إنيانوس (بابا الإسكندرية)
البابا الأنبا إنيانوس (حناينا) بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةالثاني (62 ـ 86)
- كان إسكافيا أصلح حذاء مار مرقس.
إنيانوس | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 1 الإسكندرية |
الوفاة | 82 الإسكندرية |
مكان الدفن | حي بوكاليس |
الإقامة | الكاتدرائية المرقسية |
مواطنة | مصر |
الديانة | المسيحية |
الحياة العملية | |
المهنة | قسيس |
اللغة الأم | لهجة مصرية |
اللغات | العربية، ولهجة مصرية |
هو أول أسقف رسمه القديس مرقس الرسول، والبابا الثاني لكرسي الإسكندرية. كان ابنًا لوالدين وثنيين، وكان يعمل إسكافيًا في الحي الشعبي بالإسكندرية.
إذ دخل القديس مرقس الإسكندرية وجال في شوارعها تهرأ حذاؤه، فوقع نظره علي أنيانوس الإسكافي وللحال اعطي له حذائه ليصلحه. فلما أخذه الإسكافى ووضع الشفا (المخراز) لعمل ثقب، فدخل المخراز في كفه فقال: "إيس ثيؤوس" الذي معناه يا الإله الواحد فلما سمعه القديس مرقس يذكر اسم الإله، فرح جداً وأتجه بوجهه إلى الشرق وقال: "يا سيدي يسوع أنت تسهل طريقى في كل مكان "، ثم تفل على الأرض، وأخذ منه طيناً ووضعه على موضع ثقب الذي أحدثه الشفا في يد الإسكافي وقال: "باسم يسوع المسيح ابن الله ترجع هذه اليد سليمة " فشفى في الحال والتئم الجرح. فتعجب إنيانوس جدا من هذه المعجزة التي حدثت باسم يسوع المسيح فسأله القديس مرقس: "عن من يكون هذا الإله الذي نطق به؟ "فأجاب الإسكافي: "إني أسمع عنه سمعا ولكني لا أعرفه "فبدأ القديس مرقس يحدثه عن هذا الإله الواحد؛ وما انتهى إنيانوس من إصلاح الحذاء وسلمه حتى دعاه أن يذهب معه إلى بيته ليكمل له هذا الحديث عن هذا الإله ومضى معه إلى بيته ولما دخل إلى منزل الإسكافي الفقير باركه قائلاً: "بركة الرب تحل في هذا البيت "ولما أكلوا قال له الإسكافى: "أريد أن تعرفنى من أنت وبأى قوة فعلت هذه الأعجوبة العظيمة معى فقال له: "أنا أؤمن بالمسيح ابن الإله الحى إلى الأبد". فقال له الإسكافى: "أنا أريد أن أراه "فقال له القديس مرقس "سأدعك تبصره". ثم بدأ يشرح له إنجيل البشارة (أنجيل مرقس)، كما وعظه بمواعظ وتعاليم كثيرة وأقوال الروح القدس التي ألقاها في فمه إلى أن قال له: "أن السيد المسيح تجسد من مريم العذراء وجاء إلى العالم وخلصنا من خطايانا، وقد تنبأ عنه الأنبياء وقالوا عنه أقوال كثيرة، فقال له الإسكافي: "هذه الكتب التي ذكرتها لم أسمع بها قط، لكن هنا كتب الفلاسفة اليونانيين هي التي تعلمها الناس لأولادهم وكذلك المصريون" فقال له القديس مرقس: "هذا العالم باطل وقبض الريح، حكمته لا شيء" فلما سمع الإسكافي كلام الحكمة وكلام الكتب المقدسة من فم القديس مرقس مع ما رآه من العجيبة التي صنعها مرقس في يده التي جرحت، آمن بالمسيح وتعمد هو وكل أهل بيته وكل من يجاوره، ليصبح أول مصري مسيحي في التاريخ وباركه القديس مرقس هو وأهل بيته.
