عملية الفجر الأحمر

عملية الفجر الأحمر أو القبض على صدام حسين (بالإنجليزية: Operation Red Dawn)‏، هي عملية عسكرية قامت بها الولايات المتحدة واُلقي القبض فيها على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 13 ديسمبر 2003 في بلدة الدور بالعراق. سميت العملية على اسم فيلم الفجر الأحمر الذي صدر عام 1984.[1] نفذت المهمة من قبل فرقة العمليات المشتركة 121 [الإنجليزية] بدعم من فريق اللواء القتالي الأول (بقيادة العقيد جيمس هيكي) من فرقة المشاة الرابعة بقيادة اللواء ريموند أوديرنو.[2]

عملية الفجر الأحمر
جزء من حرب العراق 
 
التاريخ 13 ديسمبر 2003،  و12 ديسمبر 2003 
الموقع الدور 
الخسائر
القتلى 0  

فتشت فرق البحث خارج بلدة الدور في موقعين لكنهم لم يعثروا على صدام. في النهاية عثر على صدام حسين مختبئا في حفرة في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي العراقي وأٌلقي القبض عليه دون مقاومة.[3]

خلفية الأحداث

اختفى صدام حسين عن الأنظار بعد فترة وجيزة من غزو العراق عام 2003. وصفه الجيش الأمريكي بأنه "الهدف رقم واحد الأعلى قيمة" وبدأ أحد أكبر عمليات البحث في التاريخ.[4]

بين يوليو وديسمبر عام 2003 نفذت فرقة العمليات 121 التابعة لقيادة العمليات الخاصة المشتركة إثني عشر محاولة فاشلة للعثور على صدام حسين إلى جانب 600 عملية أخرى ضد أهداف أخرى بما في ذلك 300 استجواب. في 1 ديسمبر 2003 وشى سائق سابق باسم (محمد إبراهيم عمر المسلط) بأنه اليد اليمنى لصدام، وخلال الأسبوعين التاليين تم استجواب ما يقرب من 40 من أفراد عائلة المسلط للتأكد من مكانه. في 12 ديسمبر 2003 أُسر المسلط في غارة على منزل في بغداد كان يستخدم كمقر للمتمردين، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي كشف المسلط عن المكان المحتمل تواجد صدام فيه.[5] هذه المعلومات الاستخبارية وغيرها من المعلومات الاستخبارية من أعضاء سابقين في حزب البعث مدعومة بمعلومات استخباراتية من جهاز الأمن العام حددت أخيرًا مكان صدام حسين في مزرعة جنوب تكريت.[6]

تكرر الحادثة

ورقة رسمية من مكتب التحقيقات الفيدرالي وظهور بصمات للرئيس الراحل صدام حسين

لم تكن هذه المرة الأولى شيئاً من هذا القبيل قد حصل من قبل، بعد غزو واحتلال بنما عام 1989 حيث سمحت الولايات المتحدة للصحافة دخول مكتب مانويل نورييجا، وتم وصفه وكأنه منحرف جنسياً، كانت في المكتب صور لأولاد صغار، صورة لهتلر، ملابس داخلية حمراء ومجلات خلاعية. بعد بضعة أشهر تم تسريح جندي بحرية من الخدمة العسكرية الذي كان أول من دخل مكتب نورييجا، تحدث هذا الجندي في نهاية المطاف مع مراسل صحفي وقال له بأنه كان على الإطلاق أول من دخل المكتب بعد أن اختطفت الولايات المتحدة الرئيس البنمي السابق وكل ما كان داخل المكتب هو منضدة، هاتف، كرسي وآلة كاتبة.

وعند رجوعنا 16 عاماً إلى الخلف من زوال نورييجا تحديداً في عام 1973 اغتيل الرئيس التشيلي سلفادور الليندي، وعندما سمح للصحافة دخول مكتبه، شاهدوا زوجاً من الملابس الداخلية الحمراء، صور لأولاد صغار، صورة لهتلر ومجلات أباحية. وكالة المخابرات المركزية لم تمتلك الحشمة لتغيير الدعائم استعملوا نفس الدعائم السينمائية لكلا المكتبين، معتقدين أن 16 سنة كان وقتاً طويلاً وليس هناك أحداً يكتشف ويفهم الحيلة. أحد المراسلين الذي غطى حدث 1973 كان أيضاً موجوداً في بنما عام 1989 وحدث أن رأى كلا السيناريوهين المصطنعين الملفقين.

