الأخلاق العلمانية

الأخلاق العلمانية هي فرع من الفلسفة الأخلاقية التي تكون فيها الأخلاق تستند فقط على معايير إنسانية كمصدر كمثال استخدام المنطق ، والتعاطف ، أو الحدس الأخلاقي، ولا تكون مستمدة من وحي خارق أو توجيه إلهي — راجع الأخلاق في الأديان.[1][2][3]

الأخلاق العلمانية تشير إلى أي منظومة أخلاقية التي لا تعتمد على تشريع سماوي أو وحي كمصدر لها، مثل الإنسانية, العلمانية و حرية الفكر.

الأطر العملية للاخلاق العلمانية ليست دائما تخلو من القيم الدينية. على سبيل المثال، فإن القاعدة الذهبية أو الالتزام بعدم العنف ، يمكن أن تكون معتمدة من قبل المتدينين والعلمانيين على حد سواء. الأخلاق العلمانية هي أنظمة يمكن أن تختلف بناء على المعايير الاجتماعية والثقافية في فترة زمنية محددة.

مبادئ الأخلاق العلمانية

على الرغم من تعدد وتنوع وجهات النظر الفلسفية العلمانيين الأخلاقيين عموما يتشاركون واحد أو أكثر من هذه المبادئ:[بحاجة لمصدر]

  • البشر من خلال قدرتهم على التعاطف، لديهم القدرة على تحديد أسس أخلاقية.
  • رفاه الآخرين شأن رئيسي لصانع القرار الأخلاقي.
  • البشر من خلال المنطق و العقل ، قادرون على استخلاص المبادئ المعيارية للسلوك.
  • هذا قد يؤدي إلى سلوك أفضل من سلوك قائم على أساس النصوص الدينية. بدلا من ذلك، قد يؤدي هذا إلى الدعوة إلى نظام مختلط من المبادئ الأخلاقية وتحصل على قبول مجموعة واسعة من الناس، سواء الدينية أو غير الدينية.
  • البشر لديهم مسؤولية أخلاقية للتأكيد على المجتمعات والأفراد أن تتصرف على أساس هذه المبادئ الأخلاقية.

العديد من هذه المبادئ يتم تطبيقها في علم الأخلاق ، ويستخدم الأسلوب العلمي للإجابة على الأسئلة الأخلاقية. 

الإنسانية والأخلاق

الانسانيون يشجعون نظام عالمي للأخلاق على أساس وحدة الطبيعة البشرية، وأن معرفة الحق والباطل قائم على فهم أفضل لفرديتنا ومصالحنا المشتركة بدلا المعرفة القائمة على مصدر محلي، وبالتالي يتم رفض الإيمان تماما كأساس للعمل الاخلاقي. 

إن الاتحاد الدولي الإنساني والأخلاقي (IHEU) هي منظمة عالمية للمتمسكين بهذا الموقف اتجاه الحياة الإنسانية تذكر:

الإنسانية هي الديمقراطية و الحياة الأخلاقية هو الموقف الذي يؤكد على أن البشر لهم الحق والمسؤولية لإعطاء معنى وشكل لحياتهم الخاصة. انها تقف مع بناء مجتمع أكثر إنسانية من خلال أخلاقيات مستمدة من الإنسان وغيرها من القيم الطبيعية في روح من التساؤل الحر من خلال قدرات الإنسان. هي ليست توحيدية، وأنها لا تقبل وجهات النظر الخارقة للواقع.[4]

نسبية الأخلاق من وجهة نظر إسلامية

الإنسانية تعني كون الإنسان هو المعيار في تحديد الأخلاق، وموضوع الأخلاق موضوع مهم جدا لكل الشعوب، ويعد ركيزة أساسية في كل الفلسفات والأديان، وجعل الإنسان هو معيار الأخلاق يعني القول بنسبيتها،  لأن كل إنسان أو مجتمع ينظر إلى الأخلاق من وجهة نظره الخاصة. [5] والقول بنسبية الأخلاق يرفضه الإسلام لأنه مخالف للعقل وللمصلحة البشرية، وذلك للآتي:

