تصوير إرواء عضلة القلب

تصوير إرواء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial perfusion imaging)‏ عملية تعتمد على الطب النووي، وتعمل على توضيح الكفاءة الوظيفية لعضلة القلب.[1] يقيِّم هذا التصوير العديد من الحالات المصيبة للقلب، مثل مرض القلب التاجي،[2] واعتلال عضلة القلب الضخامي، واختلالات حركة جدار القلب. قد يكشف هذا التصوير أيضًا عن مناطق انسداد العضلة القلبية، عن طريق إظهار المناطق منخفضة التروية الدموية. تُقيَّم كفاءة عضلة القلب أيضًا من خلال حساب الجزء المقذوف من البطين الأيسر. يُجرى هذا المسح مع اختبار إجهاد القلب. تُستشف المعلومات التشخيصية بإثارة نقص التروية المضبوطة في القلب، ويظهر تباينًا في التروية الدموية.

تصوير إرواء عضلة القلب
 

كود OPS-301 3-704, 3-721
ن.ف.م.ط. D055414
إي ميديسين 2114292

نادرًا ما تُستخدم أساليب التصوير الاستوائية، مثل التصوير الومضي التقليدي. يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد في الولايات المتحدة. يستطيع التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد إنهاء الصورة في أقل من عشر دقائق، وتحديد الاختلالات السفلية والخلفية ومناطق انسداد العضلة القلبية الصغيرة، بالإضافة إلى الأوعية الدموية المسدودة وحجم المنطقة المسدودة والعضلة القلبية الحية.[3] تشمل النظائر معتادة الاستخدام في هذا التصوير كل من الثاليوم 201 والتيكنيشيام 99 إم.

نبذة تاريخية

بدأ تاريخ دراسة القلب عن طريق الطب النووي في عام 1927، على يد الطبيب هيرمان بلومغارت، الذي طور أول وسيلة لقياس قوة القلب، عن طريق حقن مواد بها مكون مشع مثل راديوم سي.[4][5] حُقنت المادة في النظام الوريدي وانتقلت من النصف الأيمن من القلب إلى الرئتين، ثم إلى النصف الأيسر من القلب، ومنه إلى الشرايين حيث تُكشف عبر غرفة ويلسون السحابية. تمثل غرفة ويلسون عداد وميضي بدائي، بإمكانه قياس الإشعاع. يُنتج اكتساب الإشعاع، بقياسه على مدار الزمن، ما يُعرف باسم «زمن الدورة». كلما زاد «زمن الدورة»، كانت عضلة القلب أضعف. كانت فكرة بلومغارت مزدوجة. فأولًا، قد تُستخدم المواد المشعة لكشف فزيولوجيا عضلة القلب (كفائته الوظيفية)، ويجب أن يُستخدم بأقل كمية ممكنة من الإشعاع الضروري لإجراء التصوير. وثانيًا، يحتاج المرء أن يحصل على حسابات متعددة لتحقيق تلك المهمة.

