أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور
أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور بالله (أو اختصاراً: يعقوب الخليفة الموحد أو يعقوب المنصور)(ح 1160 - 23 يناير 1199) سلطان وثالث خلفاء الموحدين ببلاد المغرب.[2] خلف والده أبو يعقوب يوسف. حكم من 1184 حتى وفاته في مراكش عام 1199. تميز عهده بالمشاريع الكبيرة. بنى مسجد الكتبية في مراكش وأزمع في بناء أكبر مسجد بالعالم (مسجد حسان) في الرباط إلا أن المنية وافته والإنشاء في بداياته تاركا صومعة حسان.
يعقوب بن يوسف | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
المنصور الموحدي | |||||||
فترة الحكم | 1184م - 1199م | ||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 1160م المغرب | ||||||
الوفاة | 595 هـ - 1199م مراكش | ||||||
مواطنة | المغرب | ||||||
الأولاد | |||||||
الأب | أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن | ||||||
إخوة وأخوات | |||||||
عائلة | الخلافة الموحدية | ||||||
الحياة العملية | |||||||
المهنة | سياسي | ||||||
اللغة الأم | اللغات الأمازيغية | ||||||
اللغات | العربية، واللغات الأمازيغية | ||||||
الخدمة العسكرية | |||||||
المعارك والحروب | معركة الأرك | ||||||
يعقوب الموحد احتضن ابن رشد ومحمد الوغليسي في بلاطه وحماهما. هزم ألفونسو الثامن ملك قشتالة في معركة الأرك في 19 يوليو 1195م. بعد هذا النصر اتخذ لقب «المنصور بالله».
وهناك في مدينة فاس في المغرب الأقصى عقب للسلطان يعقوب، وهم العبدلاويون - عائلة العبدلاوي معن الأندلسي - حسب ما جاء في كتاب زهرة الآس للعلامة الكتاني، وهم أهل خير وديانة، كان منهم العلماء والفقهاء والشيوخ الكبار ولهم زاوية أجدادهم المعروفة بهم اليوم في حومة المخفية وحي رأس الزاوية من فاس الأندلسية، ولهم مراقدهم التي حوت رفاة أجدادهم ممن استقروا بفاس بعد نزوحهم من الأندلس إبان سقوط ملكهم وهلاك آخر الأمراء الموحدين بها.
وصفه
قال ابن خلكان: كان صافي السمرة جدا، إلى الطول ماهو، جميل الوجه أفوه أعين شديد الكحل ضخم الأعضاء جهوري الصوت جزل الألفاظ من أصدق الناس لهجة وأحسنهم حديثا وأكثرهم إصابة بالظن.
توليه السلطة
بعد وفاة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن سنة 1184م اجتمع رأي أشياخ الموحدين وبني عبد المؤمن على تقديم يعقوب المنصور فبايعوه وعقدوا له الولاية ودعوه أمير المؤمنين كأبيه وجده ولقبوه بالمنصور.
خروج ابن الغانية
كان علي بن يوسف بن تاشفين قد استعمل على الجزائر الشرقية من بلاد الأندلس «محمد بن علي بن يحيى المسوفي»، فتوارثها بنوه من بعده إلى أيام «يوسف بن عبد المؤمن». فبعث إليه «محمد بن إسحاق المسوفي» بالطاعة، فقبل ذلك منه، وبعث إليه قائده «علي بن الروبرتير» ليختبر أمره ويعقد له البيعة عليه ويؤكد الأمر في ذلك. وكان لـ «محمد بن إسحاق» إخوة عدة يساهمونه في الرياسة. فلما انتهى إليهم «ابن الروبرتير» وعلموا الأمر الذي قدم لأجله، أنكروا على أخيهم ذلك لأنه لم يكن أعلمهم بمكاتبة «يوسف بن عبد المؤمن». فخلصوا نجيا دونه وتقبضوا عليه وعلى «ابن الروبرتير»، وقدموا مكانه أخاهم «علي بن إسحاق بن محمد» المعروف بـ (ابن الغانية). ثم بلغهم خبر وفاة «يوسف بن عبد المؤمن» وولاية ابنه «يعقوب المنصور»، فركب «علي بن إسحاق» أسطوله وطرق بجاية على حين غفلة من أهلها، فاستولى عليها (ابن الغانية) في صفر سنة 581هـ/1185م، ثم استولى على مازونة، ثم على مليانة، ثم القلعة، ثم نازل قسطنطينة فامتنعت عليه. واتصل خبره بالمنصور، فسرح إليه «أبا زيد بن أبي حفص بن عبد المؤمن» وعقد له على حرب (ابن الغانية)، وعقد لـ «محمد بن إبراهيم بن جامع» على الأساطيل. فوصل «أبو زيد» إلى إفريقية، وشرد (ابن الغانية) إلى الصحراء. ثم عاود (ابن الغانية) الأجلاب على بلاد إفريقية وظاهره على ذلك «قراقوش الغزى». وبلغ المنصور أن (ابن الغانية) قد استولى على قفصة، فنهض بنفسه من حضرة مراكش في الثالث من شوال سنة 582هـ/1186م، ووصل إلى فاس وأراح بها، ثم سار إلى رباط تازا، ثم سار إلى تونس. وجمع (ابن الغانية) إليه من الملثمين والعرب، وجاء معه «قراقوش الغزى». فسرح إليهم المنصور مقدمة من جيشه لنظر «أبي يوسف يعقوب بن أبي حفص عمر بن عبد المؤمن» فلقيه (ابن الغانية) في جموعه فانتصر عليهم وانهزم الموحدون. ووصل الخبر إلى المنصور وهو بتونس، فنهض إليهم في الحال ونزل القيروان، ثم تابع السير إلى الحامة، فالتقى الجمعان وأنهزم (ابن الغانية) وأحزابه.
