الشتات الألباني
الشتات الألباني (بالألبانية: Mërgata Shqiptare or Diaspora Shqiptare) هم الألبان الإثنيون وذريتهم الذين يعيشون خارج ألبانيا، وكوسوفو، وجنوب شرق الجبل الأسود، وغرب شمال مقدونيا، وجنوب شرق صربيا، وشمال شرق اليونان.
توجد أكبر مجتمعات الشتات الألباني بشكل خاص في إيطاليا، والأرجنتين، واليونان، وكرواتيا، وتركيا، والدول الاسكندنافية، وألمانيا، وسويسرا، والولايات المتحدة. توجد مجتمعات أخرى مهمة ومتنامية في أستراليا، وأمريكا الجنوبية، وكندا، وفرنسا، وبلجيكا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة. الشتات الألباني كبير ومستمر بالنمو، مع وجود الألبان الآن بأعداد كبيرة في العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا والأمريكتين.
رُصدت ظاهرة الهجرة من ألبانيا منذ أوائل العصور الوسطى، عندما هاجر العديد من الألبان إلى جنوب إيطاليا واليونان هربًا من الصعوبات الاجتماعية السياسية المختلفة والفتوحات العثمانية. تشكَّل الشتات الألباني الحديث إلى حد كبير منذ عام 1991، بعد نهاية الشيوعية في ألبانيا. غادر أكثر من 800 ألف ألباني البلاد، واستقر معظمهم في اليونان وإيطاليا، إما بشكل دائم أو كقوة عاملة مؤقتة.[1][2]
في ما يتعلق بالشتات الألباني من كوسوفو، غادر أكثر من مليون ألباني كوسوفو منذ أواخر الثمانينيات، باستثناء الهاربين من حرب كوسوفو الذين عادوا. علاوةً على ذلك، تمثلت وجهات الهجرة الرئيسية بالنسبة للألبان من كوسوفو غالبًا بكل من سويسرا والنمسا وألمانيا والبرتغال.[3][4]
نبذة تاريخية
يعود تاريخ الهجرة في ألبانيا إلى القرن الخامس عشر عندما هاجر العديد من الألبان إلى كالابريا في جنوب إيطاليا واليونان بعد هزيمة البلاد على يد القوات العثمانية. كانت الوجهات الرائجة الأخرى تركيا وبلغاريا، وفي وقت لاحق الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية. مُنعت الهجرة بعد تولي الشيوعية الحكم بعد الحرب العالمية الثانية، وطُبقت عقوبات شديدة في حال حدوث أي انتهاكات. في الوقت نفسه، كانت معدلات الولادات الألبانية في كل من ألبانيا وكوسوفو من بين أعلى المعدلات في أوروبا (انظر التركيبة السكانية لألبانيا وكوسوفو)، بينما كان الاقتصاد من بين الأضعف (خاصة في فترة حكم أنور خوجة)، ما أدى إلى ارتفاع نسبة السكان الشباب في كلا المنطقتين، وبالتالي ارتفاع الطلب على الهجرة بمجرد فتح الحدود في التسعينيات. كانت موجتا الهجرة الرئيسيتان في التسعينيات: نتج التعداد السكاني الألباني في تركيا عن ثلاث موجات كبيرة من الهجرة في فترات زمنية مختلفة. كان أولها ترحيل الألبان من كوسوفو في عام 1910، عندما رحّلت السلطات الصربية 120 ألف ألباني إلى تركيا. وحدثت الموجة الثانية في 1926-1938، عندما هاجر نحو 400,000 ألباني إلى تركيا. كانت آخر هذه الموجات بعد الحرب العالمية الثانية، في الأعوام 1953-1966، عندما أُجبِر نحو 400,000 ألباني على الهجرة إلى تركيا من كوسوفو.
موجة ما بعد 1990 قبل انهيار الشيوعية في ألبانيا بشكل اقتحام سفارات وإدارات أجنبية بواسطة مركبات، خاصة في إيطاليا. موجة ما بعد 1997 عقب اضطرابات 1997 في ألبانيا وحرب كوسوفو (1998-1999).
تمثلت الوجهات المفضلة للهجرة خلال موجات الهجرة الأولى بكل من إيطاليا واليونان ودول أوروبا الغربية، لكن تحولت هذه الوجهات نحو كندا والولايات المتحدة بسبب قوانين الهجرة الأوروبية الصارمة.
