تاريخ بنغلاديش

ظهرت بنغلاديش الحديثة كدولة مستقلة عام 1971، بعد انفصالها عن باكستان في حرب الاستقلال البنغلاديشية. تتوافق حدود دولة بنغلاديش الحديثة مع الجزء الأكبر من منطقة البنغال التاريخية الواقعة في الجزء الشرقي من شبه القارة الهندية، التي تعود حضارتها إلى أكثر من أربعة آلاف عام سابقة، وتحديدًا إلى العصر النحاسي. يرتبط تاريخ المنطقة ارتباطًا وثيقًا مع تاريخ البنغال بشكل خاص، ومع تاريخ شبه القارة الهندية بشكل عام.

تاريخ آسيا الجنوبية و تاريخ الهند

العصر الحجري70,000–3300 ق. م
· ثقافة مهرغاره· 7000–3300 ق. م
حضارة وادي السند3300–1700 ق. م
ثقافة هارابان المتأخرة1700–1300 ق. م
العصر الفيدي1500–500 ق. م
· العصر الحديدي· 1200–500 ق. م
· ممالك فيدية· 1200–700 ق. م
ماها جناباداس700–300 ق. م
مملكة ماجادها684 ق. م– 320 ق. م
· إمبراطورية ماوريا· 321–184 ق. م
الممالك المتوسطة230 ق. م–1279م
· إمبرطورية|ساتافانا· 230 ق. م– 199م
· إمبراطورية كوشان· 60–240
· إمبراطورية جوبتا· 240–550
· إمبراطورية بالا· 750–1174
· إمبراطورية كولا· 250 ق. م –1279
· دولة هارشا590-647
السلطنات الإسلامية1206–1596
· سلطنة دلهي· 1206–1526
· سلطنات ديكان· 1490–1596
هويسالا1040–1346
إمبراطورية كاكاتيا1083–1323
إمبراطورية فيجيان إنكرا1336–1565
الإمبراطورية المغولية1526–1707
امبراطورية مراثا1674–1818
إمبراطورية السيخ1799–1849
الهند البريطانية1757–1947
الدول الحديثةمنذ 1947
تواريخ قومية
تاريخ بنغلاديش · بوتان · جمهورية الهند
المالديف · تاريخ نيبال · باكستان · سريلانكا
التاريخ الإقليمي
البنغال · Himachal Pradesh · أورسّا
الأقاليم الباكستانية · البنجاب · جنوب الهند · التبت
تاريخ تخصصي
سلالات · الاقتصادي · علم الهنديات · Language · أدب
Maritime · العسكري · العلوم والتكنولوجيا · Timeline

يتميز التاريخ المبكر الموثق لبنغلاديش بتعاقب الممالك والإمبراطوريات الهندوسية والبوذية التي تنافست فيما بينها على السيطرة الإقليمية. وصل الإسلام إلى المنطقة خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين، وأصبح، بشكل تدريجي، الدين المسطير على المنطقة منذ أوائل القرن الثالث عشر، مع ظهور الحكم الإسلامي، إضافة إلى ظهور المبشرين السنّة في المنطقة (كالشاه جلال). بدأ الحكام المسلمون، في وقت لاحق، حملات الدعوة الإسلامية، من خلال بنائهم للمساجد. حكمت بنغلاديش، بدءًا من القرن الرابع عشر، سلطنةُ البنغال التي أسسها شمس الدين الياس شاه، وشهدت المنطقة في تلك الفترة ازدهارًا اقتصاديًا وهيمنة عسكرية على الإمبراطوريات الإقليمية، وأشار إليها الأوروبيون على أنها أغنى دولة يمكن التعاون معها تجاريًا.[1] بعد ذلك، وقعت المنطقة تحت حكم سلطنة مغول الهند، باعتبارها أغنى المقاطعات. كانت «صوبة البنغال» تنتج نصف الناتج المحلي الإجمالي للإمبراطورية، و 12% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي،[2][3][4] متفوقةً على الناتج المحلي لأوروبا الغربية، وأصبحت بذلك رائدة عصر للتصنيع.[5] تجاوز عدد سكان العاصمة دكا حينها المليون نسمة.

بعد انهيار الإمبراطورية المغولية في أوائل القرن الثامن عشر، أصبحت البنغال دولة شبه مستقلة تحت حكم نواب البنغال، بقيادة سراج الدولة. تعرضت البنغال لاحقًا لغزوٍ من قبل شركة الهند الشرقية خلال معركة بلاسي عام 1757. ساهمت البنغال بشكل مباشر في الثورة الصناعية في بريطانيا، لكن تسبب ذلك في تراجع عمليات التصنيع فيها.[6][7][8][9]

