طائر

الطَّائِرُ أو الطَّيْرُ، وتُجمع على طُيُورٌ أو أَطيَارٌ، هي مجموعةٌ من الفقاريَّات داخليَّة الحرارة، تتميَّز عن غيرها من الكائنات المُعاصرة باكتسائها بِالريش، وامتلاكها منقارًا عديم الأسنان، وبِوضعها بُيوضاً ذات قشرة خارجيَّة سميكة، وتمتُعها بِقلبٍ رُباعيّ الحُجُرات، وهيكلٍ عظميٍّ خفيف البُنية ومتينٍ في آنٍ واحد. تنتشرُ الطُيُور في جميع أنحاء العالم وتقطنُ جميع الموائل الطبيعيَّة، وتتفاوت في أحجامها تفاوتًا كبيرًا، فأصغر الأنواع حجمًا على الإطلاق هو طنَّان النحلة البالغ في حجمه 5 سنتيمترات (إنشان)، وأعظمها قدًا هي النعامة التي يصل حجمها إلى 2.75 متر (9 أقدام). تتربع الطُيُور على عرش طائفة رُباعيَّات الأطراف بوصفها أكثر مجموعات هذه الطائفة عددًا من حيثُ الأنواع الباقية، التي يُقدِّر عددُها بحوالي عشرة آلاف نوعٍ تقريبًا، أكثر من نصفها ينتمي إلى رُتبة الجواثم أو العُصفُوريَّات، الشهيرة أيضًا باسمٍ غير دقيق هو «الطُيُور الغرِّيدة».

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
الطُيُورُ
العصر: 85–0 مليون سنة


(العصر الطباشيري المُتأخرالحاضر)[1]

أمثلة عن مُختلف الرُتب الطيريَّة

المرتبة التصنيفية طائفة[2] 
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيَّات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليَّات
الطائفة: الطُيُور
الاسم العلمي
Aves [2][3]
كارولوس لينيوس[4]، 1758
أصناف الصُفوف الدُنيا
معرض صور طائر  - ويكيميديا كومنز 

يُشيرُ السجل الأُحفُوري وأبحاث الهندسة الوراثيَّة المُتطوِّرة المُعاصرة حول «التطُّور العكسي»،[5] أنَّ الطُيُور هي آخر الديناصورات الباقية، وتحديدًا هي آخر الديناصورات الطيريَّة، نظرًا لِكونها تطوَّرت - وفق رأي العُلماء - من ديناصوراتٍ مُريَّشة تنتمي لِمجموعة الثيروپودات سحليَّة الورك. ظهرت الطُيُور الحقيقيَّة الأولى خِلال العصر الطباشيري مُنذُ حوالي 100 مليون سنة.[6] تُشيرُ الأدلَّة المُستندة على دراسات الحمض النووي أنَّ الطُيُور تنوَّعت وخرج منها أشكالٌ وأنواعٌ كثيرة قُرابة حدث انقراض العصر الطباشيري-الثُلاثي الذي قضى على جميع الديناصورات الأُخرى، مُنذ حوالي 65 مليون سنة. وتُشيرُ تلك الأدلَّة أنَّ الطُيُور في أمريكا الجنوبيَّة تفادت حدث الانقراض سالِف الذِكر بِطريقةٍ ما، ثُمَّ هاجرت إلى سائر أنحاء العالم عبر جُسورٍ أرضيَّة مُختلفة وصلت بين قارَّةٍ وأُخرى خِلال إحدى المراحل الجُيولوجيَّة من تاريخ الأرض، وإنها تنوَّعت وتفرَّعت إلى فصائل مُختلفة خِلال فترات البُرودة العالميَّة التي ضربت الأرض خِلال أدوارٍ مُختلفة.[7] اكتشف العُلماء أنَّ الديناصورات شبيهة بالطُيُور البدائيَّة، والتي لا تُصنَّف ضمن رُتبة الطُيُور الحقيقيَّة، وتنتمي إلى مجموعة «طيريَّات الجناح» (باللاتينية: Avialae) الأوسع، تعودُ بأُصولها إلى العصر الجوراسي الأوسط.[1] كثيرٌ من تلك الكائنات الطيريَّة، من شاكلة الطائر الأوَّلي «الأركيوپتركس»، لم تكن قادرة على الطيران بِقوَّة عضلات أجنحتها، بل كانت تنزلق انزلاقًا بين المجثم والآخر، أو تُرفرف رفرفة بينها، كما أنها احتفظت بالكثير من السمات البدائيَّة للزواحف، كالفك المُسنن بدل المنقار، وذُيولٍ عظميَّةٍ طويلة.[1][8]

لِلطُيُور أجنحة، بعضُها مُتطوِّر ومتين بحيثُ يُمكِّنُ صاحبه من التحليق، وبعضُها الآخر بدائي أو بسيط بحيثُ لا يقوى على رفع صاحبه في الجو على الإطلاق، أو يسمح لهُ بالطيران حتَّى مسافة قصيرة فقط. وحدهما طُيُور المُوة وطُيُور الفيل المُنقرضة هما المجموعتان الطيريتان المعروفتان اللتان لم تتمتع أفرادهما بِأجنحةٍ على الإطلاق. تطوَّرت الأجنحة من القوائم الأماميَّة لِأسلاف الطُيُور، وهي - كما أُسلف - تمنح مُعظم أنواع الطُيُور مقدرةً على الطيران، على أنَّ المزيد من الانتواع في صُفوف الطُيُور خلال آلاف السنوات أدَّى إلى نُشوء فصائل كاملة لا تُحلِّق، من شاكلة: الرواكض (النعام والإيمو والشُبانم وأنسباؤها)، والبطاريق، وعدَّة أنواع مقصورة في وُجودها على الجُزر المُحيطيَّة. يُلاحظ أيضًا أنَّ جهازيّ التنفُس والهضم لدى الطُيُور مُتأقلمة بشكلٍ فريد مع الطيران. وعند بعض الفصائل المائيَّة، كالبطاريق سالِفة الذِكر وبعض أنواع البط، فإنَّ الجهازين المذكورين مُتأقلمين كذلك مع الغطس والسباحة. لعبت الطُيُور، وبالأخص شراشير داروين، دورًا كبيرًا في جعل تشارلز داروين يستنبط نظريَّة التطوُّر عبر الاصطفاء الطبيعي، التي يأخذ بها جُمهُور المُجتمع العلمي المُعاصر.

بعضُ الطُيُور، وبالأخص الغربان والببغاوات، تُعتبر من بين أذكى الحيوانات على سطح الأرض؛ فالكثير من الطُيُور قادرٌ على استخدام الأدوات البسيطة، والعديد من الأنواع التي تعيش في أسراب تنقل معرفتها هذه من جيلٍ إلى جيل، مما يدفع بعض العُلماء إلى تصنيف هذه المعرفة كثقافة.

تُهاجرُ الكثير من أنواع الطُيُور سنويًّا على مدى مسافاتٍ شاسعة هربًا من الظُروف المُناخيَّة الصعبة وسعيًا وراء قوتها. والطُيُور كائناتٌ اجتماعيَّة، تتواصل مع بعضها بصريًّا عبر العلامات الجسديَّة والإيماءات، وصوتيًّا عبر النداءات والتغريدات، كما تتشارك سويًّا في بضعة شؤون اجتماعيَّة من شاكلة الرعاية المُشتركة لِلفراخ والصيد الجماعي والتجمُّع في أسراب وطرد الضواري. الغالبيَّة العُظمى من الطُيُور أُحاديَّة التزاوج، أي تكتفي بِشريكٍ واحدٍ فقط، وغالبًا ما يكون ذلك لِموسم تفريخٍ واحدٍ فقط، ثُمَّ تنتقل إلى شريكٍ آخر في الموسم التالي، على أنَّ بعض الأنواع يظلُّ على إخلاصه لِشريكه طيلة سنوات، وقلَّةٌ من الأنواع تتزاوج مدى الحياة. بعض الأنواع الأُخرى تتزاوج ذُكورها مع عدَّة إناث، وقلَّة نادرة تتزاوج إناثها مع عدَّة ذُكور. الطُيُور بيوضة، تتكاثر عبر وضع البيض، التي يُخصِّبها الذُكور من خلال التزاوج. وعادةً ما توضع البُيُوض في عُشٍ حيثُ يتناوب الأبوان على رخمها (حضنها). مُعظم الطُيُور تعتني بِفراخها لِفترةٍ طويلةٍ بعد الفقس، وبعضها الآخر - مثل الدجاج - يضع بيضًا دون أن تكون تلك البُيُوض مُخصَّبة بِالضرورة، على أنها لا تفقس.

الكثير من أنواع الطُيُور شديد الأهميَّة لِلإنسان من الناحية الاقتصاديَّة. فالدواجن وطُيُور الطرائد من المصادر الرئيسيَّة لِلحم والبيض والريش. كما أنَّ بعضها، من شاكلة الطُيُور الغرِّيدة والببغاوات، تُشكِّلُ حيواناتٍ منزليَّة لطيفة. كذلك يُشكِّل ذراقها (برازها) سمادًا لِلزرع، وهي تستقطب هُواة مُراقبتها على الدوام مما يجعلها إحدى أسباب انتعاش السياحة البيئيَّة في الكثير من المناطق. لعبت الطُيُور دورًا كبيرًا في مُختلف الحضارات والثقافات البشريَّة، إلَّا أنَّ مُمارسات البشر الضارَّة أدَّت إلى إيذائها بشكلٍ كبير، فانقرض ما بين 120 و130 نوع منها مُنذ القرن السابع عشر، ومنها 1,200 نوع مُهدد بالانقراض حاليًّا، وَتعمل العديد من المُنظمات والهيئات الدُوليَّة والمحليَّة على الدوام لِلحفاظ على الطُيُور وموائلها الطبيعيَّة وانتشالها من القاع.

التسمية

يُقالُ في اللُغة العربيَّة: «الطَّائِرُ مِنَ الحَيَوَانِ: كُلُّ مَا يَطِيرُ فِي الهَوَاءِ بِجَنَاحَينِ». وقيل أيضًا: «الطَّائِرُ حَيَوَانٌ ذُو جَنَاحَيْنِ يُسَاعِدانِه عَلَى التَّنَقُل فِي الهَوَاءِ». والجمع طُيُورٌ وأَطْيَارٌ وطَير، والطِّيرُ يصلُح لِلجمع والمُفرد، والتصغير «طُوَير».[ْ 1] و«الطير» مصدر «طَارَ»، قيل هو «اِسْمُ جَمْعٍ لِمَا يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ»، وقيل: «يَطِيرُ طَيْرًا وطَيَرَانًا، أي تَنَقَّلَ بِالجَوِّ مَحمُولًا بِالهَوَاءِ»، وتُفيد معنى الانتشار والإسراع والخفَّة.[ْ 2][ْ 3]

النُشوء والتطوُّر والتصنيف

مُستحاثة الطائر الأولي المنقوش (Archaeopteryx lithographica) الذي سُمي هكذا بسبب أُحفوره الذي يبدو وكأنَّهُ صُورة منقوشة على الصخر. غالبًا ما يُنظر إليه على أنَّهُ أعتق الطُيُور الحقيقيَّة.

أوَّلُ تصنيفٍ علميٍّ مُعاصر لِلطُيُور وُضع على يد العالمان الإنگليزيان فرنسيس ويلوغباي وجون ري، في مؤلفهما من سنة 1676م بعنوان «علم الطُيُور» (باللاتينية: Ornithologiae).[9] وفي سنة 1758م، أكمل عالم الحيوان السُويدي كارلوس لينيوس عمل سلفيه، وعدَّل بعض ما ذكراه من معلومات، مُضيفًا بهذا المزيد من التنوُّع على التصنيف الأصلي، لِيخرج التصنيف المُعاصر لِلطُيُور إلى حيِّز النور.[10] ووفق نظام لينيوس فإنَّ الطُيُور تُشكِّلُ طائفةً من الحيوانات، وهي تُعرف علميًّا بالاسم اللاتيني «Aves». أمَّا وفق التصنيف النُشوئي، فإنَّ العُلماء يُصنفون الطُيُور ضمن فرع الديناصورات الثيروپوديَّة.[11]

التعريف

تضُمُّ طائفة الطُيُور ورُتبة التمساحيَّات الشقيقة الفصائل الوحيدة الباقية المُمثلة لِفرع الآركوصورات الحيوي (الذي يضم أيضًا الديناصورات والزواحف المُجنَّحة وأشباه التماسيح البائدة). خِلال أواخر عقد التسعينيَّات من القرن العشرين، كان العُلماء يعدّون الطُيور من الجهة الوراثيَّة العرقيَّة مُتحدرة مُباشرةً من أحدث سلفٍ مُشترك لِلطُيُور المُعاصرة وأحد أنواع الطُيُور الأوَّليَّة (الآركيوپتركس) المعروف باسم «الطائر الأوَّلي المنقوش» (باللاتينية: Archaeopterix lithographica).[12] إلَّا أنَّ العُلماء عادوا في بدايات القرن الحادي والعشرين إلى تسليط الضوء على إحدى النظريَّات المُقترحة من قِبل العالم الفرنسي الأمريكي جاك گاوثير، التي لاقت قُبولًا واسعًا في المُجتمع العلمي. وكان گاوثير قد عرَّف طائفة الطُيُور بأنَّها تلك المجموعة من الحيوانات التي تضُمُّ فقط «المجموعة التاجيَّة» أو «الفوقيَّة» من الطُيُور المُعاصرة. والمجموعة التاجيَّة تُعرَّف بِكونها مجموعة الأنواع الباقية التي تُعتبر المُمثلة الرئيسيَّة لِمجموعتها يُضاف إليها أحدثُ سلفٍ مُشتركٍ لها كُلها، مع سائر الأنواع المُتحدرة من هذا السلف والتي تختلف عن الأنواع المُمثلة الرئيسيَّة. وقد طوَّر گاوثير نظريَّته هذه عبر استبعاده أغلب المجموعات الطيريَّة المعروفة فقط من خِلال المُستحاثات والتي لا مُمثل مُعاصر لها، وأعاد إدراجها عوض ذلك في فرعٍ حيويٍ جديد أطلق عليه تسمية «طيريَّات الجناح» (باللاتينية: Avialae)،[13] وكان يهدف جزئيًّا من وراء ذلك إلى تفادي الشُكوك العلميَّة بِخُصوص موقع الطُيُور الأوليَّة وعلاقتها بِأنواعٍ أُخرى غالبًا ما تُصنَّف على أنَّها ديناصوراتٌ ثيروپوديَّة.

حدَّد گاوثير أربع طُرُقٍ مُتعارضة لِتحديد ما هو «الطَّائر» علميًّا،[14] كون استخدام هذه التسمية يُمثل مُشكلة نظرًا لِأنَّها تُستعمل في أربع طُرقٍ مُختلفة لِأربع مجموعاتٍ من الكائنات. واقترح حلًا يتمثَّل في الرقم الرابع، وهو قصر هذه التسمية على الأنواع المُنتمية إلى المجموعة التاجيَّة، أي الأنواع المُعاصرة مع أحدث سلفٍ مُشتركٍ لها وسائر الطُيُور المُتحدرة منه، واقترح تسمياتٍ أُخرى لِلمجموعات الباقية. أمَّا الطُرق فهي:

  • «طائر» قد تعني جميع الآركوصورات المُتطوِّرة ذات الريش (أو يُمكن جمعها ضمن فرعٍ حيويٍّ معروف بالطُيُور عموديَّة الريش «Avifilopluma»).



التمساحيَّات



الطُيُور




السلاحف




السحالي (مُتضمِّنةً الأفاعي)


علاقة الطُيُور النُشوئيَّة مع أبرز مجموعات الزواحف الباقية.
  • «طائر» قد تعني فقط تلك الفئة القادرة على التحليق (أو يُمكن جمعها ضمن فرعٍ حيويٍّ يُعرف بِطيريَّات الجناح «Avialae»).
  • «طائر» قد تُطلق على جميع الزواحف الأوثق صلةً بالطُيُور عوض التمساحيَّات (أو يُمكن جمعها ضمن فرعٍ حيويٍّ يُعرف بِطيريَّة مشط القدم «Avemetatarsalia»).
  • «طائر» قد تُطلق على آخر سلفٍ مُشترك لِجميع الطُيُور المُعاصرة وكُل الفصائل المُتحدرة منه (وهي ما تُعرف بالطُيُور الحديثة «Neornithes»).

وفق التعريف الرابع، فإنَّ الطائر الأوَّلي «الآركيوپتركس» يُصنَّف ضمن طيريَّات الأجنحة وليس ضمن الطُيُور الحقيقيَّة. اعتمد الكثير من العُلماء تعريف گاوثير سالِف الذِكر ضمن مجاليّ علم الإحاثة وأبحاث تطوُّر الطُيُور، على الرُغم من اعتبارهم أنَّ تلك التعريفات المذكورة مُتضاربة وغير مُنسجمة مع بعضها. كما أنَّ هؤلاء الباحثين ما زالوا يستخدمون مُصطلح «طيريَّات الأجنحة» (باللاتينية: Avialae)، المُقترح أن يضم كُل الأنواع والفصائل الأُحفوريَّة من الطُيُور، كمُرادفٍ لِلطُيُور الحقيقيَّة الباقية.[15] مُعظم الباحثين يُعرِّفون طيريَّات الجناح على أنها مُجرَّد فرعٍ حيويّ لِلطُيُور الحقيقيَّة، على أنَّ تعريفاتهم تختلف بين باحثٍ وآخر. ووفق باحثين آخرين، فإنَّ طيريَّات الجناح هي «كُلُّ ثيروپودٍ أوثق صلةً بالطُيُور المُعاصرة من الداينونيكوس».[16][17]

بعضُ الباحثين كذلك يعدُّ طيريَّات الجناح مُجرَّد فرعٍ حيويٍّ ذو سماتٍ جسديَّةٍ مُميزة تُفرِّق بينه وبين الطُيُور المُعاصرة. أعاد جاك گاوثير، الذي كان قد سمَّى هذا الفرع سنة 1986، أعاد تعريفه سنة 2001 بأنَّهُ تلك المجموعة من الديناصورات التي تمتعت بِأجنحةٍ مُريَّشة كانت تخفقها في سبيل أن تطير وترتفع عن الأرض، وكُل ما تحدر منها من طُيُورٍ مُعاصرة.[14][18]

الديناصورات وأُصول الطُيُور

مُستحاثة الطائر الكونفوشيوسي (Confuciusornis)، أحد فصائل الطُيُور الطباشيريَّة التي عُثر عليها في الصين.
طيريَّات الفقرات

ذوات الأجنحة المُتسلِّقة




المُريشات الصينيَّة الفجريَّة


المانيراپتورات الحقيقيَّة

العنقاء ذهبيَّة الريش



الطائر الفجري



الدرومايوصوريَّات



الترودونتيدات



طيريَّات الجناح





شجرة تاريخيعرقية لِلطُيُور وُضعت بالاستناد إلى نتائج دراسة وراثيَّة عرقيَّة قام بها عددٌ من الباحثين سنة 2015م.[19]

يتفق أغلب العُلماء، استنادًا إلى بعض الدلائل الأُحفوريَّة والأحيائيَّة، أنَّ الطُيُور عبارة عن مجموعة فرعيَّة مُتخصصة من الديناصورات الثيروپوديَّة،[20] وتحديدًا مجموعة «سلَّابيَّة الأيادي - المانيراپتورات» (باللاتينية: Maniraptora)، التي تضم أيضًا الكواسر السريعة (الدرومايوصورات) (باللاتينية: Dromaeosauridae) وكواسر البيض (الأوڤيراپتورات) (باللاتينية: Oviraptoridae) وغيرها.[21] ومع اكتشاف العُلماء للمزيد من الديناصورات الثيروپوديَّة وثيقة الصلة بالطُيُور، أخذ الفاصل الذي كان يُميِّزُ بين الطُيُور والديناصورات يزول شيئًا فشيئاً، وبدا أنَّ أنسابها مُختلطة لِدرجةٍ كبيرة جدًا مما يجعل من العسير الفصل بينها. ومن أبرز الاكتشافات الحديثة في هذا المجال تلك التي تمَّت في مُقاطعة لياونينگ بِالصين، حيثُ عُثر على مُستحاثات ثيروپوداتٍ صغيرةٍ جدًا مكسوّة بالريش، مما ضاعف من الغُموض الدائر حول أُصُول الطُيُور وعلاقتها بالديناصورات.[22][23][24] يُفيد الرأي السائد والمُجمع عليه حاليًّا في علم الأحياء القديمة بأنَّ الثيروپودات الطائرة، أو طيريَّات الجناح، هي أوثق الكائنات صلة بالديناصورات رهيبة المخالب (الداينونيكوصورات) (باللاتينية: Deinonychosauria) التي تضم أيضًا الدرومايوصورات والترودونتيدات.[25] وتُشكِّلُ هذه الكائنات سويًّا مجموعةً يُطلق عليها «طيريَّات الفقرات» (باللاتينية: Paraves). لوحظ أنَّ بعض الفصائل القاعديَّة من هذه المجموعة، من شاكلة الكاسر الضئيل «المايكروراپتور» Microraptor، كانت تتمتَّع ببعض الميزات البُنيويَّة التي يُحتمل أنها مكنتها من الانزلاق والطيران بين مجثمٍ وآخر. كما تبيَّن أنَّ أكثر الداينونيكوصورات قاعديَّةً كانت شديدة الضآلة. مما يُفيد باحتمال كون جميع أسلاف طيريَّات الفقرات شجريَّة الموطن أو بِأنها كانت قادرة على الانزلاق أو بِكلا الأمرين معًا.[26][27] كما أظهرت الدراسات الأخيرة أنَّ طيريَّات الفقرات الأولى كانت قارتة (آكلة لِكُل شيء)، على العكس من الطائر الأولي «الآركيوپتركس» والديناصورات المُريَّشة اللاطيريَّة التي كانت لاحمة بالمقام الأوَّل.[28]

يشتهرُ الطائر الأولي «الآركيوپتركس»، الذي عاش خلال العصر الجوراسي المُتأخر، بِكونه أوَّل الأحافير الانتقاليَّة التي عُثر عليها، وقد شكَّل اكتشاف هذه المُستحاثة دعمًا كبيرًا لِنظريَّة التطوُّر في أواخر القرن التاسع عشر، فأضاف دليلًا آخر بِصحَّتها. كان الآركيوپتركس الأُحفُور الأوَّل الذي أظهر سمات الزواحف التقليديَّة كالأسنان والمخالب على أطراف الأصابع وذيلًا طويلًا شبيهًا بِذُيول السحالي، إلى جانب سماتٍ طيريَّةٍ واضحة، كجناحين بِريشٍ كاملٍ صالحٍ للطيران. وعلى الرُغم من هذا، فإنَّ الآركيوپتركس لا يُعتبرُ سلفًا مُباشرًا لِلطُيُور، إلَّا أنَّهُ قد يكون وثيق الصلة بِسلفها الحقيقي.[29]

النُشوء والتطوُّر المُبكر

رسمٌ تخيُليّ للآركيوپتركس
نموذج الطائر الأيبيري الوسيط
طيريَّات الجناح

الديناصور شبه الطائر




الآركيوپتركس




ديناصور زياوتينگيا




الراهوناڤيس





طائر جيهول



الجيكسياگورنيس



الطُيُور المُجنَّحة الحقيقيَّة

البالاور


الطُيُور قصيرة الذيل

الزونگجيانورنيس




طائر ساپي


الپيگوستيليا

الطائر الكونفوشيوسي





المُجنَّح البدائي



طائر پينگ




طيريَّات الصُدُور












شجرة تاريخيعرقية رُسمت بناءً على مُعطيات دراسةٍ أُجريت سنة 2015م حول العلاقة الوراثيَّة العرقيَّة بين طيريَّات الجناح.[19]

أقدم مُستحاثات طيريَّات الجناح التي عُثر عليها اكتُشفت في تكوينة «تياوجيشان» في الصين، وقد أظهرت الدراسات أنَّها تعود لِأواخر العصر الجوراسي، وتحديدًا لِلمرحلة الأكسفورديَّة، مُنذ حوالي 160 مليون سنة تقريبًا.[15] تشتملُ قائمة الأنواع التي عُثر عليها في التكوينة سالِفة الذِكر على عدَّة أنواع من شاكلة: الديناصور شبه الطائر لِهكسلي (باللاتينية: Anchiornis huxleyi) وديناصور زياوتينگيا زنگي (باللاتينية: Xiaotingia zhengi) والطائر الفجري (باللاتينية: Aurornis xui). أمَّا الآركيوپتركس فقد عُثر على مُستحاثته في ألمانيا. كثيرٌ من طيريَّات الجناح البدائيَّة هذه تشاطرت سماتٍ شكليَّة وتشريحيَّة غير مألوفة عند الطُيُور المُعاصرة، إلَّا أنَّهُ يُحتمل بأنها كانت أصل بعض سماتها الحاليَّة، ثُمَّ اختفت مع تعاقب القُرون وارتقاء الطُيُور لِلسُلَّم التطوُّري. من تلك السمات مخلبان كبيران كانا يقعان على إصبعيّ القدمين الثانيين، ويُحتمل أنَّها كانت تُرفع عاليًا كي لا تحتك بالأرض فتتآكل مع مُرور الوقت، بالإضافة إلى ريشاتٍ خلفيَّةٍ طويلة على الساقين تُعرف كذلك بـ«الجانحين الخلفيين»، يُحتمل أنها كانت تُساعد الحيوان على تبديل مساره خِلال الطيران أو الانزلاق.[30]

تنوَّعت طيريَات الجناح بشكلٍ كبيرٍ خِلال العصر الطباشيري،[31] وحافظت الكثير من مجموعاتها على خصائص بدائيَّة مُختلفة، كالأجنحة ذات المخالب والفك المليء بالأسنان، وبعضُها الآخر فقد السمة الأخيرة كُليًّا واستعاض عنها بالمناقير. كما احتفظت أكثر الفصائل بدائيَّةً، مثل الآركيوپتركس وطائر جيهول بِذيل أسلافها العظمي الطويل،[31] فيما أخذ الذيل يقصر عند الفصائل الأكثر تطوُّرًا تزامُنًا مع بُروز عظم العُصعُص لديها. وبِحُلُول أواخر العصر الطباشيري، أي مُنذ حوالي 95 مليون سنة، كانت أسلاف جميع الطُيُور المُعاصرة قد طوَّرت حاسَّة شمٍّ أفضل من حاسَّة أسلافها.[32]

التنوُّع المُبكر لِأسلاف الطُيُور

رسمٌ تخيُليّ لِما كانت عليه هيئة أحد أنواع الطُيُور العكسيَّة، وهو الطائر مروحيّ الذيل الكوپريّ (Shanweiniao cooperorum).
طيريَّات الصُدُور

†الطُيُور المعكوسة


الطُيُور الحقيقيَّة

الآركيورينكوس


طيريَّات الشكل

الپاتاگوپيتركس



الڤورونا




الشيزورا




الهونگشانورنيثيديه




الجيانشانگورنيس




†السونگلينگورنيثيديه




الگانسوس




الآپسارڤيس


طيريَّات الذيل

الطُيُور الغربيَّة




الطُيُور السمَّاكة




الڤيگاڤيس



الطُيُور المُعاصرة














شجرة تاريخيعرقية مُبسطة لِنسالة طُيُور الحقبة الوُسطى وفق دراسةٍ أُجريت سنة 2015م.[33]

أوَّلُ تنوُّعٍ كبير في صُفوف طيريَّات الجناح قصيرة الذيل حصل في أوائل العصر الطباشيري، عندما ظهرت مجموعة «الطُيُور العكسيَّة» (باللاتينية: Enantiornithes)، التي سُميت هكذا بسبب عظام أكتافها المعكوسة مُقارنةً بِعظام أكتاف الطُيُور المُعاصرة. احتلَّت هذه الكائنات مُختلف البيئات الأرضيَّة بِحسب الظاهر، لاعبةً أدوارًا بيئيَّةً مُتنوِّعة، فكان منها أنواعٌ تجوب الشواطئ الرمليَّة وتخوض في الرمال باحثةً عن المحار والأصداف، ومنها من كان سمَّاكًا (آكلٌ لِلسمك)، فيما كانت أُخرى شجريَّة الموطن وآكلة لِلبُذور. اندثرت الطُيُور العكسيَّة مع العديد من مجموعات الديناصورات الأُخرى مع نهاية الحقبة الوُسطى من عُمر الأرض، رُغم أنها كانت أكثر مجموعات طيريَّات الجناح تنوعًا.[31]

