إمارة آل رشيد
إمارة آل رشيد | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
إمارة آل رشيد | ||||||
| ||||||
أقصى اتساع لإمارة آل رشيد وذلك في عهد محمد العبد الله الرشيد | ||||||
سميت باسم | آل رشيد | |||||
عاصمة | حائل | |||||
نظام الحكم | ملكية مطلقة | |||||
اللغة الرسمية | العربية | |||||
اللغة | اللغة العربية | |||||
الديانة | الإسلام | |||||
الأمير | ||||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
اليوم جزء من | السعودية العراق الأردن | |||||
إمارة آل رشيد أو إمارة جبل شمر أو إمارة حائل هي دولة تأسست عام 1834 في نجد بمدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد كل من عبد الله العلي الرشيد وأخيه عبيد العلي الرشيد [1][2][3]، وكانوا تابعين للدولة السعودية الثانية،[4] ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من عبده من قبيلة شمر.[5][6][7][8]
أما عن الملامح الجغرافية، والاقتصادية، والبشرية لمنطقة جبل شمر، حيث نقل المؤلف عن بعض الباحثين تسمية جبل شمر بشآم نجد-ذكر لي مستثمر في الزراعة أن المنطقة الواقعة بين القصيم وحائل تعد واحدة من ثلاث مناطق سعودية خصبة جداً زراعياً-، وروى عن رحالة زارها عام(1180=1766م) وقال بأن الأُنس قد ضرب بينها وبين الهموم-وصدق فحائل بلد أنيس-، وقد أُحصي فيها ألفا بستان عام(1287=1870م)، وفيها(620700) نخلة، وتوصف قبائل شمر بأنها من أكثر القبائل امتلاكاً لأحسن أنواع الخيل والإبل، ولسوق حائل نشاط ورواج يعود لكونها ملتقى قوافل الحج العراقي والفارسي.
ونقل عن لوريمر-له موسوعة ضخمة عن تاريخ وجغرافية جزيرة العرب طبعها ديوان أمير قطر قبل عقود، وأعادت الدار العربية للموسوعات طباعتها طبعة أنيقة وغالية- أن سكان الجبل من حاضرة وبادية بلغوا (55) ألفاً يعيشون على (112)كلم2. وأما الرحالة موزيل الذي زارها سنة(1333=1914م) فذكر أن حائل تتألف من أربعمائة منزل تقع في أربعة أحياء، ثم أورد المؤلف انبهار الأجانب خاصة فالين-له رحلتان( عام 1845م تقريباً) مطبوعتان في كتاب واحد ماتع عن دار الوراق- بأخلاق شمر في الكرم والشهامة-وإنها لقبيلة ذات شمم وشيم-، وروى عنه أن لباس النساء عباءة سوداء أو بنية مع غطاء أسود للوجه، وأن الأطفال يوقرون الآباء بطريقة استثنائية لافتة.
وساد الأمن في الجبل حتى أن فالين يجزم بأن المسافر يقطع الصحراء آمناً وإن حمل ذهبه فوق رأسه! وكان الجبل آخر الأقاليم النجدية دخولاً تحت راية الدعوة السلفية عام (1205=1790م)، بينما تذكر مصادر أخرى أن خضوع الجبل للدولة السعودية الأولى كان قبل ذلك بأربع سنوات، ومن الطريف أن دوتي وصف آل رشيد بأنهم"نصف وهابيين"-ربما لسماحة أهل حائل حاضرة وبادية قياساً بمحيطهم-، لكن المؤلف عقب على وصفه بظهور شعائر الإسلام في الإمارة مع معاقبة من يخالفها، وختم الزعارير فصله الافتتاحي بإحصائية عن شمر بادية وحاضرة في عهد سعود بن عبد العزيز الرشيد(1326-1338=1908-1919م) إذ بلغوا ثلاثمائة ألف نسمة.[9]
النشأة
خضعت حائل للحكم السعودي سنة(1201) بعد حملة قادها حجيلان بن حمد أمير القصيم-توالت الحروب بين القصيم وحائل حتى أصبحتا جارتين ضمن المملكة والحمدلله-، وكان من نتائج الحملة السعودية على حائل مقتل زعيم شمر مسلط بن مطلق الجربا، وانتقال الجربا إلى العراق؛ فصارت زعامة الجبل لآل علي أبناء عم آل رشيد، وقد عمل علي بن رشيد-والد عبد الله مؤسس الإمارة- في جمع الزكاة لسعود بن عبدالعزيز بن محمد، وأصبح أخوه جبر كاتباً مقرباً من سعود، وله عنده حظوة ومكانة.
