القابون

القابون حي عريق يقع في شمال شرق العاصمة السورية دمشق، يبعد عن مركز المدينة 4 كم في منطقة مهمة بين الغوطة شرقا (بلدتي عربين وحرستا) والمدينة غربا (أراضي الصالحية)، ويجاور أحياء برزة من الشمال وجوبر من الجنوب.[1][2][3] ويخترقه الاتستراد الدولي السريع (طريق دمشق-حمص) وعقدة طرقية مهمة (عقدة القابون). وفي الحي كراج انطلاق ووصول باصات البولمان فلذلك يعتبر القابون بوابة دمشق وأول ما يراه القادمون إلى دمشق من المناطق السورية الأخرى.

القابون
 

الإحداثيات 33°33′N 36°21′E  
تقسيم إداري
 البلد سوريا 
التقسيم الأعلى دمشق 

يقدر عدد أهالي القابون بـ 40 ألف نسمة بينما يرتفع عدد سكان القابون على اختلاف هوياتهم ليقدر بأكثر من 80 ألف نسمة من الطوائف والأعراق المختلفة أما أهالي الحي فجميعهمم من المسلمين

أصل التسمية

يعود تاريخ القابون إلى العهد الآرامي حيث أن المنطقة كانت تعرف باسم «آبونا» ومعناها مكان تجمع المياه ثم حرفت الكلمة إلى القابون. كلمة (القابون) كلمة سيريانية تعني العامود وبمعنى آخر مكان تجمع المياه.

تاريخياً

يمر بحي القابون نهرا يزيد وتورا، وهما فرعان من نهر بردى ما جعلها منطقة اصطياف واستجمام للأمراء والملوك وقد أقام بها السلطان سليم فترة من الزمن حين مرض فعرف مكان إقامته باسم «مصطبة السلطان سليم.» وقد اشتهرت هذه المصطبة بوفرة الأشجار المثمرة كالمشمش والتفاح والخوخ والتوت والعنب والجارنك ونقل إليها الكثير من الورود والزهور الطبية كالختمية وغيرها. استولى على هذه المصطبة الفرنسيون في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا وأقاموا بما يعرف بالــ camp ليقيم به ضباطهم، وبعد الاستقلال أصبحت ثكنات عسكرية.

كانت تضم القابون معالم هامة (خانات ومساجد، حمامات، قصور) ولكن تهدمت جميعها إثر الزلازل القديمة ويقيت اثار تاريخية، وكان هناك عيد خاص بالقابون اسمه «عيد خميس البيض» كان يجري الاحتفال به في أول خميس من شهر نيسان في الربيع كل عام ومرتبط بزهر اللوز الأبيض الذي يغطيها في الربيع وببيض الدجاج وتلوينه والالعاب المرتبطة به.

أهالي القابون

موقع الحي بين الغوطة والمدينة يعطي أهالي حي القابون خلفية ريفية بطابع مدني عصري، لا سيما أن القابون هو حي حديث الضم لمدينة دمشق حيث كان عبر العصور جزء من الغوطة الشرقية لدمشق، وبلدة ريفية سكانها فقراء قليلون يعملون بالزراعة ثم ما لبثت أن تطورت مع الأحياء المجاورة بعد الخمسينات وتزايد عدد سكانها لتضم إلى المدينة.

أما حي تشرين شمال القابون فهو يتبع إداريا للقابون لكن يتميز بكثافة السكان الذين تشكل غالبيتهم عائلات من مختلف محافظات سورية ومن مختلف الطوائف والأعراق. يقدر عدد أهالي القابون بـ 40 ألف نسمة بينما يرتفع عدد سكان القابون على اختلاف هوياتهم ليقدر بأكثر من 80 ألف نسمة من الطوائف المختلفة بينما جميع أهالي الحي من المسلمون السنة. ويتحدث أهل القابون بلهجة مشابهة للهجة الغوطة لكن أرق منها وأقرب إلى اللهجة الشامية

عرفت القابون برفضها للذل وقدمت القابون العديد من الشهداء في الحرب العالمية الأولى منهم الشهيد محمد أديب منصور الحموي وعبد السلام عبد الواحد وغيرهم كثير.