كثيرٌ من الأنواع التي ظهرت من مجموعة موجة التنوُّع الثانية، المعروفة بـ«الطُيُور الحقيقيَّة» (باللاتينية: Euornithes) كونها تضم أسلاف الطُيُور المُعاصرة، كانت برمائيَّة، وعاشت نصف حياتها تقريبًا في المياه حيثُ عاشت على افتراس السمك وغيرها من الكائنات المائيَّة الصغيرة. وعلى العكس من مجموعة الطُيُور العكسيَّة، التي كانت تُهيمنُ على البيئات البريَّة والشجريَّة، يبدو أنَّ مجموعة الطُيُور الحقيقيَّة لم تكن أنواعها تتمتع بالقُدرة على الجُثوم، ويظهر أنَّها كانت عبارة عن خليطٍ من الأنواع الشاطئيَّة، والمُخوِّضة، والسبَّاحة، والغطَّاسة. ومن المجموعة الأخيرة يشتهر جنس الطائر السمَّاك (الإكثور) الشبيه ظاهريًّا بِالنورس،[34] والطُيُور الغربيَّة (باللاتينية: Hesperornithes) التي تأقلمت مع صيد الأسماك بالبحار بِشكلٍ كبيرٍ جدًا بحيثُ أنها فقدت قدرتها على الطيران واستحالت كائنات بحريَّة بالغالب.[31] برزت لدى الطُيُور الحقيقيَّة الأولى عدَّة سمات تُربط حاليًّا بالطُيُور المُعاصرة، مثل العظام الصدريَّة المتينة والعريضة، وأطراف مناقير على أفكاكها (على أنَّ مُعظم أفراد المجموعة من اللاطيريَّات احتفظت ببعض أسنانها في أنحاء أُخرى من أفكاكها).[35] كذلك تضمَّنت الطُيُور الحقيقيَّة بعض أوَّل طيريَّات الجناح التي ظهر لديها عظمٌ عُصعُصيّ حقيقيّ، ومروحةٌ من ريشات الذيل قابلة لِلتحريك،[36] يُحتمل بأنَّها استبدلت ريشات القوائم أو «الأجنحة الخلفيَّة» من ناحية تبديل مسار الحيوان أثناء تحليقه أو كبحه عند الضرورة.[30]

تنويع الطُيُور المُعاصرة

الطُيُور المُعاصرة  
قديمات الفك 

النعاميَّات



التناميَّات



 حديثات الفك 
 

طُيُورٌ أُخرى (الطُيُور الجديدة)


الدجاوزيَّات 

الإوزيَّات



الدجاجيَّات





نسالة الطُيُور المُعاصرة

جميعُ الطُيُور المُعاصرة تُصنَّف ضمن مجموعةٍ تاجيَّةٍ تُعرف بِالطيريَّات أو الطُيُور الحديثة (باللاتينية: Aves)، وهي تنقسم بِدورها إلى مجموعتين رئيسيتين: قديمات الفك التي تضم الرواكض العاجزة عن الطيران (مثل النعام) والتناميَّات ضعيفة الطيران، وحديثات الفك التي تضم سائر فصائل الطُيُور.[11] عادةً ما يُصنِّف العُلماء هاتين المجموعتين ضمن مرتبة الرُتبة العُليا الأحيائيَّة،[37] رُغم أنَّ بعضهم الآخر لا يُوافق على هذا، ويُفضلون اعتبار هاتين المجموعتين مُجرَّد «جماعات» أحيائيَّة.[11] يتراوح عدد أنواع الطُيُور الباقية اليوم، من وجهة نظر تصنيفيَّة محض، ما بين [38] 9,800 و10,050 نوع.[39]

نتيجة اكتشاف جنس طائر ڤيگا (باللاتينية: Vegavis)، العائد إلى أواخر العصر الطباشيري والذي يبدو أنَّهُ من نسالة البط، يميلُ العُلماء إلى الاعتقاد بأنَّ طائفة الطُيُور الحديثة انفصلت إلى عدَّة نسالات مُعاصرة أواخر الحقبة الوُسطى.[40] أظهرت الدراسات وتحليلات أُصول التشكُّل عند الطُيُور أنَّ الأصل الفعلي لِطائفة الطُيُور المُعاصرة ظهر أبكر بعض الشيء من أقدم المُستحاثات المعروفة، وتحديدًا خِلال أواسط العصر الطباشيري.[1]

أقدم مجموعةٍ برزت من حديثات الفك كانت الدجاوزيَّات، وهي الرُتبة العُليا التي تضم الإوزيَّات (البط والإوز والتِّم والصيَّاحات) والدجاجيَّات (التدرُّج والطُيهوج وأنسباؤها، إلى جانب طُيُور الركمة والغواناوات وأنسباؤها). أقدم مُستحاثة عُثر عليها وتعود لِطائرٍ حقيقيّ هي لِدجاجيٍّ مُحتمل عاش مُنذ حوالي 85 مليون سنة،[41] أمَّا تواريخ الانشقاقات والانتواعات الفعليَّة فما زالت موضع جدالٍ بين العُلماء. من المُتفق عليه أنَّ طائفة الطُيُور الحقيقيَّة تطوَّرت خِلال العصر الطباشيري، وأنَّ الانفصال بين الدجاوزيَّات وغيرها من حديثات الفك وقع قُبيل حدث انقراض العصر الطباشيري - الثُلاثي، لكنَّ هُناك خلافٌ حول ما إذا كان التشعُّب التطوُري لِباقي حديثات الفك قد حدث قبل انقراض الديناصورات أم بعده.[42] وسببُ هذا الخلاف هو تشعُّب الأدلَّة؛ فالدراسات والفُحوصات الجُزئيَّة الإشعاعيَّة تُفيد بأنَّ بقايا المُستحاثات تعود لِلعصر الطباشيري، بينما تُشير الأدلَّة الأُحفوريَّة أنَّ تلك البقايا تعود لِلحقبة المُعاصرة. وقد أثبتت مُحاولات العُلماء لِلتوفيق بين الأدلَّة الجُزيئيَّة والأُحفوريَّة فشلها،[42][43] على أنَّ بعض الأدلَّة تُشيرُ إلى أنَّ جميع مجموعات الطُيُور المُعاصرة تتحدر من بضعة فصائل فقط نجت من حدث انقراض العصر الطباشيري - الثُلاثي.[44]

تصنيف رُتب الطُيُور

فيما يلي شجرة تاريخيعرقيَّة لِصلة فصائل الطُيُور المُعاصرة بِبعضها البعض، استنادًا إلى دراسةٍ أُجريت سنة 2014م.[45] بعضُ تسميات الفُروع الحيويَّة اقتُرحت سنة 2013م في إحدى النشرات العلميَّة.[46]

الطُيُور

قديمات الفك (النعام وأنسباؤها)


حديثات الفك
الدجاوزيَّات

الدجاجيَّات (الدجاج وأنسباؤها)



الإوزيَّات (البط وإنسباؤها)



الطُيُور الجديدة
الغطروشيَّات

النُحاميَّات (النُحام)



الغطَّاسيَّات (الغطَّاسات)



حماميَّات الشكل

الحماميَّات (الحمام)




الهذابيَّات (الهذاب)



القطويَّات (القطا)




العابريَّات


الحُباريَّات (الحباري)



الوقواقيَّات (الوقاويق)




الطُراقيَّات (الطُراقات)



الكُركيَّات (التفالق والكراكي)



الإفجيجيَّات (المُخوِّضات وأنسباؤها)



خلفيَّات القنزعة (الواتسين)



السُبُديَّات (السمائم، والطنَّانات، والسُبُد وأنسباؤها)


البلاشينيَّات
الكاغومداريَّات

مداريَّات الشكل (الطُيُور المداريَّة)



كاغويَّة الشكل (واق الشمس والكاغو)



المائيَّات الأساسيَّة

الغوَّاصيَّات[47] (الغوَّاصات)



المائيَّات الجنوبيَّة

النوئيَّات (القطارس وطُيُور النَّوُّء)



البطاريق





اللُقلُقيَّات (اللقالق)




الأطيشيَّات (الحمقاوات، والغاقات، إلخ.)



البجعيَّات (البجع، والبلاشين، وآباء منجل)







الأرضيَّات الأساسيَّة
بازيَّات الشكل

القمَّاميَّات (نُسُور العالم الجديد)



البازيَّات (البيزان وأنسباؤها)




البوميَّات (البوم)


حنوريَّات الشكل

الحنوريَّات


الفجويَّات

الشقراق الوقواقي




النهاسيَّات (النهَّاسات والكيتسالات)


النقَّارويَّات

قرنيَّات المنقار (البوقيرات وأنسباؤها)


الشقنقاريَّات

الشقراقيَّات (القرلَّات وأنسباؤها)



نقَّاريَّات الشكل (النقَّارات وأنسباؤها)







الجنوبيَّات

المُقنزعيَّات


صقريَّات الشكل الحقيقيَّة

الصقريَّات (الصُقُور)


عُصفُوريَّات الشكل

الببغائيَّات (الببغاوات)



الجواثم (العصافير والشراشير)










إنَّ تصنيف الطُيُور مسألةٌ مُتتابعة ومُستمرَّة على الدوام، نظرًا لِحُصول المزيد من الاكتشافات في كُل سنة والتي تُلقي الضوء على بعض المعلومات التي كانت غامضة قبلًا. يُعدُّ بحث تشارلز سيبلي وجون أدوارد ألكوست، المنشور سنة 1990م تحت عنوان «نسالة وتصنيف الطُيُور» (بِالإنگليزيَّة: Phylogeny and Classification of Birds) إحدى الأعمال العماديَّة في مجال تصنيف الطُيُور،[48] على الرُغم من أنَّ المُجتمع العلمي ما زال يُجادلُ فيه بين الحين والآخر وتتم مُراجعته على الدوام. أغلب الأدلَّة تُشير إلى أنَّ ترتيب الرُتب الطيريَّة المُعاصر دقيقٌ وصحيح،[49] إلَّا أنَّ العُلماء ما زالوا يتجادلون بشأن العلاقة بين الرُتب بعضها ببعض؛ وقد استُعين بالدلائل الوراثيَّة والأُحفوريَّة في سبيل حل هذه المُشكلة، إلَّا أنَّ النتائج لم تخرج مُرضية، وبقيت المُشكلة قائمة. أشارت بعض الأدلَّة الوراثيَّة والأُحفوريَّة مُؤخرًا إلى صُورةٍ أكثر وُضوحًا حول تطوُّر مراتب الطُيُور المُعاصرة، وقد أفضت الأبحاث المُجراة إلى الشجرة التاريخيعرقيَّة المرسومة أعلاه، باستخدام نتائج تحاليل أُجريت بواسطة فحص تسلسل الجينوم الكامل لِثمانٍ وأربعين نوعٍ تُمثِّلُ جميع الفصائل.[45]

الانتشار

توسَّعت المناطق التي يقطنها العُصفُور الدوري بسُرعة كبيرة جداً نتيجة لتطوُّر المستعمرات البشرية، التي تكثر أعدادُه فيها.[50]

تعيش الطيور وتتكاثر في مُعظم البيئات الموجودة على وجه الأرض في القَّارات السَّبع كُلِّها، ويتمثل النطاق الجنوبي الأبعد لتواجد طائر نوء الثلوج بها والذي يُمكن أن يبني أعشاشه على مسافة 440 كيلومتراً من سواحل قارة أنتاركتيكا.[51] رُغم ذلك، يصل تنوُّع الطيور الحيوي حدَّه الأقصى في الأقاليم الاستوائية، حيث اعتُقد في الماضي أنَّ سبب التنوع العالي هذا يكمن في ارتفاع مُعدلات الانتواع بتلك المناطق أكثر من غيرها، إلا أنَّ الدراسات الحديثة تشير إلى أنَّ معدلات الانتواع في مُختلف مناطق العالم قد تكون متساوية تقريباً، إلا أنَّ ارتفاع وتيرة الانقراض في المناطق غير الاستوائية يُؤدِّي إلى فُقدان مُعظم أنواعها، وبالتالي يبقى تنوُّعها الحيوي منخفضاً.[52] تكيَّفت العديد من أنواع الطيور لتُصبح قادرة على العيش في المُحيطات المفتوحة، فمن الطيور البحرية ما لا يذهب إلى اليابسة طوال حياته سوى للتكاثر،[53] بينما سجَّلت بعض أنواع طيور البطريق غطساتٍ تصل في عُمقها إلى 300 متر تحت سطح البحر.[54]

استطاعت الكثير من الطيور الاستقرار والنمو في أعدادها بمناطق من العالم جَلَبها إليها البشر. في بعض الأحيان، كان جلب الطيور إلى أماكن جديدة مُتعمَّداً، فقد استُقْدِمَ التدرج المألوف إلى مُختلف أنحاء العالم للاستفادة منه كمصدر للحوم.[55] إلا أنَّ بعض الحالات الأخرى كانت مُجرَّد حوادث غير مقصودة، ومنها انتشار الپاراكيت الراهب في أماكن واسعة من قارة أمريكا الشمالية بعد أن هربت أفراد منه من الأسر عن طريق الخطأ.[56] كما أنَّ بعض الأنواع (ومنها بلشون القطعان[57] والكاركارا أصفر الرأس[58] والغالة)[59] توسَّعت مناطق انتشارها بصُورةٍ طبيعيَّة، لأنَّ المساحات الزراعية الكبيرة التي صنعها البشر شكَّلت بيئة جديدة مناسبةً لها.

البُنية الداخليَّة والخارجيَّة

الملامح الظاهرة لِلطائر (مثال: أبو طيط أصفر الغبب): -1المنقار
-2 الرأس
3-القزحيَّة
4-الحدقة
5- قفا العنق
6-الكواسي الصُغرى
-7 المناكب
-8 الكواسي الوُسطى
9-الزِّمكَّى
10-الكفل
11-القوادم، 12 الشرج، 13 الفخذ، 14 مفصل الرسغ والساق، 15 الرسغ،
16 القدم
17-السَّاق
18-البطن
19-الكشح
20-الصَّدر
21-الحلق
22-الغبب،
23-شريط العين

يتبيَّن من خلال مُقارنة مُخطط جسد الطُيُور وبُنيتها مع غيرها من الفقاريَّات، أنَّ الطُيُور تتمتّع بِتأقلُمات غير اعتياديَّة، أبرزها مُخصص لِإعانتها على الطيران.

الهيكل العظمي

رسمٌ توضيحيّ لِأقسام الهيكل العظمي عند الطائر (هيكلٌ عظميٌّ لِيمامة نموذجًا).

على الرُغم من كون الهياكل العظميَّة لِلطُيُور مبنيَّة حسب الخطَّة العامَّة نفسها التي لِمُعظم الفقاريَّات الأُخرى، فإنَّ هُناك عددًا من الفُروق المُهمَّة ذات صلةٍ خاصَّةٍ بِالطيران. فالهيكل الطيري يتكوَّن من «صُندوقٍ» مركزيّ قويّ من العظم تتصل به بعضُ المُلحقات: الرأس والعُنُق، والجناحان، والرِّجلان والقدمان. هذا الصُندُوق المركزي يُشبهُ من حيث الفكرة الجائز الصُّندوقي (بالإنگليزيَّة: Box girder) لدى مُهندس الإنشاءات. على سطحه العُلُويّ يُوجد الجُزء القطني أو الصدري من العمود الفقري، الذي يُعدُّ قصيرًا بِالقياس إلى مثيله عند مُعظم الثدييَّات، والذي كثيرًا ما تلتحم تقريبًا فقرانُه المتينة، الواحدة بِالأُخرى، لِتُشكِّل قضيبًا صُلبًا يُصبحُ نحو المُؤخرة جُزءًا من حزامٍ حوضيّ قويّ ممدود. أمَّا الجُزء السُفلي من «الجائز» فيُشكِّلهُ قصُّ جُسيمٍ يكونُ عند الطُيُور، باستثناء العاجز عن الطيران منها، ذا جؤجؤٍ حادٍّ لِيُوفِّر الدَّعم لِعضلات الطيران الضخمة.[60]

ولِلعمود الفقري الطيري عدَّة مناطق: عُنقيَّة وصدريَّة وقطنيَّة وذيليَّة، ويتخلف عدد الفقرات العُنقيَّة باختلاف نوع الطائر، إلَّا أنها فائقة المُرونة عند كُل الطُيُور بلا استثناء، وتقل تلك المُرونة بشكلٍ واضحٍ في الفقرات الصدريَّة، لِتنعدم تمامًا في سائر الفقرات.[61] يتَّصل العمود الفقري القطنيّ بالقصِّ بِسلسلةٍ من أضلاعٍ مُسطَّحةٍ تكونُ مُثبَّتة عند النهايتين وتُشكِّلُ جانبيّ الجائز الصُّندوقيّ. ولِمزيدٍ من القُوَّة يتمتَّع الضلع الطيري بِميزةٍ خاصَّةٍ تتمثَّل بِوُجود نُتوءٍ أعقف يبرز منه ويتَّجه نحو الخلف كالمهماز لِيتراكب فوق الضِّلع أو الأضلاع الواقعة وراءه. يُؤوي هذا الصُندوق المتين في داخله مُعظم الأعضاء الحياتيَّة لِلطائر، ويُوفِّرُ لها حماية مُمتازة. وقصُّ الطائر على درجةٍ من القوَّة والطول، تجعله يشغل مُعظم الباحة البطنيَّة، تاركًا أدنى حدٍّ من المساحة التي يُمكن أن تتعرَّض لِلأذى بِسبب حادثةٍ أو سقطةٍ قويَّةٍ أو معركةٍ. في الطُيُور المائيَّة التي تغلب عليها خاصيَّة الغوص، كالأوك مثلًا، قد تكونُ بُنية العظم أثقل وزنًا وذلك لِمُوازنة قابليَّة الطفو التي تجعل الغوص أمرًا شاقًا.[62] ويكون الجائز الصُندوقي لديها بالغ الصلابة كي يحمي الأعضاء الداخليَّة أثناء الغوص إلى أعماقٍ قد تصل إلى 50 مترًا (160 قدمًا) تحت البحر.[60] عظام الطُيُور أنفُسها خفيفة ومُجوَّفة ومليئة بالهواء، وهي تتصل بِالجهاز التنفُسي.[63] عظام الجُمجُمة عند البوالغ مُلتحمة ولا تُظهر علامات درز.[64] أمَّا حجاج الأعيُن كبيرة ويفرق بينها حاجزٌ عظميّ.

الجهاز الإفرازي

نورس رنكة أوروپي يتبرَّز أثناء طيرانه. لاحظ شكل البراز المُختلف عن براز الثدييَّات.

الطُيُور مثلها مثل الزواحف، مُفرغة لِلحمض البوليّ، أي أنَّ كلاها تستخرج الفضلات النيتروجينيَّة من مجرى دمائها وتطرحها خارجًا على شكل حمضٍ بوليٍّ عوض البولة أو النشادر التي تمر عبر الحالب وُصولًا إلى الأمعاء. لا تتمتع الطُيُور بِمثانةٍ بوليَّةٍ أو فتحةٍ خارجيَّة لِمجرى البول (باستثناء النعام)، لِذا فإنَّ حمضها البولي يُفرز جنبًا إلى جنب مع البراز في حالةٍ لزجة.[65][66][67] إلَّا أنَّ بعض الفصائل، مثل الطنَّانات، قد تكون ضئيلة البول، فتطرح مُعظم مُخلفاتها على هيئة نشادر.[68] كذلك، تُفرزُ الطُيُور الكرياتين عوض الكرياتينين كما الثدييَّات.[64] تُقذفُ هذه المواد إلى جانب مُخلَّفات الأمعاء من مذرق الطائر.[69][70] والمذرق هو الاسم الذي يُطلق على الفتحة في مؤخرة الطائر، ذات الاستعمالات المُتعددة: فالطُيُور تتبرَّز منها، وأغلب الأنواع تتزاوج عبر اتصال مذرقتيها، والإناث تضع بُيُوضها من خلالها. أضف إلى ما سبق، كثيرٌ من الأنواع تتقيأ كُرات الشعر الباقية من فرائسها، عوض أن تتبرَّزها.[71] ذكور قديمات الفك (باستثناء الكيوي) والإوزيَّات (باستثناء الصيَّاحات)، وبعض الأنواع البدائيَّة من الدجاجيَّات، تمتلكُ قضيبًا (عدا القرازيَّات في فصيلة الدجاجيَّات التي تمتلك ذُكورها هذه الميزة مع أنها ليست من الأنواع البدائيَّة)، وهذه خاصيَّةٌ معدومة تمامًا عند ذُكور جميع أنواع الطُيُور الجديدة.[72][73] ويُعتقد بأنَّ طُول قضيب الطائر يتعلَّق بِمدى التنافس بين الحيوانات المنويَّة خاصَّته.[74] وفي خارج حالة الجماع، يُخفى القضيب ضمن حُجرة المشرج بداخل المذرق، على طرف الفتحة. الجهاز الهضمي لِلطُيُور فريدٌ من نوعه، إذ يمتلكُ الطير حوصلة لِتخزين الطعام فيها، وقانصة تحتوي بضعة أحجار يبتلعها الطائر لِمُساعدته على طحن الغذاء الذي تبتلعهُ كاملًا نظرًا لافتقادها لِلأسنان.[75] مُعظم الطُيُور مُتأقلمة كي تهضم طعامها سريعًا لِتحظى بِالطاقة الكافية لِتتمكن من الطيران.[76] بعضُ الطُيُور المُهاجرة تأقلمت أجسادُها لاستخلاص الپروتين من مُختلف أنحاء جسمها، بما فيه پروتين أمعائها، لِتحظى بِالطاقة الكافية كي تتمكن من قطع المسافات الطويلة بين موطنها الصيفي والشتوي.[77]

جهازا التنفُس والدوران

تشريحُ حمامةٍ مُستأنسة يُظهرُ الأعضاء الداخليَّة لِلطائر بما فيها جهازيّ الدوران والتنفُّس.
تشريحُ الأعضاء الداخليَّة لِذكر الدجاج (الديك):«1» القلب، «2» الرئتان، «3» الخصيتان، «4» الكلى.

تمتلكُ الطُيُور إحدى أكثر الأجهزة التنفُسيَّة تعقيدًا في مملكة الحيوان.[64] عند الشهيق، يجري حوالي 75% من الهواء النقيّ عبر رئتيها ويتدفَّق إلى كيسٍ هوائيٍّ خلفيٍّ يمتدُ من الرئتين وُصولًا إلى الفُجوات الهوائيَّة في العظم، حيثُ يقوم بِملئها. أمَّا النسبة الباقية من الهواء (25%) فتدخل مُباشرةً إلى الرئتين. عندما يزفر الطائر، فإنَّ الهواء المُستعمل يتدفَّق خارج الرئتين، لِيدخُلها الهواء النقي المُختزن في الكيس الخلفي بشكلٍ تلقائي. وبالتالي، فإنَّ رئتيّ الطائر تحظيان على الدوام بالهواء النقيّ، سواء عن طريق الشهيق أو الزفير.[78] تُصدرُ الطُيُور أصواتها بِواسطة المصفار، وهو عبارة عن حُجرةٍ عضليَّةٍ ذات أغشية طبليَّة عديدة مدمجة، تتفرَّع من الطرف السُفلي لِلرُغامي؛[79] وهذه الأخيرة قد تكون مُتطاولة عند بعض الأنواع، مما يزيد من مقدرتها الصوتيَّة ومن حجم جسدها.[80]

عند الطُيُور، تتفرَّع الأوردة الرئيسيَّة التي تنقل الدماء خارج القلب من القوس الأبهري الأيمن (أو القوس البُلعُوميَّة)، على العكس من الثدييَّات حيثُ يتولَّى القوس الأبهري الأيسر هذه المُهمَّة.[64] يتلقَّى الوريد الأجوف السُفلي الدماء من الأضلاع عبر نظام البوَّابة الكلوي، وعلى العكس من الثدييَّات، فإنَّ كُريات الدم الحمراء الدائرة في المجرى عند الطُيُور تحتفظ بِنُواتها.[81]

القلب وأوردته

المُحرِّكُ الرئيسيّ لِجهاز الدوران الدموي عند الطُيُور هو قلبها العضليّ رُباعي الحُجرات المحفوظ ضمن جيبٍ تاموريّ ليفيّ، وهذا الأخير مليءٌ بِسائلٍ مصليّ يهدف إلى تزييت القلب على الدوام.[82] يُقسمُ القلب نفسه إلى شطرين: أيمن وأيسر، كُلٌ منها يتكوَّن من أُذين وبُطين. يفصلُ بين الأُذُيين والبُطينين لِكُل شطرٍ صمَّامٍ يحول دون عودة تدفق الدم من حُجرةٍ إلى أُخرى عند الانقباض. نظرًا لِكون القلب عضليّا، فإنَّ سُرعة ضرباته يتم التحكُّم بها من خلال خلايا تنظيميَّة تقبع ضمن العُقدة الجيبيَّة الأُذينيَّة، على الأُذين الأيمن. تستعمل العُقدة الجيبيَّة الأُذينيَّة الكلسيوم لٍتُنتج مسارًا ناقلًا لِلإشارات غير مُستقطب ينطلقُ من الأُذين عبر الحُزمتين الأذينيين البُطينيتين اليُمنى واليُسرى مما ينقل الانقباض إلى البُطينين. يتألَّف القلب الطيريّ أيضًا من أقواسٍ عضليَّةٍ مُكوَّنةٍ من حزماتٍ غليظةٍ من الطبقات العضليَّة. وكما هو حال القلب عند الثدييَّات، فإنَّ قُلوب الطُيُور تتكوَّن من طبقات شغافيَّة وعضليَّة وتاموريَّة.[82] تميلُ جُدران الأُذين لِأن تكون أنحف من جُدران البُطين، بسبب كثافة الانقباضات في هذا القسم التي تهدف إلى ضخ الدماء الغزيرة بالأُكسجين إلى مُختلف أنحاء الجسم. غالبًا ما تكون القُلُوب الطيريَّة أضخم من قُلوب الثدييَّات عند مُقارنتها بها من حيث الكُتلة الجسديَّة. وهذا التأقلم الجسدي يُتيحُ ضخ كميَّة أكبر من الدماء تتلاقى مع حاجات هذه الكائنات مُرتفعة الأيض بِسبب الطيران.[83]

التأقلُمات

نظامُ توزيع الأُكسجين في مجرى الدم لدى الطُيُور فعَّالٌ جدًا؛ فالطُيُور تتمتَّع بِمساحةٍ سطحيَّةٍ أكبر بِعشر مرَّات من المساحة السطحيَّة لِلثدييَّات مُقارنةً بِحجم تبادُل الغاز. بِالنتيجة، فإنَّ الطُيُور تتمتع بِكميَّةٍ أكبر من الدماء في شُعيراتها الدمويَّة في كُل وحدة حجم من رئتيها مُقارنةً بالثدييَّات.[83] تتألَّف شرايين الطُيُور من عضلاتٍ مطَّاطيَّة غليظة مُصممة لِتتحمل الضغط العالي الناجم عن انقباض البُطين، وتُصبحُ أكثر صلابةً مع ابتعادها عن القلب. يتدفَّق الدم في الأوعية التي تضيق شيئًا فشيئاً، لِيصل إلى الشرايين، التي تؤدي دور وسيلة نقل الأُكسجين وتوزيعه إلى جانب سائر المُغذيات إلى مُختلف أنحاء الأنسجة الحيويَّة في الجسم.[84] يُلاحظ بأنَّ الشرايين تزداد تشعُبًا مع ابتعادها عن القلب ودُخولها الأعضاء الحيويَّة والأنسجة الأُخرى، لِتزيد من المساحة السطحيَّة وتُبطئ تدفُّق الدماء. ومع تدفُّق الدم عبر الشرايين فإنَّهُ يدخل الشُعيرات الدمويَّة حيثُ تتم عمليَّة تبادل الغازات. والشُعيراتُ سالفة الذِكر مُنتظمة ضمن حزماتٍ داخل الأنسجة، حيثُ تتم عمليَّة استبدال الأُكسجين بِثُنائي أُكسيد الكربون. وفي تلك الحزمات يتباطأ تدفُّق الدَّم لِلسماح بِنشر أقصى كميَّة مُمكنة من الأُكسجين في الأنسجة الحيويَّة. وما أن يُصبح الدَّم غير مؤكسج حتَّى يتدفَّق عبر وُريدات فالأوردة ثُمَّ إلى داخل القلب مُجددًا. أمَّا الأوردة فهي - على العكس من الشرايين - رفيعة وصُلبة، نظرًا لِأنها لا تحتاج أن تستحمل الضغط المُرتفع. وفي أثناء انتقال الدماء من الوُريدات إلى الأوردة، تحصل عمليَّة يُطلق عليها «توسُّع الأوعية»، وهي تُعيد استحضار الدماء إلى القلب مُجددًا.[84] وما أن يصلُ الدَّم إلى القلب حتَّى يتحرَّك أولًا إلى الأُذين الأيمن فالبُطين الأيمن، لِتُضخ عبر الرئتين في سبيل استبدال المزيد من الأُكسجين بِثُنائي أُكسيد الكربون. بعدها يتدفَّق الدَّمُ المُؤكسج (المُشبع بالأُكسجين) من الرئتين عبر الأُذين الأيسر فالبُطين الأيسر حيثُ يُضخ إلى سائر أنحاء الجسد.

