الكون المرصود
الكون المرصود أو الكون المنظور كما يُعرف باسم الكون المشاهد (بالإنجليزية: Observable universe) هو منطقة كروية الشكل من الكون تتألف من مجمل المادة الممكن رصدها من كوكب الأرض في الوقت الحاضر، ويعود هذا نتيجة أخذ الإشعاع الكهرومغناطيسي القادم من تلك الأجرام للزمن الكافي حتى وصوله للأرض منذ بداية التوسع الكوني. يوجد ما لا يقل عن تريليونين مجرة في الكون المرصود.[7][8] وبافتراض أن المادة في الكون موزعة توزيعاً متساوياً فإن المسافة إلى حافة الكون المرصود هي تقريباً نفسها في جميع الجهات. وقد يختلف الشكل الحقيقي للكون عن الشكل الكروي. إلا أن ما نستطيع رؤيته من ضوء أو أشارات أخرى إنما هي آتية إلينا من مصادر بعيدة من جميع الاتجاهات. وكذلك هو الأمر بالنسبة لأي نقطة مشاهدة في بقعة أخرى من الكون فهي تراه كرويا.
رسم تخيّلي لكامل الكون المنظور. المقياس محدد حيث أن الحبيبات الدقيقة على الرسم تُمثّل مجموعات مؤلفة من أعدد كبيرة من العناقيد المجرية الهائلة. وقد عُلِّمَ عنقود مجرات العذراء العظيم ألا وهو موطن درب التبانة في المنتصف ولكنه صغير للغاية لدرجة أنه لا يمكن رأيته على هذا المقياس. | |
القطر | 8.8×1026 م (28.5 فرسخ فلكي أو 93 مليار سنة ضوئية)[1] |
---|---|
الحجم | 4×1080 م3[2] |
الكتلة (المادة العادية) | 1053 كيلوغرام[3] |
الكثافة | 9.9×10−30 غرام/سم3 (وتكافئ ستة بروتونات كل متر مكعب من الفضاء)[4] |
العمر | 13.799±0.021 مليار سنة[5] |
متوسط الحرارة | 2.72548 كلفن[6] |
المكونات | مادة عادية (باريونية) (4.9%) مادة مظلمة (26.8%) طاقة مظلمة (68.3%) |
جزء من سلسلة عن |
علم الكون الفيزيائي |
---|
|
وفي الواقع فإننا نستطيع مشاهدة تكوينات قد تكون بعيدة عنا بعد إشعاع الخلفية الميكروني الكوني ولكن قبله كان الكون معتما. وربما استطعنا في المستقبل مشاهدة الخلفية النيوترنوية والتي سبقت ظهور الخلفية الميكرونية الكونية أو ما هو أبعد من ذلك مثل الأمواج الثقالية ويمكن أحيانا التفريق بين الكون المرئي والذي يشمل ضوء صادر وتعدد انكساره، وبين الكون المشاهد والذي يشمل أشارات تصل إلينا منذ بدء الانفجار العظيم أو نهاية مرحلة التوسع الكوني كما نفهمها حاليا في علم الفلك. فيعتبر نصف قطر الكون المشاهد أكبر 2% من الكون المرئي.
وتبلغ قيمة المسافة المسايرة بحسب الحسابات حوالي 14.0 مليارات فرسخ فلكي (حولي 45.7 مليار سنة ضوئية) أما المسافة المسايرة إلى حافة الكون المرصود فتبلغ قيمتها حوالي 14.3 مليار فرسخ فلكي (حوالي 46.6 مليار سنة ضوئية)،[9] أي أنها أكبر بنسبة 2% تقريباً. ما يعني أن قيمة نصف قطر الكون المرصود تقدر بنحو 46.5 مليار سنة ضوئية[10][11] وقيمة قطره نحو 28.5 مليار فرسخ فلكي (93 مليار سنة ضوئية 8.8×1023 كيلومتر أو 5.5×1023 ميل).[12] يمكن حساب الكتلة الكلية للمادة العادية للكون (غير المادة المظلمة) باستخدام قيمتي الكثافة الحرجة وقطر الكون المرصود وتبلغ حوالي 1.5×1053 كيلوغرام.
