أم الخبائث

أمّ الخبائث هي الخمر وسميت أيضاً أم الكبائر فقد اجتمعت كلُّ موبقات الذُّنوب وموجِبات النَّدم في الخمْر؛ وذلك إنَّها مفتاح كلِّ شرٍّ ومنفذ كلِّ بلاء. فهي تجمع كل الخبائث الدينية والدنيوية فصاحبها مفسد لعقله، مفسد لبدنه وقوته ومنهك لصحته، مؤذ لأهله وجيرانه وملائكته، وصاحب الخمر مغضب لربه. أنها موجبة للعداوة والبغضاء بين الناس، فالجيران في خصام دائم مع معاقر الخمر، والزوجة تشكو من زوجها البليد الذي يضرب ويشتم، والأبناء في ضياع وكراهية له وفي فضيحة لأبيهم وهم مشتتون.[1]

  • قصة أم الخبائث: روي عن عثمانَ بنِ عفانَ قال: «اجتنِبوا الخمرَ فإنها أمُّ الخبائثَ، إنه كان رجلٌ ممن خلا قبلَكم تعبَّدَ، فعلِقَتهُ امرأةٌ غوِيَّةٌ، فأرسلتْ إليه جاريتَها، فقالتْ له: إنَّا ندعوكَ للشهادةِ، فانطلق مع جاريتِها، فطفِقَت كلما دخل بابًا أغلقتْهُ دونَهُ، حتَّى أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ، عندها غلامٌ وباطيةُ خمرٍ، فقالت: إني والله ما دعوتُكَ للشَّهادةِ، ولكنْ دعوتُك لتقَعَ عليَّ، أو تشربَ من هذه الخمرةِ كأسًا، أو تقتلَ هذا الغلامَ، قال: فاسقيني من هذا الخمرِ كأسًا، فسقَتْهُ كأسًا، قال: زيدوني، فلم يرِمْ حتَّى وقع عليها، وقتلَ النفسَ، فاجتنِبوا الخمرَ، فإنها واللهِ لا يجتمعُ الإيمانُ وإدمانُ الخمرِ، إلَّا لَيوشكُ أنْ يُخرجَ أحدُهما صاحبَهُ.[2]»
  • الخبائث: مفرده الخبيث الرذائل والقبائح من القول والفعل[3]

مقدمة

كرم الله الإنسان بالعقل، وزينه بالفهم، ووجهه بالتدبر والتفكر، فكان العقل من أكبر نعم الله على الإنسان به يميز بين الخير والشر، والضار والنافع. به يسعد في حياته، وبه يدبر أموره وشؤونه، وبه يتمتع ويهنأ به تترقى الأمم وتتقدم الحياة، وينتظم المجتمع الإنساني العام، وبالعقل يكون منطق التكليف.[4] العقل جوهرة ثمينة، يحوطها العقلاء بالرعاية والحماية؛ اعترافاً بفضلها وخوفاً من ضياعها وفقدانها بالعقل يشرف العقلاء فيستعلمون عقولهم فيما خلقت له.

  • قال الله عزَّ وجلَّ في: القرآن العظيم  وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ   - سورة البقرة.[5]
  • وكما قال الله عز وجل في: القرآن العظيم  قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ   - سورة المائدة.[5]
  • وقال عز وجل في: القرآن العظيم  كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى   - سورة طه.[5]
  • وكما قال سبحانه في: القرآن العظيم  هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ   - سورة الفجر.[5][6]

ادلة منع الخمر

حد السُكر في الإسلام

  • فقد ثبت أن النبي أُتي برجل قد شرب الخمر فضربه أربعين، ففي صحيح مسلم أن علياً رضي الله عنه أمر عبد الله بن جعفر أن يجلد الوليد بن عقبة فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك ثم قال جلد، النبي أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانيين، وكل سنة وهذا أحب إلي".
  • وفي مسلم أيضاً عن أنس أن النبي كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين.
  • واتفق الفقهاء على وجوب حد شارب الخمر، وعلى أن حده الجلد، ولكنهم مختلفون في مقداره، فذهب
  • الأحناف ومالك إلى أنه ثمانون.
  • وذهب الشافعي إلى أنه أربعون، وعن أحمد روايتان،

