الحائر (سجن)

سجن الحائر ويطلق عليه بالعادة بـ«الحاير»، سجن أمني، تشرف عليه المباحث العامة السعودية، جزء من السجن جنائي، والجزء الآخر خاص بالأمن السياسي، يقع السجن على بعد 29 كيلومتر إلى الجنوب من وسط العاصمة الرياض ويعتبر أكبر سجن متعلق بالأمن السياسي في السعودية، افتتح في عام 1983[1]، وهو مختص بقضايا الإرهاب وأمن الدولة.[2]

إصلاحية الحاير
المنشأة
النوع
مؤسّسة عقابية
المساحة
غير معروف
الموقع
المكان
الناحية
البلد
الاستغلال
الافتتاح

السجناء

كانت إصلاحية الحائر السياسية مكان احتجاز عدد من معتقلي قضايا الرأي العام، ووُصف بعض معتقليه بأنهم سجناء رأي، ومعظم نزلائه من الجهاديين.[3][4][5]

حريق 2003

في 15 سبتمبر 2003 اشتعل حريق في العنبر 19 من سجن الحائر المخصص للأحداث الموقوفين بقضايا جنائية مثل السرقة والمخدرات والذي كان يبلغ عدد نزلائه 170 سجينا. توفي منهم 69 وأصيب 21 آخرون.[11] شُكّلت لجنة فورية للتحقيق في الحادث وفي أبريل 2004 صدرت نتائجها باتهام أحد النزلاء بالتسبب في إشعال الحريق وتقرر إحالته للإدعاء العام وصرف تعويض فوري لأسرة كل ضحية بمقدار 100 ألف ريال.[12]

في 7 نوفمبر 2008 أعلنت وزارة الداخلية إعدام المتهم تعزيرا بعد أن اعترف وأدانته المحكمة العامة بالرياض.[13]

اتهام بالتعذيب وسوء المعاملة

في 18 أبريل 2007 نُشرت على الإنترنت مقاطع فيديو مصورة بالهاتف النقال تظهر حارسًا في السجن وهو يضرب سجناء بعصى بلاستيكية،[14] فبثتها قناة الجزيرة الفضائية.[15] فتحت إدارة السجن بعد ظهور المقطع تحقيقا مع الحارسين ومع الذي صوّر الحادثة[15] وأعلنت السلطات لاحقا أنها قررت عقاب الحارسين الذين ظهرا في المقطع بوقف الحارس الذي ضرب السجناء عن العمل شهرا ووقف الآخر الذي لم يتدخل لوقف الضرب عشرين يومًا.[16]

في نفس الشهر نشرت هيومن رايتس ووتش شهادات قالت أنها لمعتقلين التقت بهم في سجن الحائر شهدوا على موت سجناء بسبب سوء الرعاية الطبية والتعذيب؛[17] وفي ديسمبر 2011 نشرت جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية -وهي غير مرخصة وتم حلها في 2013- تقريرا قالت فيه أن قوات مكافحة الشغب ضربت أفراد أسرة أحد المعتقلين وكسرت يد والدته بعد أن أصروا على البقاء في غرفة الزيارة إلى أن يسمح لهم بمقابلة مسؤولي السجن لطلب نقله.[18][19]

اضطرابات وشغب في سجن الحائر 2012

في يوليو 2012 حصلت اضطراب وأحداث شغب من قبل المعتقلين الجهاديين، وتدخلت هيئة التحقيق والإدعاء العام (النيابة العامة حاليًا) لمراقبة إجراءات التعامل مع المتسببين والتحقيق معهم وحصر التلفيات.[20]

تفجير الحائر 2015

حدث في 16 يوليو 2015 الموافق 29 رمضان 1436هـ، قام شخص يُدعى عبد الله فهد عبد الله الرشيد بقتل خاله العقيد في الشرطة السعودية ثم محاولة قتل خالته، ثم أَخَذَ سيارة خاله ونَصَب فيها المُتفجِّرات. عند استيقافه من قبل الشرطة في نقطة تفتيش قرب سجن الحائر، قام القاتل بتفجير سيارته فقَتَل نفسه، وجَرَح اثنين من رجال الشرطة، حالتهما مُستقرَّة. وفي بيان نشر على الإنترنت أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن قتل العقيد وعن تفجير السيارة واصفا إياها بأنها «عملية مزدوجة». وقال البيان «وليعلم أسرى المسلمين في (سجن) الحائر وفي كل مكان أننا لن نكل ولن نمل حتى نفك أسرهم بإذن الله». [21][22][23]

إعدامات سجن الحائر 2016

وفي مؤتمر صحفي مشترك بين المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل السعودية والمتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية قالوا فيه إن تنفيذ أحكام الإعدام في يناير 2016 ضد مدانين في قضايا تتعلق بالإرهاب وأمن الدولة تم داخل السجون وساحاتها ومن بينها سجن الحائر.

