معاشرة دون زواج
المعاشرة دون زواج أو الاستسرار أو أحيانا المساكنة دون زواج[1][2][3][4] أو الزنا (مصطلح ديني) هي علاقة شخصية وجنسية حرة دون زواج أو أوراق رسمية بين شخصين غير متزوجين أو لا يمكن لهما الزواج لكن يعيشان تحت سقف واحد. وقد ترجع أسباب عدم القدرة على الزواج لعوامل متعددة مثل الرغبة الشخصية، الاختلاف في الوضع الاجتماعي، قوانين منع تعدد الزيجات، المحظورات الدينية أو المهنية، أو عدم الاعتراف من قبل السلطات المختصة. ويطلق على المرأة في هذه العلاقة بأنها («المحظية» أو «العشيرة» أو «الخليلة») (concubine)، كما يطلق لفظ («العشير» أو «الخليل») (concubin) على الرجل.
قانون الأسرة |
---|
الزواج وغيره |
|
صلاحية الزواج |
|
فسخ الزواج |
|
المسائل الأخرى |
|
لقانون الدولي الخاص |
|
الأسرة والقانون الجنائي او (القانون الجنائي) |
|
تباين شيوع ظاهرة المساكنة دون زواج في العالم العربي مقارنة باستفحاله في الثقافات الغربية التي وضعت قوانين وحقوق لحماية المحظيات، كما هو الحال بالنسبة لحقوق أطفالهم. خلافا لما كان عليه واقع الحال قديما إذ وبغض النظر عن وضع وحقوق المحظية أنداك، فقد كانت دائما أقل شأنا من تلك الحقوق الخاصة بالزوجة باعتبارها دخلت المجازفة طواعية وعادة لا تملك لا هي ولا أطفالها حق الميراث. وفي بعض الأحيان كان الاستسرار غير الطوعي أو الخبيث يتضمن العبودية الجنسية لأحد أطراف العلاقة والتي عادة ما تكون المرأة. ومع ذلك، فإن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج كانت شائعة لا سيما بين الملوك والنبلاء حيث كانت المرأة في مثل هذه العلاقات توصف عادة بالخليلة أو العشيقة إلا أنه ورغم ذلك اعتبر أطفالها غير شرعيين وتم منعهم من توريث لقب الأب أو الميراث حتى عندما كان هناك غياب لورثة شرعيين.
لمحة تاريخية
تعني كلمة محظية في المفهوم العربي المرأةٌ المفضَّلة عند ذي الحظوة والسلطان، أما إيتيمولوجيا جاء أصل كلمة (Concubin) من اللغة الفرنسية والذي يعني «الشخص الذي ينام مع». إذ استعمل المصطلح في فرنسا لفترة طويلة كسمة تحقيريه، حيث كان يعتبر الاستسرار في بداية القرن العشرين مصاحبا للنساء ذوات السمعة السيئة كما كان القانون المدني الفرنسي أشد معارضيه. لكن خلال القرن التاسع عشر دعيت المحظيات من قبل التيارات الفلسفية والسياسية المختلفة والتابعة للحركات التحررية (خاصة تيار الأناركيين) إلى رفض ميثاق الزواج باعتباره في نظرهم مؤسسة غير شرعية.
المساكنة في الأديان
الإسلام
جاء الإسلام بتحريم الزنا أو المعاشرة الجنسية خارج نطاق عقد القران (النكاح) وشدد العقوبة ضد مرتكبيها، فهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على ذلك، منها:
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً[5] [الإسراء:32]
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ[6] [النور:30]
والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون[7] (المؤمنون: 5-7)
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا[8] (الفرقان: 68-69)
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[9] (الأعراف: 33)
أما بخصوص الجنين الذي جاء نتيجة لارتكاب فاحشة الزنا، فهذا يحرم إجهاضه، فإذا خرج من بطن أمه حياً فليس بينه وبين أبيه من الزنا نسب ولا توارث، وإنما ينسب إلى أمه ويرث منها وترث منه، وذلك للقاعدة الفقهية التي تقول: المعدوم شرعاً كالمعدوم حساً.[10]
لزنا في الإسلام للمتزوج إنَّ عقوبته الزنا شديدة في الإسلام، لذلك أوجب حدًّا لهذه الفاحشة، والحدُّ هو العقوبة المُقدَّرة شرعًا،[٥] وسيتم التعرُّف على حكم الزنا في الإسلام للمتزوج ولغير المتزوج فيما يأتي:
ما حكم الزنا في الإسلام للمتزوج؟
عندما يتعلق الأمر بالزّنا، فإنَّ المُتزوٍج يُعبَّر عنه في الفقه الإسلامي بلفظ «المُحْصَن» والإحصان هنا يعني التَّحَصًّن والاحتماء من الزنا،[٦] فالزاني المحصن عقوبته أشدّ من الزاني غير المحصن، إذ أنَّ المُحصن لا عذر له أبداً فقد تَوفَّرَ له ما يمنعه من الزنا ويحميه من الوقوع فيه، وعليه فإنَّ عقوبة الزاني المحصن هي الرجم حتى الموت بإجماع الصحابة ومن بعدهم،[٧] ونُقل الإجماع كذلك على أن الزواج لا يكون مُحصِنًا للزاني إلا بعد الدخول، أي أنه إن كان الزنا من متزوج لم يدخل بعد لا يكون الزاني مُحصَنًا ولا يُعاقب بالرجم، إنَّما حكمه حكم غير المتزوج.[٨] لم يرد الرجم كعقوبة للزاني المحصن في القرآن الكريم، وهنالك جدل حول وجود آية في القرآن الكريم نُسِخَت لفظًا وبقي حكمها ومفادها: {الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ}،[٩] مع وجود اختلاف في الروايات، وهو خلاف بين من يقول بالنسخ في القرآن الكريم وبين من ينكره، وبصرف النظر عن هذا الخلاف فإنَّ الرجم للزاني المُحصَن ثابتٌ بالسنّة النبويّة، فقد ثَبَتَ أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَجَمَ بعض الزُّناة مثل: ماعز والغامدية وغيرهما.[١٠] ورغم ذلك فقد نفى البعض أن يكون الرجم عقوبة للزاني المُحصَن، ويحتج أصحاب هذا الرأي بأنَّ الرجم لم يرد في القرآن الكريم، وأنَّ الرجم الوارد في السنة والذي قام به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نُسِخَ بآية الجلد للزاني، فقد جاءت الآية عامَّة دون تفريقٍ بين المحصن وغير المحصن.[١١]
