بسماتيك الثالث

كان بسماتيك الثالث ابن الملك المصري أحمس الثاني وأحد زوجاته الملكة تنت خيتا. خلف والده في عام 526 قبل الميلاد، عندما توفي أماسيس بعد حكم طويل ومزدهر لحوالي 44 عامًا. وفقًا لهيرودوت، كان لديه ابن اسمه أماسيس وزوجة وابنة، وكلاهما لم يذكر اسمه في الوثائق التاريخية.

حكم بسماتيك مصر لمدة لا تزيد عن ستة أشهر. بعد أيام قليلة من تتويجه، هطلت الأمطار في طيبة، وهو حدث نادر أخاف بعض المصريين، الذين فسروا ذلك على أنه نذير شؤم. لم يكن الملك المصري الشاب عديم الخبرة يضاهي الغزاة الفرس. بعد أن عبر الفرس بقيادة قمبيز الثاني صحراء سيناء بمساعدة العرب، دارت معركة مريرة بالقرب من مدينة الفرما الواقعة على الحدود الشرقية لمصر، في ربيع عام 525 قبل الميلاد. هُزم المصريون في الفرما وتعرض بسماتيك للخيانة من أحد حلفائه، فيانس من هاليكارناسوس. وبالتالي، اضطر بسماتيك وجيشه إلى الانسحاب إلى منف. استولى الفرس على المدينة بعد حصار طويل، واستولوا على بسماتيك بعد سقوطها. بعد ذلك بوقت قصير، أمر قمبيز بالإعدام العلني لألفي من المواطنين الرئيسيين، بما في ذلك (يقال) ابن الملك الذي سقط.[3]

تم وصف أسر بسماتيك وإعدامه اللاحق في التاريخ من قبل هيرودوت، الكتاب الثالث، الأقسام 14 و 15. تم استعباد ابنة بسماتيك وبنات جميع النبلاء المصريين. حكم على نجل بسماتيك وألفي نبل آخر بالإعدام انتقاما لمقتل السفير الفارسي وطاقم المركب البالغ مائتي شخص. تحول «الرجل العجوز الذي كان في يوم من الأيام صديق الملك» إلى متسول. تم إحضار كل هؤلاء الأشخاص أمام بسماتيك لاختبار رد فعله، ولم ينزعج إلا بعد رؤية حالة المتسول.[4]

أدى تعاطف بسماتيك مع المتسول إلى إبعاده، لكن تم إعدام ابنه بالفعل. ثم نشأ الملك المصري المخلوع ليعيش في حاشية الملك الفارسي. بعد فترة، حاول بسماتيك إثارة تمرد بين المصريين. عندما علم قمبيز بهذا، ذكر هيرودوت أن بسماتيك شرب دم الثور ومات على الفور.[5]

وارسل قمبيز في طلب بسماتيك الثالث وعامله باحتقار والبس ابنته لبس الإماء وارسلها بيدها اناء لتسقى به ومعها مجموعه من بنات الاشراف ولما رآهم بسماتيك الثالث غض الطرف عنهم ثم رأى ابنه مصحوبا بألفى مصري وهم ماضين للقتل ولكنه ظل مستكينا كما كان عند رؤية ابنته ولكنه انهار تماما الذي كان يأكل على مائدته وهو يتسول من الجنودفلما رآه الملك لم يستطيع ان يمسك دمعه ولما رويت هذه الحادثة لقمبيز ارسل له رسوله يقول له «يقول لك سيدك قمبيز لأى سبب ما حزنت وأجريت دمعا عندما رأيت ابنتك في زى امة وابنك يسار به إلى القتل ولكنك اكرمت هذا المتسول» فرد عليه الملك وقال «يابن قورش ان مصائب بيتى كبيرة جدا حتى لا تستطيع البكاء لاجلها واما ما اصاب هذا الرجل صديقى في أول شيخوخته من وقوعه في الفقر بعد ان كان كثير الأملاك والخيرات ظهر لى انه يستوجب البكاء» فرق قلب قمبيز لهذه الاجابه فامر ان يحضر ابنه ولايقتل ولكنه كان أول من نفذ فيه حكم القتل وذهبوا ببسماتيك إلى قمبيز فأقام عنده سائر ايامه ولم يلحق به اذى كما روى من هيرودت لكنه عمل على اثارة المصريين فانكشف امره وامره قمبيز ان يشرب دم ثور فمات على الفور.

ويرى تغير سلوك قمبيز مع بسماتيك الثالث ليس من قبيل الشفقة ولكن من السياسة لان ابيه كورش الكبير كان لا يعامل الملوك الا معاملة حسنه ولا يهينهم ولا يعامل سكان بلد مهزوم بطريقه وحشيه.

histoc-ar.blogspot.com التاريخ

• بوابة أعلام
• بوابة مصر القديمة