ثلم مركزي

الثلم المركزي للمخ (بالإنجليزية: Central sulcus)‏، هو طيّة في القشرة المخيّة للفقاريات.[2][3][4] يُسمّى أيضًا الشق المركزي المخي (بالإنجليزية: Central fissure)‏، حيث كانت تسميته الأولى هي شق رولاندو (fissure of Rolando) أو الشق الرولاندي (Rolandic fissure)، تبعًا لعالم التشريح الإيطالي لويجي رولاندو (Luigi Rolando) - (تورينو 16 يونيو 1773 - تورينو 20 أبريل 1831).
قد يلتبس أحياناً مع الشق الطولي الوسطي (بالإنجليزية: Medial longitudinal fissure)‏.

ثلم مركزي
الاسم العلمي
sulcus centralis cerebri
السطح الجانبي (الوحشي) الأيسر لنصف كرة المخ
يظهر الثلم المركزي باللون الأحمر.

السطح الجانبي (الوحشي) من نصف الكرة المخية. الثلم المركزي موسوم في أعلى وسط الرسم باللون الأحمر. الثلم المركزي يفصل الفص الجداري (مبيّن باللون الأزرق) عن الفص الجبهي (مبيّن باللون الأخضر الفانح).
السطح الجانبي (الوحشي) من نصف الكرة المخية. الثلم المركزي موسوم في أعلى وسط الرسم باللون الأحمر. الثلم المركزي يفصل الفص الجداري (مبيّن باللون الأزرق) عن الفص الجبهي (مبيّن باللون الأخضر الفانح).
تفاصيل
نوع من تلم[1] 
معرفات
غرايز ص.819
ترمينولوجيا أناتوميكا 14.1.09.103  
FMA 83752 
معلومات عصبية braininfo.rprc.washington.edu/Scripts/hierhier-29
UBERON ID 0002916 
نيوروليكس Central sulcus
عالم التشريح الإيطالي: لويجي رولاندو Luigi Rolando.

الثلم المركزي للمخ هو معلم بارز في الدماغ، حيث يفصل ما بين الفص الجداري والفص الجبهي، ويفصل أيضًا بين القشرة الحركية الأولية و القشرة الحسيّة الجسديّة الأولية.

التلم المركزي هو تلم، أو أخدود، في القشرة المخية للدماغ لدى الفقاريات. يُطلق عليه أيضًا اسم الشق المركزي، أو شق رولاندو أو الشق الرولاندي، نسبة إلى لويجي رولاندو. قد يحدث خلط بينه وبين الشق الطولي في بعض الأحيان.

يمثل التلم المركزي إحدى المعالم البارزة في الدماغ، ويفصل الفص الجداري عن الفص الجبهي والقشرة الحركية الأولية عن القشرة الحسية الجسدية الأولية.

تطور التلم المركزي

تشير الفرضيات إلى حدوث تطور التلم المركزي لدى الثدييات عند تطور الانفصال الكامل للقشرة الحسية الجسدية الأصلية عن نظيرتها المتطورة لدى الثدييات المشيمية مثل الرئيسيات،[5] إذ لم يتوقف التطور عند هذا الحد لتزداد الفروقات بين القشرتين مع مرور الزمن.

تطوره لدى الرئيسيات

يُعد التلم المركزي أكثر بروزًا لدى القردة العليا نتيجة الضبط الدقيق لنظام الحركة لديها.[5] استمرت البشرانيات (القردة ثنائية الحركة) في هذا الاتجاه من خلال ازدياد استخدامها لليدين الناجم عن ظهور ثنائية الحركة. سمح هذا بتحرير اليدين من استخدامهما في الحركة والتركيز بالتالي على الأفعال الأكثر تعقيدًا مثل الإمساك، واستخدام الأدوات، وصنع الأدوات وغيرها الكثير.[6]

أظهرت الدراسات السابقة أيضًا أن موقع حدوث الانفصال في التلم المركزي متوضع عند نقطة الانقسام بين الرسغ والأصابع الفردية في القشرة الحركية الأولية، ما يشير بدوره إلى تطور هذه المنطقة من خلال استخدام الأصابع. تمثل «كيه إن أو بي» إحدى الركائز القشرية المقترحة لليد، إذ أظهرت بدورها وجود عدم تناظر تشريحي مرتبط بتفضيلات اليد ومهارتها، ما يشير أيضًا إلى تشكيل تطور اليدين في تكون التلم المركزي الذي يمثل «كيه إن أو بي» الجزء المركزي من التلم المركزي المنطوي فوق التلفيف المدفون.[6]

