معركة الخليل
وقعت مجزرة الخليل عام 1834 في أوائل شهر أغسطس عام 1834،[1] عندما شنت قوات إبراهيم محمد علي باشا هجومًا على الخليل لسحق آخر جيب للمقاومة الكبيرة في فلسطين خلال تمرد الفلاحين في فلسطين. لقدم تعرض متمردي الخليل للهزيمة بعد معارك عنيفة في الشوارع ضد الجيش المصري،[2] وبعد ذلك تعرض سكان الخليل للعنف بعد سقوط المدينة.[3] قُتل حوالي 500 مدني ومتمرد، بينما قُتل من الجيش المصري 260 مجندًا.
مجزرة الخليل عام 1834 | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من تمرد الفلاحين الشوام (1834–35) | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
إيالة مصر | متمردو الخليل وسنجق نابلس
| ||||||
القادة | |||||||
إبراهيم محمد علي باشا | قاسم الأحمد عبد الرحمن عمرو | ||||||
القوة | |||||||
4،000 (المشاة) 2،000 الفرسان |
لا توجد | ||||||
الخسائر | |||||||
260 | 500 قتيل (متمرد ومدني، بينهم 12 يهوديًا) | ||||||
ومع أن اليهود لم يشاركوا في الانتفاضة، ورغم تأكيدات إبراهيم باشا بأن الحي اليهودي سيترك دون أذى، إلا أن اليهود الخليليين تعرضوا للهجوم.[4][5] قُتل ما مجموعه 12 يهوديًا. أشار يهود الخليل لاحقًا إلى الأحداث باسم Yagma el Gabireh («التدمير الكبير»).[6][7]
الخلفية
كان تمرد الفلاحين عام 1834 تمردًا شعبيًا ضد إجراءات التجنيد ونزع السلاح التي طبقها إبراهيم باشا وقد استغرق قمعها خمسة أشهر. ومع أن الشخصيات البارزة تلعب دورًا رئيسيًا، فقد كان الفلاحون جوهر التمرد حيث هاجموا مدنًا مثل القدس. كانت إحدى النتائج أنهم شاركوا أيضًا في عمليات نهب واعتداءات واسعة النطاق على الأقليات اليهودية والمسيحية المحلية وعلى إخوانهم من المسلمين.[8][9] كان أحد مراكز التمرد الرئيسية في المناطق الجبلية الوسطى في نابلس والقدس والخليل. عانت الخليل من آثار إبراهيم باشا: في السنة السابقة، وبموجب قاعدة تفرض تجنيد خمس السكان الذكور، فقد تم تجنيد 500 من الخليليين في الجيش المصري، على أساس أنهم كانوا بحاجة لمحاربة «أمم الناصرة».[10]
وفي الوقت الذي كافح فيه إبراهيم باشا لإخماد التمرد، فقد ركزت القوات المحلية من نابلس والقدس جهودها من أجل اتخاذ موقف أخير في الخليل. فجر المدفعيون المصريون دفاعات القلعة، وعند دخولهم إلى المدينة لم يميزوا بين المسلمين المحليين واليهود - لم يلعب الأخيرون أي دور في التمرد - لكنهم شرعوا في القتل العشوائي، حيث مُنحوا ست ساعات للاستمتاع بثمار فوزهم. أطلق إبراهيم باشا «العنان لقواته للنهب والسلب والقتل والاغتصاب انتقامًا ولترويع السكان من أجل قمع أي أفكار لتكرار أعمالهم ضد حكومته».[11] كان لمتمردي نابلس والقدس دور في العنف ضد الجالية اليهودية. ويقال إن إبراهيم باشا قد تدخل في النهاية لتجنب إبادة هؤلاء.[12][13]
المعركة والمجزرة
بعد سيطرة إبراهيم باشا على جبل نابلس، مركز التمرد، فقد شرع في ملاحقة المتمردين بقيادة الزعيم الرئيسي للتمرد، قاسم الأحمد، الذي فر من جبل نابلس إلى الخليل، حيث توصل إلى اتفاق مع شيوخ تلك المدينة يقضي بمواصلة الانتفاضة. وفي موقع في الجوار الشمالي للخليل، واجه المتمردون الجيش المصري واشتبكوا معهم لفترة قصيرة قبل الانسحاب إلى الخليل. حارب الجيش المصري المتمردين الذين كانوا من الفلاحين وسكان البلدة حينما دخل المدينة في معارك شوارع عنيفة. ومع مقاومة المتمردين شديدة، فقد تلقوا في النهاية ضربات حاسمة بالمدفعية المصرية الثقيلة. لقد أسقط المتمردون حوالي 260 ضحية بالكتيبة المصرية في الخليل، والتي كانت تتألف من حوالي 4000 من المشاة و2000 من الفرسان، قبل أن يسيطر المصريون بالكامل على المدينة.[2]