اتهامات

أدى منع إدارات السجون في السعودية الصحفيين من الاطلاع على حقيقة الوضع في وقتٍ سابق لتسرب عدد من الأحاديث والأقوال إلى وسائل إعلام ومنظمات حقوقية خارج المملكة عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان داخل السجون السعودية، سرعان ما تحولت إلى اتهامات وانتقادات لسياسة السعودية تجاه حقوق الإنسان، الأمر الذي دفع بالسلطات السعودية لنفي تلك الاتهامات، مؤكدة أنها تراعي في جميع إجراءاتها وأنظمتها وتطبيقاتها المعايير الوطنية والدولية لحقوق الإنسان، كما شرعت أبواب سجونها، وخصوصًا سجني الحاير وذهبان باختصاصهما في قضايا التطرف وأمن الدولة والإرهاب، أمام وسائل الإعلام والهيئات الحقوقية، وأتاحت عددًا من الزيارات الميدانية لإعلاميين وحقوقيين ومثقفين على المستوى المحلي والدولي، لنقل الصورة الحقيقية داخل السجون، كما اطلع المقرر الأممي لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بن إيمرسون على الإجراءات المتبعة خصوصا في سجني الحاير وذهبان خلال زيارته لهما في العام 2017، واصفا ظروف الاحتجاز في سجون المباحث بأنها بين الأفضل عالميًا.[24][25][26][27][28]

خدمات السجن

الإدارات الحكومية

يوجد في السجن مكاتب للإدارات الحكومية ومنها: وزارة العدل، والأحوال المدنية، ووزارة الخارجية، ووزارة التعليم، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ومكتب لجمعيات حقوق الإنسان الأهلية والرسمية.[29]

البيت العائلي

عبارة عن أجنحة فندقية مخصصة لاستقبال عائلات النزلاء ويقضي فيها النزيل من يوم إلى ثلاثة أيام مع أسرته. يحتوي البيت العائلي على مطعم، وكوفي شوب، وبهو يتوسطه استقبال، ووتوفر حدائق صغيرة بها ألعاب أطفال، وخدمات غسيل، وبقية المنافع الضرورية.[30]

المشتل

يتم فيه بناء الغرف التاريخية من قبل النزلاء وممارسة بعض المهن مثل: النجارة، إضافةً إلى التدرب على الفلاحة والزراعة.[31]

المستشفى

يتوفر في الحائر مستشفى بسعة 200 سرير يضم مختلف التخصصات الطبية.[30]