لن يتمكن الضوء الصادر عن جميع الأجرام البعيدة والمار ببعض الوقت تبعاً لانزياحه الأحمر الحالي من الوصول للأرض فمن المعلوم بأن التوسع الكوني في تسارعٍ وسيصبح أُسّيَّاً في المستقبل. وستصبح جميع الأجرام المرصودة حالياً متجمدةً في الزمن قليلاً قليلاً بالمستقبل، وهذا في غضون إصدارها لضوء تتزايد حمرته وخفوته أكثر فأكثر. فعلى سبيل المثال فإن الأجرام التي تتراوح قيمة انزياحها الأحمر z الآن من 5 حتى 10 ستظل مرصودة فقط حتى 4 إلى 6 مليارات سنة من الآن. كما لن يصل إلى الأرض الضوء الصادر عن الأجرام الواقعة خلف مسافة مسايرة معينة (تبلغ قيمتها حالياً حوالي 19 مليار فرسخ فلكي).[13]
الكون والكون المرصود
إن بعض أجزاء الكون بعيدة جداً بحيث لم يتسن للضوء الصادر منها -بعد الانفجار العظيم- وقتاً كافياً للوصول إلى الأرض بَعد، فيكون هذا القسم من الكون خارج نطاق الكون المرصود. سيتسنى لنا في المستقبل رؤية بعضاً من المناطق التي لا نستطيع رؤيتها حالياً حالما يصل هذا الضوء إلى الأرض، بيد أن الأجزاء البعيدة عنّا من الكون تبتعد بسرعة تفوق سرعة الضوء طبقاً لقانون هابل (تمنع النسبية الخاصة ابتعاد الأجرام المتجاورة في منطقة محلية واحدة في الكون من الابتعاد عن بعضها البعض بسرعة تفوق سرعة الضوء، لكن لا يوجد أية قيود كهذه بالنسبة لمجموعات الأجرام البعيدة عن بعضها البعض حيث يستمر الفراغ بينهما بالازدياد. شاهد استخدامات المسافة المسايرة للاطلاع على المناقشة)، ويظهر أن معدل التوسع الكوني هذا في تسارعٍ مستمر بفعل الطاقة المُظلمة. وبافترض أن الطاقة المظلمة ستبقى ثابتة (أي أن الثابت الكوني غير متغير) بحيث يظل معدل توسع الكون في ازديادٍ مستمر سيكون هنالك «محدودية في الرؤية المستقبلية» بعد أن يستحيل للأجرام السماوية الدخول في مجال رؤيتنا خلال المستقبل اللانهائي نظراً لاستحالة وصول الضوء الصادر منها إلينا. (بمعنىً أدق قد تكون هنالك حالات تصلنا بها -في نهاية المطاف- إشارة قد أصدرتها إحدى المجرات التي تبتعد عنّا بسرعة تفوق سرعة الضوء قليلاً وذلك يعود إلى انخفاض عامل هابل المتغير مع مرور الزمن[11][14]). تقدر محدودية الرؤية المستقبلية بمسافة -متغيرة بطريقة مترابطة- بـ19 مليار فرسخ نجمي (ما يعادل 62 مليون سنة ضوئية) وذلك إن افترضنا أن الكون سيظل يتمدد إلى الأبد. مما يعني بأن عدد المجرات التي سيكون في وسعنا مشاهدتها نظرياً في المستقبل اللانهائي (بغض النظر عن أولئك اللاتي من المستحيل رؤيتها عملياً نتيجة تأثير الانزياح الأحمر. كما سيتم مناقشته في الفقرة التالية) أكبر من عدد المجرات التي يمكن رؤيتها حالياً بمعامل قدره 2.36.
