الحقبة العامة

الحقبة العامة أو الحقبة الحالية (بالإنجليزية: Common Era)‏ (تختصر CE أو ح.ع.) هي حقبة تقويمية غالباً ما تستخدم باعتبارها تسمية بديلة للنظام أنو دوميني أو بعد الميلاد (تختصر AD) ويستخدم هذا النظام لحقبة قبل الميلاد الحقبة قبل العامة (اختصار BCE أو ق.ح.ع). يستخدم تسمية الحقبة العامة/ قبل الميلاد نظام الترقيم العام الذي عرضته الراهب المسيحي ديونيسيوس أكزيجوس (ديونيس الضئيل) في القرن السادس الذي بدأ بتعيين عبارة أنو دوميني (أي بعد الميلاد) من بداية حياة يسوع ليكون التاريخ المرجعي. وبالتالي أن تأريخ "2015 CE" أو 2015 حقبة عامة يقابل "AD 2015" أو «2015 بعد الميلاد» و"400 BCE" أو «400 قبل الحقبة العامة» يقابل "400 BC" أو «400 قبل الميلاد». التقويم الميلادي ونظام الترقيم العام المرتبط هو نظام التقويم الذي يتم استخدامه على نطاق واسع في العالم اليوم، وقد كان على مدى عقود المعيار العالمي المعترف به من قبل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد البريدي العالمي.

وقدم استخدام تعبير الحقبة العامة الاختصار CE من قبل الأكاديميين اليهود في منتصف القرن 19. ومنذ القرن العشرين شاع استخدام عبارة الحقبة العامة CE وقبل الحقبة العامة BCE في المنشورات الأكاديمية والعلمية وبشكل أعم من قبل المؤلفين والناشرين الذين يرغبون في التأكيد على العلمانية أو الحساسية لغير المسيحيين[1][2][3] لأن هذا النظام لم يستخدم الألقاب الدينية ليسوع مثل «المسيح» ودومينوس («الرب») التي تستخدم في تدوين BC / AD كما أنها لا تعطي التعبير الضمني إلى العقيدة المسيحية بأن يسوع هو المسيح.[1][4][5][6][7]

أصلها

ابتكر  الراهب المسيحي ديونيسيوس كسيغوس عام 525 نظام الترقيم السنوي المستخدم في الإشارة إلى الحقبة العامة ليحل محل نظام حقبة الشهداء، لأنه لم يرغب في مواصلة تذكّر الطاغية الذي اضطهد المسيحيين. حاول أن يُرقّم السنوات استنادًا إلى تاريخ مرجعي أولي، وهو حدث يشار إليه بتجسيد يسوع. سمّى ديونيسيوس عمود الجدول الذي قدم فيه الحقبة الجديدة «آني دوميني نوستري جيسو كريستي» (Anni Domini Nostri Jesu Christi).[8][9][10]

أصبح ترقيمُ السنوات على هذا النحو منتشرًا بشكل أوسع في أوروبا، خصوصًا عندما استخدمه القديس بيدا في إنجلترا عام 731. قدم بيدا طريقة الترقيم قبل سنوات مما كان يفترض أنها كان سنة ولادة يسوع، وطريقة تقوم على عدم استخدام «سنة صفر». في عام 1422، كانت البرتغال آخر بلد في أوروبا الغربية يتبنى النظام الذي أوجده ديونيسيوس.[11]

تاريخ استخدام اختصار سي إي (الحقبة العامة) وبي سي ي (ما قبل الحقبة العامة)

على الرغم من امتلاك اليهود لتقويم عبريٍّ خاصٍّ بهم، فهم بستخدمون غالبًا التقويم الميلادي، دون بادئة AD. منذ عام 1825، كان احتصار VE (الحقبة الرائجة) يستخدم بين اليهود للإشارة إلى سنوات في التقويم الغربي. بدءًا من عام 2005، استخدم نظام الحقبة العامّة أيضًا في الدروس العبرانية لأكثر من قرن. في عام 1856، استخدم الحاخام والمؤرخ موريس جاكوب رافال الاختصارين سي أي وبي سي أي في كتابه «تاريخ ما بعد الكتاب المقدس لليهود». استخدم اليهود أيضًا مصطلح الحقبة الحاليّة.[12][13][14][15]

الاستخدام المعاصر

اعتمد بعض الأكاديميين المتخصصين في علم اللاهوت والتعليم وعلم الآثار والتاريخ رمزي سي إي CE وبي سي إي BCE، بالرغم من وجود بعض الخلافات. العديد من دلائل الأسلوب تفضل أو تجبر استخدام هذه الطريقة. يقول دليل الأسلوب الخاص بأبرشية ماريلاند نيوز أنه ينبغي استخدام رمزي بي سي إي وسي إي.[16][17][17]