انخفض معدل الهجرة تدريجيًا خلال أواخر عام 2000، مع حدوث زيادة مفاجئة في 2014-2015.[5]
التأثير
أثرت الرغبة بالهجرة على الشعور بالهوية الثقافية. بينما ما تزال الأسماء الألبانية («الإيليرية») والألبانية الإسلامية شائعة جدًا في كوسوفو والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية، بالكاد تظهر الأسماء الألبانية أو الإسلامية في ألبانيا ذاتها منذ سقوط الدكتاتورية الشيوعية وفتح الحدود. لا يرغب الكثير من الألبان بأن يُنظر إليهم كألبان في البلدان التي يريدون الهجرة إليها. في عام 2014، لم يرد أي اسم ألباني بين قائمة الأسماء العشرين الأكثر شيوعًا للأطفال حديثي الولادة في ألبانيا. بدلًا من ذلك، أصبحت الأسماء «العالمية» (اليونانية والإيطالية والإنجليزية) أو المسيحية شائعة جدًا. تحول العديد من المهاجرين الألبان أيضًا من الإسلام إلى المسيحية، إذ يُعمّدون بعد الهجرة إلى إيطاليا أو اليونان، وتُغيّر أسمائهم الألبانية في جوازات سفرهم إلى أسماء مسيحية.[6][7]
تشير التقديرات في ألبانيا إلى بلوغ تحويلات المهاجرين نسبة 18% من الناتج المحلي الإجمالي أو 530 مليون دولار سنويًا، على الرغم من انخفاضها في أواخر الألفينات. أنشأ أولئك الذين عادوا مشروعات صغيرة، في حين ساهم قُرب اليونان وإيطاليا من ألبانيا، حيث يوجد أكثر من نصف المهاجرين، في استمرار تنقل العمالة. عاد الكثير من المهاجرين الألبان إلى ألبانيا بعد أزمة اليونان 2010-2011 إما مؤقتًا أو بشكل دائم. تسببت الهجرة الجماعية في فترة التسعينيات حتى بداية الألفينات في هجرة كبيرة للعقول من ألبانيا. في الفترة بين عامي 1990-2003، هاجر ما يقدر بنحو 45% من الأكاديميين في ألبانيا، كما فعل أكثر من 65% من العلماء الحاصلين على درجة الدكتوراه في الغرب في الفترة بين عامي 1980-1990. في عام 2006، نُفّذ برنامج «لكسب العقول» أعدته السلطات الألبانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتشجيع المغتربين من أصحاب الخبرات على المشاركة في تنمية البلاد، ومع ذلك، لم يحقق البرنامج نجاحًا ملموسًا.[8][9][10][11]
ضرب زلزالٌ ألبانيا في 26 نوفمبر 2019. أعرب الشتات الألباني في جميع أنحاء العالم (من ألبانيا وأجزاء أخرى من البلقان) عن تضامنه، وأقام العديد من حملات جمع التبرعات لإرسال الأموال إلى ألبانيا ومساعدة المتضررين من الزلزال، وجُمعت من خلالها الملايين. ناشد نجوم البوب العالميون ذوو الخلفية الألبانية معجبيهم للحصول على الدعم والتبرعات لجهود الإغاثة.[12][13][14][15][16][17]
أوروبا
بلغاريا
عُثر في 1636 على ماندريستا، قرية نموذجية في بلغاريا، من قبل أصحاب المزارع الألبانيين الأرثوذكسيين الشرقيين الذي زودوا الجيش العثماني بالإمدادات. وسُمح لهم باختيار قطعة أرض وأُعفوا من الضرائب. قَدّر تعداد السكان في بلغاريا لعام 2001 وجود 278 ألبانيًا يعيشون في البلاد.