رغم أنه ومن حيث المبدأ فإن المزيد من المجرات ستكون مرئية في المستقبل، إلا أن عدداً متزايداً منها سيتأثر بظاهرة الانزياح الأحمر إلى درجة كبيرة حتى أنها ستتلاشى تدريجياً وتصبح غير مرئية، وذلك نظراً لتوسع الكون المستمر.[15][16][17] وفي حال تَلَقِّينا لإشاراتٍ قد صدرت من مجرةٍ ما في الماضي فستقع -عند مسافةٍ (متغيرة بطريقة مترابطة) معينة- في مجال «الكون المرصود» (كإشارةٍ أرسلتها مجرةٌ ما بعد 500 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم). لكن قد يأتي زمنٌ -في المستقبل اللامتناهي- لا تصلنا فيه أية أشارة من ذات المجرة بسبب توسع الكون المستمر (على سبيل المثال لن نرى كيف كان شكل هذه المجرة بعد 10 مليارات من الانفجار العظيم)[18] حتى وإن بقيت في المسافة -المتغيرة بطريقة مترابطة- عينها («المسافة المتغيرة بطريقة مترابطة» هي المسافة الثابتة مع الزمن، على عكس «المسافة الصحيحة» وهي السرعة الراكدة بفضل توسع الفضاء) وهي أقل من نصف قطر الكون المرئي -المتغير بطريقة مترابطة-.[بحاجة لتوضيح] وبمقدورنا استخدام هذه الحقيقة العلمية لتعريف أحد أنواع أفق الحدث الذي يتغير بُعده عنّا مع مرور الزمن. فعلى سبيل المثال تقدّر المسافة بيننا وبين هذا الأفق بحوالي 16 مليار سنة ضوئية، مما يعني بأنه يمكن لإشارةٍ صادرة من حدثٍ في الكون -وقع في الزمن الحاضر- أن تصل إلينا يوماً ما في المستقبل بشرط أن لا يبعد عنّا ذلك الحدث أكثر من 16 مليار سنة ضوئية، أما في حال كان يبعد عنّا أكثر من تلك المسافة فيستحيل وصول الإشارة.[11]
تستخدم كِلا المقالات البحثيّة العامّة والمتخصصة في مجال علم الكون مصطلح «الكون» للإشارة إلى «الكون المرصود».[بحاجة لمصدر] ويُعزى ذلك إلى عجزنا عن معرفة أية أمر يتعلق بأي مناطق الكون المنفصلة سببياً عن كوكب الأرض من خلال التجارب المباشرة، على الرغم من أن العديد من النظريات الموثوقة تفترض وجود كون كُلّي أكبر بكثير من الكون المرصود.[بحاجة لمصدر] لا يوجد دليل يشير إلى أن حدود الكون المرصود هي حدود الكون بأكمله، ولا يوجد أصلاً أية نماذج كونية سائدة تقترح وجود حدود فيزيائية للكون، وإن كانت بعضها تقترح إمكانية محدوديته لكن بلا حدودٍ -محسوسة-، أي تماماً كسطحٍ ثنائي الأبعاد لمجسمٍ كروي، فهو محدود في المكان لكن بلا أية حدود. من المعقول جداً أنّ تمثل المجرات ضمن كوننا المرصود جزءاً ضئيلاً من المجرات الموجودة في الكون بأكمله. فوِفقاً لنظرية «التضخم الكوني» التي طرحها مؤسسها آلان غوث (وديموستينيس كازاناس[19])، لو افترضنا بأن التضخم الكوني قد بدأ بعد حوالي 10−37 ثوانٍ من الانفجار العظيم و -بحسب الفرضية المعقولة- بأن حجم الكون حالياً كان يساوي تقريباً سرعة الضوء × عمر الكون، فذلك يعني بأن حجم الكون الكلّي حالياً لا يقل عن 3×1023 أضعاف نصف قطر الكون المرصود.[20] وهنالك تقديرات أقل تُدلي بأن حجم الكون بأكمله يتجاوز حجم الكون المرصود بـ 250 ضعفاً.[21] ولو كان حجم الكون بأكمله يساوي على أقل تقدير 250 ضعف حجم الكون المرصود فسيتجاوز قطره 176 مليار فرسخ نجمي (أي ما يعادل 575 مليار سنة ضوئية).[2] كما وتضع تقديرات أعلى بالقيمة بأن حجم الكون أكبر من الكون المرصود بما لا يقل عن 101010122 ضعفاً.[22]