مع صدام حسين غيروا الدعائم السينمائية التي سبق ذكرها، لربما أنها قد لا تمر في العراق دون اكتشافها، نعود إلى صدام وحفرة العنكبوت والسمات الأخرى من حياته بعد 9 أبريل 2003 عندما أسر قالت السلطات الأمريكية بأنه كان يشكل قوة مستهلكة وليس له أي تأثير على المقاومة المتنامية باضطراد. المعلومات اللاحقة أظهرت بأنه كان يترأس المقاومة ودعى إلى إطلاق العديد من الهجمات على قوات الاحتلال. على سبيل المثال، خلال زيارته الأولى لبغداد، مكث بول وولفوفتز في فندق الرشيد، أطلق صاروخ على البناية وقتل عقيد أمريكي كان ماكثاً في طابق واحد فقط فوق الطابق الذي حل فيه وولفوفتز. صدام حسين أمر شخصياً بهذه الضربة، ولولا حوالي أربعة أمتار، لربما قد غير التاريخ.

ردود الفعل

  •  فلسطين : لم تعلق الحكومة الفلسطينية على خبر الإعتقال، لكن عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال ان الولايات المتحدة "ستدفع ثمنا باهظا لخطأ" القبض على صدام حسين. بعد أسر صدام ، كان المناخ السائد بين الفلسطينيين هو الإنكار والكآبة.[7]
  •  البحرين: نقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن أسر صدام سيعيد الوحدة والتلاحم للعراقيين لبناء مستقبل واعد في عراق مزدهر ينعم بالأمن ويتعاون مع جيرانه لتعزيز الاستقرار والتماسك والتنمية في المنطقة.
  •  مصر: قال وزير الخارجية أحمد ماهر: لا أعتقد أن أحداً سيحزن على صدام حسين. اعتقاله لا يغير حقيقة انتهاء نظامه وهو نتيجة طبيعية لسقوط النظام. أضر صدام بالشعب العراقي وأدخل المنطقة العربية في عدة عواصف.
  •  إيران: أعرب نائب الرئيس محمد علي أبطحي عن ارتياحه قائلاً: "أنا سعيد لأنهم ألقوا القبض على مجرم أياً كان وأنا أكثر سعادة لأنه مجرم ارتكب الكثير من الجرائم ضد الإيرانيين. وانضم أبطحي إلى الدعوة إلى إحقاق العدالة مضيفًا أن الإيرانيين عانوا كثيرًا بسببه والمقابر الجماعية في العراق تثبت الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي.
  •  الأردن: ذكرت المتحدثة باسم الحكومة إنها تأمل في طي صفحة الماضي وأن يتمكن الشعب العراقي من تحمل مسؤولياته في أسرع وقت ممكن وبناء مستقبله حسب إرادته. الكلمة الأولى والأخيرة فيما يتعلق بأسر صدام حسين أو مصيره يجب أن تعطى للشعب العراقي.
  •  لبنان: ساد التوتر في البلاد نبأ اعتقال الولايات المتحدة لصدام حسين نهاية الأسبوع. تفاجأ الناس بمدى سهولة القبض على صدام، ومع ذلك لم يكن ذلك بمثابة انتصار عسكري أمريكي. وقال سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني السابق إن أسر صدام لن ينقذ الولايات المتحدة من إدانة العالم لدعم العدو الأكبر الإسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون".
  •  السعودية: صرح الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة أن صدام حسين كان خطرًا على العالم العربي.
  •  سوريا: ذكر وزير الإعلام السوري أحمد الحسن أن موقف سوريا من العراق لا يستند إلى مصير أفراد. نريد عراقا يحفظ سلامته ووحدته وسيادته.
  •  أفغانستان: رحبت الحكومة الأفغانية بخبر اعتقال صدام حسين، واعتبرته تحذيراً لقادة معارضين مثل أسامة بن لادن والمُلّا عمر.
  •  بنغلاديش: نُسب إلى وزير الخارجية "مورشيد خان" القول إننا نأمل أن يمهد هذا الطريق للشعب العراقي ليحظى بحكومة خاصة به. حكومة من الشعب ومن أجل شعب العراق."
  •  الصين: تمنّى المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو جيانتشاو أن آخر تطوّر للموقف في العراق كان مؤاتياً لكي يتخذ الشعب العراقي مصيره بأيديهم، ولإدراك السلام والاستقرار في العراق.
  •  باكستان: كان الرد في باكستان هادئاً. الناطق باسم وزارة الخارجية مسعود خان وصف الاعتقال بتطوّر مهم.
  •  كوريا الجنوبية: رحبت كوريا الجنوبية بالخبر، الذي أتى بعد ساعات من اتّخاذ حكومتها قرار نهائي بإرسال 3000 جندي إلى العراق.