ما حكم الزنا في الإسلام لغير المتزوج؟
ذهبَ جمهور الفقهاء إلى أنَّ عقوبة الزاني غير المتزوج - أي غير المُحصَن- هي الجَلْد، وحدِّدَت العقوبة 100 جلدة والتغريب -النفي- عامًا حدًّا، أما الحنفية يرون أنّ الحد هو الجلد 100 جلدة فقط، وقد ثبت حدُّ الزنا لغير المحصن بالكتاب والسنَّة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.[١٢] ومن السنة النبوية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءهُ رجلٌ من الأعراب، فسأله عن عقوبة ابنه الزاني -وهو غير محصن- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: الوليدة والغنم رد، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها.»،[١٣] وهذا الحديث دليل الجمهور على أنَّ التغريب مع الجلد حدٌّ، لكن الحنفيّة يعترضون بأن عموم القرآن لا يُخَصَّصُ بأحاديث الآحاد عندهم،[١٤] وهو خلاف أصوليٌّ مشهور بين الحنفيَّة والجمهور.[١٥] فيمكن القول بأنّ الجلد 100 جلدة للزاني غير المحصن مُجْمَعٌ عليه، بينما النّفي لازم عند الجمهور وغير لازم عند الحنفيّة.[١٥]
ما حكم من زنا بغير المسلمة؟
الزنا كما سبق ومن كبائر الذنوب، ولا فرق في الإسلام بين من زنا بمسلمة أو بكافرة، فالزّنا هو الزّنا، فما دام الزاني مسلم فحكم الإسلام سارٍ عليه، بصرف النّظر ديانة المزنيِّ بها، فهو آثمُ ابتداءً وعليه الحد،[١٦] أمّا الغير المسلمة بالنسبة لإقامة الحدّ عليها ففيه خلاف.[١٧]
هل يجوز الزنا للضّرورة؟
لا تنطبق قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات في الزنا، ولا يمكن أن ترتكَب فاحشة الزنا للضرورة لأن الشهوة الجنسيَّة ليست ضمن الأمور التي يهلكُ الإنسانُ بكبحها، وقد يتعلَّل البعض بصعوبة الحلال هذه الأيام، بسبب ظروف الحياة وغلاء المهور وغيرها من الحجج والأسباب، إلّا أنَّ هذه الحجج غير مُعتَبرة شرعًا، فما أَحلَّته الشريعة للضّرورة متعلّق بما فيه خطرُ على الحياة، كالسرقة أو أكل لحم الخنزير والميتة لسدّ الرمق عند المشارفة على الهلاك، وبذلك بالقدر البسيط الذي يرفع خطر الموت، ولا تتحقَّق هذه الصورة للزِّنا، لذلك لا تعدُّ الضرورة مُبرِّرًا للزِّنا.[١٨] ما حكم زواج الزاني من المرأة التي زَنى بها؟ يجوز زواج الزَّاني من المرأة التي زنا بها، وحصل اختلاف في الشروط، فقد وردَ عند الحنابلة أقوال تشترط التوبة قبل الزواج على عكس المذاهب الثلاثة الأخرى، وقد رجّح شيخ الإسلام ابن تيمية اشتراط التوبة في الفتاوى الكبرى،[١٩] وفي انتظار الاستبراء خلاف أيضًا، لكن يجب التنبيه إلى مسألتين أساسيّتين في هذا الموضوع: الأولى أنَّ زواج الزاني ممَّن زنى بها لا يُعفيهما من العقوبة، وأما الثانية أنّ الزنا بامرأة لا يُلزم بالزواج منها، إنَّما الزواج بينهما يكون بالتراضي، وهو مُفضَّل إن تابا إلى الله، وفي ذلك ما فعله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في محاولته لجمع من زنيا ببعضهما،[٢٠] وفيه ستر وإعانة على التوبة والتزام الطريق القويم.[٢١]
انظر أيضا
مراجع
- زواج المساكنة علاقة محرّمة تدفع المرأة ثمنها! نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- المساكنة اسم جديد للزنا ينتشر في الأردن نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- المساكنة عند العرب: علاقة جنسية ام زواج التفافي نسخة محفوظة 16 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
- المساكنة بين المسموح والممنوع نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم, سورة الإسراء 32.
- القرآن الكريم, سورة النور 30.
- القرآن الكريم, المؤمنون 5-7.
- القرآن الكريم, الفرقان 68-69.
- القرآن الكريم, الأعراف 33.
- "الزنا...حكمه...وما يترتب عليه من آثار"، islamweb.net، الشيخ، 10.12.2002، مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2021.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة)
- بوابة القانون
- بوابة المرأة