ومادام الكون محدوداً لكن بلا أية حدودٍ محسوسة فمن المحتمل أيضاً أن يكون الكون الفعلي أصغر حجماً من الكون المرصود. وفي هذه الحالة قد تكون في الحقيقة المجرات التي نعدها شديدة البعد صور مستنسخة لمجراتٍ قريبة قد شكلها الضوء المسافر في الكون. من الصعب اختبار هذه النظرية تجريبياً وذلك يُعزى إلى إظهار الصور المختلفة لمجرةٍ بعينها حقباً مختلفة من تاريخها وتبدو المجرة في نهاية المطاف مختلفة تماماً. يطالب بيليويز وغيره[23] بوضع حدٍ أدنى بمسافة 27,9 مليار فرسخ نجمي (أي ما يعادل 91 مليار سنة ضوئية) على قطر «سطح التشتت» الآنف (وبما أنه حداً أدنىً، فتترك الدراسة المجال مفتوحاً لاحتمالية أن يكون الكون الكُلّي أكبر من ذلك بكثير -بل لا نهائي-). وتستند هذه القيمة على تحليل الدائرة المطابقة لبيانات مسبار ويلكينسون لقياس التباين الميكروي على مدى 7 سنوات. ولكن هذه الطريقة محل خلاف.[24]
الحجم
تقدر المسافة المسايرة من كوكب الأرض إلى حافة الكون المرصود بحوالي 14.26 مليار فرسخ فلكي (وذلك يعادل 46.5 مليار سنة ضوئية أو 4.40 × 1026 متر) في أي اتجاه. ولذا فإن الكون هو عبارة عن طبقة قطرها حوالي 28.5 مليار فرسخ فلكي[25] (أي ما يعادل 93 مليار سنة ضوئية أو 8.8 × 1026 متر).[26] ويتطابق هذا الحجم مع الحجم المتغير بطريقة مترابطة (المساير) الذي يقدر بحوالي 1.22×104 مليار فرسخ فلكي مكعب (4.22×105 مليار سنة ضوئية مكعبة أو 3.57×1080 متر3) وذلك لو افترضنا أن شكل الفضاء مسطح تقريباً (بمعنى أن يكون فضاءً إقليدياً).
تمثل الأرقام المذكورة أعلاه المسافة في الوقت الحالي (في الزمن الكوني) وليس في الوقت الذي انبعث فيه الضوء. فعلى سبيل المثال لقد انبعث إشعاع الخلفية الكونية الميكروي الذي نراه الآن، في زمن انفصال الفوتون والذي قُدِّر وقت حدوثه بحوالي 380,000 سنة بعد الانفجار العظيم،[27][28] الذي حدث قبل 13.8 مليار سنة مضت. وقد انبعث هذا الإشعاع من مادة تكثف معظمها ليصبح مجرات في الوقت الحالي، وتبلغ المسافة بيننا وبين هذه المجرات نحو 46 مليار سنة ضوئية.[9][11] ولتقدير المسافة بيننا وبين تلك المادة في الزمن الذي انبعث فيه الضوء منها يجدر بالذكر أولاً أنه إذا كنا نتلقّى في الزمن الحاضر ضوءاً ذو الانزياح الأحمر فعامل التحجيم في الوقت الذي انبعث فيه الضوء في الأصل، وذلك وفقاً لإحداثيات فريدمان-لوميتر-روبرتسون-ووكر التي استُخدِمت لتصميم نموذج الكون الآخذ في التوسّع تُعطى بالأساس حسب العلاقة:[29][30]
.
تُظهر نتائج مسبار ويلكينسون لتباين الأشعة الكونية على مدى 9 سنوات وقياسات أخرى أن الانزياح الأحمر لانفصال الفوتون هو ،[31] مما يعني أن عامل التحجيم في الزمن الذي انفصل في الفوتون يقدر بـ.
