معركة الجسور
معركة الجسور هي معركة وقعت في 2 أغسطس/آب 1990 خلال الغزو العراقي للكويت بين القوات العراقية وبين قطاعات من الجيش الكويتي بالقرب من مدينة الجهراء، وكانت القوات العراقية قد شرعت في عبور الحدود الكويتية على عدة محاور كان اهمها الطريق الدولي رقم 80 باتجاه العاصمة الكويتية، فقامت قيادة الأركان العامة للجيش الكويتي بتكليف اللواء المدرع 35 بقطع الطريق على القوات العراقية المهاجمة والتي تألفت من فرقة حمورابي المدرعة (حرس جمهوري) وبالرغم من ان اللواء الخامس والثلاثون المدرع لم يتمكن ان تعبئة كامل قواته إلا انه بالقوة المتوفرة اشتبك مع ارتال الجيش العراقي وخلال الاشتباك عززت القوات العراقية بقوات من فرقة المدينة المدرعة (حرس جمهوري) وهاجمت الجبهة الخلفية للواء الكويتي 35 وبسبب نقص الذخيرة وتزايد أعداد القوات العراقية وتطويقها لمواقع اللواء وأقتراب حلول الظلام انسحب اللواء إلى الأراضي السعودية[1]
معركة الجسور | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الغزو العراقي للكويت | |||||||
معركة الجسور | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
العراق | الكويت | ||||||
القادة | |||||||
العميد قيس الأعظمي (فرقة حمورابي) العميد ضياء التكريتي (فرقة المدينة) |
العقيد سالم مسعود السرور | ||||||
القوة | |||||||
فرقة حمورابي المدرعة فرقة المدينة المدرعة | اللواء المدرع 35 | ||||||
الخلفية التاريخية
بدأت القوات العراقية اجتياحها للكويت في الساعة 2 صباحا من ليلة 2 أغسطس 1990 [2] وذلك باجتيازها خط الحدود الشمالية بين البلدين وتقدمها باتجاه مدينة الكويت وكان الجيش الكويتي قد تأخر في اعلان حالة الاستنفار لأن القيادة السياسية الكويتية قبل بدأ الاجتياح العسكري العراقي لم ترى سببا يستدعي التصعيد العسكري مع العراق[3] في ذلك الوقت كان اللواء المدرع 35 متمركزا في غرب الكويت في «حالة سلم» وفي مثل هذه الحالة لا يسمح للوحدات العسكرية بتسلم السلاح وتوزيع الذخيرة وتعبئة الأليات[4] إلا انه في الساعة الساعة العاشرة من ذات الليلة ومع تصاعد حجم الحشود العراقية على الحدود قام مركز عمليات القوة البرية الكويتية بابلاغ قيادة اللواء برفع الاستعدادات إلي الحالة القصوى للدخول بعمليات عسكرية للدفاع عن البلاد [5] وبحلول الساعة الثانية صباحا كلف اللواء 35 بالتقدم شمالا للتصدي للقوات العراقية التي اجتاحت الحدود الشمالية وابلغ اللواء انه سيتم تحريك اللواء المشاة الآلي السادس معه. [6]
وامام تسارع الاحداث ألغي الأمر الصادر لللواء 35 بالتحرك شمالا وكلف بتطويق قوة عسكرية تمكنت من دخول مدينة الجهراء وتمركزت في مدرسة المقداد.[7] واصل اللواء 35 استعداداته الا انه قد تبين لقائد اللواء/ العقيد سالم السرور ان التعبئة لن تكتمل إلا بحلول الساعة السادسة صباح فاتخذ قراره بالتحرك بالقطاعات التي اكملت تعبئتها فتحركت إثر ذلك قيادة اللواء 35 بصحبة فصيلة صواريخ تاو مضادة للدروع في الساعة 4:30 لتطويق القوة العراقية في مدرسة المقداد على أن تلتحق به باقي وحدات اللواء حالما تجهز.