«من صغر سني وأنا بكسر روس وجماجم. ..أحمد جمال باشا أمر بقتلي وزاد..وكانت الناس بساحة الحمام بالقابون مجتمعة بالميعاد.. ركبوني على جمل عالي وسايق الجمل جلاد..ناس يقولوا قتل أحمد القابوني وناس يقولوا مات وحباب قلبي تصيح قطع جسر الحديد وفات». -محمد القابوني-

وشارك أهالي القابون في مقارعة الاستعمار حتى أن فرنسا قصفتها بالطائرات وقدمت العديد من الشهداء لتحرير سورية من فرنسا زاد عددهم عن خمسة عشر شهيد نذكر منهمالشهيد جميل البعلي وخليل عبد الحي وسعيد الخشن وسليمان الحلبوني الذي كتب عنه أدهم الجندي في كتابه الثورة السورية، والشهيدة غزالة عثمان والشهيد محمد هولو الهبول.

وفي حرب 1948 قدمت الشهيد الملازم أول محمود البغدادي وغيره وفي حرب حزيران 1967 قدمت الشهيد فوزي البعلي وفي عام 1972 قدمت الشهيد العقيد الطيار أحمد حامد اجنيد وفي حرب تشرين قدمت كوكبة كبيرة من الشهداء منهم الشهيد علي جابرة والطيار أحمد ليلا وخليل الزهوري والأستاذ الشيخ غالب الرفاعي (ضابط المدفعية).

وفي العصر الحديث كان بها العديد من المنشدين والمطربين كالزهوري والحواط ومؤسس رابطة المنشدين حمزة شكور وغيرهم كثير.

ومن حارتها ومزارعاها مزرعة الشوك والطاحون ومزرعة الحمام وحي السهل والعارضية وحي البعلة المنسوب إلى هنيبعل القائد القرطاجي الشهير. وخرج منها الكثير من الأبطال في الرياضة ووصل البعض منهم إلى بطولات على مستوى سورية وآسيا وبعضهم وصل في أنواع الرياضة إلى بطولة العالم، كالرفاعي ونور الدين عبد الواحد والحلبوني وقاسم وخريبين وأسماء كثيرة أخرى لمعت.

أبرز علمائها الشيخ إبراهيم عيد عالم في الدين والرياضيات والعلامة محمد حمزة والعلامة محمد علي منصورالحموي وعلى المستوى العلمي لمعت أسماء كثيرة كالبروفسور حافظ اجنيد الذي أدهش الكثيرين في جامعات روسيا وبرع في علم الكيمياء والنبات. وفي علوم اللغة العربية والفقه نبغ الشيخ أحمد حمزة والعلامة محمد حمزة، والعلامة محمد علي منصور الحموي الذي عرف بشجاعته وجرأته في قول كلمة الحق. ولنساء القابون ميزات بالشجاعة والبطولة وبرز العديد منهن كالمجاهدة المناضلة لطفية عبد الواحد والمربية قمر بكار (وهي من مدينة دوما ومتزوجة في القابون).والخ

القابون والأزمة السورية 2011-2013

مسجد الفتح في القابون بعد استهدافه

يعتبر القابون شرارة الثورة السورية في دمشق فكان مع حي برزة أول الأحياء التي خرجت في مظاهرات منتظمة وشهدت حراكا سلميا ابتداء من 25 آذار/مارس 2011

لكن الحقيقة أن الأهالي أشعلوا الثورة قبل ذلك بكثير فيعتقد بأن أولى مظاهرات دمشق مظاهرة المسجد الأموي (قبل 18 آذار) كان لأهالي القابون الدور الأكبر فيها وكانوا من حرك المظاهرة في قلب دمشق وفي حي القابون. كما ان للقابون ماض في التظاهر ومقارعة نظام البعث، تجسد ذلك في انتفاضة المقبرة وانتفاضة حوادث الاتستراد الدولي في أيام الرئيس حافظ الأسد.