أُنشئت حدود بنغلاديش الحديثة مع فصل البنغال عن الهند في شهر أغسطس من عام 1947، وذلك عندما أصبحت منطقة شرق باكستان جزءًا من دولة باكستان التي شُكّلت حديثًا بعد تقسيم الهند. انفصلت بنغلاديش عن غرب باكستان بمسافة 1600 كم (994 ميل) من الأراضي الهندية.[10] كانت حرب تحرير بنغلاديش، (باللغة البنغالية: মুক্তিযুদ্ধ Muktijuddho) والمعروفة أيضًا بحرب الاستقلال البنغلاديشية أو حرب التحرير البنغلاديشية، ثورة ونزاعًا مسلحًا اشتعلت بعد صعود الحركة القومية وحق تقرير المصير البنغالية في المنطقة التي كانت تُعرف بشرق باكستان خلال فترة وقوع الإبادة الجماعية في بنغلاديش عام 1971، وهو ما أسفر عن استقلال جمهورية بنغلاديش الشعبية. عانت الدولة الجديدة بعد استقلالها من المجاعة ومن الكوارث الطبيعية ومن انتشار الفقر إضافة إلى اتسام الفترة بالاضطراب السياسي الذي تجلى بالانقلابات العسكرية. أسفرت استعادة الديموقراطية عام 1991 في بنغلاديش عن عودة الهدوء النسبي إلى البلاد وتقدمها الاقتصادي السريع. تعتبر بنغلاديش اليوم واحدة من أهم دول العالم في صناعة النسيج.

الفترة القديمة

البنغال في عصور ما قبل التاريخ

يدعى كتاب أكسفورد -تاريخ الهند -بشكل قاطع- عدم تواجد أي معلومات محددة عن البنغال في الفترة قبل القرن الثالث قبل الميلاد. يُعتقد أن بعض الشعوب كالهندوآريين والسلالة الدرفيدية والمغوليين بالإضافة إلى شعب يُطلق عليه «شعب البانغا» قد انتقلوا خلال فترات متفاوتة إلى البنغال.[11]

تشكلت في دلتا البنغال غابات كثيفة وأراضي رطبة على مدى آلاف السنين. بقي جزء كبير من هذه الأراضي على حالته هذه حتى العصور التاريخية. تراجعت الغابات في تلك المنطقة بسبب النشاط البشري فيها. تواجد البشر في البنغال في فترات مبكرة من التاريخ البشري. مع ذلك، لا يوجد إجماع على الإطار الزمني لأول نشاط بشري في البنغال، ولا يوجد أيضًا كميات كبيرة من الرفات البشرية القابلة للدراسة. تؤكد إحدى وجهات النظر بأن البشر قد دخلوا البنغال من الصين قبل 60 ألف سنة، فيما ذهب رأي آخر إلى الحديث عن ظهور ثقافة إقليمية بنغالية مميزة قبل 100000 سنة. هناك دليل ضعيف على تواجد البشر في المنطقة في عصور ما قبل التاريخ.[11] وهناك أيضًا القليل من الأدلة على وجود الإنسان في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث، والعصر الحجري، من المحتمل أن تكون التحولات التي طرأت على مجاري الأنهار في المنطقة هي السبب وراء ذلك. يُعتبر موقع البنغال ومناخها غير مناسبين للحفاظ على البقايا الأثرية المادية. بسبب نقص الأحجار، من المتوقع أن يكون البشر الأوائل الذين قطنوا الأراضي البنغالية قد اعتمدوا في حياتهم اليومية على موادٍ كالخشب والخيزران التي لا يمكن لها أن تبقى لعدة عصور في بيئة كبيئة البنغال. يميل علماء الآثار في جنوب آسيا إلى التركيز على أجزاء أخرى من شبه القارة الهندية. ركز علماء الآثار المهتمون بالبنغال على التاريخ الحديث للمنطقة.[12]

تكاد تعود كامل الاكتشافات الأثرية في البنغال إلى منطقة التلال المتوزعة حول الدلتا. تعتبر تضاريس غرب البنغال وبنغلاديش الشرقية أفضل مصدرٍ للمعلومات حول الشعوب الأولى التي سكنت البنغال. اكتُشفت بعض الأحفوريات الخشبية التي تعود لشفراتٍ مُصنعة، ومكاشطَ، وفؤوس في مناطق لالماي وسيتاكند وتشاكلابونجي. ارتبطت هذه الاكتشافات مع اكتشافات أخرى في مناطق بورما والبنغال الغربية. استخدمت الحجارة الكبيرة، التي يُعتقد أنها تعود لعصور ما قبل التاريخ والمشابهة لتلك الموجودة في التلال القريبة من الهند، في البناء في شمال شرق بنغلاديش. مارس البنغاليون الزراعة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد. وُجد في البنغال أقدم دليل على استقرار المجتمعات الزراعية.[13]