بدأ القديس مرقس بالتبشير بالإسكندرية مع القديس انيانوس، وأمن الكثير بالمسيح وأنضم لأسرة انيانوس بعض الأسر ورسم القديس مرقس منهم ثلاث قساوسة وهم ميليوس، سابينوس، سردونوس، وسبعة شمامسة وصار المؤمنين يجنمعون سرا كل يوم ببيت انيانوس ويعمدهم القديس مرقس، ووضع القديس مرقس صلاة القداس التي تعرف الآن بالقداس الكيرلسي وكان القديس مرقس يناول المؤمنين من الاسرار المقدسة، لذا يعتبر بيت القديس انيانوس أول كنيسة في أرض مصر بل وفي قارة أفريقيا كلها، كما انشئ القديس مرقس مدرسة الإسكندرية المسيحية ليقوي إيمان وعقيدة المؤمنيين نظرا لان الإسكندرية كانت مركزاً هاماً للثقافة الوثنية، وفي مدرستها الوثنية ومكتبتها الشهيرة تخرج كثير من الفلاسفة والعلماء، فكان لابد أن يقيم مدرسة لاهوتية لتثبيت الناس في الدين وترد على افكار الوثنين وكان مرقس ملماً باللغات العبرية واللاتينية واليونانية وحسب ثقافته أدرك أهمية إنشاء مدرسة لاهوتية مسيحية في الإسكندرية عين لرئاستها القديس العلامة يسطس وكان هذا القديس قبل رسامته رجلاً فاضلاً عالماً، تعمد مع أبيه وأمه وآخرين على يد القديس مرقس، ورسمه القديس انيانوس شماساً فقساً وعينه للوعظ ثم أول رئيس للمدرسة اللاهوتية.
فتح أنيانوس بيته ليضم فيه المؤمنين، وكان ملازمًا تعليم الرسول مرقس. وإذ عزم الرسول أن ينطلق إلى الخمس مدن الغربية أقامه أسقفًا على الإسكندرية عام 64م، فظل يبشر أهلها ويعمدهم سرًا.و جال القديس انيانوس ربوع الإسكندرية والقري المحيطة بها يبشر بالمسيح.
وقد شيد القديس إنيانوس كنيسة في المنطقة الشرقية من الإسكندرية علي شاطئ البحر عرفت باسم «بوكاليا» (كلمة بوكاليا معناها دار البقر وقيل انها سميت كذلك لانها كانت حظرة للبقر ولانها كانت تنبت في ذلك المكان حشائش واعشاب بريه فكانوا يرعون فيها البقر وموضعها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية) كما بني الي جوارها عدداً من المساكن للفقراء والأيتام والمحتاجين وصنع السيد المسيح علي يده الكثير من المعجزات وبقيّ يخدم حوالي 20 سنة.