اليونان
دخل المهاجرون الألبان اليونانَ بأعداد كبيرة منذ سقوط جمهورية ألبانيا الشعبية الاشتراكية، إذ إنهم يشكلون أكبر مجموعة من المغتربين في البلاد اليوم. بعد سقوط الشيوعية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وصل عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين من البلدان المجاورة لليونان، مثل ألبانيا وبلغاريا ومقدونيا الشمالية ورومانيا، فضلًا عن دول بعيدة مثل روسيا وأوكرانيا وأرمينيا وجورجيا، إلى اليونان للبحث عن عمل، وكان معظمهم من المهاجرين غير الشرعيين. تشير التقديرات إلى تشكيل الألبان للغالبية العظمى من إجمالي عدد المهاجرين في اليونان بنسبة تتراوح بين 65% و70%. وفقًا لتعداد السكان في عام 2001، بوجد 44,350 شخصًا من حاملي الجنسية الألبانية في اليونان، مع بلوغ العدد الإجمالي للمهاجرين الألبان في اليونان أكثر من 650,000. تشير التقديرات إلى انتماء نحو 189,000 من المواطنين الألبان في اليونان إلى الأقلية الوطنية الألبانية في اليونان.[18]
يُعتبر الألبان في اليونان المجتمعَ الأكثر تكاملًا وقانونيّةً واستقرارًا: حتى قبل الهجرة، تبنى الألبان الجنوبيون، ومعظمهم من الألبان الأرثوذكس، سياساتٍ استيعابية عند الانتقال إلى اليونان. شملت هذه السياسات هلينة أسمائهم واعتماد هويات جديدة مختلطة. تأمّلوا بهذه الطريقة الحصولَ على تأشيرة دخول لليونان.[19]
المراجع
- Data on immigrants in Greece, from Census 2001 نسخة محفوظة March 25, 2009, على موقع واي باك مشين.
- Istituto nazionale di statistica: La popolazione straniera residente in Italia نسخة محفوظة 22 يوليو 2012 على موقع واي باك مشين.
- "ENDE der GEDULD"، Focus.de، مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2017.
- 150,000 Albanians resided in Switzerland as of 2000 (6% of the total population of Switzerland). Eidgenössiche Volkszählung 2000: Sprachenlandschaft in der Schweiz نسخة محفوظة 3 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Erebara, Gjergj (30 يوليو 2015)، "Germany to Curb Mass Migration from Albania"، مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2016.
- Armand Feka (16 يوليو 2013)، "Griechenlands verborgene Albaner"، Wiener Zeitung، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 02 مارس 2016،
Er lächelt und antwortet in einwandfreiem Griechisch: ‚Ich bin eigentlich auch ein Albaner.‘
- "Craze For Foreign Names Alarms Albanian Patriots"، مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 31 أكتوبر 2017.
- ILIR GEDESHI، "THE ROLE OF REMITTANCES FROM ALBANIAN EMIGRANTS AND THEIR INFLUENCE IN THE COUNTRY'S ECONOMY" (PDF)، Seedcenter.gr، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2017.
- "European Web Site on Integration - European Commission" (PDF)، Ec.europa.eu، مؤرشف من الأصل (PDF) في 4 نوفمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2017.
- "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 12 يوليو 2011، اطلع عليه بتاريخ 10 يوليو 2011.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link) - "Albania: Looking Beyond Borders"، Migrationinformation.org، 01 أغسطس 2004، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2017.
- Koleka, Benet (28 نوفمبر 2019)، "Rescuers keep working in Albanian town as death toll hits 40"، Euronews، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 28 نوفمبر 2019.
- Mero, Armand؛ Agolli, Ilirian؛ Sulo, Pëllumb (27 نوفمبر 2019)، "Albania Death Toll Rises to 30 as State of Emergency Declared"، Voice of America (VOA)، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 28 نوفمبر 2019.
- "Mbi 13 milionë dollarë ndihma, brenda 3 ditëve, për pasojat e tërmetit" (باللغة الألبانية)، Gazeta Impakt، 28 نوفمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2019.
- Kostreci, Keida (30 نوفمبر 2019)، "Albania Search, Rescue Operation For Earthquake Survivors Ends"، Voice of America (VOA)، مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
- "Albania quake toll hits 51 as search for survivors ends"، Deutsche Welle، 30 نوفمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
- "Pop stars rally for Albania following deadly earthquake"، Al Jazeera، 29 نوفمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
- Managing Migration: The Promise of Cooperation. By Philip L. Martin, Susan Forbes Martin, Patrick Weil
- Lars Brügger, Karl Kaser, Robert Pichler, Stephanie Schwander-Sievers (2002)، Umstrittene Identitäten. Grenzüberschreitungen zuhause und in der Fremde، Die weite Welt und das Dorf. Albanische Emigration am Ende des 20. Jahrhunderts = Zur Kunde Südosteuropas: Albanologische Studien، Vienna: Böhlau-Verlag، ص. Bd. 3، ISBN 3-205-99413-2.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
- بوابة علم الإنسان
- بوابة ألبانيا
- بوابة مجتمع