الغدة النخامية وعلاقتها بالوطاء

الغدة النخامية و التي تسمى أيضا النخامى hypophysis ، و هي غدة صغيرة - قطرها حوالي 1 سم، ووزنها حوالي 0.5 إلى 1 جم - تقع في السرج التركي sella turcia - و هو تجويف عظمي عند قاعدة الدماغ - و ترتبط بالوطاء بسويقة النخامى .

مقطع طولي للدماغ البشري بالتصوير بالرنين المغناطيسي، السهم يشير إلى موقع الوطاء
الغدة النخامية وعلاقتها بالوطاء
الاسم العلمي
hypophysis, glandula pituitaria
تقع الغدة النخامية في قاع المخ محمية بواسطة تكوين عظمي تُدعى سرج تركي و يحيط بها غشاء سحائي قوي ليوفر لها الحماية "Sella turcica" في تجويف العظم الوتدي و يحيط بها غشاء سحائي قوي ليحميها من الصدمات .
تفاصيل
معرفات
غرايز ص.1275

و يقسم النخامي فزيولوجيا إلى قسمين متميزين عن بعضهما البعض :

وتوجد بين هذين القسمين منطقة صغيرة غير موعاة نسبيا تسمى الجزء المتوسط جزء الغدة النخامية المتوسط ؛ وهي مفقودة تقريبا في الإنسان بينما هي أكبر وأكثر فعالية في بعض الحيوانات الدنيا .

و يتأصل جزءا الغدة النخامية - جنينيا - من مصدرين مختلفين ؛ فالغدة النخامية الأمامية تتأصل من جيب راثكي جيب راثكي ، و هو انغلاق جنيني للظهارة البلعومية . و تتأصل الغدة النخامية الخلفية من نمو من الوطاء . و يعلل أصل الغدة النخامية الأمامية من الظهارة البلعومية الطبيعية الظهارية لخلاياها ؛ بينما يعلل أصل الغدة النخامية الخلفية من النسيج[؟] العصبي وجود أعداد كبيرة من الخلايا الدبقية النوع في هذه الغدة . و تفرز من الغدة النخامية الأمامية]] ستة هرمونات مهمة وعدة هرمونات أخرى أقل أهمية، كما يفرز هرمونان مهمان من الغدة النخامية الخلفية.

و تقوم هرمونات الغدة النخامية الأمامية بأدوار رئيسية في التحكم بالوظائف الاستقلابية في كل أنحاء الجسم :

و يقوم الهرمونان اللذان تفرزهما الغدة النخامية الخلفية بأدوار أخرى :

تحكم الوطاء[5] في إفراز الغدة النخامية

يحكم معظم إفراز الغدة النخامية تقريبا بإشارات هرمونية أو عصبية من الوطاء [6] و في الحقيقة عندما تزال الغدة النخامية من موضعها الطبيعي من تحت الوطاء و تغرس في قسم آخر من الجسم يؤدي ذلك إلى هبوط معدل إفراز مختلف الهرمونات ( ماعدا البرولاكتين ) إلى مستويات قليلة جدا ؛ و في حالة بعض الهرمونات إلى الصفر[؟] .

و يحكم الإفراز من الغدة النخامية الخلفية بإشارات عصبية تتأصل في الوطاء و تنتهي في الغدة النخامية الخلفية . و على العكس من ذلك ؛ يحكم الإفراز من الغدة النخامية أمامية بهرمونات تسمى الهرمونات ( أو العوامل ) الوطائية المحررة والمثبطة التي تفرز ضمن الوطاء نفسه وتنقل بعد ذلك إلى الغدة النخامية أمامية خلال أوعية دموية دقيقة تسمى الأوعية البابية الوطائية النخامية .

و تعمل هذه الهرمونات المحررة والمثبطة في الغدة النخامية أمامية على الخلايا الغدية للتحكم بإفرازها .