وكان عبد الله بن رشيد مساعداً لفيصل بن تركي في الحملة على الأحساء، وحين قتل الإمام تركي بن عبد الله في آخر يوم من ذي الحجة سنة(1249=1833م) على يد ابن أخته مشاري بن عبد الرحمن بن سعود، كان لعبد الله بن رشيد دور بطولي في تسور القصر والاشتباك مع مشاري ورجاله حتى استعاد فيصل حكم أبيه، ولهذا الموقف أثر في تولية عبد الله بن رشيد على حائل بدلاً من صالح بن عبد المحسن في أوائل سنة(1251=1835م)، وفي مدينة الرياض حالياً شارع يحمل اسم عبد الله بن رشيد.[4]
الحكام
الأمير عبد الله العلي الرشيد
سبق تولي الأمير "عبدالله بن رشيد" لإمارة (الجبل) أحداث يجدر بالباحث أن يطلع عليها، إذ مع نزوح بعض بطون "شمر" إلى (العراق) بقيادة شيخها "مطلق الجربا" -رحمه الله- عام 1205م -وفقاً لما ذكره "ابن غنام" في (تاريخ نجد)، وما ذكره "الفاخري" في (الأخبار النجدية)-، وعيّن الإمام "عبدالعزيز بن محمد بن سعود" الأمير "محمد بن عبدالمحسن بن فايز آل علي" أميراً على (الجبل) -وفقاً لما ذكره "راشد بن علي الحنبلي" في (مثير الوجد في أنساب ملوك نجد)-، إلى أن قتل الأمير "محمد بن عبدالمحسن -رحمه الله- أثناء حروبه مع قوات "إبراهيم باشا" عام 1234ه، وتولى بعده الأمير "صالح بن عبدالمحسن آل علي" في عهد الإمام "تركي بن عبدالله" -كما أورد ذلك "ابن بشر"-، ثم تولى الأمير "عيسى بن علي"، وكان الأمير "عبدالله بن علي بن رشيد" وأخوه "عبيد" قد تربيا مع "عيسى" ابن الأمير "محمد بن عبدالمحسن"، بل وتزوج الأمير "عبدالله بن رشيد" من ابنة الأمير "محمد بن عبدالمحسن" -وفقاً لرواية "ضاري الرشيد"-[10]
عندما اغتيل الإمام تركي بن عبد الله في عام 1249 هـ /1834 م بمؤامرة دبرها قريبه مشاري بن عبد الرحمن آل سعود، كان ابنه فيصل بن تركي يقود حملة في الأحساءومعه عبد الله بن رشيد، وعندما بلغه الأمر سارع بالعودة إلى الرياض ومعه عبد الله بن رشيد فاقتحم معه الرياض فقتل عبد الله مشاري بن عبد الرحمن وعبده المدعو حمزة واصيب عبد الله بن رشيد بعدما اظهر شجاعه واستبسال، وذلك في الحادي عشر من شهر صفر 1250 هـ / 18 يونيو1834 م، وبذالك عين الإمام فيصل بن تركي عبد الله بن علي الرشيد أميراً على حائل، مكافأة له بعد مواقفه الشجاعة.
في عام 1836 أرسل الوالي محمد علي باشا حملة عسكرية إلى حائل بقيادة إسماعيل بك ونجح عيسى آل علي في الحصول على تأييد إسماعيل بك لتثبيته في الإمارة، غير أن عبد الله بن رشيد علم بالحملة فخرج مع أسرته وبعض مؤيديه من حائل وتوجه إلى بلدة جبة، ودخل عيسى آل علي حائل وأصبح أميراً عليها في أبريل 1837. إلا أن الفرقة العسكرية لم تبق في حائل طويلاً، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى بن علي مما أضعف موقفه، فتوجه عبد الله بن رشيد مع أخيه عبيد وأعوانهما من بلدة جُبّة إلى بلدة قفار واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى.