  •  سريلانكا: خطط أكثر من 46 محامياً سريلانكياً للدفاع عن الرئيس العراقي السابق في محاكمته. سكان قرية صدام حسين ناغار، عبّروا عن خيبة أمل كبيرة بسبب خبر القبض على حسين.
  •  فرنسا: جاء في تصريح للرئيس جاك شيراك أن "الرئيس سعيد جداً باعتقال صدام حسين".
  •  ألمانيا: حيى المستشار غيرهارد شرودر التطور في سعادة غامرة. في برقية إلى جورج دبليو بوش، دعا إلى بذل جهود مكثفة لإعادة بناء العراق.
  •  روسيا: قال وزير الخارجية إيغور إيفانوف، "نظن أن اعتقال صدام سيساهم في تقوية الأمن في العراق وفي عملية التنظيم السياسي في البلاد بمشاركة فاعلة مع الأمم المتحدة."
  •  المملكة المتحدة: رئيس الوزراء توني بلير، أقوى حليف للرئيس بوش في حرب العراق، وصف القبض عليه خبر جيد للعراقيين، وقال، "يزيل الظل الذي كان يحوم حولهم لفترة طويلة حول كابوس عودة نظام صدام."
  •   الفاتيكان: كبير مسؤولي كوريا، ريناتو مارتينو، شماس كاردينال ورئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام، هاجم الطريقة التي كان يُعامل بها صدام حسين من خاطفيه، قائلاً إنه تم التعامل معه كالحيوانات. قال مارتينو إنه شعر بالشفقة عند مشاهدة فيديو "الرجل مُدمر والجيش ينظر إلى أسنانه كما لو أنه وحش." الكاردينال، وهو ناقد رئيسي للحرب التي قادتها الولايات المتحدة قال إنه كان يأمل ألا يجعل القبض عليه الأمور أسوأ. لم يعلّق البابا يوحنا بولس الثاني.
  •  كندا: قام رئيس الوزراء بول مارتن بتهنئة القوات الأمريكية يوم الأحد وأرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. قال إنّه كان واثقاً من أنّ الزعيم العراقي المخلوع سيُحاكم بعدل. "المهم هو أن يُحاكم أمام محكمة العدل التي تُعد ذات مصداقية ومعروفة عالمياً، كما قال مارتن.
  •  الولايات المتحدة: قال الرئيس جورج دبليو بوش إن "صدام" سيواجه العدالة التي رفضها للملايين. بالنسبة للمعاقل البعثية المسلّحة المسؤولة عن العنف، لن يكون هناك عودة إلى السلطة والامتيازات الفاسدة التي كانوا يمتلكونها."
قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، "هذا رجل تم تصويره مئات المرات وهو يطلق النار من البنادق ويظهر مدى قوته، وفي الواقع، لم يكن قويًا جدًا، كان يختبئ في حفرة في الأرض، ويمتلك مسدسًا ولم يستخدمه قط، وبالطبع لم يقاوم أي قتال إطلاقًا. نتج عن ذلك موت الكثير من العراقيين بحسب التحليل الأخير، لم يبد شجاعاً جداً."

المصادر

  1. "Red Dawn imitated art"، يو إس إيه توداي، 17 ديسمبر 2003، مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 31 ديسمبر 2015.
  2. "معلومات عن عملية الفجر الأحمر على موقع babelnet.org"، babelnet.org، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  3. Freeman, Colin (16 ديسمبر 2003)، "From lavish palaces to a hole in the ground"، The Scotsman، مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 19 مايو 2011.
  4. Younge, Gary (15 ديسمبر 2003)، "In a hole in the ground, luck runs out for High Value Target Number One"، الغارديان، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2015.
  5. Lewis, John E. (2014)، The Mammoth Book of Covert Ops: True Stories of Covert Military Operations, from the Bay of Pigs to the Death of Osama bin Laden، London, UK: Robinson، ISBN 978-1-78033-785-2.
  6. Neville, Leigh (2015)، Special Forces in the War on Terror (General Military)، Oxford, UK: Osprey Publishing، ص. 195–197، ISBN 978-1-47280-790-8.
  7. Assadi, Mohammed (14 ديسمبر 2003)، "Palestinians mark 'black day' of Saddam capture"، Reuters، مؤرشف من الأصل في 8 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2018 عبر Tom Gross Media.
  • بوابة العراق
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.