و يستلم الوطاء بدوره إشارات من كل المصادر المحتملة في الجهاز العصبي تقريبا . فعندما يتعرض الشخص للألم ينقل جزء من إشارات الألم إلى الوطاء .

و بنفس الطريقة، فعندما يتعرض الشخص إلى الأفكار الكئيبة أو أفكار استثارية شديدة ينقل جزء من هذه الإشارات إلى الوطاء .

و تنقل الإحساسات الشمية التي تدل على روائح لطيفة أو كريهة إشارات قوية إلى الوطاء مباشرة وخلال النوى اللوزية . و حتى تراكيز الغذيات و الكهرل و الماء و مختلف الهرمونات في الدم تستثير أو تثبط مختلف أقسام الوطاء .

و بهذا فإن الوطاء مركز تجميع للمعلومات عن الراحة[؟] الداخلية للجسم[؟]. و يستعمل الكثير من هذه المعلومات للتحكم في العديد من هرمونات الغدة النخامية المهمة بصورة عامة للجسم .

علاقة الوطاء بالغدة النخامية الخلفية

تتكون الغدة النخامية الخلفية posterior pituitary gland - و التي تسمى أيضا النخامى العصبية neurohypophysis - بصورة رئيسية من خلايا شبيهة بالخلايا الدبقية و التي تسمى الخلايا النخامية pituicytes . و لكن الخلايا النخامية هذه لا تفرز أية هرمونات لأنها تعمل ببساطة كبنيات إسنادية للأعداد الكبيرة من نهايات الألياف العصبية ونهايات العصاب الانتهائية من السبل العصبية التي تتأصل في النوى فوق البصرية وجنيب البطين . و تمر هذه السبل إلى الغدة النخامية الخلفية خلال سويقة النخامى.[7] و تكون النهايات العصبية بشكل عقد بصلية تحوي العديد من الحبيبات الإفرازية التي تقع على سطوح الشعيرات وتفرز عليها هرموني النخامى الخلفية وهما : الهرمون المضاد لإدرار البول ADH و الذي يسمى أيضا الفازوبرسين فازوبرسين ، و الأوكسيتوسين ( الأوسيتوسين ) أوكسايتوسين .

و إذا ما قطعت سويقة النخامى فوق الغدة النخامية ،و لكن مع ترك كل الوطاء سليما، يستمر إفراز هرمونات الغدة النخامية الخلفية بصورة سوية تقريبا بعد فترة قصيرة تدوم لبضعة أيام فقط، ولكنها تفرز عندئذ من النهايات المقطوعة للألياف داخل الوطاء و ليس من النهايات العصبية في الغدة النخامية الخلفية . و السبب في ذلك يعود إلى أن الهرمونات تصنع مبدئيا في أجساد خلايا النوى فوق البصرية وجنيب البطين وتنقل بعد ذلك باتحادها مع بروتينات حاملة تسمى نوروفيزينات neurophysins تنزل إلى النهايات العصبية في الغدة النخامية الخلفية ،و تحتاج إلى عدة أيام لكي تصل إلى الغدة .

و يتكون الهرمون المضاد لإدرار البول ADH مبدئيا في النوى فوق البصرية، بينما يتكون الأوسيتوسين ( الأوكسيتوسين ) مبدئيا في النوى وجنيب البطين . و لكن كل من هاتين النواتين تتمكن من تكوين هرمون النواة الثانية بكمية تبلغ سدس كمية هرمونها الخاص بها .

و عندما تنقل الدفعات العصبية نزولا على طول الألياف من النواة فوق البصرية أو النواة جنيب البطين فإن الهرمون يحرر فورا من الحبيبات الإفرازية في النهايات العصبية بلآلية الإفرازية الاعتيادية إخراج خلوي إخراج خلوي و يمتص إلى الشعيرات الدموية المجاورة . و يفرز النوروفيزين و الهرمون سوية، ولكن بسبب ارتباطهما ببعضهما برخاوة، فإن الهرمون ينفصل رأسا . و لا تعرف أية وظيفة للنوروفيزين بعد تركه للنهايات العصبية .