تشكيل القوات
القوات الكويتية
كانت القوات الكويتية تتمثل باللواء المدرع 35 والذي يتألف من كتيبتي دبابات تشفتين وكتيبة مشاة آلية وكتيبة مدفعية إضافة إلى الوحدات الملحقة باللواء وتشمل سرية صواريخ تاو مضادة للدروع وسرية هندسة ميدان. ولم يتمكن اللواء 34 من حشد كامل قواته بسبب عدم تواجدها في المعسكر الذي يقع في غرب الكويت حيث كانت ثلثي القوات التي يتألف منهم اللواء قد كلفت بحماية جزيرة فيلكا ووربة وبوبيان وإذاعة كبد ومراكز البترول في الروضتين وأم العيش ومعسكرات هيئة الأمداد والتموين للذخيرة إضافة إلى الإجازات السنوية[8]، فمن بين 3,500 جندي هي قوة الإجمالية للواء يتجاوز عدد الأفراد في اللواء عن 850 فرد.[9]
الوحدات المدرعة في اللواء تتألف من كتيبة الدبابات السابعة وكتيبة الدبابات الثامنة وتضم كل كتيبة 3 سرايا دبابات وخلال المعركة تمكنت الكتيبتين من تجهيز 37 دبابة على النحو التالي:-
- كتيبة الدبابات السابعة: 3 سرايا في السرية الأولى 9 دبابات والثانية 10 دبابات والثالثة على 7 دبابات إضافة إلى دبابة قائد الكتيبة.[10]
- كتيبة الدبابات الثامنة: سرية دبابات واحدة تتألف من 10 دبابات.
أما كتيبة المشاة 57 فعبئت سرية واحدة من 5 مركبات بي إم بي-2 وعدد من مركبات إم 113. حيث تم تكليف سريتا مشاة من سرايا الكتيبة بواجبات في جزيرتي وروبة وفيلكا، في حين جهزت كتيبة المدفعية سبعة مدافع M109A2 عيار 155 ملم.[11]
القوات العراقية
تشكلت القوات العراقية من فرقة حمورابي المدرعة بقيادة العميد الركن قيس الأعظمي [12] القادمة من محور العبدلي - الجهراء يتقدمها اللواء 17 مدرع بقيادة العقيد رعد مجيد الحمداني[13] وتتشكل فرقة حمورابي المدرعة من 3 ألوية هم لواءين مدرعين ولواء آلي إضافة إلى 3 كتائب مدفعية وباقي وحدات الاسناد، والتسليح الأساسي لفرق الحرس الجمهوري هي دبابات تي-72 وعربات بي إم بي-1.
خلال الاشتباك مع اللواء 35 مدرع كويتي عززت القوات العراقية بلواء مشاة آلي من فرقة المدينة التي اخترقت الحدود الغربية.
خط سير القوات العراقية
تقدم أرتال القوات العراقية على الخط السريع رقم 80 والذي يمتد من منفذ العبدلي الحدودي مع العراق حتى مدينة الكويت ويزيد طوله عن 100 كم. ولم تواجه القوات العراقية خلال سيرها أي مقاومة عسكرية حتى وصولها إلى مشارف مدينة الجهراء وانعطافها إلى الطريق الدائري السادس حيث اصطدمت باللواء المدرع 35.
خط سير القوات الكويتية
في ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس 2 أغسطس/آب صدرت الأوامر لقيادة اللواء بتطويق قوة عسكرية تمكنت من دخول مدينة الجهراء وتمركزت في مدرسة المقداد.[7] فتحركت إثر ذلك قيادة اللواء 35 بصحبة فصيلة صواريخ تاو مضادة للدروع في الساعة 4:30 لتطويق القوة العراقية في مدرسة المقداد على أن تلتحق باقي وحدات اللواء حالما تجهز.
خلال توجه اللواء إلى مدينة الجهراء ألغيت المهمة السابقة وكلف اللواء بمهمة قطع طريق المطلاع على القوات العراقية المتقدمة على خط العبدلي - المطلاع وحين وصلت قوات اللواء إلى تقاطع طريق الدائري السادس مع طريق الجهراء - السالمي كانت أرتال القوات العراقية قد أجتازت مضيق المطلاع وتسير عبر الدائري السادس.