قال في المغني: وفيه روايتان إحداهما أنه ثمانون، وبهذا قال مالك والثوري وأبو حنيفة ومن تبعهم، لاجماع الصحابة فإنه روي أن عمر استشار الناس في حد الخمر فقال عبد الرحمن بن عوف: اجعله كأخف الحدود ثمانين- فضرب عمر ثمانين وكتب به إلى خالد وأبي عبيدة بالشام[8]

أثر الخمر على صحة الإنسان

أثبتت الأبحاث العلمية أن الخمور تقوم باضعاف مقاومة الجسم للميكروبات عن طريق:

تقارير منظمة الصحة العالمية عن مضار الكحول

  • يتسبّب تعاطي الكحول على نحو ضار في وقوع 2.5 مليون حالة وفاة كل عام.
  • يقضي 320000 شاب من الفئة العمرية 15-29 سنة نحبهم كل عام لأسباب لها علاقة بالكحول، ممّا يمثّل 9% من مجموع الوفيات السنوية التي تُسجّل بين تلك الفئة.
  • يحتل الكحول المرتبة الثالثة في العالم ضمن أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بعبء المرض ويحتل المرتبة الأولى في هذا الصدد في إقليمي غرب المحيط الهادئ والأمريكتين والمرتبة الثانية في أوروبا.
  • هناك علاقة بين الكحول وبين كثير من المشاكل الاجتماعية والتنموية، بما في ذلك العنف وإهمال الأطفال وإيذائهم والتغيّب عن العمل.
  • ويمثّل تعاطي الكحول على نحو ضار مشكلة عالمية تعرقل تنمية الفرد والمجتمع على حد سواء. وتتسبّب تلك الظاهرة في وقوع 2.5 مليون حالة وفاة كل عام. كما تتسبّب في حدوث أضرار أخرى غير الأضرار التي تلحق بصحة من يتعاطون الكحول. ذلك أنّها تضرّ بصحة وعافية الأشخاص المحيطين بهم. فبإمكان الشخص السكران إلحاق أضرار بغيره وتعريضهم لخطر حوادث المرور أو السلوكيات العنيفة، أو التأثير سلباً على زملائه أو أقربائه أو غيرهم. وبالتالي فإنّ آثار تلك الظاهرة تتغلغل بشكل عميق في المجتمع.
  • وشرب الكحول على نحو ضار من أهمّ محددات الاضطرابات العصبية النفسية، مثل اضطرابات تعاطي الكحول والصرع، وسائر الأمراض غير السارية من قبيل الأمراض القلبية الوعائية وتشمّع الكبد وأشكال مختلفة من السرطان. وهناك علاقة أيضاً بين تعاطي الكحول على نحو ضار وبين الإصابة بعدة أمراض معدية، مثل الأيدز والعدوى بفيروسه والسل والعداوى المنقولة جنسياً. ذلك أنّ استهلاك الكحول يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي ويؤثّر سلباً على امتثال المرضى للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية.
  • والجدير بالذكر أنّ نسبة كبيرة من عبء المرض الذي يمكن عزوه إلى شرب الكحول على نحو ضار تنشأ من الإصابات المتعمّدة وغير المتعمّدة، بما في ذلك تلك الناجمة عن حوادث المرور والعنف وحالات الانتحار. ويبدو أنّ الإصابات المميتة التي يمكن عزوها إلى استهلاك الكحول تحدث بين الفئات العمرية الصغيرة السن نسبياً.[10]

مقالات ذات صلة

المراجع

وصلات خارجية

  • بوابة القرآن
  • بوابة صيدلة
  • بوابة طب
  • بوابة الإسلام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.