مراسلة السلطان صلاح الدين الأيوبي ليعقوب المنصور الموحدي
حين حرر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، تجمع الفرنج من كل جهة، وتتابعت أساطيلهم بالمدد من كل ناحية إلى الثغور القريبة من بيت المقدس، واعترضوا أسطول صلاح الدين. ولم يستطع مواجهتهم لضعف أساطيله يومئذ، فبعث صلاح الدين إلى المنصور يطلب إعانته بالأساطيل لقتال الفرنجة. فلما وصل الرسول إلى المغرب، وجد المنصور في الأندلس، فانتظره بفاس حتى عاد. فقدم له الكتاب وكان عنوانه: «من صلاح الدين إلى أمير المسلمين». وفي أوله «الفقير إلى الله تعالى (يوسف بن أيوب) وبعد، الحمد لله الذي استعمل على الملة الحنيفة من استعمر الأرض وأغنى من أهلها من سأله القرض وأجرى على يده النافلة والفرض وزين سماء الملة بدرارى الذراري التي بعضها بعض.» وهو كتاب طويل.
معركة الأرك
قال ابن خلكان: جمع الفرنج جمعا عظيما وقصدوا يعقوب المنصور، فبلغه خبر مسيرهم وكثرة جموعهم. فما هاله ذلك، وجد في السير نحوهم، حتى التقوا في شمال قرطبة على مقربة من «قلعة رباح» في «مرج الحديد» وفيه نهر يشقه. فعبر إلى منزلة الفرنج وصافهم وذلك يوم الخميس التاسع من شعبان سنة 591هـ/1195م. ووقع القتال، وبرزت الأبطال، وصبر الرجال. فأمر الأمير يعقوب فرسان الموحدين أن يحملوا، ففعلوا، وانهزم الفرنج، وغنم المسلمون من دروعهم ستين ألف درع، وأما الدواب -على اختلاف أنواعها- لم يحصر لها عدد.
وفاة يعقوب المنصور
قال ابن خلكان: لما وصل المنصور إلى مراكش، أمر باتخاذ الأحواض والروايا وآلات السفر للتوجه إلى بلاد إفريقية. فاجتمع إليه مشايخ الموحدين وقالوا له: «يا سيدنا، قد طالت غيبتنا بالأندلس فمنا من له 5 سنين وغير ذلك. فتنعم علينا بالمهلة هذا العام وتكون الحركة في أول سنة 595هـ/1198م»، فأجابهم إلى ذلك.
قال المؤرخ ابن خلكان: وبعد هذا اختلفت الروايات في أمره، فمنهم من قال إنه ترك ما كان فيه وتجرد وساح في الأرض حتى انتهى إلى بلاد الشرق وهو مستخف حتى مات. وقيل إنه بعد أن انتهت فترة حكمه، جال في الأرض إلى أن وصل إلى منطقة في بلاد الشام هي اليوم في لبنان حيث دفن على قمة تلة في البقاع الغربي وهي الآن قرية تعرف باسمه «قرية السلطان يعقوب» وفيها مزار لهذا السلطان.
ومنهم من قال إنه لما رجع إلى مراكش توفي في جمادى الأولى: أمر السلطان الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور شيوخ الموحدين بالاجتماع حين شعر بالموت يدنو منه، ثم قال وقد اغرورقت عيناه بالدموع: «أيها الناس، أوصيكم بتقوى الله تعالى وبالأيتام واليتيمة.» قال أبو محمد عبد الواحد: «يا سيدنا يا أمير المؤمنين، ومن الأيتام واليتيمة؟» قال: «اليتيمة جزيرة الأندلس، والأيتام سكانها المسلمون. وإياكم والغفلة فيما يصلح بها من تشييد أسوارها وحماية ثغورها وتربية أجنادها وتوفير رعيتها. ولتعلموا أعزكم الله أنه ليس في نفوسنا أعظم من همها، ونحن الآن قد استودعنا الله تعالى وحسن نظركم فيها، فانظروا أمن المسلمين وأجروا الشرائع على منهاجها.» وبوفاته انتهى العصر الذهبي لأشْبِيِلِيَة في الأندلس.
مآثره العمرانية
اهتم المنصور بالبناء والتشييد والعمران: فبنى مدينة الرباط، ومسجد سلا الكبير، ومدرسته الجوفية. وبنى أيضا جامع حسان، والجامع الأعظم بقصبة مراكش، وصومعة الكتبية. وأقام مئذنة للمسجد الجامع في أشبيلية -المعروفة اليوم بـ «الجيرالدا»- وهو البرج الذي أمر ببنائه على أنقاض مبان رومانية قديمة، وصنع أربع تفاحات مذهبة لتكلل المئذنة، بعد عودته من معركة الأرك الشهيرة.
انظر أيضًا
مراجع
- المؤلف: Vasily Vasilyevich Grigoryev — العنوان : Альмогады — نشر في: Encyclopedic lexicon. Volume II, 1835
- Abū Yūsuf Yaʿḳūb b. Yūsuf b. ʿ Abd al-Muʾmin al-Manṣūr. دائرة المعارف الإسلامية, Second Edition. Brill Online, 2013. Reference. 9 January 2013 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
سبقه: أبو يعقوب يوسف |
الموحدون 1184-1199 |
لحقه: محمد الناصر |
- بوابة أعلام
- بوابة إسبانيا
- بوابة الأمازيغ
- بوابة الأندلس
- بوابة البرتغال
- بوابة السياسة
- بوابة المغرب
- بوابة مراكش
- بوابة المغرب العربي