وقعت عمليات قتل واغتصاب جماعية على أيدي القوات المصرية في الخليل بعد أن استولت على المدينة من المتمردين.[14] قُتل حوالي 500 من المتمردين والسكان، وتم أخذ 750 من الرجال المسلمين كمجندين.[15] وبحسب المؤرخ باروخ كيميرلينغ، فقد قام 120 ضابطًا مصريًا بنقل 120 مراهقًا آخرين «ليفعلوا بهم ما يريدون».[14] لم يشارك يهود الخليل في التمرد، لكن الجنود المصريين الذين دخلوا المدينة تجاهلوا هذا.[13] ولمدة ثلاث ساعات، ارتكبت القوات فظائع ضد أهالي الخليل.[16] لم يكن اليهود خاضعين لسياسة تجنيد باشا، لكنهم عانوا من «أكثر الغارات الوحشية»[17] وتعرضوا «للعنف الخاص».[18] وبينما تمكن كثير من المسلمين من الهروب من الخطر الوشيك، بقي اليهود واثقين من أنهم لن يتضرروا من قبل المصريين. يبدو أن يهود القدس تلقوا تأكيدًا من إبراهيم بأن يهود الخليل سيتم حمايتهم.[19] في النهاية، قُتل سبعة رجال يهود[16][20][21] وخمس فتيات.[1][16] كما وصف إسحاق فرحي الهجمات العنيفة على يهود الخليل التي ارتكبها الجنود المصريون[22] فقد كتب أن الهجوم في الخليل كان أسوأ من النهب في صفد حيث تم تدنيس المعابد،[23] ونُهبت المنازل، وسُرقت أشياء ثمينة[24] تاركة الجالية اليهودية في الخليل محرومة.[25] نجحت المجزرة في توحيد مجتمعات السفارديم والأشكناز في الخليل، لكن الأمر استغرق حتى عام 1858 من أجل تعافي المجتمع بالكامل.[13]
هرب عبد الرحمن عمرو من بلدة دورا، أحد قادة المتمردين الخليل، من المدينة،[19] وأيضا فعل قاسم الأحمد وعدد من مقاتليه عابرين نهر الأردن من أجل البحث عن ملجأ في الكرك. غادر إبراهيم باشا وقواته الخليل لملاحقة قاسم في 14 أغسطس.[2]
المراجع
-
Oded Avsar (1970)، Sefer Hebron (باللغة العبرية)، Keter، ص. 56، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
בשנת 1835, כשנה לאחר אותו פוגרום
- Safi, Khaled M. (2008)، "Territorial Awareness in the 1834 Palestinian Revolt"، في Roger Heacock (المحرر)، Of Times and Spaces in Palestine: The Flows and Resistances of Identity، Beirut: Presses de l'Ifpo، ISBN 9782351592656، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019
- Baruch Kimmerling؛ Joel S. Migdal (2003)، "The Revolt of 1834 and Modern Palestine"، The Palestinian People: A History، Harvard University Press، ص. 11، ISBN 978-0-674-01129-8، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019،
The final battle occurred in Hebron on August 4: The Egyptian victory there was complete and included levelling of the city, rape of the women, mass killing and conscription of the men, the furnishing of 120 adolescents to Egyptian officers to do with as they wanted.
-
Moshe Maʻoz (1975)، Studies on Palestine during the Ottoman period، Magnes Press، ص. 147، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
In Hebron, for example, Jews were massacred in 1834 by Egyptian soldiers who came to put down a local Muslim rebellion
-
David Vital (1975)، The origins of Zionism، Clarendon Press، ص. 17، ISBN 978-0-19-827194-9، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
In Safed the peasant revolt of 1834 hit the Jews particularly hard; in Hebron there was a massacre of Jews after the entry of Egyptian soldiers sent to put down the Muslim rebels.
- Hyam Zvee Sneersohn (1872)، Palestine and Roumania: a description of the Holy Land and the past and present state of Roumania and the Roumanian Jews، Ayer Publishing، ص. 44، ISBN 978-0-405-10291-2، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
-
Pinchas Hacohen Peli؛ Avigdor Shinʼan (1973)، "The shifts in the status of Jews in Syria and Palestine in the 19th-century"، Proceedings of the Fifth World Congress of Jewish Studies, the Hebrew University, Mount Scopus-Givat Ram, Jerusalem, 3-11 August, 1969، World Union of Jewish Studies، ص. 74، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
A new era in the history of the region began with the conquest of Syria and Palestine by Ibrahim Pasha the Egyptian: a pogrom against Hebron Jewry, attacks on the Jews of Safed, and a blood libel in Damascus.
- Joel Beinin Workers and Peasants in the Modern Middle East, Cambridge University Press, 2001 p.33.