الجهاز العصبي

صورٌ مُتتابعة (من اليسار إلى اليمين) تُظهر الغشاء الراف لِأبي طيط المُقنَّع خِلال تغطيته عينه.

الجهاز العصبي عند الطُيُور هائل، ويرتبطُ حجمه بِحجم كُلِّ طائرٍ على حدة.[64] أكثرُ أجزاء الدماغ تطورًا هي تلك التي تتحكم بالحركات المُرتبطة بالطيران، في حين يُنظِّم المُخيخ الحركة ويتحكَّم المُخ بِالأنماط السُلوكيَّة، وطريقة التحرُّك، والتزاوج، وبناء الأعشاش. مُعظم الطُيُور لا تتمتع بِحاسَّة شمٍ قويَّة، يُستثنى من ذلك بعض الفصائل من شاكلة الكيوي،[85] ونُسُور العالم الجديد،[86] والنوئيَّات.[87] غالبًا ما يكون جهاز الرؤية الطيري فائق التطوُّر، ولِلطُيُور المائيَّة خاصَّةً عدساتٌ مرنة مُميزة تسمح بِتكييف بصرها لِلتعامل مع الظُروف الهوائيَّة والمائيَّة على حدٍ سواء. بعض الأنواع كذلك تتمتع بنُقرةٍ مركزيَّةٍ مُزدوجة. تتمتع الطُيُور أيضًا بِخلايا مخروطيَّة حسَّاسة في عينها تُمكنها من رؤية الأطياف اللونيَّة فوق البنفسجيَّة، إلى جانب الأطياف الخضراء والحمراء والزرقاء.[88] وهذه المقدرة تستغلُها الطُيُور في طُقوس التودد إلى الأليف. لِلطُيُور خلايا استشعاريَّة ضوئيَّة خاصَّة في أعماق دماغها تتفاعل مع الضوء دون أن يدخل عبر العُيُون أو من خلال أي خلايا عصبيَّة أُخرى. تلك الخلايا المُستقبلة لِلضوء والكامنة في الوطاء تتخصص في تحديد حُلول فصل الربيع من خلال ضبط طول النهار، مما يُنظم النشاط التفريخي عند الطُيُور.

رسمٌ بيانيٌّ يُوضح نطاق الرؤية عند كُلٍ من البوم والحمام.

كثيرٌ من الطُيُور تُظهرُ أنماطًا لونيَّةً فوق بنفسجيَّة لِريشها تكونُ غير مرئيَّة بِالنسبة لِلعين البشريَّة؛ فبعض الأنواع التي يبدو الجنسان فيها مُتشابهان بِالنسبة لِلعين المُجرَّدة، يُمكنُ التمييز بينها في الواقع من خلال بعض اللطخات على ريشها التي تعكس الأشعَّة فوق البنفسجيَّة، فيظهر أحدها بأنَّهُ أبهى من الآخر. على سبيل المِثال، تتمتع ذُكُور القراقف الزرقاء الأوراسيَّة بِلطخةٍ فوق بنفسجيَّةٍ عاكسةٍ على تيجان رؤوسها تقوم بِعرضها خِلال موسم التفريخ لِتجتذب الإناث، فتنتصب وترفع ريشات قفا عُنُقها لِإظهارها.[89] تُستخدم الأشعَّة فوق البنفسجيَّة كذلك عند البحث عن القوت—فالعواسق على سبيل المِثال يُعرف عنها بحثها عن طرائدها من القوارض عبر تتبُعها آثار بولها المُشع والذي تركته خلفها أثناء سعيها على الأرض.[90] والطُيُور لا تستخدم جُفونها لِطرف أعيُنها، بل هي تُحافظ على ترطيبها بواسطة غشاءٍ راف، وهو عبارة عن جفنٍ ثالث يتحرَّك أُفقيًّا.[91] وهذا الغشاء الراف أيضًا تستخدمهُ الطُيُور المائيَّة لِحماية أعيُنها عند الغطس أو الغوص، وكأنَّهُ عدستان لاصقتان.[64] شبكيَّة الطُيُور مرتبطة بِنظامٍ يُزوِّدها بالدِماء مروحيّ الشكل يُسمَّى ممشطًا.[64] مُعظم أنواع الطُيُور غير قادرة على تحريك أعيُنها داخل المحجر، على أنَّ هُناك بعض الاستثناءات، منها الغاقةُ الكُبرى.[92] تتمتع الطُيُور التي تقع عيناها على جانبيّ رأسها بِمجالٍ نظريٍّ واسع، بينما تتمتع الطُيور التي تقع عيناها في مُقدمة رأسها، كالبُوم، بِرُؤيةٍ مُزدوجة، بحيثُ يُمكنها تقدير عُمق الحقل.[93] تفتقدُ الآذان الطيريَّة لِلصيوان الخارجيّ، إلَّا أنها تُغطَّى بِالريش، وفي بعض الطُيُور، من شاكلة البُوم الأقرن والبُوم المُتواري، تظهرُ تلك الريشات على هيئة خصلٍ شبيهة بالآذان. لِلأُذن الداخليَّة قوقعة، إلَّا أنها ليست حلزونيَّة الشكل كما في الثدييَّات.[94]

التأقلُمات الجسديَّة الدفاعيَّة

بضعةُ أنواعٍ من الطُيُور قادرة على أن تُدافع عن نفسها كيميائيًّا ضدَّ المُفترسات؛ فعلى سبيل المثال بعض النوئيَّات تقذف سائلًا زيتيًّا معويًّا كريهًا من أفواهها تجاه أي مُعتد،[95] وبعض أنواع الپيتوي قاطنة غينيا الجديدة يختزنُ جلدها وريشها سُمًّا عصبيًّا قويًّا قادرٌ على الفتك بِأي ضارٍ يعُضها.[96]

إنَّ قلَّة الدراسات الميدانيَّة عن التفاعل بين الأنواع والفصائل المُختلفة لِلطُيُور أدَّت إلى نقصٍ كبيرٍ في معلومات العُلماء عن علاقاتها بِبعضها سواء أكانت تلك علاقات وديَّة أم عدائيَّة، لكن من المعروف أنَّ بعض النزاعات بين الأنواع قد تنتهي بإصاباتٍ بليغة أو بِمصرع أحد الطرفين.[97] تمتلكُ الصيَّاحات وبعض أنواع اليقنة وإوزَّة أبو قرن وبطَّة السُيُول وتسعة أنواع من أبي طيط مهمازًا حادًا على جناحها تستخدمهُ كسلاحٍ لِطعن أي مُفترسٍ يقتربُ منها. كما يمتلك البط النفَّاث والإوز والتِّم والسوليتير ومُغدَّة المنقار وبعض القرَّازات والكروانات الجبليَّة مقبضًا عظميًّا على جُنيحاتها تستخدمه في ضرب الضواري والخُصوم.[97] بعض أنواع اليقانات أيضًا تتمتع بِكعبرةٍ عريضةٍ كالنصل تستخدمها في الطعن. كان أبو منجل الجامايكي - المُنقرض الآن - فريدا من نوعه بين الطُيُور، إذ امتلك طرفًا أماميًّا مُتطاولًا ويدًا ضخمةً يُحتمل بِأنَّها كانت تُستخدم لِلدفاع عن النفس أو في القتال، تمامًا كالهراوة أو الدرَّاس. تشتهرُ التِّم بِكونها إحدى أكثر الطُيُور عدائيَّة، إذ تُهاجمُ بِشراسة أي كائنٍ يقتربُ من فراخها وبُيُوضها وتنهال عليه ضربًا بِمهماز جناحها العظميّ وتُرهقه عضًّا.[97]

الصبغيَّات (الكروموسومات)

يتحدد جنس الطُيُور من خلال الصبغيَّان Z وW عوض الصبغيَّان X وY الموجودان لدى الثديَّيات. تمتلك ذُكور الطُيُور صبغيَّتا Z أي (ZZ)، بينما تمتلكُ الإناث صبغيَّة W وأُخرى Z أي (WZ).[64] جميعُ أنواع الطُيُور تقريبًا يتحدد جنسها لحظة التخصيب. إلَّا أنَّ إحدى الدراسات كشفت مُؤخرًا أنَّ بعض الطُيُور، من شاكلة حبش الدغل الأُسترالي، يتحدد جنسها اعتمادًا على درجة حرارة أعشاشها، فقد ظهر أنَّ نسبة الإناث تكون أعلى مُقارنةً بِنسبة الذُكور كُلما ارتفعت حرارة الأعشاش خلال فترة الرخم.[98] وقد عادت نظريَّةٌ أُخرى إلى إثبات خطأ ما أُسلف من خلال إظهارها أنَّ درجة الحرارة لا تُؤثِّر على تطوُّر الجنين وتحديد جنسه، بل إنَّ مُعدَّل نُفوق الأجنَّة وفق جنسها يتوقَّف على درجة حرارة العُش.[99]

الريش، والكواسي، والحراشف

بُومةٌ مُتوارية أفريقيَّة جاثمة على جذع شجرة. لاحظ كيف أنَّ كسائها الريشي يُتيحُ لها أن تتموَّه وتندمج كُليًّا مع مُحيطها.

تتفرَّد الطُيُور بِكونها المخلوقات الوحيدة المُعاصرة المكسوَّة بِالرِّيش، وهي سمةٌ تتشاركُها مع بعض الديناصورات التي يُعرف حاليًّا أنها غير طيريَّة. والريشُ يتشكَّل في خلايا خاصَّة في جلد الطائر من مادَّة الكيراتين الپروتيني التي تتكوَّن منها أيضًا القشرة التي تُغطي جلد الزواحف. ويخدُمُ الريش أغراضًا مُختلفة، فذلك الشكل السلس الذي تتسم به أجساد مُعظم الطُيُور يرجعُ إلى بُنية الريش ونظام ترتيبه أو على مُحيطه الخارجيّ. والرِّيشُ أيضًا يُوفِّرُ الانسياب الفعَّال لِلطائر، كما يكونُ صامدًا لِلريح، وأحيانًا صامدًا لِلماء. وتحت هذه السِّيماء الناعمة الصَّقيلة يُوجدُ الزُّغب الذي يُساعد على صيانة حرارة الجسم.[60] بالإضافة إلى الدِّفء والطيران يُؤدِّي الكساء الريشي دورًا فعَّالًا في اجتذاب القرين في موسم التزاوج،[64] فيختالُ الذكر استعراضًا بِكسائه جميلُ الألوان أو بِريشاتٍ مُتميِّزة الشكل. كذلك يتَّخذُ الكساءُ الريشيُّ في بعض الطُيُور نمطًا تمويهيًّا يندمجُ في البيئة حولهُ فتصعُب رُؤيته. وقد يُساعد لون الكساء الريشيِّ وشكلهُ الطائر في تعرُّف الطُيُور الأُخرى من النوع نفسه.[100] وحالُ الكساء الريشيِّ قد يختلف بين طائرٍ وآخر من نفس النوع بناءً على السن والرُتبة الاجتماعيَّة[101] والجنس.[102]

أقسامُ الريشة عند الطُيُور.
لورِ أحمر يُمسِّد ريشه.

رُغم العناية البالغة التي تُبديها الطُيُور بِريشها، فإنَّ البوالغ منها تطرح كساءها الريشيّ وتستبدلُ به آخر مرَّة، وأحيانًا مرَّتين، في السنة. وبعضُ الجوارح الضخمة قد لا تطرح ريشها إلَّا مرَّة كُل بضعة سنوات. وتجري عمليَّة الاستبدال سريعًا في بعض الطُيُور بينما تتم تدريجيًّا في أنواعٍ أُخرى بحيثُ تُستبدلُ الريشات المُطَّرحة بِأُخرى جديدة قبل اطِّراح ريشاتٍ غيرها. وقد تستغرق عمليَّة الاستبدال هذه نصف سنة. والطَّيرُ التي تطَّرحُ ريشها مرَّتين تعيشُ عادةً في بيئاتٍ تُبلي الكساء الريشيّ سريعًا.[100] يُعرفُ الكساءُ الرِّيشيّ لِلطائر الذي انطُّرح بعد انقضاء موسم التزاوج بالريش «غير المُفرخ» أو «الأساسي»؛ أمَّا الكساء الباهي الذي يظهر في موسم التزاوج فيُعرف بِالريش «المُفرخ» أو «البديل».[103] أنماط انطِّراح الريش تختلف باختلاف الفصيلة، فعند الجواثم، يتمُّ استبدال ريشات الطيران الواحدة تلو الأُخرى بحيثُ تكون الريشات الأوليَّة الداخليَّة هي أوَّل ما يُطرح. وما أن يتم استبدال الريشة الخامسة أو السادسة حتَّى تبدأ الريشات الثُلاثيَّة الخارجيَّة بِالتساقط. وبعد انطراح هذه الأخيرة تبدأ الريشات الثانويَّة بالتساقط بدايةً من تلك الداخليَّة وُصولًا إلى الخارجيَّة، ويُعرف هذا الشكل من طرح الريش بـ«الانطِراح النابذ». تنطرح الكواسي الكُبرى الأوليَّة بِالتزامن مع الريشات الأوليَّة التي تتقاطع معها.[104] قسمٌ ضئيلٌ من الأنواع، مثل البط والإوز، تفقد جميع ريشاتها الطيرانيَّة دفعةً واحدة، لِتُصبح بهذا عاجزةً عن الطيران لِفترةٍ مؤقتة.[105] تطرحُ جميع الطُيُور دون استثناء ريشات ذيلها بدايةً من زوج الريشات الداخليّ الأقصى،[104] على أنَّ الانطِراح الجاذبيّ (انطلاقًا من الخارج نحو الداخل) لِريشات الذيل يُمكن مُلاحظته عند التدرُّجيَّات.[106] والانطِراح الجاذبيّ لِريشات الذيل سالف الذِكر يختلفُ بعض الشيء عند النقَّارات ودواب الشجر، من حيث أنَّهُ يبدأ من زوج الريشات الداخلي الثاني وينتهي عند الزوج المركزي، وسبب هذا هو كي يبقى ذيل الطائر فعَّالًا ويُحافظ على توازنه أثناء تسلُّقه وهُروعه على الجذع ذهابًا وإيابًا.[104][107] النمط العام الذي يُمكن مُلاحظته لدى الجواثم أنَّ ريشاتها الأوليَّة تُستبدل من الداخل إلى الخارج، والثانويَّة إلى الداخل، وريشات الذيل من المركز إلى الخارج.[108] تكتسبُ إناث مُعظم أنواع الطُيُور بُقعة عارية من الريش على بطنها قبل بداية فترة الرخم (حضن البيض)، وتتزوَّد هذه البقعة بالكثير من الأوعية الدمويَّة لِتُحافظ على حرارة البيض خِلال الرخم.[109]

يعتني الطائر بِكسائه الريشيّ المُهمِّ عنايةً بالغةً، فيقوم بتمسيده وتأنيقه وترتيبه يوميًّا، بحيثُ تأخذ منهُ هذه العمليَّة حوالي 9% من وقته اليومي.[110] وبعضُ الطَّيرِ تغتسلُ بِرشرشة نفسها في مورد ماءٍ ضحل، ويُقدمُ الطَّائر بعد طرطشة الماء حول كسائه الريشي على تمسيده وتسويته بِمنقاره عدَّة مرَّات، مُستعينًا بِزيتٍ تُفرزه غُدَّة في قاعدة الذيل ممَّا يجعل الكساء الريشي صامدًا ضد الماء.[100] كما يلعب هذا السائل دورًا في الحفاظ على مُرونة الريش ويحول دون نُموّ البكتيريا التي تتسبب بِتآكل الريش.[111] بعضُ أنواع الطُيُور يلجأ إلى أُسلوبٍ آخر لِلحفاظ على نقاء ريشه، فيهبطُ على عُشٍ لِلنمل ويعيث فيه فسادًا كي تُهاجمه النملات، فتصعد ريشه حيثُ تقوم بِفرز حمض الفورميك لِلدفاع عن نفسها وأعشاشها، فتُبيد بهذا كُل الطُفيليَّات النامية على ريش الطائر، ويُعرف هذا السُلوك باسم «التنميل».[112]

حراشفُ الطُيُور تتكوَّن من مادَّة الكيراتين، مثلها في ذلك مثل المناقير والمخالب والمهاميز، وهي عادةً تكسو أصابع قدميها ومشطها، إلَّا أنها قد تبلغ الكاحل عند بعض الأنواع. مُعظمُ حراشف الطُيُور لا تتقاطع مع بعضها بشكلٍ بارز، يُستثنى من ذلك القرلِّيَّات والنَّقَّارات. يُعتقدُ بِأنَّ حراشف الطُيُور مُتناددة مُقارنةً مع تلك الخاصَّة بِالزواحف والثدييَّات.[113]

الطيران

خطَّاف ذُبابٍ هائج أثناء خفق جناحيه نحو الأسفل خِلال طيرانه الرفرفيّ.

مُعظمُ الطُيُور قادرةٌ على الطيران، الأمر الذي يُميِّزُها عن جميع طوائف الفقاريَّات تقريبًا. والطيران هو وسيلة الحركة الرئيسيَّة لدى أغلب الطُيُور، وهي تستخدمه كذلك عند التودُّد لِشريكاتها عبر أدائها لِعُروضٍ طيرانيَّةٍ بديعة، وفي تفادي الضواري ولِلهرب. لِلطُيُور تأقلُمات جسديَّة مُتعددة مُخصَّصة لِتُساعدها على الطيران، منها الهيكل العظميّ خفيف الوزن وعضلتيّ طيران (العضلة الصدريَّة التي يُشكِّل وزنها 15% من وزن الطائر، والعضلة الرافعة)، وجناحان يلعبان دور الأطراف الحاملة.[64]

رسمٌ ظلالي لِبضعة فصائل من الطُيُور تُظهرُ اختلاف تصميم أجنحتها.

العضلة الصدريَّة هي العضلة الخارجيَّة الكبيرة في الطُيُور، وهي تتصلُ بِالعضُد، أبعد العظام الطويلة غورًا في الجناح، بِواسطة أربطةٍ قويَّةٍ. وهي التي تُوفِّرُ السحب لِخفَّة الجناح النَّازلة، التي تدفع بِالطائر إلى الأمام. ورفعُ الجناح من أجل الخفقة التالية يتطلَّب طاقةً أقل بِسبب انثناء الريشات وانعطافها. لِهذا، كانت العضلة الرَّافعة، فوق الغُرابى، من قدٍّ أصغر. ويعمل الوتر الرئيسي لِلرفع بِنظامٍ كنظام البكرة، إذ هو يمتد من خلف عظم الغُرابى ثُمَّ يرتفع من فوق مُقدِّم لوح الكتف لِيهبط نازلًا إلى العضُد.[60] يُحدد شكل الجناح وحجمه نوعيَّة طيران فصيلة الطائر ككُل؛ والكثير من الطُيُور تجمع في طيرانها بين الخفق بِقوَّة العضلات والرفرفة والانسياب الذي لا يستهلك طاقة. حوالي 60 نوعًا من الطُيُور الباقية لا تطير، وكانت هُناك طائفةٌ واسعةٌ من الطُيُور المُنقرضة المهيبة لا تطيرُ أيضًا.[114] يُلاحظ أنَّ انعدام المقدرة على الطيران كثيرًا ما يحصل لدى الطُيُور المعزولة على الجُزُر، ولعلَّ سبب ذلك هو انعدام المُفترسات الأرضيَّة هُناك.[115] تستخدمُ البطاريق عضلاتٍ وحركات شبيهة بِتلك الخاصَّة بالطُيُور الطيَّارة، رُغم أنها هي نفسها لا تطير، لكنَّها تلجأ لِذات الحركات تقريبًا أثناء سباحتها في المياه، وكذلك تفعل طُيُورٌ سبَّاحةٌ أُخرى من شاكلة الأوك وأجلام المياه والدُنقُلات.[116]

السُلوك

مُعظم الطيور تتّبع نشاطاً نهارياً، إلا أنَّ بعضهم - مثل البوم والسبد - تعدّ من الروامس (الكائنات النَّشطة ليلاً) أو الشفقيات (تنشط في ساعات الشفق)، كما أنَّ العديد من الكراكيَّات الساحلية لا تتغذى إلا عندما تواتيها التيارات البحرية، سواء أكان الوقت ليلاً أم نهاراً.[117]

التغذي والاقتيات

رسمٌ يُظهر اختلاف أشكال سيقان وقوائم الطُيُور باختلاف نمط معيشتها وفق موئلها الطبيعي.
اختلافات هيئات مناقير الطيور بناءً على نوعيَّة الغذاء التي تفضِّلها.

تتفاوت نوعيَّات الغذاء التي تعتمد عليها الطيور للبقاء، فقد تأكل الرحيق، والفواكه، والنباتات، والبذور، والجيف، والعديد من الحيوانات الصَّغيرة، مثل الطيور الأخرى.[64] ليس لدى الطيور أيِّ نوع من الأسنان، ولذا فقد تكيَّفت أجهزتها الهضميَّة للتعامل مع الطعام غير المَمْضوغ الذي يُبتَلع كاملاً.[118]

تُصنَّف الطيور إلى عدَّة فئاتٍ حسب طريقة تكيُّفها للاستفادة من أصناف الغذاء المُختلفة، فمنها من تأكل العديد من أنواع الغذاء المُتفاوتة، فتُسمَّى الطيور العُموميَّة، إلا أنَّ بعضها قد ركَّزت تكيُّفاتها الجسدية والحياتية للحُصول على صُنف واحد من الغذاء يشيع في بيئتها، وهذه تُسمَّى الطيور المُتخصّصة.[64] تختلف طُرق الطيور في الحصول على الغذاء من نوعٍ لآخر. فالعديد من أنواعها تنبش الأرض وأغصان الأشجار بحثاً عن الحشرات، واللافقاريات، والثمار، والبذور. وبعضُها تصطاد الحشرات بالانقضاض عليها فجأة للإمساك بها، ولأنها قد تُساعد بهذه الطريق على التخلُّص من الحشرات الضارَّة للبشر، فهي تُعتبر أحياناً عناصر جوهريَّة في برامج مكافحة الآفات الحيويَّة.[119] من جهة أخرى، قد تتغذَّى الطيور على الرحيق، ومن أمثلة الأنواع التي تعتمد عليه كغذاءٍ الطائر الطنان والتُمَّيْر وببغاوات اللُورِ واللوركيت، حيث طوَّرت هذه الأنواع ألسنةً خاصَّة ومناقير طويلة مُصمَّمة خصِّيصاً لتستطيع الوُلوج إلى داخل الأزهار المُتكيِّفة لتتعايش تكافلياً معها.[120] من جهةٍ أخرى، تتخصَّص طيور الكيوي والكركي بصيد اللافقاريات مُستفيدةً من مناقيرها النحيلة والطويلة، وهي تتفاوت في تكيُّفاتها واختصاصاتها إلى درجة أنَّ الأنواع المُختلفة من الكركي لها أنماطٌ حياتيَّة وأصنافٌ غذائيَّة أو طرق صيدٍ مُختلفة.[64][121] وأما طُيور الغوَّاص والبط الغطَّاس والبطريق والأوك فهي تُطارد فرائسها تحت سطح الماء، حيث تستعمل أجنحتها وأقدامها لدفعها عبر المياه نحو هدفها،[53] كما تعتمد بعض الطيور العاديَّة على صيد غذائها من الماء، مثل الأطيش والقرلِّى والخرشنة، ولا تستطيع هذه الطيور سوى الغطس لمسافةٍ قصيرة (أقلُّ من متر أو بضعة أمتار فقط) للوُصول إلى طريدتها، ثم تُعاود الخروج من الماء. يتغَّذى النُّحام الورديّ وبعض أنواع البط بتصفية المياه لاستخلاص العوالق،[122][123] وتعدّ بعض أنواع الطيور من الرَّواعي، إذ أنَّها تعتمد على رعي العُشب والنباتات كمصدرها الأساسيِّ للغذاء، ومن هذه الأنواع الإوز والبط الرشَّاش.

