعت مجموعة كبيرة من هذه الكيانات دعوى قضائية ضد شركة ألايد للكيماويات في محكمة محلية فيدرالية تقع بمقاطعة فيرجينيا الشرقية وطالبوا الشركة بتعويضات اقتصادية خاصة عن إهمال الشركة الذي أدى إلى حدوث أضرار جسيمة للأسماك والحياة البرية، وفي واحدة من القضايا التي تدرس أحيانًا في دورات كلية الحقوق حول سبل الانتصاف، رفضت المحكمة قاعدة الخسارة الاقتصادية التقليدية التي تتطلب تأثيرًا ماديًا يتسبب في إصابة شخصية أو ضرر في الممتلكات لتلقي تعويضات اقتصادية، وبدلاً من ذلك سمحت لمجموعة محدودة من المدعين، وهم أصحاب قوارب الصيد والمراسي ومحلات الطعم والأدوات المعدنية بتلقي التعويضات من شركة ألايد للكيماويات عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهم.[16]

في جزر الأنتيل الفرنسية

تعرضت جزر المارتينيك وجوادلوب الفرنسية إلى تلوث شديد بالكلورديكون بعد سنوات من استخدامه المكثف وغير المقيد في مزارع الموز.[17] وعلى الرغم من حظر استخدام الكلورديكون في فرنسا بدءا من عام 1990، ظل مزارعو الموز الأقوياء اقتصاديًا يحاولون الضغط على الحكومة الفرنسية بشكل مكثف كي تسمح لهم بمواصلة استخدام مبيدات الكلورديكون حتى عام 1993.[18][19] انطلق مزارعو الموز في مطالبهم من نقطة أنه لا توجد مبيدات آفات بديلة متاحة، وهي النقطة التي لا تزال محلا للخلاف منذ ذلك الحين. مُنح مزارعي الموز بشكل سري استثناءات لاستخدام مخزونهم المتبقي من المبيدات المحتوية على مركب الكلورديكون بعد سريان الحظر في عام 1993، ويذكر تقرير عام 2005 الذي أعدته الجمعية الوطنية الفرنسية أن المادة الكيميائية التي بيعت تجاريا تحت اسم كيورلون Curlone قد استمر استيرادها على الأرجح بشكل غير قانوني ومن ثم استخدامها لسنوات عديدة بعد دخول قرار الحظر في حيز التطبيق.[20] قامت السلطات المحلية في الجزيرتين بدءا من عام 2003 بتقييد زراعة العديد من المحاصيل الغذائية بسبب التربة شديدة التلوث بالكلورديكون. وقد أظهرت دراسة واسعة النطاق أجرتها وكالة الصحة العامة الفرنسية سانتي بوبليك فرانس عام 2018 أن 95٪ من سكان جزيرة جوادلوب و92٪ من سكان إقليم مارتينيك تعرضوا للتلوث بالمواد الكيميائية.[21] تتمتع جوادلوب بواحد من أعلى معدلات تشخيص الإصابة سرطان البروستاتا في العالم.[22]

التأثير في الفنون

أطلقت فرقة موسيقى الروك الأمريكية التي تأسست في مدينة ريتشموند بولاية فيرجينيا في عام 1991على نفسها اسم كيبون، وهو الاسم التجاري لمركب الكلورديكون في الولايات المتحدة الأمريكية.