- Judith Mendelsohn Rood, Sacred Law In The Holy City: The Khedival Challenge To The Ottomans As Seen from Jerusalem, 1829-1841, BRILL 2004 p.128
- Judith Mendelsohn Rood, Sacred Law In The Holy City: The Khedival Challenge To The Ottomans As Seen from Jerusalem, 1829-1841, BRILL 2004 p.120, p.126
- ’Adel Manna’, ‘Reading the 834 Revolt against Muhammad ‘Ali in Palestine and Rethinking Ottoman Rule,’ in Kamīl Manṣūr,Leila Tarazi Fawaz (eds.)Transformed Landscapes: Essays on Palestine and the Middle East in Honor of Walid Khalidi, The American University Press in Cairo 2009 pp.83-103 p.87
- Emile Marmorstein, ‘European Jews in Muslim Palestine,’ in Elie Kedourie,Sylvia G. Haim (eds.) Palestine and Israel in the 19th and 20th Centuries, (1982) Routledge 2013 pp.1-14, p.5
-
Louis Finkelstein (1960)، The Jews: their history, culture, and religion، Harper، ص. 674، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
During the war of Ibrahim Paha, when the Arabs of Hebron revolted against the Egyptians, the Jews of Hebron suffered more than any other Jewish community in the land. Ibrahim Pasha ordered his troops ruthlessly to suppress the revolt, and when they attacked the city with permission to plunder and slaughter at will, they did not distinguish between Arabs and the Jews, who had no part in the rebellion. This calamity united the Hebron Sephardim and the Habad Hasidim, and in 1834 they jointly sent Rabbi Nathan Amram to seek aid in Western Europe for Jewish Hebron. The community did not fully recover until Rabbi Elijah Mani arrived in the city in 1858.
- Kimmerling, Baruch؛ Migdal, Joel S. (2003)، The Palestinian People: A History، Harvard University Press، ص. 11، ISBN 9780674011298، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019.
- Robinson, Edward (1856)، Biblical Researches in Palestine and the Adjacent Regions: A Journal of Travels in the Years 1838 & 1852، Murray، ج. 2، ص. 88، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019.
-
Sherman Lieber (1992)، Mystics and missionaries: the Jews in Palestine, 1799-1840، University of Utah Press، ص. 217، ISBN 978-0-87480-391-4، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
During a ferocious onslaught of three hours, Ibrahim Pasha allowed his troops to slaughter Muslims, plunder the population, and defile the women. When Muslims sought safety in the Jewish quarter of Hebron, the soldiers pursued them, indiscriminately killing and looting all in their path.
-
Edward Robinson (1841)، Biblical researches in Palestine, mount Sinai and Arabia Petrea، John Murray، ص. 461، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019،
Many were slain; and the Jews especially are reported to have suffered the most cruel outrages from the brutal soldiery.
-
American Board of Commissioners for Foreign Missions (1836)، The Missionary herald، Published for the Board by Samuel T. Armstrong، ص. 253، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
After the battle the city was given up to the plunder and licentiousness of the soldiers. They fell upon the poor Jews with special violence, the rebels having made their strongest resistance in the Jewish quarter of the town fighting from…
- Joseph Schwarz (1850)، A descriptive geography and brief historical sketch of Palestine، A. Hart، ص. 398، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019.
-
Church Pastoral-aid Society, London (1846)، The Church of England magazine، J. Burns، ج. 20، ص. 18، مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2019،
Seven Jews were massacred by the soldiers; and atrocities were committed, in the quarter belonging to that devoted nation, which cannot be mentioned.
- H. Z. Sneersohn & J. Schwarz only mention the murder of 5 Jews.
- Matthias B. Lehmann (2005)، Ladino rabbinic literature and Ottoman Sephardic culture، Indiana University Press، ص. 173، ISBN 978-0-253-34630-8، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
-
J. D. Paxton (1839)، Letters from Palestine، ص. 142، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019،
A few years ago, when Ibrahim Pasha's troops took Hebron, they committed great outrages on the Jews, by plundering them all of they could find. They broke into their synagogue, and opened all parts of it in which they thought anything could be found, mutilated and tore their roll of the law, and perpetrated many other enormities.
-
John Lloyd Stephens (1838)، Incidents of travel in Egypt, Arabia Petraea, and the Holy Land، Harper & Brothers، ص. 127، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019،
and while their guilty brethren were sometimes spared, the unhappy Jews, never offending but always suffering, received the full weight of Arab vengeance. Their houses were ransacked and plundered; their gold and silver, and all things valuable, carried away; and their wives and daughters violated before their eyes by a brutal soldiery.
- Martin Sicker (1999)، Reshaping Palestine: from Muhammad Ali to the British Mandate, 1831-1922، Greenwood Publishing Group، ص. 13، ISBN 978-0-275-96639-3، مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2017.
- بوابة التاريخ
- بوابة القرن 19
- بوابة اليهودية
- بوابة سوريا
- بوابة فلسطين