الجهاز الوطائي النخامي البابي

الغدة النخامية أمامية هي غدة مزودة بأوعية دموية كثيفة فيها جيوب شعرية غزيرة تمتد بين الخلايا الغدية النخامية . و يمر تقريبا كل الدم الذي يدخل إلى هذه الجيوب أولا في فراش شعيري آخر في الذروة السفلية للوطاء ، و من ثم خلال أوعية دموية بابية وطائية نخامية صغيرة إلى الجيوب النخامية الأمامية .

فالقسم الأسفل جدا من الوطاء يسمى بارزة ناصفة بارزة ناصفة التي يرتبط أسفلها مع السويقة . و تنفذ شرايين صغيرة إلى مادة البارزة الناصفة ومن ثم تعود أوعية دموية صغيرة إضافية إلى سطحها، وتتجمع لتولد الأوعية البابية الوطائية النخامية Rarely, direct damage to the hypothalamus, such as from a سكتة, will cause a fever; this is sometimes called a hypothalamic fever. However, it is more common for such damage to cause abnormally low body temperatures. . و تمر هذه الأوعية بدورها على طول السويقة النخامية لتجهز جيوب الغدة النخامية الأمامية بالدم .

إفراز الهرمونات الوطائية المحررة والمثبطة إلى البارزة الناصفة

تصنع وتفرز عصبونات خاصة في الوطاء الهرمونات الوطائية المحررة والمثبطة التي تحكم إفراز هرمونات الغدة النخامية الأمامية . و تتأصل هذه العصبونات في مختلف أقسام الوطاء و ترسل ألياف[؟]ها العصبية إلى البارزة الناصفة وإلى الحدبة الرمادية tuber cinereum ، و هي امتداد لأنسجة الوطاء يمتد إلى سويقة الغدة النخامية . و تختلف نهايات هذه الألياف عند معظم النهايات في الجهاز العصبي المركزي في كون وظيفتها ليست نقل الإشارات من عصبون لآخر ولكن فقط لإفراز الهرمونات الوطائية المحررة والمثبطة إلى سوائل أنسجة[؟] الجسم . و تمتص هذه الهرمونات رأسا إلى الجهاز البابي الوطائي النخامي وتحمل مباشرة إلى جيوب الغدة النخامية أمامية .

وظيفة الهرمونات المحررة والمثبطة في الغدة النخامية الأمامية

إن وظيفة الهرمونات المحررة والمثبطة هي التحكم في إفرازات هرمونات الغدة النخامية الأمامية . و الهرمونات المحررة هي الهرمونات المهمة لمعظم هرمونات الغدة النخامية الأمامية، ولكن بالنسبة للبرولاكتين فيحتمل أن يحكمه الهرمون المثبط له لدرجة كبيرة . و فيما يلي أهم الهرمونات المحررة والمثبطة :

  1. الهرمون المحرر لموجهة الغدة الدرقية ( TRH ( thyrotropin - releasing hormone الذي يسبب تحرير الهرمون المنبه للغدة الدرقية .
  2. الهرمون المحرر للموجهة القشرية ( CRH ( corticotropin - releasing hormone الذي يسبب تحرير الموجهة القشرية الكظرية .
  3. الهرمون المحرر لهرمون النمو ( GHRH ( growth hormone releasing hormone الذي يسبب تحرير هرمون النمو ؛ الهرمون المثبط لهرمون النمو ( GHIH ) growth hormone inhibiting hormone ؛ و هو نفس هرمون السوماتوستاتين somatostatin الذي يثبط تحرير هرمون النمو .
  4. الهرمون المحرر لموجهة القند ( GNRH ( gonadotropin - releasing hormone الذي يسبب تحرير الهرمونين الموجهين للقند والهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريبات .
  5. الهرمون المثبط للبرولاكتين ( PIH ( prolactin inhibitory hormone الذي يثبط إفراز هرمون البرولاكتين .

