بنط

البنط بلاد تطل على خليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأحمر، لا يوجد إجماع بين العلماء على مكانها المحدد ولكن أغلب الظن أنها في سواحل ظفار جنوب عمان إلى الشحر وميفعة من أرض المهرة جنوب وشرق مملكة حضرموت كما عرفت لاحقا في زمن الإغريق والرومان بأرض ملوك البخور واللبان والطيوب بالإضافة إلى مناطق شمال غرب الصومال. وقد سجلت الملكة الفرعونية حتشبسوت بعثتها التجارية إليها على جدران معبدها بالدير البحري بالأقصر. وكان قدماء المصريين على صلة تجارية بها حيث كانوا يتبادلون السلع. فكانوا يجلبون منها الذهب والبخور للمعابد والعاج والأبنوس واللبان والنسانيس وحيوانات كثيرة كالنمور والقرود، وأشجار نادرة.

بنط
المعطيات
زوجة الحاكم مرسومة في أحد المعابد.
تحميل أهل البنط لإحدى سفن قدماء المصريين - رسمت 1902م

اسم بلاد بنط بالهيروغليفية

الاسم:




Punt
Pwnt

بعثات إلى بلاد بنط

جنود مصريون في صحبة البعثة التجارية إلى بلاد بنط. من معبد حتشبسوت بالدير البحري.
صورة لأحد السفن التجارية الكبيرة التي أرسلتها حتشبسوت إلى بنط. من معبد حتشبسوت.

يوجد ممر قصير بين النيل وشاطئ البحر الأحمر عند مدينة قفط ولهذا كانت قفط مركزا هاما في التجارة في مصر. وتستطيع قافلة تعدية تلك المسافة خلال خمسة أيام، ومن هنا بدأت بعثات كثيرة إلى بلاد بنط.

كانت أول بعثة معروفة إلى بلاد بنط في عهد فرعون مصر ساحورع من الأسرة المصرية الخامسة. وكذلك خلال الأسرة المصرية الخامسة قامت بعثة إلى بنط في عهد جد كا رع قام بها القبطان «با ور جد». كما أرسل الملك منتوحتب الثالث بعثة إلى بنط وعلى رأسها قبطان يدعى «حنينو». كانت البعثات إلى بلاد بنط بغرض إحضار البخور واللبان ونبات المر، وأخشاب وأشجار وحيوانات من إفريقيا مثل النمور وفرائها والطاووس والنسانيس وغيرها. تقديم البخور والمر إلى الألهة كانت من الطقوس الهامة في مصر القديمة فكان الكهنة يقدمونها للآلهة يوميا. كما كان يقوم بتلك الطقوس فرعون بنفسه في احتفال كبير.

البعثات البحرية إلى الجنوب كانت رائجة منذ القدم، واشتهرت قصة البحار الذي غرقت به السفينة ورسى على أرض غريبة، ممثلة في قصة سنوحي، وهي من عهد الأسرة الثانية عشر.

أشهر تلك البعثات كانت في عهد الملكة حتشبسوت وقام بها نحسي للإتيان بالبخور والمر وأشجار الأرز.[1] وتوجد تلك البعثة مسجلة على جدران بهو الأعمدة بمعبد حتشبسوت في الدير البحري.

وحكم مصر الملك تحتمس الثالث بعد الملكة حتشبسوت، وتذكر قائمة في معبد آمون بالكرنك بلاد بنط كأحد الحملات العسكرية التي أرسلها.[2] كما أرسل بعض الفراعنة الذين جاؤوا من بعدة بحملات تجارية وأحيانا عسكرية إلى بلاد بنط.

ميناء سفاجة على البحر الأحمر.

كما تذكر أيضا بعثة إلى بلاد بنط في عهد رمسيس الثالث: «أمرت ببناء» منحو«كبيرة (سفن نقل) وأبحر عليها طاقم بحارة كبير وعساكر للحماية. وابحروا في البحر الكبير من عند» موكد«ووصلوا إلى جبال بنط، بلاد البخور، سالمين من دون خسائر كبيرة، لأني أبث الرعب في الآخرين».