لم يُجرَ عمل محوري لعقود، حتى عام 1959، شدد عمل دكتور ريتشارد غرولين على دراسات «الراحة» حول القلب والنيتروجلسرين على نقاط عديدة.[6] فقد شدد أولًا، مثل بلومغارت، على تقييم الكفاءة الوظيفية لعضلة القلب، واحتياج هذا التقييم لقياسات متعددة على مدار الوقت، وأهمية إجراء هذه القياسات تحت نفس الظروف، دون تغيير وظيفة القلب بين القياسات. فإذا رغب المرء بتقييم نقص التروية (نقص تدفق الدم في الشرايين التاجية الناتج عن مرض القلب التاجي)، فيجب عليه دراسته تحت ظروف «مجهدة»، وأن المقارنة تتطلب مقارنة «مجهود بمجهود». وبالمثل، إذا أراد الطبيب كشف تلف نسيجي (ذبحة قلبية أو انسداد العضلة القلبية)، تُجرى هذه الاختبارات تحت ظروف راحة. لا تسفر مقارنات الراحة مع المجهود عن نتائج دقيقة بشأن نقص التروية أو الاحتشاء. وبحلول عام 1963، كان الطبيب ويليام بروس على وعي بميل المصابين بمرض القلب التاجي للإصابة بالذبحة الصدرية (ألم في الصدر) أثناء المجهود، وأقام أول وسيلة معيارية لـ«إجهاد» القلب، حيث تُقاس التغيرات المتسلسلة في ضغط الدم ومعدل نبضات القلب وتخطيط كهربائية القلب تحت ظروف «إجهاد-إجهاد». وبحلول عام 1965، أوضح الطبيب ويليام لاف إمكانية استبدال الغرفة السحابية بعداد غايغر، بصفته جهازًا عمليًا. أوضح لاف معاناته من نفس التخوف الذي واجه زملائه، تحديدًا غياب النظائر المشعة المناسبة للاستخدام البشري.[7]

استخدام الثاليوم 201

بدأ العلماء والأطباء بحلول منتصف سبعينيات القرن العشرين استخدام الثاليوم 201 كنظير مشع مثالي للدراسات البشرية.[8] يمكن أن يستخدم الأفراد جهاز المشي و«يجهدوا» أنفسهم عبر «بروتوكول بروس»، وعند ذروة التمرين، يُحقنون بمادة الثاليوم 201. يحتاج النظير المشع إلى إجراء تمرين رياضي لمدة دقيقة واحدة لتحسين انتشاره في الدورة الدموية. باستخدام الكاميرات النووية ونظرًا إلى الحدود المعروفة للثاليوم 201، لا يمكن التقاط أول صورة «تحت الإجهاد» إلا بعد ساعة من «الإجهاد». استمرارًا مع مفهوم مقارنة الصور، ستُلتقط صورة «الإجهاد» الثانية بعد المجهود بأربع ساعات، وتُقارن مع الأولى. يعكس تحرك الثاليوم 201 الاختلافات في إيصال الدم إلى الأنسجة (تدفق الدم)، والكفاءة الوظيفية (نشاط الميتوكوندريا). تُجبر فترة عمر النصف الطويلة للثاليوم 201 (73 ساعة) الأطباء على استخدام جرعات صغيرة نسبيًا (74-111 ميجا بيكريل، أو 2-3 ميللي كوري) من الثاليوم 201، وفي حالة الجرعات العالية نسبيًا وآثار النسيج (20 ميللي زيفرت). أسفرت النتائج رديئة الجودة عن الحاجة للبحث عن نظائر تؤدي إلى نتائج أفضل.[9]

تقديم نظائر التيكنيشيام 99 إم

قُدم مركبان يحتويان على التيكنيشيام 99 إم: تيبوروكسامين وسيستاميبي.[10] سيسمح استخدام التيكنيشيام 99 إم بجرعات عليا (تصل إلى 1100 ميجا بيكريل أو 30 ميللي كوري) بسبب قصر فترة عمر النصف الفيزيائية (6 ساعات). سيسفر ذلك عن مزيد من الانحلال والوميض ومزيد من المعلومات للكاميرات النووية للقياس وإنتاج صور أفضل للأطباء للتفسير.

دواعي الاستعمال الرئيسة

  • تشخيص مرض القلب التاجي والعديد من الاختلالات القلبية.
  • كشف موقع مرض القلب التاجي ودرجته لدى المرضى ذوي التاريخ المرضي به.
  • مآل المرضى المحتمل إصابتهم بحادثة قلبية أو تاجية (مثل احتشاء العضلة القلبية، وانسداد العضلة القلبية، وأم دم الشريان التاجي، واختلالات حركة الجدار).
  • تقييم العضلة القلبية الحية في منطقة توزيع شريان تاجي معين بعد الذبحة القلبية للبحث عن مبرر لإعادة التَّوعّي.
  • إعادة التَّوعّي بعد التدخل الطبي (جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي، رأب الوعاء) وتقييمه.
  • تقييم ضيق النفس إذا كان أصله قلبيًا.[11]