يلجأ عددٌ من الطيور إلى استراتيجيَّة السَّرقة في الحُصول على طعامه، فبدلاً من أن تصطاد طعامها بنفسها، فهي تنتزعه بالقُوَّة من الطيور الأُخرى، ومن أمثلة ذلك الفرقاطات والنوارس[124] والكركر.[125] عادةً ما تكون السَّرقة وسيلة إضافيَّة عند هذه الأنواع لزيادة حصَّتها من الطعام أو تعويض النَّقص فيها، لكنَّها لا تستطيع الاعتماد عليها وحدها والتخلِّي عن الصَّيد بنفسها، فقد أظهرت دراسة على عادة السَّرقة عند الفرقاط الكبير أنَّ غذاءه يتألَّف بنسبة 5% فقط من طرائد مسروقة من الطيور الأخرى، وفي أقصى الأحوال كانت النسبة تصل إلى 40%، بينما تكون أقلَّ بكثيرٍ في الظروف العاديَّة.[126] تعدّ بعض الطيور حيوانات قمَّامة، ومن أمثلتها النسور، التي تتخصَّص بالتغذي على جيف الحيوانات الميِّتة، كما أنَّ بعض الطيور الجارحة والنوارس والغرابيات تعدّ حيوانات انتهازيَّة.[127]

الارتواء

حاجة الطيور للماء قد تكون أقلَّ إلى حدٍّ ما من الثدييات الأخرى، وذلك بسبب طبيعة طريقتها بالإخراج وافتقارها للغُدَد العرقيَّة، إلا أنَّه يظلُّ ذا دورٍ وظيفيٍّ جوهريٍّ بالنسبة إليها.[128] تستطيع بعض أنواع الطيور التي تعيش في بيئات صحراويَّة أن تعتمد على الرطوبة الموجودة في طعامها كمصدرها الوحيد للماء، وقد تستفيد أيضاً من تكيُّفاتٍ أخرى لتحمُّل نقص الماء، مثل ترك حرارة جسدها ترتفع، أو تخفيض نقص الرُّطوبة في أجسامها باللُّهاث السَّريع أو تبريد جلدها.[129] ويُمكن للطيور البحرية أن تشرب مياه البحر مُباشرة، فهي مُزوَّدة بأعضاءٍ تُسمَّى الغدد الملحيَّة لديها القُدرة على التخلُّص من الأملاح الزائدة من خلال المنخر.[130]

عندما تُريد الطيور الشرب، فهي عادةً ما تملأ منقارها بالماء ثم ترفعُ رأسها لتترك المياه تنساب إلى داخل حلقها، إلا أنَّ عدداً من أنواعها يستطيع امتصاص الماء مُباشرة بمناقيرها، خُصوصاً الأنواع التي تعيش في المناطق الجافَّة، ومنها الحماميَّات وشمعيَّات المنقار والكولي والسمَّان ذو النقرة والحباري.[131] مع ذلك، تحتاج بعض الطيور إلى الحصول على الماء السَّائل، وتشتهر القطويَّات على وجه الخُصوص بتجمُّعها بأعدادٍ كبيرة حول ينابيع المياه، ومن ثمَّ تنقل المياه إلى صغارها بترطيب ريش بطنها والطيران نحو العُشّ.[132] وتحمل بعض الطيور الماء إلى عُشِّها بمنقارها وقذفه إلى الفراخ مع طعامهم، كما أنَّ لدى فصائل الحمام والنُّحام والبطاريق تكيُّفاتٍ تُساعدها على إنتاج سائل مُغذٍّ يُشبه الحليب يُسمَّى لبن العصفور، تُعطي منه لصغارها.[133]

العناية بالريش

يعدّ الريش وسيلة جوهريَّة لبقاء الطُّيور، ولذلك فهو يحتاج إلى العناية باستمرار. يُواجه ريش الطيور عِدَّة مشكلاتٍ مع التقادم، فعدا عن قدمه وتساقطه الطبيعي، يتعرَّض الريش إلى الضَّرر من الفطريات والبراغيث الضارَّة وقمل الطيور.[134] يُحافظ الطائر على سلامة ريشه عادةً بالتنظيف المُستمرّ، وذلك بمُساعدة إفرازاتٍ من غددٍ خاصَّة لدى الطيور، كما وتستحمُّ الطيور في الماء أو التراب لتنظيف نفسها، ففي المناطق الرَّطبة يُمكن أن يغمر الطائر كامل جسده بالماء الضَّحل، وقد تلجأ مُعظم الطيور القادرة على الطيران إلى الغطس لمسافاتٍ قصيرة تحت سطح الماء أثناء طيرانها، وأما تلك التي تعيش في الغابات الكثيفة فقد تكتفي بالنَّدى أو قطرات مياه الأمطار التي تجمعها من على أوراق الشَّجر، وأما في الأقاليم الجافَّة، فيُمكن أن تتمرَّغ بالتراب فحسب. إحدى السلكويَّات الغريبة لدى الطيور المُتعلِّقة بالاعتناء بريشها تُسمَّى التنميل، وهي تعني أن يقترب الطائر من عُشٍّ للنمل ويحثَّ النمل على تسلُّق ريشه، ويعتقد العلماء أنَّ الهدف من هذا السُّلوك يكمنُ في التخلُّص من الحشرات والآفات الضارَّة. من جهة أخرى، قد تجلس العديد من أنواع الطيور تحت الشَّمس وتفرد أجنحتها، وذلك لمُحاولة التخلُّص من الفطريات والحشرات على ريشها.[135][136]

الهجرة

سربٌ من الطيور في السَّماء.

تُهاجر الكثير من أنواع الطيور للاستفادة من اختلافات الحرارة الموسميَّة بين مناطق العالم، وذلك لتحصل على أفضل الفُرص الممكنة من مصادر غذاءٍ ومواقع للتكاثر. تتفاوت طبيعة الهجرة وطولها من نوعٍ إلى الآخر. فالعديد من طُيور اليابسة وطيور السَّواحل والطيور المائيَّة تُهاجر لمسافاتٍ طويلة على نحوٍ سنويّ، وعادةً ما تحصل على الإشارات التي تدفعها إلى البدء بالهجرة بناءً على تزايد طول ساعات النَّهار وتغيُّرات الطَّقس. عادةً ما تقضي هذه الطيور موسم تكاثرها في الأقاليم المعتدلة أو القُطبيَّة، بينما تعيش خلال باقي العام في أقاليم استوائيَّة أو على النِّصف المُقابل (شمالاً وجنوباً) من كوكب الأرض. عندما يقترب وقت الهِجرة، تأخذ الطيور استعدادها بزيادة نسبة الدُّهون في جسمها (بتناول المزيد من الطَّعام)، وتقليص حجم بعض أعضائها الدَّاخلية.[77][137] تتطلَّب الهجرة من الطائر صرفَ كميَّة كبيرةٍ من طاقته، وذلك - بصُورة خاصَّة أكثر - لحاجتها إلى عُبور صحارى ومُحيطات دون الحصول على أيِّ غذاء. تطير طُيور اليابسة لمسافاتٍ تصل حوالي 2500 كم، وأما طُيور السواحل فقد تُحلِّق لأكثر من 4,000 كم،[138] وذلك بالرُّغم من أنَّ البقويقة السُّلطانيَّة مُخطَّطة الذَّيل تستطيع الطيران دون توقُّف لمسافة 10,200 كم.[139] تذهب الطيور البحريَّة أيضاً في هجراتٍ طويلة، وأطول هجرة سنويَّة يأخذها طائر هي هجرة الجلم المائي الفاحم، الذي يتكاثر في نيوزيلندا وتشيلي، بينما يقضي الصَّيف يتغذَّى في نصف الأرض الشمالي قُبالة سواحل اليابان وفي ألاسكا وكاليفورنيا، وهي رِحلة سنويَّة يبلغ طُولها الكلي 64,000 كم.[140] رُغم ذلك، ليست لجميع الطيور البحريَّة مسارات هجرة ثابتة مثل هذه، فالعديد من الطيور تتشتَّت في اتِّجاهاتٍ مُختلفةٍ بعد انتهاء تكاثرها. فالقطرس على سبيل المثال يضع صغاره في المحيط الجنوبي، وكثيراً ما يأخذ رحلاتٍ بين القُطبين بين موسمي التكاثر.[141]

خريطة للمُحيط الهادئ، الخطوط المُلوَّنة تمثل مسارات هجرة البقويقة السلطانية مُخطَّطة الذيل بين نيوزيلندا وكوريا، حيث رُبطت بالطيور المهاجرة أجهزة تتبُّع متصلة بأقمار صناعيَّة لتتبُّع طرق سفرها. يُعتبر هذا الطائر النوع ذا أطول مسار هجرة مُتَّصلٍ في العالم، حيث يُسافر مسافة تصل إلى 10,200 كيلومتر.

تأخذ بعضُ أنواع الطُّيُور هجراتٍ أقصرَ من ذلك، فقد لا تُسافِر إلا للمسافات التي تحتاجها تجنُّباً للتعرُّض إلى الظروف الجويَّة السيئة أو نقص الطَّعام. كذلك فإنَّ بعض الأنواع، مثل الطيور المُجتَاحة (ومنها الشرشوريات) قد تظهر بسُهولة في إحدى المناطق بواحدةٍ من السَّنوات قبل أن تختفيَ في السَّنة التالية، وذلك لأنَّ هجرتها تترافق على الأرجح مع كميَّة الطعام المُتاحة.[142] قد تسافر بعض أنواع الطُّيور أيضاً لمسافاتٍ مُعيَّنة ضمنَ مناطق انتشارها، فمثلاً، من المُمكن أن تهاجر الطيور التي تسكن في أقاليم قريبة من القُطب إلى مناطق أدفأ، لكنَّها مناطق تسكنها طيورٌ من نفس النَّوع بصُورة دائمة (على مدار السَّنة)، وفي طيورٍ أخرى تكون الهِجرة جزئيَّة، بحيث لا تشارك فيها سوى الإناث والذكور القائدة لجماعاتها.[143] من المُحتمل أن تكون هذه «الهِجرة الجزئيَّة» واحدةً من أنماط الهِجرة الشَّائعة على نحوٍ عال بين الطيور في بعض المناطق، فقد أشارت إحدى الدراسات في أستراليا إلى أنَّ 44% من أنواع الطيور التي لا تنتمي إلى فصيلة العصافير و32% من أنواع العصافير تُهاجر هجراتٍ جُزئيَّة في الغالب.[144] من أنواع الهجرات ذات المسافات القصيرة كذلك هجرة الأماكن المُرتفعة، فقد تميلُ الطيور التي تتكاثر في بقاعٍ مُرتفعة عن سطح البحر إلى الانتقال إلى مناطق أكثر انخفاضاً عندما تُصبح الظروف البيئيَّة قاسية، وغالباً ما تبدأ هذه الهجرة نتيجة تغيُّرات الطَّقس، أو عندما تُصبح منطقة الحيوان غير صالحةٍ للحياة بسبب نقص الغذاء.[145] رُغم ذلك، تعيشُ بعض أنواع الطيور حياة مُتجوِّلة بحيث لا تهتمُّ بالبقاء في منطقة أو إقليم مُحدَّد، وتستمرُّ بالانتقال إلى أماكن جديدةٍ كُلَّما لم تُواتِها ظروف الطَّقس أو الغذاء. من الأمثلة القريبة على ذلك فصيلة البَّبغاوات بأكملها، فهذه الحيوانات كُلَّها لا تُعتَبر كائناتٍ مُهاجرةً ولا مُستقرَّةً على الإطلاق، وإنَّما تميلُ إلى التجوال والقيام بهجراتٍ عشوائيَّةٍ مُتكرِّرة واجتياح مناطق الحيوانات الأخرى.[146]

تُشتَهر الطُّيور مُنذ مُدَّة طويلة بقُدرتها العالية على العَودة إلى بقاعٍ مُحدَّدة بدقَّة شديدة بعد أن تبتعد عنها لمسافاتٍ شاسعة، ففي تجربة أجريت في خمسينيَّات القرن العشرين حاول بعضُ العُلماء جلبَ طائر جلم الماء المانكسي إلى مدينة بوسطن بالولايات المُتَّحدة، وما إن أطلقوه حتى حَلَّقَ عائداً إلى مدينة سكومر في ويلز خلال 13 يوماً فحَسْب، وهي مَسافة تعادل 5,150 كم.[147] تستدلُّ الطيور على الاتجاهات في أثناء هجرتها بطُرُقٍ مُختلفة. عادةً ما تستخدم الطيور ذاتُ النشاط النهاري الشَّمس كدليلهاالأساسي للتعرُّف على الاتجاهات أثناء النهار، والنجوم أثناء اللَّيل، وتستطيع هذه الطيور الاستفادة من تغيُّر موقع الشمس لإدراك مكانها بساعةٍ داخليَّة.[64] وأما استخدام النُّجوم فيعتمد على مواقع الكوكبات المُحيطة بنجم الشَّمال.[148] لدى بعض أنواع الطُّيور أيضاً وسائل إضافيَّة لمعرفة طريقها في السَّماء، ومن ذلك قُدرَتُها على الإحساس بمجال الأرض المغناطيسي اعتماداً على مُستقبلات ضوئيَّة خاصَّة.[149]

التواصُل

يُقلِّد طائر واق الشمس أصوات وحركات الحيوانات الأخرى ليُظهِرَ نفسه على أنَّه كائنٌ مفترسٌ كبير الحجم، وذلك لإخاف أعدائه وإبعادهم.

تتواصل الطُّيور بين بعضها بعضاً في الغالب بالإشارات والأغنيات الصوتيَّة، وقد تُستَعمل مثل هذه الإشارات في التواصل بين أفراد النَّوع نفسه أو بين أنواعٍ مُختلفةٍ من الطيور الموجودة في البيئة نفسها. تستعرض الطيور أحياناً بريشها لفرض وإثبات سيطرتها على أفراد نوعها الآخرين،[150] أو لجذب شركاء من الجِنس الآخر وإغرائهم بالتزاوج، أو لتهديد أعدائها وإخافتهم، مثلما يفعل طائر واق الشَّمس الذي يُقلِّد سُلوك حيوانٍ مفترسٍ كبير الحجم لإبعاد الباز الجارح عن صغاره.[151] يُساعد مظهر الريش أيضاً في وَظائف أخرى، فهو مُفيدٌ في مُساعدة الطيور على التعرُّف على بعضها، وخُصوصاً على ما إذا كانت تواجه طُيوراً من نفس نوعها أم من أنواعٍ أخرى. تتواصل الطيور مع بعضها بالإشارات البصريَّة بطُرُقٍ مُختلفة، ومنها تسوية الريش وتغيير وضعيَّته والنَّقر وسُلوكيَّات أخرى. تستعمل الطيور مثل هذه الإشارات إمَّا للتَّعبير عن عدائها اتِّجاه خصمٍ مُحدَّد، أو عن خُضوعها لقائد السِّرب، أو لتكوين علاقة حميمة مع شريكها.[64] تُمارِس الطيور مُعظم عُروضها البصريَّة أثناء مُغازلة الشَّريك، حيث كثيراً ما تتضمَّن طُقوس المغازلة «رقصاتٍ» مُعقَّدة؛[152] وقد يعتمد مصير الذُّكور من حيث التكاثر (في الكثير من الأحيان) على قُدرتهم في أداء هذه العُروض بشكلٍ جيِّد.[153]

تُعتَبر الأغاني والنِّداءات التي تصدرُ من عضوٍ خاصٍّ يُسمَّى المصفار هي الوسيلة الأساسيَّة للتواصل بين الطُّيور عن طريق الصَّوت. في بعض الأحيان يكون هذا التواصل مُعقَّداً جداً، فبعض الأنواع تستطيع استخدام كلِّ جانبٍ من جانبيْ المصفار وَحْدَه لإصدار أغنيتين فريدَتَيْن في الآن ذاته.[79] وتُستَعمل هذه الأغاني والتَّغَاريد لأغراضٍ مُختلفة، منها جذب شريكٍ للتزاوج،[154] أو توثيق الرَّابطة الزوجيَّة، أو فرض الهَيْمنة على منطقةٍ مُعيَّنة بإبعاد الأعداء،[64] أو التعرُّف على طُيورٍ مُعيَّنة أخرى (حيث يتعرَّف الوالدان بهذه الطريقة على فراخهما في المُستعمرات المُزدحمة، كما يستعملها الأزواج عند لقائهم في بداية موسم التكاثر)،[155] وكذلك في التحذير من اقتراب حيواناتٍ مُتفرسة، بل وأحياناً لتوصيل فكرةٍ دقيقةٍ عن الحيوان المُقترب.[156] تٌصْدِر بعض أنواع الطُّيور أصواتاً ميكانيكيَّة (لا تصدُرُ عن مصفارها) للتواصل فيما بينها. فطائر الشُّنْقُب الأسترالي - على سبيل المثال - يُحرِّك الهواء بريشه لإثارة ضجَّةٍ عالية،[157] بينما يطرقُ نقار الخشب بمنقاره لتحذير الطُّيور الأخرى من نوعه من الاقتراب إلى منطقته،[76] بينما يستخدم كوكاتو النخيل أدواتٍ مثل أغصان الشَّجر أو الحجارة للطَّرق وإثارة الأصوات.[158]

التجمهر في أسراب والعلاقة مع كائناتٍ أُخرى

يُعتبر هذا الطائر، واسمه التُنَّوط أحمر المنقار، أكثر الطيور عدداً في العالم،[159] وهو مشهورٌ بتنقُّلهِ في أسرابٍ عِملاقة قد يتألَّف الواحدُ منها من عشرات آلاف العصافير.

بعض الطُّيور تعيش في مناطق ثابتةٍ أو في مجموعات عائليَّة صغيرة، وبعضُها الآخر تتنقَّل في أسراب. تتمثَّل الفائدة الأساسيَّة للحياة بأسرابٍ في الاحتماء بكثرة العَدَدْ، والكفاءة الإضافيَّة في الحُصُول على الطَّعام.[64] وتحتاج الطُّيور إلى الدِّفاع عن أنفسها ضدَّ الحيوانات المُفترس في البيئات المُغلَقة مثل الغابات، حيث يكثُرُ الصيد بالمباغتة ويُمْكِنُ لوُجود طيورٍ أخرى في الجوار أن يُساعد على التحذير المُبكِّر من اقتراب الأعداء. أدَّت هذه الأسباب إلى تكوُّن العديد من أسراب الطيور مُتعدِّدة الأنواع، والتي تتألَّف في العادة من أعدادٍ صغيرةٍ من طيورٍ من أنواع مُختلفة، تهدفُ إلى الاستفادة من أعدادها لتوفير المزيد من الحماية لنفسها، رُغْمَ أنَّ ذلك يزيد من حِدَّة التنافُس فيما بينها على الموارد الغذائيَّة.[160] من المٌشكلات المُحتملة للتنقُّل في أسرابٍ تعرُّض الطيور الأقلِّ مرتبةً في السِّرب إلى المُضايقة من تلك المُسيطرة، وكذلك انخفاض كفاءة التغذِّي الجماعيِّ في ظُروف مُحدَّدة.[161]

قد تُشكِّل الطيور، في أحيانٍ أخرى أيضاً، جماعاتٍ مع حيواناتٍ أخرى من خارج مجموعة الطيور. فالطُّيور البحريَّة الغطَّاسة تُرافِقُ أحياناً الدلافين وأسماك التُن، لأنَّهما يَدْفعان الأسماك نحوَ سطح الماء.[162] تمتاز طُيور أبي قرن بعلاقةٍ تكافليُّة مُتبادلة مع النِّمس القزم، حيث يحصلُان على الغذاء معاً ويُحذران بعضهُما عند اقتراب الطيور الجارحة أو الكائنات المُفترسة الأخرى.[163]

الاستراحة والجُثوم

نُحامٌ كاريبيٌّ، ثانٍ رأسه نحوَ ظهره وطامره بين جناحيه أثناء نومه.

تصرف الطُّيور الكثير من الطاقة أثناء فترات نشاطِها من اليَوْم، ممَّا يرفعُ مُعدَّل الأيض لديها، إلا أنَّها تُعوِّض عن هذا المُعدَّل العالي بالرَّاحة في أوقاتٍ أخرى. كثيراً ما تنام الطيور بطريقةٍ تُسمَّى «النَّوم اليَقِظ»، ويمتاز هذا النَّوع من النوم بأنَّه ينقطع باستمرارٍ بفترات يقظة قصيرةٍ يفتحُ أثناءها الطَّائر عينيْه ليُلقي نظرةً على مُحيطه، وهذا يُحافظُ على إدراك الطيور تجاه مُحيطها حتى وهي نائمة، ويسمحُ لها بالهرب من الحيوانات المُفترسة.[164] يُعتقد أنَّ السَّمامات قادرةٌ على النَّوم أثناء الطَّيران، إذ تُشير الدراسات المُجراة بأجهزة الرَّادار إلى أنَّ هذه الطيور تُوجِّه نفسها نحو تيَّارات الرِّياح لتسمحَ لها بحملها معها، ومن ثُمَّ تخلدُ إلى الرَّاحة.[165] وبناءً على ذلك، اقترح بعض العُلماء وُجود طُرُق للنَّوم لدى الطيور تَسمح لها بأن تنام وهي تُحلِّق.[166] تستطيعُ بعض الطيور جعلَ نصفٍ واحد من دماغها يدخلُ في نومٍ بطيء الموجة بينما النِّصف الآخر يَقِظ، حيث تكون إحدى عينيْه مُغلقةً وفي حالة راحة، بينما العين الأخرى تُراقب مُحيطه للتحقُّق من وُجود أي كائناتٍ مُفترسة في الجوار، وهو أسلوبٌ معروفٌ أيضاً لدى الثديِّيات البحريَّة . عدا عن ذلك، يبدو أنَّ الطيور تعتاد على تدريب نفسها على النَّوم بهذه الطريقة بناءً على المكان الذي تُحلِّق فيه ضمنَ السِّرب، فتلكَ التي تُحلِّق على أطراف السِّرب تكون أكثر قُدرةً على النَّوم بهذا الأسلوب، وذلك لأنَّها تتعرَّض لتهديدٍ أكبر.[167] تُفضِّل العديد من أنواع الطُّيور الجُثُوم في جماعاتٍ أو أسرابٍ كبيرة، وذلك لتقليل خسارة حرارة أجسادها عندما يكون الطَّقس بارداً، أو لتخفيض خطر التعرُّض لهجومٍ من كائن مُفترس.[168] في الواقع، كثيراً ما تختار الطيور أماكنَ راحتها بناءً على فاعليَّتها في الحماية من عوامل الطَّقس أو الابتعاد عن المُفترسات.[169]

تثني العديد من الطُّيور رقابها نحوَ ظُهورها وتطمُرُ مناقيرها بين ريشِ ظهرها عندما تنام. كما أنَّ الكثير من أنواع الطيور قد تُفضِّل النَّوم وهي واقفةٌ على ساقٍ واحدة، حيث ترفعُ ساقها الأخرى نحو جسمها، خُصوصاً لو كان الطَّقس بارداً. وتتميَّز العصافيرُ بأسلوبٍ خاصٍّ في التشبًّث، يمنعُها من الوُقوع من على مجثمها أثناء الرَّاحة. تختارُ العديد من الطُّيور غير القادرة على الطَّيران، مثل السُّماني والدُّرجة، النوم في جُذُوع الأشجار. كما وتجثُمُ بعض البَّبغاواتِ وهي مُعلَّقة على غصنِ شجرة رأساً على عَقِب.[170] تدخُلُ بعض أنواع الطنَّانات في حالة سُباتٍ ونقصٍ بمُعدَّل الأيض أثناء اللَّيل، تُشبه تلك التي تمرُّ بها الحيوانات أثناء السبات الشتوي.[171] وهو تكيُّفٌ وظيفيٌّ يظهرُ في نحو مائة نوعٍ آخر من الطيور، منها السَّبد وسبد البوم ومبلعُ الخشب.[172]

ليسَ لدى الطُّيور أيُّ نوعٍ من الغدد التعرُّقيَّة، ولذا فعندما ترتفع حرارة جسمها تضطرُّ إلى تبريد نفسها بوسائل بديلة، منها البحثُ عن الظلّ، أو الوُقوف في الماء، أو اللُّهاث، أو الوُقوف وبَسْطُ أجنحتها، أو هزهزة حناجرها، أو استخدام طُرُقٍ خاصَّة أخرى مثل التبريد بالفضلات.

الأنظمة الاجتماعيَّة

مثل الطُّيور الأخرى من فصيلته، يمتاز ذكر طائر الفردوس الراجيانيِّ بريشٍ مُلوَّن زاهٍ يظهر عندَ موسم التكاثر، بهدف جذب انتباه الإناث.[173]

تُعتبر 95% من أنواع الطُّيور في العالم أحاديَّة الزَّوجْ، أي أنَّها لا تتزاوج سوى مع شريك تزاوجٍ واحدٍ أثناء كلِّ موسم تكاثر (شريكٌ واحدٌ خلال العام على الأكثر). وقد ترتبطُ الطيور بشريكها لعدَّة سنواتٍ في بعض الحالات، أو مدى الحياة بالنسبة لعددٍ قليلٍ من الأنواع.[174] تُساعد هذه الرَّابطة الأحاديَّة الأبويْن على العناية بصغارهما بطريقة مُشتركة، وقد يكون هذا الأمر ضرورياً، ففي الكثير من أنواع الطيور، لا تستطيع الأنثى أن تتولَّى وحدها العناية بالصِّغار بكفاءة.[175] رُغم ذلك، تُعتَبر خيانة الشَّريك (الارتباط بأكثر من زوْج في الوقت ذاتِه) ظاهرة شائعةً بين الطيور.[176] وغالباً ما يَقوم بهذه الخيانة الذكر القائد لأحد الأسراب مع إناث الذكور الأقلِّ مرتبةً مِنه، وقد يحدثُ بالقُوَّة أو الإجبار كما في العديد من أنواع فصيلة البطّ.[177] تمتاز إناث الطُّيور بآليَّة للحفاظ على الحيوانات المنويَّة، تسمحُ لها بإنجاب الأولاد بعدَ فترةٍ طويلة من انتهاء عمليَّة التزاوج، قد تصلُ إلى مائة يومٍ أو أكثر في بعض الأنواع.[178] إلا أنَّ استعمال هذه الآليَّة في حالة تزاوج الأنثى مع أكثر من ذكر، يعني أن حيواناتهم المنويَّة قد تتنافس على الوُصول إلى البويضات، وقد تُساعد هذه العمليَّة على إنجاب صغارٍ يحملونَ جيناتٍ أفضل.[179] لهذا السَّبب، تهتمُّ ذكور الطيور مُتعدِّدة الأزواج بحراسة الإناث التي يتزاوجونَ معها لفترةٍ طويلة بعد انتهاء التَّزاوج، وذلك للتأكُّد من عدم تنافُس جيناتهم مع جينات ذُكورٍ أخرى.[180] من أنظمة التزاوجُ الأخرى الموجودةِ بين الطُّيور تعدد الزوجات وتعدد الأزواج.[64] وفي بعض الحالات، قد تُوجد عِدَّة أنظمة تزاوج بين أفراد النَّوع نفسه.

غالباً ما تُؤدِّي الطيور، أثناء عمليَّة التزاوج، نوعاً من عٌروض المُغازلة لإغراء شريكها، وعادةً ما يكون الذَّكر هو الطرف الذي يقَومُ بالعرض.[181] تكونُ مُعظم العروض بسيطةً في طبيعتها، فهي تتألَّف في جوهرها من بعض التَّغاريد والألحان الغنائيَّة. إلا أنَّ بعض أنواع الطُّيور تٌسهِبُ في الأداء، فهي قد تتألَّف من ضربٍ بالذيل والأجنحة، أو رقص، أو تحليقٍ في الهواء، أو قتالٍ بين ذكور عِدَّة للتنافس على الشَّريكة. في مُعظم الحالات تكونُ الأنثى الطَّرَف الذي يَختار شريكه،[182] لكن في بعض الأنواع مثل الفلروب يُمكن أن يحدث العكس، إذ تختار الذُّكور (باهتة الألوان) شريكاً لها من الإناث المتنافسة الزَّاهية في ألوانها.[183] يُمارس أزواج الطيور العديد من الطُّقوس فيما بينهم بعد انتهاء التزاوج، ومنها جلبُ الغذاء لبعضهم أو تمليس ريش شريكهم.[76]

وَثَّقَ العُلَمَاء وُجود المثليَّة الجنسيَّة لدى الطُّيور بين الإناث والذكور من أنواعٍ مُختلفة، ومن الظَّواهر التي وُثِّقَت بين الطيور المثليَّة جنسياً ما يشتمل على التزاوج، والرَّوابط الثنائيَّة، والاعتناء الأبوي بالصِّغار.[184]

الأحواز، والتعشيش، ورخم البُيُوض

تُدافع العديد من الطُّيور عن مناطقَ ثابتةٍ لها وتمنعُ أفراد نوعها الآخرين من الاقتراب مِنها أثناء موسم التزاوج، والهدفُ من ذلك حماية موارد الغذاء المُتوافرة في المنطقة للاستفادة مِنها في إطعام صغار الطَّائر لاحقاً. تختار أنواع الطيور التي يصعبُ عليها عن مناطقها (مثل الطيور البحريَّة والسَّمامة) التجمُّعَ في مستعمراتٍ ضخمةٍ لحماية نفسها من المُفترسين. في هذه المُستعمرات، يحتفظ كلُّ زوجٍ من الطيور بمنطقة صغيرة تتمثَّل بموقع العُشّ الذي يُريدون أن يضعوا بيضهم فيه، وقد تُدافع هذه الطيور عن عُشِّها أو تتنافس على مواقع الأعشاش مع أفراد نوعها الآخرين بشراسةٍ بالغة.[185]

تضعُ جميع الطيور بيضاً سلويًّا (تضعُ بيضها على اليابسة) مُحاطاً بقشرةٍ قاسيةٍ مصنوعةٍ من كربونات الكالسيوم.[64] تميلُ أنواع الطيور التي تعيشُ داخل جُحورٍ إلى وضع بيوضٍ بيضاء أو باهتة اللَّون، وأمَّا الأنواع التي تبني أعشاشها في الهواء الطَّلق فيكونُ لونُ بيضها مُتماشياً مع البيئة المُحيطة به لأجل التمويه. ثمَّة العديد من الاستثناءات التي تشذُّ عن هاتين القاعدتين، لكنَّه ليس شُذوذاً تاماً بالضَّرورة، فعلى سبيل المثال، تضعُ طُيور السبد بيضاً باهتاً، إلا أنَّها تحصلُ على التَّمويه من لون ريشها عوضاً عن قشرة البيضة. كما أنَّ أنواع الطيور التي تتعرَّض صغارها لاعتداءات متطفلات الأعشاش (طُيورٌ تحاول إلقاء بيضها في أعشاش غيرها لتتجنَّب رعايته) تضعُ بيوضاً ذات ألوانٍ مُتنوِّعة لتحسين فُرصتها في التعرُّف على بيوض المُتطفِّلين، ويُجبِر ذلك الإناث المُتطفِّلة على البحث طويلاً عن أعشاشٍ فيها بيوضٌ من لونٍ متماشيٍ مع بيضها الخاصّ.[186]

ذكر تنَّوطٍ ذهبيِّ الظَّهر يَبني عُشَّا مُتدليًّا رأساً على عقبٍ من أعواد العُشب.