وفي تلك الأثناء من عام 1837 م أرسلت حملة عثمانية عسكرية بقيادة خورشيد باشا لتعزيز القوات العثمانية في نجد،انطلقت من المدينة المنورة، ولما علم عبد الله بن رشيد بحكم تجربته وخبرته أنه لا يمكن مقاومة تلك الحملة، خاصة بعد تخاذل أهل نجد عن نصرة فيصل بن تركي، الذي فقد حكمه، هو الآخر، في الرياض لصالح عبد الله بن ثنيان، فغادر عبد الله بن رشيد بلدة قفار إلى المدينة المنورة لملاقاة قائد الحملة خورشيد باشا والتفاوض معه وطلب عونه في العودة إلى إمارته، وكان ذلك في أكتوبر 1837 واستطاع عبد الله بن رشيد أن يكسب ثقة خورشيد باشا، وبدأ التعاون بينهما بأن كلفه خورشيد باشا بتأمين الإبل اللازمة لنقل جنود الحملة وإمداداتها إلى نجد، ووعده في المقابل بتمكينه من إمارة الجبل (حائل).
وفي تلك الأثناء قام عبيد بن رشيد بهجوم على عيسى آل علي في حائل واضطره إلى الهروب منها إلى القصيم، وأقر خورشيد باشا عبد الله بن رشيد على إمارة الجبل بعد أن كتب إلى والي مصر محمد علي باشا في أواخر عام 1837م، وهو إقرار شكلي.
ومنذ ذلك الوقت أصبح عبد الله بن رشيد أميراً غير منازَع، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً ولما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود من الفرار من مصر أوائل عام 1843 توجهوا إلى حائل فتلقاهم الصديق القديم عبد الله بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً : أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال. وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبد الله بن ثنيان عن الملك، ورافقه أخوه جلوي بن تركي وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل لملكه ودخوله الرياض في 9 يونيو 1843. وتوفي عبد الله بن رشيد بعدها بثلاث سنوات في 30 أبريل 1847.[10][11]
الأمير عبيد العلي الرشيد
الأمير عبيد العلي الرشيد، أسس حكم إمارة جبل شمر التابعة للدولة السعودية الثانية [11](1834 - 1922)، قال عنه أمين الريحاني - تاريخ نجد ص286 -: "امتاز عن أخيه بأمور ثلاثة - تغلوه في الدين - وبخشونة طبعه- وبنزعه شديدة إلى الجهاد في سبيل الله والتوحيد وكان رسول النجديين الأكبر في الجبل، وكان بيته محط رحال النجديين في حائل ومرجعهم الأعلى. وهو فارس من أبطال الفرسان وشاعر من فحول الشعراء".
كان زمن الأمير عبيد بالغ الخصوصية من تاريخ المنطقة ككل إذ انها فترة تاسيس إمارة آل رشيد التي شكل فيها الأمير عبيد الرشيد ولاكثر من ربع قرن القبضة الحديدة. وكان له الدور الأكبر في توسيعها شمالا بفتح الجوف حتى بادية الأردن وجنوبا حتى المخلاف السليماني.