و بالإضافة لهذه الهرمونات الوطائية الأكثر أهمية ؛ هناك واحد آخر يحتمل بأنه يستثير إفراز هرمون البرولاكتين ، و كذلك عدة هرمونات أخرى يمكن أن تكون مثبطة لبعض هرمونات الغدة النخامية الأمامية الأخرى .

الباحات النوعية في الوطاء التي تحكم إفراز الهرمونات الوطائية النوعية المحررة والمثبطة

تفرز كل الهرمونات الوطائية أو معظمها عند نهايات عصبية في البارزة الناصفية قبل نقلها إلى الغدة النخامية أمامية . و يستثير التنبيه الكهربائي لهذه المنطقة هذه النهايات العصبية، ويؤدي ذلك أساسا إلى تحرير كل الهرمونات الوطائية . و تقع أجسام الخلايا العصبونية التي تعطي النهايات العصبية للبارزة الناصفية في باحات منفصلة أخرى في الوطاء أو في باحات منفصلة أخرى في الوطاء أو في باحات قريبة الترابط في الدماغ القاعدي . و لكن لا يعرف إلا القليل جدا عن هذه المواقع المعينة لأجسام الخلايا العصبونية التي تكون مختلف الهرمونات الوطائية المحررة أو المثبطة . و لذلك لا يمكن تحديدها بدقة .

صور إضافية
  • الغدة النخامية
  • Human brain left dissected midsagittal view
  • موقع الوطاء التشريحي

انظر أيضا

مراجع
  1. Horn, A. M.؛ Robinson, I. C. A. F.؛ Fink, G. (01 فبراير 1985)، "Oxytocin and vasopressin in rat hypophysial portal blood: experimental studies in normal and Brattleboro rats"، Journal of Endocrinology، 104 (2): 211–NP، doi:10.1677/joe.0.1040211، PMID 3968510.
  2. Date, Y؛ Mondal, MS؛ Matsukura, S؛ Ueta, Y؛ Yamashita, H؛ Kaiya, H؛ Kangawa, K؛ Nakazato, M (10 مارس 2000)، "Distribution of orexin/hypocretin in the rat median eminence and pituitary."، Brain research. Molecular brain research، 76 (1): 1–6، doi:10.1016/s0169-328x(99)00317-4، PMID 10719209.
  3. Watanobe, H؛ Takebe, K (أبريل 1993)، "In vivo release of neurotensin from the median eminence of ovariectomized estrogen-primed rats as estimated by push-pull perfusion: correlation with luteinizing hormone and prolactin surges."، Neuroendocrinology، 57 (4): 760–4، doi:10.1159/000126434، PMID 8367038.
  4. Spinazzi, R؛ Andreis, PG؛ Rossi, GP؛ Nussdorfer, GG (مارس 2006)، "Orexins in the regulation of the hypothalamic-pituitary-adrenal axis."، Pharmacological reviews، 58 (1): 46–57، doi:10.1124/pr.58.1.4، PMID 16507882.
  5. Bowen, R.، "Overview of Hypothalamic and Pituitary Hormones"، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 أكتوبر 2014.
  6. Dr. Boeree, C. George، "The Emotional Nervous System"، The Limbic System، مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 أبريل 2016.
  7. Melmed S, Jameson JL (2005)، "Disorders of the anterior pituitary and hypothalamus"، في Kasper DL, Braunwald E, Fauci AS, وآخرون (المحررون)، Harrison's Principles of Internal Medicine (ط. 16th)، New York, NY: McGraw-Hill، ص. 2076–97، ISBN 0-07-139140-1.
  • بوابة صحة المرأة
  • بوابة طب
  • بوابة علوم عصبية
  • بوابة تشريح
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.