إذاً في حال كان لدى المادة التي قد بعثت أقدم فوتونات إشعاع الخلفية الكونية الميكروي مسافة حالية تبلغ 46 مليار سنة ضوئية، فإن المسافة ستكون حوالي 42 مليون سنة ضوئية فقط في وقت الانفصال الذي انبعثت فيه الفوتونات بالأصل.
مفاهيم خاطئة حول حجم الكون المرصود
لقد ذكرت العديد من المصادر الثانوية تشكيلة واسعة من أرقامٍ غير صحيحة لحجم الكون المرصود. وفيما يلي بعض من هذه الأرقام أدناه مع وصفٍ موجز للأسباب المحتملة وراء هذه المفاهيم الخاطئة.
13.8 مليار سنة ضوئية
يقدر عمر الكون بأنه 13.8 مليار سنة. وفي حين شيوع المفهوم الذي يفيد أنه لا شيء سرعته تساوي أو تتخطى الضوء تنتشر فكرة خاطئة مفادها أنه لابد وأن نصف قطر الكون لا يتجاوز الـ 13.8 مليار سنة ضوئية. قد يكون هذا المنطق صحيحاً فقط في حالة واحدة وهي أن يكون تصور زمكان مينكوفيسكي الثابت المسطح بموجب النسبية الخاصة صحيحاً. لكن الزمكان (الزمان والوقت) في الكون الواقعي منحني بطريقة متوافقة مع توسع الكون كما أثبت قانون هابل. ولايوجد دليل مادي مباشر على صحة المسافات المتوصل إليها عن طريق ضرب سرعة الضوء في الفاصل الزمني الكوني.[32]
15.8 مليار سنة ضوئية
تم التوصل إلى هذا الرقم أيضاً بنفس الطريقة التي استخدمت للتوصل إلى الرقم 13,8 مليار سنة ضوئية إلا أن الرقم المنسوب إلى عمر الكون والذي نُشِر في الصحف الشعبية في منتصف عام 2006 غير صحيح.[33][34] اطلع على المرجع التالي في نهاية هذه المقالة للاطلاع على تحليل هذه النظرية والمستندات الداعمة لها.[35]
27.6 مليار سنة ضوئية
تم حساب هذا القطر باستخدام رقم (غير صحيح) لنصف قطر الكون وهو 13.8 مليار سنة ضوئية.
78 مليار سنة ضوئية
في عام 2006 توصل العالم كورنيش وعلماء آخرون[36] إلى هذا الرقم كحد أدنى ليمثل قطر الكون بأكمله (وليس فقط المرصود منه) وذلك لو سلّمنا بمحدودية الكون في حجمه نظراً لطوبولوجيته (بنيته الهندسية) المعقدة،[28][37] وبهذا الحد الأدنى المستند على المسافة الحالية المقدرة بين النقاط التي يمكننا رؤيتها على جانبين متقابلين من إشعاع الخلفية الكونية الميكروي لو كان الكون بأكمله أصغر حجماً من هذه الطبقة فسيكون قد تسنى للضوء الإبحار فيه منذ حدوث الانفجار العظيم منتجاً صوراً عديدة لجهات بعيدة في «إشعاع الخلفية الكونية الميكروي» وتظهر على شكل أنماط من الدوائر المتكررة.[38] لقد بحث كورنيش وآخرون عن مثل هذا التأثير على مستويات تصل إلى 24 مليار فرسخ فلكي (أي ما يعادل 78 مليار سنة ضوئية أو 7.4×1026 م) لكنهم أخفقوا في العثور عليه، فاقترحوا أنه لو كان بإمكانهم توسيع نطاق البحث لكي يشمل جميع الاتجاهات المحتملة فعندئذٍ "سيكون بوسعهم استبعاد احتمالية عيشنا في كونٍ يصغر قطره عن 24 مليار فرسخ فلكي. خمّن العلماء أيضاً أننا سنتمكن من البحث عن دوائر أصغر، بالإضافة إلى توسيع الحدود حتى ~28 مليار فرسخ فلكي، باستخدام خرائط منخفضة الضوضاء وعالية الدقة لإشعاع الكوني الميكروي (من مسبار ويلكينسون لتباين الأشعة الكونية في مهمته الممتدة، ومن مرصد بلانك الفضائي).