عادةً ما تضعُ الطيور بيُوضها داخل أعشاش. تصنع مُعظم الطيور أعشاشاً مُعقَّدةً بعض الشّيء، فمن المُمكن أن تكون قمعيَّة أو قِبَبِيَّة أو مُسطَّحة أو متراسيَّة في الشكل، وقد تكون تجويفاً في جذع شجرة أو جُحراً تحت الأرض.[187] رُغم ذلك، تبدو بعضُ أعشاش الطيور بدائيَّة جداً في بنائها، فقد لا تكونُ أكثر من منخفضٍ في الأرض أحياناً. تُحاول مُعظم الطيور بناء أعشاشها في أماكن مُغطَّاة ومَخفيَّة، وذلك لحمايتها من الحيوانات المُفترسة، كما تلجأ بعضُها إلى بناء مُستعمراتٍ عملاقة من الأعشاش المفتوحة لقُدرتها الأكثر كفاءة على الدِّفاع عن أعشاشها. أثناء بناء العُشّ، تبحثُ بعض الطيور عن نباتاتٍ تُفرز سُموماً مُضادَّة للكائنات المُتطفِّلة لحماية صغارها،[188] كما أنَّ من المُعتاد أن ينثُرَ الطائر الذي يبني العُشَّ ريشه لتوفير نوعٍ من العزل الحراريّ.[187] من جهةٍ أخرى، لا تبني بعض الطيور أيَّ أعشاشٍ على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، يَضَعُ طائر المور الشَّائع بيُوضه على الصُّخور العارية، وأما ذكور البطريق الإمبراطوري فهيَ تحفظُ بيضها بين ساقيها حتى يفقس. وبصُورةٍ عامَّة، فإنَّ ظاهرة الافتقار إلى الأعشاش رائجةٌ بين أنواع الطيور التي يستطيعُ الوُقوف والحركة بعد الفقس مُباشرة.

عشُّ فيبي شرقية تطفَّل عليه طائر شحرور البقر بني الرأس ووضعَ فيه إحدى بيضاته.

تبدأ فترة الحَضَانة عادةً عندما يضع الطائر آخر واحدةٍ من بيُوضه، وهي تهدفُ إلى تنظيم حرارة البيض أثناء نُموِّ الصغار.[64] في أنواع الطيور أحاديَّة الزَّوْج، يشيعُ أن تكون وظيفة الحضانة مُتبادلةً بين الوالدين، وأما في الأنواع الأخرى فتكونُ الوظيفة مٌقترصةً على الأنثى. تصلُ حرارة جسد الوالد الحاضنِ إلى البيض من خلال رُقعٍ خاصَّة من الجلد العاري على (غير المُغطَّى بالريش) مُخصَّصةٍ لهذه الوظيفة. وقد تكونُ الحضانة عمليَّة مُستهلكةٍ للطاقة بالنسبة للوالدين، فطُيور القطرس البالغة يُمكن أن تفقد ما يصلُ إلى 83 غراماً من الوَزْن كلَّ يومٍ أثناء الحضانة.[189] تعتمدُ طيور فصيلة الشقبانيَّات على حرارة الشمس أو النباتات المُتحلِّلة أو المواد البُركانيَّة لتدفئة بيُوضها.[190] وبصُورة عامَّة، تتراوح فترات الحضانة في الطيور ما بينَ 10 أيام (لدى نقار الخشب والوقواق والعصافير) إلى أكثر من 80 يوماً (لدى القطرس والكيوي).[64]

تتنوَّع صفاتُ الطيور بدرجةٍ هائلة، حتى بين الأنواع التي يُفترض أن تتَّصل بروابط جينيَّة وثيقة. ويُقارن الجدول أدناه بينَ صفاتٍ مُختلفة مُتعلِّقة بالحمل ووضع البيض في عِدَّة أنواعٍ من الطيور.[191][192]

النَّوع وَزْن البالغ

(بالغرامات)

فترة الحضانة

(بالأيَّام)

مرَّات الحمل

(كلَّ سنة)

عدد الصِّغار

(لكلِّ حمل)

الطنان ياقوتي الحنجرة (Archilochus colubris) 3 13 2.0 2
العُصفُور الدُّوريّ (Passer domesticus) 25 11 4.5 5
الجوَّاب الكبير (Geococcyx californianus) 376 20 1.5 4
النَّسر الرُّومي (Cathartes aura) 2,200 39 1.0 2
قطرس لايْزَن (Diomedea immutabilis) 3,150 64 1.0 1
بطريق ماجلاّن (Spheniscus magellanicus) 4,000 40 1.0 1
العُقَاب الذهبيَّة (Aquila chrysaetos) 4,800 40 1.0 2
الدجاج الروميُّ البريّ (Meleagris gallopavo) 6,050 28 1.0 11

العناية بالفراخ وطور التريُّش

فراخٌ عاجزةٌ عن الاهتمام بنفسها، تنتمي إلى نوع سُنونُوة الغياض بيضاء الصِّدر.

يُمكن أن تفقس فراخ الطيور من بيضها وهي عاجزةٌ عن القيام بأيِّ شيءٍ دُون مساعدة والديها، كما يُمكن أن تفقس وهي مُستعدِّة تماماً للاعتماد على نفسها، إذ يختلفُ هذا الأمر باختلاف النَّوع. غالباً ما تفقسُ الفراخ العاجزة وهي صغيرة الحجم، وعمياء، وغير قادرة على الحركة، وعارية الجِلْد، وأما الفراخ التي تفقسُ وهي قادرةٌ على الوقوف والحركة ومُغطَّاةٌ بالريش فهي التي تكون مُستعدِّة للعَيْش باستقلالية. وبصُورةٍ عامَّة، تنقسم جميع فراخ الطيور ما بين هاتين الفئتين، إذ لا تُوجد حالةٌ وُسطى بينهما.

تتفاوت مُدَّة ونوعية الاعتناء الأبوي بالفراخ بين فصائل وأنواع الطيور. في إحدى الفئتين النَّقيضتين المُتمثِّلة بفصيلة الشقبانيَّات، تنتهي فترة العناية الأبوية بالصِّغار عندَ الفقس تماماً، بحيث أنَّ الصغار الذين فقسوا للتوّ يُضطَّرُّون إلى حفر طريقٍ لأنفسهم إلى خارج العُشّ (الذي يقع داخل جُحرٍ في الأرض) دُون أيّ مساعدة من والديْهما.[193] وأما في الفئة النَّقيضة الأخرى فمن المُمكن أن تطول فترة العناية الأبوية كثيراً، وهي تتمثَّل في الطيور البحريَّة خُصوصاً، إذ يُحقِّق الرقم القياسي على هذا الصَّعيد طَيْر الفرقاط الكبير الذي تحتاجُ فراخه إلى ستَّة شُهورٍ لتكتسب ريشها، ورُغم ذلك، تظلُّ فراخه مُعتمدَّة على الغذاء الذي يجلبهُ إليها والداها لمُدَّة 14 شهراً أخرى.[194] تمرُّ الطيور بمرحلةٍ من حياتها تُسمّى «حراسة الفراخ»، يُضطرُّ خلالها أحد الأبوين إلى البقاء في العُشّ على نحوٍ دائمٍ لحماية الصغار، ويتمثَّل الهدفُ الأساسي من هذه المرحلة بمُساعدة الفراخ على تنظيم حرارة أجسادهم (بمُساعدة جسد الوالدين) وحمايتهم من الحيوانات المُفترسة.[195]

أنثى طائرٍ طنَّانٍ كاليوبيٍّ تُطعم فراخها مُكتملي النموّ.

في بعض أنواع الطيور تكونُ مسؤوليَّة العناية بالصِّغارة مشتركةً بين الأبويْن، إلا أنَّه مسؤوليَّة واحدٍ منهما فحسبُ في أنواعٍ أخرى. في بعض الحالات، قد يُساعد بعض أقرباء الأَبَوَيْن (مثل أبنائهما السَّابقين) في رعاية الفراخ،[196] وتنتشر هذه الظَّاهرة (اشتراك أفرادٍ غير الأبوين في الاهتمام بالصِّغار) في فصيلة الغرابيات على وجهِ الخُصوص، في طُيورٍ مثل الغربان والعُقعُق الأسترالي،[197] إلا أنَّها مُوثَّقة أيضاً في فصائل وأنواعٍ أخرى، منها الحدأة الحمراء. ورُغم أنَّ تولِّي الذكر وحده العناية بالصِّغار يُعتَبر نادراً جداً في مملكة الحيوان بصفة عامَّة، إلا أنَّه ظاهرةٌ منتشرة بين الطيور، ومن أمثلة ذلك رعاية ذكور البطريق الإمبراطور للبُيوض أثناء غياب الإناث.[64] من المُعتاد أن تتشارك ذكور وإناث الطيور العديد من المهامّ الأبويَّة، ومنها الدِّفاع عن موقع العُشّ أو المنطقة، وحضانة البيض، وتغذية الصِّغار، لكن في بعض الحالات، قد يعتمدُ تقسيم العمل أحياناً على إسناد وظيفةٍ مُعيَّنة لواحدٍ الأبوين فقطْ، لأنَّه الأقدر على أدائها.[198]

تتراوحُ المرحلة التي ينبُتُ عندها ريش الفراخ بدرجةٍ هائلةٍ بين أنواع الطيور. فصغار طائر الأوك القديم يُغادرون عُشَّهم في ليلة فقسهم، ليتبعوا آبائهم نحوَ البحر لينشؤوا بعيداً عن الحيوانات المُفترسة على اليابسة.[199] كما وتميلُ بعض الأنواع الأخرى (مثل البطّ) إلى أخذ صغارها خارج العُشّ بعد الفقس بقليل، وذلك لأنَّها طُيورٌ سابحة، وأما بالنسبة لمُعظم أنواع الطيور الأخرى، فلا يتركُ صغارها العش حتى يُصبحوا قادرين على الطَّيران. تتركُ فراخ طُيُور القطرس أعشاشها وحدها عندما ينمو ريشها ولا تتلقَّى أي مُساعدةٍ من أبَوَيْها بعد ذلك، إلا أنَّ بعض الأنواع تستمرُّ بجَلْب الغذاء لصغارها حتى بعد أن يكتمل ريشهم.[200] في بعض الأحيان، قد يتبعُ الصِّغار آبائهم خلال تجربتهم الأولى في الهِجرة.[201]

المُتطفلات على الأعشاش

هازجة قصب تعتني بفرخ وقواق مألوف أضخم حجماً منها بكثير، وهو مُتطفِّلُ أعشاش.

متطفلات الأعشاش هي أنواعٌ من الطُّيور تتركُ بَيْضَها في أعشاش طُيورٍ أخرى لتُعنى برعايتها بدلاً منها، وتُعتبر هذه الظاهرة أكثر انتشاراً بين الطيور من أيِّ مجموعةٍ أخرى من الحيوانات.[202] بعد أن تتركَ الأنثى المُتطفِّلة بيضها في العُشّ الجديد، من المُحتمل جداً أن يتقبَّلها الطائر الآخر ويعتني بها كأنَّها إحدى بيضاته، مع أنَّ ذلك قد يُقلِّل فُرَص صغاره في البقاء. تنقسم مُتطفِّلات الأعشاش إلى فئتين، فالفئة الأولى والمُسمَّاة «مُتطفِّلات الأعشاش الحقيقيَّة» تتطفَّلُ على أعشاش غيرها لعدمِ قُدرتها من الأساس على رعاية صغارها، وأما الفئة الثانية وهي «مُتطفِّلات الأعشاش غير الحقيقيَّة» فتلجأُ إلى هذه الوسيلة لزيادة قُدرتها على إنجاب الأطفال فحسبْ، حيثُ أنَّها تستطيعُ العناية بصغارها بنفسها، لكنَّها تتطفُّل على الأعشاش لتستطيعَ رعاية عددٍ أكبر منهُم في الآن ذاته.[203] ثمَّة أكثر من مائة نوعٍ من الطيور تُصنَّف على أنَّها مُتطفِّلات أعشاشٍ حقيقيَّة، ومنها أدلَّاء المناحل والصَّفراويَّات والبطّ أسود الرأس، كما أنَّ طيور الوقواق من بينِ أشهرها.[202] تكيَّفت بعضُ صغار مُتطفِّلات الأعشاش لتفقسَ من بيضها قبلَ أن يقفسَ صغارُ الطائر الذي تتطفَّل عليه، ممَّا يسمحُ لها بقتل الصغار الآخرين قبل أن يُولَدوا بأن تدفَعَ بيُوضَهم من على العُشّ لتسقط وتتحطَّم، وبذلك تضمنُ لنفسها الحُصول على كُلِّ الطعام الذي يجلبُهُ الأبوان.[204]

الانتقاء الجنسي

يُعتَبر ذيل ذكر الطَّاووس الكبير زاهي الألوان مثالاً رائجاً على أنواع الحيوانات التي تتولَّى فيها الأنثى اختيار شريكها.

تطوَّرتْ أساليب واستراتيجيَّات التزاوج بصُورة كبيرةٍ لدى الطيور، وضمنَ مجموعة الطيور، قد تكون طيور الطاووس هي المثال الأكثر شُهرةً على الانتقاء الجنسيّ واختيار الإناث للشَّريك. تتمثَّل مثنوية الشكل الجنسية (اختلاف الأشكال) بين ذُكور الإناث والطيور بأشياء مثل الحجم واللَّون، وهي اختلافاتٌ يكونُ الهدف منها في الغالب المُساعدة أثناء التنافس على الشريك مع أفراد الجِنْس الآخرين.[205] تُوجد العديد من طُرُق الانتقاء الجنسي لدى الطيور، ومنها اختيار الأنثى لشريكها، والتنافُسُ بين أفراد الجِنْس الأكثر عدداً على شُركائهم من الجنس الآخر. لهذا السَّبب، يُمكن أن تتطوَّر صفاتٌ مُعيَّنة لها أهميَّة في اختيار الزَّوج حتى تُصبِحَ سائدةً لدى النَّوع، إلا لو أصبحت تُؤثِّر على فُرَصِه في البقاء، ويضمنُ التَّعارض بين الصِّفات المُنتقاة جنسياً وفرص البقاء أن تكون الصفات المُكتَسبة في النِّهاية مُفيدة للطَّائر، ومنها ألوان الرِّيش وطُقُوس المغازلة.[206]

تجنُّب التناسُل الداخلي

تسبُّب ظاهرة التَّناسل الداخليّ، وهي تناسل أقارب على صلةٍ جينيَّة وثيقة (مثل صَغيرَيْن من نفس الأب والأم)، ظاهرة موتٍ مُبكِّرٍ لدى طُيُور الشُرشُور المُخطط (Taeniopygia guttata).[207] وبصُورة عامَّة، تكون فرصُ الأجنَّة المَولودة من التناسل الداخلي في البقاء أقلَّ بكثيرٍ من الأجنَّة الطبيعيَّة. كما وتنخفضُ فرص بقاء صغارِ شراشير داروين (Geospiza scandens) بدرجةٍ كبيرة عندما تُولد من التناسل الداخلي، وقد تتناقصُ بصورةٍ أكبر عندَ اجتماعها مع ظُروفٍ بيئيَّة سيِّئة، مثل نقص الغذاء.[208]

يتسبَّب التَّناسلُ الدَّاخلي لدى طُيُور النَّمنمة أرجوانيّة الرَّأس (Malurus coronatus) بتناقصٍ بنسبة 30% في فُرصة فَقس البيوض وخروج صغارٍ منها.[209] إذا ما حدثَ وأن تزاوجتْ إناث الطُّيور مع ذُكورٍ مُتَّصلين معها بصلة قُربى، فهي غالباً ما تُحاول التزاوجَ بعدها مع ذُكورٍ آخرين لزيادة فُرَصها في الحُصُول على ذُريَّة. ومع أنَّ ثمة العديد من العوامل البيئيَّة والديمغرافيَّة التي تمنعُ الإناث، في الكثير من الأحيان، من التزاوج مع أكثر من ذكر، إلا أنَّ 43% منها تنجحُ بإنجابٍ أطفالٍ من عِدَّة ذُكُورٍ للتخلُّص من الآثار السلبيَّة للتناسل الداخلي.[209] تظهر الآثار السلبيَّة للتَّناسل الداخلي أيضاً لدى القُرقُف الكبير (Parus major)، ولذلك فإنَّ هذه الطُّيور (عندما تكون موجودةً في الطبيعة خُصوصاً) تتجنَّب التناسلَ مع أقاربَ لها بالابتعاد عن أماكن ولادتها بقدر الإمكان عندَ التزاوج، ممَّا يُقلِّل فرص الالتقاء بهم.[210]

يتجنَّب المهذار الأرقط الجنوبيّ (Turdoides bicolor) التناسل الداخلي بطريقَتين، الأولى هي الابتعادُ عن مكان عيشها، والثانية هي تجنُّب أسراب الطُّيور المألوفة لها.[211] وبما أنَّ الإناث والذكور على حدِّ سواءٍ يُسافرونَ بعيداً عن مناطقهم، فهُم يبتعدون عن النِّطاق الجغرافي الذي يُمكن أن يقابلوا فيه طُيوراً مُرتبطةً بهم جينياً.

في بعض أنواع الطُّيور، قد تتأخَّر الطيور بالرَّحيل عن مناطقها الأصليَّة (خُصوصاً لو كانت ذكوراً) لتبقى مع عائلتها وتُساعد أبَوَيْها على العناية بصغارهما الجُدد.[212] وأما إناث الطُّيور فهي نادراً ما تبقى قُرْبَ أبويها، فهي تُسافرَ بعيداً لمسافاتٍ كبيرة تسمحُ لها بالانضمام إلى أسرابٍ جديدة من الطيور. وبصفةٍ عامَّة، تتجنَّب الطيور ظاهرة التناسل الداخلي لأنَّه يُقلِّل كفاءة أولادها ويُصعِّب عليها البقاء بسبب انخفاض التنوُّع الجينيّ لديها،[213] من جهةٍ أخرى، عادةً ما يقودُ التزاوج بين طيورٍ غير مُرتبطين بصلة قُربى عالية إلى القضاء على الأليلات الضارَّة في جيناتهم.[214][215]

الخصائص الإيكولوجيَّة

يُعتبر شُرشُور العصافة الأزرق لكناريا الكبرى مثالاً على طائر مُتخصِّص على نحوٍ عالٍ على الحياة في بيئته، وهي غابات الصنوبر الكناري في المُحيط الأطلسي.

تعيش الطيور في عددٍ كبيرٍ من البيئات الطبيعيَّة.[159] تستطيع بعض أنواع الطيور التكيُّف مع بيئات عديدة، إلا أنَّ بعضها تكون مُجهَّزة ومُتخصِّصة للتعامل مع بيئة مُحدَّدة ومع مُتطلَّبات الحُصول على الغذاء فيها. في كل منطقة طبيعية، مثل إحدى الغابات، تتفاوتُ الأنماط الحياتيَّة التي تتبُّعها الطيور بدرجة كبيرة، فمن المُمكن أن تتخصَّص بعض أنواعها بالتغذي في أعالي الأشجار، بينما تتركَّز أخرى حول الأغصان المُنخفضة، وقد تلجأ بعضُها إلى أرض الغابة للبحث عن الطعام. قد يتمحور غذاء طيور الغابات حول افتراس الحشرات، أو الفاكهة، أو رحيق الأزهار، وأما الطيور المائيَّة فهي في الغالب ما تميلُ إلى التغذي على السمك، أو النباتات، أو قد تحصلُ على مُعظم طعامها بسرقته من حيواناتٍ أخرى، وتعتمد مُعظم الطيور الجارحة على اصطياد الثدييات والطيور الأخرى، مع أنَّ النسور تُصنَّف من القمَّامات.

تُؤدِّي بعض أنواع الطيور دوراً مُهمًّا في تلقيح النباتات بفضل تغذِّيها على رحيق الأزهار، كما أنَّ الطيور التي تتغذى على الثمار والفواكه قد تكون ضروريَّة لنشر البُذور في نظامها البيئي.[216] تشكل النباتات والطيور التي تأكل الرَّحيق في بيئتها كائنات تكافليَّة،[217] ففي حالاتٍ مُعيَّنة، يتم (تقريباً) تلقيح الأزهار عبرَ نوعٍ مُعيَّنٍ من الطيور له تكيُّفٌ خاصٌّ يُمكِّنه من الوُصول إلى رحيقها.[218]

غالباً ما يكون للطيور دورٌ جوهريٌّ في الأنظمة البيئية على الجُزر المُنعزلة حيث تنجح في الوُصول إلى جُزرٍ بعيدة عن اليابسة لا تستطيع الثدييات والعديد من الحيوانات بُلوغها، ومن هُنا قد يكون لها أثرٌ على البيئة الطبيعيَّة عادةً ما يُترَك للحيوانات الأكبر حجماً. على سبيل المثال، كانت طُيور الموا من الحيوانات المُهمِّة في رعي العُشب على جزيرة نيوزيلندا، وهو دورٌ أصبحت تقوم به الآن طيور أخرى، منها الكيريرو (الحمامة النيوزيلندية) والكوكاكو.[216] في الواقع، لا زالت نباتات جزيرة نيوزيلندا حتى الآن مُحتفظةً بتكيُّفاتٍ مُعيَّنة كانت قد طَوَّرتها للتعامل مع طُيور الموا المُنقرضة.[219] من المُحتمل أيضاً أن تؤثِّر الطيور البحرية على البيئات الطبيعيَّة في الجُزر المجاورة لها، فهي تُخلِّف وراءها كميَّات كبيرةٍ من الروث، الذي يُساعد على تعزيز التُّربة المحليَّة،[220] والبحار القريبة، مثل سمادٍ طبيعيّ.[221]

تُستعمل العديد من الطُّرق والأساليب العلميَّة في دراسة كيفيَّة تفاعل الطيور مع بيئتها، ومنها التَّعداد التقديري، ومُراقبة الأعشاش، والإمساك بالطُّيور لوضع علاماتٍ خاصَّة عليها تسمح بتتبعها لاحقاً.

العلاقة مع البشر

مِثالٌ عن تهديد الطُيُور لِسلامة الملاحة الجويَّة: بازٌ عالقٌ في مخروط مُقدِّمة طائرة لوكهيد C-130 هيركوليز.

نظرًا لِأنَّ الطُيُور مألوفة لِلبشر ولطالما كانت من أكثر الكائنات التي احتكَّ بها الإنسان على صعيدٍ يوميّ مُنذ فجر التاريخ، فقد نشأت بينها وبين الناس علاقاتٌ مُتنوِّعة.[222] بعضُ تلك العلاقات يُمكن اعتبارها تقايُضيَّة، أي يستفيدُ منها كلا الطرفين بعد أن يتعاونا بشكلٍ أو بآخر، مثل علاقة أدلَّاء المناحل ببعض الشُعُوب الأفريقيَّة مثل قوم البورانا الأوروميين، الذين يتتبعون تلك الطُيُور لِلوُصول إلى أعشاش النحل.[223] والبعضُ الآخر من تلك العلاقات يُمكن وصفه بِالمُعايشة، كما هو حال علاقة عصافير الدُوري بالبشر، فتلك العصافير استفادت من الأنشطة البشريَّة بما فيها العُمرانيَّة فقامت بِتوسيع نطاق موطنها.[224] العديد من أنواع الطُيُور التي استفادت من الأنشطة البشريَّة غدت بِنظر البشر آفات زراعيَّة خطيرة قادرة على أن تُحدث خللًا في استقرار القطاع الزراعي الوطني بسبب غارات أسرابها على المحاصيل،[225] حتَّى أنَّ بعض الأسراب تُشكِّلُ خطرًا على سلامة الطيران.[226] يُمكنُ لِلأنشطة البشريَّة أن تكون مُضرَّة بِالطُيُور أيضًا، وقد تعرَّضت الكثير من الأنواع - وما زالت - لِخطر الانقراض بسبب بعض المُمارسات، من شاكلة الصيد والتسميم بِالرصاص ومُبيدات الآفات، وحوادث الاصطدام على الطُرقُات، وكذلك بِسبب بعض الأنواع الدخيلة التي استقدمها البشر عمدًا أو عرضيًّا إلى مواطن بعض الطُيُور التي لم تألف مثل تلك الكائنات قبلًا، فأصبحت هي وبُيُوضها عُرضةً لِلافتراس، ومن أبرز الكائنات المُستقدمة والدخيلة التي تسببت بِأضرارٍ لا حصر لها لِطُيُور بعض البُلدان (الجُزريَّة بالأخص): القطط والكلاب والجُرذان والفئران.

الأهميَّة الاقتصاديَّة

رسمٌ يُظهرُ مجموعةً من صيَّادي الأسماك يصطحبون معهم طُيُورُ الغاق على متن قواربهم لاستخدامها في صيد الأسماك. أصبحت هذه العادة الشرق آسيويَّة في تراجُعٍ مُستمر، لكنَّ بعض البلاد ما زالت تُحافظ عليها كوسيلةٍ لِلجذب السياحي.

تُسمَّى الطُيُور التي يُربيها البشر بِغرض الحُصُول على لحمها وبيضها «دواجن»، وهي تُشكِّلُ أكبر مصدرٍ لِلپروتين الحيواني المُستهلك من قِبل الإنسان؛ ففي إحصائيَّةٍ من سنة 2003م وصل الإنتاج العالمي من الدواجن إلى 76 مليون طن من الفراريج و61 مليون طن من البيض.[227] يُشكِّلُ الدجاج القسم الأعظم من الدواجن المُستهلكة من قِبل البشر، على أنَّ أنواعًا مُتعددة أُخرى تُربَّى للاستهلاك كذلك، وفي مُقدمتها: الدجاج الرومي، والبط، والإوز، والحمام إلى حدٍ أقل. أيضًا، يصطادُ البشر الطُيُور في سبيل الحُصُول على لُحومها، على أنَّ هذا الفعل يُصنَّف ضمن الأنشطة الترفيهيَّة في أغلب دُول العالم، عدا المناطق الأقل نُموًّا أو الأكثر تخلُفًا حيثُ ما زال البشر يعيشون على صيد الحيوانات. أكثرُ الطُيُور المقنوصة في البُلدان الأمريكيَّة الشماليَّة والجنوبيَّة هي الطُيُور المائيَّة كالبط والإوز البرِّي، يُضاف إليها عدَّة أصناف بريَّة تُصاد أيضًا في مُختلف البُلدان الأوروپيَّة والعربيَّة والشرق أوسطيَّة، إمَّا لِوُجودها هُناك بشكلٍ طبيعيّ أو لِإدخالها من قِبل الناس، وفي مُقدمة تلك الأصناف: التدرُّج المألوف، والدجاج الرومي البرّي، والسُمانى، والحمام واليمام، والحجلان، والطُيهُوج، والشناقب، ودجاج الأرض.[228] وفي أُستراليا ونيوزيلندا يُشاعُ أخذ الفراخ المُكتنزة لِطُيُور النوء البحريَّة بِغرض ذبحها وأكلها.[229] وعلى الرُغم من أنَّ صيد الطُيُور تحكُمهُ القوانين الوضعيَّة في الكثير من الدُول وبالأخص الدُول المُتقدمة، إلَّا أنَّ دُولًا كثيرةً أُخرى تُعاني جُمهرتها من الطُيُور من الصيِّد اللامضبوط، الأمر الذي أدَّى إلى انقراض عشرات الأنواع وانحدار بعضها الآخر إلى حافَّة الانقراض.[230]

من مُنتجات الطُيُور القيَّمة الأُخرى: الريش (بالأخص زغب الإوز والبط وريش النعام)، التي تُستخدم كعازلاتٍ لِلحرارة في الملابس الشتويَّة وكبِطانات أو حشوات لِلفُرش والمخدَّات، وبراز الطُيُور البحريَّة (المعروف باسم «الغوانو») الذي يُعدُّ مصدرًا مُمتازًا لِلفوسفور والنيتروجين. وبلغ من درجة أهميَّة البراز أن قامت بِسببه حرب المُحيط الهادئ بين بوليڤيا والپيرو من جهة والتشيلي من جهةٍ أُخرى، وعُرفت باسم «حرب الغوانو»، وخاضتها تلك الدُول لِلسيطرة على مناجم البراز.[231]

مُربٍ لِلحمام الزاجل المُستخدم حاليًّا في رياضات السباق.
رجُلٌ يُطعمُ الحمام في حديقةٍ عامَّةٍ بِمدينة هلسنكي.