في الولايات المتحدة، أبلغ في عام 2005 عن تزايد استخدام صيغتي سي إي وبي سي إي BCE/CE في الكتب المدرسية، واستخدمتها بعض المنشورات. مثلًا، كان التقويم العالميّ عام 2007 أول طبعة يتم فيها التبديل إلى استخدام رمزي سي إي وبي سي إي، الأمر الذي أنهى استخدام رموز الترقيم التقليدية إيه دي AD وبي سي BC بعد 138 عامًا. يستخدمه مجلس الكليّة في اختبارات التاريخ. تستخدم قناة التاريخ التيلفزيونية ومقرها الولايات المتحدة رمزي سي إي وبي سي إي BCE/CE في مقالات عن موضوعات دينية غير مسيحية مثل القدس واليهودية.[18][19]

في عام 2002، أوصى فريق استشاري لمنهاج التعليم الديني في انكلترا وويلز بإدخال رمزي سي إي وبي سي إي BCE/CE لتواريخ المدارس، وبحلول عام 2018 كانت بعض السلطات التعليمية المحلية تستخدمها. في عام 2018، أعلنت مؤسسة التراث القومي أنها ستواصل استخدام رمزي إيه دي وبي سي BC/AD. تفسّر هيئةُ التراث الإنجليزي سياسة الحقبة التي تنتهجها: «قد يبدو غريبًا استخدام نظام تقويم مسيحي عند الإشارة إلى ما قبل التاريخ البريطاني، لكن رموز إيه دي وبي سي BC/AD تستخدم بشكل واسع ويفهمها الجميع». تستخدم بعض أقسام هيئة الإذاعة البريطانية رمزي سي إي وبي سي إي BCE/CE لكن بعضها الآخر رفض ذلك. في أكتوبر 2019، ضم دليل الأسلوب الخاص بالهئية رمزي إيه دي وبي سي AD/BC فقط.[20][21][22][23]