المعركة
حينما وصلت قيادة اللواء المدرع 35 إلى مفرق طريق السالمي - الجهراء رصدت حركة الأرتال العراقية على الدائري السادس والتي كانت تسير باتجهاه مدينة الكويت، سارع آمر اللواء بالاتصال على مركز عمليات اللواء طلبا للامداد، فالتقطت قيادة الكتيبة السابعة الإشارة وانضمت إلى قيادة اللواء.[14]
اتخذ اللواء موقعه في الجهة الجنوبية من مقبرة الجهراء وصدرت الأوامر من قيادة اللواء بفتح نيران الدبابات على الأرتال العراقية المتقدمة على الدائري السادس واطلقت أول طلقه في الساعة 6:45.[14] وكانت القوات العراقية تسير على الطريق المكون من 4 خانات بأربعة أرتال متراصة وحين بدأت تنفجر مدرعات بي إم بي-1 تسبب ذلك في اندلاع الفوضى في سير الرتل العراقي، والطريق الدائري السادس هو من الطريق الرئيسية في الكويت وقد حددت جوانبه بحواجز خرسانية بطول 80 سم وهو ما منع الأرتال العراقية العراقية من الالتفاف، فيما سدت الدبابات المدمرة مقدمة الرتل أما الانسحاب للخلف فكان متعذرا بسبب طول الرتل البالغ أكثر من 10 كيلومترات.[15]
ويذكر العقيد سالم مسعود آمر اللواء 35 بداية إطلاق النار:[14]
صدرت الأوامر من آمر اللواء بفتح النار على العدو والاشتباك معه، وابلغت القيادة بذلك وكان ذلك الساعة 6:45 من صباح يوم الخميس 2 أغسطس 1990، وقد فوجئ العدو بالرماية عليه في الوقت الذي لم يكن يتوقع أية مقاومة وبدأت قواته تتخبط وتتصادم وهي تحاول تجنب نيران قواتنا التي انهالت عليه بشكل مكثف وتحاول أيضا تحديد مصادر نيراننا، وقد تسبب تركيز العدو على الإسراع بالتقدم إلى عمق الأراضي الكويتية في جعل أرتالة أهدافا سهلة أمام نيران قواتنا. |
فيما يذكر آمر اللواء 17 العقيد رعد مجيد الحمداني من حرس جمهوري من فرقة حموراي المدرعة:[16]
كانت الساعة تشير إلى 6:40 وقد أكملنا اجتياز مضيق المطلاع، فباشرنا التقدم على الطريق الدائري السادس، وماهي إلا دقائق حتى اصطدمنا بمقاومة شديدة في مفرق السالمي-واحة الغانم، وكان يقودها جحفل معركة كويتي من اللواء 35 المدرع، فأشرنا لهم تجنبا للقتال إلا أن دباباتهم استمرت بالرمي غير الدقيق بشكل يدل على عدم كفائتهم أو شدة أرتباكهم، وحسب سياق العمل تمت إزاحة المقاومة بسرعة فتراجعت معظم القوة نحو الغرب على طريق السالمي وظننت أنهم سيقعون بأسر فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري أو فرقة توكلنا على الله حرس جمهوري المتقدمة في ذلك الاتجاه. |
في ذلك الوقت كانت الدبابات الكويتية تبعد حوالي 2,000 متر عن الرتل العراقي الذي لم تطلق منه طلقة واحدة بل إن أطقم الدبابات والمدرعات قد هربوا بعيدا عن الطريق تاركين دباباتهم ومدرعاتهم محترقة لتغلق الطريق على باقي الرتل الذي توقف دون حركة.[17]
ما أن اكتشف آمار الكتائب الكويتية شلل القيادة العراقية حتى امروا قواتهم بالتقدم حتى مسافة 800 متر من الرتل والأجهاز على الرتل المتوقف دون حراك، خلال ذلك الوقت شنت طائرات سلاح الجو الكويتي غارات مؤثرة على نقطة الاختناق في المطلاع لتسبب الفوضى في صفوف القوات العراقية.[17]
وصلت إلى اللواء قيادة كتيبة الدبابات الثامنة واحتلت الجانب الأيمن من أرض المعركة.[18]
قامت باقي وحدات اللواء المدرع 35 تباعاً بالالتحاق بقيادة اللواء فيما انهت كتيبة المدفعية من تعبئتها وقصفت مواقع الإحداثيات التي زودت بها في الساعة 8:30.
