ميرا باي
ميرا، المعروفة أيضًا باسم "ميرا باي"، "ميرة باي"[1] أو "وسيبا ميرا باي" [2] الصُّوفيَّة، الهندوسيّة، الشَّاعرة العاشقة لـ: "لورد كريشنا". عاشت في القرن السّادسَ عَشَرَ؛ وتُعْتَبرُ قدّيسة "بهاكتي"؛ ولا سيَّما في تقاليد الهند الشماليّة الهندوسيّة.[3][4]
ميرا - Meera | |
---|---|
الديانة | الهندوسيّة |
أسماء أخرى | ميرا باي، ميرا باي |
معلومات شخصية | |
الولادة | سنة 1498م بالي، الهند |
الوفاة | سنة 1547م عمر 49 |
نَشَأَتْ ميرا باي في راجبوت، لواحدةٍ من العوائل المالكة، من كودكي بمدينة بالي، راجستان في الهند. هي المذكورة في أدبيّات قصائد "بهاكتمال"؛ مع التّأكيد على أنّها كانت معروفة على نطاق واسع؛ وأنّها قد عزّزتْ وأغنتْ "حركة بهاكتي" الثّقافية في حقبة 1600م.[5] وأنّها كانت شديدة الإخلاص لـ: "لورد كريشنا"، إلى حدّ اعتبارها "كريشنا" زوجًا لها.
تعرّضتْ للاضطهاد من قبل عائلة زوجها؛ بسبب إخلاصها العِرفانيّ.[5] حتّى غدت موضوع الكثير من الحكايات الشّعبيّة و السِّيَر العجابئيّة المتّصلة بحياة القدّيسين على الأرض. على الرَّغم من كونها تتعارض أو تختلف فيما بينها على نطاق واسع في التّفاصيل.
سيرَتُها ونَشْأتُها
شاعرةٌ صوفيّةٌ هنِدْوسيّةٌ، عَزّزتْ وأغْنَتْ "حَركة بهاكتي" الثّقافيّة في الحِقْبة الّتي زارتْ فيها هذه الأرض؛ وأضْحى لقصائدِها الغنائيّة التّعبُّديّةِ لـ: لورْد كريشنا شَعْبيّةً كبيرةً في شمال الهند.
تنتسبُ ميرا باي إلى إحدى السُّلالاتِ الحاكمة؛ فقد كانت أميرةً من راجبوت (rajput)، والابنةَ الوحيدةَ لراتان سينغ (rattan singh) الأخ الأصْغر لحاكم ميرتا (merta)، كانت ثقافتها الملوكيّة تتضمّنُ الموسيقى واللّاهوت، كما تتضمّنُ دُروسًا في السّياسةِ والحُكْم.
كانَ لصورةِ كريشنا الّتي أهداها لها، في طُفولتِها، أحدُ القِدّيسينَ، أثرٌ بالغٌ في توجّهِها الأُلهانيّ؛ حَيْثُ حرَّكت فيها ولهًا وشغفًا بالـ: لورد كريشنا؛ فصارَ عَشيقَها الإلهيّ. وتماهَتْ مَعَ ذيّاكَ الشّغف طَوال حياتها.
تزوّجت ميرا باي سنة 1516م من بهوج راج (bhoj raj) الأمير ووليّ عهد ميوار (mewar) والّذي توفّيَ سنة 1521م، من جرّاءِ جِراحٍ أصابتْهُ في إحدى الحروب (على أغلبِ الظّنّ).
ومنْ بعدِ ذلكَ أصبحت ميرا ضحيّةً لكثيرٍ من الاضْطهاداتِ والمؤامراتِ على يدِ شقيقِ زوجِها راتان سينغ (rattan singh) حالما اعتلى العرش، وعلى يَدِ خلَفِهِ فيكراميت (vikramit)؛ فاعتبراها خارجةً على الأعرافِ الرّسميّةِ ومتمردّةً على العوائدِ الاجتماعيّةِ؛ وأنّ مُمارساتِها الدّينيّةَ لا تنسجمُ معَ السّلوكِ التّقليديّ لأميرةٍ منْ راجبوت، ولأَرْملةٍ فقَدَتْ زَوْجَها.
تنسُّكُها وعِرْفانُها
أمضَتْ جُلَّ أيّامِها في معبدِها الخاصّ المكرَّسِ لـ: لورد كريشنا، تَسْتَقبِلُ السّادهوييّن (sadus)، أي الرّجال المُقدّسين، كما تستقبلُ الحُجّاج منْ كلِّ أطرافِ الهند، وتَنْظِمُ التّراتيل التّعبُّديّةِ. وهي تنْتمي لخَطٍّ تَقْليديٍّ قَويٍّ مُترسِّخٍ مِنْ شُعراءِ البهاكتي؛ أي التَّعبُّديّونَ في الهند القَرْوَسَطِيَّة، الّذينَ عبَّرُوا عنْ عِشْقهِمُ الإلهيِّ باسْتعمالِ مُشابهاتٍ تَنْطبقُ على العَلاقاتِ الإنسانيَّةِ؛ كأمٍّ حِيالَ ولدِها، وكصديقٍ حِيالَ صديقِهِ، أوِ امْرأةٍ حِيالَ محبوبِها.