طلال العبدالله الرشيد
إمارة آل رشيد في حائل | |
---|---|
الحكام | |
الحاكم | سنوات حكمه (من - إلى) |
عبدالله العلي الرشيد (المؤسس) | 1834 - 1847 |
عبيد العلي الرشيد (المؤسس) | 1834 - 1869 |
طلال العبدالله الرشيد | 1847 - 1866 |
متعب العبدالله الرشيد | 1866 - 1869 |
بندر الطلال الرشيد | 1869 - 1873 |
محمد العبدالله الرشيد (العصر الذهبي) | 1873 - 1897 |
عبدالعزيز المتعب الرشيد | 1897 - 1906 |
متعب العبدالعزيز الرشيد | 1906 - 1906 |
سلطان الحمود الرشيد | 1906 - 1907 |
سعود الحمود الرشيد | 1907 - 1908 |
سعود العبدالعزيز الرشيد | 1908 - 1920 |
عبدالله المتعب الرشيد | 1920 - 1920 |
محمد الطلال الرشيد | 1921 - 1921 (سقوط حائل) |
تولى طلال الحكم، وكان عمره حينها 25 عاماً، وشهدت فترة حكمه توسعاً في نفوذ حائل فقد أخضع إقليم الجوف المجاور لحائل وتيماء وتبوك وما حولها، وكانت علاقته مع الأسرة الحاكمة آل سعود في الرياض على ما جيدة فقد كانت زوجته هي الجوهرة بنت فيصل بن تركي.
متعب العبدالله الرشيد
ومتعب هو أخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866، وكان بندر، ابن طلال، يرغب بالحكم، عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادة بامتداد عمودي أي من الأب للإبن) إلا أن صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبدالله من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، أن يحل النزاع إلا أن متعب العبدالله لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869 وتولى الحكم في حايل.
بندر الطلال الرشيد
بعد قتل متعب العبدالله تولى بندر الطلال مقاليد الحكم في حائل وكان عمره آنذاك 20 عاماً وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر و(عراب) الأسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على قوة وهيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي كانت تشكل درع حماية له خصوصا من عمه محمد العبدالله الرشيد، شقيق متعب العبدالله الذي قتله بندر, وكان محمد العبدالله أثناء قتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبد الله فيصل بن تركي، ولولا أن عبيد كان في حائل عندما تم قتل متعب وتولى بندر السلطة، لتوجه إلى حائل ليثأر لأخيه القتيل، لكن وجود عبيد بالقرب من بندر الطلال جعل محمد العبدالله يؤخر ثأره.
ولكن عندما توفي عبيد في نفس العام، بدأ بندر الطلال ينتظر عودة محمد العبدالله من الرياض ويفكر بما سيثير ذلك من مشاكل في الأسرة، فتوجه بندر إلى الرياض قبل أن يخرج منها محمد، في محاولة لاسترضائه تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على أن يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبدالله إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الاقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام. ولكن في عام 1873 وبعد ثلاث سنوات من تولي بندر السلطة، حدث خلاف بين بندر الطلال وعمه محمد العبدالله المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير كانوا قادمين مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر الطلال من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبدالله سمح لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبدالله وقال له : " من هو الأمير ؟ أنا أم أنت ؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم وانتهى بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبدالله وذلك عام 1873.
محمد العبدالله الرشيد