مكث القديس مرقس في الخمس مدن الغربية سنتين يبشر ولكن بعد استشهاد الرسولين العظيمين القديس بطرس والقديس بولس رجع القديس مرقس الي الإسكندرية فواجداًن غرسه قد نما وازدهر وكان عمل القديس إنيانوس الاسقف في الكرازة واضحا لدرجة ان عدد المؤمنين قد تزايد جدا في الإسكندرية، فامتلأ الوثنيين غضباً لأجل أنتشار المسيحية، وبحثوا عن القديس مرقس في كل المدينة فلم يجدوه، وفي أحد السبوت يوم عيد فصح السيد المسيح وكان في تلك السنة يوم 29 من برمودة أتفق أنه كان أيضاً عيد الوثنيين بحثوا عنه بجد فوجدوه يصلى في الكنيسة فهجموا عليه وأخذوه وجعلوا في حلقه حبلاً وجروه على الأرض بشدة وتهرأ لحمه وتقطع وكان دمه يسيل على الأرض، وكان القديس إنيانوس وباقي المؤمنيين يصلون بشدة وتبع القديس إنيانوس القديس مرقس ورأي ما باله من عذابات، وفي المساء أعتقلوه حتى يتشاوروا في الطريقة التي يقتلونه بها وأبواب السجن مغلقة وإذا زلزلة عظيمة وظهر ملاك للقديس مرقس وقال له: «يا مرقس عبد الرب الإله هوذا قد كتب اسمك في سفر الحياة»، وأخذ القديس مرقس يصلي ويشكر الله فلما انتهى من صلاته أكمل نومه فظهر له السيد المسيح وقال له: «السلام لك يا مرقس الأنجيلي المختار» فقال له القديس: «أشكرك يا مخلصى الصالح يسوع المسيح إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم على اسمك القدوس» وأعطاه السيد المسيح سلاماً في قلبه، وعند الصباح سمع ضجة خارج السجن فقد أجتمع خلق كثير من أهل المدينة، وأعادوا الحبل في حلقه وأعادوا ما فعلوه من قبل وكان المؤمنيين والمؤمنات الذين اتبعوه يبكون بشدة ويرفعون صلواتهم الي السماء ثم جروه في شوارع الاسكتدرية وأخيرا قطعوا رأسه في الميدان الكبير وسط الإسكندرية، ورأي تلميذه إنيانوس وباقي المؤمنيين ميليوس، سابينوس، سردونوس ذلك فتيقنوا انه علي هذة الأرض سوق تجري دماء شهداء كثيرين علي اسم المسيح.
ثم جمع كهنة الأوثان حطباً في موضع يطلق عليه «ألنجيليون» ليحرقوا جسد القديس مرقس، ولكن هبت ريح شديدة وزلزلت الأرض وهطلت أمطاراً غزيرة فأسرع القديس إنيانوس وميليوس وسابينوس وأخذوا جسد القديس مرقس وذهبوا إلى الكنيسة ووضعوا جسده هناك وتبارك منه القديس انيانوس ثم باقي المؤمنيين. كان انيانوس محافظا علي اتباع الصلوات التي علمها له القديس مرقس مداوم علي الصلاة والصوم والتناول وكان جميع مسيحيو الإسكندرية يأتون الكنيسة في خفيه ويصلون من الإنجيل (إنجيل مرقس) الذي كتبه مارمرقس لهم ويتناولون الجسد المقدس ويتباركون من جسد القديس مرقس.
تولي البابا انيانوس مسئولية الكنيسة من بعد القديس مرقس، وفي عهده ازداد المؤمنيين بالإسكندرية وجلس علي كرسي القديس مرقس كخليفة له في عام 68م واستمر في خلافته المرقسية حتي 20 هاتور 86 م أي نحو اثنين وعشرون سنه من رسامته اسقفا فيكون بهذا قد استمر مسئولا عن الشعب المسيحي كبطريرك مده ثماني عشرة سنه وكانت أيام رئاسته كلها هدوءا واستقرارا.
وكان البابا انيانوس أول من حمل لقب «بابا» كما يتضح من المخطوطات القديمة ولقد حمل خلفاء مارمرقس لقب «بابا» ومعناه «أبو الآباء». وقد شهد المؤرخون للبابا انيانوس بالصلاح والتقوي وقال عنه اوسابيوس المؤرخ «انه كان محبوباً من الله مقبولاً عنده» وقال اخر «كان قلبه ينظر قلب الله ويعرف مشيئته ويتممها».
عاصر هذا البابا العديد من الأباطرة الرومان وهم: نيرون وجاليا وأونون وفيتليوس وفيسبسيانوس وتيطس وتنيح في عصر دوماتيوس.[1]
تنيح بسلام في 20 هاتور من سنة 86م،[2]
مصادر
- البابا أنيانوس الـ 2 نسخة محفوظة 23 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- قاموس آباء الكنيسة وقديسيها نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
سبقه مرقس الرسول |
بطريرك الإسكندرية
62- 86 |
تبعه ميليوس الأول |
- بوابة مصر
- بوابة أعلام
- بوابة المسيحية