ميرا باي الّتي كَتبتْ القِسم الأكبرِ منْ أناشيدها بالبراج بهاسا (braj bhasa)، وهي لغة هندية محليَّة، عبّرت عنْ حُبٍّ لا نهائيٍّ لـ:لورد كريشنا، وعن تلاقيها معه في الممرّاتِ الضّيّقة، وكيفَ نَسِيَتْ أنّها ذهبتْ إلى هناكَ لتبيعَ اللّبن، وعنْ آلامِ الفراقِ الّتي عانتها عندما غادرتْ، وعنْ شوقِها له وحنينها إليهِ عندما كانَ ينادِمُها ويغازِلُها. إنّها القصائدُ الشّعبيّةُ الهائلةُ؛ والأناشيدُ الرّشيقةُ الرّقيقةُ؛ المُنْطويةُ على صُورٍ مِنَ الحياةِ اليوميَّةِ، مشحونةً برقَّةِ العواطفِ الّتي يمكنُ فهمُها بسهولةٍ منْ قِبلِ الأشخاصِ العاديّينَ.
مُحاولةُ قَتْلِها
ولقد جرَتْ محاولتا اعتداءٍ على حياتها؛ جاءتْ على ذِكرهما في قصائِدها. ففي الأُولى أرسلوا لها أفعًى سامّةً في سلّةِ زهورٍ، ولكنْ عندما فتحتِ السَّلة أَلْفَتْ فيها صورة التَّجَلّي الإلهيّ. وفي الأُخرى قدَّموا لها قَدَحًا مِنَ السُّمِّ؛ فشَرِبَتْهُ ولكنَّها لمْ تُصَبْ بأيِّ أذًى.
اخْتفاؤُها وتلاشيها
في نهايةِ الأمرِ، غادرتِ ميرا باي ميوار وعادَتْ إلى ميرتا، ولكنْ حينَ اكتشفتْ أنَّ سُلوكَها غير التّقليديّ ليسَ مقْبولًا هناكَ أيْضًا؛ انطلقتْ في سلسلةٍ مِنَ الحُجَيجاتِ، إلى أنِ اسْتقرَّتْ في ديواركا (dwerka) سنة 1546م، وكان أوداي سينغ (udai singh)، الّذي خَلَفَ فيكراميت في وراثةِ لقبِ رانا (rana) أي ملك، قد أرسلَ وَفْدًا مِنَ البراهمانييّنَ ليعودوا بها إلى ميوار، وإذْ ساورها القَلقُ وعدمُ الرّغبة في الامْتثالِ؛ طلبَتْ إذنًا بأنْ تقْضي ليلتها في معبدِ ران شورجي كريشنا (ranchorji krsna) واكْتشفوا في الصّباح التّالي أنّها اخْتفت. وَبحسَبِ الاعْتقادِ الشَّعبيّ؛ فإنّ ميرا باي انْصهَرَتْ وتلاشتْ؛ وتماهَتْ بأُعجوبَةٍ مَعَ صورةِ رانشورجي. ولكنِ التّساؤل ما إذا كانَتْ قَدْ تلاشتْ فِعْلًا تلكَ اللّيْلة، أو أنّها تسلّلَتْ هاربةً لتقضي حياتها متخفّية، غيْرَ أنّ الجواب عنْ هذا ممّا لا يقْطعُ بهِ أحد.