بعد مقتل بندر الطلال دبّر محمد قتل جميع أبناء طلال العبدالله الرشيد، كي لا يثورون ضده بعد قتله لأخيهم الحاكم بندر الطلال، ما عدا بدر ونايف، أخوي بندر، فقد سلما من القتل. ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، إلا أن عمه استطاع قتله وأسر نايف في قصره، وبذلك تربع على سدة الحكم، وقال في إحدى خطبه يبرر قتله لهم (والله ما قتلتهم الا خوفا على هذه - واشار إلى رقبته - يا جماعة، هل تظنون ان من قتل أخي سيعفو عني)، وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد الذي كان أكثر عدداً من فرع عبد الله وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد، واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدو عن الغزوات، وتشدد على السارقين واللصوص، وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران وهدد نواحي دمشق حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم، ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود سعى للخروج على الدولة السعودية عند ذلك أراد[12] توسيع نفوذ حائل فحتل القصيم بعد أن استنجاد حسن ال مهنا أمير بريدة عندما أراد ألامام عبد الله بن فيصل آل سعود أخضاع القصيم. ومن ثم سنحت الفرصة للأمير محمد الرشيد عندما أُستُدُعَ من الامام عبد الله بن فيصل آل سعود لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل فتوجه للرياض وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض وحبسهم في حائل وبعد ذلك انتصر علي أهل القصيم في معركة المليداء عام 1890 انتصارآ عظيمآ وتم أسر أمير بريده حسن ال مهنا، وأخيرا أحتل الرياض بعد معركة أم العصافير انصار محمد الرشيد واضطر ألامام عبد الرحمن بن فيصل عام 1891 إلى الرحيل عنها بعدما دب ضعف في قوات السعودية وبروز قوة محمد الرشيد فذهب الامام عبدالرحمن إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، ليكون هذا تاسيس أمارة حائل كدولة عام 1891.[13]
توفي محمد بن عبدالله الرشيد عام 1897.[14]
عبد العزيز المتعب الرشيد
كان محمد العبدالله عقيما، ولم يكن له أبناء من بعده، فلما توفي حكم من بعده عبد العزيز المتعب العبدالله الرشيد، الذي كان أبيه الحاكم الثالث لحائل. وفي فترة حكمه أقدم الشيخ مبارك الصباح ومعه ابن سعود وآل سليم أمراء عنيزة وآل مهنا أمراء بريدة المعزول وجموع كبيرة من البوادي على محاربة آل رشيد وتقدموا بقوتهم وأستردوا الطرفية، إحدى قرى القصيم، وجعلها مبارك الصباح موقعاً متقدماً لقواته. وخاض الطرفان في 17 مارس 1901 معركة الصريف واستطاع فيها عبد العزيز المتعب إحراز نصر حاسم على مبارك الصباح. ولكن في السنة التالية 1902 استطاع الملك عبد العزيز آل سعود أسترداد الرياض بعد أن قتل عجلان بن محمد، ثم حصلت مواجهات عديدة بين عبد العزيز بن متعب والملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة عام 1904، ثم كانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي قتل فيها عبد العزيز المتعب في معسكره في 14 أبريل 1906.[6][15]
متعب العبدالعزيز الرشيد
تولى بعد والده باتفاق أهل حائل والجنود الذين كانوا معه، غير أن أبناء حمود العبيد الرشيد : سلطان وسعود وفيصل، والذين هم أخواله، قاموا بقتل متعب العبدالعزيز في 27 ديسمبر 1906 أي بعد توليه الحكم بثمانية أشهر. وقتلوا معه أخويه مشعل ومحمد بعد أن دعوهم إلى رحلة صيد وقتلوهم هناك، اما الأخ الصغير للمقتولين (سعود العبدالعزيز) فقد فر به خواله السبهان إلى المدينة المنورة وعمره عشر سنوات.
كانت فترة حكم متعب قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع الملك عبد العزيز واتفقا على أن تكون المناطق الواقعة شمال القصيم تابعة لأبن رشيد وماعداها تابع لأبن سعود.
سلطان الحمود العبيد الرشيد
خطط سلطان لاغتيال حاكم حائل متعب العبدالعزيز وإخوته الثلاثة، وتم ذلك في ديسمبر 1906.غير أنهم لم يتمكنوا من قتل سعود، الأخ الصغير لمتعب، فقد غادر به أخواله السبهان نحو المدينة المنورة حالما وصلهم خبر مؤامرة أبناء حمود العبيد على الأمير متعب. بعد أن تمكن سلطان وإخوته سعود وفيصل من قتل الحاكم متعب وإخوته، عادوا إلى حائل وأعلن سلطان الحمود نفسه حاكما لحائل، وعيّن أخيه سعود ولياً للعهد، أما فيصل فأعطاه إمارة منطقة الجوف.
تحالف خلالها مع ال مهنا أبا الخيل أمراء بريدة ومع فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير ضد عبد العزيز آل سعود، وخاضوا معركة الطرفية التي انتصرت فيها قوات عبد العزيز آل سعود على قوات المتحالفين. بعد الهزيمة أصبح الأمير سلطان في موقف صعب أمام الجماعة (أهالي حائل)، وبعد هزيمته من قبل السعوديين أجبره أخوه سعودعلى التنازل عن الحكم، وذلك في يوليو 1907. ويرجّح أنه لم يعش طويلاً بعد عزله.