مراجع

  1. Irvin, Dale T.؛ Sunquist, Scott (2001)، History of the World Christian Movement، Continuum International Publishing Group، ص. xi، ISBN 0-567-08866-9، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، The influence of western culture and scholarship upon the rest of the world in turn led to this system of dating becoming the most widely used one across the globe today. Many scholars in historical and religious studies in the West in recent years have sought to lessen the explicitly Christian meaning of this system without abandoning the usefulness of a single, common, global form of dating. For this reason the terms common era and before the common era, abbreviated as CE and BCE, have grown in popularity as designations. The terms are meant, in deference to non-Christians, to soften the explicit theological claims made by the older Latin terminology, while at the same time providing continuity with earlier generations of mostly western Christian historical research.
  2. Corrywright, Dominic؛ Morgan, Peggy (2006)، Get Set for Religious Studies، Edinburgh University Press، ص. 18، ISBN 978-0-7486-2032-6، مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، Also note where AD (from the Latin 'in the year of our Lord') and BC (before Christ) are used in datings, for although the numerical calculation of this system is now the international convention, the terminology used in religious studies is CE (common era) and BCE (before the common era), which are more neutrally descriptive terms
  3. Andrew Herrmann (27 مايو 2006)، "BCE date designation called more sensitive"، Chicago Sun-Times، مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، Herrmann observes, "The changes – showing up at museums, in academic circles and in school textbooks – have been touted as more sensitive to people of faiths outside of Christianity." However, Herrmann notes, "The use of BCE and CE have rankled some Christians"
  4. Anno Domini (which means in the year of the/our Lord)"Anno Domini"، Merriam Webster Online Dictionary، Merriam-Webster، 2003، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، Etymology: Medieval Latin, in the year of the Lord Translated as "in the year of (Our) Lord" in Blackburn, B & Holford-Strevens, L, (2003), The Oxford Companion to the Year, Oxford University Press, 782.
  5. "Historical background of the use of "CE" and "BCE" to identify dates"، Ontario Consultants on Religious Tolerance، مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2017، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، According to David Barrett et al., editors of the "World Christian Encyclopedia: A comparative survey of churches and religions – AD 30 to 2200", there are 19 major world religions which are subdivided into a total of 270 large religious groups, and many smaller ones. The vast majority do not recognize Yeshua of Nazareth as either God or Messiah. Expecting followers of other religions to imply this status for Yeshua can create ill feeling.
  6. Heustis, Reer R, Jr. (09 سبتمبر 2007)، "Common Era and the culture war"، RenewAmerica، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2013، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، referred to as Year of our Lord, which is an unmistakable reference to the Lord Jesus Christ....Not every person believes that Jesus is the Lord, they argue, and therefore, he should not have to acknowledge Christ's Lordship...Make no mistake about it: Jesus Christ is not only the Lord of Christians – He is also the Lord of all.
  7. McKim, Donald K (1996)، Common Era entry، Westminster dictionary of theological terms، ISBN 978-0-664-25511-4، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2016، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  8. Pedersen, O., (1983), "The Ecclesiastical Calendar and the Life of the Church" in Coyne, G.V. et al. (Eds.) The Gregorian Reform of the Calendar, Vatican Observatory, p. 52. نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. Bromiley, Geoffrey W. (1995)، The International Standard Bible Encyclopedia، Wm. B. Eerdmans Publishing، ISBN 978-0-8028-3781-3، مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  10. Doggett, L.E., (1992), "Calendars" in Seidelmann, P.K., The Explanatory Supplement to the Astronomical Almanac, Sausalito CA: University Science Books, 2.1 نسخة محفوظة 8 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  11. Bede wrote of the Incarnation of Jesus, but treated it as synonymous with birth. Blackburn, B & Holford-Strevens, L, (2003), The Oxford Companion to the Year, Oxford University Press, 778.
  12. BBC Team (08 فبراير 2005)، "History of Judaism 63 BCE – 1086 CE"، BBC Religion & Ethics، British Broadcasting Corporation، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 20 أبريل 2016.
  13. Raphall, Morris Jacob (1856). Post-Biblical History of The Jews. Retrieved from https://books.google.com/books?id=r7CbDH5hTe8C&printsec=frontcover&dq=CE+BCE. نسخة محفوظة 2020-07-26 على موقع واي باك مشين.
  14. "Plymouth, England Tombstone inscriptions"، Jewish Communities & Records، مؤرشف من الأصل في 01 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، Here is buried his honour Judah ben his honour Joseph, a prince and honoured amongst philanthropists, who executed good deeds, died in his house in the City of Bath, Tuesday, and was buried here on Sunday, 19 Sivan in the year 5585. In memory of Lyon Joseph Esq (merchant of Falmouth, Cornwall). who died at Bath June AM 5585/VE 1825. Beloved and respected.[19 Sivan 5585 AM is June 5, 1825. VE is likely an abbreviation for Vulgar Era.]
  15. Tracey R Rich، "Judaism 101"، مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011، Jews do not generally use the words "A.D." and "B.C." to refer to the years on the Gregorian calendar. "A.D." means "the year of our أسماء الله في اليهودية," and we do not believe Jesus is the L-rd. Instead, we use the abbreviations C.E. (Common or Christian Era) and B.C.E. (Before the Common Era).
  16. "Maryland Church News Submission Guide & Style Manual" (PDF)، Maryland Church News، 01 أبريل 2005، مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 يونيو 2006، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  17. See, for example, the Society for Historical Archaeology states in its more recent style guide "Do not use C.E. (common era), B.P. (before present), or B.C.E.; convert these expressions to A.D. and B.C." (In section I 5 the Society explains how to use "years B.P." in connection with تأريخ بالكربون المشع.) Society for Historical Archaeology (ديسمبر 2006)، "Style Guide" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 16 يناير 2017. whereas the الرابطة الأمريكية للأنثروبولوجيا style guide takes a different approach calling for "C.E." and "B.C.E." American Anthropological Society (2009)، "AAA Style Guide"، ص. 3، مؤرشف من الأصل (PDF) في 09 أكتوبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 26 مايو 2015.
  18. "AP: World History"، مؤرشف من الأصل في 05 مايو 2011، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  19. "Jerusalem Timeline"، History Channel، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2011، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.;"Jerusalem: Biographies"، History Channel، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2011، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  20. "BBC News style guide"، BBC، BBC، مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 أكتوبر 2019.
  21. Stonehenge glossary, "BC and AD" English Heritage نسخة محفوظة 14 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  22. "National Trust tells properties to stop dropping BC and AD out of fear it might offend non-Christians", ديلي تلغراف, by Henry Bodkin, 12 November, 2018 نسخة محفوظة 4 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. "AD and BC become CE/BCE"، 09 فبراير 2002، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2011، اطلع عليه بتاريخ 05 فبراير 2012.
  • بوابة التاريخ
  • بوابة زمن
  • بوابة تقويم
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.