قدم القابون مئات الشهداء منذ شهر نيسان/أبريل 2011 حيث كان الأهالي يخرجون في مظاهرات سلمية تواجهها قوات الأمن بإطلاق الرصاص واعتقال الشبان ويستهدفها القناصة.

وفي 15 تموز/يوليو 2011 أدى إطلاق النار الكثيف على المتظاهرين وملاحقتهم بالرصاص واستهداف القناصة إلى مقتل 14 شخصا وجرح المئات فيما يعرف بمجزرة «جمعة أسرى الحرية» التي يعتقد أن النظام ارتكبها لعرقلة تحركات المعارضة السياسية في الحي حيث كان من المقرر عقد مؤتمر المعارضة السورية في صالة في حي القابون، لكن نتيجة المجزرة لم تتمكن المعارضة من الاجتماع في الداخل وفشلت المساعي السياسية لحل الأزمة بفعل جرائم النظام وأفعاله.

في 18 تموز/يوليو 2012 أدى القصف العنيف بالمروحيات والمدفعية على حي القابون واستهداف القناصة لأي حركة إلى مقتل 90 شخص فيما يعرف بمجزرة حي القابون التي كانت في ظل ما يسمى بـ«بركان دمشق وزلزال سوريا» بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي التي حاول الجيش الحر فيها السيطرة على أحياء دمشق وشن ضربة ضد النظام.

في 27 آب/أغسطس 2012 في حادثة هي الأولى من نوعها في دمشق أسقط الجيش السوري الحر طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون كانت تشن ضربات عديدة ضد المدنيين في القابون والأحياء المجاورة.

منذ شهر أيلول/سبتمبر 2012 يتعرض القابون وأهاليه لحالة من الحصار ويعانون من ضيق العيش، كما يقدم الحي كل أيام شهداء جدد كثير منهم من أبناء القابون المقاتلين في الجيش السوري الحر وآخرون يستشهدون برصاص القناصة ويستهدف الحي بقذائف الهاون كل بضعة أيام مما يوقع قتلى وجرحى أو يقتصر الأمر على الأضرار المادية.

في 21 كانون الأول/ديسمبر 2012 أدى تفجير سيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في القابون إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح آخرين إضافة إلى أضرار مادية كبيرة وسقوط أحد الأبنية.

المساجد

مسجد أبو بكر الصديق المعروف بالجامع الكبير في حي القابون
  • الجامع الكبير (أبو بكر الصديق)، وهو أكبر مساجد القابون ومركز حي القابون
  • جامع العمري، يعتبر الأقدم في حي القابون
  • جامع الغفران
  • جامع الشيخ جابر الأنصاري، يقع فيه ضريح الشيخ جابر الأنصاري
  • جامع الحسن
  • جامع الهداية (حي تشرين)
  • جامع أبو القاسم (حي البعلة)

المدارس

  • مدرسة أحمد حامد جنيد
  • مدرسة عبد الغني الباجقني
  • مدرسة أحمد ليلا
  • مدرسة ميسون الابتدائية
  • مدرسة الخوارزمي
  • مدرسة طه حسين
  • مدرسة أبو ذر الغفاري
  • مدرسة مصطفى المدني
  • مدرسة علي جابرة
  • معهد أوغاريت للغات والعلوم
  • مدرسة محمد غالب الرفاعي

مراجع

  1. "ISIS encroaches on east Damascus"، NOW، 17 أبريل 2015، مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2016.
  2. "Despite 2-year-old truce, Qaboun suffers severe siege"، Zaman al-Wasl، 27 فبراير 2016، مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2016.
  3. Damascus governorate population 2004 census نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة سوريا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.