سعود الحمود العبيد الرشيد
تولى سعود الحكم بعد عزل أخيه الأمير سلطان.
سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد
تولى الحكم بعد مقتل الأمير سعود الحمود الرشيد عام 1908، وكان الأمير سعود العبدالعزيز المتعب هو الناجي الوحيد من المذبحة التي وقعت لإخوانه بأمر سلطان الحمود الرشيد الحاكم الثامن، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به حمود العبيد الرشيد إلى المدينة المنورة، فعاش هناك حتى عودته، وكان عمره عشر سنوات فتولى الحكم تحت وصاية خاله حمود السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة، وبعد وفاة حمود السبهان، عام 1909 تولى دور الوصاية على الأمير سعود، زامل السالم العلي السبهان.(وهو والد جدته الأميرة فاطمة)، ولكن زامل أيضاً كان كبيراً في السن ولم يلبث أن توفي في أواخر عام 1910م، وفي 1915 خاضت حائل حربها ضد الدولة السعودية في معركة جراب، وألحقت هزيمة بالسعوديين كانوا قد افتقدوها منذ عام 1902م. وكان كل ذلك من تدبير الأمير سعود. عرف سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1915 التي هزم فيها عبد العزيز آل سعود لأول مرة منذ الهزيمة الكبرى في معركة الصريف عام 1901، وصد توسعه نحو الشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته. وانتهت فترة حكمه بقتله اغتيالاً على يد الأمير عبد الله الطلال الرشيد في مارس 1920.
عبد الله المتعب العبدالعزيز الرشيد
تولى الأمير عبد الله الحكم في مارس 1920، في ظل ظروف سياسية صعبة في حائل، فقد ابتدأ حكمه باغتيال الأمير سعود العبدالعزيز الرشيد على يد عبد الله الطلال الرشيد، فواجه عبد الله المتعب انقساماً حاداً في الأسرة الحاكمة، كذلك بدأ مع حكمه حصار الإخوان وقوات عبد العزيز آل سعود لمدينة حائل، وفيما كانت البلد تعيش تحت ظروف الحرب قدم محمد الطلال الرشيد من الجوف، ومحمد هو أخ لعبدالله منفذ اغتيال الأمير سعود. وبوصوله سادت سحابة من الشك داخل قصر برزان، بين أفراد الأسرة المؤيدين لعبدالله المتعب والآخرين المؤيدين لمحمد الطلال. ورغم أن محمد قال لعبدالله المتعب أنه لن لم يأتِ من الجوف ليقتله بل ليساعده [13]، إلا أن الأخير كان متخوفاً من محمد الطلال. فأمر الحاكم عبد الله المتعب بسجن محمد الطلال، إلا أن الموالين لمحمد اخرجوه من السجن فبدأ محمد بعد خروجه من السجن بمحاربة السعوديين. وما إن سمع عبد الله عن خروج محمد الطلال حتي أستنجد الملك عبدالعزيز آل سعود وذلك في أواخر عام 1920. ثم مات في الرياض عام 1946[13]
محمد الطلال الرشيد
تولى الأمير محمد الحكم في حائل مطلع عام 1921، بعد لجوء الأمير عبد الله المتعب الرشيد (الحاكم الحادي عشر) إلى آل سعود، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة جبل شمر، فعبد العزيز آل سعود جعل هدفه احتلال حائل، فشدد حصاره عليها حتى وخاض الأمير محمد الطلال الدفاع عن نفسه غير أن القوات السعودية الباسلة قد أنتصرت عليه، وقد سلم الأمير محمد نفسه للملك عبد العزيز متخليا" عن حائل. فرجعت حائل لدولة السعودية في 2 نوفمبر 1921 الموافق 29 صفر 1340 هـ، وانتقل الأمير محمد الطلال إلى الرياض بعد هزيمته.[13]
السياسية الخارجية
العلاقات مع الرياض
لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت العلاقة بين عبد الله بن رشيد وفيصل بن تركي عن أية علاقة أخرى بين عبد الله بن رشيد وبين أي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، وقد توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبد الله بن فيصل بن تركي من نورة العبدالله الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة العبيد الرشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي. وكذلك فقد تزوج عبد الله بالجوهرة أخت فيصل بن تركي.