عثر علماء آثار من جامعة بوسطن ومن نابولي في عام 2006 في منطقة تسمى «مرسي جواسيس» بالقرب من مدينة سفاجة على البحر الأحمر على خمسة مغارات توجد فيها بقايا حبال غليظة من حبال البحارة وألوائح خشبية كانت تستخدم في تعبئة السفن.[3]

كما عثروا على بقايا صندوق مكتوب عليها: «عجائب بلاد بنط»، ووجدوا بجانبه اسم الملك أمنمحات الثالث. ويدل هذا من قبل مصلحة الآثار المصرية على أن المصريين القدماء في عهد الفراعنة كانوا يمارسون التجارة في البحر إلى بلاد بنط، وكان على البحر الأحمر ميناء خاصا لتلك البعثات.[4]

موقع بلاد بنط

مواقع محتملة لبونت على البحر الأحمر وطرق التجارة البحرية والبرية.

حيّر هذا السؤال علماء الآثار والمؤرخين. بعض الباحثين يعتقد أن بلاد بونت هي «أوفير» المذكورة في التوراة على أنها بلاد الذهب. كما تذكر المخطوطات المصرية في أحد البرديات «عودة الإلهة»، وتصف رحلتها البرية إلى بلاد بونت التي استغرقت 120 يوم سيرًا على الأقدام، وأن الإلهة تفنوت قطعت تلك المسافة في ثلاثة أيام فقط. لا يوجد خلاف بين علماء الآثار في كون بلاد بونت تقع إما جنوبي مصر مباشرة في منطقة (السودان) أو أبعد من ذلك باتجاه جنوب شرق مصر في منطقة (جيبوتي وإثيوبيا واريتريا).[5][6] وحتى اكتشاف معبد حتشبسوت في الدير البحري كان الاعتقاد أن بلاد بونت تقع في آسيا وبالتحديد في مكان ما على شبه الجزيرة العربية. وبعد اكتشاف المعبد وجد فيه كتابة هيروغليفية تقول أن «الألهة حددوا حدود مصر جنوبا حتى بونت». وهذا يشير إلى أن بلاد بونت لا بد وأن تكون في أفريقيا، كما يؤيد ذلك أنواع الهدايا المكونه من (بخور، العاج، جلود الحيوانات) التي كان قدماء المصريين يحضرونها من هناك[7]، ومما يؤكد ذلك تصوير الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثات إلى بلاد بونت على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر، ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.[8][9]

قام الباحثان ديفيد لورتون وجون بيمسون بتحاليل تشير إلى موقع بلاد بونت جنوب شرقي النوبة، ويحظى هذا التفسير برضا العلماء. وبناء على ذلك فيبدو أن بلاد بونت تقع في القرن الأفريقي ربما عند بلاد الصومال (التي تعرف محليًا ببلاد بنط/بونت) أو ربما كانت في إريتريا.وتعتبر المناطق جنوب ذلك أقل احتمالا لموقع بونت مثل موزمبيق أو زيمبابوي، لأن تلك المواقع بعيدة جدا عن مصر، وحتى في عهد الرومان كانت بلاد مثل تنزانيا غير معروفة.

كان على سواحل إريتريا ميناء يسمى «أدوليس» حيث كانت تجارة الذهب والبخور والاخشاب رائجة، وربما كانت بلاد بونت هناك.[10]

طالع أيضا

المصادر

  1. جيمس هنري برستد: A History of Egypt. From the earliest Times to the Persian Conquest. 2nd edition, fully revised. Charles Scribner, New York NY 1951, S. 280.
  2. Eine Liste der Eroberungen Thutmosis' III. befindet sich im Amontempel in معبد الكرنك.
  3. Bericht der Grabungssaison 2005/2006. نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  4. Quelle: dpa Januar 2006; Bard, Fattovich (Hrsg.): Harbor of the Pharaohs to the Land of Punt. 2007.
  5. Der Sonnenaufgang erfolgt im Juni bei einem سمت von 65 Grad und im Januar/Februar bei einem Azimuth von 105 Grad (0 Grad = Norden, 90 Grad = Osten, 180 Grad = Süden)
  6. "Where Is Punt?"، www.pbs.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2022.
  7. أحمد (01 يناير 2017)، مختصر الكلام فيما مر على مصر من عصور وحكام، دار نشر يسطرون، ISBN 978-977-776-461-2، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020.
  8. شوقى عطالله؛ إبراهيم، الحضارة الأفريقية، ktab INC.، مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 2020.
  9. Unknown، "ملكـــات من الشـــرق: حتشبسوت..أعظم ملكة فرعونية"، ملكـــات من الشـــرق، مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 29 أبريل 2020.
  10. ZDF Expedition: Lag Punt im heutigen Eritrea?[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 14 أبريل 2020.
  • بوابة دول
  • بوابة ملاحة
  • بوابة أفريقيا
  • بوابة مصر القديمة
  • بوابة المحيط الهندي
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.