وشم أسفل الظهر

أصبحت الأوشام الموجودة على أسفل الظهر شائعة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واكتسبت شهرةً بسبب جاذبيتها المثيرة. تُبرَزُ الأوشام أحيانًا بواسطةِ الجينز القصير أو الملابس العلويّة القصيرة في الأغلب، وينتشرُ هذا النوع من الوشوم لدى فئة الإناث أكثر. انتقدت دراسةٌ عام 2011 ما وصفتهُ «الصور النمطيّة» التي روَّجتها وسائل الإعلام عن الوشوم أسفل الظهر، بحجّة أنها صُوِّرت بشكلٍ غير عادلٍ كرمزٍ للاختلاطِ بين الجنسين.[1]

امرأة في أسفلِ ظهرها وشم.

التاريخ

على الرغم من أن الرجال غالبًا ما يكونون في العالم الغربي موشومون أكثر من النساء، إلا أنّه في أوائل التسعينيات اكتسبت هذه الممارسة شعبيةً بين النساء أيضًا.[2] قبل أواخر القرن العشرين، كانت النساء الموشومات يتعرضنَ لوصمة عارٍ شديدةٍ، ونادرًا ما يتمُّ العثور على موشومات في مجتمعٍ مكوّنٍ من الطبقة الوسطى.[3] انتشر الوشم أسفل الظهر في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويرجعُ ذلك جزئيًا إلى تأثير المشاهير الإناث، بما في ذلك بريتني سبيرز، آليا، كريستينا ريتشي وباميلا أندرسون، وربما للجينز القصير والملابس العلويّة القصيرة دورٌ في زيادةِ وشم أسفل الظهر.[4] العامل الآخر الذي ربما ساهمَ في انتشارِ وشوم أسفل الظهر هو المنطقة الموشومة والتي بها القليلُ من الدهون، وهو ما يُقلِّل من فرصِ تشوه الوشم معَ مرور الوقت،[5] كما أنّه يسهلُ إخفاء الوشم في تلك المنطقة والتحكّم في اختيار وقت الكشف عنه.[3] على الرغم من أن بعض الذكور لديهم وشمٌ أسفل الظهر، بما في ذلك بعض المشاهير،[4] إلا أنّ هذا النوع من الوشوم غيرُ مشهورٍ في صفوفِ الرجال بشكل عام.[6]

النظرة العامّة

صورةٌ لامرأة خلال وضعها لوشمٍ أسفل ظهرها.

غالبًا ما يَنظر الناس إلى أسفل ظهر المرأة على أنها جزءٌ مثيرٌ من الجسم، مما يؤدي إلى ربط الوشم أسفل الظهر بالشهوة والجنس،[3] كما يُنظر إليه على أنه مؤشرٌ على ما يُعرف بالاختلاطيّة الجنسيّة من قِبل البعض، وربما يرجعُ ذلك إلى تصوير وسائل الإعلام للنساء اللاتي يحملنَ وشومًا.[7] انتقدت دراسةٌ أُجريت عام 2011 الصور النمطيّة التي رسمتها وسائل الإعلام للوشم أسفل الظهر، بحيثُ صُوِّر – بحسبِ الدراسة – بشكل غير عادلٍ كرمز للاختلاطيّة الجنسيّة.[1] تنتشرُ في العالَم الغربي عددٌ من الألقاب والمصطلحات التي قد يعتبرها البعضُ مهينةً للوشم أسفل الظهر أو مزعجةً على الأقل بما في ذلك عبارة «slag tag» التي تعني بالعربيّة «علامة الخبث» ومصطلحات من هذا القبيل.[2] يبدو أن برنامج ساترداي نايت لايف قد لعب دورًا جزئيًا على الأقل في إحداثِ ذاك التحيّز والعار في موضعِ الوشم، فعلى سبيل المثال لا الحصر اكتسبَ مصطلح «tramp stamp»[arabic-abajed 1] الذي يُعتبر مهينًا إلى حدٍ ما لمن يملكون وشومًا أسفلَ الظهر في اكتسابِ شعبيّةٍ واسعةٍ بعد استخدامه في إحدى مسرحيات البرنامج التمثيليّة في أيار/مايو 2004.[10]