قصائد لها
نُشّابَــةٌ[6] - [7] The Arrow
أطلقَ مُرشدي نُشّابَةً، فاخترقت عابرةً على طُول المَدَى الدّاهر |
.My teacher shot an arrow, it passed all the way through |
النّحْلةُ ميرا[6] - [7] Mira The Bee
آهٍ يا أصدقائي، |
,O my friends |
قصائد عنها
المُعَلّم كمال جنبلاط
وَلِلْمُعلِّم كمال جُنْبلاط قَصيدة "ميرا”؛ كَتَبَها بالفَرَنْسِيّةِ، مُومِيًا فيها إلى هَذِهِ النّاسِكة الأُلْهانِيّةِ؛ إثْرَ عَوْدتِهِ مِنْ جَوْلَةٍ تأمُّليَّةٍ رُوحيّةٍ في الهِنْد؛ اِسْتَغْرَقَتْ أكثرَ مِنْ شَهْرينِ. نَنْقُلُها مِنَ الفَرَنْسيّة إلى العربيّةِ؛ بِتَرْجَمَةٍ حَديثَةٍ للشّيخ عبد الرّحمن الحلو بإزاءِ تَرْجمةِ كلٍّ مِنَ الأسْتاذ فَيْصل الأطرش[8] والأسْتاذَيْنِ خَليل أحْمَد خَليل ونُهاد أبو عيّاش.[9]
وَلِمزيدٍ مِنَ الدِّقَّةِ في التَّرْجمَة؛ نَضَعُ النَّصَّ الفَرَنْسيَّ لِلمُعلِّم كمال جُنْبلاط مُقابلَ هَذِهِ التَّرْجمة، مَعَ التَّنْويهِ عَلى أنَّ التَّرْجَمَة عِنْدَ الحُلو هِي أنْ نقُولَ الشَّيْءَ نَفْسَهُ بِالكاد؛ جَرْيًا على مَقُولَةِ أُومبرتو إكو في التَّرْجَمَةِ.[10]
ميرا[11] - [8] Mira
جَميلةٌ؛ كَعْذراءِ كُلِّ الأَزْمنةِ؛ فَتيَّةْ |
.Elle est aussi belle que la Vierge d'antan Elle n'est plus que d'or dans le Jeu des dorures
.La Flamme est le substrat de tous les Feux du ciel
,ll contemple le jeu sans en être affecté !Et la cendre du vrai a brûlé nos miroirs |
روابط خارجية
- ميرا باي على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)
- ميرا باي على موقع MusicBrainz (الإنجليزية)
- ميرا باي على موقع Discogs (الإنجليزية)
المراجع
- أمار حسن (سبتمبر 2020)، الأميرة ميرة "رابعة الهند"، https://tinyurl.com/y5q7b5ms، دار الفارابي.
{{استشهاد بكتاب}}
: روابط خارجية في
(مساعدة)|عمل=
- "Mira Bai"، Encyclopædia Britannica، مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 2018.
- Karen Pechelis (2004), The Graceful Guru, Oxford University Press, (ردمك 978-0195145373), pages 21-23, 29-30
- Neeti Sadarangani (2004), Bhakti Poetry in Medieval India: Its Inception, Cultural Encounter and Impact, Sarup & Sons, (ردمك 978-8176254366), pages 76-80
- Catherine Asher and Cynthia Talbot (2006), India before Europe, Cambridge University Press, (ردمك 978-0521809047), page 109
- مَنْقولَةٌ مِنَ الإنجليزيّة إلى العربيّةِ؛ بِتَرْجَمَةٍ حَديثَةٍ للشّيخ عبد الرّحمن الحلو
- Mirabai ecstatic poems versions by Robert Bly and Jane Hirshfield, -1st ed. page 26. ISBN 978-0-8070-6387-3
- جنبلاط، كمال، سعادة الرّوح؛ ترجمة: فَيْصل الأطرش (بيروت، دار النّهار، ط 1، 2002م) ص ص 132 - 137.
- جنبلاط، كمال، آناندا - السّلام؛ تعريب: د. خليل أحمد خليل ونهاد أبو عيّاش (ب.م، ب.ن، 1979م) ص ص 70 - 72.
- إيكو، أُمبرتو، أنْ نقول الشيء نفسه تقريبًا؛ ترجمة: أحمد الصّمعيّ (بيروت، المنظّمة العربيّة للتّرجمة، ط1، 2012م).
- مَنْقولَةٌ مِنَ الفَرَنْسيّة إلى العربيّةِ؛ بِتَرْجَمَةٍ حَديثَةٍ للشّيخ عبد الرّحمن الحلو. راجع موقع مركز بيروت للدّراسات والتّوثيق حيث القصيدة منشورة. نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- إشارة إلى مقولة العِرفانيّين: "بسيطُ الحقيقةِ كُلُّ الأَشياءِ".
يراجع: الشِّيرازيّ، مُلّا صدر الدِّين محمّد، الحكمة المتعالية في الأَسفار العقليّة الأَربعة (بيروت، دار إحياء التّراث العربيّ، ط4، 1990م) 6: 110- 118.
مُقارنةً بـ: الأَحسائيّ، أَحمد بن زين الدّين، معنى بسيط الحقيقة كلّ الأَشياء؛ تحقيق: صالح أَحمد دياب (بيروت، دار المحجّة البيضاء، ط1، 2009م).
وانظر أَيضًا: خراسانيّ، محمود شهابي، النَّظرة الدَّقيقة في قاعدة بسيط الحقيقة؛ تحقيق: محمّد أَمين شاهجوئي (تهران، ط2، 1387هـ.ش).
- بوابة الهند
- بوابة أعلام
- بوابة المرأة
- بوابة الهندوسية
- بوابة شعر