الانتخابات التشريعية التونسية 2022
الانتخابات التشريعية التونسية 2022 هي الانتخابات التشريعية الخامسة عشر في تونس والرابعة بعد الثورة التونسية، والتي سَيُنتَخَبُ فيها مجلس نواب الشعب التونسي في مدته النيابية الثالثة، وذلك في 17 ديسمبر 2022. تشرف على هذه الانتخابات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
| |||||||
|
تعتبر الإنتخابات التشريعية 2022 إنتخابات مبكرة بسبب تعليق الرئيس قيس سعيد لإختصاصات مجلس النواب المنتخب في الإنتخابات التشريعية 2019 منذ 25 يوليو 2021 حتى إعلانه في 13 ديسمبر 2021 عن تنظيم إنتخابات تشريعية مبكرة في 17 ديسمبر 2022 بقانون إنتخابي جديد وفي تلك الأثناء يستمر تجميد إختصاصات مجلس النواب.[1]
خلفية
الحكومة
في أكتوبر 2019، تحصلت حركة النهضة على 52 مقعدا في البرلمان بأغلبية غير مطلقة لا تتيح لها تشكيل حكومة دون حلفاء، اقترحت حركة النهضة كونها الحزب صاحب الأغلبية الحبيب الجملي، والذي كلفه الرئيس قيس سعيد في 15 نوفمبر 2019 رسميا بتشكيل الحكومة، لكن حكومته لم تنل ثقة البرلمان. فكلف الرئيس سعيد إلياس الفخفاخ بتشكيل حكومة في يناير 2020. واستطاع الأخير تشكيلها بنجاح حيث ضمت كبرى الأحزاب في البرلمان (حركة النهضة، أحزاب تحيا تونس والتيار الديمقراطي وحركة الشعب) ونالت ثقة مجلس النواب في 27 فبراير 2020. لكن على خلفية اتهامات للفخفاخ بالفساد، أعلنت حركة النهضة سحب الثقة من حكومته وعلى إثر ذلك وبطلب من الرئيس قيس سعيد، قدم الفخفاخ إستقالته من رئاسة الحكومة في 15 يوليو 2020. وفي 25 يوليو 2020، كلف الرئيس سعيد وزير الداخلية في حكومة الفخفاخ، هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة، أعلن الأخير أنها «حكومة كفاءات مستقلة». ونالت رسميا ثقة البرلمان يوم 2 سبتمبر 2020. لكن لاحقا أقال المشيشي عدة وزراء مقربين من الرئيس سعيد مثل وزير الداخلية توفيق شرف الدين مما أدى إلى صراع سياسي بين سعيد والمشيشي المدعوم من حركة النهضة.[2][3][4][5][6]
البرلمان
منذ انتخابه في أكتوبر 2019، انقسم البرلمان إلى شقين، شق معارض لحركة النهضة وشق حليف لها. ضم الطرف المعارض أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب والحزب الدستوري الحر وآخرين بينما كان حلفاء النهضة هم «غريمها الإنتخابي» حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة اللذان أوصلا الغنوشي رئيس حركة النهضة لرئاسة البرلمان. بسبب هذا الإنقسام تعرضت صورة البرلمان إلى «الترذيل» أمام الرأي العام التونسي والتي وصل الحد فيها إلى إحتلال منصة رئاسة المجلس في عدة مناسبات والتشويش على سير الجلسات بالإضافة إلى العنف المتبادل والشتائم والإعتداءات المتكررة بين النواب. كما قادت المعارضة محاولة لسحب الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي باءت بالفشل مما تسبب في تعمق الصراع داخل المجلس.[7][8][9][10][11][12][13]
الصراع بين البرلمان والرئاسة
اعتبرت المعارضة في البرلمان أن حركة النهضة هي من تدير البلاد عبر رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي أصبح مدعوما منها مما أدى إلى تقليص نفوذ رئيس الدولة قيس سعيد وعدم تحكمه الكامل في البلاد واقتصار دوره على ختم القوانين وهو ما أدى إلى أزمة سياسية في البلاد بين البرلمان الذي تسيطر عليه النهضة وحلفاءها ورئيس الجمهورية قيس سعيد. كما ساهمت جائحة فيروس كورونا بأزمة صحية متدهورة في البلاد في ظل إنقسام سياسي وعدم تكاتف للحصول على التلاقيح أدى إلى زيادة عدد الإصابات والوفيات.[14][15][16][17][18]
الإجراءات الإستثنائية 2021
على خلفية الأزمة السياسية بالبلاد، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد في خطاب مفاجئ ألقاه مساء يوم 25 يوليو 2021 عن تجميد عمل البرلمان (تعليق إختصاصاته) ورفع الحصانة عن جميع أعضاءه وحل حكومة هشام المشيشي.[19]
وفي 22 سبتمبر 2021، أصدر الرئيس سعيد أمرا رئاسيا جديدا يقضي بتوليه إصدار النصوص ذات الصبغة التشريعية في شكل مراسيم يختمها رئيس الجمهورية ويأذن بنشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية أي تولي الرئيس السلطة التشريعية بجانب التنفيذية. كل هذه القرارات جاءت في إطار الإجراءات الإستثنائية في ظل تدهور الوضع الصحي والإقتصادي بالبلاد.[20][21]
إعلان الإنتخابات المبكرة
منذ 25 يوليو 2021، ظل مصير البرلمان غير معروف لكن في 13 ديسمبر 2021، أعلن الرئيس قيس سعيد في خطاب توجه به إلى الشعب التونسي عن تعليق إختصاصات البرلمان نهائيا حتى إجراء إنتخابات تشريعية جديدة والتي أعلن رسميا تنظيمها يوم 17 ديسمبر 2022.[22][23]
وفي 30 مارس 2022، وقع حل البرلمان رسميا بأمر رئاسي صادر عن الرئيس قيس سعيد.[24]
القانون الإنتخابي
قال الرئيس قيس سعيد في كلمته يوم 13 ديسمبر 2021، أن الإنتخابات التشريعية الجديدة التي ستقام في ديسمبر 2022 ستكون وفق قوانين إنتخابية جديدة ستتولى لجنة سيتم تحديد اعضائها وتنظيم اختصاصها ويشرف عليها رئيس الدولة التأليف بين مختلف المقترحات والقيام بإصلاحات في القوانين مثل قانون تنظيم الانتخابات كما ستعرض هذه القوانين والإصلاحات على الإستفتاء يوم 25 يوليو 2022.[25][26]
قالت وكالة رويترز في 6 أبريل 2022، نقلا عن الرئيس قيس سعيد أن التصويت في هذه الانتخابات سيتغير ليكون في دورتين وسيكون على الأفراد وليس على القوائم كما كان الحال في جميع الانتخابات السابقة.[27]
المراجع
- "الرئيس التونسي يمدد تجميد أعمال البرلمان حتى تنظيم انتخابات تشريعية نهاية 2022"، فرانس 24 / France 24، 13 ديسمبر 2021، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 14 ديسمبر 2021.
