الزواج الديني المختلط في المسيحية

العديد من الكنائس المسيحية تحرم أو لا تحبذ الزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين وذلك استنادًا إلى الكتاب المقدس،[1] ومستندة في ذلك إلى الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس والتفسير في سفر التثنية.

في القانون الكنسي

يتناول القانون الكنسي الزواج المختلط بشكل مفصل ويُفرّق بين الزواج بين طرف مسيحي وطرف غير مسيحي، وبين الزاوج بين طرفين مسيحيين لكنهما ينتميان إلى مذاهب مسيحية مختلفة، إذ في حين لا يتم تحبيذ الزواج من غير المسيحي،[1] تبيح معظم الكنائس المسيحية الزاوج بين طرفين مسيحيين ينتميان إلى مذاهب مسيحية مختلفة.[2] في بعض المجتمعات المسيحية في الوطن العربي، وإسرائيل، وتركيا وإيران أغلب الزيجات لدى المسيحيين هي بين طرفين مسيحيين ينتميان إلى مذاهب مسيحية مختلفة.

الزيجات بين الطوائف المسيحية

قبل المجمع الفاتيكاني الثاني منعت الكنيسة الكاثوليكية الزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين، وبين الكاثوليك والمسيحيين المنتمين إلى كنيسة أو جماعة غير كاثوليكية. مع المجمع الفاتيكاني الثاني، بدأت تغيرات جذرية في هذا الأمر القانوني، حيث بدأت الكنيسة الكاثوليكية تبيح الزواج بين الكاثوليك والمسيحيين المنتمين إلى كنيسة أو جماعة غير كاثوليكية بإذن السلطة الكنسية المختصة. في حين أنّ من يَقدُم على زواج مختلط بدون إذن السلطة الكنسية يعقد زواجاً صحيحاً ولكنه غير جائز، وهذا الشيء ينبع من أن الكنيسة الكاثوليكية تعترف بصحة الأسرار لدى الكنائس غير الكاثوليكية، فلذا تعترف بصحة الزواج.[3]

الزيجات بين الأديان

في حالة الزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين، إذا أراد الطرفان عقد الزواج حسب الطقوس المسيحية، تخيّر الكنيسة الطرف غير المسيحي الذي يريد أو تريد الزواج من الطرف المسيحي، بين أن تصبح أو يصبح مسيحيًا أو البقاء على ديانتها أو ديانته وفي هذه الحال لا يطلب من الطرف غير المسيحي سوى التعهد بتربية الأولاد تربية مسيحية من دون اجبار الطرف غير المسيحي على المعمودية.[4]

في عام 2006، حذر عدد من رجال الدين الكاثوليك النساء الإيطاليات من الزواج بالمسلمين، وقد ورد التحذير في وثيقتين تم نشرهما في روما. وفي عام 2009 حذر الكاردينال خوسيه بوليكاربو البرتغالي الفتيات البرتغاليات من الزواج من المسلمين، وأرجع ذلك إلى حقيقة أنه من الصعب في بعض الأحيان تربية الأطفال على الإيمان المسيحي بعد الزواج.[5][6]

احصائيات

الولايات المتحدة

بحسب دراسة حول الدين في الولايات المتحدة والتي قامت بها مركز بيو للأبحاث لعام 2014، وجدت أن المورمون هم أقل الجماعات المسيحية في الولايات المتحدة ممن يتزوجون زيجات مختلطة،[7] حوالي 82% من المورمون متزوجين من مورمون مقابل 9% متزوجين من مسيحيين من طوائف مسيحية أخرى و7% من لادينيين و1% من زيجات المورمون هي من أشخاص من أديان أخرى. في المقابل حوالي 4% من البروتستانت الخط الرئيسي، و3% من الكاثوليك، و2% من الإنجيليين و2% من بروتستانت الكنيسة الأفريقية الأمريكية متزوجين من أشخاص من أديان أخرى. بحسب الدراسة نفسها حوالي 19% من اليهود الأمريكيين وحوالي 12% من المسلمين الأمريكيين متزوجين من مسيحيين.[8]

أبرز حالات الزيجات المختلطة

على مر العصور حصلت زيجات مختلطة بين المسيحيين وغير المسيحيين، أو بين مسيحيين من طوائف مختلفة. بعض هذه الزيجات سببت أزمات سياسية مثل زواج المسيحي رياض غالي من الأميرة المصرية المسلمة فتحية بنت فؤاد الأول،[9] أو الزواج بين البروتستانتي هنري دي نافار وشقيقة الملك شارل التاسع ملك فرنسا الكاثوليكية كارجريت دي فالوا.

مشاهير مسيحيون تزوجوا زيجات مختلطة دينيًا

مراجع

  1. انظر الرسالة الأولى إلى كورنتس 14/6
  2. الزواج المختلط حسب قانون كنسي شرقي وغربي-الأب هاني باخوم موقع الكنيسة الكاثوليكية في مصر نسخة محفوظة 23 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. الزواج المختلط حسب القانون الكنسي نسخة محفوظة 24 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. الزواج المختلط بين المسيحيين والمسلمين بين السرّ والعَقد والعقدة والتعقيدات! نسخة محفوظة 28 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. "Avoid marrying Muslims advises Portuguese cardinal"، تلفزيون نيوزيلندا، رويترز، 15 يناير 2009، مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2016.
  6. "Portugal cardinal warns of marriage with Muslims"، رويترز، 14 يناير 2009، مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2009.
  7. Interfaith marriage is common in U.S., particularly among the recently wed نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. "America's Changing Religious Landscape"، مركز بيو للأبحاث: Religion & Public Life، 12 مايو 2015، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2019.
  9. أشهر المسلمات اللواتي تزوجن مدنياً من مسيحيين؛ المدن، 26 أغسطس 2017. نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. الترمانيني، ص 1517
  11. Juliana Awada, fashion mogul and future first lady of Argentina نسخة محفوظة 10 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.

انظر أيضًا

  • بوابة حقوق الإنسان
  • بوابة القانون
  • بوابة الأديان
  • بوابة علم الاجتماع
  • بوابة المسيحية
  • بوابة مجتمع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.