[36] يتطابق هذا التخمين للحد الأدنى -كحد أقصى- , والذي يمكن اعتماده في الرصد المستقبلي، مع دائرة نصف قطرها 14 مليار فرسخ نجمي أو حوالي 46 مليار سنة ضوئية، ويقارب ذلك الرقم الذي يمثل نصف قطر الكون المرصود (المحدد بواسطة طبقة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي) الوارد في الجزء الافتتاحي لهذه المقالة. وهو مطبوع خاص قد أصدره العلماء عينهم (كورنيش والآخرون) قدم الحد الأدنى الحالي بقطر يبلغ 98.5% من قطر "طبقة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي أو ما يقارب 26 مليار فرسخ فلكي.[39]
156 مليار سنة ضوئية
تم التوصل إلى هذا الرقم من خلال مضاعفة الـ 78 مليار سنة ضوئية، بافتراض أنها تمثل نصف قطر الكون.[40] بما أن قطر الكون هو 78 مليار سنة ضوئية (قد ورد في البحث الأصلي لـكورنيش وآخرون أنه «بتوسيع نطاق البحث لكي يشمل جميع الاتجاهات المحتملة عندها سيكون بوسعنا استبعاد احتمالية عيشنا في كونٍ يصغر قطره عن 24 مليار فرسخ نجمي» وتعادل 78 مليار سنة ضوئية).[36] إن هذا الرقم المُضاعف والذي ذُكِر على نطاق واسع غير صحيح في الإعلام.[40][41][42] لقد تم التنويه على هذا الخطأ في بيان صحفي عُقِد في جامعة ولاية مونتانا - مدينة بوزمان حيث يعمل عالم الفيزياء الفلكي كورنيش وذلك أثناء مناقشة قصة وردت في مجلة ديسكوفر قائلين: «لقد ذكرت مجلة ديسكوفر على نحوٍ خاطئ أن حجم الكون هو 156 مليار سنة ضوئية، باعتقادهم أن الـ 78 مليار سنة ضوئية تمثل قطر الكون بدلاً من نصف قطره».[28] وكما ذُكِر أعلاه فإن 78 مليار هي أيضاً قيمة خاطئة.
180 مليار سنة ضوئية
يجمع هذا التقدير كلاً من تقدير 156 مليار سنة الخاطئ، وقد تم التوصل إليه أن مجرة مسييه 33 هو أبعد بنسبة 15% عن التقديرات السابقة وبذلك فإن ثابت هابل أصغر بنسبة 15%.[43]
انظر أيضًا
مراجع
- Itzhak Bars؛ John Terning (نوفمبر 2009)، Extra Dimensions in Space and Time، Springer، ص. 27–، ISBN 978-0-387-77637-8، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2011.
- What is the Universe Made Of? نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Paul Davies (2006)، The Goldilocks Enigma، First Mariner Books، ص. 43–، ISBN 978-0-618-59226-5، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 1 يوليو 2013.
- http://map.gsfc.nasa.gov/universe/uni_matter.html January 13, 2015 نسخة محفوظة 2020-10-05 على موقع واي باك مشين.
- Planck Collaboration (2015)، "Planck 2015 results. XIII. Cosmological parameters (See Table 4 on page 31 of pfd)."، Astronomy & Astrophysics، 594: A13، arXiv:1502.01589، Bibcode:2016A&A...594A..13P، doi:10.1051/0004-6361/201525830.
- Fixsen, D. J. (ديسمبر 2009)، "The Temperature of the Cosmic Microwave Background"، The Astrophysical Journal، 707 (2): 916–920، arXiv:0911.1955، Bibcode:2009ApJ...707..916F، doi:10.1088/0004-637X/707/2/916.