المراجع

  1. IUPAC Agrochemical information.
  2. "NIOSH Pocket Guide to Chemical Hazards #0365"، المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH).
  3. Robert L. Metcalf "Insect Control" in Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry Wiley-VCH, Wienheim, 2002. دُوِي:10.1002/14356007.a14_263
  4. Press Release – COP4 – Geneva, 8 May 2009: Governments unite to step-up reduction on global DDT reliance and add nine new chemicals under international treaty, 2009. نسخة محفوظة 31 مارس 2022 على موقع واي باك مشين.
  5. Matthieu Delannoy, Jean-Michel Girardet, Fathia Djelti, Frances T. Yen, Céline Cakir-Kiefer, Affinity of chlordecone and chlordecol for human serum lipoproteins, Environmental Toxicology and Pharmacology, Volume 80, 2020, 103486, ISSN 1382-6689, https://doi.org/10.1016/j.etap.2020.103486. (https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1382668920301629)
  6. Asifa KP, Chitra KC. (2015). Determination of Median Lethal Concentration (LC50) and Behavioral Effects of Chlordecone in the Cichlid fish, Etroplus maculatus. Int J. Sci.Res.4 (3):1473–75
  7. Brureau؛ Emeville؛ Ferdinand؛ Thome؛ Romana؛ Blanchet؛ Multigner (2015)، "Exposition au chlordécone et cancer de la prostate. Interactions avec les gènes codants pour les œstrogènes"، Progrès en Urologie، 25 (13): 755، doi:10.1016/j.purol.2015.08.080، PMID 26544275.
  8. Luce؛ Dugas؛ Vaidie؛ Michineau؛ El-Yamani؛ Multigner (2020)، "A cohort study of banana plantation workers in the French West Indies: First mortality analysis (2000–2015)" (PDF)، Environmental Science and Pollution Research، 27 (33): 41014–41022، doi:10.1007/s11356-019-06481-4، PMID 31621027، S2CID 204707528، مؤرشف من الأصل (PDF) في 22 أكتوبر 2021.
  9. Prossnitz؛ Barton (2014)، "Estrogen biology: New insights into GPER function and clinical opportunities"، Molecular and Cellular Endocrinology، 389 (1–2): 71–83، doi:10.1016/j.mce.2014.02.002، ISSN 0303-7207، PMC 4040308، PMID 24530924.
  10. Survey of Industrial Chemistry by Philip J. Chenier (2002), p. 484.
  11. "Two young doctors stopped the spread of Kepone poisoning", by Bill McAllister, L.A. Times-Washington Post Service, reprinted in Courier-Journal (Louisville KY), January 5, 1976, p. 1
  12. Richard Foster, Kepone: The 'Flour' Factory, Richmond Magazine (July 8, 2005). نسخة محفوظة 2022-03-24 على موقع واي باك مشين.
  13. Hanson (15 يناير 2007)، "Those Were The Days"، Chemical & Engineering News، American Chemical Society، 85 (3)، doi:10.1021/cen-v085n003.p044، مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2021.
  14. SUGAWARA (25 أكتوبر 1985)، "Virginia's James River Still Is Choked With Pesticide Contamination"، Los Angeles Times، Washington Post، مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2022.
  15. Jack Cooksey, "What's in the Water?", Richmond Magazine, June 2007. Retrieved 13 June 2012.
  16. Pruitt v. Allied Chemical Corp., 523 F. Supp. 975 (E.D. Va. 1981). نسخة محفوظة 2019-04-30 على موقع واي باك مشين.
  17. Durimel A.؛ وآخرون (2013)، "pH dependence of chlordecone adsorption on activated carbons and role of adsorbent physico-chemical properties"، Chemical Engineering Journal، 229: 239–349، doi:10.1016/j.cej.2013.03.036.
  18. Wong؛ Ribero (26 مارس 2014)، "Alternative Agricultural Cropping Options for Chlordecone-Polluted Martinique"، Études Caribéennes (26)، doi:10.4000/etudescaribeennes.6710.
  19. Agard-Jones, Vanessa (01 نوفمبر 2013)، "Bodies in the System"، Small Axe، 17 (3(42)): 182–192، doi:10.1215/07990537-2378991، ISSN 0799-0537، S2CID 145642259.
  20. Rapport d'information (...) sur l'utilisation du chlordécone et des autres pesticides dans l'agriculture martiniquaise et guadeloupéenne. نسخة محفوظة 2022-03-03 على موقع واي باك مشين.
  21. Chlordécone : les Antilles empoisonnées pour des générations, Le Monde, 6 June 2018. نسخة محفوظة 10 أبريل 2022 على موقع واي باك مشين.
  22. "France: Island Paradise With Contaminated Drinking Water"، European Journal، دويتشه فيله، 26 مايو 2010، مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2010.
  • بوابة حشرات
  • بوابة علوم
  • بوابة الكيمياء
  • بوابة صيدلة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.