دُجِّنت الطُيُور على يد البشر لِأسبابٍ مُختلفة، منها ما هو عملي وضروري ومنها ما هو ترفيهي واستئناسي. فالطُيُور المُزوَّقة ذات الريش البهيّ المُمتع لِلناظرين، مثل الببغاوات والمينة تُستولد في الأسر بِهدف الاحتفاظ بها كحيواناتٍ منزليَّة، وقد أدَّى هذا الأمر إلى نُشوء تجارةٍ غير شرعيَّة بِبعض الأنواع المُهددة بالانقراض.[232] استأنس البشر الصُّقور والغاقات مُنذُ زمنٍ بعيد بِهدف استخدامها في القنص وصيد الأسماك على التوالي. كما استُخدم الحمام في نقل الرسائل بين المُدن والقُرى والمُعسكرات مُنذ السنة الأولى لِلميلاد على الأقل، واستمرَّت تُستخدم لِهذه الغاية حتَّى الحرب العالميَّة الثانية، ويُعرفُ هذا الضرب من الحمام بـ«الزاجل». اليوم تدخل هذه المُمارسات ضمن نطاق الهوايات الشخصيَّة أو لِلترفيه أو لِلسياحة،[233] أو ضمن بعض الرياضات الجماعيَّة مثل سباق الحمام.

يبلغ تعداد هُواة مُراقبة الطُيُور الملايين حول العالم.[234] والكثير منهم، أو من مُحبي الطُيُور والحيوانات بِشكلٍ عام، ينصبون مُغذياتٍ في حدائقهم المنزليَّة أو على شُرُفات بُيُوتهم لاستقطاب أنواعٍ مُختلفةٍ منها والاستئناس بِتغريدها ومنظرها. تطوَّرت الصناعات المُرتبطة بِإطعام الطُيُور، من تغليفٍ لِلبُذور بالأكياس وتركيبٍ لِلمُغذيات، حتَّى أصبحت أرباحُها تُقدَّر بِمئات الملايين من الدولارات سنويًّا نتيجة الاهتمام المُتزايد بِالطُيُور في البُلدان المُتطوِّرة خُصوصًا، فعلى سبيل المثال أظهرت إحصائيَّة أنَّ 75% من المنازل البريطانيَّة تؤمِّن القُوت لِلطُيُور خِلال فترةٍ واحدةٍ على الأقل من فصل الشتاء.[235]

في الدين والميثولوجيا

لوحة فُسيفسائيَّة بُندُقيَّة من القرن الثاني عشر تُصوِّرُ النبيّ نوح يُطلقُ اليمامة من السفينة.
﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾
سُورة النحل الآية 78؛ القُرآن الكريم
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ﴾
سُورة المُلك الآية 19؛ القُرآن الكريم
غُرابا أودين جاثمان على كتفيه في مخطوطةٍ آيسلنديَّة.

تلعبُ الطُيُور دورًا بارزًا ومُتنوعًا في العديد من الديانات والميثولوجيَّات، وقد تمَّ التطرُّق إليها في القَصَص الديني عدَّة مرَّات، سواء أكان ذلك في القَصَص الإبراهيميَّة أو الهنديَّة والدارميَّة، أو في الأساطير الدينيَّة عند الحضارات القديمة. كثيرٌ من الطُيُور تلعب دور رُسل الكهنة ورجال الدين أو الآلهة، كما في حالة الإله «ماکيماکي» الذي كان يُعبد من قِبل شُعُوب جزيرة القيامة، ووِفق أُسس عبادة هذا الإله كان يتوجَّب على عدَّة رجال من القبائل أن يتنافسوا سنويًّا لِلحُصول على أوَّل بيضةٍ تضعها الخرشنات الدبساء على إحدى الجُزيرات المُقابلة للشاطئ، بحيثُ يُعرف المُنتصر فيهم بـ«تانگاتا مانو» أي «الرجُل الطير».[236] وفي الميثولوجيا الاسكندناڤيَّة، كان سيِّدُ الآلهة أودين يستأنسُ بغُرابان مألوفان هُما «هوگين ومونين» الذان كانا ينقلان إليه الأخبار.[237] كذلك، كان الكهنةُ في العديد من الحضارات الإيطاليَّة القديمة، وفي مُقدمتها الحضارتين الإتروسكانيَّة والرومانيَّة، يرجُمون بِالغيب ويُفسرون العلامات والإشارت من خِلال مُحاولتهم فهم منطق الطير وتفسير نداءاتها وحركاتها.[238] وفي الديانات الإبراهيميَّة: اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام، وردت عدَّة قصص عن الأنبياء والرُسُل التي ورد فيها ذكرٌ لِلطُيُور كرُموزٍ لِإبداع الله في خلقه، سواء من ناحية بُنية هذه الكائنات أو من حيثُ وداعتها، ومنها على سبيل المِثال ما قاله النبي يُونُس في القَصَص التوراتي عن تجسيد اليمام لِلخوف والحِداد والجمال.[239] وفي التُراث الكتابي أيضًا أنَّ النبي نوح أرسل طائرًا من سفينته لِيرى إن انحسرت مياه الطوفان، فعاد إليه يحملُ غُصينًا في منقاره أن قد انحسر الطوفان. وفي القَصَص القُرآني أنَّ الله علَّم النبي سُليمان ملك بني إسرائيل منطق الطير: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ. وقال العُلماء أنَّ ما وهبه الله لِسُليمان كان شأنًا خاصًّا به على طريق الخارقة التي تُخالف مألوف البشر. لا على طريق المُحاولة منه والاجتهاد لتفهُّم وسائل الطير وغيره في التواصل مع بعضها.[ْ 4]

بعضُ أنواع الطُيُور ألَّهتهُ بعض الشُعُوب كذلك الأمر، كما في حالة الطاووس المألوف، الذي ينظر إليه الدرفيديُّون في الهند باعتباره «الأرض الأُم».[240] ووفق النُقُوش والرُسوم التي خلَّفتها حضارتيّ الإنكا والتيواناكو في أمريكا الجنوبيَّة، فإنَّ الطُيُور يبدو وكأنها كانت بالنسبة لِهؤلاء القوم الكائنات القادرة على عُبُور الحُدود الفاصلة بين العالم الدُنيويّ والروحيّ السُفليّ.[241] ويتشابه مُعتقد السُكَّان الأصليين لِجبال الأنديز مع المُعتقد سالِف الذِكر، بحيث أنهم يعتقدون بأنَّ بعض الطُيُور قادرة على العُبُور ما بين العالمين الملموس والماورائي.[241]

في الثقافة والفُلكلور

بلاطٌ مُزوَّق من العهد القاجاري وعليه رُسومٌ لِطُيُور. مثالٌ عن الزخرفة الإسلاميَّة التي تظهرُ فيها هذه الكائنات.
صُندُوق موسيقى سويسري يعود لِسنة 1810 فيه مُجسّمُ عُصفورٍ لِيبدو وكأنَّهُ يُغرِّد. مثالٌ عن اهتمام وتأثُّر البشر بِالطُيُور.
ملك الغربان وهو يتباحث مع مُستشاريه، من كتاب «كليلة ودمنة».

صُوِّرت الطُيُور في الثقافة والفُنُون البشريَّة مُنذ عُصور ما قبل التاريخ، وأوَّل الأعمال التي صُوِّرت فيها كانت رُسُوم الكُهُوف.[242] بعضُ الطُيُور صُوِّرت في القصص والروايات والأساطير على أنها وُحوش، بما فيها طائرُ الرُخ في الميثولوجيا العربيَّة والإسلاميَّة، وطائرُ الپُواكاي العملاق من الميثولوجيا الماوريَّة، الذي قيل بأنَّهُ كان يصطاد البشر ويفتك بهم.[243] صُوِّرت الطُيُور في الحضارة الإسلاميَّة بِشكلٍ مُتكرر، فظهرت في أبرز وأشهر الأعمال الأدبيَّة مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة، واتُخذت رُموزًا لِلسُلطة والقُوَّة عند بعض السُلالات الحاكمة المُسلمة، فقد اتخذ سلاطين وشواهين مغول الهند وفارس عُروشًا على شكل الطواويس (بالهندوستانيَّة: تخت طاؤس؛ بِالفارسيَّة: تخت طاووس[244] كما ظهرت نُقوشها على أبرز التُحف الفنيَّة الإسلاميَّة، وفي مُقدمتها الجرار والسجَّاد العجمي. تطوَّر رسم الطُيُور حتَّى أصبح دقيقًا كما هو اليوم نتيجة ازدياد الاهتمام العلمي بِهذه الكائنات، فظهرت صُورها في الكُتب والنشرات العلميَّة. أحد أبرز رسَّامي الطُيُور الحديثين هو الأمريكي جون جيمس أودوبون، الذي وضع عدَّة رُسومات لِجميع أنواع طُيُور أمريكا الشماليَّة وقام بنشرها في العالم الغربي، فحقق مبيعات هائلة في أوروپَّا، واعترافًا بِمجهوداته أُطلق اسمه على إحدى جمعيَّات الحفاظ على الطُيُور في الولايات المُتحدة.[245] ذُكرت الطُيُور في الأشعار والقصائد في مُختلف الحضارات الإنسانيَّة، فأشار هوميروس إلى الهزار المألوف في الأوديسة، وكذلك فعل كتولوس فذكر العُصفُور الدُوري في قصيدة «كتولوس II» مُعتبرًا إياه رمزًا من رُموز الإثارة الجنسيَّة.[246]

وكانت جماعة إخوان الصفا في القرن الرابع الهجري أبرز من استعمل الطير كرمز في تاريخ الأدب العربي والإسلامي، ويذهب إلى ذلك التوظيف الرمزي أيضًا كُلٌ من: إبن سينا في «رسالة الطير» التي أشار فيها إلى «الورقاء»، كذلك ذهب إلى ذلك الإمام أبو حامد الغزالي في استخدامه العنقاء، وظهر استخدام هذا الرمز في قصة حي بن يقظان لِابن طُفيل الذي وظف فيه «الغُراب». وتسيدُ الطير كمدلولٍ رمزيٍّ عند السهروردي فقد سمَّى أنواعاً من الطُيُور التي أتى بها في حكايته رُموزًا لِأفكاره، وتأتي الحمامة في التُراث العربي بِأجمل الشعر والنثر من قبيل «الحمامة المُطوَّقة» في كليلة ودمنة إلى «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي وصولًا إلى الأغاني والزجليَّات العاميَّة المُعاصرة.[ْ 5] استخدم صموئيل تايلور كولريدج العلاقة بين طائر قطرس وبحَّارٍ يتتبعه لِتكون الحبكة الرئيسيَّة في قصيدته حاملة عنوان «قصيدة البحَّار العجوز»، الأمر الذي جعل من عبارة «قطرس» تشبيهًا بلاغيًّا بِالحمل الثقيل في اللُغة الإنگليزيَّة.[247] من أبرز الأمثال الشعبيَّة والمقولات العاميَّة العربيَّة عن الطُيُور: «فرخ البط عوَّام» كنايةً عن اتخاذ الولد لِطباع أهله، و«إنَّ الطُيُور على أشكالها تقع» كنايةً عن التفاف الناس حول من هم من طينتهم ومشاربهم، و«عُصفُور بِاليد ولا عشرة على الشجرة» كنايةً عن ضرورة اغتنام الفُرص وعدم الاستهتار بها.

كما هو الحال في الطُيُور عُمومًا، تختلف رمزيَّة فصائل أو أنواع الطُيُور المُعينة بين ثقافةٍ وأُخرى. فالعديد من الشُعوب الأفريقيَّة وأغلب الشُعوب العربيَّة تنظر إلى البوم باعتبارها طُيُورٌ تبعث على الخراب والشؤم، وبعضُهم يربطها بِالشعوذة والهلاك،[248] بينما تنظر إليها غالبيَّة الشُعُوب الأوروپيَّة على أنها من رُموز الحكمة.[249] وكان المصريُّون القُدماء ينظُرون إلى الهُدهُد باعتباره طائرًا مُقدسًا، ونظر إليه الفُرس القُدماء على أنهُ رمزٌ من رُمُوز الفضيلة، بينما اعتبره الأوروپيُّون طائرًا سرَّاقًا، ونظر إليه الاسكندناڤيُّون خُصوصًا على أنَّهُ نذير حرب.[250]

في الموسيقى

على صعيد الموسيقى، أثَّرت الطُيُور بِغنائها وتغريدها العذب، على المُلحنين والمُوسيقيين بِطُرقٍ مُختلفة: فقد استوحى بعضُ المُلحنين ألحانًا موسيقيَّةً من خلال الإنصات لِتغريد الطُيُور، وبعضُهم الآخر قلَّد نغمات صوتها في ألحانه، تمامًا كما فعل أنطونيو ڤيڤالدي وبيتهوڤن وغيرهم من كِبار المُلحنين؛ وفي الفترة المُعاصرة أقدم البعض مثل أوتورینو رسپیگي على المزج بين تسجيلاته الموسيقيَّة وتسجيلات لِأصوات طُيُورٍ مُغرِّدة، وقام أشخاصٌ آخرون مثل بياتريس هاريسون وديڤيد روثينبيرگ بِتسجيل أُسطواناتٍ مُشتركة مع طُيُور.[251][252][253]

الانحفاظ

فرخ كندور كاليفورني فقس بالأسر يُطعمُ يدويًّا بِواسطة دُمية على هيئة كندور بالغ.

رُغم أنَّ بعض الأنشطة البشريَّة كان لها أثر طيب على عدَّة أنواعٍ من الطُيُور، من شاكلة سُنُونُوة الحظائر والزُرزُور المألوف بحيثُ ازدادت أعدادها، فإنَّ تلك الأنشطة كان لها أثر عكسي أيضًا على الكثير من الأنواع الأُخرى بحيثُ تراجعت أعدادُها تراجُعًا حادًا، أو حتَّى انقرض بعضها. انقرض ما يربو عن مائة نوعٍ من الطُيُور خِلال التاريخ البشري المُدوَّن،[254] على أنَّ القسم الأعظم من الأنواع التي اندثرت بِسبب مُماراسات البشر، والتي يتراوح عددها ما بين 750 و1800 نوع، اندثرت خِلال فترة الاستيطان البشري لِلجُزُر الميلانيزيَّة والپولينيزيَّة والميكرونيزيَّة في جنوب المُحيط الهادئ.[255] كثيرٌ من جمهرات الطُيُور مُهددة بالانقراض حول العالم، وهُناك 1,227 نوعًا تُصنِّفه جمعيَّة الطُيُور العالميَّة والاتحاد العالمي لِلحفاظ على الطبيعة على أنهُ مُهدد في سنة 2009.[256][257]

أكثر الأضرار شُيُوعًا التي لحقت بِالطُيُور جرَّاء المُمارسات البشريَّة هي تدمير البيئات والموائل الطبيعيَّة.[258] ومن المخاطر الأُخرى المُهددة لِسلامة الجُمهرات: الصيد العشوائي غير المضبوط، والملاحة الجويَّة، وبقايا أسلاك صيد الأسماك المُلقاة عشوائيًّا على طول الشواطئ وفي البحار،[259] أضف إلى تلوُّث البيئة (من شاكلة التسرُّب النفطي وترسُّبات المُبيدات)،[260] والمُنافسة مع الأنواع الدخيلة من الحيوانات اللابلديَّة أو الوُقوع ضحيَّةً لها إن كانت من المُفترسات،[261] والتغيُّر المُناخي.

تعملُ العديد من الحُكومات وجمعيَّات الحفاظ على الحيوانات لِلحفاظ على الطُيُور باستخدام وسائل مُتعددة، منها سن قوانين خاصَّة لِحمايتها وحماية موائلها الطبيعيَّة وإعادة تأهيل ما تدمَّر منها، أو من خِلال العمل على إكثارها في الأسر لِإعادة إطلاق سراحها مُستقبلًا في المناطق التي أُبيدت منها، أو تلك التي تُعاني نقصًا في أعداد الجُمهرة. عرف الأُسلوب الأخير من أساليب الحماية شيئًا من النجاح مع بعض الأنواع؛ فقد أشارت إحدى الدراسات أنَّ جُهود الحفاظ على الطُيُور بما فيها الإكثار في الأسر نجحت في إنقاذ 16 نوعًا وإعادتها من حافَّة الانقراض خلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 1994 و2004، ومن أبرز تلك الأنواع: كندور كاليفورنيا وپاراكيت نورفولك.[262] فقد انخفضت أعداد كندور كاليفورنيا بشكلٍ بالغٍ نتيجة الصيد المُكثَّف والتسميم المُتعمَّد، حتَّى بلغت 27 طائرًا فقط سنة 1987، فقُبض عليها جميعها وأُخذت إلى حديقة حيوانات لوس أنجلوس ومُنتزه سان دييغو للسفاري حيثُ أُخضعت لِبرنامج إكثارٍ مُكثَّف، وأُعيد إطلاقها تدريجيًّا إلى البريَّة، إلى أن بلغت جُمهرتها سنة 2014 حوالي 425 طائرٍ أسيرٍ وبرّي.[263] أمَّا پاراكيت نورفولك فكانت أعداد الجُمهرة الصغيرة أصلًا قد وصلت إلى 4 طُيُورٍ فقط سنة 1994، وبعد أن أُعيد إكثارها في الأسر حتَّى وصلت أعدادها حاليًّا بين 200 و300 طائر.[264]

