الصوم الكبير

الصَّوْمُ الكَبِيرُ أو الصَّوْمُ الأَرْبَعِينِيُّ (باللاتينيّة: Quadragesima؛ باليونانيّة: Μεγάλη Νηστεία) هو أحد فترات الصيام حسب الديانة المسيحية يبدأ في يوم أربعاء الرماد حسب الطقس اللاتيني، أما حسب الطقس الشرقي يبدأ يوم الاثنين. وتستمر فترة الصيام المسيحية إلى حوالي ستة أسابيع قبل عيد القيامة. الغرض التقليدي من الصوم الكبير هو إعداد المؤمن من خلال الصلاة، والتوبة من الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة. تُقام طقوس الصوم الكبير من قِبل العديد من الكنائس المسيحية منها الكنيسة الأنجليكانية، والكالفينية، واللوثرية، والميثودية، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية وفي تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية.[1][2][3] تمارس اليوم أيضًا بعض الكنائس المعمدانية والإنجيلية الصوم الكبير.[4][5]

يستمر زمن الصوم المسيحي خمسين يومًا، (40 يومًا هي أيام الصوم التي تسبق أسبوع الآلام فضلًا عن أسبوع الآلام بما فيه سبت النور بالإضافة إلى أربعة أيام تعويضية عن أيام الآحاد التي يتم الإفطار فيها وهذا هو المتعارف عليه في أغلب الكنائس)، وتختلف تقاليد الصوم المسيحي بحسب الطوائف والطقوس والليتورجيات؛ ويعد يوم أربعاء الرماد والذي يستمد تقاليده من الطقوس المسيحية الغربية، أول أيام الصوم المسيحي حيث تقيم كل من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة اللوثرية، الأنجليكانية، الميثودية والمشيخية طقوس دينية تتخلها صلوات ورسم إشارة الصليب بالرماد على الجباه.[6]

تتنوع تقاليد الصوم الكبير في العالم المسيحي بين الامتناع عن الطعام ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان محددة من الطعام؛ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من الكنائس المسيحية الغربية تفرض على أتباعها انقطاع عن اللحوم ومنتوجات الحليب والأجبان يومي الأربعاء والجمعة،[7][8][9][10] في حين أنّ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وغيرها من الكنائس ذات التقاليد المسيحية الشرقية تفرض انقطاع عن اللحوم لمدة أربعين يومًا.

إلى جانب الصلوات والانقطاع عن الطعام تقام رتب وطقوس خاصة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بمناسبة الصوم الكبير منها رتبة درب الصليب وهي رتبة طقسية تقام في زمن الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام، في الكنيسة أو على الطرقات العامة، وتقرأ فيها نصوص صلب المسيح على أربع عشر مرحلة من العهد الجديد إلى جانب بعض المراحل المأخوذة من التقاليد المسيحية. وترفق كل مرحلة من المراحل بتلاوة صلاة الأبانا، وتأمل اجتماعي أو روحي معيّن. يقام درب الصليب في الكنيسة الكاثوليكية، وهناك ممارسات شبيهة لدى الطوائف الأخرى.[11]

مراجع

  1. Comparative Religion For Dummies، للأغبياء، مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 08 مارس 2011، This is the day Lent begins. Christians go to church to pray and have a cross drawn in ashes on their foreheads. The ashes drawn on ancient tradition represent repentance before God. The holiday is part of Roman Catholic, Lutheran, Methodist, and Episcopalian liturgies, among others.
  2. Gassmann, Günther (04 يناير 2001)، Historical Dictionary of Lutheranism، Scarecrow Press, Inc.، ص. 180، ISBN 081086620X.
  3. Benedict, Philip (03 مارس 2014)، Christ's Churches Purely Reformed: A Social History of Calvinism، Yale University Press، ص. 506، ISBN 030010507X.
  4. Mennonite Stew - A Glossary: Lent، Third Way Café، مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2014، اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2012، Traditionally, Lent was not observed by the Mennonite church, and only recently have more modern Mennonite churches started to focus on the six week season preceding Easter.
  5. Brumley, Jeff، "Lent not just for Catholics, but also for some Baptists and other evangelicals"، The Florida Times Union، مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 03 مارس 2014.
  6. Koonse, Emma (05 مارس 2014)، "Ash Wednesday Today, Christians Observe First Day of Lent"، The Christian Post، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 19 أبريل 2014، Although some denominations do not practice the application of ashes to the forehead as a mark of public commitment on Ash Wednesday, those that do include Catholics, Anglicans, Lutherans, Methodists, Presbyterians, and some Baptist followers.
  7. "What does The United Methodist Church say about fasting?" (باللغة الإنجليزية)، The United Methodist Church، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2014.
  8. Barrows, Susanna؛ Room, Robin (1991)، Drinking: Behavior and Belief in Modern History (باللغة الإنجليزية)، University of California Press، ص. 340، ISBN 9780520070851، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2014، The main legally enforced prohibition in both Catholic and Anglican countries was that against meat. During Lent, the most prominent annual season of fasting in Catholic and Anglican churches, authorities enjoined abstinence from meat and sometimes "white meats" (cheese, milk, and eggs); in sixteenth- and seventeenth-century England butchers and victuallers were bound by heavy recognizances not to slaughter or sell meat on the weekly "fish days," Friday and Saturday.
  9. Lund, Eric (يناير 2002)، Documents from the History of Lutheranism, 1517-1750، Fortress Press، ص. 166، ISBN 9781451407747، Of the Eating of Meat: One should abstain from the eating of meat on Fridays and Saturdays, also in fasts, and this should be observed as an external ordinance at the command of his Imperial Majesty. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  10. Vitz, Evelyn Birge (1991)، A Continual Feast (باللغة الإنجليزية)، Ignatius Press، ص. 80، ISBN 9780898703849، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2014، In the Orthodox groups, on ordinary Wednesdays and Fridays no meat, olive oil, wine, or fish can be consumed.
  11. التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.159

المصادر

انظر أيضًا

  • بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
  • بوابة المسيحية
  • بوابة اليهودية
  • بوابة مناسبات
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.