أعطى النجاح الزراعي التي حققته مجتمعات البنغال في القرن الخامس قبل الميلاد الأرضية المناسبة لبناء ثقافة مستقرة، ولظهور المدن، والتجارة عبر البحر، وأولى الأنظمة السياسية.  اكتشف علماء الآثار ميناءً في منطقة واري باتشوار، استخدمه البنغاليون في عمليات التجارة مع روما القديمة، وجنوب شرق آسيا. اكتشف علماء الآثار عملاتٍ معدنية وقطعًا فخارية وأدوات حديدية وطريقًا حجريًا وحُصنًا في منطقة واري باتشوار. تُشير الاكتشافات إلى كون المنطقة مركزًا إداريًا هامًا، إذ عمل سكانها في عدد من الصناعات كصهر الحديد وصناعة عقود الزينة المصنوعة من الأحجار الكريمة. استُخدم الطين بشكلٍ واسعٍ في المنطقة، إذ استُخدم مع الطوب لبناء الجدران.[14] اكتُشفت أغلب اللوحات الطينية الشهيرة المصنوعة من الصلصال، والتي تصور الآلهة إضافة إلى مشاهد من الطبيعة والحياة اليومية، في موقع تشاندراكيتيورغاه الأثري.[15] اكتُشفت العملات الأثرية التي استخدمها البنغال القدماء في منطقة واري باتشوار وظهرت أيضًا متن القوارب المرسومة على الألواح المكتشفة في موقع تشاندراكيتيورغاه الأثري.[15]

كشفت العديد من الحفريات الأثرية في بنغلاديش عن أدلة على وجود ثقافة الفخار الأسود المصقول الشمالية في شبه القارة الهندية (حوالي 700 – 200 عام قبل الميلاد)، وهي الثقافة التي ظهرت في العصر الحديدي، وطُورت بدءًا من السنة 700 قبل الميلاد تقريبًا، وبلغت ذروة انتشارها في الفترة ما بين عامي 500 و 300 قبل الميلاد، بالتزامن مع ظهور 16 مملكة أو ماهاجانابادا في شمال الهند، والظهور اللاحق للإمبراطورية الماورية. كان الجزء الشرقي من الهند القديمة، الذي يتواجد اليوم -بأغلبه- في بنغلاديش، جزءًا من ماهاجانابادا واحدة، هي مملكة أنجا القديمة، والتي ازدهرت في القرن السادس قبل الميلاد.[16]

المصادر

  1. Nanda, J. N (2005). Bengal: the unique state، Concept Publishing Company. p. 10.، 2005، ISBN 978-81-8069-149-2، Bengal [...] was rich in the production and export of grain, salt, fruit, liquors and wines, precious metals and ornaments besides the output of its handlooms in silk and cotton. Europe referred to Bengal as the richest country to trade with.
  2. M. Shahid Alam (2016)، Poverty From The Wealth of Nations: Integration and Polarization in the Global Economy since 1760، سبرنجر، ص. 32، ISBN 978-0-333-98564-9، مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2020.
  3. Maddison, Angus (2003): Development Centre Studies The World Economy Historical Statistics: Historical Statistics, منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, (ردمك 9264104143), pages 259–261 نسخة محفوظة 22 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. لورانس هاريسون, بيتر بيرغر (2006)، Developing cultures: case studies، روتليدج (دار نشر)، ص. 158، ISBN 9780415952798، مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2020.
  5. Lex Heerma van Voss؛ Els Hiemstra-Kuperus؛ Elise van Nederveen Meerkerk (2010)، "The Long Globalization and Textile Producers in India"، The Ashgate Companion to the History of Textile Workers, 1650–2000، Ashgate Publishing، ص. 255.
  6. Tong, Junie T. (2016)، Finance and Society in 21st Century China: Chinese Culture Versus Western Markets، CRC Press، ص. 151، ISBN 978-1-317-13522-7، مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2020.
  7. Esposito, John L., المحرر (2004)، The Islamic World: Past and Present، Oxford University Press، ج. Volume 1: Abba - Hist.، ص. 174، ISBN 978-0-19-516520-3، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2017. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= has extra text (مساعدة)
  8. Ray, Indrajit (2011)، Bengal Industries and the British Industrial Revolution (1757-1857)، Routledge، ص. 7–10، ISBN 978-1-136-82552-1، مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2016.
  9. Sengupta, Shombit (08 فبراير 2010)، "Bengals plunder gifted the British Industrial Revolution"، The Financial Express، Noida, India، مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2017.
  10. Jacobs, Frank (06 يناير 2013)، "Peacocks at Sunset"، Opinionator: Borderlines، The New York Times، مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2012، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2012.
  11. Baxter, Craig (1997)، Bangladesh: From A Nation To A State، Westview Press، ص. 12، ISBN 978-0-813-33632-9.
  12. Willem van Schendel (12 فبراير 2009)، A History of Bangladesh، Cambridge University Press، ص. 11، ISBN 9780511997419.
  13. Willem van Schendel (12 فبراير 2009)، A History of Bangladesh، Cambridge University Press، ص. 13، ISBN 9780511997419.
  14. Willem van Schendel (12 فبراير 2009)، A History of Bangladesh، Cambridge University Press، ص. 15، ISBN 9780511997419.
  15. Willem van Schendel (12 فبراير 2009)، A History of Bangladesh، Cambridge University Press، ص. 19، ISBN 9780511997419.
  16. Singh, Upinder (2008)، A History of Ancient and Early Medieval India: From the Stone Age to the 12th Century، Delhi: Pearson Education، ص. 260–4، ISBN 978-81-317-1120-0، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2020.
  • بوابة تاريخ آسيا
  • بوابة بنغلاديش
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.