جرعة الإشعاع

ارتفعت اختبارات مسح التروية الدموية للقلب في الولايات المتحدة بنسبة 6% بين عامي 1993 إلى 2001 «دون تبرير». تُعتبر اختبارات مسح وتصوير التروية الدموية للقلب «مؤشرات قوية لها قدرة على التنبؤ بالحوادث السريرية المستقبلية»، وربما تكشف نظريًا عن مرضى يحتاجون إلى علاجات قوية لتحسين النتيجة، ولكنها «فرضية فقط، وليست دليلًا».[12][13] أشارت العديد من التجارب إلى الحساسية العالية (90%) للاختبار، بغض النظر عن سجل الاقتفاء، ما يرجحها على أي تأثير ضار محتمل للإشعاع المؤين. في المملكة المتحدة، يوصي المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية بإجراء تصوير إرواء عضلة القلب بعد الإصابة باحتشاء القلب أو تدخلات إعادة الإرواء.[14] توفر تصويرات إرواء عضلة القلب قدرة تنبؤية ممتازة، وأثبتت فعاليتها في الاختبار، وهي «ربما تكون منطقة من دراسة القلب بالطب النووي تزداد بها قوة الدليل».[15]

استُخدم عدد من النويدات المشعة لتصوير إرواء عضلة القلب، ومنها الروبيديوم 82 والتيكنيشيام 99 إم والثاليوم 201، وتنطوي هذه النويدات على جرعات فعالة مشابهة (15-35 ميللي زيفرت).[16][17][18][19] ربما توفر مادة الاقتفاء في تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني، الأمونيا بالنيتروجين 13، جرعات أقل (2 ميللي زيفرت)، على الرغم من عدم وفرتها. ربما تثبت بروتوكولات الإجهاد فقط فعاليتها بتقليل تكاليف المريض وتعرضه للإشعاع.[20]