في ذلك الوقت حاولت القوات العراقية تحديد مصدر النيران وتطويق قطاعات اللواء 35 مدرع من عدة جهات، في الساعة 13:30 مساءً تقدمت قوة تقدر بلواء من فرقة المدينة من خلف قوات اللواء 35 وأشتبكت مع قوات اللواء حتى الساعة 13:50.
بسبب عدم توافر الذخيرة وتزايد أعداد القوات العراقية وتطويقها لموقع اللواء وعدم وجود الإسناد القتالي والإداري وأقتراب حلول الظلام وأنقطاع الأتصال بالقيادة أتخذ أمر اللواء قرارا بالانسحاب إلى الأراضي السعودية[1] التي وصلها اللواء في الساعة 4:30 من يوم الخميس في مركز الجبو الحدودي حتى أنتهت ترتيبات الموافقة على الدخول في الساعة 2:00 ظهراً من يوم الجمعة 3 أغسطس/آب.[19]
الخسائر
- خسائر القوات العراقية (فرقة حمورابي) حتى الساعة 10:00[20]
- 25 دبابة محملة بجنود المشاة.
- 7 باصات محملة بجنود المشاة.
- 8 عربات قتال مدرعة.
- 3 آليات محملة بالذخيرة.
- أعداد غير مؤكدة من الأفراد والمعدات.
- خسائر اللواء 35 مدرع حتى الساعة 15:00[20]
- تدمير 2 دبابة
- تدمير 2 آلية
- مقتل 10 عسكريين
- جرح 35 عسكري
- خسائر اللواء 14 مشاة آلي من الفرقة المدينة (حرس جمهوري):
|
|
مصادر
- سالم السرور، ص.30
- المقدم الركن ناصر الدويلة، ص.60
- سالم السرور، ص.18٬
- سالم السرور، ص.106
- سالم السرور، ص.14٬
- سالم السرور، ص.16
- سالم السرور، ص.17
- سالم السرور، ص.116
- سالم السرور، ص.140
- آرمور، ص.27
- آرمور، ص.26
- رعد مجيد الحمداني، ص.197
- رعد مجيد الحمداني، ص.198
- سالم السرور، ص.18
- المقدم الركن ناصر الدويلة، ص.65
- رعد مجيد الحمداني، ص.205
- المقدم الركن ناصر الدويلة، ص.66
- اللواء الركن سالم السرور، ص.19
- سالم السرور، ص.35
- العقيد محمد الهاشم ص.92
- تقرير أمر لواء المشاة الآلي 14 حرس جمهوري (موسوعة مقاتل من الصحراء) نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
مراجع
- اللواء الركن سالم مسعود سعد السرور، اللواء المدرع الخامس والثلاثون ودوره في معركة الجسور وتحرير الكويت، مركز البحوث والدراسات الكويتية، 2007.
- اللواء الركن رعد مجيد الحمداني، قبل أن يغادرنا التاريخ، الدار العربية للعلوم، 2007.
- العقيد الركن الدكتور محمد عبد اللطيف الهاشم، ملاحم يوم الفداء الكويتي، التطور السياسي والعسكري.
- المقدم الركن ناصر فهد الدويلة، ردة الفرسان، ذات السلاسل، 2010.
- مجلة آرمور العسكرية العدد سبتمبر-أكتوبر 1995.
- بوابة الكويت
- بوابة الحرب
- بوابة العراق
- بوابة عقد 1990