الأهمية السريرية

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

ارتبط اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (إيه دي إتش دي) مع الاضطرابات الحسية الحركية، يقسم التلم المركزي بدوره بين الباحات الحركية الأولية والحسية الحركية على حد سواء، ما دفع العديد من الأبحاث إلى دراسة مدى تأثير شكل التلم واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على تطور الدماغ لدى هؤلاء الأفراد. لُوحظ زيادة في سماكة القشرة المخية ومتوسط عميق التلم المركزي والعمق الأقصى له لدى الأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مقارنة بالأفراد النموذجيين عصبيًا.[7] بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت التغيرات في الأقسام المتوسطة من التلم المركزي مع الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة.[7]

متلازمة ويليام

تقترح النظريات وجود دور لمورفولوجيا التلم المركزي لدى الأفراد المصابين بحالة وراثية معروفة باسم متلازمة ويليام.[8] لُوحظ حدوث تراجع في طول التلم المركزي كشذوذ مرتبط بهذه المتلازمة. مع ذلك، تعذر إيجاد أي ارتباط بين النهاية الظهرية غير الطبيعية للتلم المركزي وتراجع الذكاء العام لدى المصابين.[8] ما تزال الأهمية الوظيفية لهذا الجزء الشاذ من التلم المركزي غير مفهومة تمامًا.

مرض صغر الأوعية الدموية الدماغية الشديد

ارتبط شكل التلم المركزي مع درجة الإعاقة لدى الأفراد الذين عانوا من سكتة إقفارية تحت قشرية صغيرة نتيجة إصابتهم بمرض صغر الأوعية الدموية الدماغية الشديد. مع ذلك، ثبت أن شدة الإعاقة غير معتمدة بالكامل على مورفولوجيا التلم المركزي.[9] لُوحظ أن شدة الإعاقة متعلقة على الأرجح بالوضع الرأسي لمنطقة الكعبرة اليدوية وحجمها.[9]

انظر أيضًا

مراجع

  1. مُعرِّف النموذج التأسيسي في التشريح: 83752 — تاريخ الاطلاع: 1 أغسطس 2019
  2. "معلومات عن ثلم مركزي على موقع braininfo.rprc.washington.edu"، braininfo.rprc.washington.edu، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016.
  3. "معلومات عن ثلم مركزي على موقع braininfo.rprc.washington.edu"، braininfo.rprc.washington.edu، مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2012.
  4. "معلومات عن ثلم مركزي على موقع britannica.com"، britannica.com، مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 2016.
  5. Mendoza, Germán؛ Merchant, Hugo (01 نوفمبر 2014)، "Motor system evolution and the emergence of high cognitive functions"، Progress in Neurobiology (باللغة الإنجليزية)، 122: 73–93، doi:10.1016/j.pneurobio.2014.09.001، ISSN 0301-0082، PMID 25224031، S2CID 34279360.
  6. Hopkins, William D.؛ Meguerditchian, Adrien؛ Coulon, Olivier؛ Bogart, Stephanie؛ Mangin, Jean- François؛ Sherwood, Chet C.؛ Grabowski, Mark W.؛ Bennett, Allyson J.؛ Pierre, Peter J.؛ Fears, Scott؛ Woods, Roger (2014)، "Evolution of the Central Sulcus Morphology in Primates"، Brain, Behavior and Evolution، 84 (1): 19–30، doi:10.1159/000362431، ISSN 0006-8977، PMC 4166656، PMID 25139259.
  7. Li, S., Wang, S., Li, X., Li, Q., & Li, X. (2015). Abnormal surface morphology of the central sulcus in children with attention-deficit/hyperactivity disorder. Frontiers in neuroanatomy, 9, 114. https://doi.org/10.3389/fnana.2015.00114
  8. Jackowski, A.P., & Schultz, R.T. (2005). Foreshortened Dorsal Extension of the Central Sulcus in Williams Syndrome. Cortex, 41, 3. https://doi.org/10.1016/S0010-9452(08)70266-1
  9. Jouvent, E, Sun, ZY, De Guio, F, Duchesnay, E, Duering, M, Ropele, S, Dichgans, M, Mangin, JF, & Chabriat, H. (2016). Shape of the Central Sulcus and Disability After Subcortical Stroke: A Motor Reserve Hypothesis. Stroke, 47, https://doi.org/10.1161/STROKEAHA.115.012562

وصلات خارجية

معرض الصور

  • بوابة تشريح
  • بوابة علوم عصبية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.