المراجع

  1. Myocardial+Perfusion+Imaging في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب نظام فهرسة المواضيع الطبية (MeSH).
  2. Lee, J. C.؛ West, M. J.؛ Khafagi, F. A. (2013)، "Myocardial perfusion scans"، Australian Family Physician، 42 (8): 564–7، PMID 23971065، مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2019.
  3. Merck manuals > Radionuclide Imaging Last full review/revision May 2009 by Michael J. Shea, MD. Content last modified May 2009 نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  4. Blumgart HL, Yens OC. Studies on the velocity of blood flow: I. The method utilized. J Clin Investigation 1927;4:1-13.
  5. Love, William D. (1965)، "Isotope Technics in Clinical Cardiology" (PDF)، Circulation، 32 (2): 309–315، doi:10.1161/01.CIR.32.2.309، PMID 14340959، مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 2015، اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2012.
  6. Gorlin R, Brachfeld N, MacLeod C. and Bopp P. Effect of nitroglycerin on the coronary circulation in patients with coronary artery disease or increased left ventricular work. Circulation 1959;19:705-18.
  7. Love WD. (1965) Isotope Technics in Clinical Cardiology. Circulation 32:309-15.
  8. DePuey, E. Gordon؛ Garcia, Ernest V.؛ Berman, Daniel Sholom (2001)، Cardiac SPECT Imaging (باللغة الإنجليزية)، Lippincott Williams & Wilkins، ص. 117، ISBN 9780781720076، مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2020.
  9. Strauss, H. William؛ Bailey, Dale (مارس 2009)، "Resurrection of Thallium-201 for Myocardial Perfusion Imaging"، JACC: Cardiovascular Imaging، 2 (3): 283–285، doi:10.1016/j.jcmg.2009.01.002، PMID 19356572.
  10. Bisi, G؛ Sciagrà, R؛ Santoro, GM؛ Cerisano, G؛ Vella, A؛ Zerauschek, F؛ Fazzini, PF (يوليو 1992)، "Myocardial scintigraphy with Tc-99m-teboroxime: its feasibility and the evaluation of its diagnostic reliability. A comparison with thallium-201 and coronary angiography"، Giornale Italiano di Cardiologia، 22 (7): 795–805، PMID 1473653.
  11. Multimodality Writing Group for Stable Ischemic Heart Disease؛ وآخرون (فبراير 2014)، "ACCF/AHA/ASE/ASNC/HFSA/HRS/SCAI/SCCT/SCMR/STS 2013 multimodality appropriate use criteria for the detection and risk assessment of stable ischemic heart disease: a report of the American College of Cardiology Foundation Appropriate Use Criteria Task Force, American Heart Association, American Society of Echocardiography, American Society of Nuclear Cardiology, Heart Failure Society of America, Heart Rhythm Society, Society for Cardiovascular Angiography and Interventions, Society of Cardiovascular Computed Tomography, Society for Cardiovascular Magnetic Resonance, and Society of Thoracic Surgeons."، Journal of Cardiac Failure، 20 (2): 65–90، doi:10.1016/j.cardfail.2013.12.002، PMID 24556531.
  12. Underwood, S. R.؛ Anagnostopoulos, C.؛ Cerqueira, M.؛ Ell, P. J.؛ Flint, E. J.؛ Harbinson, M.؛ Kelion, A. D.؛ Al-Mohammad, A.؛ Prvulovich, E. M.؛ Shaw, L. J.؛ Tweddel, A. C. (1 فبراير 2004)، "Myocardial perfusion scintigraphy: the evidence"، European Journal of Nuclear Medicine and Molecular Imaging، 31 (2): 261–291، doi:10.1007/s00259-003-1344-5، PMC 2562441، PMID 15129710.
  13. Applegate, K. E.؛ Amis Jr, E. S.؛ Schauer, D. A. (3 ديسمبر 2009)، "Radiation Exposure from Medical Imaging Procedures"، New England Journal of Medicine، 361 (23): 2289–2292، doi:10.1056/NEJMc0909579، PMID 19955531.
  14. "Myocardial perfusion scintigraphy for the diagnosis and management of angina and myocardial infarction"، NICE، مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 14 ديسمبر 2017.
  15. Shaw, L (أبريل 2004)، "Prognostic value of gated myocardial perfusion SPECT"، Journal of Nuclear Cardiology، 11 (2): 171–185، doi:10.1016/j.nuclcard.2003.12.004، PMID 15052249.
  16. Berrington de Gonzalez, A.؛ Kim, K.-P.؛ Smith-Bindman, R.؛ McAreavey, D. (22 نوفمبر 2010)، "Myocardial Perfusion Scans: Projected Population Cancer Risks From Current Levels of Use in the United States"، Circulation، 122 (23): 2403–2410، doi:10.1161/CIRCULATIONAHA.110.941625، PMC 3548424، PMID 21098448.
  17. "Notes for Guidance on the Clinical Administration of Radiopharmaceuticals and use of sealed Radioactive Sources"، Department of Health، Public Health England، 22 فبراير 2017، مؤرشف من الأصل (pdf) في 24 أكتوبر 2019.
  18. A revised effective dose estimate for the PET perfusion tracer Rb-82, deKemp et al, J NUCL MED MEETING ABSTRACTS, 2008. 49(MeetingAbstracts_1): p. 183P-b-.
  19. Radiopharmaceuticals for nuclear cardiology: radiation dosimetry, uncertainties, and risk., Stabin et al, J Nucl Med, 2008. 49(9): p. 1555-63.
  20. Stress-only Nuclear Myocardial Perfusion Imaging[وصلة مكسورة], Heston TF, Internet Med J, accessed 17-Feb-2012.
  • بوابة طب
  • بوابة علم الأنظمة
  • بوابة تقانة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.