  1. إن القول بنسبية الأخلاق يخالف الواقع؛ إذ توجد مجموعة من الأخلاق تفرض نفسها على الجميع فرضًا، فيوجد سلوكيات مستهجنة عند جميع المجتمعات؛ كالسرقة والكذب، والغدر والخيانة والبخل، ويوجد سلوكيات مستحسنة عند جميع المجتمعات؛ كالصدق والعدل، والأمانة والوفاء والكرم.
  2. مع القول بنسبية الأخلاق لا يمكن التمييز بين الخير والشر؛ فليس لدينا مقياس نفرق به بين الخير والشر، وليس لدينا معيار نحكم به أن هذا الخلق خير وهذا الخلق شر، وليس لدينا قيمٌ أخلاقية ثابتة مطلقة يمكن أن نحتكم إليها، وتجعل بوسعنا الحكم والتمييز بين ما هو خير من الخلق وما هو شر، وإذا كان مع القول بنسبية الأخلاق لا يمكن التمييز بين الخير والشر - وهذا أمر باطل - فالقول بنسبية الأخلاق قول باطل؛ لأن ما يلزم منه اللازم الباطل فهو باطل لا اعتبار له.
  3. مع القول بنسبية الأخلاق تلغى الأخلاق؛ فما هو حسن عند شخص يكون قبيحًا عند آخر، وما هو مستحسن في مجتمع يكون مستقبحًا في مجتمع آخر، وما هو خلق رفيع في زمان يكون خلقًا وضيعًا في زمان آخر، وبالتالي تختفي مع النسبية أي معايير أخلاقية؛ لأن المبدأ الذي تستند إليه الأخلاق وتحتكم إليه مفقود، وعليه فالدعوة إلى النسبية الأخلاقية دعوة إلى التحرر من القيم الأخلاقية، ودعوة إلى إلغاء القيم الأخلاقية.
  4. لو كانت الأخلاق نسبية فستفقد قوتها الإلزامية؛ إذ لا معنى للخير والشر، ولا معنى للثواب والعقاب، ولا معنى للمدح والذم - في وجود النسبية الأخلاقية، وكيف يلتزم الإنسان بقيم خلقية يؤمن بأنها متغيرة ونسبية؟! وكيف يشين المجتمع سلوكًا معينًا لشخص إذا لم يكن لديهم أخلاق مطلقة يحتكمون إليها؟ وكيف يشيد المجتمع بسلوك معين لشخص إذا لم يكن لديهم أخلاق مطلقة يحتكمون إليها؟ وعليه فالقول بنسبية الأخلاق يفقد الأخلاق قوتها الإلزامية، وبالتالي يهدم وينكر مسؤولية الفرد الأخلاقية، وإنكار مسؤولية الفرد الأخلاقية مخالف للواقع.
  5. الناس أنفسهم يعملون بخلاف القول بنسبية الأخلاق؛ فتجد الواحد من الناس يحكم على بعض السلوكيات أنها منافية للأخلاق؛ مثل زنى المحارم، والسباب، والفساد في الأرض؛ مما يدل على وجود قيم أخلاقية مطلقة، ومن خلال مطلقيتها حكم الشخص على بعض السلوكيات أنها منافية للأخلاق، والواحد من الناس يحكم على بعض سلوكيات الأفراد أنها حميدة؛ مثل الشجاعة والشهامة والكرم؛ مما يدل على وجود قيم أخلاقية مطلقة، ومن خلال مطلقيتها حكم الشخص على بعض السلوكيات أنها حميدة، وهناك سلوكيات - كالبخل والجشع والسباب - يذمها جميع الناس إلا النزر اليسير؛ مما يدل على وجود قيم أخلاقية مطلقة، ومن خلال مطلقيتها حكم الشخص على بعض السلوكيات أنها مذمومة.
  6. الناس تمدح الشخص ذا الأخلاق الحسنة، وتذم الشخص ذا الأخلاق السيئة، ولو كانت الأخلاق نسبية لما كان للمدح أو الذم معنى.