انظر أيضًا

مراجع

باللُغة الإنگليزيَّة

  1. Lee، Michael SY؛ Cau، Andrea؛ Darren، Naish؛ Gareth J.، Dyke (2013). "Morphological Clocks in Paleontology, and a Mid-Cretaceous Origin of Crown Aves". Systematic Biology. Oxford Journals. 63: 442–449. PMID 24449041. doi:10.1093/sysbio/syt110. نسخة محفوظة 8 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. العنوان : Integrated Taxonomic Information System — تاريخ النشر: 2011 — وصلة : مُعرِّف أصنوفة في نظام المعلومات التصنيفية المتكامل (ITIS TSN) — تاريخ الاطلاع: 19 سبتمبر 2013
  3. المؤلف: كارولوس لينيوس — تاريخ النشر: 1758 — المجلد: 1 — الصفحة: 12 — Systema Naturae
  4. Brands, Sheila: Systema Naturae 2000 / Classification, Class Aves. Project: The Taxonomicon (14 August 2008). وصل إلى هذا المسار بتاريخ 11 يونيو 2012 نسخة محفوظة 24 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. Dawn Of The Chickenosaurus: Successful ‘Reverse Evolution’ Results In Chickens With Dinosaur Snout, Legs, And Feet - المصدر: The Inquisitr News - تاريخ الوصول : 5 يوليو 2016 نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. Brown, J.W. & Van Tuinen, M. (2011). "Evolving Perceptions on the Antiquity of the Modern Avian Tree, in Living Dinosaurs". The Evolutionary History of Modern Birds. John Wiley & Sons LtD: 306–324. doi:10.1002/9781119990475.ch12. نسخة محفوظة 5 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. Influence of Earth's history on the dawn of modern birds - المصدر: American Museum of Natural History - المصدر: www.sciencedaily.com - تاريخ النشر : ديسمبر 11, 2015 - تاريخ الوصول : ديسمبر 11, 2015 نسخة محفوظة 03 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. Alonso، P. D.؛ Milner، A. C.؛ Ketcham، R. A.؛ Cookson، M. J.؛ Rowe، T. B. (2004). "The avian nature of the brain and inner ear of Archaeopteryx". نيتشر (مجلة). 430 (7000): 666–669. PMID 15295597. doi:10.1038/nature02706. PDF fulltext Supplementary info نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. del Hoyo، Josep؛ Andy Elliott؛ Jordi Sargatal (1992). دليل طيور العالم, Volume 1: Ostrich to Ducks. Barcelona: لنكس إيديشنس. ISBN 84-87334-10-5.
  10. (باللاتينية) كارولوس لينيوس (1758). Systema naturae per regna tria naturae, secundum classes, ordines, genera, species, cum characteribus, differentiis, synonymis, locis. Tomus I. Editio decima, reformata. Holmiae. (Laurentii Salvii). صفحة 824.
  11. Livezey، Bradley C.؛ Zusi، RL (January 2007). "Higher-order phylogeny of modern birds (Theropoda, Aves: Neornithes) based on comparative anatomy. II. Analysis and discussion". Zoological Journal of the Linnean Society. 149 (1): 1–95. PMC 2517308. PMID 18784798. doi:10.1111/j.1096-3642.2006.00293.x. نسخة محفوظة 7 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. Padian، Kevin؛ L.M. Chiappe Chiappe LM (1997). "Bird Origins". In فيليب جيه. كوري  and Kevin Padian (eds.). Encyclopedia of Dinosaurs. San Diego: Academic Press. صفحات 41–96. ISBN 0-12-226810-5.
  13. Gauthier، Jacques (1986). "Saurischian Monophyly and the origin of birds". In Kevin Padian. The Origin of Birds and the Evolution of Flight. Memoirs of the California Academy of Science 8. San Francisco, CA: Published by California Academy of Sciences. صفحات 1–55. ISBN 0-940228-14-9.
  14. Gauthier, J., and de Queiroz, K. (2001). "Feathered dinosaurs, flying dinosaurs, crown dinosaurs, and the name Aves." Pp. 7–41 in New perspectives on the origin and early evolution of birds: proceedings of the International Symposium in Honor of John H. Ostrom (J. A. Gauthier and L. F. Gall, eds.). Peabody Museum of Natural History, Yale University, New Haven, Connecticut, U.S.A.
  15. Pascal Godefroit, Andrea Cau, Hu Dong-Yu, François Escuillié, Wu Wenhao and Gareth Dyke (2013). "A Jurassic avialan dinosaur from China resolves the early phylogenetic history of birds". Nature. in press (7454): 359–62. PMID 23719374. doi:10.1038/nature12168. نسخة محفوظة 28 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. Weishampel, David B.; Dodson, Peter; Osmólska, Halszka (eds.) (2004). The Dinosauria, Second Edition. University of California Press., 861 pp.
  17. Senter, P. (2007). "A new look at the phylogeny of Coelurosauria (Dinosauria: Theropoda)." Journal of Systematic Palaeontology, (دُوِي:10.1017/S1477201907002143).
  18. Gauthier, J. (1986). "Saurischian monophyly and the origin of birds." In: K. Padian, ed. The origin of birds and the evolution of flight. San Francisco: California, Acad.Sci. pp.1–55. (Mem.Calif.Acad.Sci.8.)
  19. Cau، Andrea؛ Brougham، Tom؛ Naish، Darren (2015). "The phylogenetic affinities of the bizarre Late Cretaceous Romanian theropod Balaur bondoc(Dinosauria, Maniraptora): Dromaeosaurid or flightless bird?". PeerJ. 3: e1032. PMC 4476167. PMID 26157616. doi:10.7717/peerj.1032. نسخة محفوظة 27 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  20. Prum، Richard O. Prum (2008). "Who's Your Daddy". Science. 322 (5909): 1799–1800. PMID 19095929. doi:10.1126/science.1168808. نسخة محفوظة 20 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  21. غريغوري باول (2002). "Looking for the True Bird Ancestor". Dinosaurs of the Air: The Evolution and Loss of Flight in Dinosaurs and Birds. Baltimore: Johns Hopkins University Press. صفحات 171–224. ISBN 0-8018-6763-0.
  22. Norell، Mark؛ Mick Ellison (2005). Unearthing the Dragon: The Great Feathered Dinosaur Discovery. New York: Pi Press. ISBN 0-13-186266-9.
  23. Study traces dinosaur evolution into early birds - المصدر: Associated Press - تاريخ النشر : 31 يوليو 2014 - تاريخ الوصول : 3 أغسطس 2014 - نسخة في الأرشيف (25 يونيو 2018) نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. Lee، Michael S. Y.؛ Cau، Andrea؛ Naish، Darren؛ Dyke، Gareth J. (1 August 2014). "Sustained miniaturization and anatomical innovation in the dinosaurian ancestors of birds". ساينس. 345 (6196): 562–566. doi:10.1126/science.1252243. اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2014. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  25. Xing Xu, Hailu You, Kai Du and Fenglu Han (28 July 2011). "An Archaeopteryx-like theropod from China and the origin of Avialae". Nature. 475 (7357): 465–470. PMID 21796204. doi:10.1038/nature10288. نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  26. Turner، Alan H.؛ Pol، D؛ Clarke، JA؛ Erickson، GM؛ Norell، MA (2007). "A basal dromaeosaurid and size evolution preceding avian flight" (PDF). ساينس. 317 (5843): 1378–1381. PMID 17823350. doi:10.1126/science.1144066. نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  27. Xu، X؛ Zhou، Z؛ Wang، X؛ Kuang، X؛ Zhang، F؛ Du، X (2003). "Four-winged dinosaurs from China". نيتشر (مجلة). 421 (6921): 335–340. PMID 12540892. doi:10.1038/nature01342. نسخة محفوظة 11 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  28. Luiggi, Christina; On the Origin of Birds - المصدر: The Scientist - تاريخ النشر : يوليو 2011 - تاريخ الوصول : 11 يونيو 2012 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 25 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  29. Mayr، G.؛ Pohl، B.؛ Hartman، S.؛ Peters، D.S. (2007). "The tenth skeletal specimen of Archaeopteryx". Zoological Journal of the Linnean Society. 149: 97–116. doi:10.1111/j.1096-3642.2006.00245.x. نسخة محفوظة 3 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  30. Zheng، X.؛ Zhou، Z.؛ Wang، X.؛ Zhang، F.؛ Zhang، X.؛ Wang، Y.؛ Wei، G.؛ Wang، S.؛ Xu، X. (2013). "Hind Wings in Basal Birds and the Evolution of Leg Feathers". Science. 339 (6125): 1309–1312. PMID 23493711. doi:10.1126/science.1228753. نسخة محفوظة 7 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  31. Chiappe، Luis M. (2007). Glorified Dinosaurs: The Origin and Early Evolution of Birds. Sydney: University of New South Wales Press. ISBN 978-0-86840-413-4.
  32. Agency France-Presse; Birds survived dino extinction with keen senses - المصدر: Cosmos Magazine - تاريخ النشر : أبريل 2011 - تاريخ الوصول : 11 يونيو 2012 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  33. Wang, M. Zheng, X. O’Connor, J.K. Lloyd, G.T. Wang, X. Wang, Y. Zhang, X. & Zhou, Z. (2015) The oldest record of ornithuromorpha from the early cretaceous of China. Nature Communications, 6:6987.Wang، M.؛ Zheng، X.؛ o’Connor، J. K.؛ Lloyd، G. T.؛ Wang، X.؛ Wang، Y.؛ Zhang، X.؛ Zhou، Z. (2015). "The oldest record of ornithuromorpha from the early cretaceous of China". Nature Communications. 6: 6987. PMID 25942493. doi:10.1038/ncomms7987. نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  34. Clarke، Julia A. (2004). "Morphology, Phylogenetic Taxonomy, and Systematics of Ichthyornis and Apatornis (Avialae: Ornithurae)" (PDF). Bulletin of the American Museum of Natural History. 286: 1–179. doi:10.1206/0003-0090(2004)286<0001:MPTASO>2.0.CO;2. نسخة محفوظة 28 أبريل 2011 على موقع واي باك مشين.
  35. Louchart، A.؛ Viriot، L. (2011). "From snout to beak: the loss of teeth in birds". Trends In Ecology & Evolution. 26 (12): 663–673. doi:10.1016/j.tree.2011.09.004. نسخة محفوظة 28 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  36. Clarke، J. A.؛ Zhou، Z.؛ Zhang، F. (2006). "Insight into the evolution of avian flight from a new clade of Early Cretaceous ornithurines from China and the morphology of Yixianornis grabaui". Journal of Anatomy. 208 (3): 287–308. PMC 2100246. PMID 16533313. doi:10.1111/j.1469-7580.2006.00534.x. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  37. Bird biogeography - المصدر: Eastern Kentucky University - المصدر: Avian Biology - تاريخ الوصول : 10 أبريل 2008 نسخة محفوظة 27 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  38. جيمس كليمنتس (2007). قائمة كليمنتس لطيور العالم (الطبعة 6th). Ithaca: دار نشر جامعة كورنيل . ISBN 978-0-8014-4501-9.
  39. فرانك جيل (2006). Birds of the World: Recommended English Names. Princeton: دار نشر جامعة برنستون. ISBN 978-0-691-12827-6.
  40. Clarke، Julia A.؛ Tambussi، CP؛ Noriega، JI؛ Erickson، GM؛ Ketcham، RA (2005). "Definitive fossil evidence for the extant avian radiation in the Cretaceous" (PDF). نيتشر (مجلة). 433 (7023): 305–308. PMID 15662422. doi:10.1038/nature03150. Nature.com, Supporting information نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  41. Clarke، J.A. (2004). "Morphology, phylogenetic taxonomy, and systematics of Ichthyornis and Apatornis (Avialae: Ornithurae)". Bulletin of the American Museum of Natural History. 286: 1–179. doi:10.1206/0003-0090(2004)286<0001:mptaso>2.0.co;2. نسخة محفوظة 19 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
  42. Ericson، Per G.P.؛ Anderson، CL؛ Britton، T؛ Elzanowski، A؛ Johansson، US؛ Källersjö، M؛ Ohlson، JI؛ Parsons، TJ؛ Zuccon، D؛ وآخرون. (2006). "Diversification of Neoaves: integration of molecular sequence data and fossils" (PDF). رسائل الأحياء. 2 (4): 543–547. PMC 1834003. PMID 17148284. doi:10.1098/rsbl.2006.0523. نسخة محفوظة 09 أغسطس 2012 على موقع واي باك مشين.
  43. Brown، Joseph W.؛ Payne، RB؛ Mindell، DP (June 2007). "Nuclear DNA does not reconcile 'rocks' and 'clocks' in Neoaves: a comment on Ericson et al.". رسائل الأحياء. 3 (3): 257–259. PMC 2464679. PMID 17389215. doi:10.1098/rsbl.2006.0611. نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  44. Ornithologists Publish Most Comprehensive Avian Tree of Life نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  45. Jarvis، E.D.؛ وآخرون. (2014). "Whole-genome analyses resolve early branches in the tree of life of modern birds". Science. 346 (6215): 1320–1331. PMID 25504713. doi:10.1126/science.1253451. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  46. Yuri، T.؛ وآخرون. (2013). "Parsimony and Model-Based Analyses of Indels in Avian Nuclear Genes Reveal Congruent and Incongruent Phylogenetic Signals". Biology. 2 (1): 419–444. doi:10.3390/biology2010419. نسخة محفوظة 21 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  47. Boyd, John (2007)، "NEORNITHES: 46 Orders" (PDF)، John Boyd's website، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2017.
  48. Sibley، Charles؛ Jon Edward Ahlquist (1990). Phylogeny and classification of birds. New Haven: Yale University Press. ISBN 0-300-04085-7.
  49. إرنست ماير؛ Short, Lester L. (1970). Species Taxa of North American Birds: A Contribution to Comparative Systematics. Publications of the Nuttall Ornithological Club, no. 9. Cambridge, Mass.: Nuttall Ornithological Club. OCLC 517185. نسخة محفوظة 26 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
  50. .Newton, Ian (2003) The Speciation and Biogeography of Birds. Amsterdam: Academic Press. p463. ISBN 0-12-517375-X
  51. Brooke, Michael (2004) .Albatrosses And Petrels Across The World. Oxford: Oxford University Press. ISBN 0-19-850125-0
  52. Weir، Jason T.؛ Schluter، D (2007). "The Latitudinal Gradient in Recent Speciation and Extinction Rates of Birds and Mammals". ساينس. 315 (5818): 1574–76. PMID 17363673. doi:10.1126/science.1135590. نسخة محفوظة 15 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  53. Schreiber, Elizabeth Anne; Joanna Burger (2001) Biology of Marine Birds. Boca Raton: CRC Press ISBN 0-8493-9882-7
  54. Sato، Katsufumi؛ Naito، Y؛ Kato، A؛ Niizuma، Y؛ Watanuki، Y؛ Charrassin، JB؛ Bost، CA؛ Handrich، Y؛ Le Maho، Y (1 May 2002). "Buoyancy and maximal diving depth in penguins: do they control inhaling air volume?". Journal of Experimental Biology. 205 (9): 1189–1197. PMID 11948196. نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  55. Hill, David; Peter Robertson (1988) The Pheasant: Ecology, Management, and Conservation. Oxford: BSP Professiona. ISBN 0-632-02011-3
  56. Spreyer, Mark F.; Enrique H. Bucher (1998). doi=10.2173/bna.322 Monk Parakeet (Myiopsitta monachus), The Birds of North America. Cornell Lab of Ornithology. Access date 2015-12-13 نسخة محفوظة 23 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  57. Arendt، Wayne J. (1 January 1988). "Range Expansion of the Cattle Egret, (Bubulcus ibis) in the Greater Caribbean Basin". Colonial Waterbirds. 11 (2): 252–62. JSTOR 1521007. doi:10.2307/1521007. نسخة محفوظة 28 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  58. Bierregaard, R.O. (1994). Josep del Hoyo, Andrew Elliott and Jordi Sargatal (eds.). دليل طيور العالم chapter: Yellow-headed Caracara. . Volume 2; New World Vultures to Guineafow. Barcelona: Lynx Edicions. ISBN 84-87334-15-6
  59. Juniper, Tony; Mike Parr (1998). Parrots: A Guide to the Parrots of the World. London: Christopher Helm. ISBN 0-7136-6933-0
  60. موسوعة الطيور المصوّرة: دليل نهائي إلى طيور العالم. المستشار العام: الدكتور كريستوفر پِرِنز. نقله إلى العربية: الدكتور عدنان يازجي. بالتعاون مع المجلس العالمي للحفاظ على الطيور. مكتبة لبنان - بيروت (1997). صفحة: 8. ISBN 0-10-110015-9
  61. The Avian Skeleton from paulnoll.com. Noll, Paul. Accessed in13 December 2007 نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  62. Skeleton of a typical bird. Fernbank Science Center's Ornithology Web. Accessed in 13 December 2007 نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  63. Ehrlich, Paul R.; David S. Dobkin; Darryl Wheye. Adaptations for Flight (1988) from Birds of Stanford, جامعة ستانفورد. Accessed in 13 December 2007. Based on The Birder's Handbook (باول إرليخ, David Dobkin, and Darryl Wheye. 1988. Simon and Schuster, New York.) نسخة محفوظة 18 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  64. Gill, Frank (1995) Ornithology. WH Freeman and Co: New York. ISBN 0-7167-2415-4
  65. Ehrlich, Paul R.; David S. Dobkin; Darryl Wheye. (1988). Drinking, from Birds of Stanford. Stanford University |Accessed 13 December 2007 نسخة محفوظة 08 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  66. Tsahar، Ella؛ Martínez Del Rio، C؛ Izhaki، I؛ Arad، Z (2005). "Can birds be ammonotelic? Nitrogen balance and excretion in two frugivores". Journal of Experimental Biology. 208 (6): 1025–34. PMID 15767304. doi:10.1242/jeb.01495. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  67. Skadhauge، E؛ Erlwanger، KH؛ Ruziwa، SD؛ Dantzer، V؛ Elbrønd، VS؛ Chamunorwa، JP (2003). "Does the ostrich (Struthio camelus) coprodeum have the electrophysiological properties and microstructure of other birds?". Comparative biochemistry and physiology. Part A, Molecular & integrative physiology. 134 (4): 749–755. PMID 12814783. doi:10.1016/S1095-6433(03)00006-0. نسخة محفوظة 19 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  68. Preest، Marion R.؛ Beuchat، Carol A. (April 1997). "Ammonia excretion by hummingbirds". Nature. 386 (6625): 561–62. doi:10.1038/386561a0. نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  69. Mora، J.؛ Martuscelli، J؛ Ortiz Pineda، J؛ Soberon، G (1965). "The regulation of urea-biosynthesis enzymes in vertebrates" (PDF). Biochemical Journal. 96 (1): 28–35. PMC 1206904. PMID 14343146. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  70. Packard، Gary C. (1966). "The Influence of Ambient Temperature and Aridity on Modes of Reproduction and Excretion of Amniote Vertebrates". The American Naturalist. 100 (916): 667–82. JSTOR 2459303. doi:10.1086/282459. نسخة محفوظة 28 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  71. Balgooyen، Thomas G. (1 October 1971). "Pellet Regurgitation by Captive Sparrow Hawks (Falco sparverius)". Condor. 73 (3): 382–85. JSTOR 1365774. doi:10.2307/1365774. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 2013-05-24. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  72. Yong, Ed. Phenomena: Not Exactly Rocket Science How Chickens Lost Their Penises (And Ducks Kept Theirs). Phenomena.nationalgeographic.com. Accessed 3 October 2013 نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  73. Ornithology, 3rd Edition - Waterfowl: Order Anseriformes. Accessed 3 October 2013 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 22 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
  74. McCracken, KG (2000). "The 20-cm Spiny Penis of the Argentine Lake Duck (Oxyura vittata)". The Auk. 117 (3): 820–825. doi:10.1642/0004-8038(2000)117[0820:TCSPOT]2.0.CO;2. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 2013-05-24. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  75. Gionfriddo، James P.؛ Best (1 February 1995). "Grit Use by House Sparrows: Effects of Diet and Grit Size" (PDF). Condor. 97 (1): 57–67. doi:10.2307/1368983. نسخة محفوظة 12 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  76. ديفيد أتينبارا (1998). The Life of Birds. Princeton: Princeton University Press. ISBN 0-691-01633-X
  77. Battley، Phil F.؛ Piersma، T؛ Dietz، MW؛ Tang، S؛ Dekinga، A؛ Hulsman، K (January 2000). "Empirical evidence for differential organ reductions during trans-oceanic bird flight". وقائع الجمعية الملكية. 267 (1439): 191–5. PMC 1690512. PMID 10687826. doi:10.1098/rspb.2000.0986. (Erratum in Proceedings of the Royal Society B 267(1461):2567.) نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  78. Maina، John N. (November 2006). "Development, structure, and function of a novel respiratory organ, the lung-air sac system of birds: to go where no other vertebrate has gone". Biological Reviews. 81 (4): 545–79. PMID 17038201. doi:10.1017/S1464793106007111. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  79. Suthers، Roderick A.؛ Sue Anne Zollinger (2004). "Producing song: the vocal apparatus". In H. Philip Zeigler and Peter Marler (eds.). Behavioral Neurobiology of Birdsong. Annals of the New York Academy of Sciences 1016. New York: New York Academy of Sciences. صفحات 109–129. ISBN 1-57331-473-0. doi:10.1196/annals.1298.041. ببمد 15313772 "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 يونيو 2020.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  80. Fitch، W. T. (1999). "Acoustic exaggeration of size in birds via tracheal elongation: comparative and theoretical analyses". Journal of Zoology. 248: 31–48. doi:10.1017/S095283699900504X. نسخة محفوظة 5 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  81. Scott، Robert B. (March 1966). "Comparative hematology: The phylogeny of the erythrocyte". Annals of Hematology. 12 (6): 340–51. PMID 5325853. doi:10.1007/BF01632827. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  82. Whittow, G. (2000). Sturkie's Avian Physiology/ edited by G. Causey Whittow. San Diego : Academic Press, 2000.
  83. Hoagstrom, C.W. (2002). Vertebrate Circulation. Magill's Encyclopedia of Science: Animal Life. Vol 1, pp 217-219. Pasadena, California, Salem Press.
  84. Hill, Richard W. (2012) Animal Physiology/ Richard W. Hill, Gordon A. Wyse, Margaret Anderson. Third Edition pp 647-678. Sinauer Associates, 23 Plumtree Road, Sunderland, MA 01375 USA
  85. Sales، James (2005). "The endangered kiwi: a review" (PDF). Folia Zoologica. 54 (1–2): 1–20. نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  86. Ehrlich, Paul R.; David S. Dobkin; Darryl Wheye. The Avian Sense of Smell. (1988) from Birds of Stanford. Stanford University. Accessed on13 December 2007 نسخة محفوظة 08 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  87. Lequette، Benoit؛ Verheyden؛ Jouventin (1 August 1989). "Olfaction in Subantarctic seabirds: Its phylogenetic and ecological significance". The Condor. 91 (3): 732–35. doi:10.2307/1368131. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 2013-02-23. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  88. Wilkie، Susan E.؛ Vissers، PM؛ Das، D؛ Degrip، WJ؛ Bowmaker، JK؛ Hunt، DM (February 1998). "The molecular basis for UV vision in birds: spectral characteristics, cDNA sequence and retinal localization of the UV-sensitive visual pigment of the budgerigar (Melopsittacus undulatus)". Biochemical Journal. 330 (Pt 1): 541–47. PMC 1219171. PMID 9461554. نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  89. Andersson، S.؛ J. Ornborg؛ M. Andersson (1998). "Ultraviolet sexual dimorphism and assortative mating in blue tits". وقائع الجمعية الملكية. 265 (1395): 445–50. doi:10.1098/rspb.1998.0315. نسخة محفوظة 28 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  90. Viitala، Jussi؛ Korplmäki، Erkki؛ Palokangas، Pälvl؛ Koivula، Minna (1995). "Attraction of kestrels to vole scent marks visible in ultraviolet light". Nature. 373 (6513): 425–27. doi:10.1038/373425a0. نسخة محفوظة 26 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  91. Williams، David L.؛ Flach، E (March 2003). "Symblepharon with aberrant protrusion of the nictitating membrane in the snowy owl (Nyctea scandiaca)". Veterinary Ophthalmology. 6 (1): 11–13. PMID 12641836. doi:10.1046/j.1463-5224.2003.00250.x. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  92. White، Craig R.؛ Day، N؛ Butler، PJ؛ Martin، GR؛ Bennett، Peter (July 2007). المحرر: Bennett، Peter. "Vision and Foraging in Cormorants: More like Herons than Hawks?". PLoS ONE. 2 (7): e639. PMC 1919429. PMID 17653266. doi:10.1371/journal.pone.0000639. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  93. Martin، Graham R.؛ Katzir، G (1999). "Visual fields in Short-toed Eagles, Circaetus gallicus (Accipitridae), and the function of binocularity in birds". Brain, Behaviour and Evolution. 53 (2): 55–66. PMID 9933782. doi:10.1159/000006582. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  94. Saito، Nozomu (1978). "Physiology and anatomy of avian ear". The Journal of the Acoustical Society of America. 64 (S1): S3. doi:10.1121/1.2004193. نسخة محفوظة 8 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  95. Warham، John (1 May 1977). "The incidence, function and ecological significance of petrel stomach oils" (PDF). Proceedings of the New Zealand Ecological Society. 24 (3): 84–93. نسخة محفوظة 18 أبريل 2013 على موقع واي باك مشين.
  96. Dumbacher، J.P.؛ Beehler، BM؛ Spande، TF؛ Garraffo، HM؛ Daly، JW (October 1992). "Homobatrachotoxin in the genus Pitohui: chemical defense in birds?". Science. 258 (5083): 799–801. PMID 1439786. doi:10.1126/science.1439786. نسخة محفوظة 18 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  97. Longrich، N. R.؛ Olson، S. L. (5 January 2011). "The bizarre wing of the Jamaican flightless ibis Xenicibis xympithecus: a unique vertebrate adaptation". Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences. 278 (1716): 2333–2337. doi:10.1098/rspb.2010.2117. اطلع عليه بتاريخ 12 نوفمبر 2015. نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  98. Göth، Anne (2007). "Incubation temperatures and sex ratios in Australian brush-turkey (Alectura lathami) mounds". Austral Ecology. 32 (4): 278–85. doi:10.1111/j.1442-9993.2007.01709.x. نسخة محفوظة 2 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  99. Temperature-dependent sex ratio in a bird, PubMed Central (PMC). Accessed on 2 September 2015 نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  100. الخطيب، أحمد شفيق (واضع النص العربي). موسوعة الطبيعة المُيسرة (الطبعة الثانية)، صفحة 21 (2002). مكتبة لُبنان: بيروت - لُبنان
  101. Belthoff, James R.؛ Dufty,؛ Gauthreaux, (01 أغسطس 1994)، "Plumage Variation, Plasma Steroids and Social Dominance in Male House Finches"، The Condor، 96 (3): 614–25، doi:10.2307/1369464.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة CS1: extra punctuation (link)
  102. How We Use and Show Our Social Organs - المصدر: Body Hot Spots: The Anatomy of Human Social Organs and Behavior - تاريخ الوصول : 19 أكتوبر 2007 - نسخة في الأرشيف (21 June 2007) نسخة محفوظة 25 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  103. Humphrey, Philip S.؛ Parkes (01 يونيو 1959)، "An approach to the study of molts and plumages" (PDF)، The Auk، 76 (1): 1–31، doi:10.2307/4081839، JSTOR 4081839، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 فبراير 2020.
  104. Pettingill Jr. OS (1970). Ornithology in Laboratory and Field. Burgess Publishing Co. ISBN 0-12-552455-2.
  105. de Beer SJ, Lockwood GM, Raijmakers JHFS, Raijmakers JMH, Scott WA, Oschadleus HD, Underhill LG (2001). "SAFRING Bird Ringing Manual". نسخة محفوظة 14 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  106. Gargallo, Gabriel (01 يونيو 1994)، "Flight Feather Moult in the Red-Necked Nightjar Caprimulgus ruficollisJournal of Avian Biology، 25 (2): 119–24، doi:10.2307/3677029، JSTOR 3677029.
  107. Mayr, Ernst (1954)، "The tail molt of small owls"، The Auk، 71 (2): 172–78، doi:10.2307/4081571، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  108. Robert B, Payne. Birds of the World, Biology 532, Bird Division, University of Michigan Museum of Zoology. Accessed in 20 October 2007 نسخة محفوظة 26 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  109. Turner, J. Scott (1997)، "On the thermal capacity of a bird's egg warmed by a brood patch"، Physiological Zoology، 70 (4): 470–80، doi:10.1086/515854، PMID 9237308.
  110. Walther, Bruno A. (2005)، "Elaborate ornaments are costly to maintain: evidence for high maintenance handicaps"، Behavioural Ecology، 16 (1): 89–95، doi:10.1093/beheco/arh135.
  111. Shawkey, Matthew D.؛ Pillai؛ Hill (2003)، "Chemical warfare? Effects of uropygial oil on feather-degrading bacteria"، Journal of Avian Biology، 34 (4): 345–49، doi:10.1111/j.0908-8857.2003.03193.x.
  112. Ehrlich, Paul R. (1986)، "The Adaptive Significance of Anting"، The Auk، 103 (4): 835، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  113. Lucas, Alfred M. (1972). Avian Anatomy—integument. East Lansing, Michigan, US: USDA Avian Anatomy Project, Michigan State University. pp.67, 344, 394–601
  114. Roots, Clive (2006). Flightless Birds. Westport: Greenwood Press. ISBN 978-0-313-33545-7.
  115. McNab, Brian K. (أكتوبر 1994)، "Energy Conservation and the Evolution of Flightlessness in Birds"، The American Naturalist، 144 (4): 628–42، doi:10.1086/285697، JSTOR 2462941، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  116. Kovacs, Christopher E.؛ Meyers (2000)، "Anatomy and histochemistry of flight muscles in a wing-propelled diving bird, the Atlantic Puffin, Fratercula arctica"، Journal of Morphology، 244 (2): 109–25، doi:10.1002/(SICI)1097-4687(200005)244:2<109::AID-JMOR2>3.0.CO;2-0، PMID 10761049، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  117. Robert, Michel؛ McNeil؛ Leduc (يناير 1989)، "Conditions and significance of night feeding in shorebirds and other water birds in a tropical lagoon"، The Auk، 106 (1): 94–101، doi:10.2307/4087761، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  118. How Do Birds Eat If They Have No Teeth? | Blog | eNature - المصدر: wild.enature.com - تاريخ الوصول : 2016-03-30 نسخة محفوظة 14 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  119. N Reid; Birds on New England wool properties – A woolgrower guide[وصلة مكسورة] - المصدر: Australian Government – Land and Water Australia - المصدر: Land, Water & Wool Northern Tablelands Property Fact Sheet - تاريخ الوصول : 17 يوليو 2010 - نسخة في الأرشيف (15 March 2011) [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 12 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  120. Paton, D. C.؛ Collins (01 أبريل 1989)، "Bills and tongues of nectar-feeding birds: A review of morphology, function, and performance, with intercontinental comparisons"، Australian Journal of Ecology، 14 (4): 473–506، doi:10.1111/j.1442-9993.1989.tb01457.x.
  121. Baker, Myron Charles؛ Baker (01 أبريل 1973)، "Niche Relationships Among Six Species of Shorebirds on Their Wintering and Breeding Ranges"، Ecological Monographs، 43 (2): 193–212، doi:10.2307/1942194، JSTOR 1942194.
  122. Cherel, Yves؛ Bocher؛ De Broyer؛ Hobson (2002)، "Food and feeding ecology of the sympatric thin-billed Pachyptila belcheri and Antarctic P. desolata prions at Iles Kerguelen, Southern Indian Ocean"، Marine Ecology Progress Series، 228: 263–81، doi:10.3354/meps228263.
  123. Jenkin, Penelope M. (1957)، "The Filter-Feeding and Food of Flamingoes (Phoenicopteri)"، Philosophical Transactions of the Royal Society B، 240 (674): 401–93، doi:10.1098/rstb.1957.0004، JSTOR 92549.