مصادر

  1. "67 Killed and 23 Hurt in Fire at Largest Prison in Saudi Arabia"، نيويورك تايمز، 16 سبتمبر 2003، مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  2. "6 ساعات نادرة داخل «سجن الحائر» شديد الحراسة في الرياض"، الشرق الأوسط، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2019.
  3. "وثيقة - المملكة العربية السعودية: معلومات إضافية: الحكم على ناشط في مجال حقوق الإنسان في السعودية: محمد صالح البجادي"، منظمة العفو الدولية، 17 أبريل 2012، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  4. "Document - UA 344/94 - Saudi Arabia: mass arbitrary arrests / incommunicado detention / fear of torture or ill-treatment"، منظمة العفو الدولية، 19 سبتمبر 1994، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2013، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2012.
  5. "المملكة العربية السعودية: يجب أن يكون إقرار العدالة بصورة ملموسة"، منظمة العفو الدولية، 25 أغسطس 2004، مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  6. "مصادر "سبق": كشغري يصدق استتابته شرعاً في المحكمة"، صحيفة سبق، 06 مارس 2012، مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  7. "المملكة العربية السعودية: احتجاز مالايقل عن ستة رجال لمدة عام لاعتزامهم الاحتجاج"، منظمة العفو الدولية، 09 مارس 2012، مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  8. "Saudi Arabia: Incommunicado detention/fear of torture/possible prisoner of conscience"، منظمة العفو الدولية، 29 يوليو 2002، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2012.
  9. "Saudi Says Riyadh Jails Him in Solitary"، نيويورك تايمز، 18 يناير 2005، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  10. "Saudi police arrest reformist writer"، الغارديان، 07 ديسمبر 2010، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2010، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  11. "تنفيذ حكم القتل تعزيراً في مخرب أشعل النار في إصلاحية الحائر"، جريدة الرياض، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2019.
  12. "حريق إصلاحية الحائر سببه عبث أحد النزلاء.. وتقديم "المهملين" للمحاكمة وإعفاء مدير سجون منطقة الرياض من منصبه"، جريدة الرياض، 05 أبريل 2004، مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2007، اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2012.
  13. "بيان من وزارة الداخلية"، وكالة الأنباء السعودية، 07 نوفمبر 2008، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012.
  14. "المملكة العربية السعودية: تسجيلات فيديو جديدة تؤكد وجود التعذيب في السجون"، هيومن رايتس ووتش، 27 أبريل 2007، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2011، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
  15. "الأمير محمد بن نايف يوجه بالتحقيق في حادثة ضرب السجناء"، جريدة الرياض، 22 أبريل 2007، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2007، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
  16. "Saudi Arabia - Amnesty International Report 2008"، منظمة العفو الدولية، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2012، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
  17. "روايات السجناء"، هيومن رايتس ووتش، 27 أبريل 2007، مؤرشف من الأصل في 8 يونيو 2011، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
  18. "فريق الرصد في حسم يوثق شهادة السيدة عزة الزهراني بعد الإعتداء عليها من قبل قوات الأمن"، جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، 10 ديسمبر 2012، مؤرشف من الأصل في 5 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2012.
  19. العربية, مصر، "ماذا تعرف عن مفجر إضراب الأمعاء الخاوية في سجون السعودية؟"، مصر العربية، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2019.
  20. "التحقيق مع المتسببين في حالات شغب الموقوفين بسجن الحاير في الرياض"، جريدة الرياض، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 17 مايو 2019.
  21. داعش يتبنى تفجير سيارة مفخخة قرب سجن بالسعودية ومقتل رجل أمن - i25 news - 16 يوليو 20155 نسخة محفوظة 11 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  22. داعش يتبنى تفجير سيارة ملغومة قرب سجن بالسعودية - إرم نيوز - 17 يوليو 2015 نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  23. «إرهابي الرياض» قتل خاله العقيد في «الداخلية السعودية» قبل أن يفجر سيارته في نقطة التفتيش - الوسط - 17 يوليو 2015 نسخة محفوظة 09 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.
  24. "You are being redirected..."، www.okaz.com.sa، مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2019.
  25. ""سبق" تزور سجن الحائر وتكشف الواقع بالصور.. "وليس من رأى كمن سمع""، صحيفة سبق الإلكترونية، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2019.
  26. "الأمم المتحدة تشيد بتعامل المملكة مع المتورطين في قضايا إرهابية.. وتصف السجون بالأفضل عالمياً"، جريدة الرياض، مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2019.
  27. "السعودية : لا يوجد لدينا سجون سرية .. والقضاء مستقل ونزيه ولن نقبل بتدويل قضية "خاشقجي""، صحيفة الاقتصادية، 14 مارس 2019، مؤرشف من الأصل في 6 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2019.
  28. جنيف, واس- (01 مارس 2019)، "المملكة تؤكد أنها تراعي في جميع إجراءاتها المعايير الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان"، Madina، مؤرشف من الأصل في 2 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2019.
  29. "كلام عابر في حقيقة سجن الحائر (2) - المدينة"، www.al-madina.com، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2019.
  30. ""سبق" تزور سجن الحائر وتكشف الواقع بالصور.. "وليس من رأى كمن سمع""، صحيفة سبق الإلكترونية، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2019.
  31. "كلام عابر في حقيقة سجن الحائر (1) - المدينة"، www.al-madina.com، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2019.
  32. ""الرياض" تواجه مدير عام السجون بما يثار حول حريق "الحائر""، جريدة الرياض، 20043-09-18، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2005، اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2012. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  33. "نزلاء مصابون : بداية الحريق ظهر في غرفة (20) من جناح (19) المخصص للأحداث"، جريدة الرياض، 17 سبتمبر 2003، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2012.
  • بوابة السعودية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.