الجوانب الطبيّة

تساءلَ الممارسون الطبيون وخاصّة المختصّون والذين ينشطون في مجالِ التخدير عمَّا إذا كان ينبغي توفيرُ المسكّنات فوق الجافية للنساء اللاتي يرغبنَ في الحصولِ على وشمٍ في أسفل الظهر، لكنَّ مخاوفَ ظهرت من أنَّ التخدير فوق الجافيّة قد يتسبَّبُ في دخولِ صبغة الوشم إلى الأربطة بين الشوكة ومناطق أخرى، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحيّة. هناك إجماعٌ على أنه لا ينبغي اللجوء للتخدير فوق الجافية في حالة الوشوم التي قد يحصلُ فيها تهيّجات أو سيلان للدم، ومع ذلك لم يتم توثيق الضرر بشكل واضح عند استخدامِ التخدير فوق الجافيّة عند وضعِ وشم صحي. خلصت مراجعةٌ في مجلّة الرابطة الأمريكية لممرّضي التخدير (بالإنجليزية: American Association of Nurse Anesthetists Journal)‏ إلى أنَّ «وضع قسطرة فوق الجافية عندَ الوشم هو قرارٌ مُمَارسٌ يعتمدُ على الحكم السريري».[11] في مجلّة الرأي الحالي في علم التخدير (بالإنجليزية: Current Opinion in Anesthesiology)‏ وهي مجلّةٌ طبيةٌ نصف شهريّة تُغطّي مواضيع التخدير ذكرَ كلٌ من فريدريك ميرسير وماري بيير بونيه أنّ الدليل على المضاعفات عند وضع قسطرة فوق جافيّة غير مقنع، لكنهما يدعوان إلى تجنّب هذه الممارسة بسبب نقصِ الأدلّة طويلة الأمد.[12]

انظر أيضًا

ملاحظات

  1. يُترجَم هذا المصطلحُ للعربيّة بعبارة «خَتم المُشرَّد» أو «خَتْم المُتشرِّد» وهو مصطلحٌ سيّء السمعة يُطلَقُ في العالَم الغربي على النساء اللاتي يضعنَ وشومًا أسفل ظهرهنّ ويُقصدُ به أنهنّ فاسقات أو عاهرات من خلالِ تلك العلامة أو الخَتْم.[8][9]

المراجع

  1. Salinas (2011)، Paul Lester and Susan Ross (المحرر)، Images That Injure: Pictorial Stereotypes in the Media، أي بي سي-كليو، ص. 247–8، ISBN 978-0-313-37892-8.
  2. Seibert (21 نوفمبر 2007)، "Once taboo, tattoos on girls are getting hot"، شيكاغو تريبيون، مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 أبريل 2012.
  3. Fenske (2007)، Tattoos in American Visual Culture، مكملين ناشرون [الإنجليزية]، ص. 98–9، ISBN 978-0-230-60027-0.
  4. Fong (24 مايو 2002)، "Hipster Jeans, Crop Tops Boost Lower-Back Tattoos"، وول ستريت جورنال، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 23 أبريل 2012.
  5. Semenza (16 أغسطس 2007)، "Do Lower Back Tattoo Lead to More Pain in the Delivery Room?"، The Victoria Advocate، اطلع عليه بتاريخ 23 أبريل 2012.
  6. Cuyper؛ Maria Luisa Cotapos (2010)، Dermatologic Complications With Body Art: Tattoos, Piercings and Permanent Make-Up، Springer Publishing، ص. 5، ISBN 978-3-642-03291-2، مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2021.
  7. Hall؛ Bishop (2007)، Pop-Porn: Pornography in American Culture، Greenwood Publishing Group، ص. 65–6، ISBN 978-0-275-99920-9.
  8. Breslaw, Anna (19 أبريل 2022)، "Lower Back Tattoo Sex Study"، Cosmopolitan، مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2013، اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2022.
  9. "Urban Dictionary: Tramp Stamp"، Urban Dictionary، 22 مارس 2003، مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2022، اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2022.
  10. Hudson, Karen L. (29 مارس 2019)، "Battling Stereotypes About Lower-Back Tattoos"، LiveAbout (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 9 مايو 2022، اطلع عليه بتاريخ 20 أكتوبر 2019.
  11. Welliver, Dawn؛ Mark Welliver؛ Tammy Carroll؛ Peggy James (يونيو 2010)، "Lumbar Epidural Catheter Placement in the Presence of Low Back Tattoos: A Review of the Safety Concerns" (PDF)، AANA Journal، 78 (3): 197–201، PMID 20572405، مؤرشف من الأصل (PDF) في 08 يونيو 2015، اطلع عليه بتاريخ 25 أبريل 2012.
  12. Mercier, Frédéric J.؛ Bonnet (يونيو 2009)، "Tattooing and various piercing: anaesthetic considerations"، Current Opinion in Anesthesiology، 22 (3): 436–441، doi:10.1097/ACO.0b013e32832a4125، PMID 19384230.
  • بوابة فنون مرئية
  • بوابة طب
  • بوابة علم الاجتماع
  • بوابة فنون
  • بوابة موضة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.