  124. Miyazaki, Masamine؛ Kuroki؛ Niizuma؛ Watanuki (01 يوليو 1996)، "Vegetation cover, kleptoparasitism by diurnal gulls and timing of arrival of nocturnal Rhinoceros Auklets"، The Auk، 113 (3): 698–702، doi:10.2307/3677021، JSTOR 3677021، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  125. Bélisle, Marc؛ Giroux (01 أغسطس 1995)، "Predation and kleptoparasitism by migrating Parasitic Jaegers" (PDF)، The Condor، 97 (3): 771–781، doi:10.2307/1369185، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مارس 2019.
  126. Vickery, J. A.؛ Brooke (01 مايو 1994)، "The Kleptoparasitic Interactions between Great Frigatebirds and Masked Boobies on Henderson Island, South Pacific"، The Condor، 96 (2): 331–40، doi:10.2307/1369318، JSTOR 1369318، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  127. Hiraldo, F.C.؛ Blanco؛ Bustamante (1991)، "Unspecialized exploitation of small carcasses by birds"، Bird Studies، 38 (3): 200–07، doi:10.1080/00063659109477089.
  128. Racing the wind: Water economy and energy expenditure in avian endurance flight (2005). Engel, Sophia Barbara. Racing the wind: Water economy and energy expenditure in avian endurance flight.University of Groningen. ISBN 90-367-2378-7 "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 يونيو 2020.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  129. Tieleman؛ Williams (1999)، "The role of hyperthermia in the water economy of desert birds"، Physiol. Biochem. Zool.، 72 (1): 87–100، doi:10.1086/316640، PMID 9882607.
  130. Schmidt-Nielsen, Knut (01 مايو 1960)، "The Salt-Secreting Gland of Marine Birds"، Circulation، 21 (5): 955–967، doi:10.1161/01.CIR.21.5.955، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  131. Hallager, Sara L. (1994)، "Drinking methods in two species of bustards"، Wilson Bull.، 106 (4): 763–764، hdl:10088/4338.
  132. MacLean, Gordon L. (01 يونيو 1983)، "Water Transport by Sandgrouse"، BioScience، 33 (6): 365–369، doi:10.2307/1309104، JSTOR 1309104، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  133. Eraud C؛ Dorie A؛ Jacquet A؛ Faivre B (2008)، "The crop milk: a potential new route for carotenoid-mediated parental effects"، Journal of Avian Biology، 39 (2): 247–251، doi:10.1111/j.0908-8857.2008.04053.x.
  134. Mario؛ Federica؛ Iolanda؛ Nada؛ Francesco (2005)، "The alterations of plumage of parasitic origin"، Italian Journal of Animal Science، 4: 296–299، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016.
  135. Revis؛ Waller (2004)، "Bactericidal and fungicidal activity of ant chemicals on feather parasites: an evaluation of anting behavior as a method of self-medication in songbirds"، The Auk، 121 (4): 1262–1268، doi:10.1642/0004-8038(2004)121[1262:BAFAOA]2.0.CO;2، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  136. Clayton؛ Koop؛ Harbison؛ Moyer؛ Bush (2010)، "How Birds Combat Ectoparasites" (PDF)، The Open Ornithology Journal، 3: 41–71، doi:10.2174/1874453201003010041، مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  137. Klaassen, Marc (01 يناير 1996)، "Metabolic constraints on long-distance migration in birds"، Journal of Experimental Biology، 199 (1): 57–64، PMID 9317335، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 يوليو 2009.
  138. Gill, Frank (1995) Ornithology 2nd edition. New York: W.H. Freeman. ISBN 0-7167-2415-4
  139. Long-distance Godwit sets new record.Accessed 4 May 2007.جمعية الطيور العالمية, Accessed on 13 December 2007 نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  140. Shaffer, Scott A.؛ Tremblay؛ Weimerskirch؛ Scott؛ Thompson؛ Sagar؛ Moller؛ Taylor؛ Foley؛ وآخرون (2006)، "Migratory shearwaters integrate oceanic resources across the Pacific Ocean in an endless summer"، Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America، 103 (34): 12799–802، doi:10.1073/pnas.0603715103، PMC 1568927، PMID 16908846.
  141. Croxall, John P.؛ Silk؛ Phillips؛ Afanasyev؛ Briggs (2005)، "Global Circumnavigations: Tracking year-round ranges of nonbreeding Albatrosses"، Science، 307 (5707): 249–50، doi:10.1126/science.1106042، PMID 15653503.
  142. Wilson, W. Herbert, Jr. (1999)، "Bird feeding and irruptions of northern finches:are migrations short stopped?"، North America Bird Bander، 24 (4): 113–21، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  143. Nilsson, Anna L. K.؛ Alerstam؛ Nilsson (2006)، "Do partial and regular migrants differ in their responses to weather?"، The Auk، 123 (2): 537–47، doi:10.1642/0004-8038(2006)123[537:DPARMD]2.0.CO;2، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  144. Chan, Ken (2001)، "Partial migration in Australian landbirds: a review"، Emu، 101 (4): 281–92، doi:10.1071/MU00034.
  145. Rabenold, Kerry N. (1985)، "Variation in Altitudinal Migration, Winter Segregation, and Site Tenacity in two subspecies of Dark-eyed Juncos in the southern Appalachians" (PDF)، The Auk، 102 (4): 805–19، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مارس 2019.
  146. Collar, Nigel J. (1997). دليل طيور العالم, Volume 4: Sandgrouse to Cuckoos, chapter: Family Psittacidae (Parrots). Josep del Hoyo, Andrew Elliott and Jordi Sargatal (eds.). Barcelona: Lynx Edicions ISBN 84-87334-22-9
  147. Matthews, G. V. T. (01 سبتمبر 1953)، "Navigation in the Manx Shearwater"، Journal of Experimental Biology، 30 (2): 370–96، مؤرشف من الأصل (PDF) في 25 سبتمبر 2009.
  148. Mouritsen, Henrik؛ L (15 نوفمبر 2001)، "Migrating songbirds tested in computer-controlled Emlen funnels use stellar cues for a time-independent compass"، Journal of Experimental Biology، 204 (8): 3855–65، PMID 11807103، مؤرشف من الأصل في 03 مايو 2010.
  149. Deutschlander, Mark E.؛ P؛ B (15 أبريل 1999)، "The case for light-dependent magnetic orientation in animals"، Journal of Experimental Biology، 202 (8): 891–908، PMID 10085262، مؤرشف من الأصل (PDF) في 8 أبريل 2011.
  150. Möller, Anders Pape (1988)، "Badge size in the house sparrow Passer domesticus"، Behavioral Ecology and Sociobiology، 22 (5): 373–78، doi:10.1007/BF00295107، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  151. Thomas, Betsy Trent؛ Strahl (01 أغسطس 1990)، "Nesting Behavior of Sunbitterns (Eurypyga helias) in Venezuela"، The Condor، 92 (3): 576–81، doi:10.2307/1368675، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مايو 2013.
  152. Pickering, S. P. C. (2001)، "Courtship behaviour of the Wandering Albatross Diomedea exulans at Bird Island, South Georgia" (PDF)، Marine Ornithology، 29 (1): 29–37، مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 أكتوبر 2018.
  153. Pruett-Jones, S. G.؛ Pruett-Jones (01 مايو 1990)، "Sexual Selection Through Female Choice in Lawes' Parotia, A Lek-Mating Bird of Paradise"، Evolution، 44 (3): 486–501، doi:10.2307/2409431، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  154. Genevois, F.؛ Bretagnolle (1994)، "Male Blue Petrels reveal their body mass when calling"، Ethology Ecology and Evolution، 6 (3): 377–83، doi:10.1080/08927014.1994.9522988، مؤرشف من الأصل في 1 أكتوبر 2011.
  155. Jouventin, Pierre؛ Aubin؛ Lengagne (يونيو 1999)، "Finding a parent in a king penguin colony: the acoustic system of individual recognition"، Animal Behaviour، 57 (6): 1175–83، doi:10.1006/anbe.1999.1086، PMID 10373249.
  156. Templeton, Christopher N.؛ Greene؛ Davis (2005)، "Allometry of Alarm Calls: Black-Capped Chickadees Encode Information About Predator Size"، Science، 308 (5730): 1934–37، doi:10.1126/science.1108841، PMID 15976305.
  157. Miskelly, C. M. (يوليو 1987)، "The identity of the hakawai"، Notornis، 34 (2): 95–116.
  158. Murphy, Stephen؛ Legge؛ Heinsohn (2003)، "The breeding biology of palm cockatoos (Probosciger aterrimus): a case of a slow life history"، Journal of Zoology، 261 (4): 327–39، doi:10.1017/S0952836903004175.
  159. Sekercioglu, Cagan Hakki (2006). دليل طيور العالم, Volume 11: Old World Flycatchers to Old World Warblers, chapter: Foreword. p.48. Josep del Hoyo, Andrew Elliott and David Christie (eds.). Barcelona: Lynx Edicions. ISBN 84-96553-06-X.
  160. Terborgh, John (2005)، "Mixed flocks and polyspecific associations: Costs and benefits of mixed groups to birds and monkeys"، American Journal of Primatology، 21 (2): 87–100، doi:10.1002/ajp.1350210203.
  161. Hutto, Richard L. (يناير 1988)، "Foraging Behavior Patterns Suggest a Possible Cost Associated with Participation in Mixed-Species Bird Flocks"، Oikos، 51 (1): 79–83، doi:10.2307/3565809، JSTOR 3565809.
  162. Au, David W. K.؛ Pitman (01 أغسطس 1986)، "Seabird interactions with Dolphins and Tuna in the Eastern Tropical Pacific" (PDF)، The Condor، 88 (3): 304–17، doi:10.2307/1368877، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مارس 2019.
  163. Anne, O.؛ Rasa (يونيو 1983)، "Dwarf mongoose and hornbill mutualism in the Taru desert, Kenya"، Behavioral Ecology and Sociobiology، 12 (3): 181–90، doi:10.1007/BF00290770.
  164. Gauthier-Clerc, Michael؛ Tamisier؛ Cézilly (2000)، "Sleep-Vigilance Trade-off in Gadwall during the Winter Period" (PDF)، The Condor، 102 (2): 307–13، doi:10.1650/0010-5422(2000)102[0307:SVTOIG]2.0.CO;2، JSTOR 1369642، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 ديسمبر 2004. نسخة محفوظة 12 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  165. Bäckman, Johan؛ A (01 أبريل 2002)، "Harmonic oscillatory orientation relative to the wind in nocturnal roosting flights of the swift Apus apus"، The Journal of Experimental Biology، 205 (7): 905–910، PMID 11916987، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2008.
  166. Rattenborg, Niels C. (2006)، "Do birds sleep in flight?"، Die Naturwissenschaften، 93 (9): 413–25، doi:10.1007/s00114-006-0120-3، PMID 16688436.
  167. Milius, S. (06 فبراير 1999)، "Half-asleep birds choose which half dozes"، Science News Online، 155 (6): 86، doi:10.2307/4011301، JSTOR 4011301.
  168. Beauchamp, Guy (1999)، "The evolution of communal roosting in birds: origin and secondary losses"، Behavioural Ecology، 10 (6): 675–87، doi:10.1093/beheco/10.6.675، مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2008.
  169. Buttemer, William A. (1985)، "Energy relations of winter roost-site utilization by American goldfinches (Carduelis tristis)" (PDF)، Oecologia، 68 (1): 126–32، doi:10.1007/BF00379484، مؤرشف من الأصل (PDF) في 4 سبتمبر 2012.
  170. Buckley, F. G.؛ Buckley (01 يناير 1968)، "Upside-down Resting by Young Green-Rumped Parrotlets (Forpus passerinus)"، The Condor، 70 (1): 89، doi:10.2307/1366517، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  171. Carpenter, F. Lynn (1974)، "Torpor in an Andean Hummingbird: Its Ecological Significance"، Science، 183 (4124): 545–47، doi:10.1126/science.183.4124.545، PMID 17773043.
  172. McKechnie, Andrew E.؛ Ashdown؛ Christian؛ Brigham (2007)، "Torpor in an African caprimulgid, the freckled nightjar Caprimulgus tristigmaJournal of Avian Biology، 38 (3): 261–66، doi:10.1111/j.2007.0908-8857.04116.x.
  173. Frith, C.B (1981)، "Displays of Count Raggi's Bird-of-Paradise Paradisaea raggiana and congeneric species"، Emu، 81 (4): 193–201، doi:10.1071/MU9810193، مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 2016.
  174. Freed, Leonard A. (1987)، "The Long-Term Pair Bond of Tropical House Wrens: Advantage or Constraint?"، The American Naturalist، 130 (4): 507–25، doi:10.1086/284728، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  175. Gowaty, Patricia A. (1983)، "Male Parental Care and Apparent Monogamy among Eastern Bluebirds (Sialia sialis)"، The American Naturalist، 121 (2): 149–60، doi:10.1086/284047، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  176. Westneat, David F.؛ Stewart (2003)، "Extra-pair paternity in birds: Causes, correlates, and conflict"، Annual Review of Ecology, Evolution, and Systematics، 34: 365–96، doi:10.1146/annurev.ecolsys.34.011802.132439، مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2020.
  177. Gowaty, Patricia A.؛ Buschhaus (1998)، "Ultimate causation of aggressive and forced copulation in birds: Female resistance, the CODE hypothesis, and social monogamy"، American Zoologist، 38 (1): 207–25، doi:10.1093/icb/38.1.207.
  178. Birkhead؛ Møller (1993)، "Sexual selection and the temporal separation of reproductive events: sperm storage data from reptiles, birds and mammals"، Biological Journal of the Linnean Society، 50: 295–311، doi:10.1111/j.1095-8312.1993.tb00933.x.
  179. Sheldon, B (1994)، "Male Phenotype, Fertility, and the Pursuit of Extra-Pair Copulations by Female Birds"، وقائع الجمعية الملكية، 257 (1348): 25–30، doi:10.1098/rspb.1994.0089.
  180. Wei, G؛ Zuo-Hua؛ Fu-Min (2005)، "Copulations and mate guarding of the Chinese Egret"، Waterbirds، 28 (4): 527–30، doi:10.1675/1524-4695(2005)28[527:CAMGOT]2.0.CO;2.
  181. Short, Lester L. (1993). Birds of the World and their Behavior. Henry Holt and Co:New York. ISBN 0-8050-1952-9
  182. Burton, R (1985).Bird Behavior. Alfred A. Knopf, Inc. ISBN 0-394-53957-5
  183. Schamel, D؛ Tracy؛ Lank؛ Westneat (2004)، "Mate guarding, copulation strategies and paternity in the sex-role reversed, socially polyandrous red-necked phalarope Phalaropus lobatus" (PDF)، Behaviour Ecology and Sociobiology، 57 (2): 110–18، doi:10.1007/s00265-004-0825-2، مؤرشف من الأصل (PDF) في 28 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  184. Bagemihl, Bruce. Biological exuberance: Animal homosexuality and natural diversity. New York: St. Martin's, 1999. pp. 479–655. One hundred species are described in detail.
  185. Kokko؛ Harris؛ Wanless (2004)، "Competition for breeding sites and site-dependent population regulation in a highly colonial seabird, the common guillemot Uria aalge"، Journal of Animal Ecology، 73 (2): 367–76، doi:10.1111/j.0021-8790.2004.00813.x، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  186. Booker؛ Booker (1991)، "Why Are Cuckoos Host Specific?"، Oikos، 57 (3): 301–09، doi:10.2307/3565958، JSTOR 3565958.
  187. Hansell M (2000). Bird Nests and Construction Behaviour. University of Cambridge Press ISBN 0-521-46038-7
  188. Lafuma؛ Lambrechts؛ Raymond (2001)، "Aromatic plants in bird nests as a protection against دموية التغذية flying insects?"، Behavioural Processes، 56 (2): 113–20، doi:10.1016/S0376-6357(01)00191-7.
  189. Warham, J. (1990) The Petrels: Their Ecology and Breeding Systems London: Academic Press ISBN 0-12-735420-4.
  190. Jones DN, Dekker, René WRJ, Roselaar, Cees S (1995). The Megapodes. Bird Families of the World 3. مطبعة جامعة أكسفورد: Oxford. ISBN 0-19-854651-3
  191. AnAge: The animal ageing and longevity database, Human Ageing and Genomics Resources. Accessed in 26 September 2014 نسخة محفوظة 27 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  192. Animal diversity web. University of Michigan, Museum of Zoology. Accessed in 26 September 2014 نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  193. Elliot A (1994). "Family Megapodiidae (Megapodes)" in دليل طيور العالم. Volume 2; New World Vultures to Guineafowl (eds del Hoyo J, Elliott A, Sargatal J) Lynx Edicions:Barcelona. ISBN 84-87334-15-6
  194. Metz VG, Schreiber EA (2002). "Great Frigatebird (Fregata minor)" In The Birds of North America, No 681, (Poole, A. and Gill, F., eds) The Birds of North America Inc: Philadelphia
  195. Young, Euan. Skua and Penguin. Predator and Prey.. Cambridge University Press, 1994, p. 453.
  196. Ekman (2006)، "Family living amongst birds"، Journal of Avian Biology، 37 (4): 289–98، doi:10.1111/j.2006.0908-8857.03666.x.
  197. Cockburn A, Floyd R, Sheppard A, de Barro P. Frontiers in Population Ecology, chapter: Why do so many Australian birds cooperate? Social evolution in the Corvida (1996). CSIRO: Melbourne. pp. 21–42
  198. Cockburn, Andrew (2006)، "Prevalence of different modes of parental care in birds"، وقائع الجمعية الملكية، 273 (1592): 1375–83، doi:10.1098/rspb.2005.3458، PMC 1560291، PMID 16777726.
  199. Gaston AJ (1994). Ancient Murrelet (Synthliboramphus antiquus). In The Birds of North America, No. 132 (A. Poole and F. Gill, Eds.). Philadelphia: The Academy of Natural Sciences; Washington, D.C.: The American Ornithologists' Union.
  200. Schaefer؛ Eshiamwata؛ Munyekenye؛ Böhning-Gaese (2004)، "Life-history of two African Sylvia warblers: low annual fecundity and long post-fledging care"، Ibis، 146 (3): 427–37، doi:10.1111/j.1474-919X.2004.00276.x.
  201. Alonso؛ Bautista؛ Alonso (2004)، "Family-based territoriality vs flocking in wintering common cranes Grus grusJournal of Avian Biology، 35 (5): 434–44، doi:10.1111/j.0908-8857.2004.03290.x.
  202. Davies N (2000). Cuckoos, Cowbirds and other Cheats. T. & A. D. Poyser: London ISBN 0-85661-135-2
  203. Sorenson (1997)، "Effects of intra- and interspecific brood parasitism on a precocial host, the canvasback, Aythya valisineria" (PDF)، Behavioral Ecology، 8 (2): 153–61، doi:10.1093/beheco/8.2.153، مؤرشف من الأصل (PDF) في 25 مارس 2009.
  204. Spottiswoode؛ Colebrook-Robjent (2007)، "Egg puncturing by the brood parasitic Greater Honeyguide and potential host counteradaptations"، Behavioral Ecology، 18 (4): 792–799، doi:10.1093/beheco/arm025.
  205. Edwards, DB (2012)، "Immune investment is explained by sexual selection and pace-of-life, but not longevity in parrots (Psittaciformes)."، PLOS ONE، 7 (12): e53066، doi:10.1371/journal.pone.0053066، PMID 23300862.
  206. Doutrelant, C؛ Grégoire, A؛ Midamegbe, A؛ Lambrechts, M؛ Perret, P (يناير 2012)، "Female plumage coloration is sensitive to the cost of reproduction. An experiment in blue tits."، Journal of Animal Ecology، 81 (1): 87–96، doi:10.1111/j.1365-2656.2011.01889.x، PMID 21819397، مؤرشف من الأصل في 9 أبريل 2022.
  207. "Inbreeding causes early death in a passerine bird"، Nat Commun، 3: 863، 2012، doi:10.1038/ncomms1870، PMID 22643890.
  208. "Environmental conditions affect the magnitude of inbreeding depression in survival of Darwin's finches"، Evolution، 56 (6): 1229–39، 2002، PMID 12144022، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  209. Kingma SA, Hall ML, Peters A. (2013) Breeding synchronization facilitates extrapair mating for inbreeding avoidance. Behavioral Ecology 24(6), 1390-1397. doi:10.1093/beheco/art078
  210. "Dispersal as a means of inbreeding avoidance in a wild bird population"، Proc. Biol. Sci.، 275 (1635): 703–11، 2008، doi:10.1098/rspb.2007.0989، PMC 2596843، PMID 18211876.
  211. "Inbreeding avoidance mechanisms: dispersal dynamics in cooperatively breeding southern pied babblers"، J Anim Ecol، 81 (4): 876–83، 2012، doi:10.1111/j.1365-2656.2012.01983.x، PMID 22471769، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  212. "How cooperatively breeding birds identify relatives and avoid incest: New insights into dispersal and kin recognition"، Bioessays، 37 (12): 1303–8، 2015، doi:10.1002/bies.201500120، PMID 26577076.
  213. "The genetics of inbreeding depression"، Nat. Rev. Genet.، 10 (11): 783–96، 2009، doi:10.1038/nrg2664، PMID 19834483.
  214. "The molecular basis of the evolution of sex"، Adv. Genet.، 24: 323–70، 1987، PMID 3324702.
  215. Michod, R.E. (1994). "Eros and Evolution: A Natural Philosophy of Sex" Addison-Wesley Publishing Company, Reading, Massachusetts. ISBN 978-0-201-44232-8
  216. Clout؛ Hay (1989)، "The importance of birds as browsers, pollinators and seed dispersers in New Zealand forests" (PDF)، New Zealand Journal of Ecology، 12: 27–33، مؤرشف من الأصل (PDF) في 9 أغسطس 2012.
  217. Gary Stiles (1981)، "Geographical Aspects of Bird-Flower Coevolution, with Particular Reference to Central America"، Annals of the Missouri Botanical Garden، 68 (2): 323–51، doi:10.2307/2398801، JSTOR 2398801.
  218. Temeles؛ Linhart؛ Masonjones؛ Masonjones (2002)، "The Role of Flower Width in Hummingbird Bill Length–Flower Length Relationships" (PDF)، Biotropica، 34 (1): 68–80، doi:10.1111/j.1744-7429.2002.tb00243.x، مؤرشف من الأصل (PDF) في 9 فبراير 2017.
  219. Bond؛ Lee؛ Craine (2004)، "Plant structural defences against browsing birds: a legacy of New Zealand's extinct moas"، Oikos، 104 (3): 500–08، doi:10.1111/j.0030-1299.2004.12720.x.
  220. Wainright؛ Haney؛ Kerr؛ Golovkin؛ Flint (1998)، "Utilization of nitrogen derived from seabird guano by terrestrial and marine plants at St. Paul, Pribilof Islands, Bering Sea, Alaska" (PDF)، Marine Ecology، 131 (1): 63–71، doi:10.1007/s002270050297، مؤرشف من الأصل (PDF) في 28 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  221. Bosman؛ Hockey (1986)، "Seabird guano as a determinant of rocky intertidal community structure" (PDF)، Marine Ecology Progress Series، 32: 247–57، doi:10.3354/meps032247، مؤرشف من الأصل (PDF) في 11 ديسمبر 2018.
  222. Bonney, Rick; Rohrbaugh, Jr., Ronald. Handbook of Bird Biology. Princeton, NJ: Princeton University Press. (2004). Second Printing.ISBN 0-938027-62-X
  223. Dean W, Siegfried R, MacDonald I (1990). "The Fallacy, Fact, and Fate of Guiding Behavior in the Greater Honeyguide". Conservation Biology 4 (1) 99–101. Blackwell-PDF نسخة محفوظة 31 مارس 2022 على موقع واي باك مشين.
  224. Singer؛ Yom-Tov (1988)، "The Breeding Biology of the House Sparrow Passer domesticus in Israel"، Ornis Scandinavica، 19 (2): 139–44، doi:10.2307/3676463، JSTOR 3676463.
  225. Dolbeer (1990)، "Ornithology and integrated pest management: Red-winged blackbirds Agleaius phoeniceus and corn"، Ibis، 132 (2): 309–22، doi:10.1111/j.1474-919X.1990.tb01048.x، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  226. Dolbeer؛ Belant؛ Sillings (1993)، "Shooting Gulls Reduces Strikes with Aircraft at John F. Kennedy International Airport"، Wildlife Society Bulletin، 21: 442–50.
  227. Brown, Lester. Outgrowing the Earth: The Food Security Challenge in an Age of Falling Water Tables and Rising Temperatures. chapter=3: Moving Up the Food Chain Efficiently, (2005): earthscan. ISBN 978-1-84407-185-2 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  228. Simeone؛ Navarro (2002)، "Human exploitation of seabirds in coastal southern Chile during the mid-Holocene"، Rev. Chil. Hist. Nat، 75 (2): 423–31، doi:10.4067/S0716-078X2002000200012، مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2014.
  229. Hamilton (2000)، "How precise and accurate are data obtained using. an infra-red scope on burrow-nesting sooty shearwaters Puffinus griseus?" (PDF)، Marine Ornithology، 28 (1): 1–6، مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 أكتوبر 2018.
  230. Keane؛ Brooke؛ McGowan (2005)، "Correlates of extinction risk and hunting pressure in gamebirds (Galliformes)"، Biological Conservation، 126 (2): 216–33، doi:10.1016/j.biocon.2005.05.011، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  231. The Guano War of 1865–1866. World History at KMLA. Accessed in 18 December 2007 نسخة محفوظة 15 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  232. Cooney؛ Jepson (2006)، "The international wild bird trade: what's wrong with blanket bans?"، Oryx، 40 (1): 18–23، doi:10.1017/S0030605306000056، مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2020.
  233. Manzi؛ Coomes (2002)، "Cormorant fishing in Southwestern China: a Traditional Fishery under Siege. (Geographical Field Note)"، Geographic Review، 92 (4): 597–603، doi:10.2307/4140937، JSTOR 4140937.
  234. Pullis La Rouche, G. (2006). Birding in the United States: a demographic and economic analysis. Waterbirds around the world. Eds. G.C. Boere, C.A. Galbraith and D.A. Stroud. The Stationery Office, Edinburgh, UK. pp. 841–46. JNCC.gov.uk, PDF نسخة محفوظة 04 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  235. Chamberlain؛ Vickery؛ Glue؛ Robinson؛ Conway؛ Woodburn؛ Cannon (2005)، "Annual and seasonal trends in the use of garden feeders by birds in winter"، Ibis، 147 (3): 563–75، doi:10.1111/j.1474-919x.2005.00430.x، مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2019. نسخة محفوظة 15 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  236. Routledge؛ Routledge (1917)، "The Bird Cult of Easter Island"، Folklore، 28 (4): 337–55، doi:10.1080/0015587X.1917.9719006.
  237. Lukas؛ Benedikt؛ Mendelson؛ Kouri؛ Sholar؛ Amass (1992)، "Marihuana attenuates the rise in plasma ethanol levels in human subjects"، Neuropsychopharmacology، 7 (1): 77–81، PMID 1326277.
  238. Ingersoll, Ernest (1923). Archive.org, "Birds in legend, fable and folklore". Longmans, Green and co. p. 214 نسخة محفوظة 15 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  239. Hauser (1985)، "Jonah: In Pursuit of the Dove"، Journal of Biblical Literature، 104 (1): 21–37، doi:10.2307/3260591، JSTOR 3260591، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  240. Thankappan Nair (1974)، "The Peacock Cult in Asia"، Asian Folklore Studies، 33 (2): 93–170، doi:10.2307/1177550، JSTOR 1177550.
  241. Smith, S. (2011)، "Generative landscapes: the step mountain motif in Tiwanaku iconography." (PDF)، Ancient America، 12: 1–69، مؤرشف من الأصل (Automatic PDF download) في 6 يناير 2019.
  242. Meighan (1966)، "Prehistoric Rock Paintings in Baja California"، American Antiquity، 31 (3): 372–92، doi:10.2307/2694739، JSTOR 2694739، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  243. Tennyson A, Martinson P (2006). Extinct Birds of New Zealand Te Papa Press, Wellington ISBN 978-0-909010-21-8
  244. Clarke (1908)، "A Pedestal of the Platform of the Peacock Throne"، The Metropolitan Museum of Art Bulletin، 3 (10): 182–83، doi:10.2307/3252550، JSTOR 3252550.
  245. Boime (1999)، "John James Audubon: a birdwatcher's fanciful flights"، Art History، 22 (5): 728–55، doi:10.1111/1467-8365.00184.
  246. Chandler (1934)، "The Nightingale in Greek and Latin Poetry"، The Classical Journal، 30 (2): 78–84، JSTOR 3289944، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  247. Lasky (1992)، "A Modern Day Albatross: The Valdez and Some of Life's Other Spills"، The English Journal، 81 (3): 44–46، doi:10.2307/820195، JSTOR 820195، مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2022.
  248. Enriquez PL, Mikkola H (1997). "Comparative study of general public owl knowledge in Costa Rica, Central America and Malawi, Africa". pp. 160–66 In: J.R. Duncan, D.H. Johnson, T.H. Nicholls, (Eds). Biology and conservation of owls of the Northern Hemisphere. General Technical Report NC-190, USDA Forest Service, St. Paul, Minnesota. 635 pp.
  249. Lewis DP (2005). Owlpages.com, Owls in Mythology and Culture. Retrieved on 15 September 2007 نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  250. Dupree (1974)، "An Interpretation of the Role of the Hoopoe in Afghan Folklore and Magic"، Folklore، 85 (3): 173–93، doi:10.1080/0015587X.1974.9716553، JSTOR 1260073.
  251. Matthew Head (1997)، "Birdsong and the Origins of Music"، Journal of the Royal Musical Association، 122 (1): 1–23، doi:10.1093/jrma/122.1.1.
  252. Clark, Suzannah (2001). Music Theory and Natural Order from the Renaissance to the Early Twentieth Century. Cambridge University Press. ISBN 0-521-77191-9
  253. Reich, Ronni NJIT professor finds nothing cuckoo in serenading our feathered friends. Accessed in19 June 2011: Star Ledger, 15 October 2010 نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  254. Fuller E (2000). Extinct Birds (2nd ed.). مطبعة جامعة أكسفورد, Oxford, New York. ISBN 0-19-850837-9
  255. Steadman D (2006). Extinction and Biogeography in Tropical Pacific Birds, University of Chicago Press. ISBN 978-0-226-77142-7
  256. BirdLife International announces more Critically Endangered birds than ever before: جمعية الطيور العالمية 14 May 2009. Accessed in 15 May 2009 نسخة محفوظة 21 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  257. Birds at risk reach record high. Mark, Kinver: BBC News Online (13 May 2009). Accessed in 15 May 2009 نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  258. Norris K, Pain D (eds, 2002). Conserving Bird Biodiversity: General Principles and their Application Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-78949-3
  259. Brothers (1991)، "Albatross mortality and associated bait loss in the Japanese longline fishery in the southern ocean"، Biological Conservation، 55 (3): 255–68، doi:10.1016/0006-3207(91)90031-4، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2022.
  260. Wurster؛ Wurster؛ Strickland (1965)، "Bird Mortality Following DDT Spray for Dutch Elm Disease"، Ecology، 46 (4): 488–99، doi:10.2307/1934880.; Wurster؛ Wurster؛ Strickland (1965)، "Bird Mortality after Spraying for Dutch Elm Disease with DDT"، Science، 148 (3666): 90–91، doi:10.1126/science.148.3666.90، PMID 14258730.
  261. Blackburn؛ Cassey؛ Duncan؛ Evans؛ Gaston (2004)، "Avian Extinction and Mammalian Introductions on Oceanic Islands"، ساينس، 305 (5692): 1955–58، doi:10.1126/science.1101617، PMID 15448269.
  262. Butchart؛ Stattersfield؛ Collar (2006)، "How many bird extinctions have we prevented?" (PDF)، Oryx، 40 (3): 266–79، doi:10.1017/S0030605306000950، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 أكتوبر 2012.
  263. U.S. Fish & Wildlife Service: California Condor Recovery Program. USFWS (31 October 2014) Accessed in 26 January 2015 نسخة محفوظة 10 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  264. Christidis, Les; Boles, Walter. Systematics and taxonomy of Australian Birds. CSIRO Publishing: Collingwood, Vic. (2008). p.157. ISBN 978-0-643-06511-6

بِاللُغة العربيَّة

  1. فرحات، يُوسُف شُكري؛ يعقوب، إميل بديع. مُعجم الطُلَّاب: عربي - عربي (الطبعة الخامسة)، صفحة 371 (1424هـ - 2002م). دار الكُتُب العلميَّة: بيروت - لُبنان. ISBN 274512823X
  2. معجم المعاني الجامع: معنى طير نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. معجم المعاني الجامع: معنى طائر نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. الشبكة الدعويَّة: في ظلال القرآن الكريم؛ تفسير سورة النمل الآية السادسة عشر. نسخة محفوظة 2020-04-05 على موقع واي باك مشين.
  5. الطيور ودلالتها الرمزية في الشعر. نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجيَّة

  • بوابة طيور
  • بوابة علم الحيوان
  • بوابة علم الأحياء

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.