أسباب الغلط أو المغالطة عند أصحاب فكرة نسبية الأخلاق

ترجع إلى ثلاثة:

الأول: تعميمهم اسم الأخلاق على أنواع كثيرة من السلوك الإنساني، فلم يميزوا الظواهر الخلقية، عن الظواهر الجمالية والأدبية، وعن العادات والتقاليد الاجتماعية، وعن التعاليم والأحكام المدنية أو الدينية البحتة، فحشروا مفردات كل هذه الأمور تحت عنوان الأخلاق، فأفضى ذلك بهم إلى الخطأ الأكبر، وهو حكمهم على الأخلاق بأنها أمور اعتبارية نسبية.

الثاني: أنهم جعلوا مفاهيم الناس عن الأخلاق مصدرًا يرجع إليه في الحكم الأخلاقي، مع أنَّ في كثير من هذه المفاهيم أخطاء فادحة، وفسادًا كبيرًا، يرجع إلى تحكم الأهواء والشهوات والعادات والتقاليد فيها، ويرجع أيضًا إلى أمور أخرى غير ذلك، والتحري العلمي يطلب من الباحثين أن يتتبعوا جوهر الحقيقة، حيث توجد الحقيقة، لا أن يحكموا عليها من خلال وجهة نظر الناس إليها، فكل الحقائق عرضة لأن يثبتها مثبتون، وينكرها منكرون، ويتشكك بها متشككون، ويتلاعب فيها متلاعبون، ومع ذلك تبقى على ثباتها، لا تؤثر عليها آراء الناس فيها.

الثالث: اعتمادهم على أفكارهم وضمائرهم فقط، وجعلها المقياس الوحيد الذي تقاس به الأخلاق. أما مفاهيم الإسلام فإنها... قد ميزت الأخلاق عما سواها، وميزت السلوك الأخلاقي عن سائر أنواع السلوك الإنساني، فلم تعمم تعميمًا فاسدًا، ولم تدخل في مفردات الأخلاق ما ليس منها، وهي أيضًا لم تعتمد على مفاهيم الناس المختلفة، ولم تتخذها مصدرًا يرجع إليه في الحكم الأخلاقي، وأما العقل والضمير فإنها لم تهملهما وإنما قرنتهما بعاصم يردهما إلى الصواب كلما أخطأ سبيل الحق والهداية والرشاد، وهذا العاصم هو الوحي الذي نزل بدين الله لعباده، وشرائعه لخلقه، وتعاليمه التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؛ لأنهَّا تنزيل من عزيز حكيم، وقد بلغها رسله. أما صورتها المثلى المحفوظة من التغيير فهي ما ثبت في نصوص الشريعة الإسلامية، المنزلة على رسول الله محمد صلوات الله وسلاماته عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين. [6]

انظر أيضا

المراجع

  1. "Thirukkural translations in different languages of the world"، مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2016.
  2. "Information Paper on "Honor" – A Bedrock of Military Leadership"، مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 16 مارس 2010.
  3. ستيفن جاي غولد، "Nonmoral Nature"، stephenjaygould.org، مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 5 يناير 2009. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |ناشر= (مساعدة)
  4. Humanism's Unfinished Agenda نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  5. الأخلاق الإسلامية وأسسها، دار القلم، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، (ص: 97-104)
  6. الأخلاق الإسلامية وأسسها، دار القلم، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، (ص:97-104)
  • بوابة إلحاد
  • بوابة الأديان
  • بوابة فنلندا
  • بوابة القانون
  • بوابة فلسفة
  • بوابة علم الاجتماع
  • بوابة أخلاقيات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.