مراجع للاستزادة
- نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية، 1991.
- السياسة في واحد عربية : إمارة آل الرشيد - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 1998.
- إمارة آل رشيد في حائل - محمد الزعارير - بيسان للنشر، 1997.
- القول السديد في أخبار إمارة الرشيد – سليمان صالح الدخيل 1999.
- التاريخ السياسي لإمارة حائل - جبار يحيى عبيد - تحقيق : عبد الله المنيف - الدار العربية للموسوعات، 2003.
- تاريخ العربية السعودية بين القديم والحديث - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 2005.
- نبذة تاريخية عن نجد – ضاري الفهيد الرشيد – دار اليمامة، 1999.
- الفجر الصادق - جميل أفندي صدقي الزهاوي، مطبعة الواعظ بمصر، 1905.
- الرحالة الأوروبيون في شمال وسط الجزيرة العربية : منطقة حائل (1845 - 1921 م) - د. عوض البادي - دار برزان للنشر، 2004.
- الأزهار النادية في روائع البادية - محمد سعيد كمال - الأجزاء : 3، 7، 11 - مكتبة المعارف، 1966.
- تاريخ نجد - محمد شكري الألوسي - دار الوراق 2007.
- هذه بلادنا : حائل - فهد العلي العريفي - الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1985.
- نجد في عصور العامية – أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري – دار العلوم، 1974.
- تاريخ نجد - حسين بن غنام.
- الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية - نجدة فتحي صفوة - الجزء الثالث - دار الساقي، 2000.
المصادر
- نشأة إمارة آل رشيد - د.Al Rasheed, Madawi (1991)، Politics in an Arabian Oasis. The Rashidis of Saudi Arabia، New York: I. B. Tauirs & Co. Ltd..
- Prothero, G.W. (1920)، Arabia، London: H.M. Stationery Office، ص. 86.
- عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية.
- "مختصر تاريخ دولة آل رشيد"، www.saaid.net، مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019.
- يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 THOSE were days of danger and constant alarms. The country round the town of Riad itself was full of raiding parties of uncontrolled bedouin. Away to the north the Shammar tribes had united under one Mohamed ibn Rashid, a capable, ambitious man, who had made his capital in the town of Hail and who coveted Riad and the other rich villages of Nejd
- نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا نسخة محفوظة 12 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- يقول المغيري في كتابة المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب: وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبد الله، وآل عبيد، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبد الله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبد الله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي الرشيد. ومن آل عبد الله عيال سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله. ومن آل عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي قتل ابن أخيه بندر بن طلال، لما قتل أخاه متعب. وآل عبيد منهم حمود بن عبيد بن علي الرشيد واخوانه.
- المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب الموسوعة الشاملة
- مختصر تاريخ دولة ابن رشيد، صيد الفوائد
- "عبدالله بن رشيد.. رفيق الإمام «فيصل بن تركي»"، جريدة الرياض، مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019.
- "قراءة في كتاب"، www.al-jazirah.com، مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019.
- مفيد (01 يناير 2004)، موسوعة تاريخ المملكة العربية السعودية: الحديث والمعاصر، Al Manhal، ISBN 9796500021836.
- عبدالله الصالح (04 سبتمبر 2018)، تاريخ المملكة العربية السعودية الجزء الأول، العبيكان للنشر، ISBN 9786035091848.
- "Google Books"، books.google.com.sa، مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019.
- يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 في وصف عبد العزيز الرشيد The Rashid was short, dark, lowering in looks, brusque in manner; a harsh, unlovable man and ungenerous. He had no patience and no ability to handle the tribesmen. He understood force only. He ruled by force. He fought for loot. He was a freebooter and a destroyer.
- بوابة السعودية
- بوابة الإسلام
- بوابة الوطن العربي
- بوابة ملكية