- Christopher J. Conselice؛ وآخرون (2016)، "The Evolution of Galaxy Number Density at z < 8 and its Implications"، The Astrophysical Journal، 830 (2): 83، arXiv:1607.03909v2، Bibcode:2016ApJ...830...83C، doi:10.3847/0004-637X/830/2/83.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Explicit use of et al. in:|مؤلف=
(مساعدة) - Fountain, Henry (17 أكتوبر 2016)، "Two Trillion Galaxies, at the Very Least"، New York Times، مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2016.
- Gott III, J. Richard؛ Mario Jurić؛ David Schlegel؛ Fiona Hoyle؛ وآخرون (2005)، "A Map of the Universe" (PDF)، The Astrophysical Journal، 624 (2): 463–484، arXiv:astro-ph/0310571، Bibcode:2005ApJ...624..463G، doi:10.1086/428890، مؤرشف من الأصل (PDF) في 25 أغسطس 2019.
- Frequently Asked Questions in Cosmology. Astro.ucla.edu. Retrieved on 2011-05-01. نسخة محفوظة 01 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Lineweaver, Charles؛ Tamara M. Davis (2005)، "Misconceptions about the Big Bang"، Scientific American، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2018.
- Itzhak Bars؛ John Terning (نوفمبر 2009)، Extra Dimensions in Space and Time، Springer، ص. 27–، ISBN 978-0-387-77637-8، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2011.
- Loeb, Abraham (2002)، "Long-term future of extragalactic astronomy"، Physical Review D، 65 (4)، arXiv:astro-ph/0107568، Bibcode:2002PhRvD..65d7301L، doi:10.1103/PhysRevD.65.047301.
- Is the universe expanding faster than the speed of light? (see the last two paragraphs) نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
- Krauss, Lawrence M.؛ Robert J. Scherrer (2007)، "The Return of a Static Universe and the End of Cosmology"، General Relativity and Gravitation، 39 (10): 1545–1550، arXiv:0704.0221، Bibcode:2007GReGr..39.1545K، doi:10.1007/s10714-007-0472-9.
- Using Tiny Particles To Answer Giant Questions. Science Friday, 3 أبريل 2009. وفقا لما ورد في نص لبراين غرين يقول به: "وحقيقةً، كل شيء نراه سيكون قد اختفى في المستقبل البعيد، باستثناء مجرتنا المحلية ومنطقة من المجرات. سيختفي الكون بأكمله أمام أعيننا، وهذه إحدى الحجج التي استخدمها تأيداً للقيام بتمويل علم الكون. فعلينا فعلها في حين ما زال لدينا الفرصة السانحة بذلك." "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 5 مايو 2018.
- انظر أيضا التوسع الكوني ومصير كون يتمدد حيث أن المجرات الواقعة خارج عنقود مجرات العذراء العظيم ستصبح غير قابلة للكشف بالنسبة لنا.
- Loeb, Abraham (2002)، "The Long-Term Future of Extragalactic Astronomy"، Physical Review D، 65 (4)، arXiv:astro-ph/0107568، Bibcode:2002PhRvD..65d7301L، doi:10.1103/PhysRevD.65.047301.
- "Dynamics of the Universe and Spontaneous Symmetry Breaking" Kazanas, D., Ap. J. (Lett.), 241, L59-L63..
- Alan H. Guth (17 مارس 1998)، The inflationary universe: the quest for a new theory of cosmic origins، Basic Books، ص. 186–، ISBN 978-0-201-32840-0، مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2011.
- Universe Could be 250 Times Bigger Than What is Observable – by Vanessa D'Amico on February 8, 2011 http://www.universetoday.com/83167/universe-could-be-250-times-bigger-than-what-is-observable/ نسخة محفوظة 2020-10-05 على موقع واي باك مشين.