- "تونس: ما أسباب سقوط حكومة الحبيب الجملي في امتحان الثقة أمام البرلمان؟"، فرانس 24 / France 24، 11 يناير 2020، مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "البرلمان التونسي يمنح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ بالأغلبية"، www.aa.com.tr، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- Malek.Samara، "الفخفاخ يستقيل من رئاسة الحكومة التونسية"، https://www.alaraby.co.uk/، مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: روابط خارجية في
(مساعدة)|موقع=
- Welle (www.dw.com), Deutsche، "برلمان تونس يمنح الثقة لحكومة تكنوقراط برئاسة المشيشي | DW | 02.09.2020"، DW.COM، مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- الهلالي, آمال، "المشيشي يقيل 5 وزراء وسعيد يتهمه بخرق الدستور.. إلى أين تتجه الأزمة بين طرفي السلطة بتونس؟"، www.aljazeera.net، مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- Somoud.Ghazal، "الصراعات بين النواب في تونس: شعبوية وإساءة للبرلمان"، https://www.alaraby.co.uk/، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: روابط خارجية في
(مساعدة)|موقع=
- "حرب اللوائح في البرلمان: صراع سياسي يدفع تونس نحو العنف والإفلاس"، Nawaat، 1592252497، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - مبروك, يقول أ د/ غضبان (18 يونيو 2020)، "البرلمان التونسي يتحوّل إلى ساحة صراع بين أنصار بورقيبة ومرسي… ورئيسه السابق يحذر من حرب أهلية في البلاد"، القدس العربي، مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "تونس.. انتخاب راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان الجديد"، www.aa.com.tr، مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- Welle (www.dw.com), Deutsche، إخفاق محاولة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي | DW | 30.07.2020، مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021
- "لكمات تهز البرلمان التونسي وسعيد: تم الترتيب للاعتداء منذ 3 أيام"، اندبندنت عربية، 01 يوليو 2021، مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "النهضة تتهمها بتنفيذ مخطط انقلابي.. عبير موسى تحتل منصة البرلمان التونسي"، www.aljazeera.net، مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- العرب, Al Arab (أبريل 15, 2021 01:00)، "قيس سعيد والغنوشي.. صراع الداخل والخارج | مختار الدبابي"، صحيفة العرب، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - "ماذا يحصل في تونس؟.. جذور الخلاف بين قيس سعيد من جهة والنهضة والمشيشي من جهة"، RT Arabic، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- بريك, خميس بن، "سعيد في مواجهة المشيشي.. صراع فوق الحلبة السياسية بتونس"، www.aljazeera.net، مؤرشف من الأصل في 28 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "الأسبوع الاقتصادي - تونس: النظام الصحي يختنق.. فهل من أسباب مالية أيضا وراء الأزمة الصحية؟"، فرانس 24 / France 24، 16 يوليو 2021، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "هل يفاقم متحور دلتا أزمة الديمقراطية الهشة في تونس؟ - الفاينانشيال تايمز"، BBC News عربي، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "رسوم بيانية| التدابير الاستثنائية : كل القرارات والإجراءات منذ 25 جويلية 2021"، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "عاجل: رئيس الجمهورية يعلن عن قرارات جديدة"، www.shemsfm.net، مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "تفاصيل الامر الرئاسي المتعلق بالتدابير الاستثنائية الصادر يوم 22 سبتمبر 2021"، Echaab News، مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "الرئيس التونسي يمدد تجميد البرلمان ويعلن تنظيم استفتاء حول إصلاحات دستورية في 2022"، euronews، 13 ديسمبر 2021، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "قيس سعيد يعلن عن تنظيم انتخابات تشريعية يوم 17 ديسمبر 2022"، www.shemsfm.net، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "لماذا أعلن الرئيس التونسي حل البرلمان؟ إليكم التفاصيل"، سكاي نيوز عربية، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 31 مارس 2022.
- Welle (www.dw.com), Deutsche، "تونس - قيس سعيّد يعلن إصلاحات دستورية وانتخابات تشريعية جديدة | DW | 13.12.2021"، DW.COM، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "الرئيس التونسي يمدد تعليق البرلمان لحين إجراء انتخابات نهاية العام القادم"، BBC News عربي، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2021.
- "رئيس تونس يقول التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون على الأفراد وليس القوائم"، SWI swissinfo.ch، اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2022.
- بوابة عقد 2020
- بوابة تونس
- بوابة السياسة