- Susskind’s Challenge to the Hartle-Hawking No-Boundary Proposal and Possible Resolutions – by Don N. page on December 15, 2006 https://arxiv.org/pdf/hep-th/0610199v2.pdf نسخة محفوظة 5 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- Bielewicz, P.؛ Banday, A. J.؛ Gorski, K. M. (2013)، "Constraints on the Topology of the Universe"، Proceedings of the XLVIIth Rencontres de Moriond, , eds. E. Auge, J. Dumarchez and J. Tran Thanh Van, published by ARISF, p، 2012 (91)، arXiv:1303.4004.
- A bot will complete this citation soon. Click here to jump the queue أرخايف:1007.3466.
- "WolframAlpha"، مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2011.
- "WolframAlpha"، مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 29 نوفمبر 2011.
- "Seven-Year Wilson Microwave Anisotropy Probe (WMAP) Observations: Sky Maps, Systematic Errors, and Basic Results" (PDF)، nasa.gov، مؤرشف من الأصل (PDF) في 09 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 ديسمبر 2010. (see p. 39 for a table of best estimates for various cosmological parameters)
- "MSU researcher recognized for discoveries about universe"، 21 ديسمبر 2004، مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2013، اطلع عليه بتاريخ 08 فبراير 2011.
- Paul Davies (28 أغسطس 1992)، The new physics، Cambridge University Press، ص. 187–، ISBN 978-0-521-43831-5، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2011.
- V. F. Mukhanov (2005)، Physical foundations of cosmology، Cambridge University Press، ص. 58–، ISBN 978-0-521-56398-7، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2011.
- Bennett, C. L.؛ Larson, D.؛ Weiland, J. L.؛ Jarosik, N.؛ وآخرون (01 أكتوبر 2013)، "Nine-year Wilkinson Microwave Anisotropy Probe (WMAP) Observations: Final Maps and Results"، The Astrophysical Journal Supplement Series، 208 (2): 20، arXiv:1212.5225، Bibcode:2013ApJS..208...20B، doi:10.1088/0067-0049/208/2/20.
- Ned Wright, "Why the Light Travel Time Distance should not be used in Press Releases". نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Universe Might be Bigger and Older than Expected. Space.com (2006-08-07). Retrieved on 2011-05-01. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- Big bang pushed back two billion years – space – 04 August 2006 – New Scientist. Space.newscientist.com. Retrieved on 2011-05-01. نسخة محفوظة 24 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- Edward L. Wright, "An Older but Larger Universe?" نسخة محفوظة 01 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Cornish؛ Spergel؛ Starkman؛ Eiichiro Komatsu (مايو 2004) [October 2003 (arXiv)]، "Constraining the Topology of the Universe"، Phys. Rev. Lett.، 92 (20): 201302، arXiv:astro-ph/0310233، Bibcode:2004PhRvL..92t1302C، doi:10.1103/PhysRevLett.92.201302، PMID 15169334، 201302.
- Levin, Janna، "In space, do all roads lead to home?"، plus.maths.org، مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 2009، اطلع عليه بتاريخ 15 أغسطس 2012.
- Bob Gardner's "Topology, Cosmology and Shape of Space" Talk, Section 7 نسخة محفوظة 2012-08-02 at Archive.is. Etsu.edu. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-01.
- Vaudrevange؛ Starkmanl؛ Cornish؛ Spergel (2012)، "Constraints on the Topology of the Universe: Extension to General Geometries"، Physical Review D، 86 (8)، arXiv:1206.2939، Bibcode:2012PhRvD..86h3526V، doi:10.1103/PhysRevD.86.083526.
- SPACE.com – Universe Measured: We're 156 Billion Light-years Wide! نسخة محفوظة 29 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Roy, Robert. (2004-05-24) New study super-sizes the universe – Technology & science – Space – Space.com – msnbc.com. MSNBC. Retrieved on 2011-05-01. نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- "Astronomers size up the Universe"، BBC News، 28 مايو 2004، مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2010.
- Space.com – Universe Might be Bigger and Older than Expected نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- بوابة رحلات فضائية
- بوابة نجوم
- بوابة علم الفلك
- بوابة علم الكون
- بوابة الفضاء
- بوابة الفيزياء